لقاء اليوم / صورة عامة
لقاء اليوم

محمد نوري.. المعارضة التشادية

تستضيف الحلقة رئيس تحالف المعارضة التشادية محمد نوري ليتحدث عن نظرة المعارضة التشادية لمحاولاتها المستمرة الاستيلاء على الحكم وحقيقة الدعم السوداني للمتمردين التشاديين.

– إستراتيجية التحالف وعلاقاته الخارجية

– مخططات المستقبل وقضية دارفور

 

إستراتيجية التحالف وعلاقاته الخارجية

 محمد الصوفي
 محمد الصوفي
 محمد نوري
 محمد نوري

محمد الصوفي: أيها المشاهدين الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلا بكم إلى هذا اللقاء الذي يسعدنا أن نحاور خلاله الجنرال محمد نوري رئيس التحالف الوطني للمعارضة التشادية. الجنرال محمد نوري أهلا بكم إلى هذا اللقاء، بعد أن وصلتم إلى العاصمة إنجامينا مرتين تقريبا وقاتلتم داخل القصر الرئاسي ما هي الأسباب الحقيقية لعدم تمكنكم من تغيير الحكم في تشاد؟

محمد نوري: السبب الرئيس لانسحابنا من إنجامينا هو عدم الوفاق بين مختلف زعماء الفصائل، الفصائل الثلاث. دخلنا إنجامينا باسم تحالف عسكري ولكننا فشلنا لأننا لم نتفق على صيغة محددة على حكم تشاد، هذا هو السبب الرئيس.

محمد الصوفي: سيطرتم في آخر حملة قمتم بها على عدد من المدن ثم انسحبتم وتراجعتم، هل هناك أسباب لذلك؟

محمد نوري: قلنا منذ مدة إن إستراتيجيتنا لا تهدف للسيطرة على المدن ولكن تدمير القوة العسكرية للعدو تدريجيا بهدف إضعافه ومن ثم إسقاطه كي ندخل إنجامينا لذا لا تعد السيطرة على مدينة ما هدفا لنا، ومنذ سنتين لم نسيطر بشكل عملي على أي مدينة مدة طويلة بل نستولي عليها وندمر قوات العدو ثم ننسحب.

محمد الصوفي: لكن بعض المدن تجلسون فيها بعض الوقت؟

محمد نوري: لم نمكث طويلا في أي مدينة باستثناء إنجامينا فقد أجرينا محادثات مع أطراف مختلفة الاتجاهات لكن هذه المحادثات لم تتوصل للاتفاق على تعيين قائد واحد، أما في باقي المدن فكان الأمر محددا باستنزاف قوات العدو ثم الانسحاب.

محمد الصوفي: وهل تعتقدون أنه لو دخلتم إنجامينا ثانية الآن يمكن أن تحسموا ما كان سببا في مغادرتكم لها في السابق؟

محمد نوري: حسب تجربتنا في السنتين الأخيرتين تأكدنا أن التحالفات العسكرية لا تقود لشيء، بعد انسحابنا من إنجامينا وجدنا أنفسنا نعترف أولا بالإخفاقات المتواصلة لكل التحالفات العسكرية أولا بين حركة الوفاق الوطني وتجمع القوى الديمقراطية وبين اتحاد القوى الديمقراطية والتنمية وتجمع القوى الديمقراطية من جهة وحركة الوفاق الوطني وبين اتحاد القوى الديمقراطية والتنمية من جهة أخرى وأيضا بين تحالفات داخلية مختلفة، هكذا تأكدنا من عدم جدوى التحالفات العسكرية بهذا الشكل وقررنا تأسيس تحالف يحل برأينا المشكلة السياسية وبالنسبة لنا على مستوى التحالف اليوم نعتقد أننا أنجزنا خطوة كبيرة، لا أقول إنها خطوة حاسمة ولكنها خطوة هامة في اتجاه الاتحاد، في اتجاه الحل السياسي لأن المشكلة في تشاد سياسية، فيكون لنا قائد يمكننا من الاستيلاء على السلطة إذا سيطرنا على إنجامينا.

