محمد الأحمري .. نشاطات التجمع الإسلامي وأهدافه
مقدم الحلقة: | عبد القادر عياض |
ضيف الحلقة: | محمد حامد الأحمري: رئيس التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية |
تاريخ الحلقة: | 24/02/2002 |
– نشاطات التجمع الإسلامي وأهدافه
– تأثير أحداث سبتمبر على نشاط التجمع
– مدى تطابق صورة الإسلام لدى الحكومة والشارع الأميركي
– مدى اندماج المسلمين مع المجتمعات الغربية
![]() |
![]() |
عبد القادر عياض: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم إلى عدد جديد من برنامج (لقاء اليوم) والذي نستضيف فيه الدكتور محمد حامد الأحمري (رئيس التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية)، دكتور أهلاً بكم.
محمد حامد الأحمري: أهلاً ومرحباً، شكراً لدعوتكم.
عبد القادر عياض: شكراً، دكتور نريد في البداية أن نعرف المشاهد عن هذا التجمع.
نشاطات التجمع الإسلامي وأهدافه
محمد حامد الأحمري: التجمع هو منظمة إسلامية تهتم بالتوعية والتعريف الإسلام وتقديم الخدمات اللي بتحتاجها الجالية المسلمة مثل قضايا التعليم، التفقيه في الإسلام، تقوية الروابط بين المسلمين، ثم تعريف المجتمع الأميركي بحياة المسلمين ثقافتهم والدعوة إلى الإسلام، أيضاً نحن نحرص على إيجاد الرابطة بين العالم الإسلامي وبين الجالية المسلمة الموجودة في الغرب، عندنا مشاريع كثيرة تهتم بالتعريف بالإسلام ما هو الإسلام من خلال أصول الإسلام الصحيحة ومن خلال الكتابات الإسلامية أو كتابات المعتدلين من غير المسلمين، لأنه كما تعلمون المكتبة والثقافة الغربية مكتبة تقريباً تكاد تكون مختلفة أو مضادة أو معادية للتوجهات الإسلامية بحكم الميراث الاستشراقي الطويل على مدى القرون.
عبد القادر عياض: طيب، لو سمحت دكتور التجمع هل هو حديث المنشأ؟
محمد حامد الأحمري: التجمع الآن له عشر سنوات تقريباً منذ تأسس..
عبد القادر عياض: نعم، وأين يتمركز..
محمد حامد الأحمري: هو في منطقة ميتشجان في منطقة مركزية يمكن لتجمع العرب المسلمين أكبر جالية عربية إسلامية في منطقة واحدة، في منطقة ميتشجان مناطق الشمال هذا ناحية المصانع القديمة ووجود الجاليات التي هاجرت إلى هناك، وهناك مساجد ويعود تاريخها إلى قرابة ستين سنة في تلك المنطقة، فهي في منطقة يكثر فيها العرب ويكثر فيها المسلمون وأيضاً تكثر الروابط والصلات مع العالم الإسلامي في تلك المنطقة.
عبد القادر عياض: دكتور، من خلال إنشائكم هذا التجمع هل لمستم ضرورة حقيقية لضرورة التعريف الغرب بالإسلام وتعريف مُثُل هذا الدين بالنسبة للغربيين وإيجاد حالة من التواصل بين هذا الدين وبين سكان أميركا الشمالية مثلاً.
محمد حامد الأحمري: نعم، هناك ولله الحمد في هذه السنوات الأخيرة بدأ أن بدأ التوجه أو التعليم للعالم تعريفهم بالإسلام تعريفهم بالثقافة الإسلامية (…..) من خلال..
