محمد الحسن ولد الددو – علي الظفيري
لقاء اليوم

محمد الحسن ولد الددو.. الديمقراطية الموريتانية

تستضيف الحلقة رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا محمد الحسن ولد الددو ليتحدث عن نظرة التيار الإسلامي الموريتاني للمسار الديمقراطي.

– تجربة المجلس العسكري ودور الإسلاميين
– موقف الإسلاميين من الانتخابات الرئاسية

– الحركات الإسلامية في العالم العربي

undefined

علي الظفيري: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير نحييكم في هذه الحلقة من برنامج لقاء اليوم نستضيف فيه العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، مرحباً بكم شيخ محمد سعداء بلقائك.

محمد الحسن ولد الددو – رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا: وبكم نحن أسعد الله يبارك فيك.

تجربة المجلس العسكري ودور الإسلاميين

علي الظفيري: شيخ محمد عام ونصف الآن مضى على الانقلاب العسكري في موريتانيا وحدثت أمور كثيرة جداً، أُسقط النظام السابق برئاسة معاوية ولد الطايع الآن المجلس العسكري برئاسة علي محمد ولد فال يتولى مقاليد الحكم في البلاد، كيف تقيّمون هذه المرحلة من عمر البلاد هنا؟

محمد الحسن ولد الددو: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، هذه المرحلة من أحسن مراحل السياسة في البلد لما وجد فيها الناس من الانفتاح ومحايدة الدولة فالدولة في هذه المرحلة أبدت حيادا كبيرا وإن كان بعض الناس كان يتوقع إنجازات أكبر مما حصل وبالأخص أن المجلس العسكري عندما جاء جاء في ظروف محتقنة وأجواء متوترة وكان بالإمكان أن يفعل أكثر مما فعل من الإصلاحات ولكن عموماً التعهدات التي أعلنها عند بداية عمله أنجزها إلى حد كبير إلى الآن ونجاحه فيها كانت نجاحات متميزة ومع ذلك الناس لا يرضون إلا بأحسن من الواقع ويتوقعون إذا أكمل المجلس العسكري بقية تعهداته وأنهى مشوار الديمقراطية الذي بدأه فسيكون هذا إنجازا كبيرا للمجلس إذا لم يتراجع عن تعهداته ولم يخل بالتزاماته.

علي الظفيري: لماذا الإسلاميون إذاً في خانة المعارضة إذا كانت كل هذه يعني إنجازات تحسب للمجلس العسكري والبلاد اليوم تعيش حالة انفراج كبير؟

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة للإسلاميين هم ليسوا في معارضة لحاكم ولا لمجلس إنما هي معارضة لبعض السياسات والأمور التي فيها مخاطر على البلد فهم يعارضون السياسات ولا يعارضون الأشخاص.

علي الظفيري: اليوم هناك حديث عن تمديد مدة بقاء المجلس العسكري عاما آخر إذا لم تصل الأمور ربما إلى مخرج واضح في الانتخابات الرئاسية القادمة، تقبلون بهذا الأمر تعتقدون أنه يساهم في حل المشكلة الموريتانية بشكل عام؟

محمد الحسن ولد الددو: لا أظن أن هذا سيُقبل من أي طرف في البلد ولا المجلس العسكري أيضا سيرضى لنفسه بهذا لأن فيه إخلالا بالتزاماته وتعهداته وأيضا فكل الأطراف السياسية متفقة على عدم التمديد.. تمديد المدة الانتقالية ولا له أي دواعي سياسية فالبلد الآن آمن والانتخابات الماضية جرت في ظروف حسنة وإن كان حصل بعض الخروقات فكانت خفيفة لا تساوي شيء فلم يدعي أحد تزويرا سافرا في الانتخابات ولا تدخلا مباشرا من السلطات العمومية فلذلك ليس للتمديد أي دواعي لا سياسية ولا اجتماعية ولا وضع البلد يسمح بها أيضاً، فلذلك المتوقع إن شاء الله أن تنتهي المدة الانتقالية بيوم الحادي عشر من مارس القادم إن شاء الله.

