علي أكبر محتشمي .. مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية
مقدم الحلقة | غسان بن جدو |
ضيف الحلقة | علي أكبر محتشمي: زعيم الكتلة الإصلاحية في البرلمان الإيراني |
تاريخ الحلقة | 25/04/2001 |
![]() |
![]() |
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (لقاء اليوم).
أسابيع قليلة تفصل الإيرانيين عن الاستحقاق الرئاسي الهام والجدل المحتدم بين أركان النظام والمجتمع السياسي بين من يوصفون بالمحافظين والإصلاحيين مستمر. في الوقت ذاته تبدو الآلة الرسمية الإيرانية مهتمة عن قرب بالتطورات الإقليمية والدولية ولا سيما ما يتعلق بالساحة الفلسطينية، لذا يسعدنا أن نستضيف حجة الإسلام والمسلمين السيد على أكبر محتشمي (زعيم الكتلة الإصلاحية في مجلس الشورى الإسلامي والمشرف العام على مؤتمر الانتفاضة) مرحباً بكم سيد محتشتمي.
علي أكبر محتشمي: شكراً.
غسان بن جدو: سيد محتشتمي، على رغم أهمية التطورات في الداخل، ولكن سننطلق معك من الخارج في داخل إيران، ونقصد بها التطورات على الساحة الفلسطينية. ستحتضن طهران مؤتمر لدعم الانتفاضة الفلسطينية، المفارقة هنا أن تقريباً قبل عشر سنوات عقدتم مؤتمراً مشابهاً، حتى كان بإشرافك شخصياً، وقت ذاك فهم المؤتمر على أنه رد على مؤتمر مدريد، مؤتمركم اليوم رد على من؟ وعلى ماذا؟
علي أكبر محتشمي: بسم الله الرحمن الرحيم. مؤتمر الانتفاضة الأول انعقد عشية مؤتمر مدريد، وتصادف انعقاد المؤتمرين في وقت واحد، وتلا ذلك ما يسمى الآن بمفاوضات السلام والتسوية بين إسرائيل وفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، وبإشراف أميركا، وكان من الطبيعي أن يترك مؤتمر طهران أثراً مباشراً على مؤتمر مدريد، ويلقي بظلاله عليه، أما هذا المؤتمر فإنه يتزامن مع انتفاضة الأقصى، وسيخطو خطوة عملية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن انتفاضته.
طبعاً في مقابل انتفاضة الأقصى عملت أميركا وإسرائيل على إخماد هذه الانتفاضة، ولو أردنا القول بأن لهذه الانتفاضة جانباً إثباتياً وآخر رافضاً، فإن جوهر جانبها الإثباتي هو: نعم للانتفاضة وللمقاومة في فلسطين، أما الجانب الرافض فهو: لا لخطوات أميركا، ولا أخرى واضحة لحركة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
غسان بن جدو: يعني إذا أردنا نلخصه.. هو مجرد مهرجان سياسي خطابي لدعم الانتفاضة، وأنتم في المقابل تدعون إلى تحرير كل فلسطين، فيعني لا أجد تناغم أو انسجام بين هذين الهدفين، يعني مهرجان خطابي سياسي ودعوة إلى تحرير كل فلسطين، من دون أي خطة عمل، من دون أي استراتيجية واضحة لهذا الأمر؟
على أكبر محتشمي: عليَّ القول بأن انطباعك عن هذا المؤتمر ليس دقيقاً، ذلك لأن مؤتمر طهران لن يكون فقط خطابياً أو سياسياً، ولدينا في هذا المؤتمر جملة أهداف وبرامج علم، تحقيق هذه الأهداف سيثمر في وحدة كافة القوى الفلسطينية وغير الفلسطينية والعالمين الإسلامي والعربي، وستتخذ خطوات مؤثرة في دعم الانتفاضة.
