محمد كريشان - روبرت مردوخ
لقاء اليوم

روبرت ميردوخ.. الموقف من حرب العراق

تستضيف الحلقة رئيس المجموعة العالمية للإعلام روبرت ميردوخ الذي يوصف عموما بإمبراطور الإعلام العالمي لامتلاكه 175 صحيفة ومجلة في قارات العالم المختلفة.

– دور الإعلام الأميركي في حرب العراق
– موقف ميردوخ من إسرائيل والـ(BBC)

– ضريبة الشفافية الإعلامية

undefined

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله أهلا بكم في لقاء اليوم ولقائنا اليوم مع السيد روبرت ميردوخ رئيس مجموعة(News Courp) الإعلامية الضخمة، أهلا وسهلا بك.

روبرت ميردوخ: Thank you.

دور الإعلام الأميركي في حرب العراق

محمد كريشان: السيد ميردوخ يوصف عموما بإمبراطور الإعلام العالمي، البعض يصفه بأنه أقوى رجل في العالم بحكم وصوله إلى أكثر من مائة وعشرة ملايين مشاهد يوميا من خلال قنوات التلفزيون التي تمتلكها المجموعة، خمسة وثلاثين محطة تلفزيونية في الولايات المتحدة تصل إلى 40% من الجمهور الأميركي أشهرها محطة (Fox News) الإخبارية، سيد ميردوخ أيضا يمتلك مائة وخمسة وسبعين صحيفة ومجلة في قارات العالم المختلفة وكذلك المحطات في القارات المختلفة، من أشهر الصحف التي يمتلكها (New York) الأميركية وكذلك صحيفة الـ (Times) البريطانية، سيد ميردوخ هذه المجموعة وهذا العدد من وسائل الإعلام ألا يثقل كاهلكم بمسؤولية خاصة فيما يتعلق بتكييف الرأي العام؟

روبرت ميردوخ – رئيس مجموعة (News Courp) الإعلامية: بالتأكيد إنها مسؤولية كبيرة جدا، إننا نحاول دائما أن نبقى منصفين ومتوازنين فيما نقدمه، نحن ننقل آراء الأطراف جميعا.

محمد كريشان: عندما يملك شخص واحد هذه المجموعة أو معظم الأسهم في هذه المجموعة كيف يمكن أن يحافظ على المهنية بعيدا عن شخصه؟

روبرت ميردوخ: في الحقيقة أنا لا أملك كل هذا الرقم، إن هناك شركة كبيرة، لدينا عشرات الآلاف من حملة الأسهم ولكن إنها مسؤولية ويجب أن نثق بالجمهور، إذا ما الجمهور فقد الثقة بنا أو شعر بأننا منحازين لطرف آخر فسيتوقفون عن قراءة صحفنا أو يغيرون من الـ (Fox News) إلى الـ (C.N.N) التي جاؤوا منها ولأنهم لم يثقوا بالـ (C.N.N).

محمد كريشان: عندما يُذكر السيد ميردوخ في السنوات القليلة الماضية، يُذكر كأحد الذين دافعوا بشراسة من خلال الصحف ومن خلال وسائل الإعلام التي يمتلكها دافع بشراسة عن الحرب ضد العراق، الآن بعد ثلاث سنوات هل لديكم أية مراجعات لهذا الموقف؟

روبرت ميردوخ: كلا لا نريد النظر إلى الوراء ولكن أعتقد أن قرار الإطاحة بصدام حسين كان قرارا صحيحا، بإمكاني الحديث عن السوقيات والأخطاء التي ارتكبت بعد الفوز في الحرب ولكن لا فائدة من ذلك، المهم هو أن نحل المشاكل أو كيف نحل المشاكل الحالية هذا هو ما يجب أن نلتفت إليه.

