
رايان كروكر.. المشروع الأميركي في العراق
– أثر السياسة الأميركية على الأوضاع في العراق
– مستقبل الوجود الأميركي في العراق
حسين عبد الغني: أهلا بكم مشاهدينا لقاؤنا اليوم مع السيد رايان كروكر سفير الولايات المتحدة في العراق الذي هو في القاهرة الآن لإجراء مباحثات سياسية أجرى خلالها محادثات مع الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية ومع السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية والسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري تتعلق بواقع ومستقبل العلاقة.
أثر السياسة الأميركية
على الأوضاع في العراق
حسين عبد الغني: أهلا بك سعادة السفير في هذا اللقاء تحدثتم مرارا على أن الوضع يتحسن في العراق تحسنا جوهريا لكن يبدو أن انعزالكم في المنطقة الخضراء أنتم والمسؤولين العراقيين يمنعكم من رؤية المشهد العراقي الحقيقي هذا المشهد كما تصفه مصادر أميركية مستقلة هو كالتالي بعد خمس سنوات من الوجود الأميركي في العراق ثلث العراقيين هم من اللاجئين سواء داخل أو خارج العراق، هناك على الأقل نصف مليون مدني عراقي قتلوا أليس ذلك صحيحا؟
رايان كروكر – سفير الولايات المتحدة الأميركية في العراق: شكرا جزيلا لاستضافتي سيد عبد الغني يسعدني أن أكون معكم اليوم لا أعتقد أن هناك أي شك أن الظروف في العراق قد تحسنت وبشكل كبير خلال الأشهر الماضية نستطيع أن نبدأ بالكلام عن الأنبار في الغرب حيث شاهدنا أن العشائر قد نهضت ضد القاعدة والآن الرمادي الفلوجة أصبحتا من أكثر مدن العراق أمنا إذ ليس هناك أي حوادث أمنية فيها وهذا التحسن انتقل من الأنبار إلى الشرق وصولا إلى بغداد حيث أيضا شاهدنا انخفاض كبير في أعمال العنف ثم بعقوبة جنوب بغداد هناك تحسن عام جيد فيها في الجانب الأمني وأن الناس هناك.. وإننا ننتقل من السفارة ولدينا فرق إعادة البناء بالتشارك مع موظفي وزارة الخارجية الأميركية وقوات التحالف جميعهم موجودون والأهم من ذلك أن العراقيين أنفسهم يقولون الأمن أفضل الآن.
حسين عبد الغني: إذا تحدثنا عن خمس سنوات من الاحتلال أليس صحيحا أنكم استلمتم بلدا موحدا فتحول على يديكم إلى بلد منقسم طائفيا في شبه حرب أهلية خاصة بعد قانون المحاصصة الطائفية الذي أصر السفير بريمر على إصداره؟
" العراقيون -سنة أو شيعة أو أكرادا- يأملون وحدة العراق، والعراق بعد تحريره أسس نفسه كجمهورية فدرالية، ولكن طبيعة هذه الفدرالية ما زالت أمرا يعمل عليه العراقيون " |
رايان كروكر: مرة أخرى إن العراق هو كما كان بلدا موحدا إن العراقيين كونهم سنة أو شيعة أو أكراد رغم ذلك يأملون بوحدة العراق وأن النقاشات في العراق هي كيف هذه تكون العلاقة بين الوسط المركز بغداد والمحافظات أو الأقاليم وهذا موضوع خاضع للنقاشات بين الحكومة ومع الجمهور وفي مجلس النواب، أن العراق بعد تحريره قد وضع نفسه أسس نفسه كجمهورية فدرالية ولكن طبيعة هذه الفدرالية ما زالت أمرا يعمل عليه العراقيون ولكني أقول لك إنه ناجح فعلى سبيل المثال كما تعلمون في العراق جميع الموارد المالية تتدفق إلى بغداد إلى المركز من صادرات النفط..
