عبد الله الأحمر .. التعاون الأمني بين صنعاء وواشنطن
مقدم الحلقة: | أنور العنسي |
ضيف الحلقة: | على عبد الله الأحمر: رئيس مجلس النواب اليمني ورئيس حزب الإصلاح |
تاريخ الحلقة: | 02/10/2002 |
– حقيقة التعاون الأمني بين اليمن وأميركا
– حقيقة وجود عناصر من القاعدة في اليمن
– موقف اليمن من التدخل المباشر للقوات الأميركية للقبض على المشتبه بهم
– الأعداد الحقيقية للمعتقلين اليمنيين على ذمة قضية كول وأحداث 11 سبتمبر
– انعكاسات انتشار السلاح في اليمن على الحكومة
– أبعاد لقاء عبد الله الأحمر بصدام حسين
أنور العنسي: الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر (رئيس مجلس النواب في الجمهورية اليمنية) بوصف حزبكم التجمع اليمني للإصلاح ممثلاً رئيسياً للتيار الإسلامي في اليمن، كيف تنظرون إلى مسألة التعاون الأمني بين الحكومة اليمنية والولايات المتحدة الأميركية؟
حقيقة التعاون الأمني بين اليمن وأميركا
عبد الله الأحمر: الولايات المتحدة الأميركية تدعي أن في اليمن عناصر تنتمي إلى القاعدة ومبررها هو حادثة كول الباخرة أو المدمرة كول.. الحكومة والأجهزة الأمنية تقوم الآن بالبحث والمتابعة لأي عنصر ينتمي إلى القاعدة ولم يكن هذا.. يعني هذا الدور الذي تقوم به أجهزة الأمن عندنا خدمة لأحد مثل ما.. كما هو خدمة لأمن بلادنا واستقرارها.
أنور العنسي: أنتم راضون إذن عما تقوم به أجهزة الأمن اليمنية على الرغم مما يقال عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في هذا الصدد؟
عبد الله الأحمر: فيه أخطاء وفيه انتهاكات وفي تعسف، لكن من حيث المبدأ هو لابد للأجهزة الأمنية من أن تعمل على متابعة كل مشتبه وأن تعمل على ما فيه أمن بلادنا واستقرارها وملاحقة أي مشتبه يخل بأمننا.
أنور العنسي: تقولون إن ما تقوم به أجهزة الأمن اليمنية في مكافحة ما يوصف بالإرهاب يمثل مصلحة يمنية، لماذا الآن فقط نرى كل هذا النشاط لأجهزة الأمن؟ ولماذا لم تفعل هذه الأجهزة ما يجب عليها أن تفعله قبل حادثة المدمرة كول وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، لماذا تأخرت حتى الآن؟
عبد الله الأحمر: لم نتضرر من الإرهاب كإرهاب، إلا بالنسبة لحادثة كول الذي هو ضد أمن بلدنا أكثر ما هو ضد أميركا، أما من قبل هذا لم يكن عندنا إرهاب ولا تضررنا من إرهاب وهذا.. والذي كان يوجد هو حوادث تعتبر أن تكون حوادث تمرد من قبل بعض العناصر وبعض العصابات اللي كانت تختطف وتقطِّع في الطرق وهذا لم يكن.. لم تكن أعمال منظمة ولم تكن أعمال حزبية ولم تكن أعمال إرهابية وإنما أعمال مرتزقة.
أنور العنسي: ولكن كان هناك حالة واحدة على الأقل تتذكرونها، كانت دوافعها السياسية واضحة.
عبد الله الأحمر: هي الحادثة الوحيدة التي حدثت في اليمن والتي كانت لها ارتباط بتنظيم يوجد في.. توجد قيادته في (ندان) أما ما عداها فلم تكن سياسية، ولم تكن منظمة، ولم تكن بدوافع خارجية.
حقيقة وجود عناصر من القاعدة في اليمن
أنور العنسي: هل توافقون بعض المسؤولين الأميركيين وبعض المصادر الإعلامية الأميركية الرأي على أن اليمن يمكن أن يكون ملاذاً آمناً بالفعل لبعض عناصر القاعدة الفارة من أفغانستان؟
عبد الله الأحمر: هذا غير صحيح، فلم تكن اليمن مأوى لأي مخرب ولا لأي إرهابي.
أنور العنسي: في تقديركم أن القبائل اليمنية ألا يمكن أن تقدم أي دعم أو مساعدة أو حماية لأي من العناصر الفارة من أفغانستان، حتى وإن كانت تنتمي إلى هذه القبائل؟
عبد الله الأحمر: القبائل اليمنية متعاونة مع الدولة ومع الحكومة ومع أجهزة الأمن، ولن ترضى أن يكون في مناطقهم.. ولن يرضوا أن يكون في مناطقهم أي تخريب، فلديهم من الوعي والشعور بالمسؤولية الشيء الكثير، لا سيما المشايخ.
أنور العنسي: ولكن كيف تفسرون وقوع بعض المواجهات بين القبائل وقوى الأمن التي كانت تطارد بعض العناصر المشتبه بها؟
عبد الله الأحمر: هي.. هي حادثة واحدة، فقط التي حدثت في.. في مأرب في حصون بن جلال في مأرب، وهي حادثة فيها شيء من الخطأ من الطرفين من القبائل ومن الحكومة.
أنور العنسي: هناك أنباء تتحدث عن نية بن لادن مثلاً في الانتقال إلى اليمن و..
عبد الله الأحمر: إذاك إذاك أن الولايات المتحدة الأميركية ستعطيه طائرة خاصة تقله من أفغانستان إلى اليمن ونحن ما يمكن.. يمكن.. يمكن يستطيع أن يصل إلى اليمن، هذا عائد إلى الولايات المتحدة الأميركية.
أنور العنسي: هل أن كل السبل -في تقديركم- مستحيلة أمام أي محاولة من هذا النوع؟
عبد الله الأحمر: شيء.. شيء مستحيل، يعني أن.. أن ينتقل إلى اليمن أو إلى أي بلد آخر، وأساطيل الولايات المتحدة الأميركية الجوية والبرية والبحرية تدك أفغانستان دكاً وترعب وترهب كل الشعوب العربية والإسلامية، جميع بلدان العالم الإسلامي والعربي يعيشون تحت إرهاب أميركي فظيع وخطير.
أنور العنسي: إذن كيف تنظرون إلى مثل هذه التسريبات وما دوافعها في رأيكم، خصوصاً أن هناك رضى من الولايات المتحدة عبر عنه أكثر من مسؤول أميركي وفي المقدمة الرئيس بوش نفسه؟
عبد الله الأحمر: الولايات المتحدة الأميركية هي تختلق المبررات وتختلق الذرائع اختلاق، وتروج لها من أجل تمارس الإرهاب.. من أجل تمارس الإرهاب ضد الشعوب وضد الدول العربية والإسلامية، وهي دولة.. وهي دولة إرهابية وترعى الإرهاب وتحميه وتمارسه، فما يجري في أرض فلسطين من الإبادة ومن التنكيل بالشعب الفلسطيني والدمار.. والدمار والخراب للبنى التحتية وللمدن والمباني، واستئصال الأشجار والأراضي الزراعية، إنما هو كله بتدبير وتوجيه الولايات الأميركية وبأسلحتها، فهي دولة الإرهاب وهي الدولة التي تحمي الإرهاب وتمارسه وتنميه وما.. وما يجري في فلسطين أكبر برهان.
أنور العنسي: إذن أنتم لا تعتقدون بوجود أي عناصر أو أنشطة معادية للولايات المتحدة تبرر مخاوف واشنطن من احتمال استهدافها انطلاقاً من اليمن؟
عبد الله الأحمر: هذا كله كذب.. كم.. كم بقيت -ولا تزال- تهدد دول الخليج وصدام حسين والنظام العراقي، كل ذلك لتجد لها مبرر للاعتداء على العراق، فهي تمارس الاعتداءات على العراق يومياً أو أسبوعياً من 11 سنة إلى الآن تحت ذريعة أنه يهدد جيرانه وهذا لم يبق له.. لم يبق لديه ما يهدد به
أنور العنسي: أفهم من هذا أنكم لا تقرون بوجود أي عناصر للقاعدة في اليمن الآن أو من قبل؟
عبد الله الأحمر: آه، حقيقة لا نعلم بأي عنصر أبداً إلا لما قالت أميركا أن فلان وفلان وعلان وزعطان، أجهزة الأمن تطالب ببعضهم ولذلك تلتف على عناصر سواء كانت فعلاً تنتمي إلى قاعدة أو.. أو لمجرد الاشتباه.
أنور العنسي: نهائياً لا تعتقدون أن القاعدة تواجدت هنا بشكل أو بآخر.
عبد الله الأحمر: لا أعلم ذلك، وإنما الولايات المتحدة الأميركية هي.. هي التي تدعي ومادامت تدعي فوجب على أجهزة الأمن أنها تبحث عنهم، والشيء الذي بتضغط به أنه حصل الاعتداء على كول وإن الذي.. الذين قاموا بهذا الاعتداء على كول إرهابيين ولهم علاقة بالقاعدة، هذا شيء بيد أميركا، يعني نقطة ضغط في يد أميركا.
أنور العنسي: إذا كان هناك كما تقولون تعاون بين أجهزة الأمن والقبائل في التصدي لبعض العناصر المشتبه بها، كيف تبررون تأخر إلقاء القبض على شخصين مطلوبين للولايات المتحدة -على الأقل- هما الحارثي والأهدل؟
عبد الله الأحمر: هذا.. هذا الشخصين الذي أُفصح أو الذي.. أُشيع أن أسماءهم أو التي ذكرت الولايات المتحدة أسماءهم كما قالت، إن كان من -كما أعلم- كان من الحارثي فهو فعلاً كان موجود في اليمن، وهو شخص غير إرهابي، وتعرفه الدولة وتعرفه القبائل، إنما نسب إليه هذا أو.. أو وضع اسمه من قبل.. من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية فتخوف، وإن كان الاسم الآخر لم نسمع به من قبل.
أنور العنسي: في حال أُلقي القبض على هذين الشخصين المطلوبين للولايات المتحدة، هل ستوافقون على تسليمهم لواشنطن؟
عبد الله الأحمر: هذا شيء مستحيل، لأن الحكومة ورئيس الجمهورية والشعب اليمني لن يوافق على تسليم أي عنصر للولايات المتحدة الأميركية، لدينا محاكم ولدينا القضاء ولدينا المباحث ولدينا نيابات كفيلة بمحاكمة أي مشتبه به.
موقف اليمن من التدخل المباشر للقوات الأميركية للقبض على المشتبه بهم
أنور العنسي: هناك -وفقاً للمصادر الأميركية- قوات كوماندوز على مقربة من اليمن تنتظر الأوامر للتدخل المباشر في إلقاء القبض على بعض المشتبه بهم، هل ستوافقون على أمر كهذا، خصوصاً بالنظر إلى أن هناك بعض الصعوبات -على ما يبدو- في إنجاز مثل هذه المهمة؟
عبد الله الأحمر: لسنا بحاجة إلى تعاون من الأميركان ولا من غيرهم، فلدينا قوات مسلحة ولدينا أمن، ولدينا أجهزة أمن قادرة وكفيلة على ملاحقة أي مشتبه.
أنور العنسي: إذن كيف تنظرون إلى وجود مثل هذه القوات على مقربة من اليمن؟
عبد الله الأحمر: الولايات المتحدة الأميركية تبيت الشر على كل الشعوب العربية وعلى كل الدول العربية، فهي مصدر الشر.
أنور العنسي: هل تتوقعون استمرار التلويح والتهديد الأميركيين باحتمال التدخل المباشر هنا؟
عبد الله الأحمر: الولايات المتحدة الأميركية وُجدت في الخليج قبل 11 سنة، واستمرت إلى الآن، وهي في ازدياد، هذه.. هذه الأمنية التي كانت تتمناها الولايات المتحدة الأميركية أن.. أن توجد في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
أنور العنسي: لنفترض جدلاً أن الولايات المتحدة قررت التدخل المباشر هنا وأرسلت قواتها لإلقاء القبض على بعض من تشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة؟
كيف تتخيلون رد الفعل اليمني رسمياً وشعبياً؟
عبد الله الأحمر: ما نزل من السماء لقفته الأرض، ونحن الشعب اليمني.. الشعب الذي لا يقبل الضيم والشعب اليمني مقبرة الغزاة.
الأعداد الحقيقية للمعتقلين اليمنيين على ذمة قضية كول وأحداث 11 سبتمبر
أنور العنسي: لاحظنا تناقضاً في تحديد عدد المعتقلين على ذمة قضية المدمرة كول أو أحداث الحادي عشر من سبتمبر بينكم من ناحية وبين الحكومة من ناحية أخرى، ما تفسيركم لذلك؟
عبد الله الأحمر: أنا كان توصلني معلومات من.. من المتضررين ومن آباء المعتقلين وأقاربهم فكنت أتصور أن العدد كبير، لكن التأكيد جاء لي من الأمن السياسي إن العدد أقل مما كنت أتصوره بكثير.
أنور العنسي: ما هو العدد الصحيح للمعتقلين إذن؟
عبد الله الأحمر: بلغني به رئيس جهاز الأمن السياسي أنه لا يتجاوز الـ200، أقل من الـ200
أنور العنسي: لكن الاعتقالات ما تزال مستمرة.
عبد الله الأحمر: فيه اعتقالات بتجري ويجري فيها التحقيق ويخرج الأكثر منهم.
أنور العنسي: لماذا لم يقدم المعتقلون وخاصة الذين تم احتجازهم منذ فترة طويلة، لماذا لم يقدموا إلى المحاكمة؟
عبد الله الأحمر: هذا هو الذي نطالب به في مجلس النواب وقد شكلنا لجنة.
أنور العنسي: هل الأمر مرتبط برغبة وقرار الولايات المتحدة مثلاً؟
عبد الله الأحمر: العناصر البارزة والكبيرة والتي ذكرتها بالاسم هو من باب التعاون ومن باب.. من الناحية السياسية لابد من التحفظ عليهم إلى الوقت المناسب.
أنور العنسي: شيخ عبد الله ما مغزى قيام مجلس النواب -الذي ترأسونه- بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في دوافع وظروف اعتقال بعض اليمنيين المشتبه بهم؟
عبد الله الأحمر: لكي.. لكي يتأكد المجلس أن ما هناك مظلومين وإن المعتقلين كلهم مشكوك فيهم، و.. ومن أجل المطالبة بإحالتهم إلى.. إلى النيابة والقضاء
أنور العنسي: في حال وقفت هذه اللجنة على أدلة وبراهين تثبت وقوع انتهاكات لحقوق هؤلاء المعتقلين، هل أنتم قادرون وعلى استعداد لمحاسبة الحكومة إزاء هذه التجاوزات؟
عبد الله الأحمر: إحنا وغيرنا من الدول العربية والشعوب العربية نعيش حالة طوارئ في مثل هذا الظرف، وهذا ظرف الطوارئ بيحصل فيها تجاوزات والتحفظ على البعض من.. من.. من المشتبه فيهم جايز.
انعكاسات انتشار السلاح في اليمن على الحكومة
أنور العنسي: في موضوع آخر، وإن كان له صلة بما نتحدث عنه الآن، أعني موضوع السلاح، ألا تعتقدون أن وجود ملايين من قطع السلاح بأيدي المواطنين وأفراد القبائل يشكل عائقاً حقيقياً أمام جهود الحكومة اليمنية في فرض سيادة النظام والقانون وحماية السلم الاجتماعي، وفض المنازعات القبلية؟
عبد الله الأحمر: موضوع السلاح بهذا أجهزة.. أعني أجهزة الإعلام داخلياً وخارجياً بيطلع لها أهمية كبيرة، وهو ليس مهم في.. في داخل.. داخل اليمن، الأمر عادي، والشعب اليمني كله مسلح من زمان، إنما عندما وجدت الأسلحة ووجد الحرب من هنا وهناك، وتدخلت دول من الخارج تدعم هذا الجانب وتدعم هذا الجانب، تضاعف وجود السلاح، والسلاح لم يكن.. لم يشكل الخطر الذي تهوله وسائل الإعلام، فالشعب اليمني يحمل السلاح من زمان، والشعب اليمني لم يحمل السلاح لا من أجل العدوان ولا من أجل السطو ولا من أجل الجريمة، فالجريمة بتحصل في بلدان ما فيها سلاح أكثر وأفظع، أما نحن في اليمن إذا ما هناك يعني دماء أو قتل يحصل فهو من أجل قضايا..، ما.. ما بيحصل من أجل الجريمة أبداً.
أنور العنسي: ولكن ألا ترون أن وجود السلاح بهذا العدد وبهذه الأرقام المهولة بأيدي المواطنين والقبائل يشكل عامل مساعد على استمرار المنازعات والحروب القبلية، وعلى استفحال ظواهر العنف والثأر عموماً يعني؟
عبد الله الأحمر: مثل هذا يحتاج إلى.. إلى اهتمام الأجهزة الأمنية، و.. ولو أن الأجهزة الأمنية بتلقي القبض على القاتل حين يرتكب الجريمة لما حصل ثأر أبداً.
أنور العنسي: ما هو تقديركم لمردودات انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي؟
عبد الله الأحمر: نظرتي نظرة استبشار، فوجودنا مع إخوانا في دول الجزيرة فيه قوة لنا ولهم.
أنور العنسي: نعم.
عبد الله الأحمر: نعم، والاتحاد قوة، و.. والتفرق ضعف.
