
عمار الحكيم.. المجلس الأعلى ومشكلات العراق
– تطورات المشهد العراقي ودور الشيعة فيه
– الاتفاقية الأمنية والمصالحة الوطنية ومستقبل العلاقات العربية
![]() |
![]() |
سمير عمر: مشاهدينا الكرام في كل مكان سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. نحييكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج لقاء اليوم والتي نستضيف فيها سماحة السيد عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ورئيس مؤسسة شهيد المحراب. سيد عمار أهلا ومرحبا بك في هذه الحلقة من لقاء اليوم.
عمار الحكيم: أهلا وسهلا ومرحبا بكم.
تطورات المشهد العراقي ودور الشيعة فيه
سمير عمر: بداية، سماحة السيد أنت الآن في زيارة للقاهرة على رأس وفد شيعي وقبل فترة كان هناك زيارة أيضا لوفد شيعي آخر، برأيك هل يمكن اعتبار ذلك نوبة صحيان شيعية صوب القاهرة أو تراها جزءا من تنافس شيعي على دور مصري في المسألة العراقية؟
عمار الحكيم: بسم الله الرحمن الرحيم. بداية أحييكم وأحيي الأعزاء المشاهدين. أتشرف أن أكون في خدمة أخواني في وفد عراقي من المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وأعتقد أن الأطر الوطنية هي التي تدفعنا لبناء علاقات رصينة ومتينة مع الدول العربية، كان لي شرف التواصل مع العديد من الدول العربية ونحن اليوم في القاهرة بلد العروبة والأصالة والتاريخ والعلاقات التاريخية المشتركة بين العراق ومصر، فبالتالي نسعى من خلال مثل هذا التواصل أن نمد الجسور وأن نشجع أشقاءنا العرب في أن يكون لهم إسهامات وحضور فاعل في الواقع العراقي. ونحن نعيش مناخات جديدة مختلفة عن الأوضاع الصعبة التي مرت في العراق ونسعى لتنمية شاملة في البلاد والدول العربية أجدر أن تكون هي الحاضرة بشركاتها بحضورها السياسي بتعاونها الأمني بتبادل المؤتمرات والندوات الفكرية والثقافية إلى غير ذلك، في ضمن هذه الأجواء الوطنية تأتي هذه الزيارة.
سمير عمر: لكن ألا تخشى أن يسبب ذلك ربما غضب أصدقائكم الإيرانيين وبخاصة في ظل وجود علاقات توتر بين القاهرة وطهران على الأقل في الفترة الأخيرة؟
عمار الحكيم: إننا رفعنا شعار الصداقة مع الجميع، وأكدنا لأنفسنا ولكل من يرغب بالتواصل معنا بأننا لن ندخل طرفا في أية سياسات محورية أو محاور إقليمية في المنطقة، وبالتالي ليس في المنطقة وحدها في العالم أيضا، وبالتالي نبني علاقاتنا بما يتناسب مع مصالحنا الوطنية. ويفترض لجميع الدول العزيزة أن تتفهم هذا الظرف، لا نريد أن نكون مع طرف وبالضد من آخر، نحن نبني علاقات الصداقة مع الدول العربية مع تركيا مع إيران في الوضع الدولي مع مختلف الدول الكبيرة والمؤثرة ولا نريد أن نكون طرفا في أية صراعات أو محوريات أخرى.