حسين عبد الغني: طيب إحنا نتكلم عن ثلاثين بليون دولار.
رايان كروكر: نعم نتحدث عن مبالغ كبيرة جدا أن ما تفعله الحكومة المركزية هو توزيع هذه الموارد إلى المحافظات وأنها تفعل ذلك بطريقة عادلة ومتساوية وعندما هناك طلبات لمزيد من التمويل كما هو الحال في محافظة الأنبار فإن الحكومة المركزية قدمت سبعين مليون دولار إضافية لا أعتقد هناك أي شك بأن العراق تسير إلى الأمام كبلد موحد ضمن حدوده المعترف بها دوليا وأن المناقشات الصحية تجري حاليا حول طبيعة العلاقات بالضبط بين العاصمة والمحافظات.
حسين عبد الغني: لا أحد يصدق سعادة السفير أيضا ما كنتم تقولون على إنه هناك تحسن في الأداء السياسي لحكومة المالكي لأن كل المؤشرات تقول إن هذه حكومة لا تثق بها معظم القوى السياسية والطائفية في العراق حكومة ينسحب منها معظم أعضائها انسحبت جبهة التوافق الوطني وانسحبت مجموعة الوفاق الوطني وأيضا من قبلها التيار الصدري هل هذه حكومة قادرة على أن تحقق استقرارا في العراق؟ المشرعون في الكونغرس الأميركية يتحدثون عن أن هذه حكومة غير راغبة وغير قادرة في التخلص من الطائفية أو من الميليشيات الطائفية؟
رايان كروكر: ليس هناك أي شك بأن حكومة رئيس الوزراء المالكي تواجه عدد من التحديات فما زالت هناك قضايا أمنية رئيسية وهناك قضايا تتعلق بالتطور والتنمية الاقتصادية وهناك حاجة للخدمات وهناك تحديات أيضا لقوة الحكومة والثقة بها ذلك كما شاهدنا في البصرة في الأسبوع الماضي ولكن قبل ذلك أعتقد أن الحكومة تحقق تقدم قد يكون تقدما محدودا وغير متساوي ولكن الحكومة فعلا تحركت لتستفيد من التحسن الأمني فعلى سبيل المثال بمد أيديها والوصول إلى المحافظات والأفراد المسؤولين عن هذه التحسنات وأن رئيس الوزراء المالكي زار الأنبار وأرسل سفرائه عفوا وزرائه إلى الأنبار وقد دعم عملية جهود المصالحة بين الشيعة والسنة وهو يستلم ويستقبل بشكل منتظم زوار من بعض المناطق العشائرية في بغداد ولذلك أعتقد أنه يقوم بجهد كبير وجيد لمحاولة ليس مجرد الاستمرار في تحسين الوضع الأمني بل البناء على هذا التحسن وذلك عن طريق عملية المصالحة السياسية فعلى سبيل المثال هناك خمسة وعشرون ألف شاب في محافظة الأنبار اليوم يرتدون البزة العسكرية للشرطة العراقية ويستلمون مرتباتهم من وزارة الداخلية وهذا أمر لم يكن يحصل قبل أربع أشهر إذاً الحكومة هي التي مدت يديها وجعلت هذا الأمر ممكن إذاً مرة أخرى أقول علينا أن لا نقلل من شأن لتحديات فهي صعوبات كبيرة.
