محمد يحيى عزَّان.. تنظيم الشباب المؤمن باليمن
– نشأة التنظيم واتساعه
– العلاقة مع السلطات اليمينية ومواجهة السلفية
– الحوثي وعلاقته بالتنظيم
أحمد الشلفي: مشاهديّ الكرام مرحبا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج لقاء اليوم وسنجري في حوار مع السيد محمد يحيى عزان الأمين العام السابق لتنظيم الشباب المؤمن، التنظيم الذي تتهمه السلطات اليمنية بأنه واحد من أهم أسباب الحرب الدائرة في صعدة حالياً، سيد محمد يحيى أهلا وسهلا بك إذا بدأنا من حيث تنظيم تأسيس الشباب المؤمن نريد أن نعرف لماذا وكيف أنشأ هذا التنظيم؟
محمد يحيى عزان – الأمين العام السابق لتنظيم الشباب المؤمن: بسم الله الرحمن الرحيم أولا منتدى الشباب المؤمن هكذا كنا نسميه هو عبارة عن مؤسسة تربوية ثقافية فكرية تعنى بصياغة الشخصية الرسالية للشباب التي تؤدي دور دعوي وثقافي في الساحة، قمنا بتأسيسها أو بدأ نشأت بشكل ربما يكون تلقائيا عام 1990 والسبب في إنشائها أن هناك كان لدينا مجموعة حلقات في المساجد وفي الهجر العلمية فأحببنا أن نستخلص منها مدرسة موحدة يكون لها منهج مميز ويكون لها نظم ولوائح تستطيع أن تجذب الشباب وأن وتواكب العصر، فبدأنا بالفعل في ترتيب هذه المدرسة واستيقظنا بعض الطلاب من خارج المحافظة وكانت تقريبا فترة النشأة من 1990 إلى 1994 هذا كله كان مرحلة تأسيس بحيث كنا كل عام ندخل تعديلات على كل شيء نضم عاملين جدد تفكر في دراسة بعض الأشياء الجديدة في إدخال بعض الأنشطة بعض الأفكار بعض الرؤى هكذا مرحلة تأسيس دامت كل تلك السنوات ثم جاءت مرحلة أخرى أعتبر أنها مرحلة ازدهار منتدى الشباب من عام 1994..
أحمد الشلفي [مقاطعاً]: أريد أن أقاطعك وأتحدث أولا عن هناك من يقول بأنكم كنتم تقصدون أن تجابهوا التيار السلفي الذي بدأ ينشأ في صعدة على حساب الفكر الزيدي؟
محمد يحيى عزان: وجود التيار السلفي آنذاك كان أحد الأسباب لوجود حركة علمية مكثفة سواء في منتدى الشباب المؤمن أو في غيرها من الحلقات والمساجد لأن دخول التيار السلفي إلى صعدة أحدث ردة فعل لدى العلماء الموجودين هنالك مما جعلهم يستنفرون الطاقات ويستعيدون دورهم في النشاط وفي الدعوة من جديد وكنا في منتدى الشباب المؤمن نستشعر هذا الشيء طبيعي كنا في حالة مواجهة مع أي تيار كنا نعتقد أنه غريب وأنه جديد على الساحة..
أحمد الشلفي: لم يكن هناك تيار غير التيار السلفي الذي يعتقد في ذلك الوقت أو أعتقد أو قيل بأنه كانت تدعمه المملكة العربية السعودية؟
محمد يحيى عزان: لم يكن هنالك أي تيار آخر كانت الساحة تقريبا مغلقة على العلماء الزيديين حتى أن نفس العلماء الزيديين لم يكون لهم نشاط آنذاك نشاط ملموس كانت هنالك حلقات صغيرة في بعض المساجد أو في بعض الهجر القليلة مثل ضحيان أو مثل رحبان أو حتى مدينة صعدة وكانت معظم تلك الحلقات تقتصر على كبار السن حتى أن الشباب لم يكن يشاركوا فيها لكن عندما جاء التيار السلفي ودخل بقواه وجعل له من أولوياته نقد ما عليه هؤلاء الناس مما استنفر الطاقات وشحذ الهمم وجعل الناس يفكرون في توسيع دائرة طلب العلم والدراسة في مواجهة هذا وأيضا في درس بعض القيم والأخلاق والمثل لم يكن هذا هو السبب الوحيد ولكنه كان باعث من أهم البواعث على وجود الحركة العلمية الموجودة في صعدة آنذاك..