محمد كريشان: يعني التكلفة البشرية لما يجري الآن في العراق سواء للعراقيين وللأميركيين ألا تستدعي هذه المراجعة؟

روبرت ميردوخ: كلا أعتقد أن الكلفة البشرية أمر يدعو للأسف ولكن الجميع يموتون فهذه حرب وفي الحقيقة أن عدد القتلى الأميركان مقارنة بالحروب السابقة يعتبر عددا صغيرا فهناك يُقتل عدد أكبر في الشوارع والطرق ولا أقول أن هذا أمر جيد ولكن بُذلت كل الجهود لتقليل عدد القتلى ولكن العراقيين يحاربون بعضهم الآخر أو أن هناك متمردون يشجعها خارجون لا يريدون للديمقراطية أن تزدهر في الشرق الأوسط، هذا أيضا موضوع آخر يختلف تماما، إنه من المؤسف جدا أن نرى هذا العدد الكبير من العراقيين يموتون ولكن ليس هذا ما نفعله هذا ليس بسبب الولايات المتحدة لابد من توضيح هذا الأمر بدلا من إجراء قبور جماعية من قِبل صدام حسين.

محمد كريشان: يعني عندما يُذكر السيد ميردوخ أيضا يُذكر على أنه قريب من الرئيس بوش وقريب من سياسات الرئيس بوش، بعض المعارضين للسياسة الأميركية انتقدوا الرئيس بوش على أساس أنه قام بتضليلهم فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل والحرب على العراق، هل تشعرون بأنكم أيضا أنت قد تكونون معنيين أيضا بتضليل معين لجمهور المشاهدين والقراء من خلال دعم هذه الحرب؟

روبرت ميردوخ: لا أعتقد إنه كان هناك أي تضليل مقصود إطلاقا ولا أعتقد أنه حتى الاستخبارات التي عملنا بموجبها كانت خاطئة، من الواضح إنما نتعامل مع استخبارات ومعلومات استخبارية لابد من بعض الأخطاء ولكن هذا لا يلغي الحقائق أن العالم الآن أفضل حال بلا صدام حسين وهذا أمر يجب أن نتذكره.

محمد كريشان: سيد ميردوخ في حديث لكم لمجلة الـ(News Week) بتاريخ 17 فبراير 2003 نُقل عنكم القول وكان ذلك قبل الحرب، ما معناه بأن الرئيس بوش إما أن يدخل التاريخ كرئيس عظيم وإما أن تنقلب الأمور ضده وحظوظ هذه وتلك هي تقريبا حظوظ واحد إلى اثنين، الآن بعد ثلاث سنوات هل من توضيح للنتيجة؟

روبرت ميردوخ: نعم، إنه من السابق لأوانه الآن فالتاريخ هو الذي سيحكم على هذه الأمور، أعتقد أن الدلائل تشير على أن السيد بوش رئيس عظيم وشجاع جدا على الصعيدين المحلي فقد أنشط الاقتصاد في أميركا وعلى الصعيد الدولي فإنه يقوم بمجازفات كبيرة لمحاولة تأسيس الديمقراطية في العالم أو نشرها وهذا أمر أعتقد أن غالبية الناس يريدون هذا الشيء ويتمنونه وصحيح هناك صعوبات في العراق وفي أفغانستان في تحقيق الديمقراطية الحقيقية ولكن هناك اتجاه نحو الديمقراطية في كل مكان، شاهدنا الانتخابات في فلسطين ونوع من الانتخابات في مصر وهذه بدايات.. بدايات الديمقراطية وأعتقد أن الناس يؤيدون ذلك اليوم وهناك شيء آخر قلت إنني قريب من الرئيس بوش، أنا لست قريبا من الرئيس بوش أنا أود أن أوضح أنني لديّ قاعدة أن لا أقترب من السياسيين جدا، أنا رجل إعلامي ويجب أن أبقى بعيدا عن السياسة من الجانبين وقد صافحت السيد بوش مرة واحدة في حفلة ولم أجرِ معه أي محادثة خاصة ولم أدعَ إلى البيت الأبيض إطلاقا، إذاً فهذه أسطورة من الأساطير يقال بأنني صديق مقرب إليه ولكنني أعتقد أنه بشكل عام أنه رجل نزيه للغاية لأنه يفعل ما يقوله ويقول ما يفعله وسيبيِّن الزمن إذا ما كان محقا أو خاطئا.

