حسن جمول - غريغوري شولتي - عامة
لقاء اليوم

غريغوري شولتي.. أميركا والملفات النووية

نفتح مع ضيفنا مندوب أميركا الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الملفات النووية في المنطقة. ما سر صمت أميركا على امتلاك تل أبيب السلاح النووي ومعاقبة طهران على نوايا لا دليل عليها؟

– مستجدات الملف النووي الإيراني
– الملف النووي الإسرائيلي

undefinedحسن جمول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهديّ الأعزاء في لقاء اليوم نستضيف السيد غريغ شولتي المندوب الدائم للولايات المتحدة الأميركية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي نفتح معه ملفات المنطقة ذات الصلة، أهلا وسهلا بك سيد غريغ نبدأ بالملف النووي الإيراني بعد قرار مجلس الأمن 1747 الذي يشدد العقوبات على إيران ويمنحها مهلة ستين يوما إضافية لوقف تخصيب اليورانيوم، إيران كما هو معروف ردت سلبا على هذا القرار من هنا إلى أين ستتجه الأمور فيما بعد؟

مستجدات الملف النووي الإيراني

غريغوري شولتي – مندوب الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: كما تعلمون أننا حصلنا على تقرير من الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوعين وفي هذا التقرير قال لنا شيئين مزعجين وجود اتجاهين الاتجاه الأول أن إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم رغم أنهم لا يحتاجون هذا لأغراضهم ورغم أن ذلك يطرح شيء رفضته ثلاث قرارات لمجلس الأمن، الاتجاه المزعج الثاني هو فشل الإيرانيين المستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذري إضافة إلى أنهم لم يتعاونوا بل بدؤوا ينسحبوا من التعاون ولذلك فأننا حاولنا أن نعيد التزامهم في التفاوض وقد حاول الجميع هناك أن يفعلوا ذلك لكن الإيرانيين رفضوا الإيفاء بالتزاماتهم الدولية ويبدو نحن محتاجين إلى التوجه نحو قرار ثالث في مجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران.

حسن جمول: القرار هو قرار فرض عقوبات على إيران تقصد بذلك مزيد من العقوبات على إيران، هل تعملون الآن في هذا الاتجاه أنتم كولايات متحدة؟

غريغوري شولتي: إن الهدف الدبلوماسي كما تعلم هو إقناع القيادة في طهران بتغيير مسارها وإقناعهم على احترام قرارات مجلس الأمن وقبول العرض الكبير الذي قدم لها السنة الماضية ولكنهم لحد الآن يرفضون ذلك، لذلك الاستنتاج الذي توصلنا له نحن وبقية أعضاء الدول الثماني العظمى هو أن مجلس الأمن عليه أن يقوم بعمل ما. إن مجلس الأمن أصدر لحد الآن قرارين يتضمنان عقوبات والآن نحن ننظر لآفاق إصدار قرار ثالث فيه عقوبات يبني على القرارين السابقين، إن الهدف ليس هو معاقبة الشعب الإيراني بل الهدف هو عن طريق استخدام المزيد من الضغط لإقناع القيادة في إيران على تغيير مسارها.

حسن جمول: قلت بأنه لا حاجة لإيران لتخصيب اليورانيوم مَن الذي يحدد الحاجة أنتم أم البلد نفسه الذي يعرف ما هي حاجته؟

"
أميركا تدعم حصول إيران وغيرها من الدول على الطاقة النووية للأغراض السلمية
"

غريغوري شولتي: أولا يجب أن تعلم أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تدعم بشكل شديد الاستخدام السلمي للطاقة التكنولوجية وأننا ندعم حصول إيران وغيرها من الدول الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية لكن المشكلة في حالة إيران وهي حالة خاصة إلى حداً كبير هي أن إيران انتهكت التزاماتها الدولية وانتهكت التزاماتها الحمائية إزاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الأمن وأن قلق الوكالة الدولية لمجلس الأمناء هناك هو أن إيران لا تعمل لأغراض سلمية بل أنهم يستخدمون برنامجهم السلمي كغطاء لشيء آخر معظم دول العالم التي تحصل التي لديها طاقة نووية سلمية لا تخصب اليورانيوم بل يشترونه من الأسواق العالمية وكون إيران تسعى إلى تحقيق هذه القدرة رغم قرارات مجلس الأمن وكون أن إيران تواصل ذلك لسنوات طويلة بشكل سري وإخفائهم برنامجهم المتعلق بعبد القادر خان وشبكته كل ذلك يثير أسئلة خطيرة حول طبيعة برنامجهم ونوايا القيادة الإيرانية.

