
غيرت بهير.. السجون الأميركية في باكستان وأفغانستان
– الاعتقال والاتهامات والتحقيقات المتواصلة
– في سجن الظلام وسجن بنشير
– في سجن استخبارات كابل ثم سجن بغرام
![]() |
![]() |
أحمد زيدان: مشاهدي الكرام أهلا بكم في برنامج لقاء اليوم الذي نستضيف فيه الدكتور غيرت بهير المساعد الشخصي السابق لزعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار. سيد غيرت بهير أهلا بك في برنامج لقاء اليوم في قناة الجزيرة.
غيرت بهير: أهلا بك.
الاعتقال والاتهامات والتحقيقات المتواصلة
أحمد زيدان: سؤالي الأول هو هل ما زلت مساعدا خاصا لزعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار؟ ما هي صفتك الآن في الحزب الإسلامي؟
غيرت بهير: بسم الله الرحمن الرحيم، لقد كنت سنوات عديدة في سجن، كما تعلمون جرت أحداث كثيرة في الحزب الإسلامي ولم أتصل بأحد من السياسيين في الحزب أو غيرهم.
أحمد زيدان: طيب هل لك أن تروي لنا كيف بدأ اعتقالك؟ من الذي اعتقلك هل هم الباكستانيون هل هم الأميركيون؟ كيف بدأت حادثة الاعتقال في البداية؟
كان اعتقالي بطريقة وحشية جدا في منتصف الليل، حاصر بيتي عشرات من الأميركان ودخلوه بدون أي حكم من المحكمة أو أي إنذار سابق |
غيرت بهير: كان اعتقالي بطريقة وحشية وحيوانية جدا، وأتذكر ذكريات وهي مرة جدا، في منتصف الليل حاصر بيتي عشرات من الأميركان ودخلوه بدون أي حكم من المحكمة أو أي إنذار سابق بحجة تفتيش البيت ولكن قبل أن يبدؤوا التفتيش ربطوا رجلي ويدي على البلاستيك الذي كان يضيق علي مع مرور الزمن، ثم قنعوا وجهي وأخذوني إلى السيارة، بدؤوا التفتيش في غيابي بعثروا كل حاجيات البيت بعثرة، وتركت أطفالا في تلك الفترة كانت أعمارهم أقل من 14 سنة، وتركوهم ببكاء وعويل لا أنيس ولا مغيث ثم فعلوا نفس الشيء مع كل العاملين معي في المكتب إضافة إلى الحارس والسائق والطباخ وأخذونا إلى سجن وبقينا في سجن في إسلام آباد لمدة تقريبا شهر ونصف.
أحمد زيدان: عفوا، الذين جاؤوا لاعتقالك فقط كانوا أميركان ما كان أحد من الباكستانيين؟
غيرت بهير: كانوا أكثرهم كانوا أميركان وطبعا كان في تواجد بعض الباكستانيين أيضا.
أحمد زيدان: نقلوك إلى إسلام آباد، ماذا كانت التهم التي يوجهونها لك؟
غيرت بهير: هم اتهموني بتهم لا أعرف عنها شيئا ولا أملك لها إجابة، التهم التي اتهموني بها أقلها بأنني كنت مسؤولا في الحزب الإسلامي، المسؤول المالي والعسكري والسياسي، ومن التهم التي أذكرها كان سؤالهم المتكرر عن الشيخ حكمتيار، أسامة بن لادن والملا عمر وأماكن وجودهم.
أحمد زيدان: في هذا المكان الذي كانوا يحققون معك، كم الفترة التي بقيت فيها في هذا المكان وهل وجهت لك تهم أخرى غير هذه التهم؟
غيرت بهير: هذه كانت التهم الرئيسية وطبعا كان هناك موضوعات أخرى فرعية كالمسائل المالية في الحزب الإسلامي والـ stinkers الموجود عند الحزب الإسلامي في أيام الجهاد والأمور الأخرى، ولكن التهمة الرئيسية كانت المسؤول في الحزب الإسلامي ومعلومات عن الشيوخ حكمتيار والملا عمر وأسامة بن لادن.
أحمد زيدان: كم بقيت في هذا السجن، الفترة؟
غيرت بهير: بقيت في السجن في إسلام آباد لشهر ونصف وحققوا معي الأميركان كل يوم.