محمد كريشان: لم تغير رأيك في الرئيس بوش والذين يتحدثون عنكم أيضا يقولون إن السيد ميردوخ هو أيضا صديق لبوش ولتوني بلير ولآرئيل شارون، هل هذه أيضا من باب الأسطورة ومن باب التهويل؟

روبرت ميردوخ: نعم، أعرف السيد بلير وأن حكومته هاجمت الصحافة بشكل كبير وهذا ما يفعله جميع السياسيون في بريطانيا وأنا أعرف معظمهم لكن القول بأنني صديق مقرب إليه مبالغة كبيرة، أما فيما يتعلق بالسيد شارون فأني ألتقي به أحيانا وأحيانا في السنة وفي إحدى المرات أخذت جولة في إسرائيل والتقيت به قبل بضعة أسابيع مرة أخرى في نيويورك حيث تناولنا طعام العشاء سويا وأجرينا محادثة ودية ولكنه ليس صديقا قريبا لي، إنني معجب به بشكل كبير وأعتقد أن أعماله النهائية وما قام به إزاء فترة وجيزة وقوله إنه يجب تصفية الوضع بين الفلسطينيين وما جعله يقوم بالعمل لوحده ضد رغبة غالبية زملائه السياسيين في إسرائيل، إذ قام بشجاعة كبيرة بعمل وبوضع عملية يعد بأن يكون أو ممكن أن يعالج الأمور طالما أن الأميركان يتسموا بالحكمة في طريقة تعاملهم مع حماس وطالما أن القوى الآخر في الشرق الأوسط تتوقف عن دعمها لحماس، إذ عليهم أن يسمحوا لهم أن يحققوا السلام مع إسرائيل وإلى كل.. جميع الدول خاصة دول الشرق الأوسط أن يساعدوا الفلسطينيين على تأسيس الصناعات والوظائف وهذا الشيء كانوا يقدمونه في الماضي على يد فتح وذلك لمصلحة الفلسطينيين ذاتهم.


موقف ميردوخ من إسرائيل والـ(BBC)

محمد كريشان: حتى ولو كانت حماس خيار الشعب الفلسطيني وأنت تدعم الخيارات الديمقراطية للشعوب كما يُنقل عنكم؟

روبرت ميردوخ: نعم، أنا بالتأكيد لا أستطيع الجلوس هنا وأقول إنني أدعم حماس وهي ما تزال علنيا ورسميا تساند الإرهاب والقتل، عليهم أن يأخذوا بعض الوقت لكي ينسحبوا من موقفهم هذا ويغيروه ويتحملوا مسؤولياتهم، لقد شاهدنا كثيرا من الحالات في التاريخ لرجال عصابات وثوريين يتخلصون من الحكومات الفاسدة ويتولون الحكم بطريقة مسؤولة وجيدة وعلينا أن نأمل أن هذه الحالة ستنطبق على حماس، هذا ما أقوله.

محمد كريشان: وماذا عن إسرائيل؟ هل مطلوب منها أن تنهي أيضا سياسة الاحتلال وقهر شعب آخر؟

روبرت ميردوخ: إن هذا موضوع قابل للنقاش جدا، إن احتلال إسرائيل للضفة الغربية هو ما قام حوله شارون فقد انسحب من غزة من طرف واحد ووعد بالانسحاب من معظم مستوطنات الضفة الغربية وهناك سؤالان كبيران حول القدس وخارطة الطريق ولكن يجب أن نعترف بأن هناك ملايين اليهود في إسرائيل يعيشون بحرية ويتمتعون بحكومة ديمقراطية جدا وأنه من الإنذار التحدث عن رمي الإسرائيليين في البحر أو محوهم من خارطة الطريق كما تقول إيران أو أي تهديدات أخرى توجه إليهم لأنهم شعب قوي مبدع يرعى نفسه ويستطيع البقاء على قيد الحياة مهما حصل.

