على ماذا تراهن يوغسلافيا أمام الناتو؟ لماذا التعتيم الإعلامي من قبل يوغسلافيا على ما يجري في كوسوفو؟ لماذا لا توافق يوغسلافيا على اتفاقات رامبوبيه؟ في لقاء مع غوران ماتيتش وزير يوغسلافيا للاتصالات العامة.
مقدم الحلقة | محمد كريشان |
ضيوف الحلقة | – غوران ماتيتش، وزير يوغسلافيا للاتصالات العامة |
تاريخ الحلقة | 12/04/1999 |
 |
 |
محمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رغم استمرار ضربات الأطلسي ضد يوغسلافيا مازالت بلجراد مصرة على رفض الشروط التي بموجبها يمكن أن تتوقف الغارات، وهي سحب قواتها من إقليم كوسوفو، والسماح بعودة اللاجئين ونشر قوات دولية في المنطقة، والقبول بالتسوية السياسية التي أقرتها محادثات (رامبوييه) وللتعرف على وجهة النظر اليوغسلافية الرسمية من مجمل القضايا المطروحة منذ بدء غارات الأطلسي، معنا عبر الأقمار الاصطناعية من بلجراد غوران ماتيتش (وزير الدولة للاتصالات العامة).
سيد ماتيتش، أهلاً وسهلاً بكم، يعني مع استمرار الغارات وكل هذا الدمار الذي لحق بكم مازلتم مصرون على مواقفكم، على ماذا تراهنون؟
غوران ماتيتش: يوغسلافيا لن تقبل أبداً بالاحتلال، وهذا أحد الأسباب الذي يمارسه ضدنا المعتدين وحملته الإعلامية التضليلية، اليوم نرى هنالك تضليل كبير جداً، وعندما تبدأ الحرب في البداية تقتل الحقيقة، وعلى أساس الكذب تبنى القضايا الأخرى التي توزع على العالم لتبرير العدوان ..
محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن على فكرة -آسف على المقاطعة- على ذكر التضليل الإعلامي –يعني- هناك بعض التشكيات من أن سلطات بلجراد لا تسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بالعمل سواءً في إقليم كوسوفو أو حتى بدخول بلجراد، مثلاً قناة الجزيرة سعت سواءً لدخول كوسوفو أو لدخول بلجراد، ولم يسمح لنا بذلك –يعني- إحقاقاً للصورة ولإبلاغ المشاهدين بحقيقة ما يجرى كان يفترض أن يسمح لنا -على الأقل- بنقل الوقائع.
غوران ماتيتش: سأقول لكم أنه في هذا الوقت في بلدنا هنالك 400 صحفي أجنبي بما فيهم صحفيي أهم المؤسسات الإعلامية، وأول مرة أسمع أن الجزيرة كان لها مشكلة في الدخول إلى بلدنا، ووجودي في هذا البرنامج معكم اليوم هو إثبات على أنني مستعد للتعامل مع كافة وسائل الإعلام، لأن هذا هو الأساس لأن تصل الحقيقة إلى الجماهير.
محمد كريشان: سيد ماتيتش، تحدثتم عما يتعرض له بلدكم من عدوان -كما ذكرتم- ولكن إقليم كوسوفو كان يتمتع بالحكم الذاتي، وألغيتم هذا الحكم، ثم لم تقبلوا بصيغة (رامبوييه) مع أنها حافظت على وحدة الأراضي اليوغسلافية، ووقعت الكثير من المساعي ومع ذلك رفضتم كل هذه المساعي، ألا تعتبرون بأنكم أوصلتم يوغسلافيا إلى هذا المآل؟
غوران ماتيتش: لا، هذا بالتأكيد ليس حقيقة، الكوسوفو كانت تتمتع بالحكم الذاتي وما تزال تتمتع بالحكم الذاتي، أنا أود أن أشير إلى أن ثلث مواطني صربيا ليسوا من الصرب، وفي صربيا يعيش 28 قومية إضافة إلى الصرب، وهم مجموعات إثنية كبيرة كالمجريين والمسلمين والألبان، من عدة سنوات المحادثات تجري مع ممثلي الأقليات القومية من شكل التعايش المشترك في الكوسوفو، والحقوق التي يجب أن يتمتعوا بها، والحكم الذاتي الذي عرضناه عليهم كان أعلى من أي مستويات حكم ذاتي معروف في هذا العالم، ولكن الحرب لم تكن بسبب الحكم الذاتي، ولكنها بسبب محاولة الجناح الإرهابي لدى الألبانيين بمساعدة الناتو أن يعملوا دولة ألبانية أخرى، وعلى هذا ليس هذا نضالاً من أجل حكم ذاتي كما يدعون بل هو محاولة للانفصال وكما تعلمون فإن كل بلد هي ملزمة بأن تدافع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
محمد كريشان: ولكن الطرق السلمية كانت معروضة على بلجراد ولم تأت بنتيجة، يعني كان مطروحاً حكماً ذاتي فقط بينما بعد هذه المعارك ربما يطرح مرة أخرى انفصال كوسوفو كدولة مستقلة، ولكن كان المطلب هو حكم ذاتي فقط ورفضهم أنتم اتفاقات (رامبوييه)؟!
