
ميغيل موراتينوس.. السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي
– الموقف من القضية الفلسطينية وحصار غزة
– حول الملفين الأفغاني والإيراني والعلاقة مع دول الجوار
الموقف من القضية الفلسطينية وحصار غزة
![]() |
![]() |
أيمن الزبير: سياداتي سادتي مرحبا بكم في حلقة أخرى من برنامج لقاء اليوم الذي نستضيف فيه هذه المرة وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس. الآن وقد انتهت فترة الرئاسة الإسبانية للاتحاد يرى كثيرون أن المشاكل الداخلية والأزمة الاقتصادية كان لها تأثير سلبي على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ما رأيكم في هذا التقييم؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، أنا لا أوفق على هذا التقييم وأعتقد أن الظروف التي مررنا بها خلال الأشهر الستة الماضية كانت صعبة ومعقدة في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، لكن مع ذلك فقد تم إرساء القواعد الأساسية لما سيصبح الحكومة الاقتصادية الجديدة للاتحاد الأوروبي وهو إنجاز تاريخي من حيث نوعيته في سياق عملية التكامل بين دول الاتحاد لأننا سنتحول من نظام اتفاقيات الاستقرار الاقتصادي إلى نظام الوحدة الاقتصادية الأوروبية وهذا يعني أن الدول الأوروبية أدركت أنها إذا لم توحد سياساتها الاقتصادية فلن تكون قادرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وفي الوقت نفسه واستنادا إلى اتفاقية لشبونة وبفضل جهود الرئاسة الإسبانية للاتحاد بشكل خاص تم الاتفاق على إنشاء مفوضية للسياسة الخارجية الأوروبية وبهذا بدأ الحديث وللمرة الأولى عن سياسة خارجية أوروبية موحدة بشكل حقيقي، فنحن من قبل كان لدينا مجرد تنسيق فيما يخص السياسات الداخلية أما الآن فسننتقل إلى مرحلة الاهتمام الأوروبي الموحد بالعلاقات الخارجية وأعتقد أنه اعتبارا من الآن ستتم ملاحظة وجود صوت أوروبي واحد يمثله الرئيس الدائم للمفوضية الأوروبية والمفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية وكذالك ستكون لدينا إستراتيجيات موحدة تجاه اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية كأمريكا والصين أو روسيا وكذلك بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط والعالم العربي وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
أيمن الزبير: تحديدا فيما يخص الشرق الأوسط كان يجري الحديث عن مخططات ومشاريع طموحة أحدها يتمثل في إقامة دولة فلسطينية، أين وصلت هذه المخططات؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: نحن نعمل عليها وأظن أنه تم اتخاذ خطوات مهمة والاتحاد الأوروبي في فترة الرئاسة الإسبانية اتخذ مواقف ملزمة بعد أزمة غزة فقد تمت إدانة الاستخدام المفرط للقوة من جانب إسرائيل وقد تفاوضنا مع إسرائيل لرفع الحصار عن غزة ونحن ملتزمون بحل الدولتين، وأوروبا هي طرف أساسي في الرباعية الدولية وضمن مفاوضات السلام ويمكنني أن أشير إلى أن الاتحاد الأوروبي وبعد نتائج مؤتمر الشؤون الخارجية الذي انعقد في الثامن من ديسمبر الماضي خلال فترة الرئاسة السويدية للاتحاد لوحظ وجود إرادة سياسية ورغبة في الوصول إلى حل الدولتين ولذلك يمكن القول إن الدولة الفلسطينية هي مسألة حاضرة في سياساتنا ونحن كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي سنتابع تأييدنا لحل الدولتين وأنا مقتنع بالرؤية الجديدة لدى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض والتي تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية بشكل تدريجي للبرهان على أن الفلسطينيين يتمتعون بحس المسؤولية السياسية وأظن أنه في فترة زمنية قصيرة وعبر المفاوضات مع إسرائيل سوف يتحقق هذا الهدف.
