لقاء اليوم

محمد طاهر شنقب .. المعارضة الإريترية والقوى الإقليمية

هل تحولت فصائل المعارضة الإريترية إلى ورقة في يد القوى الإقليمية؟ وما هي البدائل التي تطرحها للتغيير في الساحة الإريترية؟ ولماذا لا تعمل هذه المعارضة من الداخل؟ وهوية المؤتمر الشعبي الإريتري المعارض.

مقدم الحلقة

محمد كريشان

ضيف الحلقة

محمد طاهر شنقب: الأمين العام للمؤتمر الشعبي الإريتري

تاريخ الحلقة

23/05/2001

– هوية المؤتمر الشعبي الإريتري المعارض
– أسباب وجود المعارضة في الخارج
– الخلاف بين الحكومة والمعارضة.. إلى أين؟
– تأثير وجود المعارضة في السودان عليها

undefined
undefined

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (لقاء اليوم)، ولقاؤنا اليوم مع محمد طاهر حمد شنقب (الأمين العام للمؤتمر الشعبي الإريتري المعارض). سيد شنقب أهلاً وسهلاً.

محمد طاهر شنقب: أهلاً وسهلاً، مرحب.

هوية المؤتمر الشعبي الإريتري المعارض

محمد كريشان: المؤتمر الشعبي الإريتري أحد فصائل المعارضة الإريترية، أسس عام 96، أين يلتقي وأين يختلف مع بقية أطراف المعارضة الإريترية وهي كثيرة؟

محمد طاهر شنقب: بسم الله الرحمن الرحيم.

لمؤتمر الشعبي الإريتري –كما ذكرت- هو أحد الفصائل الإريترية المعارضة للنظام القائم في أسمرة، والمؤتمر الشعبي يجتمع أو يلتقي في كثير من القضايا، وهو ما يسمى ببرنامج الحد الأدنى مع التنظيمات الإريترية المعارضة، وعلى هذا هناك مواثيق، وهناك ما يسمى بالميثاق السياسي المشترك بيننا وبين التنظيمات الإريترية المعارضة.

محمد كريشان: ولكن هل له طابع أيدولوجي معين؟ يعني لاحظنا من خلال الوثائق أنكم ربما تركزون بشكل خاصة على قضية الهوية، على قضية الأخلاق، على قضية الانتماء العربي هل هذا هو ربما الطابع المميز لكمن عن غيركم يعني؟

محمد طاهر شنقب: المؤتمر الشعبي تنظيم سياسي شعبي، ليس له طابع أو جانب أيدولوجي واضح، ولكن الأفراد الذين يتكون منهم المؤتمر الشعبي أو يقوم عليهم لهم أفكار ولهم آراء، ربما قد تكون أيدولوجية، وما يرد فيما.. يكون موجود في أدبيات المؤتمر الشعبي من التركيز على الأخلاق، والتركيز على الدفاع عن الهوية، هو بسبب ما يحدث من هجمة على هذه الأشياء من جانب النظام الإريتري من استهداف لهوية شعبنا الإريتري.

أسباب وجود المعارضة في الخارج

محمد كريشان: ولكن كأسلوب للنضال ضد الحكم القائم في أسمرة، يعني –هل تؤمنون بالنضال السلمي أم بضرورة اللجوء إلى السلاح أم بالاثنين معاً خاصة وأنكم من المعارضة الموجودة في الخارج –يعني- أساساً يعني به.

محمد طاهر شنقب: نحن كمؤتمر شعبي وسليتنا للنضال ضد النظام (أسياس أفورقي)، هي وسيلة النضال السياسي، وهذا النضال السياسي له أدواته، وأدوات متعددة، وقد تكون ناجعة في أحيان كثيرة، وكما ذكرت فهو موجود في الخارج.. خارج الوطن، ولو سمح له لكان موجوداً كذلك بين جماهيره في الداخل.

