لقاء اليوم

وزير الخارجية القطري للجزيرة: هناك جهات سعت لعرقلة توقيع اتفاق السلام بين طالبان وأميركا

استضافت حلقة (2020/3/1) من برنامج “لقاء اليوم” وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للحديث عن توقيع اتفاق السلام بين أميركا وحركة طالبان في الدوحة.

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن التوصل إلى توقيع اتفاق السلام بين أميركا وحركة طالبان شهد صعوبة في بدايته، واستغرق العديد من السنوات مرورا بالعديد من الإدارات الأميركية، لكن الإدارة الحالية هي الإدارة الأكثر إصرار على التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/3/1) من برنامج "لقاء اليوم" أن التوصل إلى الاتفاق واجه صعوبات عديدة خلال الحوار من أطراف الصراع ومن جهات خارجية سعت لإيقافه، لكن حرص الجميع أوصلهم إلى التوقيع عليه، والهدف منه إحلال السلام الكامل في أفغانستان.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الاتفاق ينص على أربعة محاور رئيسية: أولها انسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان، والثاني مكافحة الإرهاب وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لاستضافة أي تنظيمات إرهابية، والثالث وقف إطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وطالبان، والرابع البدء بحوار أفغاني.

وأشار إلى وجود آلية لمراقبة وقف إطلاق النار والالتزام ببنود الاتفاق، وتشكيل غرفة عمليات مقرها الدوحة لمراقبة مدى التزام الأطراف. وأوضح أن الاتفاق الذي وقع اليوم جزء من اتفاق شامل في أفغانستان، مؤكدا أن الحكومة الأفغانية طرف أساسي في أي عملية حوار، وتم إطلاعها باستمرار على مجريات الحوار.

كما لفت إلى أن أفغانستان اليوم أمام مفترق طرق ويجب على الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الالتزام بالاتفاقية، والعمل على خطوات بناء الثقة من أجل الوصول إلى سلام شامل، مشددا على سرعة حل قضية المعتقلين لدى الطرفين، وجاهزية الدوحة لبدء الحوار من أجل ذلك.

وكشف الوزير القطري أن الاتفاق وضع معايير واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب من خلال تعريفه، وماذا يعني فك الارتباط بالتنظيمات الإرهابية، وما المقصود بعدم السماح للتنظيمات الإرهابية من استخدام أفغانستان كأرض تنطلق منها لمهاجمة الآخرين.

محاولات إفشال
وحول المعوقات وجهود إفشال المساعي القطرية في هذا الاتفاق، أكد الوزير أن في عمليات إحلال السلام لا مكان للمناكفات السياسية أو التنافس بين الدول، ويجب أن يكون الجهد جماعيا. لكن للأسف، في بعض مراحل هذا الحوار، كانت هناك أطراف تسعى للتأثير على أطراف الأزمة من أجل الانسحاب من هذا الاتفاق أو تغيير مكانه لعرقلة جهود الدوحة.

وتابع أن قطر دعت كل الدول المعنية بالأزمة في أفغانستان إلى المشاركة في توقيع الاتفاق، ومن بينها السعودية والإمارات، لكنهم لم يحضروا "وهو أمر عائد لهم"، مشددا على أن قطر ملتزمة بالعمل في إطار المجهود الجماعي، وملتزمة بفصل الملفات عن بعضها.

وأكد الوزير أن دولة قطر تعرف منذ السابق أنها أرض الحوار والوساطات، وأنها لا تسعى لتحقيق أي مصلحة أو أهداف مخفية أو خاصة بها، ولديها هدف واحد وهو تحقيق السلام الشامل، وليس مهما لها من هي الدولة المستضيفة للحوار، لكنها حريصة على بلوغ السلام.

واختتم حديثه بأنه من المؤسف أن يمر ألف يوم على حصار قطر ويتم توقيع هذا الاتفاق، بينما لم تنجح جهود حل الأزمة الخليجية وتوقف الحوار حول ذلك، مؤكدا انفتاح الدوحة على الحوار البناء وغير المشروط لحل الأزمة، و"نقدّر موقف الكويت وسعيها لحل الخلاف، لكنه حتى اللحظة لم ينجح في إيجاد أي اختراق".

المصدر: الجزيرة