
جوديث ماكهيل.. تحسين صورة الولايات المتحدة
– محاولات التقريب بين الشعوب
– ممارسات الولايات المتحدة وثقة الشعوب
![]() |
![]() |
غادة عويس: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى هذه الحلقة من لقاء اليوم. ضيفتنا جوديث ماكهيل وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الدبلوماسية العامة، أهلا بك سيدتي. بعد عام على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة تقول مجلة تايم ومعهد غالوب إن شعبية أوباما تراجعت وتدنت تكاد تقترب فيه من مستوى شعبية جورج بوش كيف تفسري؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أنه قبل سنة الرئيس وضع في القاهرة أسلوبا جديد لجهودنا للاتصال بالعالم الإسلامي وإننا نعمل بجد كبير للتوصل إلى أساليب جديدة للتعاون معهم وإننا جميعا نفهم أن هذا أمر يتطلب عدد من السنوات ونحن نسير نحو تحسين هذه العلاقات، إذاً من المتوقع أن الأمور ستمر بانفخاضات وارتفاعات ولكن بشكل عام نحن نسير في الاتجاه الصحيح.
غادة عويس: بشكل عام تسيرون في الاتجاه الصحيح ولكن بحسب مجلة تايم أيضا التي أجرت هذا الاستطلاع مع معهد غالوب، نظرة المسلمين إلى الولايات المتحدة تراجعت حتى صحيفة كريستشن ساينس مونيتور بمناسبة مرور عام على خطاب أوباما تقول تدنت مكانة أوباما لدى العالم الإسلامي، ألا تخشين من أن يحدث معك هذه الصورة السيئة التي لم تتحسن على الولايات المتحدة، ألا تخشين أن يحدث معك مثلما حدث مع كارين هيوز قبلك يعني في المنصب نفسه وأيضا بعدها مع جيمس غلاسمن هما استقالا لأنهما لم ينجزا شيئا؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أن ما أركز عليه أنا وما تلتزم به هذه الإدارة هو إيجاد طرق جديدة لتعزيز وتوسيع علاقاتنا مع المجتمع الإسلامي في العالم كله وسنواصل العمل على ذلك، نعلم أن هذه المبادرة تتطلب وقتا طويلا فعندما نبني علاقات مع شعوب فمن المفهم أن نواصل العمل في ذلك لإيجاد نقاط الأراضي المشتركة بيننا للعمل سوية وغذا ما واصلنا ذلك بمرور الزمن فإننا ستصل بنا الثقة التي هي أساسية للتقدم إلى الأمام.
غادة عويس: هذه الثقة التي تتحدثين عنها أيضا الرئيس أوباما قال في أبريل الماضي تحدث عن هذه الثقة وقال إن الولايات المتحدة والشعوب المسلمة يقعان في أغلب الأحيان ضحية لشعور متبادل بعدم الثقة، كيف تثق شعوب مسلمة بدولة وبرئيسها وبدورك عندما يقول فيها نائب الرئيس وهو جو بايدن يقول إن من حق إسرائيل الدفاع المطلق عن أمنها فيما جثامين ضحايا قافلة الحرية في غزة لم تشيع بعد؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أن حادثة أسطول الحرية بالتأكيد كان وضعا صعبا وإن الرئيس قال في يوم أمس إن المجتمع الدولي قد أدان هذا العمل وكذلك فإننا نتفق جميعا أن الظروف في غزة أمر غير مقبول وأن الناس هناك يعانون وإننا نتطلع لإيجاد أساليب جديدة لمساعدتهم على التقدم إلى الأمام في هذا المجال وكما تعلمون بالأمس أعلنا عن مساهمة جدية بأربعمائة مليون دولار لمساعدة أبناء غزة وسنواصل البحث عن أساليب وحلول للتقدم إلى الأمام في كل هذه القضايا الصعبة.
غادة عويس: لكن سيدتي الولايات المتحدة عطلت الإدانة المباشرة لإسرائيل في مجلس الأمن كان هناك ضحايا يعتبرونهم شهداء كل الشعوب العربية والمسلمة تعتبر هؤلاء ضحايا، شهداء، كما صوتت الولايات المتحدة ضد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإدانة إسرائيل كيف يمكنك إقناع هذا الجمهور الذي تتوجهين إليه، في ظل تعطيل قرار إدانة وفي ظل غضب شعبي عالمي في هذا الشأن؟
جوديث ماكهيل: ما أعرفه أنا وهنا أقر ما قلته سابقا إن هذه بالتأكيد قضايا صعبة للغاية وإن إدارة أوباما تعمل بجد كبير حولها وإنه منذ اليوم الأول من استلامهم السلطة يبحثون عن حلول لها، ما أركز عليه أنا هو إنه في الوقت الذي نبحث فيه عن حلول لهذه القضايا نبحث عن قضايا ومجالات أخرى يمكن أن نعزز علاقاتنا فيها مع شعوب العالم في المجتمعات الإسلامية مجالات مثلا في التكنولوجيا والعلوم والتبادل الثقافي، أنا أرى أنه لو استطعنا أن نجد أساليب ومجالات لبناء جسور في هذه المجالات آنذاك يمكن أن أتطلع إلى حلول للمشاكل الصعبة أو الأكثر صعوبة.