أيمن الزبير: تحدثتم عن موضوع رفع الحصار عن غزة وعن الإدانة الإسبانية والأوروبية، هل تعتقدون أن ذلك يكفي؟ وهل يجب رفع الحصار نهائيا؟ وما هي الآليات التي يملكها الاتحاد الأوروبي لإقناع إسرائيل برفع الحصار؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: أعتقد أنه يجب رفع الحصار بشكل كامل فالمسألة ليست برفع جزئي للحصار فالحصار ليس جزئيا ولا نسبيا، يجب تسهيل مرور الأشخاص والممتلكات والبضائع. وأظن أننا تقدمنا بهذا الشأن وبعد زيارة ممثلة الاتحاد الأوروبي إلى غزة ستكون هناك زيارة يقوم بها وزراء أوروبيون رئيسيون لتسهيل هذا الرفع الكامل للحصار، كيف سيتم ذلك؟ سيتم بحوار مع إسرائيل وهو أحد أهداف الزيارة التي سأقوم بها قريبا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية وسألتقي مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وهدفنا بالطبع هو أنه من الآن وحتى شهر سبتمبر عندما سنذهب كوفد أوروبي يضم عددا كبيرا من وزراء الاتحاد الأوروبيين رفيعي المستوى إلى غزة نريد أن نرى تغيرا حقيقا وتحسنا في الأوضاع وهذه هي انجازات للاتحاد الأوروبي ولم يفعل ذلك لاعبون آخرون، ولهذا أقول إن الاتحاد الأوروبي لا يكتفي بإطلاق التصريحات بل يدعمها بالأفعال على الأرض.
أيمن الزبير: في سياق هذا البحث عن حلول سبق وأن التقى عدد من المسؤولين والبرلمانيين الأوروبيين بمسؤولين من حماس، هل يمكن في سياق البحث عن حلول الحديث بمزيد من الانفتاح وإشراك حماس في الحلول بشكل رسمي؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: حماس لديها الطريق مفتوح للمصالحة مع فتح والسلطة الفلسطينية وتجري الآن عملية مصالحة داخلية فلسطينية ونحن الأوروبيون دعونا دائما إلى هذه المصالحة لكن لا يمكن لبعض الأطراف ومن بينها حماس أن تطالبنا أن نسير على عكس إرادة ومقترحات السلطة الفلسطينية ورئيسها.
أيمن الزبير: وحتى لو لم يتم التجديد للرئيس الفلسطيني؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، الرئيس الفلسطيني يتمتع بكامل الشرعية لقد تم اختياره بأصوات تفوق ما حصل عليه ممثل حماس، وهناك منبر سياسي يمثله الرئيس أبو مازن محمود عباس حيث تم الاتفاق على كيفية واضحة لحل النزاع في المنطقة وقد وقعوا على المقترح المصري للمصالحة الفلسطينية ونحن بانتظار أن توقع عليها حماس ونحن نشجع المصالحة بين حماس وفتح ونشجع الحوار بين الفلسطينين، لكننا لسنا نحن المسؤولين عما يحصل فعندما تحدث المصالحة الفلسطينية فسوف نؤيدها لكن على الفلسطينيين أنفسهم عليهم أن يصلوا إلى هذه النتيجة.
أيمن الزبير: فيما يخص أسطول الحرية رفع مواطنون إسبان دعوى قضائية ضد تعامل الجيش الإسرائيلي معهم، هل يمكن أن يثق هؤلاء في أن حكومتهم لن تتدخل في القضية خصوصا وأن تسيبي ليفني كانت نقلت على لسانكم يا سيادة الوزير في قضية سابقة ضد مسؤولين إسرائيليين أنكم ستتدخلون لمنع محاكمتهم؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لقد كان لدينا تشريع يمنح صلاحيات واسعة جدا للقضاة الإسبان فيما يخص العدالة الكونية لكن شموليتها لم تكن تتوافق مع إرادة الحكومة، والمجتمع الإسباني يؤيد عموما مبدأ العدالة الكونية لكن يجب التفريق بين تشريع قوانين من هذا النوع وبين المعايير التي تثبت فعاليتها الحقيقية على أرض الواقع فإذا لم تكن تلك المعايير فعالة فما هي فائدتها؟ الحكومة تحترم دائما قواعد دولة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات ومبدأ العدالة ولذلك فكل مواطن حر في أن يرفع القضية التي يراها مناسبة لكن الإطار القانوني الحالي بعد إخضاعه للتعديل هو الذي سيحدد ما إذا سيتم النظر في حالات من هذا النوع؟ نحن لن نضع أية عراقيل ولم نضعها أبداً من قبل.