حسن جمول: يعني أنتم تحاسبون إيران على النوايا وليست لديكم أدلة واضحة بأنها تقوم بتخصيب اليورانيوم لأغراض غير سلمية.

غريغوري شولتي: ما نعرفه نحن أنهم يتجهون يمضون قدما رغم التحذيرات ورغم تعليمات مجلس الأمناء المحافظين والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن في زيادة قدراتهم في تخصيب اليورانيوم، أنت نعم محق يمكن استخدام اليورانيوم لإنتاج الوقود لتوليد الطاقة الكهربائية ولكن أيضا يمكن استخدامه لإنتاج مواد للسلاح النووي إن القيادة الإيرانية تدعي بأن ما يفعلونه لأغراض توليد الطاقة الكهربائية ولكن ليست لديهم مولدات طاقة كهربائية المولدة والمحطة الوحيدة التي تبنا في بوشهر بمساعدة إيران سوف تبنيها روسيا إذاً الدول تتساءل لماذا يقومون بتطوير قدراتهم؟ ولماذا قاموا بذلك بشكل سري؟ ولماذا انتهكوا قرارات مجلس الأمن؟ ولماذا لا يشرحون علاقاتهم بالعسكريين والكثير من الدول؟ نتوصل إلى الاستنتاج الذي توصلنا إليه نحن ألا وأن هناك أغراض عسكرية وراء برنامجهم هذا.

حسن جمول: لكنكم يعني في أكثر من تصريح صادر من واشنطن لم تبدو فقط مخاوف في هذا الإطار بل قولتم بأن الهدف هو منع إيران حتى من امتلاك المعرفة بتخصيب اليورانيوم وليس فقط بتخصيب اليورانيوم عمليا.

غريغوري شولتي: إننا نعتقد أن إيران لا تحتاج إلى المعرفة الخاصة بالمعارف الخاصة بتخصيب اليورانيوم إذا كان لديهم برنامج سلمي نووي فيمكنهم أن يشتروا الوقود المخصب من الأسواق العالمية كما تفعل الدول الأخرى إذا كانوا محقين في ذلك فإن الأميركان والأوروبيين وروسيا والصين عرضت عليهم ضمانات مؤكدة بتزويدهم باليورانيوم المخصب روسيا عرضت عليهم أن تقوم بالتخصيب على أراضيهم ورفضوا.

حسن جمول: لماذا يعني يحق لكم لروسيا للصين للدول النووية جميعها يحق لها تخصيب اليورانيوم يحق لكم من دون أن يسألكم أحد بينما لا يحق ذلك لإيران لماذا أنتم تريدون أن تفرضوا على إيران ما تريدونه أنتم وتحددوا حاجات إيران أنتم؟

"
العالم لم يعد يثق بالطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي
"

غريغوري شولتي: لا أحد يقول إن إيران ليس لها الحق في تخصيب اليورانيوم ولكن حالة إيران حالة خاصة وأن محمد البرادعي قال إن هنا حالة تحقق خاصة ومجلس المحافظين في فيينا قالوا إن حالة إيران حالة خاصة لأن إيران فقدت الثقة العالمية العالم لم يعد يثق بالطبيعة السلمية لبرنامج إيران وهذا فأن مجلس المحافظين دعا إيران أن تعلق نشاطاتها كإجراء لبناء الثقة ولكنهم لم يفعلوا ذلك والآن مجلس الأمن خولهم خول المحافظين إن الهدف هو إقناع إيران أن تتخذ خطوات تضمن للعالم بأن برنامجها حقا هو برنامج سلمي وبعد ذلك فروسيا والولايات المتحدة والصين وغيرها سوف يساعدوا إيران على أن تحصل على التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية حقا.