إعلان

محمد الصوفي: القوات الأوروبية المنتشرة في شرق تشاد وكذلك القوات الفرنسية بشكل خاص، هل هذه القوات تعيق تحرككم في تشاد؟ يبدو أن إدريس ديبي اتهمها في المرة الأخيرة على أنها تعاونت معكم، هل هذا التعاون موجود أم هل هي ضد؟ يعني ما هي طبيعة تواصلكم مع هذه القوات؟

وجود القوات الأوروبية في شرق تشاد لا يسبب أية مشكلة ما دامت اليوفور متمسكة بموقفها الذي اتخذته وهو الحياد وعدم التدخل في الصراع

محمد نوري: وجود القوات الأوروبية لا يسبب أية مشكلة ما دامت اليوفور متمسكة بموقفها الذي اتخذته وهو الحياد وعدم التدخل في الصراع، ونحن نحيي موقف القوى الأوروبية هذا خاصة وأننا قلنا منذ البداية إنه إذا التزمت هذه القوة بالمهمة المحددة لها وهي حماية اللاجئين والنازحين نحن نشيد بهذا التصرف، والأحداث الأخيرة أثبتب أن قوة اليوفور التزمت بمهمتها وهذا أمر جيد، ولكن في المقابل القوة الفرنسية تواصل مساعدة ودعم ديبي بالمعلومات.

محمد الصوفي: لكن وزير الخارجية كوشنير قال إنها ستبقى على الحياد، قالها في أبيدجان عندما كنتم تخوضون المعارك الأخيرة.

محمد نوري: نعم بالفعل قال هذا ونحن نحيي هذه التصريحات ومنذ ذلك الحين لم تكن هناك عمليات كبيرة والفرنسيون حافظوا على التزاماتهم وإذا حافظوا عليها فهذا أمر جيد لمستقبل تشاد وللعلاقات التشادية الفرنسية.

محمد الصوفي: دعني بمناسبة الحديث عن فرنسا أطرح سؤالا مهما يتعلق بالمعارضة التشادية المسلحة التي ستحكم تشاد، هل تعتقدون أن فرنسا تقبل بكم كحكام لهذا البلد؟

محمد نوري: الجواب صعب والأمر يعود للفرنسيين في الإجابة على هذا السؤال ولكني أقول إنه لا مصلحة لفرنسا بالتدخل في المسائل الداخلية لتشاد، تشاد دولة وفرنسا دولة ويجب أن تكون العلاقات بينهما علاقة دولة بدولة وعدم التدخل في المسائل الداخلية لتشاد، وفي هذا السياق أقول إن الفرنسيين يرتكبون خطأ بدعم إدريس ديبي، ليتركوا التشاديين يحلون مشاكلهم السياسية وعند الحاجة يساعدونهم على الاتفاق وليس بالوقوف إلى جانب أحد الأطراف وفي اعتقادي لا أحد يدعم إدريس ديبي اليوم وفقا لتصريحاته، أعتبر أن الفرنسيين تخلوا عنه الاتحاد الأفريقي تخلى عنه أيضا الجميع تخلى عنه الجميع تأكد أن نظام ديبي ليس نظاما بل مجرد تجمع عصابات كما يفتقد إلى العدالة، قلت للجميع إني أجد من المؤلم فعلا رؤية الفرنسيين وآخرين يعارضون رحيل ديبي ولهذا لدي أمل كبير في أنه لو استولت المعارضة المسلحة على إنجامينا فإن الفرنسيين سيعترفون بها، ولماذا الفرنسيون فقط؟ بل جميع الدول، جميع الدول والمجموعة الدولية ككل يجب أن يكون لها موقف مما يجري في تشاد وليس الفرنسيين فقط.

محمد الصوفي: لكن فرنسا هي أكثر دولة مؤثرة بالإضافة إلى دول الجوار؟

محمد نوري: نعم ولكن لا يجب على فرنسا أن تمس بسيادة تشاد، تشاد دولة ذات سيادة وعلى فرنسا أن تقر بهذا وعندما يحل التشاديون مشاكلهم على الفرنسيين أن يعترفوا بهذا الواقع.