أيمن الزبير: لكنكم نزعتم الصلاحيات التي كانت للقضاء الإسباني.
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، يجب أن نحدد معايير وصلاحيات مبدأ العدالة الكونية ونحن نريد لها أن تكون فعالة وهي ضمن النظام الماضي لم تكن فعالة ولم تكن تخدم الهدف الذي وضعت من أجله، والذي وضع التعديلات ليس الحكومة بل هو البرلمان والمجموعات السياسية الممثلة للشعب.
أيمن الزبير: ألم تتعرضوا لضغوط؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، نحن دائما نحترم مبدأ فصل السلطات، نعم نحترمه ونحترم نظام القضاء ودائما نحاول أن يتم تطبيقه بفعالية.
حول الملفين الأفغاني والإيراني والعلاقة مع دول الجوار
أيمن الزبير: بالانتقال إلى موضوع آخر وهو أفغانستان يبدو أن كل الدول التي تنتشر قواتها هناك قد بدأت بتحديد موعد لانسحابها، والولايات المتحدة وضعت موعدا في يوليو 2011 وأنتم تقولون إن قواتكم ستبقى هناك إلى 2014 على الأقل، لماذا؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، الولايات المتحدة لا تفكر بسحب قواتها بل هي تتحدث عن مرحلة جديدة يمكن تسميتها أفغنة الحل فللمرة الأولى لدينا مشروع إستراتيجي فعال في أفغانستان وهو ليس مشروعا غربيا. هناك سوء فهم فظيع في هذا الموضوع، لا توجد حرب بين الشرق والغرب نحن في حرب تهدف إلى تأسيس دولة ديمقراطية حديثة تحترم الحقوق وتحترم نظامها الإسلامي لأن أفغانستان هي جمهورية إسلامية لكن حيث يوجد أمن وسلام وتقدم لكن ما يثير العجب هو أن دول الغرب هي التي تدافع عن هذه المبادئ بينما يجب على دول الجوار والدول العربية والإسلامية أن تتبناه وتضحي بحياة أبنائها في أفغانستان، والآن مع وجود إستراتيجية واضحة لإدارة أوباما وخارطة طريق مقبولة من الأفغان أنفسهم ومن غالبية المسؤولين الأفغان وقد شعرت بذلك بنفسي ورأيت كيف أن ممثلي الولاية الأفغان التي تنتشر فيها قواتنا ووجهاءها الأربعمئة الذين قابلتهم الكل يريد ويطلب منا المساعدة والتضامن والتأييد ولا يطالبوننا بالخروج ومع ذلك فهناك تعليقات سهلة وغير مسؤولة تتحدث عن حرب بين الثقافات، لا الأمر ليس كذلك، نحن نفعل ما لا يريد الآخرون أن يفعلوه فلذلك فإن ما أطلبه منتهزا هذه الفرصة التي تمنحها لي الجزيرة هذه القناة ذات النفوذ الواسع في العالم هو أن يواجه الجميع مسؤولياتهم لأن الغرب سينسحب من أفغانستان عاجلا أو آجلا ونحن سنذهب عندما يقرر الأفغان ذلك لكنكم أنتم ستواجهون المشكلة وليس نحن.
أيمن الزبير: لماذا؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لأنكم أنتم الجيران أنتم من يجب أن يحل السلام والاستقرار في أفغانستان، نحن يجب أن نساعد ونواكب العملية لكن الذي ليس طبيعيا أنه رغم تضحياتنا ومساهماتنا التضامنية الإنسانية ومع ذلك فالبعض يعتبر أننا نتدخل بشكل غير عادل، هناك فرق بين حرب العراق -وهي حرب لم تؤيدها إسبانيا أبدا وانتقدتها دائما- ووضع أفغانستان، هذه قضية يجب أن تكون واضحة لدى العالم العربي والإسلامي ولذلك يجب أن يبدؤوا بتغيير مواقفهم وباستثناء بعض الدول العربية والإسلامية يمكن القول إن قليل منها تساعد على إنجاح الإستراتيجية الجديدة وهي الإستراتيجية الصحيحة.
أيمن الزبير: مع وضع دولة أخرى هي إيران دافعتم دائما عن الحوار وتفادي أسلوب التهديد لكن لما زار نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إسبانيا تغيرت لهجة رئيس الحكومة الإسبانية وهناك من رأى في كلامه نوعا من التهديد.
