لقاء اليوم

بيلاي تنتقد الأحكام بحق صحفيي الجزيرة

عبرت المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي في حديثها لحلقة الأحد 2/11/214 من برنامج “لقاء اليوم” عن صدمتها بعد الأحكام الصادرة بحق صحفيي الجزيرة في مصر.

أنهت المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي أعمالها في المنظمة قبل شهر، بعد أن تابعت عن كثب ملف حقوق الإنسان في المنطقة العربية لا سيما الشرق الأوسط.

وعبرت بيلاي عن حزنها لاحتجاز صحفيي الجزيرة في مصر، وقالت إن سجنهم يعتبر "حدثا صادما لأنه يؤكد أن حرية التعبير والصحافة لا تحترم في مصر".

وأضافت أنها أحست بالصدمة جراء الأحكام الكبيرة التي صدرت بحقهم، مشيرة إلى أنها خاطبت الرئاسة المصرية، وأوضحت أن هذه الأحكام بحق الصحفيين "تمثل صورة زائفة للعدالة".

كما أشارت المفوضة في حديثها لحلقة الأحد 2/11/2014 من برنامج "لقاء اليوم" إلى عمليات اعتقال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأحكام الإعدام، مؤكدة أن هذه الأمور "لا يمكن وضعها في خانة العدالة"، وقالت إن ما يحدث في مصر يعتبر "تطورا خطيرا وحزينا".

وقالت المفوضة إنها أصدرت من التصريحات والبيانات التي رصدتها لجنة التحقيق الخاصة بسوريا، والتي "تشير بوضوح إلى وجود العديد من الانتهاكات الخطيرة جدا".

انتهاكات بسوريا
وأضافت بيلاي أن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان وثق مقتل قرابة مائتي ألف شخص في سوريا، في صراع مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات.

وأشارت إلى طلبها من مجلس الأمن الدولي أن يحيل هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبيها وإقامة العدالة وإنصاف الضحايا. وأضافت أنها طالبت بإيقاف ارتكاب هذه الجرائم فورا، مؤكدة أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة السورية بشكل أساسي.

وأكدت بيلاي أن القانون الدولي يلزم كل دولة بحماية مواطنيها داخل أراضيها كجزء من سيادتها، وأوضحت أن فشل أي دولة في ذلك يعطي المجتمع الدولي الحق في التدخل لحماية تلك الشعوب.

وأقرت بفشل المجتمع الدولي في العمل على حماية الشعب السوري، مؤكدة أن المظاهرات الأولى التي قامت في بداية الثورة كانت تطالب بحقوق الإنسان الأساسية، ولكنها قوبلت بالعنف من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، وعجز المجتمع الدولي عن التدخل حينها لحماية المدنيين.

وحملت المفوضة سلطات النظام السوري المسؤولية الكبرى في تنفيذ عمليات القتل والتعذيب ضد الشعب السوري، وذلك لتنفيذها عمليات القصف العشوائي والهجمات بالأسلحة الكيميائية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بعض الجماعات المسلحة ترتكب أعمال عنف أخرى.

الميز العنصري
وقارنت المفوضة السابقة بين الأوضاع في فلسطين وما عانته جنوب أفريقيا سابقا، واستشهدت بوصف الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر للأوضاع في فلسطين "بالفصل العنصري"، وقالت إن الأوضاع في فلسطين أسوأ بكثير من نظام الفصل العنصري.

وأكدت أن الفلسطينيين عانوا من الاضطهاد والعنف لستة عقود من الزمان، وعبرت عن ترحيبها بإعلان الدولة الفلسطينية التي ينتظرها الكثير لتقوم به، على حد قولها.

وقالت بيلاي إن الكثيرين من سكان جنوب أفريقيا يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني ويسعون لمساعدته حتى يقيم دولته على أراضيه، ودعت الفلسطينيين إلى المصادقة على ميثاق روما الأساسي والانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية حتى يضعوا بذلك حدا للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليهم.

وأوضحت أنها شهدت خلال مسيرتها العملية كمفوضة لحقوق الإنسان ثلاث عمليات عسكرية قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ووصفت العملية العسكرية الأخيرة بالأسوأ على الإطلاق، مؤكدة ارتكاب إسرائيل جرائم "فظيعة" ضد المدنيين دون أن ينالها عقاب أو تهديد من المجتمع الدولي.

وفي ما يتعلق بالشأن اليمني عبرت عن أملها في تفعيل المؤسسات القائمة بالدولة حتى تسهم في حل أزمة البلاد، مشيرة إلى معاناة الشعب اليمني من عمليات العنف التي تقوم بها بعض المجموعات المسلحة، مؤكدة أن الشعب اليمني يطالب بالتدخل الدولي ليساعده في القضاء على هذه المجموعات المسلحة التي لا يستطيع القضاء عليها لوحده.