محمد كريشان: على كلٍ النقاش السياسي طويل ويمكن أن نستمر فيه لفترة أطول، لننتقل إلى الجانب الإعلامي على الأقل في شخصية السيد ميردوخ ولو أنه من الصعب أن نفصل السياسي عن الإعلامي، بالنسبة للسيد ميردوخ يقال إنه من أشد أعداء الـ (B.B.C) في بريطانيا، هل هذا صحيح؟

روبرت ميردوخ: إنني أشد أعداء الـ(B.B.C)؟ إنهم أعدائي بالتأكيد فهم يعيشون على الضرائب الحكومية ويمارسون عملهم ويحاولون توظيف مئات الأشخاص الذين يساعدوهم في البرلمان ويقومون بكل الأشياء الأخرى كما أنهم بطبيعتهم نخبويين ومناهضين للأميركان كمؤسسة، إذاً هم يؤيدون الكثير من الأمور التي لا نؤيدها نحن وبالتالي فهم لا يحبوننا في الـ(B.B.C) وهذا أمر نقبله، هذه هي الديمقراطية.

محمد كريشان: بالنسبة لقناة أخرى وهي قناة (Fox News)، هذه القناة صعدت بشكل كبير في السنوات الماضية وأصبحت أحد المصادر الرئيسية للأخبار، كيف تنظرون إلى هذا النجاح الذي ينظر إليه البعض أيضا بشكل نقدي؟

"
نحن فخورون جدا بـ (Fox News)، لأنها تقوم بنقل الأخبار بطريقة متوازنة ومنصفة ولا تقدم فقط أخبار أو رأي طرف واحد بل تقدم رأي الطرف الآخر أيضا
"

روبرت ميردوخ: إننا فخورون جدا بـ(Fox News)، إنها عظيمة وتقوم بنقل الأخبار بطريقة متوازنة ومنصفة لأننا لا نقدم فقط أخبار أو رأي طرف واحد بل نقدم رأي الطرف الآخر أيضا، في السابق المؤسسات الإعلامية في أميركا كانت فقط تقدم وجهة نظر واحدة أو بشكل رئيسي وجهة نظر طرف واحد، إن الجمهور يحبنا ولدينا جمهور أكثر من ضعف جمهور أي قناة إخبارية أخرى، في الواقع عادة عدد مشاهدينا يعادل مجموع عدد مشاهدي الثلاث قنوات المنافسة لنا، إذاً نحن ناجحون وحريصون ولكن علينا أن نفهم أننا لسنا مثل الجزيرة لدينا، نحن مثل الجزيرة عفوا، لدينا برامج حوارية ولدينا معلقين يتحدثون مع الناس يتمتعون بحرية قول ما يشاؤون وثانيا يتحدث ناس من الطرفين من الجانبين وبالتالي فنسمع آراء قد تزعج طرفا وأشياء أخرى تزعج الطرف الآخر، هذا أمر مهم وممتع وأيضا أنه يؤكد المبادئ الديمقراطية في التفكير.

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام فاصل قصير نعود بعده لاستئناف هذا اللقاء، لقاء اليوم مع السيد روبرت ميردوخ، فإلي اللقاء.

[فاصل إعلاني]

ضريبة الشفافية الإعلامية

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد ولقاءنا اليوم مع السيد روبرت ميردوخ رئيس مجموعة (News Courp) الإعلامية العملاقة ورجل الإعلام العالمي الشهير، سيد ميردوخ أشرت قبل قليل بأن الشخصيات التي تقع دعوتها إلى (Fox News) تدلي بآراء مختلفة وهذه الآراء أحيانا قد تُحسب على المحطة، هل تعتقدون بأن هذه مشكلة حقيقية تواجهها محطات التليفزيون وربما أيضا بما فيها حتى الجزيرة؟

روبرت ميردوخ: نعم، أعتقد أن هذا مؤشر على أن الجزيرة مثلنا في كثير من الجوانب، أنتم منصفون ومتوازنون ولديكم الكثير من القادة في هذا العالم يكرهون الجزيرة ويشعرون بأنكم قوة تغيير، بينما هناك دول أخرى ودول حديثة معجبة بما تفعلونه، أعتقد إذاً أن الجانب.. عندما يكره الجانبان مؤسسة ما فهذا يعني أن المؤسسة الإعلامية تقوم بعملها بشكل جيد.

