لقاء اليوم

محمد سعيد الصحاف .. العقوبات الذكية في العراق

تطبيق العقوبات الذكية على العراق، رأي أميركا عن الوضع الداخلي في العراق.

مقدم الحلقة:

جميل عازر

ضيف الحلقة:

محمد سعيد الصحَّاف: وزير الإعلام العراقي

تاريخ الحلقة:

06/06/2001

– تطبيق العقوبات الذكية على العراق
– رأي أميركا عن الوضع الداخلي في العراق

undefined
undefined

جميل عازر: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم إلى هذه الحلقة من (لقاء اليوم)، ونستضيف فيها السيد محمد سعيد الصحَّاف (وزير الإعلام في جمهورية العراق). أستاذ محمد سعيد الصحاف، أهلاً بك.

محمد سعيد الصحاف: أهلاً وسهلاً.

تطبيق العقوبات الذكية على العراق

جميل عازر: العراق الآن محط أنظار ومحط مباحثات في الأمم المتحدة. أود أن أبدأ بالسؤال: أين تكمن المشكلة؟ أين لب المشكلة بينكم وبين المنظمة الدولية؟

محمد سعيد الصحاف: لا توجد مشكلة بين العراق والتنظيم الدولي أي (الأمم المتحدة) المشكلة هي بين العراق وبين قوة طاغية هي الولايات المتحدة الأميركية ومعها بريطانيا كذيل تابع. الآن في هذه المرحلة اللي هي لا تنفصل عن المراحل السابقة إن الأميركان والبريطانيين -بعد أن شنوا عدوان غاشم على العراق في عام 98- تنصلوا عن التزاماتهم الدولية التي ترتبت عليهم نتيجة العدوان، قاموا بمزيد من تهميش التنظيم الدولي بمعنى الأمم المتحدة، والآن يحاولون تسخير.. محاولة لتسخير مجلس الأمن مرة أخرى لتشديد الحصار على العراق. اللعبة الجديدة هي الحصار عن طريق المخادعة، يعني Sanctions by Deception أطلقوا عليها اسم يدعو إلى الضحك أنه "العقوبات الذكية" Smart Sanction هي الحقيقة غير صحيح، يعني حتى كوصف غير موفق، هو استخدام المخادعة. خلاصة الموضوع إذا تحب أحكي لك إياه.

جميل عازر: لا.. أنا أود أن أسألك أيضاً عن موقفكم من العقوبات الحالية، يعني النظام الحالي أنتم ترفضون وتقولون أن العقوبات هذه غير ضرورية، لم تعد ضرورية وأنكم قمتم بما تتطلبه قرارات مجلس الأمن الدولي.

محمد سعيد الصحاف: صحيح.

جميل عازر: ولكن نظراً إلى أنكم رفضتم التعاون مع لجنة الرصد أو المراقبة والتحقق التي يرأسها (بليكس)، ألا تعتقدون أن رفض التعاون مع الأمم المتحدة يطيل أمد المعاناة، معاناة الشعب العراقي؟

إعلان

محمد سعيد الصحاف: نحن لم نرفض التعاون مع الأمم المتحدة كأمم متحدة، نحن طبقنا مستلزمات القرارات التي مُررت عن طريق مجلس الأمن رغم أنها قرارات متطرفة وقرارات فيها مخالفة صريحة للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، وفيها غبن كبير على العراق. رغم ذلك -لأننا نعرف أن تلك القرارات هي وسيلة لغرض آخر- فأردنا أن نفضح الغرض الآخر المبيت من قبيل الأميركان فنفذنا تلك القرارات رغم الجور الذي فيها.

وصلنا إلى.. يعني إلى لم يعد شيء لم ينفذ، وباعتراف الآخرين رغم أنهم لا يحبون العراق في عام 94 (رولف إيكيوس) بيقول.. لما كنا في أزمة مع الأميركان..

