لقاء اليوم

لي هان .. علاقات كوريا الجنوبية بالعرب وأميركا

ماهي التحديات التي تواجهها كوريا الجنوبية في هذا القرن؟ ولماذا تنأى بنفسها عن القضايا العربية وتكتفي بتجارة النفط والغاز؟ وهل ستتحول إلى جزء من النظام الأميركي الجديد للدفاع ضد الصواريخ البالستية؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على رئيس الوزراء الكوري الجنوبي في لقاء اليوم.

مقدم الحلقة

جميل عازر

ضيف الحلقة

لي هان دونغ: رئيس الوزراء الكوري الجنوبي

تاريخ الحلقة

16/05/2001

– علاقة كوريا الجنوبية بالدول العربية
– علاقة كوريا الجنوبية بالولايات المتحدة الأميركية
– كوريا الجنوبية ومبادئ منظمة التجارة العالمية

undefined
undefined

جميل عازر: مشاهدينا الكرام.. ضيفنا في (لقاء اليوم) من قناة (الجزيرة) في قطر هو رئيس حكومة كوريا الجنوبية (لي هان دونغ).

سيد لي ..أهلاً بك في هذا البرنامج مع قناة (الجزيرة) في قطر، أود أن أسألك أولاً: كيف تصف-باختصار- علاقات بلادكم مع الدول العربية في غربي آسيا وفي شمال إفريقيا؟

علاقة كوريا الجنوبية بالدول العربية

لي هان دونغ: علاقاتنا جيدة بصفة عامة مع الدول العربية،وبشكل خاص مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهي علاقات –كما تعرفون- ضرورية وهامة لأن دول مجلس التعاون الست تصدر لنا النفط والغاز، بالإضافة إلى العلاقات التجارية الوطيدة معها في المجالات الأخرى.

جميل عازر: طيب نظراً إلى هذا التعاون التجاري المتبادل نجد كوريا الجنوبية غائبة عن المسرح السياسي في كثير من القضايا الخاصة بالمنطقة العربية، هل هناك من سبب محدد لهذا الغياب؟

لي هان دونغ: لا أستطيع التعليق على هذا السؤال، ولكن جمهورية كوريا الجنوبية تأخذ دائماً مواقف معتدلة من جميع القضايا.

جميل عازر: كيف تنظرون إلى العقوبات المفروضة على العراق وإلى معاناة العراقيين من جراء ذلك إذن؟

لي هان دونع: قضية العراق هي من اختصاص منظمة الأمم المتحدة، وأعتقد أنه من غير المناسب –بصفتي رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية- التعليق على هذا الموضوع.

جميل عازر: طيب.. لنأخذ موضوعاً عربياً آخر أكثر سخونة وهو العنف الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، هل يمكنك التنديد بسياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية –شارون- نظيركم الإسرائيلي؟

لي هان دونغ: إن الحكومة كوريا الجنوبية تأسف جداً لما يحدث من عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس هناك أي حلول تأتي عن طريق العنف، وعلى الجانبين تقديم التنازلات للوصول إلى حل لهذه المشكلة.

جميل عازر: طيب.. هل تعتقد أن للانتفاضة الفلسطينية مبرراً وهو الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية؟

إعلان

لي هان دونغ: اسمح لي –بصفتي كرئيس لوزراء كوريا الجنوبية- فإن هذه القضايا في غاية الصعوبة بالنسبة لي للجواب عليها.

جميل عازر: هل في إمكانكم العمل للتقريب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خاصة وأنكم كالإسرائيليين حلفاء وثيقين الصلة بالولايات المتحدة الأميركية؟

لي هان دونغ: رغم أن الكثير من الدول تبذل جهودها حالياً لإيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني –الإسرائيلي فإن المشكلة مازالت مستعصية على الحل، أما فيما يتعلق بموقف الحكومة الكورية حول هذا النزاع، فنحن ندرس كيف يمكن أن نساهم في هذا الموضوع.

جميل عازر: السيد رئيس الوزراء.. هناك من ينظرون إلى كوريا الجنوبية وكأنها مستعمرة أميركية تأتمر بأمر الأميركيين، فيما يتعلق –بوجه الخصوص- بعلاقاتكم مع كوريا الشمالية، ما هو تعليقك على ذلك؟

علاقة كوريا الجنوبية بالولايات المتحدة الأميركية

لي هان دونغ: أولاً: كوريا الجنوبية ليست مستعمرة أميركية، وهذه صفة غير مناسبة لوصف كوريا، فنحن نلنا استقلالنا عام 1948م، وعندما نتطرق لعلاقاتنا مع الأميركيين فيمكننا اعتبار الولايات المتحدة حليفاً قوياً لنا خاصة في مجال الدفاع، إذن كوريا الجنوبية دولة مستقلة وناتجنا القومي الخام يحتل المرتبة الثانية عشرة بين دول العالم، ولدينا علاقات دبلوماسية مع حوالي 160 دولة،لذلك صفة أن كوريا مستعمرة من الولايات المتحدة هو قول غير مناسب تماماً.

