لقاء اليوم

كابولوف: طهران رفضت المشاركة بلقاء موسكو لبحث المصالحة الأفغانية ولا مبرر لغضب الهند

قال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان زامير كابولوف إن الهدف من اللقاء الذي ستستضيفه بلاده، وجرت الدعوة إليه من قبل الترويكا الموسعة، من أجل إعطاء دفع لجهود إطلاق المفاوضات الأفغانية.

وأكد كابولوف -في تصريحات لبرنامج "لقاء اليوم" بث بتاريخ (2021/3/17)- أن دول الترويكا الموسعة بشأن افغانستان (تضم روسيا والولايات المتحدة والصين إضافة إلى باكستان) رأت أنه يجب التحرك لإعطاء دفع للجهود القطرية التي بذلت سعيا لإطلاق الحوار الأفغاني، مشددا على أنه ليس مشكلة الدوحة عدم توافق أطراف النزاع الأفغاني لإطلاق المفاوضات فيما بينهم.

وشدد على أن لقاء موسكو لا يمكن اعتباره منافسا للمنصة القطرية التي استضافت فترة طويلة الجهود المبذولة للمصالحة بين الأفغان، وهذا ما أكده وزير الخارجية لافروف الذي أكد تقدير موسكو للجهود القطرية المبذولة في هذا المجال.

وأشار كابولوف إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى إيران للمشاركة في لقاء موسكو، غير أنها رفضت المشاركة لأسباب سياسية وأيديولوجية تتمثل برفضها الجلوس على طاولة واحدة مع الأميركيين، مشيرا إلى أن موقف طهران أصبح أكثر تشددا بعد الضربات الأميركية لمواقع إيرانية في سوريا.

أما فيما يتعلق بعتب الهند على عدم دعوتها لهذا اللقاء، فأكد أنه لا داعي لهذا العتب، لأن فكرة اللقاء تقوم على دعوة الأطراف القادرة على التأثير على طرفي النزاع في أفغانستان، في حين أن نيودلهي لديها نفوذ فقط على حكومة كابل، وليس لها نفوذ على حركة طالبان. وقال إن الهند ستتم دعوتها بوقت لاحق عند الحديث عن إعادة إعمار أفغانستان بعد التوصل للمصالحة بين الأطراف.

كما أكد مبعوث بوتين أن هناك بعض الدول في الترويكا ترفض دعوة الهند للقاء موسكو، رافضا الإفصاح عن أسماء هذه الدول.

وحول علاقة لقاء موسكو بالمؤتمر الذي من المقرر أن تستضيفه إسطنبول الشهر القادم -والذي سيجمع الأطراف الأفغانية، وجرى ترتيب أميركي تركي له- أكد كابولوف أن لقاء موسكو لا يعتبر تمهيدا لمؤتمر إسطنبول، وقال إن الإدارة الأميركية لديها رؤية تتعلق بأفغانستان وتريد تحقيقها من خلال مؤتمر إسطنبول، ولم تطلع موسكو على هذه الرؤية أو تفاصليها.

وأوضح المسؤول الروسي أن لقاء موسكو سيعتمد في فكرته الأساسية على المقاربة بين الفرقاء الأفغان، وعلى أن أي حرب تطول مدتها، ولا تحسم لصالح أي من الطرفين، فلا بد من الوصول لتسوية واتفاق ما، يقبل من خلاله طرفا النزاع تقديم تنازلات معينة.

وأكد أن أهم العقبات -التي يرى أنها تعترض المصالحة بين الفرقاء الأفغان- هي إقناع الطرفين بوقف كامل لإطلاق النار، والذي يجب أن تسبقه مفاوضات بينهما، كذلك مطالب الطرفين، حيث تطالب طالبان بإطلاق سراح نحو 7 آلاف من مقاتليها الموجودين لدى حكومة كابل، وكذلك رفض الحركة المشاركة بالحكومة الحالية لأنها تعتبرها خائنة ولا تمثل الأفغان.

وفيما يتعلق بمصالح روسيا من تحقيق المصالحة الأفغانية، أكد مبعوث بوتين أن بلاده لديها مصالح جيوسياسية، لأنها لا تريد أن تتحول أفغانستان إلى قاعدة لتصدير الإرهاب أو المخدرات، كما أنها لا تريد أن تأتي لكابل حكومة تأتمر بقرار عاصمة ما من عواصم العالم، وفق تعبيره.