حسين عبد الغني: بهذا التقييم سيادة السفير أنتم تتحدون تقييما موضوعيا أعد من مكتب المحاسبة الأميركي نفسه وأكد أن خمسة عشر من المهام الرئيسية التي كان على الحكومة أن تؤديها من أصل ثمانية عشر قد فشلت في تحقيقها وأنه كما قال أحد أعضاء الكونغرس البارزين هم أضاعوا الفرصة أو الوقت الذي منحناهم إياه سواء كان الرئيس بوش أو وزيرة الخارجية أو الكونغرس أضاعوه هباءً والوضع يزداد سواءً ولا يتحسن؟
رايان كروكر: بالتأكيد إننا هنا نتحدث عن أهداف أو مؤشرات محددة واتفقنا قبل فترة من الزمن مع الحكومة العراقية على أن الحكومة تحاول تحقيقها والوصول إليها وهذا جزء من مبادرات مهمة ولكني ألاحظ بأن وحدة القياس لمكتب المحاسبة يختلف بالنسبة لتقرير الإدارة فتقرير مكتب المحاسبة يقول أو يقيم إذا ما كانت هذه الأهداف والمهام قد تحققت برمتها بينما أن تقرير الإدارة يقيس إذا ما كان هناك تقدم ملموس، إن هذه الأهداف أو المهام صعبة التحقيق للغاية في الوقت الحالي مما لا شك فيه وعلينا أن تتخذ خطوة إلى الوراء نحن كأميركان وأعتقد أيضا سكان المنطقة يجب أن يفعلوا الشيء ذاته، في التطورات في موضوع مثلا حقوق الولايات في الولايات المتحدة وذلك يشبه مناقشات العراق حول صلاحيات المحافظات تلك المناقشات تطلبت حوالي تسعين سنة من العمل والمناقشات وأدت إلى حرب أهلية في الولايات المتحدة وأيضا هذه قضايا صعبة ومعقدة وعلينا أن نواصل التعاون مع العراقيين لتحقيق هذه المهام والأهداف وحاليا على سبيل المثال هناك تشريعين أو قانونين أمام البرلمان إصلاح قانون اجتثاث البعث وهو مهم جدا للمصالحة الوطنية ومسألة صلاحيات وسلطات المحافظات إذاً العملية جارية وقيد الدراسة وحتى في بلادنا العلاقة بين الإدارة والكونغرس تكون عادة تشريع غير سائد..
حسين عبد الغني: بما أنكم ذكرتم هذه القوانين يعني هذه القوانين هي أكثر الأشياء التي تدل على إنه بعد خمس سنوات من الاحتلال أو الوجود الأميركي ما نواجهه في العراق هو نخبة سياسية منقسمة على نفسها فشلت بعد هذه السنوات الخمس تقريبا في أن توافق على ثلاثة قوانين رئيسية قانون النفط والغاز، القانون المتعلق بالشكل النهائي للفدرالية في هذا البلد وأيضا مسألة كركوك الغنية بالنفط في الشمال ما تتحدث عنه هو توافق كل طرف يفسره كما يشاء ولكن ليس هناك اتفاق صلب على الأرض يقول إن النخبة السياسية العراقية توافقت عليه؟
رايان كروكر: في الحقيقة هذه تشريعات وقوانين مهمة جدا كما أنها معقدة للغاية وينبغي أن تناقش بشكل دقيق جدا ولابد أن نتوصل إلى حلول وسط وتنازلات حوله ولابد للعراقيين أن يحصلوا على هذه القوانين بشكل صحيح وليس سريع وفي الوقت نفسه أيضا يجب أن نثني عليهم للقوانين التي وافقوا عليها فالبرلمان العراقي قد وافق وأصدر عدد من المبادرات بعضها في غاية الأهمية فعلى سبيل المثال في الشهر الماضي أصدروا قانون للتقاعد ضد حقوق التقاعد لعدد كبير من الموظفين السابقين للحكومة الذي كانوا سابقا غير مشهورين بالتقاعد في حين..
حسين عبد الغني: في الجيش العراقي؟
رايان كروكر: نعم في الجيش العراقي وفي عناصر أخرى من الحكومة وهكذا في وقت قانون إصلاح قانون اجتثاث البعث لم يصدر بعد لحد الآن فمن المهم جدا للشعب هو حق التقاعد هذا الأمر مهم وحصل.