عبد القادر عياض [مقاطعاً]: يعني.. لو سمحت يعني هل هناك.. تحسون بأن هناك كانت ضرورة؟ هل هناك نوع من التعطش الغربي –الأميركي خاصة- لمعرفة هذا الدين تفاصيله تعاليمه إلى غير ذلك؟
محمد حامد الأحمري: نعم، هناك حاجة، لكن كنت أحب أن أقول أنه في السابق كان من يعرف بالإسلام وهم في الغالب هم النصارى وغير المسلمين في مراحل سابقة سواء التعريف الإعلامي العام والتعريف بالكتاب وتعريف وسائل الإعلام، كان التعريف يأتي من قبل غير المسلمين أما في السنوات الأخيرة بدأ التعريف والصلة وتعريف ما هو الإسلام؟ ما.. من هم المسلمين؟ من خلال المسلمين أنفسهم والحقيقة هذا تغير كبير في توجه الإعلام وتوجه الثقافة، هناك فرق بين.. بين أن تكون هناك مؤسسة أو جمعية أو جامعات غير إسلامية هي الوصية على التعريف بك وبين أن تكون أنت الذي تعرف بنفسك، فهناك تغير كبير بين الحال.. السابق والحال الجديد أصبح المسلمين.. يستطيعوا أن يعرفوا بأنفسهم وت… دون أن يكون هناك وسيط آخر يغير الصورة أو يشوهها.
عبد القادر عياض: طيب، طيب، ما هي طرائقكم في التعريف بالإسلام؟
محمد حامد الأحمري: هناك طرق كثيرة منها طريقة الحوار المباشرة، زيارة الجامعات، زيارة الكنائس في برامج مفتوحة بين الجانبين هناك مشروع كبير نتبناه منذ سنوات وهو مكتبة السجين أرسلنا أكثر من خمسمائة مكتبة لأكثر من خمسمائة.. لخمسمائة سجن فيها مصحف.. القرآن فيها مجموعة من الكتب.
عبد القادر عياض: مصحف للمسلمين داخل السجون؟
محمد حامد الأحمري: نعم، للمسلمين، ثم بدأنا بعد الأحداث الأخيرة في مشروع آخر مهم وهو التعريف بالإسلام من خلال إرسال مكتبات للأحياء في.. في الولايات المتحدة عدد المكتبات العامة يفوق عدد مطاعم ماكدونالدز اللي تنتشر في كل زاوية فالمكتبات العامة.. العامة ظاهرة من ظواهر المدن والأحياء يقبل عليها الناس ويهتمون بها وفبدأنا مشروعاً نهتم فيه بأن نوصل الكتب الإسلامية المكتوبة بأقلام مسلمين أو بأقلام مستشرقين متعاطفين أو منصفين إلى هذه المجموعات، فنعرض عليهم هل يمكن أن تقبلوا وجود هذه الكتب في مكتباتكم فإن قبلوا أرسلنا لهم، وقد بدأنا المشروع بعد هذه الأحداث وهناك إقبال كبير على استقبال هذه الكتب والترحيب بها وهي مكتوبة بمستوى عالي من ناحية الأسلوب والكتابة.. كتب مشهورة مثلاً الكتاب "الطريق إلى مكة" محمد أسد وفي كتب (أرمسترونج) كتب عالية المستوى، وكتب تعريفيه حتى لمستويات أقل لعامة الناس أو الأطفال، هناك قائمة من الكتب التي اخترناها وبدأنا بإرسالها إلى مكتبات الأحياء.
تأثير أحداث سبتمبر على نشاط التجمع
عبد القادر عياض: دكتور، العالم كله تغير بعد الحادي عشر من سبتمبر ولاشك أنتم قد تأثرتم بعد الحادي عشر من سبتمبر وأصبح نشاطكم قبل وبعد أعتقد أنه لم يعد هو.. هو، فما الذي تغير بعد الحادي عشر من سبتمبر فيما يتعلق بنشاطكم؟
محمد حامد الأحمري: هناك تغير لاشك في طريقة الخطاب في المادة المقدمة للناس.. في الأسلوب أصبحت هناك كثير من الجوانب التي يقتضيها الخطاب الجديد من ذلك الخطاب السابق، مثال ذلك مثلاً الموقف من الإرهاب عموماً أصبح مادة مهم الحديث فيها تحت أي لحظة.. في أي لحظة من اللحظات.