محمد كريشان: لو سمح له، هل معنى ذلك بأن النظام في أسمرة غير مستعد للتعاطي مع أي نوع من أنواع المعارضة إذا كان أسلوبكم هو الأسلوب السلمي، ولا تلجؤون إلى العنف، وأساساً ليس لديكم طابع أيدولوجي بالمعنى الصارم للكلمة ما الذي يمنع من أن تكونوا في الدخل؟

محمد طاهر شنقب: الذي يمنع أن نكون في الداخل هو نظام (أسياس أفورقي) هو لا يعترف بوجودنا، ويلغي.. يلغي –تقريباً- وجود الآخرين، ولا يؤمن، بل ولا يسمح بتواجد أو بالتعبير أو بأن نتحدث أو بأن نعلن عن أنفسنا في داخل بلادنا وعلى هذا نحن نعتبر الآن حركة مهجرية تتواجد في خارج الوطن، والسبب هو المنع والحظر الموجود، علينا وعلى غيرنا من التنظيمات الإريترية الأخرى.

محمد كريشان: عليكم وعلى غيركم، يعني –الآن يمكن القول بأنه لا وجود لأية معارضة في إريتريا سواء كانت مرضي عنها أو غير مرضي عنها، كل المعارضة.. بمعنى كل المعارضة في الخارج الآن.

محمد طاهر شنقيب: نعم، كل المعارضة الإريترية التي تعارض النظام لا يسمح لها بالتواجد والذين كانوا في داخل إريتريا هم الآن في السجون والمعتقلات، وعلى هذا فالكل يعتبر مطرود أو مطارد في خارج بلاده.

محمد كريشان: يعني.. يعني طبيعية الحال، لا نريد أن.. أن نبرر لنظام الحكم في أسمرة، ولكن هذا الحكم أتى بالاستقلال، يعني الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ربما يعود إليها العبء الأكبر لتحرير البلد، وربما تعود إليها الآن مهام كبيرة لبناء مؤسسات الدولة يعني- هل يمكن تبرير هذه المهمة بـ.. ربما تأجيل الانفتاح السياسي، أو التعددية السياسية لمرحلة مقبلة، هل يمكن أن نفسر الأمر كذلك؟

محمد طاهر شنقب: هذا التفسير لا يسانده الواقع ومن جانب –كما قلت –صحيح أن الجبهة الشعبية أو تنظيم الجبهة الشعبية هم الذين ختموا النضال، النضال كان طويل وكان مرير، ولكن الخاتمة كانت على أيديهم بدخول العاصمة الإريترية أسمرة، وهذا إنجاز محسوب للجميع وكذلك هم.. لا ننكر دورهم الكبير في جانب النضال، ولكن في مسألة ما بعد الدولة، كان يحب أن تكون هناك مصالحة وطنية تجتمع فيها كل الأيدي.. أيدي الإريتريين، لأجل البناء والتعمير، أما مسألة أن الوقت لازال مبكراً

للتحدث عن فتح المجال وإنما الانشغال بالبناء والتعمير، فهذا كذلك –كما قلت- لا يسنده الواقع لأن الآن لنا عشر سنوات من الاستقلال، وعشر سنوات ليست بقليلة، كان يمكن أن ترسى فيها البنى التحتية، البنى السياسية، بناء النظام السياسي في إريتريا، بناء الاقتصاد، وكان يمكن بعد عشر سنوات أن تنظر بنفسك ما كان سينتج عنه من تضافر الجهود كلها في البناء والتعمير، ولكن الحال، وكما يدل عليه الآن في الوضع في إريتريا ليس هناك بناء سياسي فالمعارضة في الخارج، وليس هناك بناء اقتصادي بالحرب دمرت كل ما هو كان وما هو كائن في إريتريا، وعلى هذا لا مجال للحديث عن أن الحكومة منشغلة بشيء غير المشاركة في السلطة أو بفتح المجال للآخرين.

محمد كريشان: سيد شنقب، إذا كنتم تتحدثون عن المصالحة الوطنية، أشرت قبل قليل إلى أن المعارضة أيضاً لها ائتلافها هناك تجمع القوى الوطنية الإريترية.. هناك تقريباً زهاء إحدى عشرة بين تنظيم، وربما حتى شخصيات معروفة، هذا التجمع أسس في مارس 99 على أساس أن هو الهيكل الذي يضم كل المعارضة، المتأمل في الميثاق يرى بأن يعني هناك مرحلة النضال ضد النظام الديكتاتوري للجبهة الشعبية مثلما تصفونه، ثم مرحلة انتقالية، والبند الأول هو عند سقوط النظام الديكتاتوري يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، يعني أنكم تستبعدون بالكامل أية إمكانية للوفاق أو المصالحة مع نظام الجبهة الشعبية؟

محمد طاهر شنقب: طالما أن النظام متشبث بكل شيء في البلاد، ويمنع الآخرين من المشاركة أو من إفساح المجال لهم فالوسيلة التي.. الخيار الذي أمامنا هو المقاومة وهو الصراع إلى أن يزول هذا النظام، وعلى أنقاضه تكون حكومة وطنية ائتلافية من كل التنظيمات.. انتقالية.