حسين عبد الغني: كل مؤسسات البحث في الولايات المتحدة تبدأ من نقطة تتفق عليها وهي إنه هدف تحقيق الانتصار الأميركي في العراق قد تجاوزته الأحداث وإنه التقييم الذي قدمته حضرتك للكونغرس الأميركي أنت والجنرال بترايوس بخصوص إمكانية تحقيق ذلك هو أمر يستحيل لأنه المتاح الفعلي هو البدء فعلا في قرار للانسحاب المتدرج باتفاق حقيقي مع جيران العراق مثل إيران أو سوريا؟
رايان كروكر: أعتقد أن الموضوع حاليا هو الأهداف العراقية وكيف نحن جميعا نساعد في دعمهم على تحقيقها، إن العراق على ما أعتقد قد تركز الآن كدولة ديمقراطية ليس هناك أي عراقي يشك في ذلك قد يتساءلون ويثيرون مواضيع حول طريقة العمل في نظام سياسي مفتوح ولكن هذا النظام الجديد قد حظي بالدعم لكل العراقيين.
مستقبل الوجود الأميركي في العراق
حسين عبد الغني: سيادة السفير كدبلوماسي وطني تمثل يعني المواطنين قبل أن تمثل إدارة بوش أليس من الأفضل أن تعترفوا بأن المشروع الأميركي فشل في العراق وإنه بدلا من كسب الوقت لحكومة بوش وإنه من الأفضل حماية لما يقرب من أربعة آلاف أميركي قتلوا ثلاثمائة بليون دولار أنفقوا في العراق يقال إنه كل نصف دقيقة تنفقوا نصف مليون دولار في العراق سمعة الولايات المتحدة الأخلاقية التي كانت عند العرب مختلفة عن الاستعمار القديم التي تضررت كثيرا كل هذا أليس من الأفضل كسب هذا الوقت كله وإعلان الحقيقة للأميركيين نحن فشلنا وسنبدأ في انسحاب حقيقي؟
" المشروع الأميركي في العراق أعرّفه بأنه مشروع عراقي، فالعراقيون هم من يبنون دولة ومجتمعا جديدين بمساعدة منا ومساعدة من آخرين " |
رايان كروكر: في الحقيقة أنا أنظر للأمر بطريقة مختلفة تماما أولا أنا لا أعرف هذا على أنه مشروع أميركي بل هو مشروع عراقي فالعراقيون يبنون دولة ومجتمعا جديدين بمساعدة منا ومساعدة من آخرين وأنا لا أرى أنه حصلت.. نعم حصلت إخفاقات وحصلت أخطاء من جانبنا نحن وآخرون..
حسين عبد الغني: الجنرال سانشيزوخ وكان في العراق إن العراق تحول بالنسبة للولايات المتحدة إلى كابوس بلا نهاية أليس هذا اعترافا بالفشل؟
رايان كروكر: إن الجنرال سانشيز لا يحمل أي منصب وليس لديه أي منصب في الجيش الأميركي حاليا وأن للأميركان حق بإبداء آرائهم هذا رأيه هو هذا ليس رأيي..
حسين عبد الغني: طيب الأرض في العراق والواقع في العراق على أي حال؟
رايان كروكر: الواقع والحقيقة هي كما وصفتها أنت وهنا فرصة الآن بسبب وفضل التقدم في الوضع الأمني وبفضل التطورات السياسية التي نشاهدها التي فيها أن السنة والشيعة يتبادلون الحديث بطريقة لم نراها سابقا فنائب الرئيس السني زار النجف ويزور آية الله السيستاني وهذا أمرا مهم وعندما يقول السيد عمار الحكيم من مجلس إسلامي إلى أعلى بالتوجه إلى الرمادي للقاء بشيوخ الأنبار..