جميل عازر: طيب.. هل بإمكان (سول) أن تتفاوض مع الشطر الشمالي الكوري بدون موافقة الأميركيين، ولماذا لا تفعلون ذلك؟

لي هان دونغ: عندما نتحدث عن العلاقة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، فأنت تعرف أن هناك قمة عقدت بين زعيمي البلدين في الخامس عشر من تموز/يوليو من العام الماضي وهذه المفاوضات جاءت نتيجة لقرار من الحكومة الكورية، وهو قرار مستقل وليس له علاقة بالولايات المتحدة، ولم نأخذ أوامر أو تعليمات من واشنطن للبدء في المفاوضات، ولكن نحن نعتبر انعقاد هذه القمة جاء نتيجة لسياسة الشمس المشرقة وكذلك للسياسة التي اتبعها (كين داي جونج)، والتعاون بين الكوريتين يتزايد يوماً بعد الآخر والإدارة الأميركية تحترم دور حكومتنا في تنفيذ سياساتها تجاه كوريا الشمالية.

جميل عازر: (بيونج يانج)، (كيم جونج إل) حذركم في هذا اليوم بالذات جزءاً من النظام الدفاعي الأميركي الجديد ضد الصواريخ البالستية وهذا مشروع –كما تعلم- مثير للجدل والنقاش حتى بالنسبة لحلفاء أميركا، هل ستتعاونون مع واشنطن في تنفيذ هذا المشروع؟

لي هان دونغ: فيما يتعلق بمشروع الدرع الصاروخي الأميركي، فالحكومة الكورية لم تتخذ موقفها النهائي بعد من هذه المسألة.

جميل عازر: طيب، الأميركيون يتذرعون بنظام (كيم جونج إل) لتبرير نصب شبكة دفاعية من هذا القبيل، ألا تعتقد أن هذا مجرد تخويف، لا أساس له من.. من الصحة؟

لي هان دونغ: بالرغم من مفاوضات القمة بين زعيمي كوريا الشمالية والجنوبية فإن (بيونج يانج) مازالت تحتفظ بقوتها العسكرية بنفس المستوى أي مازال التوتر قائماً في شبه الجزيرة الكورية، وبالطبع هناك قلق أميركي تجاه الصواريخ والأسلحة التقليدية في كوريا الشمالية، ولكننا سنتابع الأمر عبر المفاوضات الثنائية وعن طريق المفاوضات وحدها يمكن أن نتوصل إلى حل لخفض عدد القوات العسكرية لكوريا الشمالية، ومن ثم لتخفيض حدة التوتر، ونتمنى أن يستتب السلام التام في شبه الجزيرة الكورية.

إعلان

جميل عازر: هل ينطبق هذا -في رأيك- على نظام طالبان في أفغانستان، هل يشكل هذا النظام –فعلاً- تهديداً للولايات المتحدة الأميركية.

لي هان دونغ: أنا أسف جداً، ليس لدي معلومات كافية عن حركة طالبان، ولكي أجيب عن هذا السؤال أحتاج إلى دراسة المزيد عن حركة طالبان.

جميل عازر: طيب.. لديكم في كوريا الجنوبية بعض المسلمين، ولكن الأكثرية بوذية، كيف تصف قيام طالبان بتدمير تماثيل بوذا في أفغانستان؟

لي هان دنغ: موقفي الشخصي فيما يتعلق بتدمير تمثالي بوذا، فأنا أعتقد أن هذا السلوك غير حضاري، لأن هذه التماثيل هي من التراث الإنساني وتدميرها سلوك غير حضاري.

جميل غازر: أنتم عضو في منظمة التجارة العالمية (Word Trade Organization ).

ما هو رأيك في الاحتجاجات على بعض المبادئ التي تقوم عليها المنظمة، هل لها ما يبرر هذه المخاوف من منظمة التجارة العالمية؟

كوريا الجنوبية ومبادئ منظمة التجارة العالمية

لي هان دونغ: كما تعرف فإن كوريا الجنوبية انضمت إلى منظمة التجارة العالمية في عام 1994م، وكلنا نعرف أن المبدأ الأساسي لهذه المنظمة هو سياسة الانفتاح والتجارة الحرة والسوق العالمية الواحدة، وإلغاء التعريفة الجمركية، وكوريا باعتبارها عضواً في هذه المنظمة ملتزمة أيضاً بهذه المبادئ.

جميل عازر: ما هي –في نظرك- أكبر التحديات التي تواجهها في.. كوريا الجنوبية في بداية القرن الحادي والعشرين؟

لي هان دونغ: في اعتقادي فإننا في القرن الحادي والعشرين بحاجة إلى مجتمع مؤهل في مجال تقنية المعلومات، وأعتقد أننا في هذا القرن فإن قوة الدولة ستنبع من قوتها في مجال المعلوماتية، ولهذا ستحتاج كل دولة إلى مزيد من التطوير والاستثمار في مجال المعلومات حتى تواجه هذا التحدي، ولهذا أيضاً، فإن الحكومة الكورية مهتمة حالياً بتطوير قطاع التعليم بما يلائم حاجتنا في هذا القطاع.

جميل عازر: هل أنت متفاءل للمستقبل؟

لي هان دونغ: لدي الثقة الكاملة بأننا ونحن ندخل القرن الحادي والعشرين فإن كوريا أصبحت دولة متقدمة، كما وتزايد الأمل في إمكانية الاتحاد بين الكوريتين، كما أننا الأن دولة متقدمة في مجال المعرفة والتقنيات.

جميل عازر: لي هان دونغ (رئيس حكومة كوريا الجنوبية) شكراً جزيلاً.

لي هان دونغ: أشكركم على هذا اللقاء، وأتمنى الصحة والازدهار لشعب ودولة قطر.

المصدر: الجزيرة