لقاء اليوم

وليد جنبلاط.. قانون الانتخابات الجديد

تستضيف الحلقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ليتحدث عن قانون الانتخابات الجديد في لبنان، وهل هناك ما يمنع هذه الانتخابات؟ وهل يمكن تمرير القانون الجديد؟

– أزمة قانون الانتخابات النيابية
– حزب الله والإستراتيجية الدفاعية

– الوضع الأمني اللبناني

– حزب الله وتورطه في سوريا

– مسار الثورة السورية

 

‪مازن إبراهيم‬ مازن إبراهيم
‪مازن إبراهيم‬ مازن إبراهيم
‪وليد جنبلاط‬ وليد جنبلاط
‪وليد جنبلاط‬ وليد جنبلاط

مازن إبراهيم: مشاهدينا الكرام، أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج لقاء اليوم، ونستضيف فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، سيد وليد جنبلاط أهلاً وسهلاً بكم في هذه الحلقة، دعني أبدأ معك من أكثر نقطة ساخنة اليوم في لبنان والتي ترتبط بموضوع الانتخابات النيابية، هل تعتقد بأن شهر يونيو المقبل سيشهد انتخابات نيابية؟

أزمة قانون الانتخابات النيابية

وليد جنبلاط: أعتقد أننا سنشهد انتخابات نيابية إذا لم يحدث حدث كبير أمني يعطل، ليس هناك أي سبب دستوري ليلغي الانتخابات، هناك نقاش اليوم حول القانون لكن ليس هناك أي سبب دستوري، ورئيس الجمهورية سيدعو إلى تشكيل الهيئة الناخبة وهذه من صلاحياته وسيطعن بالقانون الأرثوذوكسي أو بالقانون الانعزالي، يعني هذا قانون يخلق انعزاليات عند المسيحيين وعند السنة وعند الشيعة وعند الدروز يفرق ويفتت البلد.

مازن إبراهيم: ولكن هذا القانون بعدما أقرته اللجان النيابية بات اليوم على باب مجلس النواب وبالتالي ربما سيتم التصويت عليه الأسبوع المقبل؟

وليد جنبلاط: أقرته اللجنة، هذا إقرار سياسي، هذه كانت صفعة سياسية لتحالف 14 آذار، لكن في داخل المجلس يستطيع يعني لا أعتقد حسب وفق ما وردتني معلومات بأن الرئيس بري سيمرر قانوناً تكون فيه مكونات أساسية غائبة عنه، لأن الرئيس بري حريص على الوفاق في لبنان، ثم فلنقل أنه أقر سيطعن به الرئيس، رئيس الجمهورية، وله هذا من حقه وسيطعن به دستورياً، هذا مخالف للميثاق الوطني ميثاق العيش المشترك.

مازن إبراهيم: ستدعمون الرئيس في هذه الخطوة في حال تم إقرار القانون الأرثوذوكسي؟

وليد جنبلاط: الرئيس سليمان سندعمه في دحض أي قانون يمزق البلاد ويشتت البلاد، نحن مع إعادة النظر ببعض الدوائر الانتخابية، وتوافقنا تقريباً على الخلط بين النسبية والأكثرية ليبقى تقسيم الدوائر، لكن لا يجوز أن نذهب إلى قانون يجعل البلاد كانتونات مذهبية وطائفية ويمزق تلك البلاد، لا يجوز.

مازن إبراهيم: طيب هل يمكن القول الآن أن هنالك في جعبة وليد جنبلاط وبتنسيق مع نبيه بري، مشروع قانون آخر قد يعرض على المجلس النيابي؟

وليد جنبلاط: ذكرت أن الرئيس بري قال لن أوافق على قانون تغيب عنه مكونات أساسية، هذا أولاً، ثانياً ذكرت بأن الرئيس سليمان يصر على التأكيد على الميثاق، ميثاق الطائف، ميثاق العيش المشترك، وله صلاحية الطعن دستورياً، وله صلاحية عدم أيضاً التوقيع على القانون، وحتى ولو عاد هذا القانون ليصوت عليه مرة ثانية وفق معلوماتي فهو يحتاج إلى ثلثي المجلس إذن هذا شيء صعب التحقيق، ثالثاً سندرس مع الفرقاء انطلاقا القانون الذي قدمه رئيس الجمهورية، الرئيس ميشيل سليمان، كيفية المزج بين الأكثري والنسبي، وكيفية الخروج من هذا المرض الانعزالي.