ميغيل أنخيل موراتينوس: موقف إسبانيا كان واضحا دائما فقد استقبلت قبل أيام وزير الخارجية الإيراني والحوار دائما كان الحل الأمثل لكن موقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي واضح تماما وهو يتلخص في الحزم في مسألة تطبيق قرارات الأمم المتحدة والحزم تجاه إيران في التزامها بقواعد اللجنة الدولية للطاقة الذرية لكن عبر الحوار، لا يجب أن ننسى أن عقوبات مجلس الأمن وما يمكن أن يتمخض عن اجتماعات الاتحاد الأوروبي ليست بديلا عن الخيار الدبلوماسي، نحن لا ننادي بالخيار العسكري بل ننادي بأن تفي إيران بالتزامتها ويجب أن توضح موقفها وإرادتها باستعادة ثقة المجتمع الدولي فيما يخص برنامجها النووي، هذا ما أبلغته لوزير الخارجية الإيراني نحن مستعدون للحوار ومستعدون للمساعدة لكن يجب أن يوضحوا لنا أنهم مستعدون لإزالة التوتر الناجم عن غموض نواياهم فيما يخص امتلاك برنامج نووي عسكري.
أيمن الزبير: لكن هل تساعد اللهجة التهديدية تجاه إيرن دائما على تحقيق هذه الأهداف؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، لا توجد لهجة تهديدية بل هي لهجة دبلوماسية لأنها في إطار الأمم المتحدة، هل تعتبر أن الأمم المتحدة جهة تهديد؟ نحن أمام خيار أن نعتقد بالأمم المتحدة ومجلس الأمن واجباتهما أو لا نعتقد، لم يكن الاتحاد الأوروبي هو الذي صوت على قرار مجلس الأمن بل انضمت إليه الصين وروسيا والعالم العربي أيضا ودول المنطقة التي عبرت عن قلقها من وجود تهديد نووي في المنطقة هو شيء لا أحد يرغب به، نحن ذاهبون في اتجاه سباق تسلح نووي في المنطقة، عن طريق الحوار نحن نأمل في أن العلاقات والمحادثات بين المفوضة العليا السيدة آستون والسيد خليلي ممثل إيران أن تجرى بأقرب وقت ونحن نرغب في حصول اتفاق ومفاوضات ونرغب في الحصول على جواب من إيران، نحن لا نخصب اليوارنيوم في إسبانيا بل يفعل ذلك آخرون، يجب أن يعبروا عن ثقتهم لكي يتم التوصل إلى اتفاق.
أيمن الزبير: حول تركيا، إسبانيا أيدت دائما انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ولا يخفى الدور المتنامي الذي يلعبه هذا البلد في المنطقة وفي العالم العربي بشكل عام، هل يشكل ذلك عاملا إيجابيا يساعد على تسريع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: إسبانيا أيدت دائما انضمام تركيا ونحن لا نفهم تحفظات بعض الدول الأعضاء على انضمامها، نعتقد أن تركيا ستشكل إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وإلى مجمل النفوذ الجيوسياسي الأوروبي، تركيا دولة عظيمة وشعب عظيم وتلعب دورا بناء في مختلف النزاعات والأزمات في المنطقة وهي تبرهن على زعامتها من خلال تصرفاتها المختلفة، إسبانيا لديها علاقات ثنائية ممتازة مع تركيا ونريد لها أن تستمر كحليف قادر على التدخل والتوسط في الأزمات المختلفة، لكن في التاريخ تمر بنا أحيانا لحظات ومواقف قد لا تكون سهلة الفهم لكنني مقتنع أن الجميع في أوروبا سيفهم في النهاية أن انضمام تركيا إلى الاتحاد سيكون أفضل من وجودها خارجه لكن هذا الأمر لديه قراءات داخلية مختلفة باختلاف الدول الأوروبية ونحن نحترم هذه القراءات والمواقف لكننا نأمل في أن تطور الأحداث سيساعد على تغيير هذه المواقف، وتأييد انضمام تركيا إلى الاتحاد والمسيرة لن تتوقف حقيقة ولو كانت المواقف أكثر وضوحا لكان من الواجب أن تتذكر تلك الدول أن هناك قرارا من المجلس الأوروبي على مستوى رؤساء الدول في عام 2005 تقرر فيه أن تركيا هي دولة مرشحة للانضمام وأنه يجب أن تبدأ المفاوضات في سبيل انضمامها النهائي ويجب أن نتذكر أيضا أن أي شيء لم يتغير منذ عام 2005 في المجلس الأوروبي الذي يعتبر المرجعية الأعلى في الاتحاد وهو لم يغير شيئا في هذا القرار، كانت هناك قرارات محلية وقرارات خاصة ببعض الدول لكن القرار الرسمي للمجلس هو أن تستمر المفاوضات في سبيل انضمام تركيا إلى الاتحاد، وبالنسبة لنا فإن إسبانيا ستستمر في تأييد هذا القرار كما كنا نفعل من قبل.