محمد كريشان: هل تعتقدون سيد ميردوخ بأن ربما ليس فقط العالم العربي وإنما حتى العالم الغربي والولايات المتحدة مازال يفتقر لنوعية المحطات التي تسعى باستمرار إلى تقديم وجهات نظر مختلفة؟

روبرت ميردوخ: أعتقد أن الناس في الولايات المتحدة يريدون سماع وجهتي النظر ومعظم العالم يفعل ذلك، العالم يتغير بشكل سريع ويسمعون مختلف وجهات النظر وذلك بتطور وسائل الإعلام فنحن على أعتاب زمن تلعب فيه وسائل الإعلام الجديدة دورا كبيرا في العالم ليس شركة مثل شركتي بل أي شخص كان يدخل الإنترنت أو يقوم بتدوين المدونات البلوجرز بإمكانهم يقولوا ما يشاؤون وبالتالي فالعالم سيصبح أكثر ديمقراطية عن طريق الإنترنت وعن طريق الثورة الرقمية التي بدأت تغزو العالم ولكن اليوم كما قلت إن الناس خاصة يبدؤون بالشعور بأكثر رخاء وارتياحا في حياتهم فإنهم عند ذلك يودون أن يسمعوا كيف تدار بلادهم ومدنهم والآن لدينا هذا التأثير الكبير للثروة في الشرق الأوسط وبالتالي بالتأكيد علق البعض لما نُقلت معظم هذا الأموال سوف تصل إلى الناس الذين يودون يتمتعون بحياة أفضل والشيء التالي بعد أن يمتلكوا بيتا وسيارة وأسرة سيفكرون ببلادهم وبمدنهم وما يجري فيها وما تمثله لهم، إذاً فهذا الأمر قد يتطلب عشرة سنوات في رؤية الديمقراطية تزدهر في الشرق الأوسط أو قد ستستغرق خمسين سنة ولكن بلا شك أن الطريقة القادمة أن الديمقراطية آتية للعالم والجميع ينهض لها.

محمد كريشان: هل تعتقدون بأن مستقبل الإنترنت سيقلص كثيرا من إشعاع التلفزيونات والصحف والمجلات كما قلت العام الماضي وكررته أيضا هذا العام في لندن؟

روبرت ميردوخ: من الصعب القول إن الإنترنت بالتأكيد يحمل الصور التلفزيونية رافضة الكلمات أحيانا وأعتقد أننا سنرى تجزئة أكبر أو توزيع أكثر للموارد والصادرة للأخبار وأن الشباب حاليا بدؤوا في أميركا يقضون وقتا أقل في قراءة الصحف وأقل وقت في مشاهدة التلفزيون والمزيد من الوقت في تبادل الحديث على الإنترنت ومناقشة الأمور واستخدام الإنترنت لمساعدتهم في الدراسة وما إلى ذلك وذلك يعني للاطلاع على آلاف الآراء مثلا آلاف الأصوات يدلون بآرائهم على الإنترنت وقد تكون الآراء بعضها غير جيد ولكن فيه بعضها جيد والناس يكتشفون ما هو جيد ويتبعون ما هو جيد وذلك وهكذا كما أن تلفزيون الفضائيات والكابل قد أدى إلى تقسيم وتجزئة مشاهدي التلفزيون فإن الإنترنت سيؤدي إلى تجزئة وتقسيم جميع وسائل الإعلام وليس بالضرورة هذا لا يعني تحقيق أرباح مالية جيدة لنا.

محمد كريشان: هناك ظاهرة في الأعوام القليلة الماضية هو أن الكثير من رجال السياسة يبدون انزعاجهم من وسائل الإعلام، قيل ذلك عن الجزيرة وعن غير الجزيرة وعن حتى وسائل الإعلام الأميركية، ألا يعتبر هذا غريبا نوعا ما أن يأتي هذا التذمر من شخصيات ومن دول يفترض أنها تجاوزت مرحلة الشكوى من وسائل الإعلام؟