حسين عبد الغني: بعيدا عن الفساد الكبير في العراق هناك حديث عن عشرين بليون دولار تم سرقتهم من موارد العراق ونهبهم هناك أكثر من ثمانية من الوزراء العراقيين الذين عملوا تحت قيادتكم استطاعوا الإفلات بما سرقوه من المحاكمة وهذا كلام هناك ألف وأربعمائة قضية فساد على الأقل تم اكتشافها وهذا الكلام رئيس لجنة أو مجموعة النزاهة الموجودة في العراق الرسمية أليست الإدارة الأميركية المتعاقبة التي شهدت نحو خمس سفراء هي مسؤولة عن ذلك الفساد؟ لن أتحدث عن سرقة التراث العراقي والآثار العراقية وغيرها؟
رايان كروكر: إن الفساد مشكلة رئيسية وكبيرة في العراق ولا شك في ذلك حسب رأيي ومع العنف الطائفي الذي بدأ يقل بشكل كبير نجد أن الفساد هو أحد أكبر التهديدات والمخاطر على دولة العراق ومجتمعيه، إن العراقيين وبشكل لا لبس فيه لابد أن يسيطروا على هذا الأمر وأن يطبقوا القانون والقوانين وأن يتخذوا العمل ضد من هو متهم بالفساد.
حسين عبد الغني: سعادة السفير تستخدمون القاعدة الآن للتخويف من أن انسحابا أميركيا سريعا أو تخفيضا جذريا لوجودكم في العراق قد يؤدي إلى عودة القاعدة بكل قواتها في الحقيقة الذي أدخل القاعدة إلى العراق هو الوجود الأميركي هؤلاء كمتشددين بين قوسين أدعو إنهم جاؤوا إلى العراق أو دخلوا إلى العراق لحماية أرض إسلامية من الوجود الغربي الصليبي بين قوسين لأنه ليس هذا كلامنا ولا مصطلحاتنا وبالتالي أنتم الذي أدخلتموها وكما قلت لك في سؤالا سابق جعلتموها تسيطر على محافظات بأكملها في العراق؟
رايان كروكر: مرة أخرى لا قد تناقشت نقاشا شيقا حول ما حصل في عام 2003 ونتائج هذا العمل لقد قلنا بأنه قد حصلت عدد من الأخطاء في العراق وأن بعض هذه الأخطاء هي أخطاء أميركية ولكن السؤال هو نحن الآن في عام 2007 ماذا سنفعل الآن ماذا نريد أن نفعل ما حصل فيما يتعلق بالقاعدة هو أمرا مهم جدا ذلك بأن الشعب العراقي بأنفسهم قد انقلبوا ضد القاعدة وأن السكان السنة في الأنبار قادوا هذا الهجوم على القاعدة وقالوا بكل بساطة لا نريد حبهم ولا نريدهم ولا نؤمن بأيدلوجيتهم ونحتج على عنفهم ونريد أن نتخلص منهم..
حسين عبد الغني: إذاً أنت توافق معي سيادة السفير على أن العراقيين لا يريدون القاعدة؟ هناك حل اسهل يقترحه مراقبون عراقيون وعرب وغربيون وحتى أميركيون أخرجوا من العراق وستخرج القاعدة لأن حجتها ستسقط أو سيخرجها العراقيون بالقوة من العراق؟
" العراقيون يقولون لنا بأنهم يتطلعون إلى اليوم الذي لا تبقى فيه قوات أجنبية ونحن أيضا نتطلع إلى ذلك، ولكن في الوقت نفسه يقولون لنا علينا أن نكون حريصين ومتأكدين جدا من أن الظروف ملائمة للانسحاب " |
رايان كروكر: أعتقد أن ما نريد أن يتحقق هو استمرار ما بدأناه أو ما تحقق فعلا ألا وهو تشجيع العراقيين على أن يقفوا ضد القاعدة وأن نقوم بدعمهم نحن فما حصل في الأنبار مثلا هو أن العشائر وقفت في هذا الموقف ولكنها فعلت ذلك وهي تعلم بأنهم يحظون بدعمنا وقد عملنا بتعاون وثيق ضد هذا العدو أو الخطر المشترك، إن العراقيين يقولون لنا بأنهم يتطلعون إلى اليوم التي لا تبقى فيه قوات أجنبية في العراق ونحن أيضا نتطلع إلى بذلك ولكن في الوقت نفسه يقولون لنا علينا أن نكون حريصين ومتأكدين جدا بأن الظروف ملائمة للانسحاب وإعادة نشر قوات التحالف وذلك لكي لا تستطيع القاعدة وأعداء العراق الآخرون لا يستطيعون أن يجدوا لهم مكانا أو فرصة لمواصلة ما كانوا يفعلونه ألا وهو قتل الأبرياء العراقيين.