غادة عويس: تحدثت عن تكنولوجيا وتبادل ثقافي، هل زرت مرة غزة؟
جوديث ماكهيل: كلا، أنا شخصيا لم أتوجه إلى غزة حتى الآن آمل أن أفعل ذلك ولكن نعلم أن لدينا عددا من البرامج التي قمنا بها ونفذناها خلال سنوات طويلة للعمل في تلك المنطقة وسنواصل العمل في ذلك.
غادة عويس: سيدتي غزة جميع من زارها قال إنه شعر بأنها سجن كبير، حتى الرئيس جيمي كارتر قال هذا الشيء، أنت تتحدثين عن مساعدات لغزة وعن آليات متبعة، هؤلاء ليسوا بحاجة لطحين ولحليب للأطفال، هم بحاجة لحريتهم هم بحاجة لأن يتنفسوا، هم يستطيعون أن يكتفوا بهذه الحرية ويعملوا هم على إنتاج الحليب وعلى إنتاج.. يعني أن يكتفوا ذاتيا، ليسوا بحاجة فقط إلى مساعدات، ألا تظنين أن الاتكال فقط على المساعدات إهانة للكرامة الإنسانية؟
جوديث ماكهيل: نعم أتفق معك وأعتقد أننا جميعا ندرك ونعرف بأن الظروف في غزة صعبة جدا وعلينا جميعا أن نعمل بجد كبير للتوصل لحل لهذا الموضوع لكي يستطيعوا أن يعملوا إلى الأمام بشكل منتج، أنا لم أذهب إلى غزة ولكن فقط التقيت بالكثيرين من غزة وإنني على ثقة بأنهم سيستطيعون ونحن نواصل التعاون معهم للوصول إلى حل لهذه المشاكل، سيستطيعون بناء اقتصاد قوي متين وإن من مصلحتنا جميعا أن نحقق ذلك بأسرع وقت ممكن.
غادة عويس: ولكن هذه عناوين عامة من يسمعك الآن في غزة ربما لم تصل إليه الرسالة، ما هي هذه الآليات، ما هذه الطرق التي تتحدثين عنها عمليا على الأرض؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أن هذه الإدارة قد أثبتت بأن ما تريد أن تفعله هو مواصلة البحث عن الحل للمشاكل القائمة في تلك المنطقة وهي تعمل بشكل جدي ومكرسة نفسها لذلك، أما مجال عملي أنا فهو التركيز على محاولة التعاون مع الناس وجمع الناس حول مبادرات يمكن أن نتقدم فيها مثل التعليم والتكنولوجيا وما إلى ذلك وسنواصل العمل على ذلك ونحن نبذل جهدا كبيرا لعملية التوصل إلى حل بعض تلك القضايا العالقة.
غادة عويس: في بداية العام قال الرئيس أوباما إن أمن إسرائيل أساسي للمصالح الأميركية، بعد شهر تقريبا قال الجنرال بترايوس إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يهدد حياة جنودكم في أفغانستان وحتى في العراق، اليوم هناك أصوات أيضا ذهبت أبعد من ذلك، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل الذي قال لقد تحولت إسرائيل من حليف إلى عبء، هناك صورة نمطية عن النظرة الأميركية إلى إسرائيل والعرب هناك دائما شعور لدى العرب بأن الولايات المتحدة منحازة لإسرائيل، بعد هذه التراتبية في التصريحات هل يمكن أن نصل إلى تغير في السياسة الأميركية الخارجية، في نمطية هذا التعاطي خصوصا أن النمطية انتقدتها هيلاري كلينتون نفسها وأيضا انتقدها الرئيس أوباما في خطابه في القاهرة.