محمد الصوفي: طيب بمناسبة الحديث عن علاقاتكم مع الدول، إدريس ديبي يتهمكم باستمرار على أنه أنتم تستخدمكم السودان ضد تشاد، ما هي طبيعة العلاقة بينكم مع السودان، دولة السودان؟

محمد نوري: في هذه النقطة أحب أن أشير إلى ضرورة الفصل بين النزاع الداخلي في تشاد وهو ثورة شعبنا على الظلم وعصابات النظام ومسائل دارفور المعقدة جدا، نحن نعترف بوجود تعقيدات في المسألتين، فرنسا بل إدريس ديبي يدعم المعارضة السودانية والسودان يدعم المعارضة التشادية، ومؤخرا في أحداث انجامينا أثناء الاشتباكات ضد قوات ديبي واجهنا المعارضة السودانية وكانت مسلحة جدا، مسلحة أفضل منا بكثير مسلحة أفضل منا بكثير جدا، إذاً لا حجة لإدريس ديبي في اتهاماته للسودان فهو الذي بدأ وهو الذي يواصل دعم المعارضة السودانية وساعدهم على الوصول حتى أم درمان، إدريس ديبي لا يملك الحق في اتهام السودان، يمكنني الذهاب بعيدا، إدريس ديبي لم يتهم السودان فقط اتهمني برجل السعودية اتهمني برجل دول في الشرق الأوسط اتهمني برجل القاعدة، إلى غير ذلك.

إعلان

محمد الصوفي: ما هو ردك على ذلك؟

محمد نوري: جوابي هو هذا، تشاد دولة أفريقية عربية بتقاليد إسلامية عريقة، علاقات تشاد مع السودان، مع الدول العربية ليست وليدة اليوم إنها علاقات ضاربة الجذور في التاريخ واتهامات ديبي نابعة من خوفه من اهتمام العالم الإسلامي والعالم العربي بما يجري في تشاد وأعتقد أن وضعا شديدا ينتظره، أولا ستتفهم المجموعة الدولية عدالة قضيتنا جيدا ضد الظلم من أجل إعادة العدل والسلام والديمقراطية في تشاد من أجل مستقبل أفضل لشعبنا، ثانيا أعبر عن رغبتي في اهتمام العرب الذين هم جيراننا أن يهتموا ولو قليلا بما يجري في تشاد والمساهمة بشيء في الحل، أوروبا تتدخل أفريقيا تتدخل فلما لا يتدخل العرب؟! لماذا لا يتدخل العرب ولديهم كل الأسباب لذلك؟! فتشاد بلد أفريقي عربي.

محمد الصوفي: لكن أنت تتهم، يتهمك نظام ديبي على أنك تتلقى دعما من دول عربية خليجية أو بالذات السعودية التي كنت سفيرا بها؟

محمد نوري: مع الأسف لم أحصل على هذه المساعدة، سأكون سعيدا بالحصول على هذه المساعدة سأكون سعيدا برؤية العرب يهتمون بما يجري في تشاد، أكرر دائما وأقول إن تشاد بلد أفريقي عربي بتقاليد عربية إسلامية مميزة، تلاحظون أن الجميع يتكلم العربية في تشاد لغة الاتصال الوحيدة بين السكان هي العربية، والشيء السيء هو اهتمام العالم العربي الضئيل بتشاد. وفي الواقع كنت سفيرا لتشاد في المملكة العربية السعودية بضعة شهور ولم أحصل على أية مساعدات من أية دولة في الشرق الأوسط, وما كنت أقوله عندما كنت سفيرا وعندما كنت في الحكومة هو أن تشاد دولة أفريقية عربية بتقاليد إسلامية راسخة، لا نستطيع اليوم، لا يستطيع تشاد اليوم سوى أن يملك علاقات أفضل العلاقات مع هذه المجموعة الهامة، وأقول إن الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية، المجموعة العربية، تلعب دورا مؤثرا في العالم ونحن كجيران يجب أن نكون على علاقات جيدة وعلى العالم العربي أن يعرف ما يجري في تشاد وقلت أيضا إننا يجب أن نستفيد من مساعدات العالم العربي، لما لا؟

محمد الصوفي: ولكن بمناسبة الحديث عن الدول العربية، كيف تقيمون الدور الليبي وليبيا دولة تهتم بالشأن التشادي كثيرا وتتعامل مع الملف التشادي، فكيف تقيمون موقف ليبيا الآن من الأزمة التشادية؟

محمد نوري: ذهبت إلى ليبيا في مهمتين وانتهزت الفرصة فيهما لتوضيح موقف المعارضة التشادية لأخواننا الليبيين كما بينت فائدة العالم العربي وليبيا من العلاقات الجيدة مع تشاد وضرورة البحث عن حل للأزمة بدلا من مشاكل إدريس ديبي، أنا أعتقد أن الرسالة وصلت، الرسالة وصلت، الرسالة وصلت والتي أوصلناها والكرة الآن في الملعب الليبي، تذكرون أنه بعد قمة داكار، منذ أشهر، كانت هناك مطالب بنقل الملف التشادي من الجماهيرية إلى الاتحاد الأفريقي ونحن كمعارضة قلنا له الليبيون على دراية بما يجري وهم ملتزمون كثيرا لذا تركو الملف بيد الجماهيرية، ونعتقد أن أخواننا الليبيين يفهموننا، يفهمون عدالة قضيتنا.

[فاصل إعلاني]

مخططات المستقبل وقضية دارفور

محمد الصوفي: الوساطات التي يقوم بها المجتمع الدولي الآن، الاتحاد الأفريقي وغيره بين السودان وتشاد من جهة وبين بعض الحركات المسلحة التي كانت معكم والتي دخلت، هل تعتقدون أن هذه الوساطات يمكن أن تقود إلى السلم وتعمل حكومة وحدة وطنية مع إدريس مثلا؟ تكون رئيس وزراء على طريقة كينيا أو على طريقة زمبابوي؟

هناك خلط بين مشكلة دارفور والمشكلة التشادية، وكل الجهود تسعى لحل مشكلة دارفور بين السودان وتشاد

محمد نوري: أنا أعتقد أن الاتحاد الأفريقي أو رؤساء الدول الأفريقية التي تبذل اليوم جهودا لحل المشكلة تكمل بعض الشيء الأمر الأساسي في المشكلة التشادية وهو الصراع الداخلي، وهناك خلط بين مشكلة دارفور والمشكلة التشادية بحيث كل الجهود تسعى لحل مشكلة دارفور بين السودان وتشاد، وفي الواقع المشكلة ليست هنا فما يعنينا بحق هو المسألة الداخلية التشادية. نحن نعترف بأن تشاد مر بحروب كثيرة في الماضي لكن هذه الحرب لا تشبه سابقاتها وهي أن تشاد لم يعرف أبدا دولة مارقة مثل دولة إدريس ديبي لذا فهذه الثورة هي ثورة شعبنا على إدريس ديبي وهذه هي الأشياء التي يبدو أن الاتحاد الأفريقي أهملها، لا يمكن معالجة مرض دون تشخيصه، مشكلة تشاد لن تحل إلا عندما يدرك الاتحاد الأفريقي ومختلف الوسطاء أنها مشكلة داخلية بحتة.

إعلان

محمد الصوفي: طيب هل من هذا المنطلق أنتم تتعاملون مع المعارضة السياسية داخل تشاد من قبيل التحالف أنه لو دخلتم مجددا يمكن أن تشارك معكم في الحكومة أو في قيادة تشاد؟

محمد نوري: نحن نفكر على مستوى تحالف وطني، وقد صرحنا مرات عديدة أن ما نطلبه اليوم من إدريس ديبي سنعمل لتحقيقه غدا، ما نطلبه من إدريس ديبي هو ضرورة وجود طاولة حوار تجمع كامل الطبقة السياسية التشادية أي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وباقي الحركات السياسية العسكرية حول مائدة مستديرة للجميع، هذا ما نطلبه اليوم من إدريس ديبي، الذهاب في مرحلة انتقالية وإلى الآن لم يأخذ الاتحاد الأفريقي بمطالبنا هذه وأنا أقول إننا كتحالف وطني أخذنا التزاما أنه بمجرد استيلائنا على إنجامينا سننفذ هذه المطالب التي نريديها من إدريس ديبي، سنؤسس منتدى وطنيا ينتهي بمرحلة انتقالية ومهمته وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة، إذاً سننجز ما نطالب به إدريس ديبي.

محمد الصوفي: يعني ستكون هناك فترة انتقالية عندما تحكمون، فترة كم تقريبا؟

محمد نوري: قسمنا الوقت إلى مراحل، لدينا ما قبل المرحلة الانتقالية وهي مدة لن تدوم طويلا، شهرين أو ثلاثة أشهر إلى غاية الستة أشهر لن تكون طويلة، ولدينا المرحلة الانتقالية ونعتقد أن الأشهر الستة الأولى ستخصص لتنظيم المنتدى الوطني، المنتدى الوطني يمكننا القول إن الطبقة السياسية العسكرية يمكنها ترؤس هذه المرحلة لكن رئاسة المرحلة الانتقالية يجب أن تكون من حق كامل الطبقة السياسية التشادية يمكن أن يكون الرئيس من المعارضة كما يمكن أن يكون من الأحزاب السياسية الداخلية، هكذا يمكن إشراك الجميع في تنمية تشاد. تاريخنا وتجربتنا طيلة 48 سنة من الاستقلال أثبتت أنه لا يمكن حكم تشاد بعائلة واحدة أو قبيلة واحدة لا يمكن حكم تشاد دون مشاركة الجميع ونحن ملتزمون وأقول هذا بأننا سنشرك الجميع.

محمد الصوفي: طيب هل يعني ذلك مثلا كيف ستتعاملون مع الجنوبيين التشاديين الذين لا يوجدون معكم في المعارضة المسلحة؟ هل سيكونون ضمن، ستدخلونهم ضمن هذا الحوار السياسي الذي ستقودونه بعد السيطرة على النظام في تشاد؟

محمد نوري: يتعلق الأمر بسؤال هام وهذه مناسبة جيدة للإجابة عليه، الثورات على النظام كانت تنطلق من الشمال وأغلب أعضاء المعارضة التشادية اليوم، الأغلبية هذا هو الواقع، أغلبية المعارضين شماليون وغدا عندما نكون في إنجامينا، البارحة لم نستطع البقاء وهناك أحزاب سياسية شمالية وجنوبية كلها هناك، هناك الجنوبيون أيضا ونحن في التحالف الوطني نضع مشاركتهم في اعتبارنا،غدا الجنوبيون سيشاركون مثل الآخرين تماما فهم مواطنون ولهم الحقوق والواجبات نفسها مثلنا حتى لو لم يشاركوا في العمل المسلح غير أن هناك معارضة مسلحة في الجنوب ولو أنها ليست مهمة كثيرا لكنها موجودة.

محمد الصوفي: طيب دعني أسأل فيما يتعلق بقضية حكمكم لتشاد، تتوقعون أن تعود الديمقراطية الحقيقية لتشاد بعد سيطرتكم على النظام، خلال كم تحديدا؟

محمد نوري:أنا أقول لسنا من يحدد المواعيد، نقول إننا سنؤسس منتدى وطنيا مهمته وضع المرحلة الانتقالية ونرى أن هذه المرحلة يجب أن تكون قصيرة جدا، ربما لا يتعلق الأمر بنا فقط لأن الجميع سيشارك في المنتدى لكننا نعتقد أن المرحلة الانتقالية يجب أن تكون قصيرة وبجدول محدد جدا وعلى من سيعين على رأس هذه المرحلة ضمان وضع دستور جديد وانتخابات حرة، أثناء هذه الانتخابات الحرة بعد هذه الانتخابات في هذه الانتخابات الحرة على من أدار المرحلة الانتقالية عدم التقدم فهو إما أن يكون على رأس الدولة أو مرشحا وهذا شكل من أشكال الديمقراطية، شكل من أشكال الديمقراطية أما الباقي فيكون من الجميع ولن نفرض أي شيء على أي كان، هذه هي الديمقراطية.