علي الظفيري: يعني تقول لم يكن هناك تدخل مباشر من قِبل السلطة اليوم المجلس العسكري، مرّت ثلاثة انتخابات الجمعية الوطنية الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس الشيوخ ربما كما ذكرت لم يكن هناك تدخل مباشر أو عملية تزوير واسعة ولكن البعض يحكي عن تأثيرات للمجلس العسكري للسلطة اليوم في توجيه الناخبين بشكل أو بآخر.

محمد الحسن ولد الددو: هذا لا ننكره، يمكن أن يقع هذا وإذا حصل بعضه فسنكون له بالمرصاد ونحن أول المنكرين له، إذا ثبت لدينا أي شيء منه فنحن أول المعارضين له والمنكرين له.

علي الظفيري: ألاحظ درجة اطمئنان عالية لديكم شيخ محمد وهذا يعكس وجهة ربما شريحة كبيرة من الإسلاميين في موريتانيا تجاه الحكم القائم اليوم، ما الذي يطمئنكم بهذه الدرجة الكبيرة خاصة في ظل تجارب سابقة كثيرة لم تأتي بشيء جيد ربما لموريتانيا؟

محمد الحسن ولد الددو: السبب متنوع فمنه أن الطبقة السياسية في البلد الآن أصبحت واعية أكثر من ذي قبل وأن الناخب عموما أصبح يشعر بهذا الوعي المنتشر ثم قد أقيمت في البلد أيام تفكيرية شارك فيها مختلف الحساسيات واتفقت على رأي موحد ووافق عليه المجلس العسكري وأيضا فالأجواء الدولية تساعد على هذا فالممولون والمانحون والشركاء كلهم يدعمون البلد على أساس التعهدات التي قام بها المجلس العسكري وإذا لم يفي بها فسيكون هذا خطرا كبيرا على البلد لا يرضاه المجلس العسكري ولا ترضاه الطبقة السياسية.

علي الظفيري: ما الموقف بالنسبة للإسلاميين من الممولين والمانحين وهذه اليد الخارجية التي تؤثر بشكل كبير في مجريات الحياة السياسية بشكل عام في موريتانيا؟

محمد الحسن ولد الددو: نحن مثل غيرنا نتعامل مع الواقع الذي نحن فيه فلنا فيه مصالح وعلينا فيه مخاطر فنحاول تكثير المصالح وتقليص المخاطر ما استطعنا فالممولون شركاء ولهم مصالح لدينا ولدينا مصالح معهم فنسعى للحصول على مصالحنا مع تجنب ما استطعنا من مخاطر.

علي الظفيري: يعني هناك اتهام شيخ محمد وأسمح لي أن أوجهه لك، يعني اتهام عام للإسلاميين بشكل عام أنهم يقيمون أي تجربة، تجربة الأنظمة بشكل عام من زاوية ضيقة جدا وهي علاقة النظام بهم كإسلاميين وبالتالي إن تعامل معهم بحسن نية ببعض الانفتاح ربما كان الحكم إيجابي وكما نسمع الآن وهذا ربما واضح المجلس العسكري هو من أفرج عنك وعن معتقلين إسلاميين ورفعتم بعدها شعار عفا الله عما سلف كله، يعني ألا يدخلكم هذا في النطاق التبريري في النطاق السلبي؟

محمد الحسن ولد الددو: ما أظن أننا نتهم بقضية تبرير، ليس هذا لنا بخلق في أي مرحلة من المراحل لا في الماضي ولا في الحال ولن يكون في المستقبل وبالنسبة للتسامح سمة من سمات هذا الدين وهو مفروض على كل مَن يتحلى بسماته وهو موقف شرعي فالتسامح مع الماضي ومع المستقبل ومع الحال هو الإيجابية بالمشاركة بفعالية لإصلاح هذا هو دأب الإسلاميين في كل المراحل.

علي الظفيري: يعني ليس العيب في التسامح بقدر ما إذا كان يراد لمشروع جديد ديمقراطي حقيقي إصلاحي في البلد لابد أن يتم التوقف كثيرا عند الأخطاء وبالتالي عدم السماح لأي نظام جديد لأي شريحة سياسية جديدة بارتكاب تلك الأخطاء التي ارتكبت بالسابق وأودت بالبلد لما وصل إليه.