جوديث ماكهيل: أعتقد مرة أخرى أن هذه القضايا هي قضايا صعبة للغاية، أنت تطرقت إلى مسألة النمطية وأعتقد أن هذا عنصر مهم، ما أحاول أن أفعله أنا مع بعض برامجنا الجديدة للتخلص من هذه الصورة النمطية وإن في مناطق ومجالات كثيرة ومناطق كثيرة من العالم، الصورة النمطية التي لدى الناس حول بعضهم الآخر في بعض أنحاء العالم والصورة النمطية حول أميركا ولدى المسلمين أو الموجودين في أميركا هي كل ذلك هو جزء من المشاكل تمنع تقدمنا في العمل، لذلك فالكثير من البرامج والمبادرات التي نسعى إليها هي لمحاولة جمع الناس، المواطنين العاديين جمعهم سوية وذلك لإبعاد أو التخلص من هذه الصورة النمطية وإذا ما نجحنا في ذلك سنستطيع أن نواصل تقديم الفرص للناس لتبادل الحديث واللقاء، وبذلك سنتخلص من بعض هذه الصور النمطية ونستطيع أن نتقدم في بعض هذه القضايا الصعبة جدا.
غادة عويس: أعود وأكرر كيف يمكن تغيير أو إلغاء كما تقولين هذه النمطية طالما الولايات المتحدة لم تدن إسرائيل مباشرة لا بل وعطلتها، عطلت الإدانة في مجلس الأمن بعد سقوط ضحايا واعتداء إسرائيلي واضح لكل الشعوب حتى ليس فقط العربية والمسلمة كان هناك تظاهرات في كل أنحاء العالم، كيف يمكن إلغاء هذه النمطية؟ هذه الصورة طالما الأفعال نفسها تتكرر؟
جوديث ماكهيل: أعتقد مرة أخرى وأقول إن هذا مجال وموضوع صعب جدا إنه نزاع مستمر منذ عقود من الزمن وما نحاول أن نفعله أن نتعاون مع دول أخرى في المنطقة وفي العالم لكي نساعد الأطراف المعنية للتوصل إلى حل لهذه المشكلة ولنفعل كل ما في وسعنا، مجال تخصصي أنا هو أنني أحاول أن أجد أساليب وطرق جديدة لكي يشارك الناس مع المواطنين سوية لكي يصبحوا هم يعرفون بعضهم وثقافات بعضهم الآخر ومخاوفهم للتوصل إلى أساليب أو طرق جديدة للعمل سوية والتعاون وبناء الثقة بين الدول وأجزاء مختلفة من العالم وهذا سيساعدنا للتوصل إلى حلول لبعض القضايا.
غادة عويس: سيدة ماكهيل سنواصل ولكن بعد الفاصل هذه المقابلة معك، مشاهدينا ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ممارسات الولايات المتحدة وثقة الشعوب
غادة عويس: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى هذه الحلقة من لقاء اليوم ضيفتنا جوديث ماكهيل وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الدبلوماسية العامة. كنت تتحدثين قبل الفاصل عن محاولة التقريب بين الشعوب، بين شعب الولايات المتحدة وبقية الجماهير خصوصا العربية والمسلمة، أريد أن أستوضح منك معلومة، كان على متن قافلة الحرية 13 أميركا واحد منهم تركي من أصل أميركي قتلته إسرائيل لماذا لم تطالب الولايات المتحدة بجوازات سفرهم عندما اعتقلتهم ولماذا لم تدن قتل مواطن يحمل حوازا أميركيا؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أنك لو سمعت الرئيس يوم أمس فإنه في الحقيقة وضح بشكل أساسي بأننا جميعا ندين الأعمال التي حصلت وإن ما نحاول أن نفعله حاليا هو أن نجد طريقة أفضل لتقديم المساعدة والعون لشعب غزة وفي الوقت ذاته نحاول أن نؤكد أن ما يصل غزة هو ما يحتاجونه فعلا لمواجهة مشاكلهم.
غادة عويس: سؤالي المقصود به سيدتي هي سياسة الكيل بمكيالين، حتى التايم وكريستشن ساينس مونيتور قالت بأن 60% من العرب يرون أن الرئيس أوباما ضعيف وبأنه يكيل بمكيالين في سياسته مع العرب والفلسطينيين وإسرائيل، سؤالي عن هؤلاء الأميركيين على قافلة الحرية لأنه عندما اعتقلت إيران ثلاثة أميركيين اتهمتهم بالتجسس كان هناك يعني غوص في هذا الأمر في وسائل الإعلان والتنديد واتهام إيران بأنها خطفتهم، في المقابل يجري التعتيم على أسر إسرائيل لمدنيين كانوا على متن سفينة هدفها مساعدات إنسانية.