أحمد الشلفي: ربما كان هذا هو الباعث الأكبر إذاً؟
محمد يحيى عزان: كان باعثا مهما يعني قد يكون عند الآخرين الباعث الوحيد وقد يكون عند بعض الأطراف هو الباعث الأكبر لكن بالنسبة لنا كان أحد البواعث لأن كان لنا مقصد آخر كنا نحب أن نرى الشباب الذي يتلقى العلوم والمعارف الدينية أن نراه مميز في كل مناحي الحياة أن نرى المعلومة التي يتلقاها معلومة منتقى معلومة صحيحة معلومة مدروسة يستطيع أن يفجر بها أن يتكلم بها أن يصرخ بها في كل مكان فلهذا كنا نركز على بناء الفرد في الدرجة الأولى ومسألة أن يكون ردة فعل لهذا أو هذا أو ذاك لهذا شيء كان..
أحمد الشلفي: تحدث في الحوار حول أنكم كنتم تستقطبون أيضا من المحافظات الأخرى، أريد أن أعرف ما هي هذه المحافظات وكم بلغ عدد يعني المنضمين إلى المنتدى أو التنظيم في ذلك الوقت؟
محمد يحيى عزان: كان هنالك نوع من التدرج في النمو ففي الفترة الأولى التي اعتبرها مرحلة التأسيس الثلاث سنوات الأولى كان هنالك من محافظات محدودة من صعدة وإلى جانب صعدة عمران لم تكن يومها محافظة بعد الطلاب من مأرب ومن زمار ومن صنعاء ومن حجة ولكن على مستوى أقل ثم توسعت الدائرة وخصوصا في صعدة كان هنالك مختلف المديريات تشارك وكان هذا أكبر هم بالنسبة لنا والمشاركون من خارج المحافظة كانوا قلة ولكن كنا نستبشر بوجودهم ثم كان هنالك تدرج حتى صار لدينا جموع لا بأس بها من المحافظات المختلفة مما جعلنا نفكر في فتح فروع لمنتدى الشباب المؤمن في المحافظات التي يكون الإقبال منها أكبر وكذلك في المديريات التي لاحظنا أن الحضور منها والمشاركة كبيرة أقمنا فيها مراكز أخرى حتى نخفف الضغط على المراكز الرئيسية..
أحمد الشلفي: هل تستطيع أن تحدد عدد أعضائكم في ذلك الوقت؟
محمد يحيى عزان: كما قلت لك هنالك نوع من التدرج بدأنا من ثمانية طلاب في الدورة الأولى كان لدينا ثمانية طلاب لا غير ثم كان هنالك تدرج حتى وصلوا إلى ما يقرب خمسة عشر ألف طالب في مختلف المراكز في مختلف الأماكن في مختلف المراحل لأن صار لدينا بعدها نظام مطول يعني كانت الدراسة في منتدى الشباب متنوعة ثلاث مراحل المستوى الأول والمستوى الثاني والمستوى الثالث بسبب الضغط وكثرة الطلاب استحدثنا جسم تمهيدي وجعلنا فيه أول وثاني وثالث تمهيدي ثم استحدثنا بعد هذا المدرسة العلمية التي تستقطب الخريجين من المراكز الصيفية وتقدم لهم دورات طوال العام لإعدادهم لكي يكونوا مجتهدين علماء قضاة إلى أخره..
أحمد الشلفي: كم وصل هذا العدد نريد بالتحديد بالضبط يعني؟
محمد يحيى عزان: في أوجه كان المنضمين فعليا كعاملين وطلاب قرابة خمسة عشر ألف.