محمد كريشان: أيضاً هناك إشارة إلى أن النظام.. نظام أسمرة سيكافح بكل الوسائل، بما يعنيه ضمنياً، سواء الوسائل السلمية النضالية أو الوسائل العسكرية، هل هذا هو محل إجماع الكل يعني إذا كنتم أنتم تتبنون العمل السياسي، غيركم ربما يتبنى العمل العسكري، كيف يمكن التوفيق بين هذه الرؤى المختلفة في المعارضة الإريترية؟

محمد طاهر شنقب: نعم هناك.. هذا يتوقف على التنظيمات التي تكون أو يتكون منها التجمع، هذه التنظيمات بعضها تنظيمات سياسية، خالصة بحتة، بمعنى كل أدواتها.. كل أدواتها في الصراع ضد النظام القائم هي أدوات سياسية، وآلياتها، أما بالنسبة لتنظيمات أخرى موجود لها آلة عسكرية، لها جيش منظم مدرب، مسلح، يقاتل في الساحة الإريترية، وهي كذلك أكثر من تنظيم وليس تنظيم واحد يعني، فالأدوات متعددة، والاتفاق موجود على أن تتعدد الأدوات، فكل يدلي بدلوه، فمن كانت له إمكانات سياسية يصارع ويكافح ويناضل عبر أداته السياسية، ومن كان له كذلك السلاح، ومن كان له جيش فيقارع في الميدان وينازل نظام (أسياس) حتى يتحقق.. الهدف الذي اتفقنا عليه.

الخلاف بين الحكومة والمعارضة.. إلى أين؟

محمد كريشان: ولكن.. هل يمكن أن تتهمو في المعارضة بأنكم لم تسمحوا لنظام (أسياس أفورقي) حتى يقف على رجليه، يعني عشر سنوات في تاريخ بلد –أصلاً- لم يكن له هذا الاستقلال، كان ملحقا بأثيوبيا، استطاع أن ينتزع شرعية دولية بصعوبة يعني ألم يكن بالإمكان التعاون مع نظام (أساس أفورقي) عوض مضايقته سواء بالأساليب السياسية السلمية أو العسكرية، هل أعطيتم له فرصة وأثبت أنه لا يريد أن يشاركه أحد؟

محمد طاهر شنقب: نعم، نحن في المعارضة الإريترية رأينا أن مسؤولية ما بعد الدولة ليست مسؤولية (أسياس) فقط، وإنما مسؤولية كل القوى السياسية والشعب الإريتري كله بأجمعه، فبادرنا في عام 91 بمبادرة اجتمعنا كل التنظيمات الإريترية المعارضة وكونا ما يسمى بالجبهة الوطنية المتحدة ووضعنا ميثاقاً أودعنا فيه تصوراً لكيفية تكوين حكومة انتقالية في إريتريا تعمل على استقرار وإرساء الأمن في البلاد، ومن ثم ننتقل إلى فترة انتخابات حرة يتنافس فيها الجميع كل بماله من إمكانيات جماهيرية، هذه الفرصة كان –كما قلت لك- تمت في عام 91، أرفقنا هذه المذكرة برسالة خاصة موجهة إلى السيد الرئيس (أسياس أفورقي) وتم تسلم هذه الرسالة وهذه المذكرة ووصلت إليه، ولكنه رفض.

محمد كريشان: رفض ربما على أساس أنهم.. أنكم يعني تأتون الآن لقطف ثمار الاستقلال مع أنكم لم تساهموا فيه، هل كان هذا هي الحجة الأساسية التي تذرع بها؟

محمد طاهر شنقب: الحجة الأساسية أن نظام (أسياس أفورقي) له قاعدة، وهذه القاعدة لازال يعمل بها، وهي إبان الثورة وهو ثورة خارج الحكم، خارج العاصمة كان له قاعدة تسمى: "الساحة الإريترية لا تتسع لأكثر من تنظيم واحد".