حسن جمول: بالحديث عن محمد البرادعي، محمد البرادعي يعني وبخ إلى حداً ما من قبل الولايات المتحدة وبعض الأطراف الدولية فقط من أجل أنه قال بأن مسألة تخصيب اليورانيوم ربما أصبحت يعني الأمور تجاوزتها إلى حداً كبير واعتبرتم بأنه قد خرج عن السياق المرسوم للوكالة الدولية لطاقة الذرية، ما رأيكم بكلام البرادعي؟ وأليس هذا الكلام هو كلام محق نظرا لطبيعة البرنامج النووي الإيراني وما وصلت إليه إيران في مسألة الملف النووي؟

غريغوري شولتي: أولا أود أن أقول إننا نحترم محمد البرادعي احتراما كبيرا وقد حصل على جائزة نوبل للسلام وإننا نحترم ما يفعله ونحن لدينا أهداف مشتركة معه وهدف مشترك معه ألا وهو تعزيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعزيز نظام حظر انتشار الأسلحة النووية وثم جعل الدول مثل كوريا الشمالية وإيران تحترم معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، محمد البرادعي خرج إلى العلن وناشد إيران أن تتبع ما طلبه منها مجلس الأمن ألا وهو تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم وهذا ما ينبغي عليهم أن يفعلوه بالضبط، ثلاثة قرارات لمجلس الأمن دعت إيران إلى تعليق هذه النشاطات ونحن مستعدون للتفاوض مع إيران ولكنهم عليهم التزامات يجب أن يوفوا بها.

حسن جمول: هذا يعني هذا الأمر أصبح معروفا ولكنه يقول بصراحة تامة إنهم يملكون تماما المعرفة بخصوص تخصيب اليورانيوم منذ الآن المسألة ببساطة تتعلق بتجويد تلك المعرفة يعني مسألة تخصيب اليورانيوم تجاوزتها الأحداث، هذا الأمر ما رأيكم به؟

غريغوري شولتي: الدكتور البرادعي أجرى نقاشات كثيرة حول هذا الموضوع ومجلس المحافظين أيضا ناقش الموضوع وهو قال ما ذكرته أنت قبل قليل ألا وأنهم يمتلكون المعرفة الأساسية لتخصيب اليورانيوم ولكن لا يسيطروا على تكنولوجيا ذلك، ضع كل ذلك جانبا لدينا قرارات مجلس الأمن ولدينا مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اللذين طلبوا من إيران إيقاف نشاطاتها هذه وبالتأكيد لو أن الولايات المتحدة لا تسمح أن تقدم ضوء أخضر لهذه النشاطات الغير شرعية لأنهم قد قاموا بها وهذا ليس موقف الولايات المتحدة فحسب بل هو موقف جميع الدول الثماني الصناعية الكبرى ودول الخمسة زائد واحد أيضا.

حسن جمول: على كل سنتابع هذا الملف سيد غريغ شولتي وأيضا سوف نفتح الملف النووي الإسرائيلي أيضا في المنطقة إنما بعد هذا الفاصل، فاصل مشاهدينا ثم نتابع لقاء اليوم.

[فاصل إعلاني]

حسن جمول: من جديد مشاهدينا نتابع هذا اللقاء مع غريغ شولتي المندوب الدائم للولايات المتحدة الأميركية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أرحب بك مجددا سيد غريغ وكنا نتحدث عن تعاون إيران مع الوكالة الدولية وتصريحات محمد البرادعي الأخيرة، إيران مستعدة للتفاوض والمحادثات إنما من دون شروط مسبقة وهذا الأمر يبدو أنه لم يلقى اعتراضا أيضا من قبل محمد البرادعي، لماذا التعنت الأميركي وفرض شروط مسبقة على إيران قبل الدخول في محادثات مباشرة معها حول ملفها النووي؟

"
طهران تستخدم المفاوضات لكسب الوقت كي تواصل العمل على برنامجها النووي
"

غريغوري شولتي: إن الولايات المتحدة ومعها روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وجميع بقية أعضاء مجلس الأمن ومجلس المحافظين يريدون من إيران أن تتوقف عن نشاطاتها ألا وهي تخصيب اليورانيوم المخصب وإنتاج البلوتونيوم، ما أن تتوقف إيران عن ذلك فإننا مستعدون لإجراء المناقشات معها ولكن لابد أن أقول لك لماذا يجب عليهم أن يتوقفوا عن ذلك لقد شاهدنا عدة مرات في الماضي عندما يقوم المفاوضون الإيرانيون باستخدام المفاوضات لكسب الوقت لكي يواصلوا برنامجهم والعمل به وتأخيرنا دبلوماسيا والمجتمع الدولي قد شهد وأكتسب خبرة بهذا التكتيك ولذلك طلبنا منهم أن يوقفوا هذه النشاطات ليستعيدوا الثقة قبل بدأ المفاوضات معهم.