جوديث ماكهيل: في الحقيقة أعتقد وكما تعلمين أن الرئيس وغيره من قاعدة العالم ينظرون ويتطلعون إلى إجراء تحقيق ذو مصداقية لما حصل وإن ما نفعله الآن هو انتظار نتائج مثل هذا التحقيق وآنذاك سنستطيع أن نعلق على ما حصل بشكل أكبر.
غادة عويس: لماذا لم تطالبوا على الأقل بجوازات سفر هي ملك الدولة في النهاية؟
جوديث ماكهيل: أنا شخصيا لا علاقة لي بهذا الوضع وبالتالي لا أستطيع أن أقدم لك جوابا حوله.
غادة عويس: أتفهم ذلك سيدتي ولكن أسألك لناحية أن هكذا ممارسات في السياسة الأميركية ألا تعرق جهودك لتحسين صورة بلدك أمام الجماهير؟
جوديث ماكهيل: في الحقيقة أعتقد أنني أدرك والجميع يدركون بأن ما نحاول أن نفعله عندما نحاول أن نبدأ بداية جديدة وأن نسلك طرق جديدة مع الناس فإن الأمر ليس سهل دائما وعندما نحاول أن نجد أسلوبا أو طريقا جديدا للتفاعل بين الناس والتركيز على قضايا مشتركة لا أعتقد أنني قد تصورت في أي لحظة أن هذه مهمة سهلة ولكننا عازمون على المضي قدما والمهم هنا هو في حين أننا نركز على هذه القضايا الصعبة جدا وفي حين أننا نحاول أن نجد حدودا لها علينا ألا ننسى أيضا أن هناك فرصا كثيرة أمامنا للتعاون والعمل سوية في مجال العلم مثلا التعاون العلمي، فالشهر الماضي الرئيس دعا إلى اجتماع قمة حول المبادرات التجارية وقد كان مؤتمرا ناجحا جدا لأنه جمع أناس كثيرين حول مواضيع مشتركة مهمة لهم كيف يطورون الاقتصاد وكيف يخلقون فرص عمل وهذا ما نسعى إليه.
غادة عويس: طيب، ربما من الصعب عليك أن تعترفي بأنه فعلا هكذا أفعال من المحرج الاعتراف بأنها تعرقل مهمتك في منصبك لكن على الأقل هل ترفعين تقارير إلى إدارتك تبينين فيها لماذا من الصعب عليك تحسين الصورة في ظل هكذا ممارسات، أنت تتوجهين للجماهير العربية هل هذه الخطوة متبادلة؟ يعني أيضا تتوجهين إلى الإدارة نفسها وتقولين هذه هي المشكلة؟
جوديث ماكهيل: من أحد الأشياء التي نحاول أن نقوم بها أو التي التزمت بها هذه الإدارة هو التأكيد من أن لدينا فهما واسعا وجيدا لمواقف وآراء الناس في كل أنحاء العالم بحيث إن ذلك يسهل عملي وأن جزء من عملي هو أن أتأكد أن هذه المعلومات ترسل أو تدخل إلى أعلى المستويات لكي نفهم ردود فعل الناس وآرائهم ونتكيف بشكل جيد مع ذلك وهذا هو ما نحاول أن نجيده حاليا.
غادة عويس: سيدتي أنت من القيادات البارزة في مجال الاتصال والإعلام والعلاقات العامة وأيضا التواصل والوصول إلى الناس في مختلف أنحاء العالم، منصبك هدفه تحسين صورة الولايات المتحدة وخصوصا في العالم الإسلامي، هل وجدت صعوبة في الوصول والتواصل مع الجمهوري العربي؟
جوديث ماكهيل: إن إحدى الأساليب أعتقد أنك تعرفين خلفيتي وخبرتي قبل المجيء إلى العمل الحكومي كنت مديرة شركة ديسكفري التلفزيون ومن أحد أسباب ديسكفري هو أننا قضينا وقتا طويلا لمحاولة فهم ما يرغب به الناس وكيف يحصلون على المعلومات وكيف نستطيع أن نحسن عملية الاتصال بهم عن طريق تبادل المعلومات ووضع البرامج التي تتجاوب مع احتياجاتهم، هذا ما نحاول أن نفعله أيضا هنا، أن نأخذ أسلوبا جديد في الاستماع والتعلم وإيجاد مناطق الاهتمام المشترك التي نرى أنه يمكن أن تساعدنا على بناء تلك الجسور بين المجتمعات والشعوب والثقة بين الشعوب وأعتقد إن استطعنا أن نفعل ذلك في كل المستويات وقطاعات المجتمع آنذاك سنكون أقرب إلى التوصل لحلول لبعض هذه المشاكل.
