عبد الغني لون .. مستقبل كشمير بعد المبادرة الهندية
مقدم الحلقة | أحمد زيدان |
ضيف الحلقة | عبد الغني لون – أحد زعماء المعارضة الكشميرية |
تاريخ الحلقة | 03/01/2001 |
![]() |
![]() |
أحمد زيدان:
السيد عبد الغني، أهلاً بكم في برنامج (لقاء اليوم) في قناة (الجزيرة). في البداية دعني أسألك عن.. هناك مبادرات باكستانية ومبادرات هندية، وهذه المبادرات هي ربما تكون أول مرة في الفترة الأخيرة. هل تعتقد أن ثمة تفكير جديد في القيادة الهندية، أو أن هناك تطورات إقليمية أو دولية دفعت الهند لتقديم مثل هذه المبادرات، وكذلك باكستان؟
عبد الغني لون:
حسناً، هناك تغيرات كثيرة محلياً وعلى صعيد العالم أيضاً فيما يتعلق بقضية (كشمير)، ولا يوجد الآن بلد في العالم يؤيد الهند في قولها إن كشمير جزء لا يتجزأ من الهند. هذه حقيقة، وهناك حقيقة أخرى هي أن الهند تقاتل مجاهدين في كشمير منذ أحد عشر عاماً، والهند نشرت أكثر من 700 ألف جندي، ولم تتمكن من سحق حركة المقاومة. والحقيقة الثالثة: هي أن الهند تنزف هي الأخرى، وتستهلك مواردها المالية. ومسألة تمويل جيش قوامه 700 ألف مقاتل ليست مزحة، كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى إعلان الهند مبادرتها للسلام خلال شهر رمضان.
وحزبنا المعروف باسم (حرية Conference) أبدى ترحيباً مشوباً بالحذر بالإعلان الهندي، وقال: إنه ليس كافياً.. ليس كافياً لنزع فتيل الوضع المتفجر رغم أنه -على أي حال- بادرة طيبة. ويتعين على رئيس الوزراء الهندي أن يحسن عرضه الأول، وعلى الهند أن تبدي تنازلات لكي يُحَلَّ النزاع، وهو نزاع يمكن حله بمشاركة جميع الأطراف المعنية، وهي: الهند، وباكستان، وشعب كشمير. ونحن -الكشميريون- الطرف الأساسي في النزاع، لذا السيناريو الحالي العالمي هو على الشكل التالي:
بعد تحول كلا البلدين المتنازعين -الهند وباكستان- إلى قوتين نوويتين، لا يسمح لهذا النزاع أن يستمر. ومن هنا نرى أن الأمور بدأت تتحرك بالاتجاه الصحيح، فكانت المبادرة الهندية، والآن تقدمت باكستان بمقترحات مقابلة. والكرة الآن في ملعب الهند. لذا نحن نأمل أن يتخذ الهنود موقفاً بناءً، ويتصرفوا بصورة تستجيب للمطالب والحلول الباكستانية المقترحة.
أحمد زيدان:
هل لديك تطمينات من القيادة الهندية وتأكيدات بأنها جادة في إجراء حوار ثلاثي كما طالبت به باكستان، وتطالبون به أنتم، وكذلك القيادة الأمريكية؟
عبد الغني لون:
كلا، أبداً ليس لدينا أي تطمينات من الحكومة الهندية، وفي الحقيقة لم نلتق رسمياً –حتى الآن- مع الحكومة الهندية. لذا مسألة إعطائنا تطمينات من الحكومة الهندية ليست واردة. والآن بعد أن تقدمت باكستان بمقترحات -مع تأكيدها على ضرورة حفظ الأمن- يتعين على الجانب الهندي -والخيار متروك له- في كيفية التحرك للفترة القادمة.