جميل عازر: رئيس لجنة التفتيش نعم.

محمد سعيد الصحاف: كان الرئيس الأول للجنة الخاصة (الأنسكوم) قال: مع الأسف -يعني- يتوقف العمل بعد أن تم إنجاز 95% من تنفيذ القرارات. باعترافه وهو خادم مطيع ونذل للأميركان.

في أوائل التسعينات هو يعترف إنه إحنا نفذنا 95%، واستمرينا رغم إنه إحنا كنا -الحقيقة- منفذين كل شيء. وضعوا حتى لما لم يعد هناك شيء في العراق لما يسمى محرم وضعوا نظام للمراقبة: كاميرات ومتحسسات وما إلى ذلك، كل شيء.

في عام 98 في العدوان على العراق هم دمروا المصانع التي وضعوها ووضعوا فيها كاميرات، وضعوها تحت المراقبة المستمرة، وسحبوا كل أعضاء اللجنة الخاصة بما فيهم الجواسيس والـ..، سحبوهم حتى يضربوا العراق خوفً عليهم.. على هؤلاء الجواسيس، طيب إحنا نتعاون مع مين؟! ونتعاون لماذا؟ ما الغرض يعني؟!

جميل عازر: طيب مسألة.

محمد سعيد الصحاف: ولذلك بس أكمل لك، بس أكمل لك..

جميل عازر: مسألة لجنة.. لجنة بليكس.

محمد سعيد الصحاف: لا.. لا.. لا.

جميل عازر: أنتم كان.. كان لكن مآخذ على لجنة إيكيوس.

محمد سعيد الصحاف: لا.. إحنا مش.. مش اللجنة هاي التفاصيل.

جميل عازر: "وبتلر" من بعده.

محمد سعيد الصحاف: هاي تفاصيل، هاي تفاصيل نحن لدينا سؤال: أنه إحنا نفذنا، ماذا تريدون؟ الجواب: الزعم بأنه لسه في أشياء لم تنفذ. ما هي؟ لا يقولونها.

ما الدليل على اتهاماتكم؟ الغريب يقولون إن عبئ إثبات الدليل هو يقع على العراق وليس على مجلس الأمن، بمعنى أنه الأميركي يظل، يبقى يتهم العراق وعليه.. وعلى العراق أن يثبت أن هذا الاتهام غير صحيح في حين أنه عكس المنطق، إحنا نفذنا القرارات بها مطالب محددة نفذناها، خاصة القرار الأساسي 687، فلما تيجي تقول أنه بعد اللجنة الخاصة التي حلت بموجب القرار الجديد الآخر اللي اتخذوه اللي رقمه 1284.

جميل عازر: و 1284، نعم.

محمد سعيد الصحاف: شكلوا لجنة جديدة سموها "الإنموفيك" لجنة التفتيش والتحقق الـ.. كذا على إيش؟! التحقق والمراقبة المستمرة على معامل هم بعثوا الصواريخ لتدميرها، يتحققون من ماذا أولا؟

ثانياً: لماذا نحن نقبل بذلك، لدول قامت بعدوان خارج إطار قرارات مجلس الأمن، للمرة الرابعة تعتدي على العراق بالصواريخ والقنابل والطائرات؟ مجرد طيش واستخفاف بكل العالم لذلك الفكرة..

جميل عازر [مقاطعاً]: ما هي.. ما هي مآخذكم على اللجنة الجديدة إذن؟

محمد سعيد الصحاف: اللجنة الجديدة قلت لك هاي تفاصيل، نحن موقفنا يقول.. نحن نفذنا أولاً كل ما طلب منَّا.