العلاقة مع السلطات اليمينية ومواجهة السلفية
أحمد الشلفي: عندما بدأت الدولة في دعمكم نريد أن نعرف كيف حدث هذا الدعم وهناك من يقول بأنه كان المقصود أن يتخذوكم يعني سبيل في مواجهة المد السلفي وربما مد الإخوان المسلمين والتجمع أمام الإصلاح؟
محمد يحيى عزان: أعتقد أن هذه كلها تكهنات ليس لها نصيب من الواقع إذا كان قد استحضر بعض الآنيات فيما بعد هذا شيء آخر لكن الذي جعلنا نلتقي بالأخ الرئيس هو أنها حدثت حدث نزاع في صعدة بين تيار أو منتدى الشباب المؤمن وبين المدرسة التقليدية الموجودة في المنطقة التي يمثلها مشايخنا وآباؤنا العلماء وتسميتي لها بالتقليدية لا يعني ذم لها ولكن الشيء السائد هنالك الشيء السائد الذي كان يعمل على شد الناس إلى الماضي وإعادة إنتاج المسائل الخلافية والفكرية الموجودة بين الناس فعندما جاء هذا التيار وأراد أن يطرح شيء جديد وأن يجلب الشباب وأن يخرجهم إلى وجهة أخرى من الانفتاح من التعدد من النظر إلى بلد آخر وجهنا واتهمنا بأننا نفسد في المذهب وفي الفكر وأصدرت ضدنا فتاوى وبيانات وتحذيرات وقصائد شعر وخطب وما أشبه ذلك ولكن مع ذلك صمدنا واستمر العمل وكان العمل مقبول في الساحة رغم كل هذه الأشياء حتى الناس ما كانوا يتوقعوا بأن يستطيع هؤلاء الشباب أن يصمدوا في مواجهة العلماء أو جزء من العلماء الذي كانوا يصمدون أمام البيانات اشتهر وأدى إلى دخول القبائل على الخط فجزء منهم وقف بجانبنا والجزء الآخر وقف بجانب بعض الآباء العلماء الذي كان في مقدمتهم شيخنا الكبير (كلمة غير مفهومة) واشتهر الخلاف وشاع حتى وصل إلى مسامع الرئيس مما جعله يستعدينا كما استدعى الطرف الآخر عندما استدعينا والتقينا بالأخ الرئيس طرحنا عليه ما لدينا فربما اكتشف من خلال ما كنا نتكلم ومن خلال طرحنا اكتشف أن هؤلاء الناس حقا ينتمون إلى الداخل ولو كنا كذلك لا نريد أن نمد أيدينا إلى الخارج خصوصا..
أحمد الشلفي: من كان يقصد الرئيس بالخارج؟
محمد يحيى عزان: أي خارج يعني هنالك مثلا الجماعة السلفية متهمين بصلتهم بالسعودية مثلا الناصريين متهمين بصلتهم مثلا ليبيا الشيعة بشكل عام والزيدية هي جزء من الشيعة متهمين بصلتهم بإيران..
أحمد الشلفي: لكن في الفترات هذه أنتم قمتم بزيارة إيران مرتين أو أكثر من مرة بالنسبة لأعضاء في تنظيم الشباب المؤمن وقابلتم مرجعيات دينية وقابلتم أيضا رجال دولة؟
محمد يحيى عزان: نعم أنا سافرت إيران سافرت إيران قبل الوحدة وكانت زيارة غير معلنة وكانت الزيارة ثقافية بحتة لم يكن لدينا أي خلفية سياسية لأن المجتمع في صعدة لم يكن لديه هذا البعد علاقة إيران علاقة.. لم يكن لديهم هذه الرؤية حتى نحن كنا عندما تشاهد صورنا في تلك الفترة يعني ما زلنا شباب صغار لا نعرف أشياء كثيرة مما يدور حولنا وإنه مجرد أن نعرف ما هنالك زرت إيران مرة أخرى في مشاركة بعض الدور المهتمة بتحقيق ونشر التراث باعتباري ناشط في هذا المجال لم يكن لها علاقة بالشباب المؤمن حتى إنه قال لي يومها في عام 1998، 1999 في هذه الحدود قيل لي بأنهم يتهمون الشباب المؤمن في اليمن الإيرانيين المرجعيات هنالك يتهمون الشباب المؤمن بأنهم وهابية الزيدية بسبب ما تميز به من أفكار ربما يعني تكون شديدة الانفتاح على أهل السُنّة..
أحمد الشلفي: لكن هل بالفعل كان بعض قادة الشباب المؤمن يقابلون مرجعيات دينية إيرانية ورجال دولة؟
" قبل تأسيس منتدى الشباب المؤمن زرت إيران بصفة شخصية، والزيارة الثانية كانت باعتباري باحثا في شؤون التراث والفكر الإسلامي والمخطوطات، ولو كانت الدولة ترى في ذلك خطرا لمنعتنا " |
محمد يحيى عزان: نحن قابلنا في إيران رجال دين وقابلنا رجال دولة ولكن على مرأى ومسمع ذهبنا من المطار بشكل علني وزرنا السفارة في طهران وقلنا لهم بأننا جئنا هنا من أجل هدف معين يعني كنا نتحرك في العلن ولو قيل لنا أن هذا ممنوع لتركناه والأخوة في إيران هم يعرفوا بأن الزيدية لاسيما الشباب المؤمن ليسوا المكان الذي يمكن أن يتعاونوا معه لأن الشباب المؤمن لم يتقيدوا حتى للأفكار التقليدية الموجودة لديهم فضلا عن أفكار تقليدية موجودة لدى غيرهم يعني نستطيع أن نقول أننا ننظر إلى الزيدية أو نرى الزيدية أنها شيعة السُنّة وسُنّة الشيعة ولهذا يقول الشيعة الزيدية أقرب المذاهب إلينا وأهل السُنّة يقولون الزيدية أقرب المذاهب إلينا فالزيدية في نظرنا شيعة السُنّة وسُنّة الشيعة..