سمير عمر: ولكن هناك من يصفكم بأنكم يعني ممثل إيران في العراق وهناك أيضا من يحملكم ربما وزر الاقتتال الطائفي في فترة من الفترات داخل العراق، يعني كيف ينسجم ذلك؟ وهل تقفون على نفس المسافة ما بين طهران الصديقة وما بين الدول العربية التي تسعون لإقامة علاقات إيجابية معها؟
دوما كنا تواقين لبناء علاقات وتبادل المصالح مع مختلف دول المنطقة والعالم، وهناك دول استجابت وتقدمت وهناك دول تريثت في الموضوع لطبيعة الهواجس والغموض الذي اكتنف المشروع السياسي في العراق منذ انطلاقته |
عمار الحكيم: بكل تأكيد دوما كنا تواقين لبناء علاقات حميمة وصديقة وتبادل المصالح مع مختلف دول المنطقة والعالم، هناك دول استجابت وتقدمت وهناك دول تريثت في الموضوع لطبيعة الهواجس والغموض الذي اكتنف المشروع السياسي في العراق منذ انطلاقته، المشروع الجديد، من حيث طبيعة النظام الديمقراطي أو إفرازاته السياسية والقوى التي برزت. أعطينا الفرصة لأشقائنا ولكل هذه الدول الكريمة أن تقيم الوضع ميدانيا وبحسب الأداءات والسلوكيات على الأرض وتطمئن من أن القوى الكبيرة التي تساهم في إدارة البلاد اليوم هي قوى وطنية همها العراق وقلبها مليء بحب العراق ومصالح العراق وتستنشق من الرئة العربية التي تمثل مناخها الطبيعي، كان لا بد أن نعطي هذه الفرصة ليقيم المشروع بحسب أدائه على الأرض وليس بحسب الادعاء وإلا فنحن الشعارات اللي رفعناها المشروع الذي رسمناه للعراق الجديد منذ دخول الشهيد الحكيم إلى البصرة والذي كان يمثل أول خطوة وأول خطاب عبر فيه عن مشروعه ويحيطه الملايين من أبناء الشعب العراقي كانت هي الشعارات التي نتحدث بها الآن، ولكننا اليوم نتحدث بوضوح أكثر لأن أمامنا خزين وتجربة امتدت لخمس سنوات برهنت على وطنية هذه القوى.
سمير عمر: ولكن عفوا سماحة السيد يعني خزين الخمس سنوات مليء بمشاهد العنف والاقتتال الطائفي وتعثر العملية السياسية، برأيك يعني كيف تقيم الوضع؟ هذا ليس مشروعا سياسيا بل ما زال هناك حالة اقتتال طائفي وهناك فرز طائفي وهناك أيضا شجار سياسي حتى من القوى التي كانت حليفة في وقت من الأوقات.
عمار الحكيم: بالحقيقة نحن ننظر بتفاؤل كبير ونعتقد أن المناخات العامة اختلفت كثيرا، اليوم القوى السياسية تأتلف القوى المنسحبة تعود إلى الحكومة المجلس السياسي الأمني الوطني يتفق بالإجماع على قضايا مصيرية وحساسة فيما لم يكن بالإمكان الاتفاق على قضايا بسيطة بين القوى السياسية في العراق، المؤشرات الأمنية تدلل على تطور كبير في الوضع الأمني وحتى في أيام الشدة والاحتقان والظروف الصعبة التي مرت، كنا على عقيدة ولا زلنا على ذات العقيدة أنها لم تكن حربا بين الأهالي في العراق وإنما كانت حربا على الأهالي، هناك عدو مشترك أراد أن يوجد فتنة بين العراقيين ولعله هو بثوبين أو بغطائين، يقتل هذا ويقول بأنه ينتصر لطائفة أخرى ويذهب ليقتل الآخر ويدعي بأنه ينتصر لطائفة ليوجد الوقيعة بين العراقيين، واكتشفت وثائق عن الزرقاوي وغيره من المجرمين الذين أداروا تلك المعركة الظلامية والتي عبروا من خلالها عن مخططاتهم الخبيثة في إيجاد الوقيعة والفتنة بين المواطنين العراقيين.
سمير عمر: لكن عفوا سماحة السيد هناك من يخالفك هذا الرأي، إذا أنت حملت الزرقاوي وجماعته عبء ومسؤولية الاقتتال الطائفي في العراق هناك من يحمل الميليشيات التي ما زالت في معركة مع الحكومة العراقية وزر ومسؤولية هذا الاقتتال الطائفي. كيف ترى وكيف تقيم أمر الميليشيات في العراق؟ وكيف تقيم أيضا تعامل حكومة المالكي مع هذه الأزمة المستعصية التي ما زالت حتى الآن عاصية على الحل؟ حتى أن أحد الزعماء العراقيين يقول إن الأجهزة الأمنية متورطة في دعم بعض الميليشيات والتستر على الميليشيات الأخرى.
عمار الحكيم: كان بودي أن أتحدث عن استشرافنا للمستقبل ولكنكم مصرون أن نستذكر الماضي..
سمير عمر (مقاطعا): سيأتي دوره..
عمار الحكيم: (متابعا): فلا بأس أن نقف عند الماضي، ومن المعروف بدأت هذه العلميات الاغتيال من اغتيال ديميللو ممثل الأمين العام بسيارة مفخخة ومن بعدها الشهيد الحكيم في النجف في ذلك الحدث الكبير المروع، واستمرت واستهدفت عشرات بل مئات من العمليات الإرهابية التي استشهد فيها الآلاف من الناس وصولا إلى حدث سامراء واستهداف المرقدين الشريفين الذي حرك المشاعر ودفع البعض للقيام بردود أفعال معينة وغير منضبطة لم تحظ بأية شرعية من القيادات السياسية والمرجعيات الدينية، نعتقد أننا قطعنا شوطا مهما استطعنا تهدئة النفوس الخواطر خرجنا من تلك الأجواء، حتى في مواجهة الحكومة للمجموعات الخارجة عن القانون أو الميليشيات نشعر أن هناك تطورا كبيرا، يحبذ أن ننظر إلى هذه الإيجابيات وندخلها في عملية التقييم الموضوعي للمشهد العراقي ومن السهولة بمكان أن ننكأ الجراح ونستذكر السلبيات في المشهد العراقي.
سمير عمر (مقاطعا): نحن لا ننكأ الجراح نحن فقط نحاول فهم والاقتراب أكثر من المشهد العراقي الذي يبدو حتى الآن داميا، يعني هذه الأشياء ليست من عندنا لكن من يطالع الصحف والجرائد ويتابع وكالات الأنباء يصدم، يعني حتى الآن رغم الجهود التي تحدثتم عنها باستمرار حالة الاقتتال واستمرار وجود الميليشيات التي باتت عصية على الحل من قبل الحكومة.
عمار الحكيم: يعني يبدو لي لأي مراقب منصف حينما يقيم الواقع الفعلي اليوم وما كانت عليه الأمور سابقا يجد أن التطور مهول والانخفاض في العنف أو الإساءة إلى المواطنين انخفاض كبير جدا ما يجعل الظروف الفعلية لا يمكن أن تقاس بظروف الماضي. لا أعرف أين هذه الميليشيات أو هذا القتل على الهوية أو القتل الطائفي في المرحلة الراهنة، نحن في العراق نتلقى التقارير الدقيقة من المؤسسات الأمنية ونطلع على ما يجري فضلا عن المؤسسات الإعلامية ونجد أن المؤشرات تسير باتجاهات إيجابية تدعو إلى التفاؤل الكبير.
سمير عمر: في ضوء هذه المعطيات هل تتوقع إجراء الانتخابات في أكتوبر المقبل أم أنه سيخضع الأمر لتأجيل جديد؟
عمار الحكيم: هي هذه القضية بالتحديد، يعني لاحظنا إذا أردنا أن نقف لنصل إلى نتيجة مقنعة فيما يخص كركوك لعلها تستغرق وقتا طويلا وتؤثر على الانتخابات فكنا لا نعطل البلد كليا لتمضي الانتخابات في سائر المحافظات ويتخذ قرار بتأجيلها في خصوص محافظة كركوك لحين استكمال التشاور مع وضع سياقات وأطر تنظم العلاقة بين الأطراف السياسية في كركوك لحين إجراء الانتخابات فيها.
سمير عمر: يعني على أي حال ننتظر. ومشاهدينا هذا فاصل قصير نتابع بعده لقاءنا مع سماحة السيد عمار الحكيم، فأرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
الاتفاقية الأمنية والمصالحة الوطنية ومستقبل العلاقات العربية
سمير عمر: مشاهدينا الكرام أهلا ومرحبا بكم من جديد في هذه الحلقة من لقاء اليوم، والتي نستضيف فيها السيد عمار الحكيم. سيد عمار يعني بعد هذه الإطلالة على قراءة المشهد السياسي العراقي، هل برأيك يعني هناك جدلية قائمة ما بين حل الوضع في العراق وما بين انسحاب قوات الاحتلال؟ برأيك كيف يمكن المفاضلة أو كيف يمكن أن يسير الخطان في ذات الاتجاه؟ كيف يمكن أن نحقق هدوءا داخليا ومن ثم يقود إلى جدولة الانسحاب الأميركي من العراق؟
إطار تنظيم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الذي يجري التفاوض حوله يسعى لتحديد أفق لإنهاء مهمة هذه القوات من خلال جدولة موضوعية تنطلق من تقدير دقيق لظروف المؤسسة الأمنية العراقية |
عمار الحكيم: بالتأكيد كما تتفضلون الملفات مترابطة أساسا، وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية إنما هو لمبرر ملء الفراغ الأمني أي هناك حاجة لتوفير الأمن والشعور بأن المؤسسة الأمنية العراقية بمفردها قد لا تكون قادرة على ملء الفراغ، فبالتالي يبرر وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية بقدر ما تتحسن الأوضاع بقدر ما تكون القوات الأمنية العراقية جاهزة بنفس المقدار سنستغني عن وجود القوات الأجنبية. إطار تنظيم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الذي يجري التفاوض حوله اليوم بين العراق والولايات المتحدة يسعى لفتح نافذة من خلالها يتم تحديد أفق لإنهاء مهمة هذه القوات من خلال جدولة موضوعية تنطلق من تقدير دقيق لظروف المؤسسة الأمنية العراقية ومدى إمكانية توفير هذه الجهوزية والتدريب وملء الفراغ الأمني بالكامل، ولذلك ننظر بإيجابية على أن تستعاد السيادة العراقية ونخطو خطوات مهمة في تنظيم هذه العلاقة بما يحدد من الصلاحيات بما يجعل هذه القوات تتواجد خارج المدن مقدمة لإنهاء مهمتهم بالكامل بما يتناسب مع..
سمير عمر (مقاطعا): إذاً أنتم تؤيدون الاتفاقية الأمنية الأخيرة تؤيدون بنودها وتفاصيلها؟
عمار الحكيم: ما قلته إننا نؤيد وضع إطار ينظم العلاقة ويحدد من الصلاحيات الواسعة للقوات الأميركية التي تتحرك على الأراضي العراقية بما يعزز السيادة الوطنية العراقية بما يضمن الندية في تعامل العراق مع الولايات المتحدة بما يسهم في إخراج العراق من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، الوصاية الدولية. كيفية المزاوجة بين موضوعة السيادة والتشديد على الحفاظ الكامل على السيادة الوطنية من ناحية، ومن ناحية أخرى تحديد الإطار الذي ينظم هذه الحركة، وأعتقد أن دولة رئيس الوزراء والفريق العراقي المفاوض ينطلق من هذه المبادئ ومن هذه المنطلقات اليوم وبتخويل من المجلس السياسي الأمني الوطني لتحديد ما يمكن فعله بما يضمن السيادة وبما يعالج الإشكالية الحاصلة اليوم أو الواقع الذي نعيشه وهو غير مرض للعراقيين.
سمير عمر: لكن سيدي عفوا هناك من يرى أن مجرد وجود الاحتلال هو انتقاص كامل من السيادة العراقية، يعني كيف يمكن أن تتحقق السيادة في ظل قوات أميركية موجودة؟ لعل هذا هو ما قد يمنع أصلا وجود مصالحة وطنية أو وجود استقرار أمني داخل العراق يعني هذه إشكالية، كيف ترون الحل أو التغلب عليها؟
عمار الحكيم: هو بكل تأكيد حينما نتحدث عن وجود قوات أجنبية كأمر واقع فرض علينا لاعتبارات خارجة عن اختيار العراقيين، اليوم كيف ننظم عملية إنهاء مهمة هذه القوات وخروج هذه القوات وعودتها إلى بلادها؟ تحتاج هذه العملية إلى وضع إطار وأسقف زمنية معينة ووضع أفق لإنهاء هذه المهمة، وبالتالي فهذه الخطوات تأتي لتعزيز السيادة العراقية ولإنهاء وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية.
سمير عمر: إذاً برأيك يعني كيف يمكن تحقيق المصالحة الوطنية في ضوء هذه المعطيات وبخاصة أن هناك من يعتبر الموافقة على خروج الاحتلال هو شرط للمصالحة، وفي ذات الوقت هناك من يضع شرط التعاطي مع قوات الاحتلال بصيغتها الحالية شرطا أيضا للمصالحة، كيف يمكن أن تتحقق مصالحة وطنية في العراق في ظل هذا التنافر بين الفرقاء؟ وهل لقوة البعث ولقياداته دور أو مكان في العراق في حال إذا تمت المصالحة بهذه الصيغة؟
عمار الحكيم: أعتقد لا تنافر بين العراقيين، واليوم الكل مجمعون على ضرورة تحديد أفق لإنهاء مهمة القوات الأجنبية والكل في العراق مجمعون على أن الفراغ الأمني خطر كبير ولا بد من أن تتم عملية إنهاء هذه المهمة بالشكل الذي لا يوجد فراغا أمنيا يخل بالأمن والاستقرار في العراق، فإذاً الإطار العام هو مورد وفاق كامل وهذا ما نلاحظه في مجمل المواقف والأداءات تجاه هذا الموضوع الحساس، الكل يبدي حرصا على السيادة الوطنية الكل يبدي حرصا في تحديد أفق إنهاء المهمة ونحن نسير في مثل هذه الأجواء التوافقية والإجماعية وكلنا أمل في أن تتعزز هذه المصالحة أكثر فأكثر.