أحمد زيدان:
وزير الدفاع الهندي (جورجات فيرنانديز) مؤخراً أعلن بأن على باكستان أن تمنع المقاتلين الكشميريين من التسلل إلى الأراضي الكشميرية الخاضعة للسيادة الهندية، وهذا شرط تقريباً اعتبره أولي ومسبق من أجل الدخول في المفاوضات. أنتم في القيادة الكشميرية، هل تعتقدون أن باكستان فعلاً متورطة في عمليات تسلل؟ أو على الأقل أن هذه العمليات التي تجرى في داخل كشمير هي من صنع المقاتلين الكشميريين خارج كشمير الخاضعة للسيادة الهندية، أم من داخل كشمير الخاضعة للسيادة الهندية؟
عبد الغني لون:
ليس للهنود أن يقولوا هذا، ونحن لا نعتقد أن هذا هو ما يجب أن يكون عليه الرد الرسمي الهندي، هذه تعليقات من وزراء معينين، ونعتقد أن الرد الرسمي الهندي لم يأتِ بعد، وهذا موقف قديم من الهند بأن يقدمه، كفاح كشمير من أجل الحرية على أنه شيء من صنع باكستان، وهذه ليست الحقيقة. قضية كشمير قضية مشروعة في العالم. ولها خلفيتها الخاصة جداً، وصدر بشأنها ما لا يقل عن اثني عشر قراراً من الأمم المتحدة، والهند وباكستان كانتا طرفين في إصدار هذه القرارات، وهذه القرارات رسخت بشكل كامل مبدأ حق تقرير المصير لشعب كشمير.
والآن لا تريد الهند الإذعان لهذه القرارات. ووضع حزبنا -حرية كونفرانس- في دستوره بنداً يقضي بالعمل على إقناع حكومة الهند بأن تسمح لشعب ولاية (جامو وكشمير) بأن يمارس حقه في تقرير مصيره. وفي القسم الثاني من دستوره يقول حزبنا: إذا كانت حكومة الهند غير مستعدة لأسباب خاصة بها بالسماح لشعب كشمير بممارسة هذا الحق، فإن على حكومة الهند أن تتعاون وتقبل بأن كشمير هي أرض متنازع عليها، وعليها أيضاً دعوة جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع للدخول في حوار مجدِ من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع.
أحمد زيدان:
أنتم في القيادة الكشميرية كيف تقرؤون الشارع الكشميري؟-أعني الشارع الكشميري في داخل الهند- هل يريد دولة مستقلة، أم يريد الانضمام إلى باكستان، أم يريد الانضمام إلى الهند؟
عبد الغني لون:
حالياً الشعب الكشميري الخاضع للسيطرة الهندية يخضع لحالة من القمع الكامل على يد القوات المسلحة الهندية، ومن هنا يصعب على هذا الشعب أن يقول ما يريده بشكل عام، أو أن يعبر عما يريده بشكل صحيح، ولا يتمكن من إعطاء أجوبة صحيحة عن أسئلة كهذه لأنه خائف من الهند، والمرحلة الحالية ليست مرحلة ملائمة لطرح بدائل وخيارات. المرحلة هي مرحلة تقتضي من البلدين الاعتراف -كخطوة أولى- بأن كشمير أرض متنازع عليها، وموجودة في وقبل تاريخ الخامس عشر من أغسطس (آب) عام 47.
وفور ما تفعل الدولتان ذلك يمكن للأطراف المعنية أن تجلس للحوار، وعليها أن تأتي إلى الحوار بعقول منفتحة، ولا يمكن الحضور بمواقف مسبقة نهائية ومتصلبة، إذ لا جدوى حينذاك من الكلام والحوار، بل يجب الحضور بعقول منفتحة لكي يصبح بحث القضايا، وتقدير حجج ومواقف الطرف الآخر بشكل مجدٍ على أمل التوصل إلى تسوية نهائية.