محمد الصوفي: إذاً نرجع إلى المؤثرات الكبرى التي تؤثر في حركتكم كمعارضة مسلحة، قضية دارفور التي السودان تتهم النظام التشادي على أنه يسلح المعارضة السودانية لتدخل إلى السودان وتنفذ، في حين أنتم أيضا نظرا للتداخلات القبلية وللقرب بين التشاديين والسودانيين كيف تنظرون إلى هذه الأزمة وكيف ستتعاملون معها عندما تصلون إلى الحكم؟

محمد نوري: مشكلة صراع دارفور من صنع إدريس ديبي، من عمل إدريس ديبي، فإدريس ديبي هو الذي وضع المعارضة في دارفور وهو الذي يغذيها ويوجهها اليوم وهذا ليس سرا فالكل يعرف، الكل يعرف، تعلمون أن هجوم أم درمان انطلق من أمازويغ، هناك تم التحضير، إدريس ديبي أعاد اليوم تسليح، أنا قلت إن إدريس ديبي هو الذي صنع مشكلة دارفور منذ البداية ويواصل تغذيتها وهذه هي نظرتنا للأمور ليس مع السودان فقط بل مع باقي الدول المجاورة لتشاد، جمهورية أفريقيا الوسطى مثلا، إدريس ديبي غير النظام وآذى جيرانه فقد رأينا أسرة مستشفى بانغي المركزي تباع في السوق السوداء بإنجامينا، كثير من الناس رأوا هذا، إذاً إدريس ديبي بطبيعته يتسببب في عدم استقرار البلدان المجاورة، أحدث اضطرابا في السودان وسبب مشاكل في جمهورية أفريقيا الوسطى تسبب في اضطرابات في السودان ونحن نرى أن نهاية مشكلة دارفور ستكون مع نهاية نظام إدريس ديبي، ستنتهي الحرب في السودان وينتهي التمرد في جمهورية أفريقيا الوسطى.

إعلان

محمد الصوفي: لكن هل سيكون نهاية المعارضة الدارفورية من خلال حوار ستساهمون فيه كقيادة جديدة في تشاد أم أنه سيتوقف الدعم العسكري الذي كان يقدمه إدريس ديبي لحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان وغيره؟

محمد نوري: أنا أقول وأكرر دائما إن المعارضة السودانية لا توجد إلا بفضل نظام إدريس ديبي، والجميع يريد السلام، الجميع يريد السلام، وأعتقد أن للمعارضة السودانية خدمة كبيرة في إدراك أن كسب الحرب لا يكون إلا في السلاح فقط ولدينا هذه التجربة أيضا الأمر يتعلق بالقبائل والأقاليم، وكل حركة مناضلة مؤسسة على العنصرية لن تصل إلى أية نتيجة ولن تنجح في أي مكان حتى في جنوب أفريقيا وبالتالي فكل حركة مؤسسة على القبلية والكراهية لن تصل إلى أية نتيجة، أقول للمعارضة السودانية إن مواجهة الدولة باستخدام قاعدة عنصرية وعرقية لا مستقبل لها وإذا تخلى إدريس ديبي عن هذه الفكرة أعتقد أن مشكلة دارفور ستنتهي حينها.

محمد الصوفي: الجنرال محمد نوري شكرا جزيلا على هذه الفرصة، كما أتوجه  بالشكر الجزيل إلى السادة المشاهدين وهذا محمد الصوفي يحييكم من شرقي تشاد قواعد المقاتلين التشاديين.

المصدر: الجزيرة