غسان بن جدو: سيد محتشتمي لاحظنا من بين المدعوين هناك أطراف فلسطينية رسمية، وحتى أطراف فلسطينية رسمية، وهذا ما نود أن تؤكده لنا في هذا الأمر، وكل هؤلاء يدعون إلى المفاوضات ويدعون إلى السلام كخيار استراتيجي، كفى المقابل هناك أطراف -خاصة منها المعارضة الفلسطينية- التي ترفض تماماً المفاوضات وتدعوا إلى المقاومة، أنتم كيف ستوفقون بين هذين الطرفين والجانبين والهدفين تقريباً المتناقضين؟
على أكبر محتشمي: إحدى الخطوات الإيجابية التي قام بها التيار الإصلاحي في إيران هي أن المجتمع البشري يستطيع –مع وجود تباين في أفكاره وفي آرائه- أن يذلل العقبات، وأن يزيل الحواجز ويصل إلى نقاط التقاء واشتراك، أنا شخصياً لا أتصور أن أولئك الذين دعوا التفاوض في السابق، لا أتصور أنهم كانوا يريدون تضييع حقوق الشعب الفلسطيني ربما كانوا يظنون خطأً أنهم يستطيعون نيل الحقوق المسلوبة وذلك عن طريق المفاوضات، لكنهم اليوم خلصوا إلى نتيجة أن المفاوضات لا تجدي إطلاقاً وأن الانتفاضة هي إحدى الطرق المؤثرة التي تستطيع تحقيق هذه النتيجة والمقاومة الإسلامية في لبنان قدمت درساً بليغاً، وهو أن الحقوق المغتصبة من قبل العدو لن تنال لطبيعة الحال بالتفاوض بل بالمقاومة، وهذا الدرس استوعبه جيداً أصدقاؤنا وأشقاؤنا الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة، ونحن نشهد اليوم حركة الفلسطينيين المتناسقة في كل فلسطين.
نحن نأمل من خلال الدعم والتأييد الذي سيقدم من الخارج، ودفاع كل المسلمين عن شعب فلسطين والخطوات الفاعلة التي ستتخذ، أن نحقق بعضها في هذا المؤتمر.
غسان بن جدو: هل دعوتم السلطة الفلسطينية برئاسة السيد ياسر عرفات أم لا؟
علي أكبر محتشمي: نحن دعونا كل الناشطين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية، ودعونا رئيس المجلس الفلسطيني والنواب الفلسطينيين.
غسان بن جدو: أي مجلس فلسطين؟ المجلس التشريعي أم المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطيني؟
علي أكبر محتشمي: وجهنا الدعة لكافة التيارات الفلسطينية، بما فيها سلطة الحكم الذاتي وفتح، وكذلك المجلس التشريعي وكافة الفصائل الفلسطينية، ونحن نرى أن كافة الفصائل الفلسطينية يساراً ويميناً والتيارات الإسلامية كلها تساهم اليوم في الانتفاضة وتقدم شهداء، دماء الفلسطينيين شباناً وشيباً، نساءً ورجالاً قد امتزجت والجميع يساهم بطبيعة الحال في هذه الانتفاضة الربانية الجبارة، يجب أن تحقق وحدة كاملة ومنسجمة داخل وخارج فلسطين، ومؤتمر طهران يأتي في هذا الاتجاه.
غسان بن جدو: سيد محتشمي، ألا يتناقض هذا الأمر مع الشعار العام الذي طرحته حكومة الرئيس خاتمي في سياسته الخارجية وهو إزالة التوترات مع العالم، يعني مؤتمر كهذا، ألا تعتقد بأنه سيستفز –لا أقول إسرائيل لأنه يبدو أنكم لستم معنيين بإسرائيل- ولكن يستنفز بعض القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة الأميركية؟
علي أكبر محتشمي: طبعاً أن شخصياً أعتقد بأن المؤتمر خطوة من أجل إزالة التوتر عن المنطقة وخطوة لتبديد الخلافات بين كافة دول المنطقة والناشطين في الساحة، ويعمل المؤتمر أيضاً على تحقيق وحدة عملية واستراتيجية بين كل شعوب المنطقة، أعتقد أن الأمن يجب أن يكون لأصحاب الحق، وليس للمغيرين وللناهبين الذين اعتدوا على شعب في بلده، ثم نراهم يرفعون عقيرتهم بدعوى المطالبة بالأمن، وهم يعتدون على صاحب الدار ويقتلونه ويخمدون صوته إذا ما تعالت صرخته، ويقولون: إنك سلبتنا الأمن والرخاء.