مازن إبراهيم: من هم الفرقاء، يعني تحدثت عن حديث مع الفرقاء، هل تقصد حزب الله، وكذلك تيار المستقبل و..

وليد جنبلاط: في الوقت الحاضر الفرقاء الذين أتحدث عنهم، الذين وافقوا على هذا قانون التفتيت، هم حزب الله طبعاً، هو الحزب الأساس، لست أفهم كيف أن حزباً يريد تحرير فلسطين ينطلق من قاعدة واسعة يعني أين كان الحزب عام 2006 عندما كان منتصراً، وكان رئيسه السيد حسن نصر الله شبه زعيم للأمة العربية والإسلامية، ولماذا حصل، هذا هو حاله الحزب اليوم بالانعزال القديم، بعضه مسيحي وبعضه مسلم.

مازن إبراهيم: هذه تهمة كبيرة أيضاً تواجهها إلى الأمين لحزب الله، بأنه تحول إلى تيار انعزالي اليوم.

وليد جنبلاط: قلت هناك انعزاليات، لماذا هذا الحزب لا يعود إلى أصوله وينطلق كما انطلق بالأساس ويتفرغ للدفاع عن لبنان، ونعود ونجلس على طاولة الحوار ونقول لنستفيد من هذا السلاح لخدمة لبنان وفقط لبنان وليس المحور السوري الإيراني، وكيف نستطيع أن نستوعب هذا السلاح لاحقاً في إطار الدولة، لأنه لا يستطيع أن يبقى هذا السلاح خارج إطار الدولة.

حزب الله والإستراتيجية الدفاعية

مازن إبراهيم: ولكن كما تعلم، يعني تحدثتم الآن عن موضوع طاولة الحوار، ولكن طاولة الحوار وصلت إلى حائط مسدود، قوى الرابع عشر من آذار تتحدث عن موضوع السلاح، وفي المقابل حزب الله يتحدث عن موضوع الإستراتيجية الدفاعية؟

وليد جنبلاط: نعم، هنا أذكر بأن الرئيس سليمان قال: كيف نستفيد من السلاح وأين وكيف ومن يكون الآمر بإطلاق النار؟ الآن التي تطلق النار هي الدولة، كيف نستفيد؟ هناك طبعاً نستفيد بأن هذا السلاح سابقاً سجل نقاط بيضاء في الدفاع عن الجنوب اللبناني وعن لبنان، لكن لا يستطيع أن تبقى تلك المنظومة خارج إطار الدولة، لذلك نعود إلى قاعدة الحوار، ثم الكلام موجه لـ 14 آذار، لا يمكن القول لا حوار قبل أن يسلم السلاح، علينا أن نكون وأن نتمتع ببعض الصبر، الحوار أفضل شيء حتى وإن لم يعط نتائج آنية.

مازن إبراهيم: تحدثت عن موضوع القانون الأرثوذكسي، وهناك من يرى بأن أحد أهداف إقرار هذا القانون هو محاصرة وليد جنبلاط حارس التوازنات اليوم في لبنان؟

وليد جنبلاط: ليس هذا القانون موجه ضدي، هذا القانون موجه ضد كل اللبنانيين، كل الذين يطمحون إلى لبنان لا طائفي، إلى عيش مشترك إلى مجلس شيوخ طائفي إلى مجلس نواب لا طائفي إلى حياة كريمة، هذا القانون يفصل الأخ عن أخيه، الجار عن جاره، يعني يضرب بعرض الحائط كل مكونات العيش والتلاقي والمصير المشترك.

مازن إبراهيم: هل أفهم من هذا الكلام بأنك تدعو إلى تطبيق كامل لاتفاق الطائف وإنشاء مجلس الشيوخ؟

وليد جنبلاط: صحيح، وقد وافق الشيخ سعد الحريري على إنشاء مجلس الشيوخ لكن طبعاً لم يتوصل بعد إلى مرحلة قانون المجلس النيابي، من خلال قانون لا طائفي، لكن لا مهرب من هذا، وهذا مجلس الشيوخ قد يحفظ… عليه أن يحفظ الحقوق أو بالأحرى الأساسية، إعلان الحرب والسلم، الأحوال الشخصية، كل شيء يهدد سلامة الوطن، ويتعاطى مع مجلس النواب يتقاسمون السلطات، كل بلاد العالم فيها مجلس شيوخ ومجلس نواب.