محمد كريشان: كان يردد ذلك.

محمد طاهر شنقب: كان يردد ذلك وكان يصفي كل من يمكن أن يتواجد أو يوجد موطئ قدم في داخل الساحة

عبر التصفيات والحملات العسكرية والآن هذا الشعار نفسه تحول إلى أن الحكم، أو ساحة الحكم في إريتريا لا تسع إلا لحزب واحد، والآخرون –كما قال- فليأتوا كأفراد وليسوا كتنظيمات، وأما مسألة الثمار وما كان يمكن أن تقطف ليست.. ليس الفضل كله يرجع إلى أسياس أفورقي في تحرير إريتريا ونيلها استقلالها، وإنما مناضلات شعبنا ومناضلات جبهة التحرير الإريترية، والكل ساهم فيها وما من بيت في إريتريا إلا وله شهيد أو فقيد أو كسيح، فالكل مشارك في هذا الاستقلال والكل مساهم في هذا النضال.

محمد كريشان: سيد شنقب من خلال تصفح أدبيات المؤتمر الشعبي نراكم أحياناً تركزون على ما تصفونه بالاستبداد السياسي في.. في إريتريا وتدعون إلى إصلاحات سياسية وإلى احترام حقوق الإنسان وإلى إطلاق السجناء السياسيين وغير ذلك، ثم أحياناً نراكم تركزون على اعتبار أن نظام (أسياس أفورقي) نظام صليبي وتحالفاته أساساً تحالفات مسيحية وأنه يهدف بالأساس إلى ضرب التوجه الإسلامي أو المسلم في المنطقة، هل تحفظكم أساساً هو تحفظ سياسي بالمعنى الحريات أم أساساً وفي الجوهر تحفظ على هذا التوجه المسيحي كما ترون يعني؟

محمد طاهر شنقب: أولاً: بالنسبة للاستبداد في الحكم أو بعبارة أخرى نظام ديكتاتوري تسليطي نعتبر بهذا التعبير وأحياناً بذاك التعبير يعني، والمقصود أن النظام في إريتريا نظام (أسياس) هو في الحقيقة يعني ممكن تعرف أو تسمع إن هو حزب أو ما يسمى بحزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، ولكن حقيقة عندما تأتي وتنظر وتتابع وتقيم كيفية إدارة البلاد من هذا النظام تجد أنه نظام فرد، نظام يتسلط عليه فرد وليس نظام حزب له مؤسسات، فكثير من الأحزاب تحكم في.. في بلدان كثيرة من العالم، ولكن في إريتريا كحزب وكمؤسسة موجودة، ولكن الفعالية لا توجد وإنما السلطة والسطوة هي لفرد واحد فأسياس أفورقي هو رئيس دولة إريتريا، وأسياس أفورقي هو رئيس الحزب الحاكم، وهو كذلك رئيس البرلمان، وهو كذلك رئيس اللجنة المركزية وهو كذلك مسؤول الأمن ووزير الداخلية، وليس في إريتريا وزير للداخلية، وكذلك أحياناً كان يتولى وزارة الدفاع بنفسه فهو نظام يقبض على كل السلطات، ليس هناك فصل للسلطات لا التشريعية، ولا التنفيذية ولا القضائية وإنما كلها، يمسك بزمام الأمور كلها في إريتريا نظام أسياس فلهذا نعبر بهذا التعبير.

أما مسألة النظام نفسه أو أسياس بالتحديد نعتبره شخص طائفي، بمعنى ينتمي لطائفة دينية في إريتريا وهذا ليس بالأمر الغريب فهناك مسيحيون في إريتريا وهناك مسلمون، ولكن الذي نعنيه عندما نعبر أن هذا الشخص شخص طائفي شوفيني قومي يعمل في تعزيز وتمكين لغة قومه.. لغة التجرينيا وبني.. بني جلدته من التجرينيا وكذلك محاربة من هم يخالفونه في المعتقد وبالتحديد المسلمين في إريتريا، فقد أذاقهم الأمرين واستهدفيهم في كينونتهم، واستهدفهم في وجودهم، واستهدفهم في ثقافتهم، واستهدفهم في لغتهم، فلهذا نعبر أن هذا الرجل لا.. لم نجد له أي دوافع إلا دوافع الحقد الطائفي.