طبعاً الذين يؤيدون ويدعمون كياناً غاصباً سلب شعب فلسطين حقوقه رغم كل القوانين الدولية، هم الذين يدفعون بالمنطقة نحو الانفجار والتوتر، كيف تفسر إذن الخطوة الأميركية باستخدام الفيتو أخيراً وفي أي اتجاه نضع هذه الخطوة سوى في اتجاه تأزيم الوضع ودعم ومساندة العنف في المجتمع الإنساني، إن أميركا فقط بأعمالها هي التي تتسبب في تأزيم الوضع.
غسان بن جدو: هناك من يعتبر –داخل طهران- بأن هذا المؤتمر الذي ستنظمونه هو في الحقيقة ليس سوى مجرد عمل استعراضي من قبلكم أنتم الإصلاحيون، لأنكم متهمون بأنكم تخليتم عن كثير من الشعارات التي كنتم تعتبرونها ثورية وكبيرة من بينها قضية دعم فلسطين، والدليل على ذلك بأنه إنما اندلعت الانتفاضة فإن القوى الموصوفة بأنها قوى التيار المحافظ هي التي جيشت الناس وحركت الجماهير، وأعلنت مظاهرات في الشوارع بينما التيار الإصلاحي كان واقفاً تقريباً، لم يكن متحمساً كثيراً لهذا، الأمر، وبالتالي وكأن عملكم أن في تنظيم هذا المؤتمر هو جزء من الصراع الداخلي، خاصة وأنه يسبق الانتخابات الرئاسية بأسابيع قليلة؟
علي أكبر محتشمي: أقول لك: بأن هذه الإشاعة غير صحيحة من الأساس، فحركة الإصلاحات في إيران، والتي بدأت في مايو 97 لم تكن تتعارض مع مبادئ ومعايير الثورة الأصلية، بل إنما هي عودة لهذه المباديء، وبالنسبة للانتفاضة فعليَّ القول بأنه عندما اندلعت شراراة الانتفاضة طرح موضوع فلسطين في مجلس الشورى الإسلامي الذي هو مجلس الإصلاحات، ويضم 210 نواب من كتلة الجبهة الإصلاحية، وأنا شخصياً وبتضافر جهود أصدقائنا في الكتلة الإصلاحية وقبل أي شخص آخر، وقبل أن ينظم من تسمونهم بالمحافظين مسيرات في الشوارع قمنا بإعداد مسودة قرار للدفاع عن الانتفاضة.
إذن ما تفضلتم به لا صلة له إطلاقاً بمؤتمر فلسطين، وهذه خطوة تقوم على أساس المبادئ والقيم التي نؤمن بها والقوى الإصلاحية بادرت لها دون أي صجيج مفتعل.
غسان بن جدو: طالماً الآن تتفضل بالقول نحن الإصلاحيين ندعو إلى التمسك بالإسلام والثورة، والمبادئ الأولى، والتيار الآخر يعني تقريباً الشعارات ذاتها، إذن على ماذا تختلفون؟ اختلاف على السلطة أم ماذا؟
علي أكبر محتشمي: إن الله خلق البشر مختلفين، ولو دخلت في أوساط المحافظين لوجدت اختلاف الميول ووجهات النظر والآراء أيضاً، لا أريد إلغاء دور المحافظين داخل إيران، أو أن نقذفهم بضعف الدين والإيمان، فهم لديهم سياستهم وأهدافهم الخاصة، وطبيعي أن هذه الأهداف لا ترتبط جميعها بالإسلام وبالثورة والمسائل الأخرى، أي تيار سياسي في أي بلد يعمل من أجل تحقيق أهدافه السياسية والوصول إلى سدة الحكم ونشر أفكاره في المجتمع، هذه هي الديمقراطية أساساً، فكل حزب يعلن أهدافه، والشعب يصوت لصالح من يثق به بشكل أكثر، التيار المحافظ هو تيار قائم في إيران، وقد تولى مجلس الشورى لدورتين، وفي الدورة الحالية للمجلس منح الشعب ثقته للتيار الإصلاحي، وما نأمله هو أن تستمر وتتواصل هذه الثقة.
غسان بن جدو: سيد محتشمي، أسابيع قليلة قبل الانتخابات الرئاسية، أين نجح وأين فشل أو أخفق الرئيس محمد خاتمي في شعاراته وسياساته؟
علي أكبر محتشمي: عليَّ القول بصراحة: إن التيار الإصلاحي والرئيس خاتمي نجحا في تحقيق الكثير من الشعارات والأهداف، ولو أردت عرض نجاحات السيد خاتمي والتيار الإصلاحي في البلاد فينبغي القول بأن أحدها هو إيجاد صحوة ضمير عامة في العودة للقانون وسيادة القانون في إيران، ربما كان العديد من المواطنين قد نسي أن القانون يجب أن يطبق وأن أفكاره وآراءه الشخصية يجب ألا تكون فوق القانون، حتى إذا كان صائبة.