غوران ماتيتش: في (رامبوييه) لم يكن حديثاً عن حكم ذاتي في (رامبوييه) كان هنالك محاولة لفصل الكوسوفو عن يوغسلافيا، وفي (رامبوييه) لم تجر أبداً مفاوضات، في (رامبوييه) لم يجر مفاوضات بين الطرفين المعنيين، في رامبوييه قدمت ورقة وكتب عليها أن الناتو يجب أن يدخل يوغسلافيا وبعد ثلاث سنوات تذهب الكوسوفا من يوغسلافيا، وعلى الرأي العام العالمي أن يعرف أن ذلك موجود في وثيقة رامبوييه، وهذا هو السبب الأساسي في رفضها هذه الوثيقة.
محمد كريشان: فيما يتعلق باللاجئين يقال إن بلجراد تريد استعمال هؤلاء اللاجئين كدروع بشرية إذا ما هوجم إقليم كوسوفو وبأنكم ترفضون خروج الناس أساساً من أجل هذا الهدف، كيف تردون على هذه الاتهامات؟
غوران ماتيتش: اللاجئين هي أحد الأشكال الأساسية للتضليل الإعلامي، وهذا التضليل بدأ من البوسنة، سأذكركم أنه في يوغسلافيا الآن أكثر من 700 ألف لاجئ من البوسنة وكرواتيا، ويوغسلافيا هي دولة متعددة القوميات والأجناس، والتي يعيش بداخلها كافة تلك القوميات ويعيشون متساويين، وفي أثناء الحرب في البوسنة هرب إلى يوغسلافيا الصرب والكروات والمسلمين، حتى الآن هنالك 700 ألف لاجئ يعيشون في يوغسلافيا لم يستطيعوا العودة إلى ديارهم في البوسنة وكرواتيا، اللاجئين الآن يظهرون في الكوسوفو كسبب مباشر للقصف وعدوان الناتو، الناتو يقصف الأهداف المدنية، يقصف المدارس، المستشفيات، الأحياء كاملة وكل ما يحلو لهم، وفي نفس الوقت فإن (كريستينا أدمبير) تنظم أحد التلال في مقدونيا التي يصورها الـ CNN، وباستمرار يصور هذه المجموعة من ثلاثة آلاف لاجئ، وبالتالي يعتبرها ويظهرها ككارثة إنسانية ..
محمد كريشان[مقاطعاً]: عفواً سيد (ماتيتش) يقال إن اللاجئين خرجوا بسبب عمليات التطهير العرقي التي تقومون بها، وعمليات الاغتصاب ولم يخرجوا بسبب الهجومات الجوية لحلف الأطلسي.
جواران ماتيتش: هذا الحديث عن التطهير العرقي هو حديث لكذب مستمر، لأنه يجب أن تعرفوا أنه في صربيا يعيش الصرب مع كافة القوميات الأخرى في تساو، ولا يوجد أي مشاكل ولا أي تطهير عرقي بينهم، هذه دعاية نظمتها الوكالة الأميركية للرأي العام أميركا في كل حرب في العالم تبررها بالتطهير العرقي، حقوق الإنسان، المذابح، الاغتصابات..
محمد كريشان[مقاطعاً]: نعم، سيد ماتيتش، سؤال يتعلق بإبراهيم روجوفا، ما هو وضعه الآن، هل صحيح أنه تحت الإقامة الجبرية ؟
غوران ماتيتش: السيد (روجوفا) ليس تحت الإقامة الجبرية، السيد (روجوفا) هو من الألبان الذين يرغبون في أن يتفق بالطريقة السلمية وطريقة إنسانية من أجل العيش المشترك وحل هذه الإشكالات القائمة، وهكذا فإن السيد (روجوفا) يضايق الإهاربيين الذين يعرفون بمجموعات جيش تحرير كوسوفو الذين يتعاملون مع الولايات المتحدة الأميركية، وهم يرغبون في تصفيته، لأنه مع الحوار السياسي، لأنه إذا ما حلت القضايا بالأسلوب السياسي فإن الحرب ستنتهي.
محمد كريشان: لماذا لا تسمحون له بالمغادرة؟
غوران ماتيتش: يوغوسلافيا بالنسبة له هي أكثر البلدان أمناً حيث أن المجموعات المسلحة ترغب في تصفيته وعلى رأسها إبراهيم.. هاشم تاتشي وبدعم الولايات المتحدة الأمريكية.
محمد كريشان: ماذا فيما يتعلق بالهجوم البري، هل تخشون هذا الهجوم؟ خاصة وأنه يقال أنه قد يأتي عن طريق (هنجاريا) هذه المرة.
غوران ماتيتش: كثيرون في يوغسلافيا يقولون ليأتوا مؤخراً هذه القوات البرية لنرى كم هي شجاعتهم، نحن من أجل حل سلمي، ونحن نريد أن نتعاون مع كافة الدول التي هي بجوارنا، ولكن كل جندي يدخل بلادنا سيكون معتدي.
محمد كريشان: هكذا مشاهدينا الكرام تصل إلى نهاية (لقاء اليوم)، حتى نلتقي في فرصة قادمة تحية طيبة وفي أمان الله.