عبد القادر عياض: لكن هل.. هل تعرض تجمعكم مثلاً لمضايقات؟
محمد حامد الأحمري: حقيقة ولله الحمد لم نتعرض لمضايقات هي حصلت مكالمات كانت مستفزة، لكن بعد ذلك جاء مجموعات أغلبهم من الليبراليين، من متعاطفين، من ذوي الاهتمامات الإنسانية جاءوا المكتب أعطون بطاقات أرسلوا ردود مكالمات كانت جيدة ومشجعة لأنهم عرفوا المسلمين كانوا ضحية في ذلك الحدث، وهناك.. كان هناك اهتمام جيد من المجموعات.
عبد القادر عياض: هل تقوموا بأعمال خيرية مثلاً أم لا، أم لستم جمعية خيرية؟
محمد حامد الأحمري: نحن جمعية دعوية ثقافية تهتم بوجود الرابطة الجيدة بين مسلمين وإعطاء الصورة الإسلامية الصحيحة للناس، ولذا عملنا ليس عمل إغاثياً ولذلك لم.. تتضرر الجمعيات الثقافية كما تضررت الجمعيات الإغاثية.
عبد القادر عياض: طيب دكتور..
محمد حامد الأحمري: إنما هناك جانب آخر قد يكون له أثر سلبي وهو حقيقة كثيراً.. كثير من حريات التي كنا نمارسها من قبل أصبحت محدودة، هناك صعوبة في إقامة المؤتمرات العامة الآن، هناك صعوبة في إقامة اللقاءات العامة، أن نظهر بنشاطات ونجمع الناس في لقاء إسلامي هناك صعوبة، اختلف الأمر فيه عن السابق في السابق حريات أكثر وأوسع المسلمين أن يتخاطبوا مع الناس بشكل أحسن ونقدم الكثير من هذا الأمر.
عبد القادر عياض: هل.. هل هناك صور إيجابية خلفها ما بعد الحادي عشر من سبتمبر؟
محمد حامد الأحمري: لاشك هناك أثار إيجابية، الله –سبحانه وتعالى- لم يخلق شراً محضاً فهذا الحدث بمقدار ما كان فيه من أثر سيئ على كثير من الناس، لكن هناك أثر إيجابي وهو إثارة الاهتمام بالإسلام، ما هو الإسلام؟
عبد القادر عياض: هل أنتم تجمع أو جمعية ذات طابع حكومي؟
محمد حامد الأحمري: نحن جمعية ليست حكومية تأسست من قبل عدد من والجمعيات أسست تجمع يجمع هذه الجمعيات ويجمع عدد كبير من المساجد الجمعيات، ليس لنا من الارتباط بأي حكومة في العالم الإسلامي وفي غير العالم الإسلامي، دخل وتشجيع هذه المؤسسة وأعمالها قائم على تبرعات الأفراد من داخل الولايات المتحدة أو من العالم.
عبد القادر عياض: هل ترون بأن هذا أفضل؟
محمد حامد الأحمري: لاشك أن استقلال العمل الإسلامي سر من أسرار نجاحنا وأن ضعف صورة المسلمين وأحياناً وجود بعض مشكلات في العمل الإسلامي كان بسبب أثر أو دخول حكومات في العمل الإسلامي في الغرب، لأن لكل دولة مصلحة على أو وضع معين تحب أن تفرض من خلال هذه الجمعيات، من خلال المؤسسات الرسمية وجهة نظرها في الأحداث، وبالتالي تضطر إلى إدخال نوع من الإسلام، قد لا يكون الإسلام الصحيح، إنما الإسلام الذي يراعي هذه الجهة وتلك الجهة فيختل مساره الصحيح، وهناك محاولات في الدول الغربية كما تعلمون لإيجاد إسلام يناسب سياسة الدولة، لكنه إلى الآن لم تنجح هذه النظرية في أميركا في حد علمي.
عبد القادر عياض: دكتور، هل تتفق معي بأن هناك بعض سلوكيات.. بعض المسلمين في الغرب عموماً وفي أميركا باعتبارها هي البلد الذي وقع فيه أحداث الحادي عشر من سبتمبر، هل تعتقد بأن بعض المسلمين كأشخاص أو من خلال تجمعات أو جمعيات أساؤوا نوعاً ما لصورة الإسلام؟
محمد حامد الأحمري: قد يحصل هذا، لكن حقيقة الصورة العامة للوجود الإسلامي كانت صورة مشرفة، صورة جيدة، طبيعة المجتمع الإسلامي الموجود في الولايات المتحدة حقيقة هو مجتمع المتعلمين المثقفين، أغلب المهاجرين هناك هم.. هي هجرة عقول، أكثر منها هجرة عمالة، وهذا فرق عن الهجرة الموجودة لأوروبا، أو الهجرة الموجودة بمكان آخر، فالهجرة الموجودة في أميركا هي هجرة مثقفين، هجرة علماء، هؤلاء الناس طبقة متميزة مؤثرة جيداً في أعمالها في تلك القارة.
[فاصل إعلاني]
مدى تطابق صورة الإسلام لدى الحكومة والشارع الأميركي
عبد القادر عياض: هل فهم الشارع الأميركي للإسلام وتعاليمه هي نفسها الصورة لدى الحكومة الأميركية مثلاً؟
محمد حامد الأحمري: الصورة لدى الحكومة الأميركية حقيقة لم تكن الحكومة الأميركية على خط الإسلام في السابق، لم تدخل الحكومة الأميركية في نقاش موضوع المسلمين وتأثيره في السابق، لكن بعد هذا الحدث بدأت الحكومة الأميركية تنظر إلى.. إلى قضية الجالية الإسلامية بعين الاهتمام، وكان لموقف الرئيس مثلاً في تلك.. المراحل الأولى عندما طالب مثلاً بأن تحترم حقوق المسلمين، كان موقفاً إيجابياً.
عبد القادر عياض: ولكن هل ألا ترون بأن موقف الحكومة الأميركية وتدخلها حتى في بعض المناهج الدراسية لدى المدارس الإسلامي في الدول الإسلامية ومطالبتها بتغيير كثير من مناهجها وفق رؤية أميركية ما، هل تعتقد بأن هذا يعكس صورة أميركية للإسلام؟
محمد حامد الأحمري: حقيقة إن الاهتمام بموضوع علاقة الإسلام بالدولة أمر يحتاج إلى.. إلى وعي في العالم الإسلامي وأيضاً في العالم الغربي، وجود الدولة التي تتحكم في الدين أو تملك الدين في العالم الإسلامي هذه النظرة وهذا الواقع حقيقة سيضر الإسلام حاضراً ومستقبلاً، لأن الإسلام مؤسسة ودين وقناعة وسلوك وثقافة لا تخضع للسلطة فعندما تخضعها للسلطة وتملكها الحكومة، وهذه الحكومة مضطهدة فلابد أن يمارس الضغط على الإسلام، لكن عندما يفك الاشتباك هنا ويصبح المسؤولية الدينية مسؤولية الإسلام، التعليم الإسلامي منفصلة عن سيطرة الحكومة، فتصبح مسؤولية الشعب، مسؤولية المؤمنين، مسؤولية المسلمين، التعليم مسؤوليات المسلمين وليس مسؤوليات الحكومة وتوجيهها، في هذه الحالة يوجد الإسلام المستقل لأنه نحن الآن لا نستطيع أن ندخل ولا أي دولة إسلامية عربية وتطالب كنيسة من الكنائس داخل أميركا وتقول عدلوا هذه المناهج أو طريقة هذه.. هذا القسيس.
عبد القادر عياض: هل تريد أن تقول بأن العلمانية وفرت مناخاً أفضل للتحدث عن الإسلام بشكل أصح؟
محمد حامد الأحمري: نعم، هناك وفرت لنا مجال، لكن أنا أقصد بهذا بين المؤسسة أو سيطرة الدولة على.. على الدين في العالم الإسلامي جعلت وضع الدين ضعيف تحت نفوذ الحكم، فمثلاً الحكومة الأميركية تريد تعديل مناهج العالم الإسلامي ستعدل بسهولة بحكم خضوع الدين لهذه الدول للدولة، لكن لو كان الدين مؤسسة مستقلة لا تتدخل فيه الدولة، هنا في هذه الحالة ستجد الحكومة الأميركية هناك صعوبةً في التعامل مع الدين أو تغييره، في.. في الولايات المتحدة، الدولة لا تتحكم في الحكومة، بل العكس نحن نجد أن الدين يؤثر تأثيراً كثيراً على مسيرة الدولة إذاً الرئيس اللي.. أدى الرئيس بوش والرؤساء من قبل يأتون إلى الحكم من خلال دعوة وتأثير الكنائس.
عبد القادر عياض: تكلمنا قبل قليل عن المنظمات غير الحكومية وأنتم منها، هذا يجرنا الحديث عن.. عن الحكومات، حكومات الدول العربية والإسلامية، هل تشعرون بأن هناك مسؤولية على حكومات الدول العربية والإسلامية أن تقوم بدور ما في مجال رسم الصورة الصحيحة للفعل الإسلامي؟
محمد حامد الأحمري: لا أظن أنه من المناسب أن تتدخل الدول الإسلامية، والدول العربية في حياة وتفكير ونشاط المسلمين في الغرب، بالعكس هناك جاليات ناضجة قادرة لديها قدرات علمية وثقافية ومتفوقة، بُعد الحكومات عن هذه المؤسسات سجَّل لهؤلاء مزيد من الحرية والقدرة على التأثير، بل كثير من التدخل قد يضر بالمسلمين لكن ما هو المطلوب في هذا الحال؟ حقيقة المناصرة لهذه الجالية، مناصرات سياسية، والطلب من الحكومات الغربية أن تعطي مجال أكبر واهتمام المسلمين، وجود في الحكومات، وجود في المؤسسات.. إلى آخره، هذا أمر.
الأمر الآخر: من المهم أن تفتح الجامعات أبوابها في العالم العربي للمسلمين وأحياناً لغير المسلمين لدراسة اللغة العربية إذاً نحن تأتينا مجموعات كبيرة من مسلمين وغير مسلمين تريد دراسة اللغة العربية، نحن لا نجد دولة ممكن تستقبل هؤلاء الناس، لذلك يذهبون إلى جبال في اليمن يدرسون مع القبائل ومع مشائخ أو مساجد لأن هنا هذه الدولة فتحت مجال، ومجال قد يكون مكان رخيص لتعليم اللغة العربية، لكن الجامعات العربية، المؤسسات، الدول لا تستقبل هذه المجموعات الكبيرة التي تحرص على تعلم اللغة العربية، اللغة العربية سيكون لها مستقبل أكبر في الولايات المتحدة مجموعات الأكاديمية المهتمين بدراسات الإسلام، هؤلاء لهم مستقبل كبير، وبالتالي من المفترض أن الجامعات المجتمعات العربية تفتح مجال لهؤلاء الناس ليدرسوا الإسلام ويعرفوا اللغة العربية.
يأتي سؤال آخر ألا يمكن يكون بين هؤلاء الناس من له أهداف غير جيدة؟ الأصل أن تفتح.. تفتح المجال وتُعرف بدينك وبثقافتكم وهي عندك، وهذا المجال مفتوح للسيئ وللحسن، ولكن لاشك سيكون هناك مجموعات جيدة من الناس.
مدى اندماج المسلمين مع المجتمعات الغربية
عبد القادر عياض: ألا تشعر معي بأنه الغرب عموماً يتهم كثير التنظيمات الإسلامية أو المسلمين بصفة عامة أنهم لا يندمجون بسهولة في هذه المجتمعات، وأنهم ينأون بأنفسهم بعيداً عن المجتمعات التي هم أصلاً يعيشون فيها؟
محمد حامد الأحمري: أولاً المهاجر غالباً خاصة من يهاجر لدولة مثل الولايات المتحدة، سيحرص الجيل الأول من المهاجرين على التخلص من كل ما يربطه إذا لم يكن متديناً، أن يتخلص من كل ما يربطه بالمشرق.
عبد القادر عياض: نعم.
محمد حامد الأحمري: حتى اللهجة يحاول أن يتخلص منها وكذا، لكن الجيل الثاني يبحث عن ما فقد من والده، يبحث عن اللغة، يبحث عن الثقافة، يحب أن يستعيد هذا الجو الذي عاشه والده في يوم.. يوم ما فهذا.. هذا، هذا الارتباط موجود، هذه الصلة موجودة، هذا الحنين للعالم الإسلامي والعربي سيستمر بين عند هذه الأجيال، وهذه الرابطة يستفاد منها في كثير من الجوانب التي يمكن أن تقوي وضع الشخص أو المجموعات الإسلامية.
عبد القادر عياض: أنا الذي قصدته أن كثير من التنظيمات تتحدث عن الغرب بشيء من العدائية تحاول أن تنأى بنفسها، تجد كل المبررات على أن الغرب يختلف عنا كثيراً، ولا تحاول أن تجد كثير من القواسم المشتركة، لا تحاول أن تتفهم قوانين هذه الدول وبالتالي أن تتعايش معها وتتغلغل فيها كما تفعل كثير من التنظيمات غير الإسلامية.
محمد حامد الأحمري: المسلم الذي يهاجر إلى الغرب يختلف عن المجموعات التي تهاجر من خلفيات ومن مناطق ومن دول صغيرة وضعيفة، المسلم الذي يهاجر لأميركا وراءه ثقافة طويلة المدى في التاريخ، في الثقافة، في العلوم، يعتز بها، فمن الصعوبة أن يتنازل عنها بسهولة أو يندمج في هذه المجتمعات…
عبد القادر عياض[مقاطعاً]: أنا لا أقصد التملص ولا أقصد التنازل ولا أقصد أن يتخلص المسلم عن مميزاته، ولكن التكيف مع القوانين، معرفة البلد بشكل أفضل، الاندماج بشكل أفضل، إيجاد قواسم مشتركة مع الآخر، محاولة الاندماج بشكل أفضل وأكثر، هذه نجدها في التنظيمات الأخرى وتشكل ما يسمى باللوبيات ويصبح لها تأثيرها ونفوذها، بينما نجد التنظيمات الإسلامية بصفة عامة تنأى بنفسها بعيداً، وبالعكس تبحث عن كثير من القواسم الغير مشتركة لتقدمها للمهاجر العربي أو تقدمها للغربي على أساس أنها فروق بينه كمسلم وبين هذا الغربي المسيحي أو غيره.