حسين عبد الغني: قد يكون ذلك الكلام غير مقنع قليلا سعادة السفير إذا كنتم أنتم تتحدثون عن أنكم ربما تحتاجون إلى عشرين سنة لكي تعيدوا بناء شبكة الكهرباء في العراق فهل يمكن أن نتوقع أن تنسحب القوات الأجنبية أو تحقق المصالحة الوطنية في زمن أقل من هذا؟
رايان كروكر: في الحقيقة هناك عدة قضايا في هذا المجال لقد تطرقت إلى موضوع الكهرباء حاليا اليوم أن مستوى توليد القوى الكهربائية في العراق أعلى بكثير بأكثر من ألف ميجا وات عن ما كان عليه أيام حكم صدام إذاً فالعراقيون قد تجاوزوا فعلا الآن مستويات ما قبل 2003 ما تغير في الوضع هو أن هناك الآن المزيد أعداد كبير من الأجهزة المنزلية التي تتطلب الطاقة الكهربائية أجهزة الكونديشانات والمكيفات والثلاجات وأجهزة أخرى ما كانت تتوفر لهم أيام صدام ومرة أخرى أقل إنه هكذا فإن عملية زيادة تجهيز القوى الكهربائية مستمرة وإن العراق لن يكون راسخا تماما كدولة حديثة ذات رفاهية وآمنة بين ليلة وضحاها ولكن أعتقد التقدم الحاصل مهم وسنواصل في التشاور مع سلطاتنا والسلطات العراقية وسننظر جميعا وندرس الظروف ونقرر بناءً على الظروف القائمة متى وأين نستطيع أن نبدأ بإخراج قواتنا ونحن نستعد لذلك فقد سبحنا عدد كبير من قواتنا سنسحبها عفوا خلال الستة أشهر.. السبعة القادمة وبعد ذلك سوف نقوم بتقييم آخر لنرى ما نفعل..
حسين عبد الغني: أريد أن أسألك عن إيران يبدو أن كل التقديرات بما فيها التصريح الأخير لوزيرة الخارجية الأميركية أن إيران أصبحت عدو للمصالح الأميركية أو للولايات المتحدة أنتم تحدثتم أكثر من مرة على أن التأثير الإيراني في العراق هو تأثير ضار أن هناك أسلحة بما فيها قذائف مضادة للدروع تنقل إلى متطرفين الشيعة وإلى متطرفين السنة لكن لم تقدموا لا أدلى ولا صور توحي بهذا التدفق لكن الذي أدخل إيران إلى العراق كأنها لم تستطع أن تدخله في عهد صدام حسين بأي طريقة هو الأميركيون لأنكم تحالفتم مع القادة الشيعة الموالين لإيران وبتركيزكم على أن الشيعة ظلموا تاريخيا من السنة أعطيتموهم كل الكعكة السياسية وبالتالي النتيجة هو أنكم أنتم الذين أدخلتم إيران كما أدخلتم القاعدة ثم تشتكون الآن من النفوذ الإيراني؟
رايان كروكر: في الحقيقة أن كثير من مجموعة نقاط أحاول أن أجيب عليها أولا ليس هناك أي شك في أذهاننا بأن إيران ضالعة في عدد من النشاطات المخلة بالاستقرار في العراق وقد أثبتنا ذلك وعرضنا الأدلة الصور موجودة الصور عرضت في التليفزيون الأسلحة الإيرانية مثلا التي دخلت العراق مؤخرا..