الوضع الأمني اللبناني

مازن إبراهيم: قبل انتقال الوضع الأمني في لبنان، والفلتان المتنقل بين أكثر من منطقة، هل تخشون فعلاً أن يحصل خلال أشهر التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية حدث كبير يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان؟

وليد جنبلاط: يعني الاستقرار مع الأسف غير منضبط بالوقت الحالي، ونشهد خطابات عالية لكن ننسى أن هناك مواطنين قد خطفوا، بالأمس القريب خطف شاب من مدرسة في وسط بيروت مقابل فدية، إذاً أدعو إلى التواضع لكبار ما يسمى القادة في لبنان بغض النظر عن انتماءاتهم، أن يتواضعوا أن نضع كل إمكانياتنا في خدمة الدولة، لأن الخطاب العالي وخاصة المذهبي من هنا أو هناك ينسينا بأن هناك مواطن عادي مهدد في حياته اليومية، يعني أكثر من 20 حادثة خطف تقريباً سجلت مقابل فدية.

مازن إبراهيم: تتحدث عن خطاب طائفي تحريضي، من يواجه هذا الخطاب الطائفي التحريضي، فلنسمي الأمور بأسمائها اليوم.

وليد جنبلاط: يعني مثلاً ظاهرة التي هي الشيخ الأسير، ظاهرة بعض الفرقاء في 14 آذار، ظاهرة بعض الفرقاء في 8 آذار، يعني تريدني أن أدخل في التفاصيل، عليك فقط أن تنظر إلى شاشات التلفاز وعلى الخطابات كل ليلة من هنا وهناك وترى هذه الخطابات النارية ولا ننسى أن هناك مواطن عادي يريد الأمان، يريد الاستقرار، يريد الكهرباء، يريد العيش بأمان.

مازن إبراهيم: هل تريد القول إذاً أن الفتنة لم تعد نائمة وهنالك من يحاول إذكاء نار الفتنة؟

وليد جنبلاط: يظنون أنهم بخطاباتهم الكبرى يستطيعون أن يغيروا التاريخ، هم فقط أفراد يقعون في فخ، فخ الكلام، ويعني علم الكلام عند العرب معروف والخطابة أيضاً معروف وهناك أيضاً خطباء كبار، لكن لا يستطيع لبنان أن يتحمل هذا النوع من التحريض والتحريض المضاد، هذا النوع من التحريض والتحريض المضاد لأن هذا ينسحب على القاعدة والقاعدة متشنجة، تتشنج.

مازن إبراهيم: ولكن لبنان ليس مفصولاً عن محيطه، وأنت كما تعلم جيداً بأن هنالك نوع من الخطاب يمتد من العراق إلى سوريا وصولا إلى لبنان، وبالتالي لا يمكن فصل لبنان عما يجري في المحيط؟

وليد جنبلاط: صحيح، ذلك مع الأسف فشلنا كحكومة في تثبيت وتطبيق سياسة النأي عن النفس، في الأول كانت السياسة صائبة، لكن يعني قتال الحزب بأوامر من الجمهورية الإسلامية إلى جانب النظام السوري، وجعل من فريق آخر، من 14 آذار أيضاً يقاتل إلى جانب الشعب السوري، القتال إلى جانب النظام أو الشعب شيء، تأييد ثورة الشعب السوري شيء آخر، أنا من الذين أؤيد…

مازن إبراهيم: ولكن من يقاتل من قبل قوى الرابع عشر من آذار داخل سوريا، ما هي الأطراف التي تقاتل داخل سوريا، وهي موالية لقوى الرابع عشر من آذار؟

وليد جنبلاط: هي قوى إذا صح التعبير عنوانها 14 آذار لكن يعني في الشمال في عكار في بعض القوى في عرسال، قوى معينة مذهبية أخذت تمتد سواء تقاتل هناك، علينا أن نحصر كلامنا بالتأييد السياسي، إذا أردنا التأييد السياسي، العودة من القتال في الداخل، تأييد الجيش، احتضان اللاجئين السوريين أمنياً واجتماعياً وصحياً، هذا يكفي، أكثر من هذا نكون قد ندخل في لعبة النار على حساب الاستقرار اللبناني.