"
السياسيون غير مرتاحين من وسائل الإعلام لأنهم لا يحبون النقد، العلاقة بين وسائل الإعلام والسياسيين ينبغي أن تكون بينها مسافة دائما لأن الإعلام مستقل عن أي سياسي والاتجاهات السياسية
"

روبرت ميردوخ: أعتقد أن السياسيين دائما وطالما كانوا غير مرتاحين من وسائل الإعلام، إذاً هم لا يحبون النقد ويودون الناس تتفق مع ما يفعلونه ويمتدحونهم وأعتقد هذا أمر بشري إنساني وخاصة فيما يتعلق بالصحف نجد أن السياسيين يشعرون بالكراهية إزاءها وإزاء أي شيء يكتب فيها وكذلك إزاء التلفزيون لكن إذ أن التلفزيون سلطة أكبر على الناس وتأثير أكبر على الناس ولكن العلاقة بين وسائل الإعلام والسياسيين ينبغي أن تكون دائمة بينها مسافة إذ أن الإعلام يكون مستقلا عن أي سياسي واتجاهات سياسية.

محمد كريشان: أنتم تقفون على إمبراطورية إعلامية، هل أيضا لديكم أنتم على الصعيد الشخصي بعض التذمرات فيما يتعلق بالإعلام وصورتكم الشخصية وصورة المجموعة في الإعلام؟

روبرت ميردوخ: نعم، أنا أعمل في الإعلام منذ خمسين سنة وبالتالي.. بالتأكيد أنه إنني أزعجت الكثير خلال هذه السنوات، بعضهم يتجاوزوا ولذلك بعضهم لا ينسون الأمر وهذا هو جزء من العمل وإننا.. وأنا لا أعتقد إننا وبأي شكل يمكن أن نرضي أي حزب أو يكون هناك إرضاء الأحزاب أو في التلفزيون أو الصحافة.

محمد كريشان: مشاريعكم الإعلامية بالطبع امتدت من الولايات المتحدة إلى أوروبا على أستراليا إلى نيوزلندا إلى الصين..

روبرت ميردوخ: والهند وروسيا..

محمد كريشان: نعم، متى يمكن أن نتحدث عن مشاريع إعلامية لميردوخ في البلاد العربية؟

روبرت ميردوخ: أعتقد أنه في الدول العربية علينا أن ننتظر كيف تنمو الأعمال وكيف تصبح أكثر شفافية قبل أن تصبح الشركات الإعلامية الدولية مرحَّب بها وأعتقد أن الأفضل لهذه الدول أن تنمو أولا.. أن تنمو فيها وسائل الإعلام الحرة خاصة بها مثل الجزيرة، ينبغي أن تكون القنوات أكثر على غرار الجزيرة وأراء أكثر تُطرح وبعد ذلك سيكون هناك متسع لدخول مؤسسات الأخبار الدولية للانضمام إذا ما أرادوا ذلك دون أي خوف.

محمد كريشان: ولكن سيد ميردوخ ألا يؤكد هذا الكلام صحة ما يقوله بعض منتقديك في وسائل الإعلام بأن السيد ميردوخ لا ينظر إلى المشاريع الإعلامية إلا كرافد من روافد دعم مشاريعه الاقتصادية (His own buisnes)؟

روبرت ميردوخ: كلا، إننا.. أنا قلت كل جدي أننا لم نحاول أن ندخل أو نضع أي سياسة تقوم ببساطة على تحقيق المزيد من الربح والرفاهية لمواردنا الإعلانية، إن.. وبعد أن قلت ذلك وإن هذا الأمر قيل ضدي وضد شركاتي بأننا نفضل بعض الجوانب لأن ذلك يساعدنا في الإعلانات أو يساعدنا في الحصول على رُخَص من الحكومات لقنوات التلفزيون ولكن بالنسبة لي الأمر كان دائما معكوسا.

محمد كريشان: بهذا مشاهدينا الكرام نصل إلى نهاية هذه الحلقة من لقاء اليوم ولقاؤنا اليوم كان مع السيد روبرت ميردوخ رئيس مجموعة (News Courp) الإعلامية وكما يوصف إمبراطور الإعلام العالمي وأقوى رجل في العالم على الصعيد الإعلامي، دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة