لقاء اليوم

بريمر: حتى لو لم تكن هناك حرب مع إيران أميركا ستعود للمنطقة

قال بول بريمر الحاكم الأميركي السابق للعراق إن واشنطن ما كانت لتجلي موظفيها ورعاياها من بغداد وأربيل لو لم تكن لديها معلومات استخبارية دقيقة بشأن خطر إيراني يتهددهم.

قال الحاكم الأميركي السابق للعراق بول بريمر إنه عمل مع ستة وزراء خارجية، وإنه يدرك بأن إجلاء موظفين ورعايا أميركا من منطقة ما ليس بالقرار السهل، فهو قرار مربك ويثير مشاعر الإحباط.

ولذلك شدد -في تصريحات لبرنامج "لقاء اليوم" بتاريخ (2019/5/21)- على قناعته بأن حكومته لم تكن لتتخذ قرارا بإجلاء موظفيها ورعاياها من أربيل وبغداد لو لم تكن تتوفر لديها معلومات استخباراتية دقيقة بشأن مخاطر تهدد حياتهم وسلامتهم.

وفيما يتعلق بشأن ما يتداول حول سعي بعض أعضاء الإدارة الأميركية للتأثير على الرئيس دونالد ترامب لشن حرب مع إيران -رغم أنه لا يريدها- قال بريمر إن الرئيس في النظام الأميركي هو صاحب القرار النهائي بشن حرب أم لا.

وبحسب بريمر فإن المهم هو ما يقوله ترامب وليس ما يقوله رئيس الأمن القومي جون بولتون أو وزير الخارجية مايك بومبيو، وأشار إلى أن كلا من ترامب ونظيره الإيراني يؤكدان أنهما لا يريدان الحرب "وقد يكونا صادقين وقد يكونا يراوغان".

وقال أيضا إن وزير الخارجية مثل كثير من المسؤولين الأميركيين يصنفون إيران على أنها أكثر الدول الداعمة للإرهاب، وأضاف أن بومبيو لا زال يحتفظ بذاكرته بصور أميركيين قتلوا بالعراق بإيعاز من إيران.

وردا على سؤال: لماذا أرسل ترامب المقاتلات والبارجات للمنطقة إذا لم يكن يريد حربا ويريد التفاوض، كما يقول؟ أكد بريمر أن استعراض القوة قد يكون السبيل الأنجع لإنجاح الدبلوماسية وإجبار الإيرانيين على العودة لطاولة المفاوضات.

وبحسب بريمر فإن الكثير من الأميركيين من كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) يعارضون الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما مع الإيرانيين، لأن هذا الاتفاق يتيح لإيران بناء سلاح نووي خلال عشر سنوات.

كما أكد بريمر أن الإيرانيين أدركوا أن أوباما كان مستعجلا على توقيع الاتفاق قبل أن يغادر البيت الأبيض، لذلك هم وقعوا الاتفاق عندما كانت بنوده لصالحهم.

وأوضح أنه سواء كانت هناك حرب أم لا، فإن أميركا على قناعة بأن هناك خطرا إستراتيجيا يتهدد مصالحها بالمنطقة، وهذا الخطر تجسد بعد سحب قواتها من المنطقة، وترك المجال أمام ثلاث إمبراطوريات قديمة تتصارع على ملء الفراغ الذي أحدثه الغياب الأميركي، وتريد كل واحدة منها بسط نفوذها، وهي الإمبراطورية الفارسية والروسية والعثمانية.

ولم يخف بريمر أن الحكومة الأميركية تستشعر القلق -من الوضع بالمنطقة- على مصالحها ومصالح حلفائها، وهي تدرك تماما أن الرئيس أوباما اتخذ الكثير من القرارات الخاطئة التي نجم عنها الوضع الخطير الحالي بالمنطقة.

ولكن إذا كانت الولايات المتحدة قد أوشكت على الاكتفاء نفطيا، ولن تكون بحاجة لنفط الشرق الأوسط، فما هي المصالح التي تخشى عليها بالمنطقة ولماذا تريد أن تعود بقواتها إليها؟

يرد بريمر -بدون تردد- مؤكدا أن إسرائيل هي الحليف الديمقراطي الرئيسي لأميركا بالمنطقة، وأن الأخيرة يهمها حماية هذا الحليف من أية أخطار قد يتعرض لها.

ومع أن بلاده لن تكون بحاجة لنفط الشرق الأوسط، فإن حلفاء أميركا الآسيويين وخاصة الهند يعتمدون بشكل كبير على نفط المنطقة، لذلك على أميركا أن تحفظ أمن واستقرار الشرق الأوسط ويجب ألا تغيب عنه وألا تترك غيرها يتولى إدارة مصالحها.

وفيما يتعلق بالانسحاب الأميركي من العراق، انتقد بريمر الرئيس أوباما الذي اتخذ بدون أي حسابات قرار الانسحاب. ووصف أوباما بأنه كان مستعجلا وكان يبحث عن أية ذريعة للانسحاب.

ورغم الأوضاع المتردية التي يعيشها العراق حاليا فإن بريمر أكد أن التجربة العراقية بعد الغزو الأميركي ناجحة، مشيرا لتدني أرقام البطالة وارتفاع دخل الفرد وتحسن الناتج القومي مقارنة بما كان عليه الوضع أيام الرئيس صدام حسين.

ورفض بريمر وجهة النظر التي ترى أن قراره الشخصي بحل الجيش العراقي كان سببا رئيسيا بإيجاد تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق، لكنه حمل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي المسؤولية الكبرى بهذا القرار.

وقال إن المالكي عزل كبار الضابط بالجيش الذي تدربوا على يد الأميركيين ووضع بدلا منهم أفرادا من المحسوبين عليه، والذين كانوا يفتقرون لكل المهارات القتالية والعسكرية، ولم يستطيعوا الصمود أمام قوات القاعدة وانسحبوا منذ اللحظات الأولى.