حزب الله وتورطه في سوريا

مازن إبراهيم: ولكن سيد وليد جنبلاط هل يمكننا أن نضع على نفس الميزان القوة العسكرية لحزب الله وفي المقابل بعض المجموعات التي تحدث بأنها تقاتل إلى جانب الثورة السورية؟

وليد جنبلاط: كلا، لكن لا أتحدث عن نوع السلاح المستخدم هنا أو هناك، أتحدث عن المشاركة في سوريا مع فريق ضد فريق، مع النظام ضد الشعب، مع الشعب ضد النظام، والشعب السوري ليس بحاجة إلى من يؤازره، الشعب السوري الثورة السورية بحاجة إلى أن يفك الأسر من قبل الدول الكبرى وخاصة أميركا عن بعض من السلاح النوعي لإسقاط الطائرات وضرب الدبابات، هذا يعجل في انتصار الشعب، كلما تأخر إسقاط النظام، كلما زادت حالة التفكك والترهل وربما التقسيم في سوريا.

مازن إبراهيم: طب انطلاقاً مما تفضلت به الآن وليد جنبلاط هو جزء من الحكومة اللبنانية التي تقول بأنها تنأى بنفسها عما يدور في سوريا، ولكن في الوقت عينه، وزير الطاقة يشرع تصدير المازوت إلى النظام السوري، المعارضون السوريون في لبنان سيف الترحيل والاعتقال مسلط عليهم، وكما تفضلت الآن بالقول فإن هنالك تقارير شبه مؤكدة بأن هنالك مقاتلين من حزب الله في منطقة القصير وغيرها من المناطق، كيف وليد جنبلاط يصر على البقاء في هذه الحكومة رغم كل هذه…

وليد جنبلاط: في الوقت الحاضر العنوان هو أن نحافظ على تلك الحكومة وأن نسير في الانتخابات أو أن تقوم الانتخابات ثم تأتي حكومة أخرى ولا أستطيع أن أملي على الحزب أو غير الحزب، القضية ليست محصورة فقط بالحزب، القضية محصورة في أنه كلما انخرطنا في القتال الداخلي في سوريا، كلما ربما قد ينعكس هذا الانخراط أمنياً على الداخل اللبناني.

مازن إبراهيم: هل وجهتم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة واضحة بهذا الموضوع؟

وليد جنبلاط: لم أوجه، أتأسف يعني وأحزن بأن هذا المجاهد الذي حضر الجنوب عام 2000، وقاوم وانتصر على إسرائيل عام 2006، هذا المجاهد الجنوبي الذي مرراً وتكراراً من خلال الحركة الوطنية اللبنانية، مجاهد أمل، إلى آخره، هذا التراكم من الجهاد بعضه أصبح اليوم مع الظالم في سوريا، هذا المقاتل الذي وظيفته الدفاع عن المظلومين والمحرومين وخاصة المظلومين في فلسطين، ينقلب بهذه الطريقة، هذا محزن لكن يبدو ليس لديهم حرية حركة.

مازن إبراهيم:  وهذا ما يسعني هنا إلى استذكار بعض ما صدر عن بعض المعارضين عندما تساءلوا هل بات طريق فلسطين تمر عبر القصير السورية وهذا ما وجهوه لحزب الله؟

وليد جنبلاط: يعني أتمنى فقط هنا سهل جداً التهجم، لن أتهجم، قلت أنني حزين، قلت لا بد من صحوة معينة، في نفس الوقت نفس الكلام إلى الذين في النهار، في الصبح والمساء يعني أيضاً يحرضون على المقاومة، كفانا تحريض، لا بد من وقفة تأمل، وقفة تلاقي، وقفة حوار لأن التحريض والتحريض المضاد لا يؤدي إلى شيء، يؤدي إلى فتنة.

مازن إبراهيم: دعني أسأل عن تصريح سابق لك، دعوت إلى إعادة تصويب مسار سلاح حزب الله، كيف يتم هذا الأمر؟

وليد جنبلاط: لن أقول هذا، قلت: فلنؤكد على النقاط التي طرحها الرئيس سليمان في آخر جلسة حوار قال: "كيف نستفيد من سلاح المقاومة؟ أين؟ وكيف؟ ولمن الإمرة؟ لأننا علينا أن لا ننسى هناك الخطر الإسرائيلي محدق بكل المنطقة العربية، بكل المنطقة العربية، يعني اليوم نسمع أصوات الطيران الإسرائيلي، بأي لحظة تستطيع إسرائيل أن تقوم بعدوان، فلماذا لا نعيد تصويب هذا السلاح، نعود إلى أصول؛ لماذا وجد هذا السلاح؟

مازن إبراهيم: إذاً كلامك يستبطن قولاً آخر عندما تدعو إلى تصويب هذا السلاح، إذاً السلاح انحرف عن مساره؟

وليد جنبلاط: لن أستخدم كلمة انحرف، قلت حزين بأن أصبح مقاتلاً بطلاً في الجنوب أصبح يقاتل في غير مكان ساحة الجنوب، فاكتفي بهذه الكلمات.

مسار الثورة السورية

مازن إبراهيم: إذا ما انتقلنا الآن إلى الملف السوري بتفاصيله الداخلية، لديك عبارة شهيرة كنت تتحدث فيها عن لبنان ودائماً تطرح السؤال، إلى أين؟ الآن أسألك سوريا إلى أين!

وليد جنبلاط: منذ عام التقيت ببعض المسؤولين الغربيين في بريطانيا وفرنسا وسفراء أميركا وإلى آخره، آنذاك كان مطلبي الوحيد، سلحوا الجيش السوري الحر بالعتاد المطلوب النوعي لإسقاط الطائرات وضرب الدبابات للإسراع في إسقاط النظام، لم يسمعوا مني، قالوا إذا سلحنا ستقع سوريا في الحرب الأهلية، وصلنا إلى الحرب الأهلية، هناك طبعا جيش سوريا الذي كان قام ببطولات في مواجهة إسرائيل اليوم يدمر بلاده بإمرة بشار، وهناك اليوم يشكل جيش موازي، جيش ميليشيا إلى جانب هذا الجيش من أجل نفس الغرض، قمع الثورة السورية.

مازن إبراهيم: خلال الأسابيع الماضية جلتم على أكثر من عاصمة، سواءً عربية أو دولية من موسكو إلى باريس وصولاً إلى الرياض، ما هي الخلاصات التي وصل إليها وليد جنبلاط فيما يتعلق بالملف السوري؟

وليد جنبلاط: الخلاصة في موسكو يقولون حرفياً بأنهم اختلفوا مع الأميركيين حول موضوع البيان الختامي لجنيف بصيف 2012 بأنهم قالوا نتفق على حكومة انتقالية تملك كل صلاحيات الرئيس ثم نرى مصير بشار الأسد، يقول الفريق الروسي، المحاور الروسي بأن الغرب خذله وقال : إسقاط بشار ثم حكومة انتقالية، إذن نحن في تفسير جنيف وعلى الأرض مدن بأسرها تمحى من الخارطة، عشرات آلاف يقتلون عدا عن المعتقلين ما عدا المشردين، عدا المهجرين، في الرياض لمست موقفاً حازما من قبل المملكة العربية السعودية لدعم الشعب السوري، في فرنسا كانت فرنسا رائدة في الاعتراف بالائتلاف، الائتلاف الذي شكل في الدوحة، لكن هنا خلاف حول توصيف بيان جنيف، هنا دعم مشكور ويترجم، لكن هناك أيضاً حاجز هو الأميركي حتى هذه اللحظة الأميركي لم يعط الضوء الأخضر للسلاح النوعي وفق معلوماتي، والسلاح الذي يأتي للثورة متقطع…

مازن إبراهيم: ما هو السبب تحديداً هنا؟

وليد جنبلاط: ننسى بأن تدمير سوريا بهذا الشكل وتدمير هذا التراث الفريد من نوعه في حلب أو حمص أو غيرها أو معرة النعمان وتشريد الشعب السوري، ننسى بأن يعني هذا يخدم دولة إسرائيل، يعني في النهاية إسرائيل عادت اليوم مرتاحة وعادت إلى مشروعها القديم التي حاولت في الماضي في لبنان، تقسيم لبنان عبر بعض الأدوات فشلت لأننا نجحنا مع سوريا والعرب في دحضه، وفي مقدمة العرب المملكة العربية واتفاق الطائف، اليوم عدنا إلى صورة أكبر، تفتيت المنطقة كي يبقى الكيان اليهودي يتفرج على المنطقة مفتتة منهكة مقسمة طائفيا مذهبيا من سوريا إلى العراق إلى غيرها من الأقطار.