محمد حامد الأحمري: الحقيقة أن هناك توجه كبير في هذه الأيام لإيجاد القواسم المشتركة، بل هذه المجموعات تعطي اهتمام أكبر لوجود القواسم المشتركة، وهناك كثير من القواسم يمكن أن تكون إيجابية بين مسلمين وغير مسلمين، والتفهم إلى أن هذا الجانب بين الناس وتبني كثير من المواقف الحكومية المعلنة في الغرب، هناك من يحرص من المسلمين على هذا الأمر، لكن مقابل ذلك أنا أظن أن المجموعات الإسلامية، الأجيال الإسلامية لن يكن لها مستقبل كمستقبل اللوبي الصهيوني مثلاً لماذا؟ اللوبي الصهيوني هو يندمج مع المجتمع الغربي وينسى.. وينسى في كثير من الظروف القضايا الدينية والثقافية هو الجنس، لكن أنت عبارة عن دين، فالجنس والدين يختلف، ممكن يكون هذا الجنس يندمج مع أجناس أخرى، وينسى كثير من ثقافاته، يندمج مع المسيحية بسهولة، لكن المسلم يبقى إحساسه بالإسلام أنه يختلف عن المسيحية، هذا ما يجعل الفارق يكبر باستمرار بين المسلمين وبين المسيحيين، حتى المسلمين الذين ولدوا هناك أو من هذه الأجيال تجد أنه مجرد أن يسلم يشعر أنه ينتمي إلى أمة إسلامية، فهذا الفارق ليس من السهولة القضاء عليه، ولذلك هناك محاولات غربية لا أظنها تنجح إلى مدى كبير في إنهاء الحواجز، لكن هناك كثير من القضايا المشتركة، الاندماج فيها لمصلحة الجميع نعم، لكن سيبقى المسلم نوع من الخصوصية والتفرد والغرب يدرك هذا، أنا لا أظن أن اللوبي الإسلامي في دولة غربية سيصل من القوة والتأثير لما يمكن أن يصل له اللوبي اليهودي لماذا؟ اللوبي اليهودي يمثل ستة ملايين أو خمسة ملايين في إسرائيل، لكن اللوبي الإسلامي يمثل حوالي مليار ونصف فهذه قوة خطيرة في التعامل، ليست بالسهولة أن توجد لها لوبي داخل الولايات المتحدة أو داخل دولة الغربية، وبالتالي عملية اللوبي يجب أن تنتهي في النهاية لأن هناك عوامل ثقافية، عوامل قوة إسلامية وسياسية من الصعوبة أن تصل إلى مرحلة الاندماج، تركيبة الولايات المتحدة هي تركيبة الاندماج صحيح، لكن المجموعات اللي اندمجت في السابق في كثير من ظروفها انتهى تأثيرها، إلا مجموعات قليلة من القوميين العرب أو من لهم اهتمام عربي، بقيت صلاتهم، ثقافتهم مؤثرة في مصير الحكومات، لكن كما تعلم يضعف تأثيرها، حكومة (كلينتون) مثلاً كان عدد من العرب لم يكن لهم صوت ولا أثر.
عبد القادر عياض: دكتور، ألا تشعر بأن هذا الإسلام المقدم في أكثر من وجهة، الإسلام الوهابي الإسلام الشيعي، الإسلام السني، الإسلام.. إلى غير ذلك، ألا ترى بأن هذه الصورة غير الموحدة، خاصة لدى الغرب لمفهوم الإسلام هي التي ربما تجعل هذه الصورة مذبذبة لدى الغربيين؟
محمد حامد الأحمري: حقيقة التذبذب هو في المجموعات التي تقدم الإسلام بصور مختلفة، هناك تقديماً إعلامياً، أما العالم الإسلامي فهو عبارة عن.. عن كيان واحد مع وجود هذه المجموعات في.. في داخله لاشك، لكن سيحرص الناس.. سيحرص المجموعات الغربية، سيحرص مراكز الفكر في الغرب على أن يقسموا الإسلام إلى نوعين، النوع الأول هو النوع المتمدن، الحضاري، الجميل، المقبول، وهو الذي يُعرض وهو الذي لا يخالف المصالح الغربية في العالم الإسلامي ولا يختلف مع إسرائيل.
النوع الآخر هو النوع السيئ وهو النوع الذي يهتم بمصالح العالم الإسلامي، التيار الوطني، التيار الذي يهتم بقضايا الأمة الإسلامية، وبالإسلام الحق، هؤلاء سيُنبذون ويُشوه الإسلام في مرحلة أخرى تختلف عن السابقة.
عبد القادر عياض: الدكتور محمد حامد الأحمري (رئيس التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية) شكراً جزيلاً لك.
مشاهدينا، شكراً جزيلاً لكم في هذا العدد الجديد من برنامج (لقاء اليوم) إلى أن نلقاكم، دمتم بخير.