أيمن الزبير: سيادة الوزير في المجال الاقتصادي تعيش أوروبا أصعب أزماتها الاقتصادية عبر التاريخ وكانت هناك مشاريع طموحة كتنظيم السوق المالية وفرض ضرائب على البنوك لكن يبدو أن هذه المشاريع لا زالت حبرا على ورق، هل تشعر بشيء من الإحباط؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، فالمشاريع لا زالت قيد البحث في البرلمان الأوروبي وسيتم إقرارها قريبا.
أيمن الزبير: لا يوجد توافق على ما يبدو.
ميغيل أنخيل موراتينوس: لا، التوافق موجود والمجلس الأوروبي أصدر قرارات في 17 يوليو عندما صدر تعريف محدد لما سيكون الحكومة الاقتصادية الأوروبية وحيث يوجد قرار واضح حيال نظام الإشراف والرقابة الاقتصادية الأوروبي ولما سيكون نظام الحماية المالية في منطقة اليورو، أرجو أن لا يخطئ أحد كما يفعل بعض المحللين في بعض الدول والقارات الأخرى فأوروبا تستعد لما سيكون المعركة الاقتصادية والمالية الكبرى في القرن الحادي والعشرين.
أيمن الزبير: ملف آخر يهم جيران إسبانيا هو ملف الصحراء، إلى أين وصلت هذه القضية؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: لقد وصلت إلى مرحلة مهمة وأظن أن التعامل معها هو حاجة عاجلة وملحة فقد استقبلت منذ فترة في مدريد المبعوث الخاص للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس وهو ملتزم جدا ومثابر وقد استقبلنا الأمين العام بان كي مون وأظن أنه يجب علينا جميعا أن نسرع المفاوضات بين الأطراف للوصول إلى حل نهائي لقضية الصحراء الغربية لكنني أعتقد أن الحل مرتبط بإرادة أطراف النزاع وهم الذين يجب أن يتوصلوا إلى حل تحت إشراف الأمم المتحدة، وإسبانيا يمكن أن توظف مساعيها الحميدة لهذا الغرض.
أيمن الزبير: لكن هل ترى استعدادا لدى الأطراف للوصول إلى حل؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: توجد خلافات حتى الآن بين الأطراف لكن في السياسة من الضروري أن تعمل كافة أطراف المجتمع الدولي وكل من لديه نفوذ يجب أن ينبه الأطراف إلى ضرورة الإسراع بإيجاد حل، أظن أن نزاع الصحراء طال أمده كثيرا ولابد من إيجاد حل.
أيمن الزبير: كنتم مهندس إعادة العلاقات مع المغرب إلى طبيعتها بعد فترة حكومة أزنار وتوجد معلومات صحفية الآن عن تباعد أو جفاء مع المغرب فنحن منذ ستة أشهر بدون سفير مغربي في مدريد، أم أنها مجرد تكهنات؟
ميغيل أنخيل موراتينوس: أنا أتحدث مع نظيري المغربي باستمرار وقد حضرت مؤخرا مؤتمرا في أصيلة ولا يوجد جفاء وعلاقاتنا مع المغرب ممتازة ونحن نعمل في الإطار الثنائي والجماعي وبشكل إيجابي والعلاقات تمر بأفضل لحظاتها ولدينا علاقات طيبة مع دول الجوار وكذلك مع الجزائر وكل دول المغرب ولدينا علاقات إيجابية مع جميع جيراننا وهذا بالطبع يشمل المغرب.