نحن نرى اليوم أن الجميع أصبح يهتف للقانون حتى المحافظين يرفعون اليوم شعار تطبيق القانون، وأن الجميع من أعلى مسؤول -وهو مرشد الثورة- إلى عامة الناس يجب أن يتبعوا القانون، يجب أن يكون الجميع سواسية أمامه. لعلك سمعت خطاب مرشد الثورة في الآونة الأخيرة الذي شدد فيه على أن كل الناس بمن فيهم المرشد سواسية أمام القانون، وهذا طبعاً أحد المبادئ التي نص عليها الدستور، هذا هو أحد إنجازات هذه الإصلاحات.
الإنجاز الآخر الذي أستطيع الإشارة إليه هو: أن النظام يخضع لمساءلة الشعب. في السابق عندما كان يحصل أي شيء لم يكن يشعر بمسؤوليته في مساءلة الحكومة والبرلمان والقضاء، لكن روح التساؤل لدى الشعب قد عادت لها الحياة اليوم، في الجامعات وأوساط الشباب، وفي أوساط عامة الناس تطرح التساؤلات، والجهات والمؤسسات المختلفة مجبرة على الرد.
هناك أمور أخرى في النجاحات التي حققتها الإصلاحات يمكن عرضها بإيجاز، منها: إنهاء ملف مسلسل الاغتيالات، لو أن التيار الذي كان ورائها ربما بدأ تحركات أخرى هذا الملف أغلق ولا ترى بعد الآن جريمة قتل تحصل ولا يعرف مرتكبوها، هذه خطوة فاعلة ومؤثرة جداً، وهذه خطوة مهمة جداً في الإصلاحات.
أما بالنسبة لسؤالكم عن حالات الفشل أقول: إن الشعارات التي رفعتها السيد خاتمي لم تكن بالتي يمكن تحقيقها وتجسيدها في غضون أربعة أعوام، طبعاً أمام السيد خاتمي والتيار الإصلاحي أربع سنوات أخرى، وهم يعملون للقيام بخطوات أكبر لتحقيق ما لم يتم تحقيقه من شعارات –إن شاء الله- أما فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية، واجهتنا عراقيل في داخل البلاد، وكانت هناك بعض الإخفاقات –كما تعلمون- فإن رئيس الجمهورية أعلن أنه واجه كل تسعة أيام أزمة من نوع جديد، وهذه الأعمال أوجدها التيار المنافس، ولو لم تكن هذه الأزمات لتحولت تلك الإخفاقات بالضرورة إلى نجاحات للتيار الإصلاحي.
غسان بن جدو: لكن معذرة سيد محتشمي، الآن أنت تتباهى بأنه من إنجازات حكومة السيد خاتمي هو تطبيق سيادة القانون، لكن في الحقيقة يعني.. يبدو أن الحكومة فشلت في أهم اختبار لتطبيق سيادة القانون، وهو الانتخابات، يعني على مدى سنوات طويلة بعد الثورة لم نسمع نحن كمراقبين بأن ثمة انتخابات زورت، حتى الرئيس محمد خاتمي فاز، وزارة الداخلية كان على رأسها شخص يعتبر موالي للتيار المحافظ، ومع ذلك فاز، لكن في الانتخابات البرلمانية الماضية التي تديرها وزارة داخلية إصلاحية زورت الانتخابات، لست أنا الذي يقول الأمر، القضاء هو الذي أدان وزارة الداخلية، ومعاون وزير الداخلية شخصياً (مصطفى تاج زادة) بأنه تلاعب بالأصوات وزور الانتخابات.
علي أكبر محتشمي: ينبغي أن أوضح هنا أمرين، أولاً: أنا لم أقل إن سيادة القانون قد تحققت الآن، بل قلت إن صحوة ضمير عامة بشأن تطبيق القانون تبلورت في بلدنا، والرأي العام اليوم هو الذي يطالب بتطبيق القانون ولذلك فإن المؤسسات المختلفة تحاول إضفاء صبغة قانونية على إجراءاتها وقراراتها، ولو أنهم لا يعملون بالقانون إذن هذا بحد ذاته خطوة مهمة، ونقلة يجب أن تتضح بالنسبة للموضوعات الأول، أما بالنسبة للانتخابات فإنك تجزم في حكمك.