سمير عمر: هل للبعث دور في هذه المصالحة إذا ما تمت؟
عمار الحكيم: كل مواطن عراقي لم يثبت بحقه إساءة للعراقيين فهو عضو طبيعي وهو جزء من هذا الوطن ومن حقه أن يحضر ويشارك، نعم حزب البعث بعنوانه محظور كما هو في الدستور ولكن البعثيون كأناس ما لم يثبت تورطهم بإساءات لهم الفرص الكاملة في التواجد والانخراط في العملية السياسية.
سمير عمر: ربما يفتح هذا الكلام باباً للمصالحة الحقيقية، وفي ضوء هذه المصالحة أنتم تحدثتم عن مال لإعادة إعمار العراق وفتح العراق ربما رؤوس أموال عربية رسمية أو خاصة للاستثمار في العراق، برأيك هل العراق الآن قادر على استقطاب هذه الأموال في عملية إعادة الإعمار؟
عمار الحكيم: في الحقيقة المشكلة الأساسية هي الانطباعات التي لا زال يعيشها الرأي العام العربي أن الوضع الأمني في العراق لا زال هشا ولن يصل إلى مستوى يطمئن المستثمرين أو الشركات في الدخول إلى السوق العراقية الواعدة وهي في بداية انطلاقتها وهناك فرص هائلة لتبادل المصالح، علينا أن نعمل جادين لكسر هذا الطوق وإشعار العالم بأن المناطق العربية في العراق كما هي في كردستان تحظى اليوم بنسبة مقنعة من الأمن وهناك فرص كبيرة لتبادل المصالح.
سمير عمر: هل تلقيتم وعودا من الدول العربية بالاستثمار أو شيئا من هذا القبيل في زياراتكم؟
عمار الحكيم: على مستوى القطاع الخاص في هذه الظروف هناك عروض تجاوزت ستين مليون دولار للاستثمار في مناطق عربية في العراق في غضون الأشهر القليلة الماضية، وأعتقد أن هذا الرقم سيزداد بشكل مطرد على مستوى الدول العربية الكريمة، هناك رغبة وهناك تعبير عن إرادة في الانفتاح على الواقع العراقي وفي الشأن الاقتصادي أيضا ولكن حركة الدول أبطأ من حركة القطاع الخاص لطبيعة الدراسة التي تتم والحيثيات التي تلحظ فبالتالي كلنا أمل في أن نجد الدول العربية والشركات الخاصة حاضرة معنا في العراق تسهم وتفيد وتستفيد.
سمير عمر: تتحدث عن الدور السلبي للدول في وقت حصلتم فيه في العراق على هدايا دبلوماسية إذا جاز التعبير من عدة دول بفتح السفارات أو يعني تعزيز وجودها، كيف ترون هذا الأمر؟
عمار الحكيم: هو ليس تقييما سلبيا قلت طبيعة الدول في حركتها تأخذ بنظر الاعتبار الكثير من الحيثيات والخصوصيات وتدرس الأمور وترسل لجانا، طبيعة الأداء الحكومي عادة يتطلب أداء أطول من القطاع الخاص، صاحب شركة يتخذ قرارا يذهب ويستثمر أو ينفذ مشاريع أو ما إلى ذلك، فهو ليس عتاب كما قلنا نحن نشهد مرحلة جديدة وتطور في العلاقات العربية تجاه العراق، تسمية السفراء زيارة قيادات عربية إلى العراق استقبال قادة ومسؤولين عراقيين من العديد من الدول العربية، إذاً هناك مجال حقيقي لتبادل المصالح وتعزيز العلاقات بين العراق ومحيطه العربي.
سمير عمر: أنت سعيد بهذا التطور الإيجابي؟
عمار الحكيم: بكل تأكيد نحن نشعر بسعادة كبيرة حينما نجد أن أشقاءنا العرب ينفتحون علينا ويتواصلون معنا، وأصبح المشروع العراقي مشروعا فيه من مقومات النجاح ما يمكنه من الدفاع عن نفسه ومن الانفتاح على الآخرين وإقناعهم بالتعامل معه، هذه نقاط إيجابية للغاية.
سمير عمر: ختاما سماحة السيد عمار الحكيم شكرا جزيلا لك على هذا اللقاء، أما أنتم مشاهدينا فهذا سمير عمر يحييكم من القاهرة وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.