حسن جمول: كيف هو تعاون إيران اليوم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

غريغوري شولتي: إنها تسير بشكل سيئ فآخر تقرير وصلنا من الأمين العام والمدير العام يقول بأن معرفة برنامج إيران بدأ يتدهور وهناك سبب وراء ذلك ألا وهو إن إيران ترفض أن تقدم معلومات إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وترفض دخول مفتشيها إلى المواقع الرئيسية وتجعل من الصعب على المفتشين العمل هناك، هناك خطوتان قامت بها إيران مؤخرا قد تبدو هي التقنية ولكنها مهمة، الأولي قالوا للوكالة الدولية بأنهم لن يقدموا معلومات مسبقة حول أي منشأة نووية جديدة وثانياً رفضوا الدخول المفتشين في إحدى المنشآت حيث فيها في إيران وهذه طبعا تدل على تراجع تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

حسن جمول: بحسب معلوماتكم أين وصلت إيران عمليا في برنامجها النووي؟

غريغوري شولتي: إن إيران تحاول بشكل كبير أن تحصل على المواد والمعرفة والخبرة اللازمة لصناعة أسلحة نووية، لصناعة سلاح نووي الشيء الرئيسي الذي تحتاجه هي المواد اليورانيوم المخصب جدا والبلوتونيوم وهم يعملون للسيطرة على هذه التكنولوجيا لتخصيب اليورانيوم كما أنهم يعملون على تطوير مفاعلات الماء الثقيل في إيران وذلك ليستطيعوا الحصول على هذه المواد إذا هم يعملون بجد للحصول على ذلك وهذا أمر سيئ ولكن الشيء الجيد أنه مازال أمامه وقت طويل إن التخمينات بالنسبة لي وكثير آخرين غيرنا أنهم سيستحقون ذلك بين بالعام 2010 والعام 2015 وهذا ليس بالزمن البعيد جدا إذا لدينا وقت للدبلوماسية ولكن علينا أن نعمل بجد وبشدة حول هذا الجانب آي الدبلوماسية.

حسن جمول: باختصار شديد هل لديكم أدلة عملية واضحة ستقدمونها بهذا الشأن بالنسبة لتلك المعلومات؟

غريغوري شولتي: أعتقد أن أحد الأشياء التي يمكن أن ندرسها وهي تثير قلق كبير هو الوثائق التي موجودة عن إيران والتي حصلوا عليها من شبكة عبد القادر خان حول تكنولوجيا السلاح النووي وكيفية استخدام مكان وأجهزة هذه ويقول الخبراء أن هناك سبب واحد للقيام بذلك ألا وهو لصناعة سلاح نووي إذا لماذا لديهم هذه الوثائق؟

حسن جمول: تعتمدون على التحليل أكثر من الدليل؟

غريغوري شولتي: أعتقد أن علينا أن نصدر قرارات علينا أن نصدر أحكام، عندما ننظر إلى هذا البرنامج فلننظر إلى تاريخ انتهاكات إيران ولننظر أنهم أبقوا الأمر سرا لسنوات طويلة وثم اتصالاتهم بشبكة عبد القادر خان وليست الولايات المتحدة فحسب دول عالم كثير في العالم كله لديها شك كبير وشكوك كبيرة في هذا البرنامج ولذلك تعامل إيران على أنها حالة خاصة.

حسن جمول: طيب قبل أن إلى الملف النووي الإسرائيلي ومقارنته بالملف النووي الإيراني أريد منك فقط باختصار شديد أيضا هل يمكن أن تضعنا في ملامح القرار التي تحضر له الولايات المتحدة القرار الثالث بتشديد العقوبات على إيران؟

غريغوري شولتي: سوف نتشاور طبعا زملائنا في مجلس الأمن حول فحوى هذا القرار، أنا شخصيا أعمل في فيينا وليس في نيويورك لذلك لا أستطيع أن أعطيك أي تفاصيل حول القرار ولكن أعتقد النية هي أن مثل القرار السابق ألا وهو تشجيع القيادة في إيران على تغيير مسارها أو تشجيعهم على الإصغاء إلى المجتمع الدولي واتخاذ خطوات بذلك يكسبوا أو يستعيدوا الثقة العالمية بهم.

