لقاء اليوم

علاوي: تدخلات دولية تعقد المشهد العراقي وتعرقل المصالحة

ناقش برنامج “لقاء اليوم” مع إياد علاوي نائب الرئيس العراقي، الأوضاع العسكرية والسياسية في بلاده، والمواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى تأثير التدخلات الخارجية على المصالحة الوطنية.

قال إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية العراقية، إن التدخلات الإقليمية والدولية تلعب دورا كبيرا في تعقيد المشهد العراقي ومنع المصالحة الوطنية، واستشهد بتصريحات عديدة لمسؤولين من إيران توضح تدخل بلادهم السلبي في دول المنطقة.

وأضاف -في حلقة 15/5/2015 من برنامج "لقاء اليوم"- أن معركة دول التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية فُرضت على المجتمع العربي بأكمله، لكنه أوضح أن التحالف بين الدول المشاركة لا يعتبر تحالفا بالمعنى المفهوم للكلمة، وإنما تركت خيارات المشاركة للدول بشكل فردي إلى حد ما.

واعتبر أن عدم وجود إستراتيجية موحدة لمواجهة تنظيم الدولة، ساهم في إطالة أمد الحرب، ودعا إلى اتباع إستراتيجية تفضي إلى انتصار عسكري وسياسي دائم، والقيام بعمليات نوعية لضرب قيادات ومراكز التنظيم تفضي إلى تقليص قدراته على شن هجمات.

الجيش والحشد
وأرجع علاوي الخراب الذي حلّ بالجيش العراقي إلى أيام الاحتلال الأميركي وتفكيك الدولة العراقية وحلّ المخابرات والأجهزة الأمنية ثم إعادة تشكيلها مرة أخرى، حيث خضعت فيما بعد للطائفية السياسية التي أذابت هوية الجيش الذي لم يستطع أن يواجه تنظيم الدولة المصمم على الفوز، وتم في ما بعد تكوين الحشد الشعبي الذي يتكون من فئة تؤمن بسلامة البلاد، وفئة أخرى من "المندسين".

وأكد نائب رئيس الجمهورية العراقية أن الحشد الشعبي لن يكون بديلا للجيش، الذي أوضح أنه أضعف بشكل ممنهج لمدة عشر سنوات، وبدأ يفقد هويته الوطنية وأصبح يمثل الطائفية، ودعا إلى ضرورة العمل على جعل الجيش هو الوعاء الحقيقي الجامع لأبناء الوطن.

وحول تبني الحكومة العراقية للحل الأمني حتى الآن، قال علاوي إن الحل السياسي الشامل يعني المصالحة الوطنية، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه مع تنظيم الدولة الذي يعتبر غريبا عن الساحة السياسية العراقية، كما أوضح أن الدعم الإقليمي لبعض المليشيات العراقية يزيد من تعقيد الأزمة.

نووي إيران
ورأى أن من غير الصحيح حصر الشأن العراقي على السنة والشيعة فقط، بل دعا إلى اعتبار الأكراد والمسيحيين والبعثيين السابقين وغيرهم شركاء في الهم الوطني، وناشد القوى السياسية أن تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية، واعتبار العراق بلدا للجميع دون استثناء.

ونفى أن يكون ملف المصالحة الوطنية قد شهد تقدما، وأرجع ذلك إلى عدم وجود جدية من قبل بعض الجهات في الحكومة، معتبرا أن الاهتمام بالملف قد تلاشى لانشغال الجميع بملف مواجهة تنظيم الدولة، إضافة إلى عدم الاهتمام والتعطيل الذي يواجهه الملف من قبل بعض القوى السياسية.

ولم يرَ علاوي بأسا في الاتفاق مع إيران إذا ضمن الاتفاق أنه يمنعها من الحصول على السلاح النووي، وفي حال عدم حدوث ذلك فإن للعرب الحق في الحصول على السلاح النووي بالشراء أو بغيره، وفق رأيه.

وكشف أن حركة النازحين أصبحت تشكل تهديدا للتركيبة السكانية في المنطقة خصوصا سوريا والعراق، وأوضح أن الجميع يريد أن يساهم القادة العرب في حل هذه الأزمة، وأشار إلى موافقة المانحين على دعم الأردن ولبنان ومناطق النازحين في كردستان العراق، كما تمت الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة للتعامل مع هذه الأزمة.