لقاء اليوم - راجندرا باشوري/الخبير الدولي في ظاهرة الاحتباس الحراري
لقاء اليوم

راجندرا باشوري.. مخاطر التغيرات المناخية

تستضيف الحلقة المدير العام التنفيذي لمعهد الطاقة والثروات الطبيعية بنيودلهي راجندرا باشوري حيث يتحدث عن التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض ومخاطرها.

– الأخطار وأساليب المكافحة
– طرق تجنب الخطر وطرق الحماية

الأخطار وأساليب المكافحة

undefined

حسن الراشدي: سيداتي وسادتي أهلا بكم نستضيف اليوم عالما وخبيرا في البيئة وتحديدا في موضوع الاحتباس الحراري معنا العالم الاقتصادي الهندي السيد راجندرا باشوري وهو المدير العام التنفيذي لمعهد الطاقة والثروات الطبيعية بنيو دلهي أيضا هو المدير السابق للجمعية الدولة لاقتصاديات الطاقة وهو بهذه الصفة أيضا يشغل منصب رئيس المجموعة الحكومية الدولية لخبراء التغييرات المناخية السيد باشوري لأمد بعيد ظل الاهتمام بالاحتباس الحراري موضوعا يشغل فقط النخبة والأقلية من ذوي الاختصاص في البيئة بينما نلاحظ اليوم أن الموضوع أصبح يهم الجميع، الجميع يهتم بهذه الظاهرة وبخطورتها بما في ذلك الولايات المتحدة كيف تفسرون هذا الاهتمام؟

راجندرا باشوري – الخبير الدولي في ظاهرة الاحتباس الحراري: اسمحوا لي أولا أن أقول إنها فرصة طيبة بأن تتم استضافتي من طرف قناة الجزيرة فأنا من المعجبين جدا بها أما بخصوص سؤالكم فيمكن الإجابة على النحو التالي لقد لاحظنا في الشهور الأخيرة ومن خلال التقارير الثلاثة المعدة من طرف الفرق التابعة للمجموعة الحكومية الدولية حول التحولات المناخية (IBCC) بأن هناك تزايدا متناميا لوعي الجمهور بصفة عامة لأن التقييم العالمي المضمن في هذا التقرير يوضح بجلاء أساس وطبيعة التقلبات المناخية بل يظهر أثر هذه التقلبات وكذا السبل الممكنة اتباعها للتخفيف من أثر انبعاث الغازات والتي تعتبر اليوم مسؤولة عن الاحتباس الحراري في المعمورة بأن الوعي قد بلغ مستوى يجعل الناس ينتبهون أنه إذا ما تركنا الأمور على حالها تحت رحمة منطق الربح والخسارة فأن ثمن السكوت سيكون مكلفا جدا في المستقبل لهذا يبدو لي بأننا نشهد انتصارا للمعرفة على الجهل.

حسن الراشدي: أستاذ باشوري لعل من أكبر التحديات المطروحة لمقاومة الاحتباس الحراري هو التخفيض من مستوى انبعاث غاز أكسيد كربون بطبيعة الحال سعت معاهدة كيوتو إلى الوصول إلى هذا المبتغى وللأسف كانت إدارة بوش تعارض المصادقة على معاهدة كيوتو كما نعلم إلا أنه في الأخيرة نلاحظ أن الرئيس جورج بوش هو الآخر لربما تراجع في موقفه وبدا هذا التراجع ملحوظا إلى حد ما فكيف تفسرون الآن الموقف الأميركي وإذا ما تم ذلم فعلا يعني إذا ما تغير هذا الموقف كيف يمكن لتوقيع الولايات المتحدة على معاهدة كيوتو أن تؤثر إيجابا على هذه العملية برمتها؟

راجندرا باشوري: اسمحوا لي أن ألاحظ بأن الولايات المتحدة بلد ديمقراطي وفي نهاية المطاف أيا كان ساكن البيت الأبيض فعليه أن ينصت لصوت الشعب كما أعتقد أن تغييرا جذريا بدأ يعرف طريقه وسط سكان الولايات والمدن بل حتى إلى بعض المؤسسات التي أصبحت تبدي انشغالا متزايدا بقضية التقلبات المناخية هناك أيضا الإدراك بأن الولايات المتحدة إن هي تركت في مؤخرة الركب لردح من الزمن فإن المجتمع الأميركي سيعاني من ذلك اولا بسبب التقلبات المناخية وكما تعلمون فإن إعصار كاثرينا في اعتقاد الكثيرين ناتج عن تقلبات مناخية ناتجة هي الأخرى عن نشاط إنساني وبالرغم من استحالة إثبات ذلك بشكل قطعي وعلى أساس علمية صرفة فإن ذلك لا يمنع تجذر هذا الاعتقاد في أذهان الكثير من الناس هناك أيضا الكثير من الظواهر المرتبطة بالمناخ والتي أصبح الناس في الولايات المتحدة يبدون انشغال كبير بخصوصها ثانيا وبالنسبة لفئة عريضة من الشعب الأميركي هناك في اعتقادي إحساس بأن الصناعات الأميركية إذا ما استمرت بالاعتماد على التكنولوجيا المتسببة في انبعاث كثيف لثاني أكسيد الكربون فأن بقية العالم ستسلك وجهة أخرى وهذا سيجر على الشركات الأميركية فقدان الكثير من الصفقات مما يؤدي بهم إلى الكارثة التجارية الحقيقية لهذا أرى بأن الأميركيين أصبحوا يدركون ما عليهم فعله ويدركون السبيل الذي يتوجب عليهم سلوكه واعتبارا لما سبق فإني أرى على الأقل في تعدد تلك العوامل سببا لما صرح به الرئيس بوش سأقول بأن هذا هو ما يمكن توقعه في بلد ديمقراطي.

حسن الراشدي: الموضوع الآن سيقودنا إلىالحديث عن الملوثين الكبار إن جازت التسمية بطبيعة الحال هؤلاء حينما نتحدث عن الملوثين الكبار ربما نقصد ونقصد الدول الغنية والدول المصنعة الغنية لكننا نلاحظ اليوم انضمام دول أخرى إلى هذه المجموعة من الموثين الكبار من مثل الصبين والهند بحكم ازدهار اقتصادياتها كيف السبيل برأيكم كعالم مختص كيف السبيل إلى وقف هذا التهديد البيئي دونما وقف الازدهار الاقتصادي لدول العالم الثالث؟

"
الاتفاقية الدولية حول التقلبات المناخية تامة الوضوح وتلزم الدول المتقدمة بضرورة أن تتخذ موقفا إيجابيا للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى
"

راجندرا باشوري: أعتقد أن الاتفاقية الدولية حول التقلبات المناخية تامة الوضوح فالخطوات الأولى يجب أن تتخذ من طرف الدول المتقدمة لأن تركز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو يأتي كنتيجة للانبعاثات المتراكمة في الجو خلال المائة والخمسن سنة الأخيرة والتي تقف ورائها تلك البلدان لهذا السبب على تلك الدول اتخاذ الخطوات الأولى أما عن النمو الاقتصادي والتطور الذين تشهدهما بعض الاقتصاديات الناشئة الدول فمن دون أدنى شك أنهما يساهمان وبشكل عام في زياة مضطربة لانبعاث تلك الغازات إلا أننا إذا اقتصرنا على بلدان مثل الصين أو الهند أو البرازيل فإننا نعاقبها لا لسبب سوى شساعة رقعتها الجغرافية ما يتوجب فعله في تلك البلدان هو ربما قياس معدلات انبعاث الغاز الناتجة عن كل فرد والتي تبقى دون المعدلات العالمية ولكن من مصلحة تلك الاقتصاديات الناشئة ألا تتبنى نفس النماذج التنموية التي اتبعتها الدول المتقدمة فالبدائل ممكنة بل ضرورية حيث أن هناك فئات عريضة من سكان تلك الدول مازالت تعاني من الفقر وينبغي مدها الطاقة وغير ذلك من الحاجيات والخدمات الأساسية التي لا يمكن تجاهلها من طرف أي من حكومات تلك البلدان يجب أن نحتكم لعقولنا وأعتقد أن هناك ما يكفي من النبوغ الإنساني الذي سيمكننا من تبني نماذج تنموية تكون أقل استهلاكا للطاقة وأقل تلويثا للبيئة من النماذج المتبعة من طرف الدول المتقدمة وهنا يكون التحدي ويمكني القول بأن هذا النقاش قد ابتدأ في الهند بل حتى في الصين فأنا عضو في مجلس الصين الذي يقدم المشورة للحكومات الصينية وفي الثالث والعشرين من إبريل نيسان الماضي عقدنا ندوة حول إيجاد نماذج اقتصادية للصين تكون ذات نسب متدنية من الكربون فالقيادات الصينية إذا بصدد البحث عن تلك السبل أما الدول المتقدمة فما لم تتخذ هي نفسها خطوات جادة فأعتقد بأنها لم تعد في موقع يمكنها من إملاء شروط على تلك الاقتصاديات الناشئة في الهند هناك قولة مأثورة أسردها باللغة الهندستانية ومفاها أن القط قام بافتراس مائة فأر ثم قرر بعد ذلك أن يؤدي فريضة الحج.

حسن الراشدي: سيداتي وسادتي نتوقف لحظة للإعلان ونعود لنواصل اللقاء.

[فاصل إعلاني]

طرق تجنب الخطر وطرق الحماية

حسن الراشدي: أهلا بكم سيداتي وسادتي من جديد ونستضيف اليوم العالم والخبير الهندي في مجال البيئة وتحديدا في مجال الاحتباس الحراري معنا الأستاذ راجندرا باشوري ما هو رأيكم بخصوص الحل القائل بأن الدول الغنية لديها إمكانية شراء حق التلويث يعني كأننا في بورصة يكون لها الحق في أن تشتري من الدول دول العالم الثالث حقها في تلويث البيئة ما رأيكم في هذا الموضوع؟

راجندرا باشوري: هذا مبدأ أسانده لأن المسالة كما تعلم تتسم بطابع كوني فإذا خفضنا من انبعاث الغازات في أي بقعة من المعمار فإن ذلك يشكل إجراء فعال غير أن الأهم من ذلك هو تلك الدول النامية لنقل بأن تلك المشاريع المرتبطة بآليات التنمية النظيفة والمعروفة اختصارا بـ(CDM) والتي يتم تقعيلها يجب أن نتأكد من أنها تحدم حق مصالح المجتمعات في تلك البلدان وتنعدم للأسف في العديد من تلك البلدان القدرة على تقييم تلك المصلحة المحلية وهنا تظهر ضرورة القدرات المحلية ومن حيث المبدأ فأنا مع هذا النوع من الحلول الكونية المثلى إن صحة تعبير ويجب بالمقابل التأكيد على أن كل هذا لا يجب أن يحيد بتنمية في البلدان الفقيرة عن أهدافها حينما يتم تفعيل خططها.

حسن الراشدي: الملاحظ أن منسوب أو مستوى البحر في ارتفاع دائم بسبب ذوبان قمم جليدية في القطبين الشمالي والجنوبي هذه الظاهرة قد تؤدي إلى لا محال إذا استمرت إلى تهديد وجود بعض الدول من مثل بانغلادش مثلا أو غيرها بانغلادش بطبيعة الحال حيث توجد أكبر دلتا مائية مصدرها هذه القمم فما هي الإمكانات العلمية والمالية المتوفرة اليوم لحماية السكان في حال حدوث كارثة من مثل هذه الكوارث؟

راجندرا باشوري: هذا بحق إشكال خطير ولقد أصبتم بقولكم إننا إذا ما ألقينا نظرة على أنهار الجليد الممتدة على صفوع جبال الهملايا فإننا نلاحظ بأنها تزود بالماء عبر الأنهار ما يناهز نصف المليار نسمة في شبه القارة الهندية وكما تفضلتم بالقول هناك أيضا أجزاء من الصين تستمد حاجتها المائية من تلك المنطقة أما إذا ما ذابت أنهار الجليد تلك فإن حجمها سيتقلص مما سيؤدي على مدى السنين إلى تقلص من صلب المياه المتدفقة في تلك الأنهار ولقد أكدت في أكثر من مناسبة على أن الأمر لا ينسحب فقط على تدفق المياه في الأنهار المستغلة على نطاق واسع في مختلف الأنشطة السكانية في تلك المنطقة بما في ذلك النيبال وإنما علينا أن نبدي تخوفنا من احتمال تراجع مخزون المياه الجوفية على امتداد الشهل برمته إذا هذا جزء من الإشكال القائم حيث ينبغي علينا التأقلم مع مياه ستصير أقل وفرة في المستقبل خصوصا في المجال الفلاحي فالزراعة تستهلك زهاء 80% من الموارد المائية المستعملة في المنطقة علينا أن نرشد استهلاك الموارد المائية في المجال الزراعي أما عن الإشكال الآخر فيرتبط بمسالة ارتفاع مستوى البحار وتعزى هذه الظاهرة لسببين أولهما يتمثل في ذوبان الجليد عبر المعمورة بما في ذلك المناطق القطبية والأنهار الجليدة ولكن هناك كذلك التمدد الحراري للمحيطات الذي يعود لارتفاع درجة الحرارة ونتيجة لذلك وخلال القرن الماضي مثلا قدر ارتفاع مستوى البحار بحوالي سبعة عشر سنتيمترا بالنسبة للقرن الحالي يتوقع ارتفاع مستوى البحار بما بين ثمانية عشرة وتسعة وخمسين سنتيمترا فحتى إذا ما تحدثنا عن ارتفاع قد يصل إلى ثلاثين أو أربعين سنتيمترا فإن ذلك شكل ارتفاع حقيقيا أعلى مما حصل في السابق ولسنا بحاجة إلى أن تغمر المياه بلدا مثل البنغلادش فما أعني هو أن هناك عاصفة مدمرة وتساقطات مطرية هائلة ضربت مدينة كراتشي متسببة في موت أكثر من مئاتي شخص نفس الكارثة حلت بمدينة بومبي منذ سنتين خلت أما الآن ومع ارتفاع مستوى البحر فحتى أنظمة الصرف الصحي لن تفيد في شيء والسبب هو أن مستوى البحر حين يبدأ في الارتفاع فإن المياه العادمة التي من المفروض أن تصب في مستوى أخفض للبحر ستجد أمامها مستوى أعلى وتنحصر داخل المدن مما سيؤدي إلى كوارث خطيرة طبعا إذا غمرت مياه البحر جزءا من أراضي بنغلادش فهذا سيشكل لا محالة معضلة أخطر ولعل انشغالنا المضمن في تقرير الفريق الثاني التابع للمجموعة الدولية الحكومية حول التقلبات المناخية يظهر بجلاء أن مناطق الدلتا الكبرى في آسيا توجد في حالة محدق يتهددها ومنطقة الميكادلتا هذه تضمن مدنا مثل كالكوتا ودكا وشانغي ومدنا كثيرة أخرى بآسيا تقع على مصب بعض الأنهار وهذه كلها تحدق بها أخطار داهمة.

حسن الراشدي: هذه فقط دراسات ولكن على الأرض هل هناك إمكانيات لمنع هذا النوع من الكوارث؟

"
الدول الفقيرة هي الأكثر تضررا من مخاطر الانبعاث الحراري، فهذه الدول لا تستطيع التأقلم بسرعة مع الكوارث البيئية التي تتسبب فيها التقلبات المناخية، والأضرار الناجمة عن ظاهرة تسونامي خير شاهد على ذلك
"

راجندرا باشوري: أعتقد أن هذا هو المجال الذي يجب أن يسترعي اهتمام وانشغال المنتظم الدولي لا يخفى عليكم لأنه يتوجب علينا أن نقارب الآثار الناجمة عن التقلبات المناخية في بعدها الكوني ومن المؤسف أن تعاني بشكل أكبر تلك المجتمعات الأكثر فقرا وحرمانا من الممكن طبعا التأقلم مع آثار التغيرات المناخية لقد زرت جزر المالديف وتحدثت مع الرئيس عبد القيوم الذي ما فتئت بلاده منذ عقود تلقي الضوء على هذه الإشكالية فلعلكم تعلمون بأن جزر المالديف لا تعلو كثيرا عن سطح البحر كما أن الحالة تشكل تهديدا حقيقيا من جراء ارتفاع منسوب البحر لحسن الحظ خلال مرور المد البحري تسونامي وهو بالمناسبة غير ناتج عن التقلبات المناخية فإن جزيرة مالي عاصمة المالديف م إنقاذها وذلك بفضل الحاجز الواقي الذي تم تشييده حول الجزيرة وهذا هو شكل البنية التحتية التي يستوجب علينا وضعها لمساعدة بعض المناطق الفقيرة المتواجدة على علو منخفض من البحر إن جزءا كبيرا من الأراضي الهولندية موجود تحت مستوى البحر غير أن حواجز تم بناؤها لحماية تلك الأراضي إن هذا النوع من البنية التحتية هو المطلوب غير أن المنتظم الدولي يجب أن يضع استثمارات في هذا الخصوص فلا يمكن أن نتوقع من بلد كبنغلادش رصد استثمارات مكلفة لهذا الغرض إننا نعيش على نفس الكوكب فكيف لنا أن نتجاهل بئس وفاقة هذا المجتمعات؟

حسن الراشدي: نلاحظ أن معظم أنصار البيئة والمدافعين الأشداء على تطوير الطاقة النووية يدافعون عن هذا المبدأ كبديل وكمخرج للاحتباس الحراري لكن ابنعاث غاز أول أكسيد كربون من الفحم ومن الزيت والغاز جعل أيضا مشاكل طاقة والاحتباس الحراري في العالم تتزايد جعلها ربما أمام خيارات صعبة فهل الحل برأيكم هو إنشاء مزيد من المحطات النووية التي تنتج أقل نسبة من أكسيد الكربون أم أن يبقى على الوضع الحالي؟

راجندرا باشوري: لقد قامت المجموعة الحكومية الدولية حول التقلبات المناخية لأول مرة بإجراء دراسة تقييمية للطاقة النووية وأظن بأن السبب من وراء ذلك هو أن الطاقة النووية تمثل 16% من مجموع الطاقة المولدة في العالم إذ يستحيل تجاهل الأمر هناك كذلك اهتمام متزايد بتوسيع مجال استعمال الطاقة النووية في مختلف الأصقاع نعم الطاقة النووية لها نصيبها من انبعاث ثاني أكسيد الكربون ولكن هناك بعض الإشكاليات المرتبطة بهذا المصدر من الطاقة من قبيل التخلص من النفايات المشعة أو أن تحصل بعض الحوادث التي قد تكون وخيمة العواقب وهناك طبعا إشكالية انتشار الأسلحة النووية التي ستستوجب نظاما يمكن من مراقبة كل هذه الأشياء سأقول إن اللجوء إلى الطاقة النووية مهما فعلنا سيتزايد ولا يمكن إيقافه غير أن الشيء الأهم هو تلك الإجراءات الوقائية الملائمة التي يمكن أن تمنع بعضا من احتمالات السلبية من الحدوث لهذا وحسب تقديري فإن استعمال الطاقة النووية سيتزايد لقد تحدثت مع العديد من العاملين في مجال الصناعة النووية فأكدوا لي بأن الأجيال الجديدة من المفاعلات النووية أصبحت في طبيعتها الأساسية أكثر أمانا وفي مأمن شبه تام من الأعتاب ويقول هؤلاء الخبراء إن التحكم في تدبير النفايات المشعة أصبح أكبر طبعا لم نتمكن من التخلص نهائيا من تلك النفايات غير أنها أصبحت تضمر في مواقع تحت الأرض حيث ينعدم خطر التسرب الإشعاعات لست على دراية واسعة بالموضوع ولكنني أعتقد بأنه على المجتمع بأن يطمئن لعدم وجود خطر بحدوث أية كارثة في المستقبل سأقول نعم علينا أن نتقدم بحذر في المجال النووي ولكن أخشى أن الاعتماد على الطاقة النووية سيتنامى في بعض الدول وهذا أمر مؤكد الحدوث.

حسن الراشدي: سؤالي الأخير الواضح أننا أمام مشكلة حقيقية تتعلق بموضوع الاحتباس الحراري أنتم كخبير وكمختص ماذا تقولون للرأي العام العالمي كي نحد من مضاعفات هذا الخطر الداهم؟

راجندرا باشوري: لقد وصل المجتمع الإنساني حسب تقديري إلى مرحلة غير مسبوقة من الغناء لقد أصبحنا نتوفر على مستويات عالية من القدرة والخبرة التكنولوجية ومن المؤكد أنه ليس من المستحيل على قدراتنا إحداث تغيير في التوجه وأن نتمكن من تفعيل الحلول لكنني أرى السلوك الإنساني كامنا في جوهر كل ذلك وأنا من المؤمنين بالمهات ماغاندي الذي تنبأ بالكثير من هذه المعضلات قبل حدوثها حيث قال إذا كان العالم يكفي لسد حاجيات كل واحد فإن هذا العالم قد يعجز عن مواجهة جشع شخص واحد ولقد آن الأوان لكي نغير أنماطنا الاستهلاكية وأنماط عيشنا ولكن دون أن يقصد من ذلك التخلي عن مزايا العلوم الحديثة والتكنولوجيا علينا بالأحرى أن نسعى إلى إيجاد حلول تقلل من أثر البصمات التي نتركها على موارد الأرض الطبيعية فإذا لم نفعل ذلك فأخشى من أن ينعكس أثر أفعالنا اليوم على أجيال المستقبل والحاضر معا لقد بدأت علامات ذلك تظهر الآن إذا يبدو لي بأن هناك تحديا حقيقيا يواجهنا كما يبدو لي بأنه يتحتم على مناطق من قبيل العالم العربي ومجتمعات كجنوب آسيا وبلدان كبرى كالهند والصين أن تطلع بريادة العالم لقد رددت ذلك في أكثر من مناسبة إن التوجهات الفكرية التي قدمها لنا العالم العربي لقرون عدة جديرة بالتأمل فهنام علم الجبر الحديث الذي نشأ في هذه البقعة من العالم بل إن وضع تصميم آلة التصوير بدأ هنا في العالم العربي وكان يجب أن ننتظر قرونا قبل أن يتم تصوير مركب النيتران والفضة الذي يمكن بواسطته التقاط الضوء على فيلم وأخذ صورة هناك أيضا علم الكيمياء حيث كان لهذه المنطقة قصب السبق فيه لهذا في اعتقادي أننا سوف نرى تحولا في الريادة الفكرية كما أعتقد بأنه يتوجب على بلدان في منطقة جنوب آسيا والصين أن تأخذ بذمام الريادة وأنا متفائل من أننا سنتمكن من العودة لحكمتنا المتعاقبة عبر الأجيال واستعمالها في المسار الصحيح.

حسن الراشدي: شكرا الأستاذ راجندرا باشوري نتمنى أن تكون رسالتك هذه قد وصلت إلى العالم بهذا سيداتي وسادتي ننهي لقاء اليوم وكان معنا العالم والاقتصادي الهندي راجندرا باشوري وهذا حسن الراشدي يحييكم من الدار البيضاء من المغرب وإلى اللقاء (Thank you) شكرا.

راجندرا باشوري: شكرا (Thank you).