غادة عويس: لكنك لم تجيبي، هل واجهة صعوبة في الوصول إلى جمهورك العربي؟
جوديث ماكهيل: في الحقيقة أنا لم أفعل ذلك، ذلك لأنني أنطلق من مبدأ العمل ومحاولة إيجاد ما يهم الناس أي برامج تهم الناس أي نوع من التفاعل يريدونه ولذلك أعتقد أن مسألة قمة رجال الأعمال وتنشيط العمل التجاري مثالا جيدا على ذلك إذ إننا قمنا بذلك المؤتمر لأن هذا هو أمر بالنسبة للمجتمعات الإسلامية تهتم بالقيام بهذه النشاطات وإنني دائما أعود إلى مسألة البحث عن المجالات التي كنا نتعاون فيها ورأينا أن مجال التعاون ذلك كان جيدا، ولذلك حتى عندما نحاول أن نعالج ونحل تلك القضايا الصعبة سنواصل البحث عن أساليب وطرق جديدة للتفاعل وذلك بسبب الأسلوب الذي اعتمدته لم أجد مشاكل أو عوائق أمامي، بل وجدت أن كل الناس، وكل الشعوب في المنطقة والدول الإسلامية في بنغلاديش وغيرها حيث نجد معها مجالات للتعاون معها والمضي قدما رغم أن لدينا مشاكل قائمة ولكن الفوائد على المدى البعيد مفيدة وتستحق الجهد وبالتالي ليس هناك شح أو قلة في الرغبة في العمل في هذا المجال.
غادة عويس: تقولين إذا لم تواجهي صعوبة في التواصل والوصول إلى الجمهوري العربي إذاً لماذا استطلاعات الرأي تقول إن صورة الولايات المتحدة تدنت جودتها والعالم الإسلامي والعرب لا يثق أبدا بأوباما بعد اليوم؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أنه كلما كنا نعمل في مجال العلاقات والثقة الأمر يتطلب وقتا طويلا، وأعتقد أنه بمرور الزمن إذا ما واصلنا عملنا واستمرينا في الالتزام بهذا العمل سننجح في بناء هذه الثقة وسنرى خلال الزمن أن آراء الناس على ما نأمل سوف تتحسن، وفي الوقت ذاته نحن ومن ناحية واقعية حتى عندما ننظر للمستقبل نرى أنه ستكون هناك دائما لحظات وأوقات مصالحنا تختلف وبعد ذلك تلتقي، أنا أنظر إلى المدى البعيد والالتزام على المدى البعيد وهذا ما نركز عليه.
غادة عويس: أنت نجحت في ديسكفري وقلت إن السبب أنك عملت على فهم ثقافات الشعوب، هيلن توماس الاسم الشهير سيدة الصحافة الأولى في الولايات المتحدة عندما قالت هذا التصريح الشهير كانت هناك حملة ضدها، ربما من المفهوم أن تقاد حملة من أناس عاديين أو من المجتمع الأميركي بحد ذاته، لكن لماذا يقوم البيض الأبيض ويدين تصريحات هيلن توماس في ظل بلد الحرية والتعبير؟
جوديث ماكهيل: أنا لم أكن في البيت الأبيض وبالتالي أنا لست متأكدة وأنا كنت في سفر مستمر ولذلك لا أعرف الموضوع جيدا، ولكن في ظل الظروف الحالية كانوا يشعرون بقلق حول تأثيرات تصريحاتها.
غادة عويس: قلق من تأثيرات تصريحاتها، لكن تصريحاتها تمثل عقلية وثقافة هذه الشعوب التي تودين التوجه إليها، يعني إذا كنت لا تحترمين هكذا تصريح يمثل ثقافة هكذا شعوب كيف يمكن التواصل معها؟
جوديث ماكهيل: أعتقد أنا ما نحاول أن نفعله وسأواصل محاولة توسعي إليه هو أن أجد تلك الطرق والأساليب التي نستطيع أن نحقق التواصل عن طريقها بأن نفهم بعضنا ونشرح لشعوب العالم بأن الولايات المتحدة.. ونشرح لشعب الولايات الممتحدة الاختلافات الثقافية الموجودة لدى شعوب المنطقة.
غادة عويس: شكرا جزيلا لك جوديث ماكهيل وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الدبلوماسية العامة شكرا جزيلا لك. مشاهدينا شكرا على حسن متابعتكم وإلى اللقاء مجددا بإذن الله في لقاء يوم جديد وضيف جديد إلى اللقاء.