إعلان

ثانياً: وقع علينا عدوان، على المعتدين أن يعاقبون، يجب أن يدان العدوان الذي وقع علينا في عام 1998م، ويجب أن يتحمل المعتدون كافة ما يترتب على العدوان من مسؤولية دولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة فعليهم أن يتحملوا المسؤولية الدولية وأن يدفعوا التعويضات كاملة إلى العراق، أما إذا كانوا يريدون العودة إلى ما تبقى وهو المراقبة، فنحن نطلب تفعيل الفقرة 14 التي تعني المراقبة في القرار 687 والتي تقول: أن ما يطبق على العراق من إجراءات يطبق على دول المنطقة كافة من أجل جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل طيب طبق علينا.. تريدون مراقبة.. طبقوا اللي طبقتوه على العراق، على الآخرين أولاً إسرائيل.

جميل عازر [مقاطعاً]: طيب.. هل بإمكانكم..

محمد سعيد الصحاف: بعد ذلك أهلاً وسهلاً إذا طبقتوا ذلك نزعتم سلاح الآخرين وبنيتم أنظمة للرقابة عند الآخرين تعالوا ابنوا نظام رقابة عندنا.

جميل عازر: طيب هل بإمكان العراق أن يفرض موقفه هذا على الأمم المتحدة في الظروف الراهنة؟

محمد سعيد الصحاف: هذه ليست أمم متحدة، الأمم المتحدة مخطوفة، كالطائرة المختطفة مخطوفة من قبل دولتين خارجتي على القانون هو الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، نحن لن نخضع لهؤلاء الخارجين على القانون، نحن ندافع عن بلدنا، ولن نقبل تعسفهم واستعمارهم الذي يمرر من خلال أمم متحدة مختطفة.

جميل عازر: طيب ما هو في نظركم الحل الأمثل لذلك؟

محمد سعيد الصحاف: الحل بدأناه نحن وأوقفوه الآن، الحل هو الحوار بين العراق والأمم المتحدة، وهذا الحوار هو مقترح من الأمين العام للأمم المتحدة.

جميل عازر: الأمم المتحدة غير المخطوفة أم المخطوفة.

جميل عازر: المخطوفة، مع الأمم المتحدة المخطوفة، لأنه هذا الحوار.. الأمين العام السيد (كوفي عنان) لم يتحرك إلا بعد أن أخذ الضوء الأخضر حتى من الولايات المتحدة الأميركية، وهو قد لمح بذلك ضمناً وصراحةً ولذلك الحل يأتي من خلال الحوار الشفاف والحقيقي والجدي بين العراق والأمم المتحدة، بمعنى بين العراق ومجلس الأمن من خلال الأمين العام للأمم المتحدة بعد ذلك كيف يتطور الحوار باتفاق الأطراف المعنية أهلاً وسهلاً كيف ما يتطور ويكون منطقي.

جميل عازر: طيب هل هذا ممكن يعني إجراء حوار مع الأمم المتحدة بالشكل الذي تشير إليه، طالما أن علاقاتكم مع واشنطن وأنت تقول أن الأميركيين هم المهيمنين على.. المنظمة الدولية.

محمد سعيد الصحاف: نعم.. ممكن..

جميل عازر: علاقاتكم علاقات تعتبر سيئة بأي قياس يعني.

محمد سعيد: نعم ممكن بدليل.. نعم ممكن هذا الحوار ممكن بدليل أننا بدأنا الجولة الأولى وكانت جولة ناجحة جداً، باعتراف الأمين العام وكل الذين شاركوا في هذا الحوار، استغرقت الجولة ثلاثة أيام، فيها خمسة اجتماعات مطولة، توصلنا إلى بسط وعرض الكثير من النقاط، ووثقنا هذا العرض، وقام الأمين العام بنقل التفاصيل إلى أعضاء مجلس الأمن، والأغلبية الساحقة بارك ذلك واتفقا على الجولة الثانية ثم جاء الأميركان ليسدوا الطريق على هذا الحوار البناء بلعبتهم الجديدة، الاسم الغريب الذي يدعوا للسخرية ما يسمى بالعقوبات الذكية.

جميل عازر: طب هذه العقوبات الذكية.. على سبيل الافتراض إذا قبل المشروع بشكل أو بآخر ربما بعد تعديلات رغم وجود معارضة من الصين، من روسيا، وإلى حد ما من فرنسا للمشروع البريطاني المعروض على مجلس الأمن الدولي الآن، لنفترض أنه مرر هذا المشروع مشروع القرار ما الذي سيكون موقف العراق إزاءه.

محمد سعيد الصحاف: أنا أعتقد.. أنا أعتقد أن هذا المشروع غير قابل للتطبيق للأسباب التالية: هذا المشروع يقوم على فرضية عكس الواقع، هذه الفرضية تقول: أنه لوي يد أو أيدي الدول المجاورة للعراق أي ابتزازها وإجبارها لان تطبق نظم رقابة تمس سيادتها وتمس مصالحها بشكل كبير خلاصة اللي يرضوه الأميركان نتيجة طيشهم وسطحيتهم في هذا الموضوع، يجبر الأردن أو سوريا كمثال أو تركيان أو إيران أنه أولاً: توقف مصالحها مع العراق اللي هي مصالح مشروعة ولم تخالف فيها أياً من قواعد العمل والتعامل بين الدول.

إعلان

اثنين: تقبل بأن تنفذ شيء يمس سيادة العراق يريدون الأميركان أن تقوم.. تقبل وتقوم بتنفيذ سياسيات ليس فقط تمسها إنما تمس مصلحة العراق وسيادته، تصادر أموال العراق، لا تتعامل مع العراق تجارة أصولية، ويفترضون الأميركان نتيجة عجرفتهم وطريقتهم الغريبة في التفكير أن هاي الدول تقول نعم، تؤمرون يا سيادة العالم، نحن مستعدين أن نضحي بمصالحنا، ونضحي بسيادتنا، ونضطهد العراق، طالما..

جميل عازر: لكن إذا.. هذه الدول نفسها يعني قبلت بنظام العقوبات الحالي وتتعاون مع هذا النظام.

محمد سعيد الصحاف: لا.. نظام العقوبات.. نظام العقوبات.

جميل عازر [مقاطعاً]: تركيا تنطلق من قواعدها طائرات لمهاجمة المواقع العراقية.

محمد سعيد الصحاف: هذا موضوع ثاني، هذا موضوع ثاني، بس تركيا اللي تنطلق منها طائرات لأنها عضو في حلف الأطلسي وما إلى ذلك، نفسها تركيا اللي بدأت تشعر من سنوات أنه هي متضررة بعشرات المليارات نتيجة قطع العلاقة الاقتصادية والتجارية مع العراق، فعادت لممارسة علاقاتها الاقتصادية الاعتيادية مع العراق دون أن تخل بأي قانون أو بأي شيء، من.. من.. من حقوق الدول لما تتضرر مصالحها واقتصادها أن تستعين بالمادة 50 من ميثاق الأمم المتحدة، طالما هي طرف ثالث متضرر من العقوبات المفروضة على العراق، من حقها تقول أن متضررة، أنا سأستأنف علاقات التجارة في القضايا المدنية غير الممنوعة.

الآن المشروع الأميركي الغريب يعني العنتري هذا اللي أصلاً يعني مخجل اللي وضعوه ناس حقيقة لا يفهمون واقع الحال في المنطقة الآن يريدهم يضرون مصالحهم، ويضررون مصالح العراق ليش؟ حتى يتشدد الحصار على العراق طيب شو كيف.

ولذلك أنا أقول: غير قابلة للتطبيق لا تطبق إلا بأنه.. عكس.. عكس الواقع.

جميل عازر: طيب أنتم هددتم الدول التي يمكن أن تتعامل مع المشروع الجديد هذا، ويبدو للمراقب أن العراق يعني يتبع لغة التهديد بدل الحوار وكأنه لم يتعظ من التجربة السابقة.

محمد سعيد الصحاف: وين.. وين سمعت أنه إحنا هددنا.

جميل عازر: مثلاً بقطع.. إمدادات النفط عن الأردن أو التعامل مع..

محمد سعيد الصحاف: لا، إحنا قلنا.

جميل عازر: نفس الشيء مع تركيا أو سوريا حتى.

محمد سعيد الصحاف: إحنا قلنا هذا الموضوع يضر بمصالحنا، ويضر بمصالح جيراننا إذا الأميركان راحوا يفرضوه فترى إحنا حتى مذكرة التفاهم نوقفها. هذه بينا وبين الأمم المتحدة، وين التهديد للجيران لذلك أنا أعتقد استعمال تعبير تهديد لا أساس له حقيقة، نحن لم نهدد أحد.

مصالح جيراننا ومصالحنا متلاقية الغريب الذي يهدد مصالحنا ومصالح جيراننا هو..هذا المشروع الأميركي، لذلك نحن لم نهدد نحن قلنا ونكرر أنه المشروع الأميركي يريد أن يضرر مصالح الأردن وسوريا وتركيا وإيران أيًّا كان منهم الجيران اللي عندهم علاقات معنا، ويريد يخنق العراق ويشدد الحصار عليها، وبالتالي إحنا بنضطر ندافع عن نفسنا، وإحنا حتى مذكرة التفاهم اللي هي بين العراق والأمم المتحدة، المشروع الأميركي يلغيها إلغاء كامل يغيرها إلى إجراءات بوليسية بالأميركان يعني هو الفكرة بسيطة غبية أصلاً مو ذكية حقيقة غبية. خلاصتها أستاذ جميل، أنه راح والتفتوا إلى ما يسمى بالمواد مزدوجة الاستخدام. تعرف الصناعة الحديثة من حوالي 30 سنة، وخاصة في العقدين الأخيرين خمسين سنة، تطورت فيها الجانب الإلكتروني كل شيء في الحياة كل شيء من غسالة الملابس إلى أعقد أنواع الطائرات اللي تطير بيها تروح للسفر المدني كل هذه، حتى الأقلام حتى الساعات، كل هذه إلكتروني فراحوا جابوا قائمة طويل عرضية بما يسمي المواد مزدوجة الاستخدام وقالوا: كل شيء مزدوج الاستخدام يريد العراق يشتريه لازم تصير عليه رقابة. إذا نشتري ساعات كاسيو من ها النوع، اللي ها Computerized بسيط يعني، به ذاكرة وبه معرفة لازم اللي يبيع ساعة في بغداد يراقبوه. عندما تروح الساعات لازم يراقبوها.

يبدو كلامي مبالغة، بس هو فعلاً بهذا الشكل، ولذلك عن طريق العالم مش هينتبه لها اللعبة، ولذلك هو ها الحصار بالمخادعة يعني Sanctions by deception حقيقة، فهذه القائمة الطويلة تؤدي إلى خنق اقتصاد العراق، السيطرة على كل شيء وفرض الوصاية عليه، لأنه معناها أنت تخلي رقابة على آلاف الصناعات والسلع معناها يجيبوا الجيش الأميركي كله يراقب داخل العراق بحجة (مزدوجية الاستخدام).

إعلان

جميل عازر: ويسمحون باستيراد وتوريد أو تصدير إلى العراق تصدير السلع الاستهلاكية.

محمد سعيد الصحاف: بيقول لي: شو هي السلع الأخرى مشى مزدوجية الاستخدام ما فيش حقيقة ما فيش فاللعبة هي إنه يأخذوا العالم بالغفلة، يعني بالخدعة ها اللعبة، وبالتالي يقل لك: الأردن مثلاً إذا يطبقوه يجيبوا مراقبين على الحدود بين العراق والأردن واحد.

ممنوع الأردن يتاجر مع العراق بطريقة الآن الجارية.

كل الجاري بينا وبين الأردن من عام 91 للآن لازم يتوقف. الأردن إجه و أخد حقه منذ عام 1991 بموجب المادة 50 من ميثاق الأمم المتحدة. المشروع الأميركي يقتل المادة 50 في ميثاق الأمم المتحدة كلية. مش من حق الأردن أو غير الأردن يمارس حقه لأنه بلد متضرر نتيجة لحصار المفروض على العراق.

إذن هو ليس تهديد لأحد، نحن لم نهدد أحد إطلاقاً، الأميركان عم بيهددوا جيرانا وعم بيهددونا إحنا بريد أن يخوفونا ويدمروا اقتصادنا، فليه.. ليه نقبل؟ وجيرانا ليه يقبلوا؟ إحنا كل اللي قلناه هذا.

جميل عازر: السيد الوزير إذا كانت هذه العقوبات الذكية الغبية ستنفذ هل ستوقفون البرنامج المسمى النفط مقابل الغذاء؟

محمد سعيد الصحاف: هو.. هو سيتوقف لأنه لغوه كلياً مش بهاي.

جميل عازر: كيف؟

محمد سعيد الصحاف: لم يعد العمل بموجب مذكرة التفاهم بين الموقعة بين العراق والأمم المتحدة منذ 20 آيار 96 لم يعد قائم إطلاقاً، لأنه الشروط الموجودة في هذا البرنامج الجديد إذا ما أقر في مشروع قرار بمجلس الأمن وأنا أعتقد صعب يقر، وإذا أقر سوف لن ينفذ ولكن من.. من أجل المناقشة الموضوعية، هو البرنامج ينتهي لأنه راح يقولوا إنه هذا القرار هو الساري المفعول وغيره لأ فخلاص تنتهي.. تنتهي مذكرة التفاهم، فنحنا ليش نخضع لعملية أميركية قذرة؟! فهو طبيعياً تلقائياً هم راح يلغوا برنامج النفط مقابل الغذاء، هم راح يلغوه، فراح تتوقف كلها، إحنا مثلاً.

جميل عازر [مقاطعاً]: هل هذا من مصلحة العراق؟

محمد سعيد الصحاف: لا هو ليس من مصلحتنا، ولكن ليس من مصلحتنا أكثر هو أن نجيب بلادنا على طبق من فضة ونخليه تحت الوصايات الأميركية!! يعني هذا الخبل بعينه.

رأي أميركا في الوضع الداخلي في العراق

جميل عازر: الأميركيون يشيرون دائماً إلى أن الوضع الداخلي في العراق؟ المسرح السياسي بحاجة إلى إصلاحات، هل تتفق مع هذا؟

محمد سعيد الصحاف: والله أنا أعتقد أكثر بلد يراد لها إصلاحات هو الولايات المتحدة الأميركية الفاسدة، أفسد دولة في العالم، وأقذر دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأميركية فأنا ائنف أن أرد على كلام أميركي قذر، يعني مين هم ويحكوا عن ناس متسلطين تافهين ليسوا مثالاً لأحد حقيقة، ليسوا مثالاً لأحد.

جميل عازر: يعني هم ربما يناقشون بالقول: إنه لا وجود لمعارضة في داخل العراق ومن هنا ربما يكون.

محمد سعيد الصحاف: شو علاقاتهم بالعراق.

جميل عازر: لديهم حجة مقنعة عندما يتحدثون إلى المجتمعات إلى الأمم المتحدة في هذا الصدد.

محمد سعيد الصحاف: لا، ليس لديهم أي شيء، ليس لديهم.. ليس لديهم أي حجة هذا كلام فارغ.. هذا كلام فارغ وهو شو دخلهم بالعراق وغير العراق حتى فيه معارضة أو ما فيش معارضة أو..، كل مجتمع إله حريته الكاملة في إن يبني نظامه السياسي والاجتماعي والاقتصادي دون تدخل، مين اللي خلاهم هم مقياس العالم وهم مليئين بالفساد؟ هم يكتبوا عن بلدهم العقلاء منهم اللي ما لهم علاقة بالسلطة، يقول لك: أسوأ ديمقراطية في العالم هي الديمقراطية الأميركية لأنها.