أحمد زيدان:
أنتم تقول: أنكم تمثلون الشعب الكشميري، الآن لو دخلتم في مفاوضات مع الهند أو مع باكستان، وقيل لكم: ما هي الأمور التي تريدونها؟ ماذا تريدون أنتم في ممثلي الشعب الكشميري؟ ماذا تريدون أن تقولوا للهند أو لباكستان؟
عبد الغني لون:
الحقيقة الأساسية التي سبق وأن قلتها لك هي أن حق تقرير المصير قد منح لنا، فنحن يمكن أن نذهب إلى حوار، وهذا هو خيارنا الأول. حق تقرير المصير مكفول لنا، وعلى الهند أن تسهل حماية ذلك عملياً، وإذا كانت غير مستعدة لذلك سندعوهم إلى التحاور لبحث القضية معنا، تعالوا، لماذا أنتم غير مستعدين لمنحنا حق ممارسة هذا الحق؟! نحن لا يمكننا أن نعيش في الهند، ولا نعتبر أنفسنا مواطنين هنوداً، وهذا الوضع ألحق بنا الكثير من الضرر. لذا فبمجرد أن تعترف الهند بمبدأ تقرير المصير لنا، فإن حركتنا –حرية كونفرانس- قالت: إنها ستبحث المسألة، ليس في صفوف أتباعها فحسب، بل مع جميع الأطراف الكشميرية الأخرى التي تؤيد الكفاح من أجل الحرية، وتؤمن بأن الهند قوة احتلال في كشمير، ولكنها ليست منضوية تحت لواء حركتنا مثل (أزاك كشمير)، و(جلجت)، و(يلتسين)، و(لاداخ)، و(جامو)، وغيرها. وسنبحث قضايانا فيما بيننا، ولهذا السبب نطالب بالسماح لنا بزيارة المقاطعات المختلفة، ولقاء الزعماء سعياً وراء تعاونهم والتوصل إلى إجماع حول كيفية التوصل إلى حل لهذا النزاع.
أحمد زيدان:
بصراحة، هل تثقون بالمبادرة الهندية؟ هل تثقون فعلاً بأن هناك تغيير فعلي وجدي في القيادة الهندية؟! أم أنكم تريدون –أو تضعون- هذه المبادرة في خانة المبادرات السابقة التي فشلت حالما أطلقت؟
عبد الغني لون:
ما تقدمت به الهند هو عرض.. إعلان، وقبولنا به يعني وضعه تحت الاختبار، فماذا ستكون الخطوة القادمة؟ نجاح أي حوار لن يكون ممكناً ما لم يكن هناك تخفيف في حجم الفظائع المرتكبة، وعلى الجيش، والشرطة، والقوات شبه العسكرية الهندية التحلي بقدر أكبر من ضبط النفس. ولو حدث ذلك لأمكن بعد ذلك الشروع ببناء الثقة، فالثقة غائبة منذ وقت طويل، ولكن لو حدثت هذه الأمور، وتحركت بالاتجاه الصحيح –كما شاهدنا مع الإعلان الهندي أولاً- ثم أعقبه ما قدمته باكستان من مقترحات مقابلة يدل على وجود حركة بسيطة. وإذا استمرت هذه الحركة وتم البناء عليها سيكون هناك حوار.
أحمد زيدان:
لكن كما تعرف بأن الأحزاب الكشميرية المقاتلة- خصوصاً المقاتلة- أو الأحزاب الكشميرية المقيمة في باكستان رفضت الهدنة، والأعمال العسكرية ما تزال تقوم بها هذه الأحزاب الكشميرية رغم إعلان الهند الهدنة.
عبد الغني لون:
أعتقد أنه –وبمرور الوقت- سيغيرون موقفهم، وعليهم أن يتبعوا نصائح أو وجهات نظر أو مقترحات القادة السياسيين لشعب كشمير، وعليهم أيضاً أن يلحظوا موقف الحكومة الباكستانية من مبادرة السلام الهندية. ومن هذا المنطلق طالب رئيس حركتنا في (دلهي) بالسماح لوفد من حرية كونفرانس بزيارة باكستان للقاء المجاهدين، فهناك حاجة لإقناع المجاهدين بهذا الأمر، ويمكن للهند أن تساعد بتسهيل وثائق وموافقات السفر لإتمام مهمة الإقناع هذه.