محمد كريشان: نعم، سيد شنقب إذا أردانا أن ننظر إلى آفاق المعارضة، يعني هل لديكم مثلاً أن نوع من الاتصالات مع أسياس أفورقي سواء كمؤتمر شعبي، أو كتجمع للقوى المعارضة، هل إمكانية التصالح تبقى واردة؟

محمد طاهر شنقب: بالنسبة لنا كمعارضة إريترية أو كتجمع هناك رأي موحد تجاه هذا النظام، والنظام في إريتريا لم يفتح باب أو مجال يمكن أن نقول.. أن نقول نحن رأينا فيه، وإنما هو في الأصل الباب موصد والإلغاء أو التهميش هو الذي نسمعه من أسياس وأن لا هناك معارضة، و أنه لا توجد هناك أي شكل من أشكالها لا في الداخل ولا في الخارج، وعليه لا يمكن والحال هذا أن نتحدث عن مفاوضات مع نظام أسياس أفورقي وهو في الأصل لا يعترف بوجودنا.

تأثير وجود المعارضة في السودان عليها

محمد كريشان: نعم أغلب المعارضة الإريترية وأنتم من بينها تتخذون من الخرطوم مقراً لكم، إلى أي مدى هذا قد يؤثر على أدائكم؟ يعني هل تخشون من أن تصبحوا ورقة في التجاذبات الإقليمية وأحياناً في الخلافات بين إريتريا والسودان وكل هذه التشعبات الموجودة في القرن الأفريقي؟

محمد طاهر شنقب: نحن إريتريون مهاجرون، هجِّرنا بسب الحروب منذ الستينات إلى دول الجوار، إلى السودان وإلى جبيوتي، وإلى اليمن، وإلى أثيوبيا، وإلى دول الشرق الأوسط، وعليه فنحن لازلنا نعتبر مشردون في تلك البلاد وإن كان وجودنا يعني في السودان أكثر من غيره فلأجل السودان له حدود واسعة مع إريتريا وأنه استقبل بصدر رحب هؤلاء اللاجئين الإريتريين ولازالوا على أرض السودان ما يزيد على 500 ألف لاجئ إريتري في مختلف مدن السودان، وعليه لا يمكن إن إحنا.. نحن نعبر عن أن السودان هو منطلقنا، وإنما نتواجد فيه باعتبارنا لاجئين، ولكن ليس لنا مستقر أو مقر ثابت في السودان وإنما نحن ننتقل من بلد إلى بلد ونشرح ونبين عن قضيتنا وما أصابنا من ظلم من هذا النظام الحاكم..

محمد كريشان [مقاطعاً]: على ذكر هذه التنقلات –عفواً يعني- ربما في.. في النهاية أيضاً في هذه التنقلات تنادون بضرورة فرض عقوبات اقتصادية على نظام أسمرة وحجب المساعدات الدولة التي تقدم، هل هذا سلاح فعال في سعيكم المعارض؟

محمد طاهر شنقب: نعم، هذا سلاح فعال وخاصة في الدول الغربية أثبت نجاحه سواء كان في النرويج وقد استمعوا إلينا كمعارضة إريترية وأوضحنا لهم حقيقة ما يدور في داخل إريتريا وأن هذا النظام نظام متسلط ديكتاتوري، وأن أي دعم له سيزيد من معاناة شعبنا وبوسائلنا الخاصة ثبت لديهم صحة ما نقول، وبالتالي هناك مساعدات حجبت، وهناك كذلك احتجاجات تقدم إلى وزارة الخارجية وإلى سفارات حكومة أسياس يشرح فيه ما وصلهم من معلومات وكذلك هناك بعض الضغوط وبعض المساعدات قد توقفت، والنظام بنفسه بدأ يحس بذلك فبالتالي هناك ترتيبات خاصة.. يجريها النظام بحيث يظهر لهؤلاء أنه يختلف عما قيل عنه، وأنه بدأ يصحح صورته أمام العالم.

محمد كريشان: سيد محمد طاهر حمد شنقب –الأمين العام للمؤتمر الشعبي الإريتري- شكراً جزيلاً.

وبهذا مشاهدينا الكرام نصل إلى نهاية هذه الحلقة من (لقاء اليوم) على أن نلتقي بكم في حلقة مقبلة، تحية طيبة، وفي أمان الله.

المصدر: الجزيرة