لقاء اليوم

أبو حفص الموريتاني.. هجمات 11 سبتمبر ج2

تواصل الحلقة حوارها مع الرجل الثالث في تنظيم القاعدة أبو حفص الموريتاني، ليتحدث عن استقالته من تنظيم القاعدة واستقبال إيران لبعض أفراد تنظيم القاعدة، وتقييمه لأداء الحركات الجهادية عبر السنوات الماضية.

– إيران واستقبال أفراد من القاعدة
– تقييم لأداء الحركات الجهادية عبر السنوات الماضية

– القاعدة في ظل الربيع العربي

– الديمقراطية من وجهة نظر القاعدة

– المسألة الطائفية بين الشيعة والسنة

– البعد التكفيري لتنظيم القاعدة

 

‪أحمد فال ولد الدين‬ أحمد فال ولد الدين
‪أحمد فال ولد الدين‬ أحمد فال ولد الدين
‪محفوط ولد الوالد‬ محفوط ولد الوالد
‪محفوط ولد الوالد‬ محفوط ولد الوالد

أحمد فال ولد الدين: أهلا بكم مشاهدينا الأكارم إلى الحلقة الثانية من حوارنا مع الشيخ محفوظ ولد الوالد أو أبي حفص الموريتاني، شيخ محفوظ أهلا وسهلا بكم مرة أخرى.

محفوظ ولد الوالد: أهلا وسهلا ومرحبا بك.

إيران واستقبال أفراد من القاعدة

أحمد فال ولد الدين: بعد أن استقلتم من تنظيم القاعدة قبل ضربات 11 من سبتمبر بأسابيع كيف خرجتم وأين توجهتم؟

محفوظ ولد الوالد: نحن خرجنا من أفغانستان بعد سقوط إمارة طالبان بعد الغزو الفعلي الأميركي لأفغانستان، وبعدها ذهبنا إلى إيران، بعد ذهابنا إلى إيران لم نعد بعد ذلك إلى أفغانستان، فترة إيران كانت بالنسبة لنا كانت فترة تواجد.

أحمد فال ولد الدين: هل اتصل بكم الإيرانيون أم اتصلتم بهم؟

محفوظ ولد الوالد: ثمة هنالك تنسيق مع بعض الجهات على أن ندخل إلى إيران وأن ندخل دخولا إنسانيا، كانت معنا بعض الأسر وبعض الأرامل وبعض الأيتام الذين رملتهم ويتمتهم الطائرات الأميركية، وكان التفاهم على أن يتم سفرنا سريعاً إلى بلداننا وعلى ألا تكون إيران منطلقا لأي عمل لأي جهة أخرى، وتم الوفاء بهذه الالتزامات.

أحمد فال ولد الدين: كنتم شخصياً منسق لهذه الاتفاقيات.

محفوظ ولد الوالد: كنت جزءا منها، يمكن أن تقول كذلك، سافر كثير من الناس وبقيت فيمن بقي بإيران.

أحمد فال ولد الدين: كيف كانت معاملة الإيرانيين لكم؟

محفوظ ولد الوالد: الإيرانيون حقيقةً في موضوع ملفنا أحسنوا في أمور وأساءوا في أمور أخرى، ولكن في العموم كانت فترة إيران فترة مقبولة، بل ممكن أن تقول أنها أحسن من مقبولة يعني، على الأقل هذا تقييمي الشخصي قد يكون هناك  آخرون لا يوافقونني الرأي.

أحمد فال ولد الدين: كنتم في إقامة جبرية، كنتم في سجن، كيف كانت؟

محفوظ ولد الوالد: نحن مررنا بمراحل في وجودنا في إيران ولكن الفترات الأخيرة كانت ليست إقامة جبرية وإنما ضيافة فيها بعض القيود.

أحمد فال ولد الدين: طيب خلال العشر سنوات التي قضيتموها في إيران هل حقق معكم الأميركان أو أي جهة غربية.

محفوظ ولد الوالد: أبداً لم تحقق معنا أي جهة لا غربية ولا عربية ولا غيرها، الإيرانيون كانوا حقيقة في هذا الجانب كانوا متمسكين بسيادتهم، وإن كانوا يتعاملون مع ملفنا كورقة يستفيدون منها يعني لكن لم تحقق معنا أي جهة أخرى.

أحمد فال ولد الدين: هل حقق معكم الإيرانيون أنفسهم؟

محفوظ ولد الوالد: لم يكن هنالك تحقيق بمعنى التحقيق، كانت الأسئلة بسيطة التي تحب أن تجيب عليه تجيب عليه اللي تحب تتركه تتركه، ونحن ليس عندنا ما نخفيه،  نحن جئنا أساساً بترتيب مع بعض الجهات الموجود هناك.

أحمد فال ولد الدين: المجموعة التي دخلت إيران هل كانت شخصيات من القاعدة من الوزن الثقيل معكم؟

محفوظ ولد الوالد: نعم كان موجود بعض الأخوة الذين كانوا موجودين في مجلس  شورى التنظيم، وكانوا موجودين نعم في إيران..

أحمد فال ولد الدين: هل سلمت إيران أي شخصيات من التنظيم إلى الولايات المتحدة الأميركية أو نسقت معهم في هذا المجال؛ حسب علمكم؟

محفوظ ولد الوالد: شخصيات من الوزن الثقيل لأ هنالك في بداية دخولي إلى إيران، هنالك بعض الأخوة سلموا إلى بلدانهم وهنالك مجموعة سلمت إلى أفغانستان وأفغانستان سلمتها إلى أميركا، ولكن حسب علمي ولكن لم أكن موجود في هذه المرحلة لم أكن موجوداً في هذه المرحلة مع الجهة التي كانت سلمت أو لم يكن لدي بها اتصال مباشر يعني، ولكن علمت فيما بعد من بعض الإخوة أنه تم شيء من هذا القبيل.

تقييم لأداء الحركات الجهادية عبر السنوات الماضية

أحمد فال ولد الدين: طيب بعد هذا العمر الذي قضيتموه جزءا من حركات جهادية كانت لكم أيام في أفغانستان، ما هو تقييمكم لأداء الحركات الجهادية فيما كانت تصبو إليه من تحرير الأمة وإعادة الكرامة إليها، بعد كل هذه السنوات كيف تنظرون  إلى الحركات الجهادية كتجربة بشكل عام  وما هي مآخذكم عليها؟

محفوظ ولد الوالد: في الحقيقة هذا البرنامج لا يتسع لتقييم لتجارب طويلة وعديدة ومختلفة تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان، ولكن  أستطيع أن أقول أهم ما  توصلت إليه من خلال نظرة فاحصة مقيمة لأداء الجماعات الجهادية هو أن الجهاد لا يكتب له النجاح إلا اذا تبنته الأمة واحتضنته الشعوب، أم جهاد الأفراد وأشباه الأفراد من الجماعات قليلة العدد وقليلة العُدد فلا يكتب له النجاح، مهما كانت  نياتهم خالصة وأعمالهم خالصة ودوافعهم نبيلة، فجهاد كهذا لا يكتب له النجاح بل أنا أقول إنما هذه حالهم في الحقيقة غير مطالبين بالجهاد لأن هؤلاء حالهم مثل حال المسلمين في مكة، وحال المرحلة المكية مرحلة كف اليد غير منسوخة على خلاف ما يقول كثير من الفقهاء، الشيخ ابن تيمية رحمه الله يقول: (من كان في بلد هو فيها مستضعف أو زمان هو فيه مستضعف فليعمل بآية الكف، كفوا أيديكم،  ومن كان في مكان هو فيه ممكن أو زمان هو فيه ممكن فليعمل بآيات الجهاد الأخرى) وهذا ما لا يفقه كثير من الناس، كثير من الشباب يظنون أنه إذا وُجد انحرافٌ في الحكم أو وجُد من أفتى بكفر هذا الحاكم أو بكفر هذا النظام أو ردته، هذا الطاغية أو هذا الملك أو هذا الأمير، أنه تعين الجهاد، هو لا  شك أن الأمة مجمعة على أنه الحاكم اذا ارتد وجب خلعه وإذا استقوى نظامه وجب جهاده، ولكن هذا مقيد بقيود أخرى وشروط أخرى منها القدرة ومنها النظر في المآلات، إذا كان قي قيام جماعة كهذه ضد نظام قوي ومستعين بقوى الكفر في الداخل والخارج سوف يؤدي إلي استئصال هذه الجماعة وسوف ويؤدي إلي فتح ذرائع لهذا النظام للبطش بالإسلام والمسلمين فعندئذ لا يكون هذا جهاداً مشروعاً وإن كانت نوايا أصحابه خالصة وحسنة.

أحمد فال ولد الدين: هل كانت هذه الأفكار ماثلة في أذهانكم عندما كنتم جزءا من التنظيم أم هي نتيجة التأمل اللاحق؟

محفوظ ولد الوالد: أنا في الحقيقة كما قلت، ما أقوله به اليوم نفسه ما كنت أقوله قبل 20 سنة، والتجارب التي ذكرت لكم مثل موقفي من الجهاد ضد نظام مبارك  في مصر هذا كان في بداية التسعينيات موقفي من لجهاد ضد القذافي نفس الشيء موقفي من الجهاد في اليمن نفس الشيء، فترة إيران بالنسبة لي كانت إعادة قراءة ما قرأت من قبل بالإضافة إلى قراءات جديدة هي في الحقيقة عمقت ورسخت لدي قناعات السابق وأنا أقول بهذه المناسبة لا تكرروا لنا التجارب والأخطاء التي وقعت في بلاد أخرى هذا كلام ناصح أمين مجرب لهذه الأمور.

القاعدة في ظل الربيع العربي

أحمد فال ولد الدين: الرائج الآن بالنسبة لدراسي الربيع العربي هو أن الربيع العربية جاء لسحب البساط من تحت أقدام الحركات الجهادية خصوصاً القاعدة اختفى الحديث عن القاعدة خلال فترة الربيع ما هو موقفكم من الربيع العربي وما هو تقييمكم لهذه النظرة؟

محفوظ ولد الوالد: أولا الربيع العربي من وجهة نظري كان له جدل سياسي عنيف، إذ لم تستطع مراكز التنبؤ ولا مراصد التوقع توقعه أو تنبئه به، هو آية من آيات الله فقد رأينا في أيام معدود فراعنة تتساقط وعروش تتهاوى وخريطة تتبدل وقوة تتغير بقوة بفعل قوة لن يكن أحد يحسب حسابها، نحن ما كنا نتوقع أنه يمكن في أيام معدودة بمظاهرات سلمية بسيطة أن تتهاوى هذه العروش وتتساقط هذه الأنظمة في حين عجزت الأعمال العسكرية لعقود من الزمن عن أي فعل شيء يداني هذا أو يساويه، أنا أرى أن الثورات العربية  ثورات الربيع  العربي الحقيقة حققت نتائج من المهم جداً الوقوف عندها من هذه النتائج إسقاط  هذه الأنظمة وقبر هؤلاء الفراعنة، من هذه النتائج أن الله مكّن للمسلمين المستضعفين الذين كانوا ملاحقين في المنافي ومطاردين في الخارج ومغيبين في السجون في الداخل فهم اليوم ممكنون في هذه البلاد وهذه آية أخرى من آيات الله سبحانه وتعالى، كان من نتائج هذه الثورات أنها كانت ضربة قاصمة للمصالح الغربية ومصالح إسرائيل بالذات في المنطقة، في الأنظمة التي سقطت وتهاوت هي فقرات مهمة من العمود الفقري الأنظمة التي كانت ترعى وتحمي مصالح الدول المعادية لهذه الأمة والمحاربة لها.

أحمد فال ولد الدين: إذن هل ترون أن الربيع العربي خادم لما كنتم تسعون إليه؟

محفوظ ولد الوالد: نحن في الحقيقة أنا أريد أن أقول بين عارضتين: أنا كنت أوافق التيار الجهادي في كثير من المسائل، ولكن في الحقيقة كانت هناك فجوة فكرية موجودة بيني وبين بعض الجماعات في هذا التيار كانت موجودة..

أحمد فال ولد الدين: هل تعود للخلفية الإخوانية التي كانت موجود عندكم؟

محفوظ ولد الوالد: لعل بعضها من ذلك، أنا طبعاً لا أحب التصنيف، ولكن هذا عامل من العوامل التي كانت سبب وجود هذه الجفوة عند بعض الأفراد وفي الحقيقة الجفوة كان يغطي عليها، كانت تغطي عليها العلاقة القوية جداً مع الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، فقوة العلاقة به ومتانة الرابطة الثقة والأخوة التي كانت تجمعني به كانت تغطي على كثير من المسائل الموجودة داخل التيار وداخل التنظيم حتى، التنظيم مثلا يوجد عند بعض أفراده وليس عن كل أفراده بعض النفس التكفيري، وأنا من أشد المعارضين لهذا حتى أن هذا النفس أحدث لنا مشكلة أيام وجودنا في السودان فحصل بعض انشقاق في التنظيم نتيجة لوقوفي مع بعض الإخوة في وجه بعض الأخوة الذين كان لديهم بعض هذا النفس، من المآخذ على التيار الجهادي على الأقل مآخذ بالنسبة لي شخصياً هي التوسع في استباحة الدماء سواء كانت دماء المسلمين في العمليات التي تتم في البلاد الإسلامية أو استباحة غير المسلمين من الذين تدخل معهم هذه الجماعات في مواجهة..

أحمد فال ولد الدين: لو سمحت النقطة الأخيرة هل ما أتى به الربيع العربي جزء مما كنتم تسعون إليه؟

محفوظ ولد الوالد: نعم؛ نحن نرى أن الجماعات الإسلامية هي أكثر المستفيدين من الربيع العربي فهي الآن هي التي تحتل الصدارة في مراكز النفوذ ومراكز القرار وبالمناسبة لدي بعض النصائح لهؤلاء الإخوة الذين مكنوا، النصيحة الأولى أنهم يتذكروا أنهم يحملون أمانة أو مسؤولية هم مسؤولون عنها أمام الله يوم القيامة ومسؤولون عنه أمام الناس في الدنيا، وأن يتعظوا من مصير غيرهم، النصيحة الثانية هي أن يدفعوا في تجاه الصالحة والمسامحة مع بقايا العهد السابق وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قال لأهلها: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)) ولم يأمر إلا بقتل أفراد يعدون على رؤوس الأصابع وبعضهم لما جاء تائباً عفى عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدي نصيحة أخرى هي أن يعملوا على تمكين دين الله سبحانه وتعالى وأنا أعلم صعوبة هذا الأمر وأنه لا يمكن أن يتم  بين عشية وضحاها، ولكن عليهم أن يبذلوا جهدهم في ذلك، فما وفقوا فيه فلله الحمد وما عجزوا عنه اليوم فليقولوا نحن عجزنا عن هذا الأمر ولا زلنا نسعى إلى تحكيم دين الله عز وجل فيه، ولا يقول لا إن الإسلام يوافق على الوضع الذي عليه من مجالات الحياة التي لا نستطيع تمكين دين الله سبحانه وتعالى فيها، ولا يقولوا أيضاً أن الدولة الإسلامية هي ليست مسؤولة عن إقامة الشرع في هذه المجالات، هذا خطأ كبير فادح، من الخطأ أن نقول أن دولة الإسلام هي مسؤولة فقط عن توفير الخبز والتعليم والدواء للمواطن وليست مسؤولية عن إقامة دين الله سبحانه وتعالى، إذا لم تقم الدولة بتمكين دين الله سبحانه وتعالى من يقوم به؟ لدي نصيحة للمتحمسين من الشباب المسلم في هذه البلاد بلاد الربيع العربي أن لا يستخفوا ولا يستعجلوا إلى مواجهة ليست في مصلحة الإسلام والمسلمين في هذه البلاد فعليهم أن يتحلوا بمزيد من الصبر وخاصة أن هنالك مجالات لتبليغ الدين وإقامة الدعوة وإنكار المنكر باللسان ولا يلجئوا إلى القوة حتى  لا يتخذ ذلك ذريعة فتكرر لنا أخطاء وقعت في بلاد أخرى نحن في  غنى عنها.

الديمقراطية من وجهة نظر القاعدة

أحمد فال ولد الدين: على ذكر دول الربيع العربي ما هو موقفكم من الديمقراطية الربيع العربي أتى بالديمقراطية، من المعروف تقليداً أن الحركات السلفية والجهادية خصوصاً لديها موقف رافض للديمقراطية وكنا نعرف السلطة للقرآن لا للبرلمان فما هو موقفكم من الديمقراطية كمثال؟

محفوظ ولد الوالد: أحسن ما في الديمقراطية هو أنها تعطي الشعوب حق اختيار مسؤوليها ومحاسبتهم ومساءلتهم وعزلهم إن لزم الأمر، وهذا موجود في الإسلام فنحن لا نحتاج أن نستورده، أسوء ما في الديمقراطية هي أنها تنزع الحاكمية من الله سبحانه وتعالى وتعطيها إلى الشعب، وهنا تصطدم الديمقراطية في أسوء ما فيها مع الإسلام في أحسن ما فيه، فهذه عقبة في الحقيقة ليس من السهل تجاوزها ولكنه ممكن يمكن أن تطوع الديمقراطية، سيأخذ فيها ما فيها من محاسن ويضع في إطار ما يتعارض مع الإسلام والديمقراطية قابلة لذلك والإسلام قابل له، الديمقراطية ليست ذات نمط ثابت لا يتغير ولا يتبدل، الديمقراطية عرفت مراحل من التطور بل إنها في عصرها الحالي الديمقراطية في أميركا ليست مطابقة للديمقراطية في أوروبا ولا الديمقراطية روسيا مثلا ولا في اليابان؛ بعضها يختلف، وديننا الإسلامي تميز عبر التاريخ بقدرته على استيعاب الأنظمة والأخذ من ايجابياتها وعزل وتحييد ما يتعارض من مبادئ وأفكار مع عقيدته وأحكامه، مثلاً من مساوئ الديمقراطية  أن الشعب من حقه أن يحلل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله، ويسن لنفسه ما يشاء من القوانين وما يريد من التشريعات وإذا تم ذلك بالطرق المنصوص عليها دستوريا وقانونياً سيصبح المحرم حللا والحلال محرم، وهذا يتنافى مع الإسلام تنافياً صريحاً ويتقاطع ويصطدم معه.

أحمد فال ولد الدين: لماذا تخافون من هذه الجزئية الشعب الديمقراطية ستعكس مثل الشعب إذا كان مؤمنا لن يفعل ذلك وإذا كان غير مؤمن لا يحكم بشرع لا يؤمن به، المشكلة؟

محفوظ ولد الوالد: دين الله سبحانه وتعالى أسمى وأقدس من أن يوضع بين أيدي من لم يصل لمرحلة العام في الشريعة الإسلامية، نحن اذا نظرت الآن إلى البرلمانات في الدول الإسلامية من ستجد؟ قد تجد أناس متعلمين قد تجد مهندساً قد تجد طبيباً قد تجد بعض الاختصاصات الأخرى، ولكن هؤلاء في نظر الدين في نظر الشرع هؤلاء غير مؤهلين لإصدار وسن القوانين وإصدار الأحكام  ناهيك عن من دونهم من الناس، قضية التشريع في الإسلام هي حكم الله سبحانه وتعالى حتى الشهيد ليس له أن يشرع.

أحمد فال ولد الدين: لكن معظم التشريع إذا علا قدره بتفصيلات الدين وإنما هي شؤون عامة مثلا.

محفوظ ولد الوالد: لا له علاقة في تفصيلات الدين يعني هناك أحكام عامة وهنالك أحكام تفصيلية وجزئية يعرفون الفقه بأنه معرفة الأحكام الجزئية التفصيلي بأدلتها التفصيلية فسن القوانين التحريم والتحليل هذا هو حق لله سبحانه وتعالى هنا تصطدم الديمقراطية مع الإسلام ولكنه اصطدام قابل للحل إذا وجدت الرغبة في ذلك، وأنا أظن أن تعلق الناس بالديمقراطية بشكلها الحالي هو نتيجة لأنهم وضعوا أمام خيارين: أما أن تقبلوا الديمقراطية وأما أن تقبلوا الدكتاتورية، وطبعاً من خير بين الخيارين سيختار الديمقراطية، لكن هل لو وضع، لو خير الناس بين الديمقراطية بشكلها الغربي والديمقراطية التي لا تتعارض مع الإسلام سوف يختارون الديمقراطية بشكلها الغربي، أنا لا أشك أن أي مسلم لو وضع بين هذين الخيارين أنه سوف يختار الديمقراطية التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية ولا تتعارض مع دينه وعقيدته وهذا تنزلاً على أن نسميها ديمقراطية وأنا أفضل الحقيقة بأن يسمى نظام حكم إسلامي مع أنه لا مشاحة في الاصطلاح، اذا وجدنا نظام حكم إسلامي يقيم العدل ويعطي الأمة حق اختيار مسؤوليها ومحاسبتهم ومساءلتهم وبل عزلهم ويحقق العدالة ويحقق الحريات بضوابطها الشرعية سنأخذ به ونسمه ما نشاء نسمه.

أحمد فال ولد الدين: هل كان بين أعضاء مجلس الشورى بالقاعدة أناسا يشاطرونكم هذا الرأي، هذا الموقف؟

محفوظ ولد الوالد: بالمناسبة أقول أن هنالك أخوتنا الأفاضل بحكم العشرة الطويلة بيننا وحكم الخلطة لا أقول يشاركوني كل أفكاري هذه ولكنهم قريبون منها جداً..

أحمد فال ولد الدين: مثل من؟

محفوظ ولد الوالد: ولو أتيحت لهم الفرصة، لو أتيحت لهم الفرصة  لكانوا عوامل إيجابية في ترشيد الصحوة الإسلامية بصورة عامة وترشيد العمل الجهادي بصورة خاصة لأنهم لا يوافقون على كثير من الأعمال التي تتم باسم الجهاد..  

أحمد فال ولد الدين: من داخل القاعدة؟

محفوظ ولد الوالد: من داخل القاعدة، كنا جميعاً متفقين جميعاً أن ما يجرى في العراق من قتل على أساس طائفي وقتل لا يميز بين المسلم وبين غيره كلنا كنا نستنكر هذا الأمر ونستنكر حتى كثيرا من استخدام القوة لإلزام الناس..

المسألة الطائفية بين الشيعة والسنة

أحمد فال ولد الدين: على ذكر العراق من  أكثر النقاط  إثارة الآن في الساحة الإسلامية، موضوع الطائفية موضوع العلاقة بين السنة والشيعة ما هو موقفكم منه وما هو نصيحتكم في هذا المضمار؟

محفوظ ولد الوالد: أنا أقول أن وجود الشيعة والسنة هذا التقسيم ليس وليد اليوم هذا تقسيم حصل في القرن الأول الهجري ولم نسمع أحداً من أهل العلم من أهل السنة يقول يجب تصفية الشيعة والقضاء عليهم، لم نسمع بذلك ولم نسمع أحداً من أهل العلم المعتبرين يقول أن الشيعة كفار كلهم، بل من أكثر الذين تكلموا في الشيعة وتكلم ضد مذهبهم الشيخ ابن تيمية رحمه الله وهو نصه واضح جدا في كثير من كتيه أنهم طائفة من المسلمين أهل بدعة يخالفون أهل السنة في أشياء كثيرة له عليهم مآخذ كثيرة جداً ولأهل السنة عموماً عليهم مآخذ كثيرة، نحن نختلف معهم في كثير من الأصول وكثير من الفروع ولكن في النهاية هم من أهل القبلة ولكن  المؤهل للكلام في هذا الباب هم أهل العلم  وليس عامة الشباب المتحمس المندفع الذي يوزع أحكام التكفير على من شاء ومن يشاء، هذا لا يجوز، أحكام التكفير باب عظيم  أتذكر الشيخ عبد الله عزام رحمه الله كان يقول، كان يقول أيام السلف كان يجتمع علماء الأمة حتى يحكموا على شخص واحد بالكفر واليوم أصبح شاب واحد يصدر فتوى على أمة كاملة بالكفر هذا من أخطاء..

البعد التكفيري لتنظيم القاعدة

أحمد فال ولد الدين: هذا البعد عن التكفير هل كان يعتنقه أناس مثل أسامة بن لادن مثلا يعني هل كانت هذه الأفكار تدور بحلقاتكم عندما كنتم هناك؟

محفوظ ولد الوالد: كانت تدور وتطرح وكنا نتفاوت فيها مثلا الشيخ أسامه رحمه الله كان لديه نفس ليس كغلاة المكفرين، ولكنه كان في مرحلة على الأقل أشد من مرحلتي أنا، أتذكر مثلا ما كنت أختلف معه  فيه الحكم على المخالفين لطالبان الذين كانوا يقاتلون، حركة طالبان كانت تقاتل الأحزاب الشمالية التي كانت تدعم من الغرب والشرق باعتبارهم بغاة ولا تكفرهم،  الشيخ أسامة رحمه الله كان يكفرهم  أنا طبعاً كنت ضد قتالهم وضد تكفيرهم، ضد قتالهم لأن حركة طالبان في الأول قالت لنا أنتم ضيوف خليكم بعيدين عن القتال، وتحت اصرار بعض الأخوة المجاهدين سمحت لهم طالبان بالقتال إلى صفوفها ضد الشمال، وأنا كنت ضد هذه الفكرة، الأمر الآخر الذي كنت أخالف فيه أن الشيخ كما قلت الشيخ أسامه رحمه الله كان يكفر هؤلاء بينما طالبان لم تكفرهم بل كانت تعتبرهم بغاة والبغاة من المسلمين بل أن كثيراً من أهل العلم قالوا أن البغي لا يسقط العدالة وهذا ما رأيناه وما جرى من مشاجرات  بين الصحابة رضي الله عنه  لم يسقط أحد منهم عدالة الآخر.

أحمد فال ولد الدين: دعنا نختم بهذا السؤال متى رأيتم أسامة بن لادن آخر مرة؟

محفوظ ولد الوالد: آخر مرة رأيت فيها الشيخ أسامة رحمه الله كانت بالمرة التي قدمت بها استقالتي من مسؤولياتي في التنظيم، كانت بأسابيع معدودة قبل أحداث سبتمبر، وكان لقاءً ودياً جداً وعاطفياً جداً لأنه كنت أعتقد أنه اللقاء الأخير، وقلت له لا أستطيع أن أذهب معك أكثر من هذا، فحتى أتذكر أنه كان متأثراً جداً وأنا أيضا كنت متأثراً لأننا جمعتنا صحبة طويلة جداً وأخوة متينة جداً أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون في ميزان حسناتنا أجمعين.

أحمد فال ولد الدين: الشيخ محفوظ ولد الوالد شكرا جزيلاً لكم على هذا اللقاء الذي خصصتم به قناة الجزيرة سبق وأن اختصصتم قناة الجزيرة كذلك بلقاء وهو لقاؤكم الوحيد، لقاؤكم الإعلامي الوحيد قبل 10 سنوات، شكراً لكم..

محفوظ ولد الوالد: شكرا.

أحمد فال ولد الدين: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة نلقاكم في حلقات أخرى إن شاء الله، السلام عليكم.