أحمد الشلفي: سنأتي إلى هذا الموضوع ولكن أريد أن استكمل الموضوع الأول رغم أن الدولة كانت تعلم بأنكم تقابلون رجال دين في إيران وأيضا رجال دولة أيضا لكنها لم تقم باتخاذ أي عمل تجاهكم لم تقل لكم بأن هذا محظور واستمرت في دعمكم وطبعت الكتب لكم ورعايتكم أيضا؟
محمد يحيى عزان: أريد أن أنبه هنا على شيء مهم وهو أن كنا نذهب إلى إيران بصفات شخصية وليس باسم هذه المؤسسة يعني زيارتي الأولى لإيران هي كانت قبل تأسيس منتدى الشباب المؤمن وزيارتي الثانية كانت باعتباري باحث في شؤون التراث والفكر الإسلامي والتراث والمخطوطات لم يكن لها علاقة بمنتدى الشباب المؤمن كمؤسسة لكن كوني كنت أحدهم أحمل أفكارهم أدافع عنهم أقدمهم بأحسن ما لدي من صورة هذا كان وارد فالدولة لم تمنعنا من هذا لأنه في الأساس لم يصدر منا ولا من مناهجنا ولا من تفكيرنا ما يؤشر نحو الخطر..
أحمد الشلفي: إذاً متى صدر من مناهجكم ومن تفكيركم ومن أعمالكم ما يؤشر على الخطر على هذه الدولة بالضبط؟
محمد يحيى عزان: تمام استمرت مسيرة منتدى الشباب المؤمن منذ عام 1990 إلى عام 2000 صحبها خلافات واضطرابات ومواجهات وأشياء كثيرة تفاصيل سأفيدها إن شاء الله في كتاب لكن في عام 2000 حتى في أواخر عام 2000 طبعا كان الخلاف قائم من 1998، 1999، 2000 لكن في أواخر عام 2000 هنالك بدأ الأخ حسين بدر الدين يطرح علينا فكرة تغيير الأهداف التي أعلناها منذ عشر سنوات.
أحمد الشلفي: يعني حسين بدر الدين الحوثي لم يكن واحدا من المؤسسين؟
محمد يحيى عزان: لم يكن واحدا أخوه محمد كان واحدا منا أخوه محمد بدر الدين كان واحدا منا بالنسبة لحسين هو جاء في عام 2000 واقترح مع مجموعة من الشباب المهتمين والمؤيدين توسيع دائرة الإدارة يعني بحيث تصبح لدينا إدارة موسعة مكونة من عشرة أو من اثنا عشر شخص ووسعت فعلا دائرة إدارة المنتدى وانتخبت يومها أمين عام بعدها تقريبا بعد ما انتخبت من أول عام 2000 في آخر العام هذا بدأ حسين يطرح علينا فكرة تغيير الأهداف، تغيير بعض المناهج، تغيير بعض الرؤى وهنالك اشتد الخلاف فيما بيننا وذهب في طريقه ونحن استمرينا في طريقنا..
[فاصل إعلاني]
أحمد الشلفي: نريد أن نتطرق إلى الأفكار التي يعني كان يتبناها حسين بدر الدين الحوثي وما هي كيف تختلف مع رؤيتكم؟
محمد يحيى عزان: في الحقيقة نحن لدينا أدبيات في هذا المنتدى طبعنا كثير من الكتب ودرسنا كثير من الكتب وهذه الكتب هي تعكس ثقافتنا نحن نتحمل ما فيها حسين بدر الدين لديه عشرات الملازم والأشرطة المسجلة هذه تعكس ثقافته هذه خلفيتنا وتلك خلفيته..