أبعاد لقاء عبد الله الأحمر بصدام حسين
أنور العنسي: لعلكم كنتم آخر مسؤول عربي يلتقي الرئيس العراقي صدام حسين، في ضوء هذا اللقاء ومشاهداتكم وانطباعاتكم من بغداد كيف تنظرون إلى التهديدات الأميركية بمهاجمة العراق، وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين؟
عبد الله الأحمر: بالنسبة لعلاقات العراق مع الولايات المتحدة الأميركية لا علاقات مع العراق.. لا علاقات للعراق مع الولايات المتحدة، ولا علاقات مع العرب كلهم مع الولايات المتحدة الأميركية، فالولايات المتحدة الأميركية أعلنت العداء للأمة العربية والإسلامية، و.. وللدين الإسلامي، و.. والعرب والمسلمين والإسلام همَّ المستهدفين من الحملة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب، فالإرهاب في نظرها هو.. هو الإسلام والمسلمين.
أنور العنسي: هل وجدتم لدى الرئيس صدام حسين تفهماً على الأقل لمطالب الدول الأخرى غير الولايات المتحدة بهدف تجنيب العراق خطر المواجهة المحتملة مع واشنطن؟
عبد الله الأحمر: الرسالة التي حملتها تتضمن النصح للرئيس صدام حسين بقبول المفتشين، لتفويت الفرصة، ولإنهاء المبرر التي.. والذرائع التي تتذرع بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد.. وقد كان لتلك النصيحة استجابة من الرئيس صدام حسين.
أنور العنسي: هل تعتقدون أن ثمة جدوى من هذه الاستجابة، أم أن الهجوم الأميركي ضد العراق أمر قائم لا محالة منه؟
عبد الله الأحمر: الولايات المتحدة الأميركية هي محتاجة إلى.. إلى غطاء شرعي من الأمم المتحدة، والأمم المتحدة لا يمكن أن تعطي ضوء أخضر للولايات المتحدة الأميركية للعدوان على العراق، طالما والعراق قد استجاب إلى طلب الأمم المتحدة، وطلب كل الدول المحبة للسلام بموافقته على قبول المفتشين الدوليين.
أنور العنسي: في رأيكم إلى متى يمكن أن يترك الأمر كله للولايات المتحدة لتقرر كل شيء دون أن يكون
للعرب -حكومات وشعوباً- دور مؤثر وفاعل في مواجهة كهذه؟
عبد الله الأحمر: موقف العرب موقف ضعيف وموقف مخزي، وموقف مشين، ولا كان من المتصور ولا من.. من المتوقع أن تصل.. أو أن يصل الهوان والذل والاستسلام إلى.. إلى الحالة التي وصل إليها الحكام العرب والدول العربية والشعوب العربية.
أنور العنسي: ما العمل إذن، وما هو المخرج -في تقديركم- من حالة الهوان هذه؟
عبد الله الأحمر: المخرج للأمة العربية وللشعب الفلسطيني هو إعادة التضامن بين الدول العربية والحكام العرب، أما الشعوب فهي متضامنة، فإذا وُجد التضامن وُجد الصوت الواحد القوي المتحد من الدول العربية بكاملها، فأميركا لا يمكن أن.. أن تتجرأ إلى ما تجرأت إليه الآن، ولم تتجرأ إلى ما تجرأت إليه الآن هو.. هي والدولة ها الصهيونية إلا بسبب تمزق العرب وخذلانهم، و.. وشتاتهم، وضعف إرادتهم وضعف كلامهم ولا سيما الحكام.
أنور العنسي: أشرتم إلى أن الشعوب العربية متضامنة، كيف يمكن ترجمة هذا التضامن؟
عبد الله الأحمر: أقصد متضامنة.. متضامنة في مشاعرها، وفي رؤاها، وفي قناعتها، أما متضامنة عملياً فلا يوجد تضامن عملياً، لأن الدول والحكام هم الذي ذوَّبوا الحماس اللي كان موجوداً عند الشعوب العربية وأضعفوه.
أنور العنسي: ما الذي يمكن أن يفعله الشارع العربي في حال عدم إعاقة الحكومات والأنظمة لحركته؟
عبد الله الأحمر: في وسع الشارع العربي والشعوب العربية أن يقوموا وأن.. وأن يعملوا المستحيل، فالمطلوب من الشعوب العربية أن تقوِّم دولها وحكامها من سباتهم بكل الوسائل.
أنور العنسي: الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر (رئيس مجلس النواب في الجمهورية اليمنية) شكراً جزيلاً.