أحمد زيدان: بعد هذا الشهر والنصف إلى أين ذهبت؟
غيرت بهير: بعد هذا الشهر ونصف انتُقل بي إلى سجن في مطار كابل وهذا السجن معروف بيننا بسجن الظلام، فيه ظلام حالك وفيه ثلاث مكبرات صوت تعمل بصوت عال جدا يصم الآذان ومتواصل لأربع وعشرين ساعة وأكثر الأيام كنت أنام على البلاط مباشرة وعريانا والطعام كان في كل 48 ساعة، نقص من وزني ثلاثين كغ في شهر واحد، وطبعا كان في الظلام 24 ساعة والذي زاد على أسوأ كان لأنني لم أتمكن من قضاء حاجتي، كانت معي سلة صغيرة وكنت أقضي فيها حاجتي وهذا شيء في غاية القذارة لأنها كانت تلازمني 24 ساعة.
أحمد زيدان: يعني هل يمكن لك أن تحدثنا كيف تم انتقالك من إسلام آباد إلى كابل؟ ما هي الطريقة، كيف كانت الطريقة؟
غيرت بهير: طريقة انتقالي من باكستان إلى كابل أيضا كانت بطريقة وحشية وحيوانية، أول شيء أخذوا المصحف من جيبي وألقوه بطريقة مهينة جدا فتبعثرت أوراقه فدمعت عيناي وأحسست بقلبي يتفطر وهذا من شأنه أن يضايق أي مسلم. ثم قصوا ملابسي التي كنت أرتديها وربطوا رجلي ويدي وأقنعوا على وجهي وكمثل شاة ربطوني مع المقعد، جلس ثلاثة من الأميركان على ظهري وجواب أي شكوى من طرفي كان لكمات على مختلف أجزاء جسمي.
أحمد زيدان: هذا كان طوال الرحلة.
غيرت بهير: هذا كان طوال الرحلة نعم.
أحمد زيدان: وعندما هبطوا في مطار كابل كان السجن في نفس المطار؟
غيرت بهير: كان في نفس المكان بعد هبوط الطائرة بخمس دقائق كنت في هذه الزنزانة المظلمة الحالكة وكانت مساحة الزنزانة مترين في مترين ونصف.
أحمد زيدان: نعم، هل كان هناك بعض الأفغان من الحراس أو المحققين أو شيء؟
غيرت بهير: المحققون كلهم كانوا أميركان ولكن أظن بأن بعض الحراس كانوا من الأفغان مع أنهم كانوا يلبسون الغطاء ويقنعون وجوههم.
أحمد زيدان: هل كان هناك تعاطف منهم تجاهك ولا نفس..
غيرت بهير: مع الأسف الشديد لا.
أحمد زيدان: هل تغيرت التهم الأميركية في كابل ضدك؟
غيرت بهير: لا، التهم كانت متكررة ولكن في نفس الوقت دائما كانوا يبحثون عن تهمة جديدة ويستخدمون كالحيلة التعذيب والتهم لم تنته حتى آخر لحظة عندما كنت أخرج من السجن.
أحمد زيدان: هل التقيت في هذا السجن تحديدا وفي سجن إسلام آباد أي أحد من غير الأفغان؟ هل التقيت مع أحد من الأفغان أو العرب أو الباكستانيين؟
غيرت بهير: التقيت بعدد كبير من السجناء منهم العرب وغير العرب..
أحمد زيدان: في هذه الزنزانة؟
غيرت بهير: في هذه الزنزانة ومنهم الأخوة الذين أذكر أسماءهم أبو اليحيى الليبي..
أحمد زيدان (مقاطعا): الذي هرب من السجن؟
غيرت بهير: نعم، خالد الشيخ ابن الشيخ المعروف بالطيب من ليبيا أيضا، بعدين في السجون الأخرى طبعا في بنشير وفي باغرام التقيت..
أحمد زيدان (مقاطعا): نتكلم عليها لاحقا هذه. الآن هنا في هذه الفترة عندما التقيت.. هل يمكن أن تقول لنا ماذا.. هل اتصلت أو تحادثت هل تكلمت مع ابن الشيخ الليبي أو خالد الشيخ أو أبو يحيى الليبي؟
غيرت بهير: مع الأسف الشديد ما كنا نستطيع أن نتكلم مع بعض لأن صوت المكبرات الصوت كان عاليا جدا وفي نفس الوقت غير مسموح الكلام ولكني فقط علمت بحضورهم بأنهم كانوا في نفس السجن.
أحمد زيدان: رأيتهم بعينك؟
غيرت بهير: رأيتهم من بعيد وعلمت بوجودهم بأنهم كانوا معي في نفس السجن.
أحمد زيدان: نعم، كيف كانت صحتهم؟ عندما التقيت بالشيخ الليبي ولا خالد الشيخ.
غيرت بهير: في الحقيقة المعنويات حق كلهم كانت عالية جدا ولكن بالنسبة للصحة الجسدية طبعا كلنا نعاني من العذاب والتعذيب وقلة الأكل والجوع والضرب وقلة النوم، هذا كان يعني التعامل يوميا من قبل الأميركان.
أحمد زيدان: كم الفترة التي أمضيتها في هذا السجن تحديدا؟
غيرت بهير: جلست في هذا سجن الظلام ستة أشهر.
أحمد زيدان: كيف كان يومك، هل يمكن أن تقول لنا كيف كان يومك من الصباح كيف كان يومك؟
غيرت بهير: طبعا المحنة كانت أليمة وأيام كانت عصيبة جدا ولكن الحمد لله كنت أتغلب على آلام التعذيب بتلاوة القرآن وحفظه ومطالعة أحيانا كتاب، طبعا ما كان عندنا كتب للمطالعة ولكن أكثر الأوقات كنا نمضي بتلاوة القرآن وحفظه والأذكار والعبادة.
أحمد زيدان: نعم، وبالنسبة لتعامل السجانين والحراس؟ كيف كانت وجبتكم اليومية؟
غيرت بهير: مع الأسف الشديد التعامل كان سيئا جدا، وكما قلت الوجبة كانت هي وجبة واحدة في 48 ساعة، الوجبة كانت بكمية لا تكفي دجاجة.
أحمد زيدان: طيب الآن بعد هذه، الظاهر بأن التحقيقات انتهت منذ إسلام آباد أو منذ بداية كابل ولا يوجد عندهم أدلة واتهامات ضدك، أليس كذلك؟
غيرت بهير: نعم ولكن مع الأسف الشديد التحقيق لم ينته مع الأميركان، هم حققوا معي أكثر من 230 مرة وكل فترة تحقيق كانت لا أقل من ثلاث ساعات وهم حققوا معي 230 مرة والتحقيق كان يستمر مع أنهم لم يعثروا على أي دليل لإدانتي ولكن كانوا يحققون معي دائما.
أحمد زيدان: عندما يبدؤون تحقيقا جديدا أو يواصلون تحقيقاتهم هل كانوا ينتظرون معلومات تأتيهم من جهات معينة أو من أطراف معينة؟
أكثر السجناء في السجون الأميركية ليس لهم تهم أو جرم ثابت، وأغلبهم موجودون لأن لهم صلة بأشخاص مطلوبين لدى الأميركان |
غيرت بهير: مع الأسف الشديد أكثر السجناء الموجودين في السجون الأميركية ليس عليهم التهم أو الجرم الثابت، هم موجودون لأغراض مختلفة، هم بعضهم موجودون هناك لأنهم يعرفون الآخرين، بعضهم موجودون هناك لأن لهم صلة بالناس المطلوبين عند الأميركان، وبعضهم موجودون عندهم فقط لجمع المعلومات الأميركان يريدون أن يأخذوا منهم معلومات، ولا يهمهم أمر السجين أو أهله أو عائلته أو المشاكل التي يواجهها.
أحمد زيدان: في هذه الفترة هل اتصلت مع أهلك أو هل أرسلت لهم رسائل، هل علموا بوجودك في أي سجن؟ ظروفك؟
غيرت بهير: لمدة سنة ونصف ما كان هناك أي اتصال بيني وبين عائلتي، والأميركان عندما يُسألون عني كانوا ينكرون وجودي وعلمهم باعتقالي حتى ما كان يسمح للصليب الأحمر أن يلتقي بي، فما كان هناك أي صلة بيني وبين عائلتي.
أحمد زيدان: هل التقيت بأحد في هذا السجن تحديدا من الباكستانيين أو من أحد الباكستانيين هناك؟
غيرت بهير: ما كان هناك باكستانيون في سجن الظلام ولكن التقيت بعض الباكستانيين عندما كنت في بنشير.
أحمد زيدان: الآن بعد هذا السجن ستة أشهر أمضيتها هنا ثم انتقلت إلى سجن آخر، إلى أين انتقلت؟
غيرت بهير: انتقل بي إلى سجن بنشير وهذا السجن كان أسوأ من الذي قبله، جلست في هذا السجن لفترة تقريبا ثمانية أشهر والوضع كان قاسيا جدا جدا ومررت بالأيام وشربت المر الذي لا يخطر على البال، معاملة المسؤولين للسجن كانت أسوأ معاملة.
أحمد زيدان: عفوا هم السجانون والحراس كانوا من الأفغان أم من الأميركان؟
غيرت بهير: هم كانوا من الأفغان.
أحمد زيدان: هنا في هذا السجن ما كانوا أميركان؟
غيرت بهير: ما كانوا أميركان، الأميركان فقط كانوا يأتون للتحقيق وأحيانا الإشراف على الأمور مرة أو مرتين في الشهر ولكن الناس المحليين كانوا من الأفغان وأكثرهم كانوا بنشيريين.
أحمد زيدان: طيب حقدهم عليك لماذا؟ يعني هل لأنك فعلا إسلامي أصولي أم لأنك بشتوني أم لأنك معارض لهم؟ لماذا كانوا يحقدون عليك هؤلاء الأفغان؟
غيرت بهير: لأنهم كانوا يريدون خدمة الأميركان ومع الأسف الشديد المعاملة كانت أسوأ معاملة وكانوا يوجهون لنا أبشع الشتائم وكانوا يصفوننا بأسوأ الألفاظ والصفات ومع الأسف الشديد أنا رجعت من هذا السجن مع ذكريات مرة جدا جدا.
أحمد زيدان: كم بقيت في هذا السجن؟
غيرت بهير: بقيت في هذا السجن تقريبا ثمانية أشهر.
أحمد زيدان: كيف كنت تقضي أيامك؟ ماذا استفدت في هذه الفترة؟
غيرت بهير: كنا نعمل نفس الشيء، كنت يعني بدأت في في حفظ القرآن الكريم في سجن الظلام وكنت أواصل حفظي في بنشير وفي نفس الوقت كنت مشغولا على العبادة وأنا استفدت من السجن كالمدرسة، استفدت استفادة كبيرة جدا جدا، أنا السجن بالنسبة لي كان المدرسة والجامعة وكان الخلوة للعبادة ومراجعة النفس والأمور الأخرى.
أحمد زيدان: هل في هذا السجن اتصلت مع الأهل أو اتصلوا بك أو وصلك أخبار منهم؟
غيرت بهير: لا مع الأسف الشديد ما كان هناك أي اتصال في هذه الفترة السجن في بنشير وسجن الظلام.
أحمد زيدان: كم فترة بقيت في سجن بنشير؟
غيرت بهير: تقريبا ثمانية أشهر.
أحمد زيدان: هل كان هناك سجناء كثر أفغان أو عرب أو باكستانيون في هذا السجن أم ما كان؟
غيرت بهير: نعم كان هناك حوالي ثلاثون من الأخوة الباكستانيين وحوالي ثمانية من الأخوة العرب وأنا، من الأخوة العرب كان أبو يحيى الليبي وأمين البكري ورضا التونسي والآخرون.
أحمد زيدان: هل اتصلت مع هؤلاء العرب تكلمت معهم جلستم مع بعضكم؟
غيرت بهير: كل واحد كان في زنزانة لوحده وزنزانة مثل الزنزانة في سجن الظلام كانت مظلمة ولكن كنا في نفس الوقت، هذه من طبيعة الإنسان عندما أنت تحرم من أي شيء تريد أن تصل إليه كان بيننا اتصال وكنا نتبادل الأفكار أحيانا وعندما كنا نذهب إلى الحمامات كان لنا فرصة على الأقل أن ينظر بعضنا إلى بعض.
أحمد زيدان: مشاهدي الكرام فاصل قصير ونعود إلى هذا اللقاء مع الدكتور غيرت بهير.
[فاصل إعلاني]
أحمد زيدان: مشاهدي الكرام أهلا بكم مجددا في لقاء اليوم مع الدكتور غيرت بهير. هل حصلت هناك أي قصة تتذكرها من تدنيس للقرآن الكريم كما يقال ويتردد أو إضرابات أو احتجاجات أو نحو ذلك؟
غيرت بهير: مع الأسف الشديد أن كل ما قيل عن تدنيس الأميركان للقرآن أقل مما حدث، الأميركان مع الأسف الشديد رموا القرآن وألقوه، حتى ذهبوا فوق القرآن بأحذيتهم وقاموا بتلويثه أمامنا وبالنسبة للاحترام للشعائر الإسلامية ما كان هناك أي احترام للشعائر الإسلامية من قبل الأميركان ولكن بعدما ضغطنا على الأميركان وقمنا بإضراب ومظاهرات أجبرنا الأميركان أن ينظروا إلى الموضوع بشكل جدي وكان هناك تغيير على الأقل رياء وسياسة تجاه الشعائر الإسلامية وبدأ الأميركان يحترمون الشعائر الدينية.
أحمد زيدان: هل كنتم تسمعون أخبار العالم أم كنتم مقطوعين عن أخبار العالم؟
غيرت بهير: لا كنا مقطوعين تماما عن كل أخبار العالم ما كان لنا أي اتصال بخارج السجن.
أحمد زيدان: هل كنت تعرف كم أمضيت في السجن، عدد الأيام عدد الشهور؟
غيرت بهير: هذا شيء، يعني كل سجين كان يحسب الأيام والثواني والدقائق في السجن، كنت أعرف على أقل شيء كم بقيت في هذا السجن وكم بقيت في هذا السجن، نعم.
أحمد زيدان: من أين كنت تستمد الأمل بأنك سيفرج عنك يوما ما؟
غيرت بهير: التوكل على الله سبحانه وتعالى، لأن الأميركان كانوا دائما يقولون لي بأنك لن تخرج أبدا من السجن وستبقى معنا لبقية الحياة ولكن الله سبحانه وتعالى كان يريد شيئا آخر. خرجت من السجن مع العزة وبدون إرادة الأميركان والشكر لله سبحانه وتعالى والأميركان ما وجدوا أي شيء لإدانتي فلذلك هم اعترفوا ببراءتي أخيرا.
في سجن استخبارات كابل ثم سجن بغرام
أحمد زيدان: نعم، بقيت في هذا السجن ثمانية أشهر، بعده أين ذهبت؟
غيرت بهير: بعد ذلك انتقلنا إلى سجن آخر يدعى سجن استخبارات كابل، وبقيت في هذا السجن لمدة تقريبا ستة أشهر.
أحمد زيدان: ماذا كان يعني هذا الانتقال من سجن إلى سجن بالنسبة لك، هل قرب الإفراج ولا بعد الإفراج؟
غيرت بهير: لا، بعد الإفراج وفي نفس الوقت هم كانوا يريدون أن لا يعرف العالم عن وجودي خاصة الصليب الأحمر الدولي، لأنهم جاؤوا كم مرة إلى بنشير كانوا يبحثون عني وفي الأخير هم كانوا يعرفون بأنني موجود هناك ولكن الأميركان لا يريدون أن يكون لي لقاء مع الصليب الأحمر لذلك هم كانوا ينقلونني من مكان إلى مكان لكي لا يعرف أحد مكان وجودي.
أحمد زيدان: طيب الآن في هذا السجن الاستخبارات الأفغانية، هل يمكن أن تصف لنا كيف كان التعامل، من رأيت؟
غيرت بهير: نعم، هذا السجن الاستخبارات الأفغانية طبعا هذا السجن حق الأفغان أكثر السجناء فيه ناس غير سياسيين وغير مهمين ولكن نحن كنا عايشين السجناء على حساب الأميركان، كان لنا جناح معين وطعام كان مختلفا عن السجناء العاديين وكنا في زنزانات لوحدنا وما كان لنا مجال الخروج إلى الشمس ولا تهوية الهواء..
أحمد زيدان: هل تحسن تعاملهم في هذا السجن تحديدا ولا نفس الشيء؟
غيرت بهير: هذا السجن كان شوي مختلفا عن سجن البنشير وسجن الظلام، كان أحسن من سجن البنشير وسجن الظلام.
أحمد زيدان: هل تواصلت التحقيقات في هذا السجن؟
غيرت بهير: لم تتوقف كانت متواصلة لم تقف.
أحمد زيدان: بعد هذا السجن أين ذهبتم؟
الوضع في بغرام كان سيئا وكنا 20 شخصا في قفص واحد ولم يكن مسموحا لنا بالكلام، والحمام كان داخل القفص وكل من يستخدم الحمام يستخدمه أمام الآخرين |
غيرت بهير: بعد هذا السجن انتقل بي إلى سجن باغرام وجلست في باغرام تقريبا أربع سنوات، عندما انتقلنا إلى باغرام الوضع في باغرام كان أيضا سيئا جدا مع الأسف الشديد كنا في يعني جلست شهرا ونصف في زنزانة لوحدي وعندما انتقل بي إلى القفص مع عامة الناس كنا عشرين شخصا في قفص واحد ولكن ما كان مسموحا الكلام بيننا، كنا جالسين ساكتين 24 ساعة، والحمام كان موجودا في داخل القفص مع الأسف الشديد عريانا ما كان هناك أي ستار، كل واحد يستخدم الحمام أمام الآخرين.
أحمد زيدان: نعم، وفي هذا السجن هل رأيت أحدا من العرب أو الباكستانيين؟
غيرت بهير: نعم كان معنا الأخوة العرب كثيرون بعضهم انتقل إلى غوانتنامو وحوالي تقريبا ثمانية أو عشرة من الأخوة العرب كانوا موجودين معنا، أربعة من هؤلاء هربوا من باغرام قبل تقريبا ثلاث سنوات والباقون ما زالوا موجودين في باغرام.
أحمد زيدان: متى عرفتم أنهم هربوا هؤلاء؟ هل عرفت بهروبهم؟ بعد كم يوم من هروبهم؟
غيرت بهير: عرفنا بهروبهم في نفس اليوم.
أحمد زيدان: كيف هربوا؟
غيرت بهير: لأن الوضع تغير وشروط الأمن أقسى وكنا نشعر بأنه حدث شيء، الأميركان ينكرون في البداية ولكن في الأخير اعترفوا بأن هناك هروب من السجن، أربعة من الأخوة العرب هربوا ووصلوا إلى الأماكن المطلوبة، وهذا كان بالنسبة لباغرام كان معجزة، الهروب من داخل سجن باغرام لأنه واقع داخل القاعدة العسكرية ويعني الهروب هذا كان معجزة.
أحمد زيدان: يقولون بأن هناك بعض السجون في دول عالمية، السجون الطائرة أو نحو ذلك، هل التقيتم بأحد الباكستانيين، الأفغان، العرب الذي أمضى بعض السنوات أو بعض فترات السجن في دول أخرى؟
غيرت بهير: نعم التقيت بكثير من الأخوة الذين بقوا في سجون الأميركية في أماكن في دول أخرى حتى بعضهم ما كانوا يعرفون أماكنهم، جاؤوا إلى باغرام وكانوا يقولون بأنهم سافروا ثلاث ساعات عبر الطائرة وجاؤوا إلى باغرام، واحد جاء من المغرب وكان يقول بأنه كان مسجونا في المغرب، هذا الطيب ابن الشيخ كان مسجونا في مصر وبعض الأخوة جاؤوا من أوزبكستان، نعم هناك أماكن وسجون أخرى للأميركان توجد في كل الدول.
أحمد زيدان: متى شعرت أنه قرب الإفراج عنك بأن الإفراج عنك أصبح قريبا؟
غيرت بهير: نعم، لأن مع الأسف الشديد الأميركان لا يقولون لأحد بأنك تخرج ولكن كنت أشعر بالأخبار الجيدة قبل شهر بإفراجي كان هناك إشارات من قبل الأميركان بأنني سأخرج أو سأنقل إلى سجن أفغاني فتم ذلك الحمد لله قبل شهرين انتقل بي إلى سجن بولشرخي وبقيت هناك تقريبا أسبوعا وخرجت من هذا السجن على حسب قرار رئاسي من الرئاسة الأفغانية.
أحمد زيدان: كيف تقيم فترة سجنك في هذه الفترة؟
غيرت بهير: الحمد لله أنا يعني أعتبره نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى، وفي ختام حديثي هذا أنا أريد أن أناشد كل أحرار العالم وشرفاء العالم أن يهبوا وأن يقفوا في هذا الظلم الغاشم الذي لا يزال يتعرض له كثير من الأبرياء في سجون الأميركان الذين يدعون أنهم حماة الديمقراطية ومدافعون عن الحرية ويحترمون حقوق الإنسان، أناشد كل شرفاء العالم أن يعملوا كل ما في طاقتهم لتخليص هؤلاء الأبرياء من هذا الظلم الغاشم الذي لا مسوغ له، وأسأل الله تعالى أن يجعل ما قاسيت وما لاقيت كفارة لذنوبي ودفعا للأذى عني وأن يجعله في ميزان حسناتي عندما ألقى الله تعالى سبحانه.
أحمد زيدان: مشاهدي الكرام في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر الدكتور غيرت بهير المساعد الشخصي السابق لزعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار والذي أفرج عنه أخيرا من سجون كابل والسجون الأميركية. شكرا لك والحمد لله على السلامة.