It is the democracy of the few هي ديمقراطية القلة، جاية من يرد يصيروا هم المعيار لشعوب العالم الأخر، هذا كلام ما له أساس، وأنا أعتقد ما بيعتقد.

جميل عازر: لكن هذا ربما لا يقنع كثيرين أن نقول.

محمد سعيد الصحاف: هو الكلام الأصل الأميركي ما مقنع هو، شوف الرد.. رد العالم عليهم، كلما يجد فرصة يعبر عن حنقه على الأميركان يمارس هذا الشيء، طردوهم من لجنة حقوق الإنسان، شوف تبجحهم بحقوق الإنسان كم، حتى حلفاؤهم لم يصوتوا لهم من شدة القرف اللي أصابهم من الطريقة الأميركية الهمجية يعني، دول مش قياس لأحد، دول حقيقة مش قياس لأحد، دول عيب.

جميل عازر: لا يمكن.

محمد سعيد الصحاف: دول عيب أصلاً من.. يعني المثقفين الحقيقيين في العالم، الناس الشرفاء في العالم حقيقة يبتعدون حتى لا يرتبط شيء أميركي بهم لأنه مخجل، مثال مخجل وليس مثال ينقاس عليه مع الآخرين.

جميل عازر: المقارنة هنا مقارنة حادة جداً في الواقع بالنسبة للموقف في العراق من مسألة حقوق الإنسان، الحريات الفردية، الديمقراطية إلى آخره وما في الولايات المتحدة.

محمد سعيد الصحاف: إحنا.. لا.. لا هذا كلام، هذا كلام الناس، هذا ترداد لا لحملة، إحنا أيضاً نقدر نشن حملة حرب نفسية على الآخرين، هذه جزء من الصراع أستاذ جميل، شوف بالعراق إحنا نتمتع بالحرية أكثر من كثير من ادعيائها في الخارج، إحنا عندنا نظام، وعندنا مبادئ ونقيم مؤسساتنا، نبينها إحنا مؤسساتنا الوطنية، إحنا دعينا آلاف من الناس يجون يلاحظون يراقبون الانتخابات للمجلس الوطني العراقي بما فيهم أميركا من.. من يعني المنظمات الأميركية الشعبية لم يجرؤ -بما فيهم من عتاة اللي يكرهون العراق- حتى من الصحافة البريطانية لم يتجرأ أحد أن يقول أن الانتخابات ليست حرة، وعدد المستقلين في هذه.. المرشحين كان بالآلاف، إحنا عندنا مجلس وطني حر ويشكل سلطة تشريعية نشيطة ونبيهة، وعندما مجالس شعبية مجالس الشعب في.. على مستوى حتى القرية.

جميل عازر: في النهاية هل تعتقد أن الوضع مرشح لمواجهة.. بينكم وبين الأمم المتحدة و كذلك الولايات المتحدة و بريطانيا؟

محمد سعيد الصحاف: لا.. لا ليس لدينا مواجهات مع الأمم المتحدة، نحن نكسب مزيد من التعاطف لدى دول العالم، لن.. لن نرتخي أمام الضغوط الأميركية والسياسة الأميركية اللي هي بتطبق أغراض الصهيونية ضدنا، ضد كل الأمة العربية وضد العراق على وجه الخصوص لأن هو الجزء النشيط في هذه المرحلة من أمتنا

جميل عازر: أستاذ محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي- شكراً جزيلاً.

محمد سعيد الصحاف: أهلاً وسهلاً.

جميل عازر: شكراً لك.

محمد سعيد الصحاف: أهلاً أستاذ. جميل مرحباً.

المصدر: الجزيرة