الملف النووي الإسرائيلي

حسن جمول: سيد غريغ شولتي مقابل كل هذا التشدد القائم على تحليلات وعلى يعني معلومات قد لا تكون مؤكدة من جانب أو مؤكدة من جانب آخر بحسب وجهة نظر كل طرف مقابل كل هذا التشدد تجاه إيران هناك تغاضي واضح وتساهل واضح من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الملف النووي الإسرائيلي الذي يبدو أوضح بكثير جدا من الملف النووي الإيراني، لماذا هذه الازدواجية في التعاطي والمعايير المزدوجة ما بين إيران وإسرائيل؟

"
العقبة الرئيسية نحو تحقيق منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط هي الطموحات النووية للقيادة الإيرانية وليست إسرائيل
"

غريغوري شولتي: إن الولايات المتحدة انضمت إلى دول أخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة في الدعوة إلى منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط وإننا نعتقد أن هذه المنطقة يجب أن تكون خالية من كل أنواع أسلحة الدمار الشامل وقد دعونا جميع الدول غير الأعضاء في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية للانضمام إلى هذه المعاهدة ولكن العقبة الكبيرة الرئيسية اليوم نحو تحقيق منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط هي ليست إسرائيل بل هي الطموحات النووية للقيادة الإيرانية، إذا ما أردنا النجاح في الشرق الأوسط وأنت تعلم ذلك أحسن مني نحتاج إلى تسوية سلمية بين إسرائيل وفلسطين وأن أحد الدول التي تعيق ذلك هي إيران.

حسن جمول: أعود وأسألك في هذا المجال بشكل محدد إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا بشكل واضح وأنتم تعلمون ذلك، إيران حتى الآن تقولون وتحاسبونها على النوايا بأنها تريد أن تمتلك سلاحا، العقوبات على إيران إسرائيل التي تملك السلاح ليس هناك أي تحرك دولي تجاهها، ما السبب؟ بكل بساطة هذا سؤال يسأله أبناء المنطقة بشكل عام.

غريغوري شولتي: إننا مثلكم نود للشرق الأوسط أن يكون خاليا من السلاح النووي لا نريد سباق سلاح نووي في الشرق الأوسط هذا آخر شيء نريده في هذه المنطقة من العالم ولكن لتجنب مثل هذا السباق السلاح النووي والتي تجعل المنطقة خالية من السلاح النووي علينا أن نفعل شيئين، أولا ينبغي أن نقنع القيادة أن تغير طريقها ومسارها لأنهم إذا استمروا في برنامجهم النووي فنجد دول أخرى سوف تغير مواقفها وتحاول أن تسعى لتحقيق ذلك وأسمح لي أن أكمل وعلينا أن نحقق تقدما وهذا صعب في تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين لذلك يجب موقف فلسطين على التقدم فيه لكي نخلى المنطقة برمتها من السلاح النووي.

حسن جمول: لماذا القول إن إيران هي التي تسبب سباقا على التسلح في المنطقة؟ لماذا لا يكون الأمر معكوسا تماما بأن إسرائيل امتلاك إسرائيل لسلاح نووي هو الذي يجعل ويحفز دول المنطقة على أن تمتلك هذا السلاح؟ لماذا إيران هي التي تثير هذا السباق وليس إسرائيل التي تملك السلاح بشكل عملي؟

غريغوري شولتي: السبب هو أن قلقي وقلق الآخرين هو أنه إذا ما حصلت إيران على الأسلحة النووية فإن ذلك سيجبر دول المنطقة الأخرى الدول الأخرى في المنطقة أن يعيدوا النظر في سياساتهم والتزاماتهم بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة، لقد سمعنا ذلك فعلا لحد الآن من بعض الدول ولذلك فإننا نشعر بالقلق بأن دول المنطقة الأخرى أيضا ستسعى نحو السلاح النووي ولذلك علينا أن نعمل في هذا الاتجاه لكي نحقق السلام في الشرق الأوسط وبالتالي تحقيق منطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي.

حسن جمول: لماذا لا تطرحون فكرة تخلي إسرائيل عن سلاحها النووي مقابل تخلي إيران عن طموحاتها النووية؟

غريغوري شولتي: أنا أعتقد أننا لا نريد أن نفقد تركيزنا عن المشكلة الرئيسية في المنطقة الكبيرة ألا وهي إيران مساعيها النووية ونشاطات الأخرى التي تقوم بها في المنطقة لتخريب استقرار المنطقة وما إلى ذلك وأستطيع القول لك إن ليس فقط الولايات المتحدة التي تشعر بذلك القلق دول كثيرة أخرى في المنطقة تشعر بقلق كبير من برنامج وطموحات إيران النووية، علينا أن نقنع القيادة في إيران أن تغير مسارها وأن نتقدم في عملية السلام وكل ذلك على ما نأمل سيعالج القضايا الأخرى على المدى البعيد.