أحمد الشلفي: ما هي خلفيته؟
محمد يحيى عزان: أولا أريد أن أفصل بين الشيئين حتى يستطيع لا يقول قائل بأننا إنما نحاول أن نتهرب أو نخرج أنفسنا من ورطة هذا تراثنا وذلك تراثه لم يتبن في يوم من الأيام أو بعد على الأقل عندما خالفنا ما طرحناه من كتب بل شد علينا غاء الحملة وحذر فيها من ملازمة واعتبر تدريس أصول الفكر واعتبر تدريس أصول الدين وبعض الأشياء اعتبرها نوع من إفساد الطلاب فتقرأ أفكار حسين بدر الدين من كتبه ومن ملازمة وتقرأ أفكارنا من كتبنا ومن أدبياتنا هذا هو الإنصاف أما فيما اختلفنا نحن وإياه قبل أن يمكن أن نقول ما هي أبرز الأفكار التي لديه اختلفنا في الحقيقة على الهدف بكل ما فيه من تفاصيل، نحن كان الهدف الرئيسي لدينا هو أن ندفع الشباب إلى مزيد من الحرية في التفكير، مزيد من الحرية في التفكير ولو إلى خارج نطاق المذهب أينما وصلت به حرية التفكير فليذهب، بل إنما أراد هو أن يعيد أن يحيد الشباب أو يعيدهم إلى التبعية ولذلك تلاحظ في الملازم والمنشورات والكلام الذي يطرح وحتى في عقلية أتباعه كيف يفكرون بمسألة القدوة والتبعية للقدوة المعينة فعندما اختلف الهدف الأساس كل شيء اختلف ورائه المناهج الأفكار الأدبيات كل شيء اختلف بعد ذلك..
أحمد الشلفي: نحن نريد أن نتحدث عن الاختلاف؟
" حسين الحوثي بالغ في قضيتين هامتين، الأولى في كون ولاية الأمة أمر إلهي، والثانية المبالغة في تقديس القدوة " |
محمد يحيى عزان: هنالك مجموعة من أفكار حسين يمكن أن تقرأ من ملازمه لأنه طرح في هذه الملازم وسجلها بصوته وليس هذا سرا طرحها لكي تجال لكي تسمع ألاحظ في مجملها قضيتين القضية الأولى مسألة المبالغة في كون ولاية الأمة أمر إلهي حتى أنه تجاوز الزيدية وتجاوز الجعفرية حتى في اعتبار أن الذي يجب أن يدير شأن الأمة أو شأن المجتمع يجب أن يكون له استمداد إلهي، المبالغة في هذا جعله ينكر شرعية كل ما هو موجود حتى الزيدية انتقدهم واعتبر أن أئمة وعلماء الزيدية عندما تخلوا عن هذا المبدأ مبدأ إلهية الحكم أصيبوا بما أصيبوا من الضعف هذه قضية، القضية الأخرى قضية تقديس القدوة أو المبالغة في تقديس من سماها القدوة إلى درجة أنه لا يحق لك أن تفكر بجانب تفكيره ولا يحق لك أن تتساءل أصلا وحتى إن منعك من شيء أنت تعلم أنه مقدس أو عظيم أو مهم فعليك أن تمتنع وأعطي مثال في هذا مثلا مادة أصول الفكر هذه المادة تدرس منذ زمن بعيد منذ أيام الإمام الشافعي وأئمة الزيدية لهم كتب تقريبا كل إمام له كتاب في هذا جاء حسين وألزم أصحابه وأتباعه ومؤيديه بأن يلغوا هذه المادة تماما..
أحمد الشلفي: من خلال تجربتك هل يعني تم جمع سلاح وبدأ حسين الحوثي يخطط لانقلاب ضد الدولة بالسلاح وبالمال؟
محمد يحيى عزان: هاجس المواجهة كان قائم لديه، المواجهة مع من قد يكون مع الوهابيين وقد يكون مع الدولة قد يكون مع عدو آخر قد يكون مع شخص مستبد أو قبيلة مستبدة، كان هاجس المواجهة موجود لديه هذا ما أفهمه عنه حتى طريقة بنائه لبيته وتحصيناته وما أشبه ذلك يؤكد أن لديه هذا الهاجس كان لديه..
أحمد الشلفي: هل ترد الآن كل ما حدث إلى تغاضي الدولة واستمرار دعمها لتنظيم الشباب المؤمن ولحسين الحوثي رغم معرفتها بما يقوم به؟
محمد يحيى عزان: الدولة دعمت الشباب المؤمن على أساس أنهم ليسوا على شاكلة حسين وحسين إنما ظهر في عام في أواخر عام 2000 ورفع الشعار أو سمعت آرائه ونزلت ملازمه إلى الناس في عام 2002 لا غير فلذلك تعاون الدولة مع خط الشباب المؤمن كان تعاون سليم..