مازن إبراهيم: إذن سوريا باتجاه حرب استنزاف طويلة الأمد، هذا ما أفهمه من كلامك؟

وليد جنبلاط: يعني هو بعد أسبوعين أعتقد انطلقت الثورة السورية بـ 15 آذار بعد أسبوعين نشارف سنتين من القتال، سنتان من القتال في سوريا ونحن لا زلنا في بداية الطريق.

مازن إبراهيم: إذن لا أفق لأي تسوية سياسية.

وليد جنبلاط: برأيي كان الشيخ معاذ الخطيب جريئا جداً عندما طرح التسوية وفق شروط لم يقابله أولا حلفاء، شكك به بعضٌ من صحبه وبعض من الدول العربية، ثم ترك، ماذا يقول؟ أريد تسوية لأحاول أن أبقي على ما تبقى من مدن سوريا ومن التراث السوري، قالوا له: لا أبداً، ثم وصل إلى أفق مسدود لأن أيضا النظام قال لا تسوية قبل الخلاص مما سمى الإرهابيين، هذا خطاب بشار الأخير، أي إرهابيين هذا الشعب يقاتل بأسره، أي إرهابيين!

مازن إبراهيم: طيب بعد عامين من الثورة السورية، اليوم ما هو الثابت والمتغير في نظرة وليد جنبلاط إلى الواقع السوري؟

وليد جنبلاط: عملت مع سوريا مدى عقود، وآنذاك تجاوزت جرحاً شخصياً كبيراً، وصافحت الرئيس حافظ الأسد، ومشينا مع النظام السوري، مع الجيش السوري في مراحل من أقسى المراحل في لبنان، ونجحنا في جبهة عريضة قاومت إسرائيل وحلفاء إسرائيل، ونجحنا في منع لبنان من التقسيم ووضعنا سوياً مع سوريا ومع المملكة العربية السعودية اتفاق الطائف، لذلك اليوم أرى بحزن أن كل ما فعلناه وكل ما فعله حافظ الأسد يدمره بشار الأسد.

مازن إبراهيم: ما هي رسالتك إلى دروز سوريا اليوم؟

وليد جنبلاط: رسالتي كانت وستبقى إن السير في خطى هذا النظام مدمرة انتحارية، وأحيي العرب السوريين ذات الأصول الدرزية بهذا النداء الأخير بمشايخ جبل العرب، لأنهم طالبوا من الجنود والضباط العرب الدروز في الجيش بأن يعودوا أن يتركوا خدمة الجيش، لأن هذا الجيش يظلم الشعب ويقتل الشعب وحتى أنهم هدروا دم بعض الرموز التي قامت بأعمال وحشية في حمص وغير حمص، هذا تطور نوعي، كما نرى أن هناك مشاركة يشارك من ضباط في معارك وفي آخرهم استشهد الملازم خلدون زين الدين..

مازن إبراهيم: بنظرة أعم إلى الربيع العربي، كيف ترى اليوم الربيع العربي والخريطة العربية؟

وليد جنبلاط: لست هنا لأستخدم كلمة ربيع، هناك ثورة شعوب عربية، لا تستطيع أن تتحكم بحركة الشعوب، تبقى الشعوب ربما نائمة صامتة تتحمل تتحمل تتحمل، ثم بعد عقود قالت تلك الشعوب "كفى"، لست متشائما، لست متشائما ستمر البلاد مثل مصر مثل تونس ستمر بحالة من الفوضى ربما، لكن هناك شعوب يعني تقول كلمتها وكل الثورات يعني من هي الثورات في التاريخ التي لم تمر بهذا المخاض، المخاض العنفي، الثورة الأميركية مرت بحرب أهلية دامت خمس سنوات وذهب ضحيتها من أكثر من مليوني قتيل، الثورة الفرنسية عقود إلى أن استقرت على فصل الدين عن الدولة، وعلى إرساء نظام ديمقراطي، عقود وحروب، قام نابليون بحروب ثم استقرت عام 1905، لست متشائما.

مازن إبراهيم: إذاً بكلمة واحدة وليد جنبلاط ليس متشائما اليوم.

وليد جنبلاط: لست متشائم، لأن الذين يعني اليوم يكتبون مقالات يعني تشكيك وكأنهم يقولون ويندمون على الطغاة الذين حكموا هذا الشعب العربي، يقول الشعب العربي "كفى للطغاة كفى".

مازن إبراهيم: وليد جنبلاط، شكراً لك على هذا اللقاء، مشاهدينا الكرام شكراً لمتابعتكم اللقاء مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وإلى لقاءٍ آخر.