حسن جمول: دول المنطقة تخشى من سلاح إيران أو بالأحرى من طموحات إيران النووية ولا تخشى من سلاح إسرائيل النووي، لماذا العقبة هي إيران وليست إسرائيل؟ أعود وأقول لك بأنها هي تملك هذا السلاح بشكل واضح.

غريغوري شولتي: ولكني أعتقد أجبت عليك على هذا السؤال دعني أقول لك أنه عندما أصدر مجلس الأمن قرار في ذلك ومجلس المحافظين بل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت قرار في ذلك حول برنامج النووي لإيران فإن أحد الأشياء التي قالها الطرفان في قراراتهما هو أن التعامل مع البرنامج النووي الإيراني سوف يجعلنا نتقدم في تحقيق هدف تحقيق شرق أوسط خالي من السلاح النووي، إذاً التعامل مع إيران يحسن موقفنا في معالجة القضايا الأخرى، أنا مستعد أن نضيف لهذا الموضوع دبلوماسيا نريد أن نقنع القيادة الإيرانية بالتخلي عن مساعيها النووية وعلينا أن نقنع القيادة الإيرانية أن تدعم عملية السلام في الشرق الأوسط إذا ما حققنا ذلك فإن المستقبل سيكون أفضل.

حسن جمول: سيد غريغ شولتي يعني في دقيقتين أخيرتين حول الموضوع النووي أريد أن أسألك عن كوريا الشمالية أيضا ملف كوريا الشمالية النووي، لماذا يعني تباطأ حل هذا الملف خصوصا فيما يتعلق بالأموال المجمدة الكورية الشمالية لدى الولايات المتحدة وبالتالي تفكيك مفاعل بيونغ يانغ الكوري الشمالي؟

غريغوري شولتي: إن هدفنا كما هو هدف الآخرين هو أولا أن نغلق أو نوقف عمليات بيونغ يانغ حيث في هناك إنتاج البلوتونيوم لأغراض السلاح النووي وثانيا الهدف هو أن نجعل كوريا الشمالية أن توفي بالتزاماتها حتى اتفاقية سبتمبر 2005 لجعل نفسها خالية من السلاح النووي وأن كوريا الشمالية تربط ذلك بتحرير أرصدتها في البنوك والولايات المتحدة فعلت ذلك فرفعت التجميد عن هذه الأموال لكن كوريا الشمالية تجد صعوبة في التعامل مع المصارف للحصول على هذا المبلغ وسبب ذلك أن هذه نقود قذرة فهذه النقود استخدمتها كوريا الشمالية للقيام بعمليات غير قانونية كالتزوير والتهريب وإننا نتسم بالصبر ونأمل أن نعمل بشكل سريع لكي يعود مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كوريا الشمالية ثم البدء بالمرحلة الثانية بغلق البرنامج برمته وأعتقد أنه كما هو حالة إيران هناك وحدة جيدة في صفوف مجلس الأمن ووحدة جيدة في صفوف المجتمع الدولي لحل هذا الأمر دبلوماسيا.

حسن جمول: باختصار سيد غريغ شولتي وسؤال أخير في هذا الملف سؤال عام الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح الذري أو النووي في التاريخ نفس الولايات المتحدة الآن تنصب نفسها حاميا للدول خوفا من انتشار هذا السلاح وهي التي تملكه كيف يكون ذلك؟

غريغوري شولتي: أنت محق الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي وقد فعلنا ذلك بعد أن تعرضنا لهجوم مفاجئ لإنهاء الحرب وأعتقد أحد الأشياء التي تعلمناها جميعا من استخدامنا للسلاح النووي هو مدى رعب وفظاعة السلاح النووي وأعتقد لذلك بدأنا بمفاوضات حول معاهدة حظر انتشار الأسلحة لإيقاف انتشارها ولتقليل مخاطر استخدامها في المستقبل، إننا نتشاطر في الأهداف المشتركة فلا نريد لهذا السلاح أن يستخدم مرة ثانية أبدا وفي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الدول التي ليس بها سلاح نووي التزمت بعدم الحصول عليها وإيران أخلت بهذا الالتزام وثانيا الدول التي لديها مثل الولايات المتحدة التزمت بتقليلها ومنذ نهاية الحرب الباردة الولايات المتحدة أجرت تخفيضا كبيرا على السلاح النووي.

حسن جمول: غريغ شولتي المندوب الدائم للولايات المتحدة الأميركية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشكرك جزيلا على هذا اللقاء، شكراً مشاهدينا للمتابعة وإلى لقاء آخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

المصدر: الجزيرة