حسين عبد الغني: لماذا لم تقدموه إلى نظيركم الإيراني عندما اجتمعتم به؟
رايان كروكر: هذا كان أيضا موضوع نقاش مع زميلي الإيراني وعندما التقيت به إذاً مما لا شك فيه أن الإيرانيين يجهزون الأسلحة لقتل العراقيين وأعضاء التحالف وأنهم يقومون بالتدريب وتمويل بعض أكثر الميليشيات عنفا المسماة الخلايا السرية لجيش المهدي أعتقد أن هذا أمرا واضح في الوقت ذاته أود أن أوضح نقطتين أولهما أنه من الخطأ التفكير بأن العراقيين الذين هم من الشيعة هم بنوع ما أو بشكل ما يدعمون إيران وأن الشيعة العراقيين ماتوا بمئات الآلاف وهم يدافعون عن بلادهم ضد إيران وأثناء الحرب العراقية الإيرانية هم عراقيون وعرب وهذه هوية في غاية الأهمية بالنسبة لهم وهذا يضع حدا في رأيي إلى مدى يمكن للنفوذ الإيراني أن يمتد، لقد شاهدنا تراجع ضد أو رد فعل ضد إيران في جنوب العراق عندما قامت عناصر تدعمها إيران بمهاجمة المرقد في كربلاء أثناء الشعبانية وهي أقدس أوقات السنة فإن رد فعل الشعب العراقي لدى الشيعة كان سلبيا جدا ضد جيش المهدي وضد إيران ويجب أن نتذكر أيضا أن العراقيين سواء كانوا شيعة أم سنة هم عرب ومخلصون لبلادهم وأخيرا أود أن أوضح بأنه هناك سفير إيراني في العراق كما ذكرت وليس هناك سفراء عرب..
حسين عبد الغني: ألا يعني هذا أنكم دبلوماسي محترف ولديك خبرة في العالم العربي والإسلامي أنك في قرارة نفسك تعرف أن الفشل هو خاتمة الوجود الأميركي في العراق؟
رايان كروكر: مرة أخرى كنت حريصا ودقيقا في البيان الذي قدمته إلى الكونغرس الأميركي فأنا أدين للشعب الأميركي والكونغرس أن أقدم لهم التقييم النزيه وقد وصفت الأشياء الإيجابية التي شاهدتها ووصفت لهم الأشياء السلبية، أنا لا أتحدث عن نجاح أنا أعتقد أن الاتجاه يسير بشكل جيد ويتحسن للأسباب التي ذكرتها وما أؤمن به وأعتقده هو أن أي انسحاب أميركي أو قوات التحالف من العراق مفاجئ ويكون بطريقة لا تأخذ بنظر الاعتبار الظروف الواقعية على الأرض ذلك الأمر ممكن أن يؤدي إلى الفشل ومرة أخرى ذلك لن يكون فشلا أميركيا فحسب بل سيكون أولا وقبل كل شيء فشلا أميركيا فشلا للعراق وسيكون فشلا خطيرا للمنطقة وهذا مرة أخرى سبب إني أرى أن هذا الوقت هو الوقت الملائم للدول العربية المجاورة للعراق ليدرسوا كيف يدعموا عملية تسير في الاتجاه الصحيح ولو تدريجيا لإحداث فرقا على الأرض لكي لا يكون هناك فشل للعراق وللمنطقة..
حسين عبد الغني: عفوا لكم سعادة السفير تحملون الآخرين سواء العراقيين أو العرب أخطاء السياسة الأميركية في العراق لكن على أي حال أشكر سعادتك على هذا الوقت الثمين وأيضا على سعة صدرك على الأسئلة وعلى وجودك مع الجزيرة أما أنتم مشاهدينا الأعزاء فحتى لقاء آخر هذا حسين عبد الغني يحييكم من القاهرة.
رايان كروكر: شكرا لكم أستاذ حسين.