
رئيس الحكومة التونسية: الاستحقاقات الانتخابية في موعدها
قال رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة إنّ حكومته المؤقتة عازمة على إجراء الانتخابات في موعدها قبل نهاية هذا العام، وقادرة على تأمينها رغم التهديدات بإفشالها.
وقال جمعة في حلقة الجمعة (5 سبتمبر/أيلول 2014) من برنامج "لقاء اليوم" إن التقييم النهائي لأداء الحكومة يكون بعد انتهاء مهمتها وإتمام مسار الانتقال الديمقراطي وإنجاح الانتخابات، وذلك في معرض رده على سؤال حول تقييمه لأداء الحكومة بعد مرور مائتي يوم على تشكيلها.
وأضاف أن مواجهة "الإرهاب" من أولويات الحكومة، ووصفه بأنه "آفة غريبة على المجتمع التونسي لكنه ليس آفة داخلية فقط وإنما يتنامى في ظل مد إقليمي".
وأوضح أن مشروع "الإرهاب" يرمي إلى هدم الدولة التونسية قبل إتمام الانتقال الديمقراطي وإجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة قبل نهاية العام، لكنه لفت إلى أنه بمواجهة ذلك تزداد الدولة ومؤسساتها رسوخا وقوة.
وتعليقا على عودة بعض الوجوه القديمة إلى الظهور على الساحة قبل موعد الانتخابات، قال جمعة "الخيار للشعب، لكني أثق في أن ذكاء التونسيين الذين صنعوا ثورة عظيمة لن يجعلهم يقومون بثورة مضادة".
وردا على سؤال حول إمكانية ترشحه للرئاسيات المقبلة، قال جمعة إن كل ما يهمه هو العمل لإنجاح مهمته المكلف بها في قيادة الحكومة من أجل إتمام الانتقال الديمقراطي وإجراء الانتخابات.
ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول، بينما تجرى الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
جمعة نفى وجود دبلوماسية برأسين في تونس، وأكد أن الدبلوماسية التونسية ترتكز على ثوابت أهمها عدم التدخل في شؤون البلدان الصديقة واحترام خياراتها |
العلاقة بليبيا
وحول تدهور الأوضاع الأمنية وتعثر العملية السياسية في الجارة ليبيا، أكد رئيس الحكومة التونسية أن حكومته تولي أهمية خاصة لعلاقاتها مع ليبيا، وشدد على قضية ضبط الحدود خاصة أن هناك تهديدات أمنية واسعة جراء لجوء الآلاف من ليبيا.
وشدد في الوقت نفسه على رفض بلاده لأي تدخل أجنبي في ليبيا وضرورة حل الأزمة داخليا، وقال إنهم عرضوا مساعدة الليبيين في التوصل لحلول للأزمة التي تمر بها البلاد، استنادا إلى تجربة تونس في الحوار الوطني نهاية العام الماضي.
لكنه عبر عن اعتقاده بضرورة أن تأتي الدعوة من الداخل، آملا أن يصلوا إلى حل لأزمتهم بالحوار بعيدا عن لغة السلاح التي عادة ما تثبت فشلها، وفق جمعة.
وتعليقا على الأقاويل الرائجة بوجود دبلوماسية برأسين في تونس -إحداهما تتبع الرئاسة والأخرى الحكومة- نفى جمعة ذلك، وقال إن الخارجية تعمل بالتنسيق مع الرئاسة والحكومة. وأكد أن الدبلوماسية التونسية ترتكز على ثوابت أهمها عدم التدخل في شؤون البلدان الصديقة واحترام خياراتها.
أصدقاء تونس
وبشأن مؤتمر أصدقاء تونس المزمع انعقاده بعد أيام، قال إن المؤتمر يشير إلى انتهاء صفحة الغموض التي أربكت الاقتصاد الوطني ويقدم صورة واضحة للوضع الاقتصادي في البلاد، مضيفا أنه يمثل فرصة لعرض الرؤية المستقبلية للبلاد وأنه بمثابة "رسالة إيجابية من شركائنا المشاركين بالمؤتمر أن تونس مستقرة".
وأشار جمعة الذي تولى رئاسة الحكومة في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أنه لمس حرصا ورغبة في التعاون ومساعدة تونس خلال جولاته الخارجية التي شملت الولايات المتحدة وعواصم أوروبية وخليجية.