أحمد الشلفي: أين كنت عندما بدأت بدأ الصراع بين حسين الحوثي والحكومة؟
محمد يحيى عزان: أثناء الأحداث كنت عائد من لبنان فاعتقلت في المطار وبقيت في السجن تسعة أشهر ونصف..
أحمد الشلفي: لماذا اعتقلوك؟
محمد يحيى عزان: لأني كنت أحد المؤسسين لما صار يعرف بالشباب المؤمن وأن هو سبب البلاء في هذه الفتنة وكنت أمينه العام وبالتالي عائد من لبنان يعني كل الشبه كانت تدور حولي..
أحمد الشلفي: ولكن أنت الآن خرجت وأنصار الحوثي يقولون بأنك تقوم الآن بالترويج للدولة وبأن الدولة تستخدمك في الهجوم عليهم؟
محمد يحيى عزان: طبيعي أن يقولوا هذا لكن الشيء الذي يعرفه كل من يعرفني أني كنت ضد هذه الأفكار قبل الحرب قبل أن تفكر الدولة في مواجهة هذه الجماعة، خطبت عن هذه المساجد كتبت عنها فعلت أشياء كثيرة حتى أن لي مجموعة كتب هي تمثل رد على أهم الأفكار الموجودة لدى حسين الحوثي منها مثلا قريشية الخلافة، الصحابة عند الزيدية، افتراج الأمة وهذه كلها طبعت قبل الحرب..
أحمد الشلفي: بحسب تجربتك ومعرفتك بصعدة وبالحكومة وبتعاملك مع الحكومة وأيضا كونك الأمين العام السابق لتنظيم الشباب من تحمل المسؤولية وكيف ترى الموضوع لما يجري الحرب الدائرة الآن في صعدة والتي قتل فيها المئات أو ربما الكثير منذ 2004؟
محمد يحيى عزان: في الحقيقة نحن هنا في اليمن لدينا دستور وقانون يحدد متى يكون الحرب ومتى يكون السلم وهنالك مؤسسات دستورية هي التي تتحمل أعباء جراءة هذا الدستور والفتوى بهذا الدستور وبالتالي هي قررت أن تحارب ونحن فوضناها من خلال الانتخابات هي تتحمل هذه المسؤولية يعني إذا كانت ترى أن الحرب هي الحل الأبرز في هذه المواجهة فذلك شأنها لأنه يتوفر لديها من المعطيات ومن الأفكار ومن الرؤى ومن المقدمات ما لا يتوفر لدينا..
أحمد الشلفي: الآن برأيك هناك وساطات حدثت هذه الوساطات فشلت لماذا فشلت هذه الوساطات كل هذه الوساطات من شخصيات اجتماعية وقبائل وربما دول لماذا فشلت؟
محمد يحيى عزان: أعتقد أن تلك الوساطات أحيانا لا تقدم رؤية متوازنة يعني لا تقول مثلا لأصحاب الحوثي بصريح العبارة لستم دولة ولستم جهة ولا يحق لكم أن تملوا شروط الذي يحق لكم ويجب أن ترتفع أصوات الناس جميعا بهذا أن تعيشوا مواطنين كسائر المواطنين، أما أن تكون لكم خصوصية بأن تحملوا السلاح وأن تفعلوا ما تريدوا وأن تخيفوا الناس وأن تضايقهم في كل مكان فأعتقد أن هذا غير وارد لا يصح أبدا، فيفترض في الجميع أن يقول لهم بصريح العبارة بأن نحن معك في أن تعيش كسائر أبناء الشعب أما أن يكون لك ميزة خاصة فهذا شيء لا يمكن أن تقبله الدولة وإن قبلت به الدولة فهي تقتل نفسها بنفسها لأنه كل جماعة ستظهر من هنا وهناك وتقول بنفس اللغة تقول أنا أريد أن يكون لي ميزة، نجح الحوثي بفرض نفسه على الدولة بالقوة وقوة السلاح إذاً نحن نعمل كما عمل الحوثي ويكون لنا أيضا كيان مستقل وخصوصية خاصة بنا وهذا أعتقد أنه يفكك مشروع الدولة ينهيه..
أحمد الشلفي: شكرا لك سيد محمد يحيى عزان كما أشكركم مشاهدي الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج لقاء اليوم التي رأيناها مع السيد محمد يحيى سالم عزان الأمين العام السابق لتنظيم الشباب المؤمن نلتقيكم في حلقة قادمة.