محمد الحسن ولد الددو: بلى لكن هذه الأخطاء متفاوتة دراستها متفاوتة والذي يأخذ بالنفس الطويل ويريد إصلاحات لابد أن يغض الطرف عن بعض الأشياء القليلة في مقابل إصلاحات أكبر منها وهذه هي القاعدة الشرعية في التوازن بين المصالح والمفاسد فقلما تتمحض المصالح وقلما تتمحض المفاسد ومن هنا فالنظر يكون بعينين لا نهمل ما يقع من المفاسد ولا نهمل ما يقع من المصالح بل ننظر بنظرة عادلة تقر بالمصالح وتدرأ المفاسد.

علي الظفيري: واقعية؟

محمد الحسن ولد الددو: واقعية نعم.

علي الظفيري: الإسلاميون اليوم ما هو حجم تأثيرهم في المشهد السياسي الموريتاني في ظل المرحلة الجديدة منذ عام ونصف وحتى اليوم ما هو الحجم الحقيقي للإسلاميين؟

محمد الحسن ولد الددو: أنا بالنسبة لي طرف ما أستطيع أن أقيّم يمكن.

علي الظفيري: أعطنا رأيك ونحن يعني نترك التقرير للمشاهد.

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة للإسلاميين لا يريدون الآن أن يكونوا طرف مقصى أو طرف مستوعب لكل الساحة فلذلك يرضون بأقل من طاقتهم ويرضون بأقل من حجهم الطبيعي ومن هنا فقد شاركوا في الانتخابات والانتخابات يمكن أن يقيّم على أساسها ناس أحرزوا في اللائحة الوطنية وهي التي تمثل عدد الناخبين الدرجة الثالثة من بين القوى السياسية الموجودة في البلد.

علي الظفيري: يعني ضمن تكتل المعارضة، المعارضة حصلت على ما يقارب من 41 مقعد تكتل آخر قريب بشكل أو بآخر يوصف بأنه قريب ربما من الحكم بالإضافة إلى المتذبذبين، يعني حجم الإسلاميين كما ذكرت في المرتبة الثالثة يعني هل هذا الأمر يعكس الحجم الحقيقي للإسلاميين؟

محمد الحسن ولد الددو: لا يعكسه لأنهم لم يريدون أصلا لم يشاركوا في كل الدوائر.

علي الظفيري: لماذا؟

محمد الحسن ولد الددو: لأنهم لا يريدون الاستئثار والاستبداد وأيضا فهم حركة أو قوة ناشئة، قوة سياسية ناشئة وبالتالي المشوار يقتضي منهم طول نفس وعدم التعجل والتأني في المشاركة فيرضون بمشاركة محدودة في البداية ثم بعد ذلك تكون مشاركة أكبر.

علي الظفيري: متى يستطيعون العمل بحرية كاملة في العلن يكون لديهم حزب سياسي واضح وصريح وعلني؟

محمد الحسن ولد الددو: هذا أول ما أي نظام منتخب يقوم في البلد سيفتح لهم المجال لإقامته لأن هذا حق قانوني دستوري لهم ومن الأخطاء التي وقع فيها المجلس العسكري لأنه لم يعطيهم حقهم الطبيعي الدستوري في إقامة حزب.

علي الظفيري: يعني ألا يُعتبر هذا خطأ كبير بالنسبة للمجلس العسكري؟

محمد الحسن ولد الددو: خطأ كبير وهم استنكروه ووقفت معهم القوى السياسية كلها في البلد.

علي الظفيري: يعني لماذا عادة يكون هناك تخوف كبير من الإسلاميين والتخوف مبرر في بعض الأحيان؟

محمد الحسن ولد الددو: والله ما أدري لأن التخوف إنما ينشأ عن التجربة أو عن أفعال قاموا بها والإسلاميون في موريتانيا جُربوا فترات طويلة وضيقوا ولم تصل لهم أية مخوفات بل كانوا وديعين هادئين في كل المراحل.

علي الظفيري: وداعة الإسلاميين في موريتانيا يعني جعلتهم يتعايشون بشكل كبير مع اليسار مع كافة المكونات السياسية الأخرى بخلاف ربما أماكن أخرى في العالم العربي والإسلامي هذه ميزة ربما للإسلاميين في موريتانيا.

محمد الحسن ولد الددو: صحيح هذا واقع.

علي الظفيري: تتحالفون مع التيارات الأخرى باختلاف..