غسان بن جدو: لا.. لست أنا، هو القضاء.. القضاء الإيراني هو الذي اتهم وأدان تاج زادة.
علي أكبر محتشمي: باعتقادي أن هذا اتهام مجحف، المسؤول الأول عن الانتخابات من الناحية القانونية هو وزير الداخلية والمسؤولون بصورة مباشرة هم الأشخاص المسؤولون عن صناديق الاقتراع، هناك مجموعة مسؤولين تنفيذيين ينتخبون من قبل وزارة الداخلية ومندوبين الشعب، كما أن هناك لجنة مراقبة من جانب مجلسي أمناء الدستور تراقب وتشرف على عملية التصويت وجمع قسائم الانتخابات، وهي تراقب وتشرف بعد ذلك على عملية فتح هذه الصناديق وفرز الأصوات ثم أنها توقع على قوائم نتائج الفرز، ثم ترسل هذه القوائم بعد تأييدها من قبل ممثلي مجلس أمناء الدستور وأعضاء المجلس نفسه إلى وزارة الداخلية و(تاج زادة) في هيئة إجراء الانتخابات بالوزارة لإعلان النتائج.
لو افترضنا هنا جزافاً أن (تاج زادة) قال للمسؤولين عن صناديق الاقتراع –وهذا محال- تلاعبوا بالأصوات وزوروا قسائم التصويت لنسأل أصحاب الاختصاص بالقانون الإسلامي من هو المقصر ومن هو المجرم؟ هل هو من قام وباشر بالجريمة أم من أمر بها؟ في فقهنا الإسلامي يقال الجريمة من قبل من قام وباشر بها، أي المسؤول عن صناديق الاقتراع في الدوائر الانتخابية، وعلى رأسهم ممثلو مجلس أمناء الدستور، وإذا كان لابد من محاكمة، فهم الذين ينبغي أن يحاكموا، وهم المخالفون والمزورون، هذا في الوقت الذي لم يحصل فيه تزوير وتلاعب الأصوات في ضوء المعلومات المتوفرة لدي.. في كل العالم.
إما أن تجري عملية الفرز بصورة آلية باستخدام الحاسوب الآلي وهنا تكون نسبة الخطأ المتوقعة في حدود 1%، وإما أن تجري بواسطة الفرز اليدوي، ونسبة الخطأ تكون أكبر من نسبة الخطأ في الفرز الآلي وهي تحدد في هذه الحالة نسب 5% إلى 10% كما هو متعارف عليه في كل العالم. وكما هو متعارف عليه في كل العالم في موضوع الفرز الانتخابي يغض النظر عن هذه النسب إذا لم يكن لها تأثير كبير على ترتيب وتسلسل المرشحين في النتائج النهائية.
غسان بن جدو: الرئيس محمد خاتمي هل سيترشح من جديد أم لا؟
علي أكبر محتشمي: إحدى خصائص السيد خاتمي حبه للشعب، واهتمامه بالرأي العام ورغم كل المصاعب والأزمات التي أوجدوها أمامه، فإنه إذا ما شعر بأن أبناء الشعب يريدونه، ويودونه ويطلبون ترشحه إلى الرئاسة، فإنه سيستجيب لهم بالتأكيد، وتشير استطلاعات الرأي العام التي أجريت أن 80% من الشعب يريدون السيد خاتمي، وسوف يصوتون لصالحه في الانتخابات الرئاسية دون شك، وعلى هذا الأساس فأنا أطمئنك بأن السيد خاتمي سيكون –دون شك- رئيساً أكيداً لجمهوريتنا القادمة، وآمل في ظل حكمة السيد خاتمي أن نتمكن من إنقاذ البلاد، وأن نتمكن أيضاً من إخراج البلاد، وأن نتمكن أيضاً من إخراج البلاد من جميع الأزمات المختلفة الداخلية منها والخارجية.
غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك سماحة السيد علي أكبر محتشمي.
شكراً لكم مشاهدينا المحترمين علي حسن المتابعة، وإلى لقاء آخر بإذن الله، في أمان الله.