محمد الحسن ولد الددو [مقاطعاً]: نعم أي تيار نطن أنه يخدم البلد أو نرى أنه يخدم البلد أو يتفق معنا في بعض الأهداف نحن ما عندنا مانع في التعاون معه وفي الوصول إلى تلك الأهداف المشتركة.

علي الظفيري: التجارب الانتخابية الثلاث شيخ محمد الجمعية الوطنية الانتخابات البلدية وأخيرا مجلس الشيوخ، نظرتكم لها يعني هل أفرزت تعبير حقيقي عن المجتمع عن التركيبة الحقيقية في المجتمع الموريتاني؟

محمد الحسن ولد الددو: الواقع إن تهيئة الانتخابات أدت إلى تفتيت كبير لكثير من الحساسيات والمجموعات أو الأحزاب فخسر بعض الأحزاب كثيرا مما كان يتوقع أن يصل إليه وعملت اللوبيات وعملت الرشاوى عملها في شراء الذمم وهذا من المتوقع أن يقع فلذلك نحن لا نستغربه لأن البلد آت إلى الديمقراطية من بعيد جدا والتجربة الديمقراطية ما زالت حديثة فيمكن أن يقع فيها مثل هذه التجاوزات ولكن في المستقبل إن شاء الله سيُتغلب على كثير من العقبات.

علي الظفيري: أنتم جزء من المعارضة في موريتانيا تكتل المعارضة في موريتانيا ما المشروع الذي تطرحونه المشروع البديل للبلد الآن؟

"
تكتل المعارضة لا يسمى معارضة لأن له برنامجا حكوميا يغطي مختلف الجوانب الإصلاحية في البلد منها ترسيخ الديمقراطية وتوسيع نطاق الحريات والحفاظ على وحدة البلد والتعامل بإيجابية مع الشركاء في المجال الاقتصادي
"

محمد حسن ولد الددو: بالنسبة للمشروع إلى الآن التكتل لا يسمى معارضة لأنه لا يعارض النظام الحالي وإن كان من قبل كان يصنف بالمعارضة في عهد النظام السابق وهذا التكتل له برنامج حكومي معد يقتضي إصلاحات كبيرة في البلد منها ترسيخ الديمقراطية ومنها توسيع الحريات.. توسيع نطاق الحريات ومنها كذلك الحفاظ على وحدة البلد واستقلاله واستقراره ومنها كذلك الحفاظ على المكتسبات التي حصلت إلى الآن ومنها كذلك التعامل بإيجابية مع الشركاء في المجال الاقتصادي وهكذا سياسات مرسومة قائمة وهي مشروع يغطي مختلف الجوانب الإصلاحية في البلد.

علي الظفيري: نعم شيخ محمد هناك جملة قضايا حقيقة في الشأن الموريتاني وكذلك في الشأن العربي والإسلامي سنتناولها معك لكن بعد وقفة قصيرة مشاهدينا الكرام، فاصل قصير ثم نعود لمواصلة هذا الحوار في برنامج لقاء اليوم مع الشيخ محمد الحسن ولد الددو.

[فاصل إعلاني]

موقف الإسلاميين من الانتخابات الرئاسية

علي الظفيري: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من لقاء اليوم ضيفنا اليوم شيخ محمد الحسن ولد الددو العلامة الموريتاني وكذلك رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، مرحبا بك مجددا شيخ محمد الانتخابات الرئاسية الموريتانية على الأبواب في شهر مارس القادم ما موقف الإسلاميين من هذه الانتخابات؟

محمد الحسن ولد الددو: بسم الله الرحمن الرحيم الإسلاميون سيدعمون مَن يرون أنه يحقق مصلحة البلد في المرحلة الحالية وإلى الآن لم ينكشف موقفهم بعد ولم يعلنوا وعدد المترشحين كبير فقد وصل إلى 21 وبقي احتمال تراجع بعض المرشحين.

علي الظفيري: لكن هناك مرشحون رئيسيون في هذه الانتخابات أحمد ولد..

محمد الحسن ولد الددو: هو يزعم أنه مرشح أساسي.

علي الظفيري: يقال الإسلاميين صالح ولد حننا يعني تم تداول هذا.

محمد حسن ولد الددو: لم يعلنوا هذا.

علي الظفيري: لماذا لم يعلنوا يعني الانتخابات لم يتبقى لها فترة طويلة تعيشون حالة تردد مثلاً؟

محمد حسن ولد الددو: لا ليست حالة تردد إنما هي حالة التحقق والاطمئنان إلى الحالة وإلى الواقع والآن المجال مفتوح للطعن في الترشحات حتى يستقر المجلس الدستوري ويعرف مَن هو أهل للترشيح.

علي الظفيري: لكن الشخصيات معروفة شيخ محمد الشخصيات الموجودة معروفة ويقال أو يفهم هكذا أن الإسلاميين يعني الآن في حالة تردد هما يعني لجس النبض ربما ولمعرفة موقف الحكم القائم الآن، هناك حديث عن ربما فرصة ترشح لولد محمد فال رئيس المجلس العسكري.

محمد حسن ولد الددو: أغلق الترشح.

علي الظفيري: هذه أغلقت تماماً.

محمد حسن ولد الددو: نعم.

علي الظفيري: ولكن موقف المجلس العسكري أو موقف العسكر أو موقف السلطة القائمة اليوم وبالتالي هذا هو سبب حالة التردد لدى الإسلاميين.

محمد حسن ولد الددو: لا ما أظن أن موقف الإسلاميين يتأثر كثيراً بهذه الحالة، موقفهم من الطبيعي ككل قوة ليست مترشحة أن تنتظر وتتريث وتشاور حتى تعرف مَن ستدعمه لأنه ستطلع على برامج جميع المرشحين وكثير من المرشحين إلى الآن لم يعلنوا برامجهم وكثير منهم ترشحوا جديد ما جاء إلا الليلة الأخيرة التي..

علي الظفيري: لكنه لم يهبط من السماء يعني بالنسبة مثلاً لأحمد ولد دداة، صالح ولد حننا، الشيخ سيدي ولد الشيخ عبد الله كلهم يعني كلهم شخصيات معروفة.

محمد حسن ولد الددو: نعم هؤلاء معروفون وبرامجهم معروفة لكن أيضاً لم تتشكل إلى الآن زمرتهم التي من حولهم ولم تتشكل مكاتب الحملة ولم تظهر برامجهم إلى الآن لم تنشر ولم تعلن.

علي الظفيري: لا يفكر الإسلاميون في طرح مرشح رئاسي؟

محمد حسن ولد الددو: انتهت الترشحات وأُغلق باباها.

علي الظفيري: لماذا لم يفكروا أصلاً بهذه المسألة؟

محمد حسن ولد الددو: الإسلاميون كما ذكرت يرضون بالمشاركة ويريدون الوصول إلى مصالح معينة للبلد ليس بالضرورة الذي يصل إليها من الإسلاميين فأي شخص مقبول دستورياً يكون رئيساً للبلد ويحقق هذه المصالح فنحن سندعمه.

علي الظفيري: أشرنا قبل قليل ولكن بشكل سريع إلى الممولين والمانحين وتأثيرهم في الشأن الموريتاني يعني قيل كثيراً وتم الحديث عن لقاءات سفراء أجانب أميركيين فرنسيين ألمان مسؤولين أيضاً بقيادات ورموز إسلامية قناة الوصل يبدو أنها مفتوحة بينكم وبينهم.

محمد حسن ولد الددو: نعم نحن بابنا مفتوح لكل أحد ولا نرد أحداً.

علي الظفيري: لا يمثل ذلك مشكلة يعني عادة تكون تهمة الاتصال بمسؤولين غربيين.

محمد حسن ولد الددو: لا ليست تهمة فالباب مفتوح لكل أحد في البلد للقاء وللتشاور ولإبداء وجهات النظر وليس لدينا حساسية من هذا.

علي الظفيري: ربما حتى يفهم الآخر أيضاً الفكر الإسلامي في موريتانيا وبدون تخوف.

محمد حسن ولد الددو: ومن دعوتهم أن يعرفوا بأنفسهم ويعرفوا بمشروعهم.

علي الظفيري: وطمأنة فيها طمأنه؟

محمد حسن ولد الددو: طبعاً.

علي الظفيري: فيها طمأنه يعني للتخوف الغربي من الإسلام.

محمد حسن ولد الددو: إما طمأنه وإما زيادة تخوف هي المهم يعرف على حقيقتهم أياً كانت هذه الحقيقة سواء كانت تطمئن أو كانت تخيف، المهم هم لا يغيرونه لباسهم ولا يزينونها بما ليس فيهم فهم يريدون إظهار أنفسهم على الحقيقة اطمأن الطرف الآخر لو خاف هذا شيء يعني للطرف الآخر.

علي الظفيري: العلاقة مع إسرائيل قوية جدلية في الداخل الموريتاني، الموقف الإسلامي طبعاً تقليدي ومعروف ولكن يعني حينما يُقبل نظام ما يقر هذه العلاقات هل هو إقرار غير مباشر من قبل الإسلاميين في هذا؟

محمد حسن ولد الددو: لا من قِبل.. لن يدعم الإسلاميون أي شخص في سيقر هذه العلاقات بل الشخص الذي سيدعمه الإسلاميون سيكون مشروعه قطع العلاقات مع إسرائيل.

علي الظفيري: ولكن منطق الواقعية الذي أشرت له قبل قليل وتحدثت به ربما يطلع بعد الإسلاميين..

"
الإسلاميون سيدعمون الشخص الذي سيكون مشروعه قطع العلاقات مع إسرائيل، لأن هذه العلاقات تحد لمشاعر الشعب جميعا ولأن لا مصلحة للبلد في استمرار العلاقة
"

محمد حسن ولد الددو: الواقعية تقتضي قطع العلاقة لأنه ما فيها أي مصلحة للبلد ولا أي فائدة ولكن على العكس من ذلك هي تحدي لمشاعر الشعب جميعاً وأي رئيس يريد أصوات الناخبين فسيسعى لإرضائهم ومن المهم عند الناخبين جميعاً الموقف من العلاقات مع إسرائيل.

علي الظفيري: وإذا كان فيها مصلحة تحققت فيها مصلحة؟

محمد حسن ولد الددو: ما تحققت ولن تتحقق أبداً ما فيها مصلحة، نحن لسنا من دول الجوار وليس لنا مصالح مع إسرائيل ولا علاقة بها وأيضاً العلاقة الآن جُربت لسنوات فلم تجدي ولم تفيد فليس فيها فائدة.

علي الظفيري: شيخ محمد يعني دخول العلماء والأئمة والدعاة والفقهاء في الشأن السياسي بهذه الدرجة أليس إخلال ربما بدور ما بمكانة ما بحيادية ما لهذه الشريحة المهمة والتي تؤثر في حياة المجتمعات بشكل كبير؟

محمد حسن ولد الددو: أنا دائماً أقول إنني أستغرب هذا لأنه لا أظن أن تخصصنا.. أن دراسة أي تخصص تقتضي منع الإنسان من حقوقه المدنية والسياسية فالإنسان يدرس أي تخصص يدرس الطب يدرس هندسة يدرس شريعة وإذا درس أي تخصص فلن يمنعه شيئاً من حقوقه ولذلك مثلاً أنا مواطن موريتاني درست الشريعة وأخي مواطن موريتاني درس القانون لماذا يُمنع عليّ أنا بعض الحقوق وتمنح لغيري؟

علي الظفيري: لكنك تمتلك المنبر تمتلك أدوات مهمة للفتوى.

محمد حسن ولد الددو: المنبر ليس مملوكاً هذه ليست مملوكة، هذه كثير من الناس يتوقع أنها مملوكة وأنها بيد الإنسان هذا غلط بالنسبة للفتوى في الشريعة أمر ضيق جداً وصاحبه مبيِّن فقط وكاشف لعلم موجود وليس منتجاً.

علي الظفيري: لكنها توظف سياسياً في كثير من الأحيان.

محمد حسن ولد الددو: لا ما توظف سياسياً.

علي الظفيري: في الانتخابات وغير ذلك.

محمد حسن ولد الددو: ما توظف سياسياً في الانتخابات ولا غيره أبداً هي الأمانة وليس المسؤول عنها ويسأل فقط عن بيان أمر موجود أقره الشرع ليس للإنسان فيها أي إنشاء ولا أي إيقاع جديد.

علي الظفيري: نخرج من الشأن الموريتاني الداخلي إلى أفق عربي إسلامي..

محمد حسن ولد الددو [مقاطعاً]: لكن زيادة في هذا الموضوع.

علي الظفيري: تفضل.

محمد حسن ولد الددو: الناس يتناسون أن الأنبياء هم الساسة وهم قادة الأمم جميعاً ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو قائد هذه الأمة في الشأن السياسي والعلماء هم ورثة الأنبياء وينسون أن الخلفاء الراشدين هم أعلم هذه الأمة.

علي الظفيري: وبالتالي مارسوا الدورين.

محمد الحسن ولد الددو: أيضاً في الفقه كله في جميع المذاهب يشترط للخليفة أن يكون مجتهدا في الدين وإلا فأمثلة مقلدين إن لم يوجد مجتهد.

الحركات الإسلامية في العالم العربي

علي الظفيري: فقط لضيق الوقت أريد أن أنتقل من محور إلى محور، الآن الإسلاميون في العالم العربي هم الحركات الأكثر تأثيراً كيف ترى أنت موقف الإسلاميين هل تراهم هم البديل لما هو قائم من أنظمة حكم هم المشروع القادم؟

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة للإسلاميين ليس مبرر قيامهم طلب الحكم ولا الوصول إليه ولا يريدونه، مطلوبهم هو إصلاحات معينة إذا أصلحها أي نظام فهو على الرأس والعين وإذا لم يقم بهذه الإصلاحات أي نظام فلن يجدهم.

علي الظفيري: لكنها أحزاب تدخل الانتخابات وتحصل على أغلبية وتريد تشكيل حكومة، حماس في فلسطين الإخوان المسلمين في مصر العدالة والتنمية في المغرب يعني مشاريع كثيرة.

محمد الحسن ولد الددو: ولكن لا تراه يعلفوا ذلك من أجل الحكم أبدا إنما يفعلونه لقصد مشروع في إصلاح معين فهم لا ينظرون إلى الحكم بنظرة الأحزاب الأخرى التي تحرص عليه ولذلك لا يفاوضون على قضية وزارات أو قضية مصالح.

علي الظفيري: الولايات المتحدة الأميركية كانت تهدد الأنظمة بالإسلاميين اليوم بدأت تتحدث عن أنظمة معتدلة يبدو أنها استشعرت خطر الإسلاميين وخطر قدومهم للحكم هل تعتقد ذلك أنت؟

محمد الحسن ولد الددو: لا إلي الآن موقف الأميركان من الإسلاميين غير واضح تشمله الضبابية فهم الآن يفاوضون الشريف أحمد وصاحب المحاكم في الصومال ويرون أنه شخص معتدل وأيضا في تركيا الآن تحكمها حكومة إسلامية وهم يجعلونها من حلفهم نعم.

علي الظفيري: هم يصنفون معتدلين وغير معتدلين متطرفين.

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة للإسلاميين الذين يصنفهم الأميركان بالطرف عادة هم الذين لديهم مواقف معينة من أميركا بسبب مواقف الأميركان ضدهم أو إثارة الأميركان لهم وهؤلاء ليس لهم الآن مشاركة في الحكم ولا لهم أحزاب ولا لهم مشاركة ديمقراطية.

علي الظفيري: علماء المغرب وفقهائه كيف ينظرون لهذا الاحتقان الطائفي الذي يشهده المشرق العربي اليوم الاحتقان السُني الشيعي يتجلى في العراق في لبنان وفي وبين إيران والدول العربية على الضفة الأخرى من الخليج؟

محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة لي هذه الأمة جسد واحد إذا اشتكى من عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر، فلا نشعر بالفرق بين المشرق والمغرب في هذا المجال والسُنة حكموا هذه البلدان لفترات طويلة جدا ولم يتأثر بهم الشيعة ولم يتأذوا بهم، العراق حكمه السُنة لمدد طويلة جدا وقرون كثيرة ولم يضايقوا الشيعة.

علي الظفيري: هم يرون غير ذلك يا شيخ.

محمد الحسن ولد الددو: لا ما يستطيعون لا يستطيعون إنكاره، نحن لا يعد علينا أخطاء حزب البعث لا يعد على أهل السُنة كمنطلق ديني لكن ننظر منذ قتل الحسين بن علي رضى الله عنهما في كربلاء إلى الآن هذا بداية قيام الشيعة وتعصبهم، من ذلك الوقت إلى الآن هل تعرف مضايقة للشيعة أو حربا ضدهم أو إبادة لهم أو مصادرة لأملاكهم أو تأثيرا عليهم؟ لم يحصل هذا في أي بلد من البلدان الإسلامية وهم مواطنون في كثير من البلدان، في السعودية وفي غيرها هم مواطنون لهم حقوق المواطنة الكامل في الخليج في قطر في غيرها هم مواطنون لهم كامل حقوق المواطنة.

علي الظفيري: هذه يتم التحفظ عليها يعني أن لديهم حقوق المواطنة كاملة هم يرون غير ذلك كثير من التفاصيل.

محمد الحسن ولد الددو: لا حقوق المواطنة في التملك في التعبير عن الرأي في الدراسة في المشاركة.

علي الظفيري: في المشاركة في الحكم.

محمد الحسن ولد الددو: في كل شيء كل ما ضمن للمواطنين مما سواهم من أهل السُنة فهو مضمون لهم في هذه البلدان كي ما تشعر.

علي الظفيري: طيب هل تعتقد أنه خطأ من طرف ما؟

محمد الحسن ولد الددو: أي نعم إلى الآن..

علي الظفيري: خطأ شيعي مثلا خطأ من قيادات شيعية مرجعيات شيعية؟

محمد الحسن ولد الددو: نعم فيه الأخطاء حصلت من مرجعيات شيعية ونحن نريد أن يرجعوا إلى صوابهم وأن يكفوا أيديهم وأن يعلموا أن مصلحة هذه الأمة أكبر من مصالحهم الشخصية.

علي الظفيري: والتطرف السني والقاعدة وقتل الأشخاص المصلين.

محمد الحسن ولد الددو: هذا لا ننكر وجوده هذا لكنه حالات موجودة في الطرفين وهي منبوذة لدى الجميع فقتل المصلين وتدمير المساجد وغير ذلك هذه منكرة من الجميع ما أحد يقرها.

علي الظفيري: جدلية طويلة لا تنتهي شيخ محمد هذه ولكن في دقيقة أسألك الآن كيف ترى مستقبل المنطقة العربية من ناحية مشاريع الإصلاح التي تم الحديث عنها طوال الفترة الماضية الدمقرطة انفتاح حقيقي المنطقة تشهد أزمات كثيرة اليوم في كل مكان أزمة يعني؟

محمد الحسن ولد الددو: أنا آمل أن هذه الأزمات ستفرز نوعا جديدا من التعايش يرقى بالشعوب إلى الوعي ويرقى بالحكام كذلك إلى مستوى الاستجابة مع الشعوب فسنشهد تحولا كبيرا في البلدان العربية إلى الديمقراطية الحقة وإلى حريات مضمونة للجميع وإلى مشاركة للجميع وإلى ذهاب التطرف من الطائفتين من الجميع، التطرف وسبب التطرف كذلك سيذهب وحين إذاً سنشهد في مجال الحكم ما شهدته أوروبا والبلدان الأخرى بعد شمول الوعي.

علي الظفيري: لكن هل تعتقد أن المنطقة بشكل عام فقدت زمام المبادرة تجاه أي شيء الأزمات يعني تزيد كنا نتحدث عن فلسطين اليوم نتحدث عن فلسطين والعراق والسودان ولبنان وغيرها يعني؟

محمد الحسن ولد الددو: هذه الأزمات ليست شرا بل يترتب عليها خير كثير وهي فيها وعي وفيها كانت أزمات أخرى مغطاة فكانت الأنظمة القائمة مشاكل هي نفسها كانت مشكلة، نحن لا نقول مشكلات موازية للمشكلات الحالية لكن عموما كانت فيها مشكلات كبيرة فلذلك نرى أن هذا الشر ليس شرا محضا وإنما يأتي بعده الخير وهذا لطف الله سبحانه وتعالى بهذه الأمة والوعي الذي انتشر الآن في صفوف الشعوب سيكون له الأثر البالغ إن شاء الله تعالى في تغيير هذه الحال.

علي الظفيري: شكراً لك شيخ محمد.

محمد الحسن ولد الددو: ولكم بارك الله.

على الظفيري: مشاهدينا الكرام باسمكم أتوجه بالشكر الجزيل لضيفي الكريم العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا ضيف هذه الحلقة من برنامج لقاء اليوم والشكر موصول لكم أنتم على طيب متابعتكم نلقاكم إن شاء الله في حلقات قادمة دمتم بخير وسلام ورحمه الله وبركاته.