أحمد زيدان:
داخل كشمير ترى هناك ناس يطالبون بالاستقلال أو ناس يطالبون بالانضمام إلى باكستان أو الانضمام إلى الهند؟ بعضهم يطالب بدولة إسلامية، بعضهم يطالب بدولة علمانية، أو دولة تقليدية. ألا تتخوفوا أنتم في القيادة الكشميرية أن يكون هناك نموذج أو تكرار لنموذج الأفغان؟
عبد الغني لون:
الوضع في كشمير غريب للغاية، فليس المسلمون وحدهم الذين يعيشون هناك، بل إن هناك الهندوس. إذن عندما تسنح فرصة كهذه علينا أن نلي ثقتنا لجميع أقسام المجتمع هذه، ولتطوير نظام للحكم. وحالما نصبح مقتنعين أن الأطراف المعنية جادة في التوصل إلى تسوية للقضية علينا أن نثبت شرعية وجودنا، وإلا سنكون خارج هذه الشرعية. وأنا واثق من أن حرية كونفرانس سيكون في وضع يؤهله لأن يقدم الرد الصحيح لشعب جامو وكشمير.
أحمد زيدان:
البعض يعتقد بأن أنتم في حرية كونفرانس تلعبون دور الآن الوسيط بين الهند وباكستان، وربما حملتم رسائل من (فاجباي) أو من الهند إلى (مشرف) من أجل الحوار بين الطرفين بعد شهر رمضان. بصراحة هل هذا الأمر صحيح؟
عبد الغني لون:
هذه ليست حقيقة، ومن حيث الأساس جئت إلى هنا من أجل زواج ابني، ولا أملك تفويضاً من حرية كونفرانس لفعل أشياء معينة، ولكن من دون شك كان لي لقاء مع الجنرال برويز مشرف وبحثنا قضية كشمير، وما يطرح بشأنها ولكن ليس صحيحاً القول إنني ألعب دور الوساطة أو ما شابه ذلك، هذا ليس ما عليه الحال.
أحمد زيدان:
التقيت الجنرال مشرف، هل حصلت على التطمينات منه أو تأكيدات بأنكم طرف رئيسي وأساسي في الصراع الكشميري؟
عبد الغني لون:
نعم، بحثت عدة قضايا مع السيد برويز مشرف، وأبلغني رسالة واضحة مفادها: أن باكستان كانت –و لاتزال- ملتزمة بدعم شعب كشمير معنوياً، وسياسياً، ودبلوماسياً، وأبلغني أن باكستان تعترف بحركتنا –حرية كونفرانس- كممثل حقيقي وشرعي للشعب الكشميري.
أحمد زيدان:
هل تعتقد أن ثمة فرصة لحوار هندي باكستاني بعد رمضان؟
عبد الغني لون:
نعم، أنا مقتنع بذلك. قبل مجيئي إلى هنا كنت مقتنعاً، وبعد مجيئي أنا مستمر في قناعتي هذه، لأنه لا مخرج من الأزمة إلا بالحوار بين هذين الطرفين. والرأي العام العالمي والقوى المعنية بالصراع لن تسمح باستمرار وجود هذا النزاع لأنه يمثل بؤرة صراع ساخنة وقابلة للانفجار في أي وقت. لذا عليها أن تأتي بهم إلى طاولة المفاوضات، وباكستان طرف معني بحكم كونها طرفاً في النزاع، وبدون تضمين باكستان كطرف في المفاوضات لن يمكن التوصل إلى تسوية لهذا النزاع. وكذلك لا يكون هناك حل من دون تضمين الطرفين الهندي والكشميري في المفاوضات، لن يكون هناك حل ولن يكن هناك سلام. لذا –عاجلاً أم آجلاً- سيكون هناك حوار.
أحمد زيدان:
البعض يعتقد أن هناك تعاون هندي-إسرائيلي لقمع الانتفاضة الكشميرية أو الشعب الكشميري. أنتم باعتباركم في داخل كشمير الخاضعة للسيادة الهندية هل لمستم مثل هذه الأدلة، لمستم أدلة أو براهين على وجود تعاون إسرائيلي هندي ضد الشعب الكشميري؟
عبد الغني لون:
نعم، نحن نعتقد أن الإسرائيليين يلعبون دوراً استشارياً، وهم أيضاً يزودون الهند بأحدث أنظمة السلاح والاتصالات لتمكينهم من الحد من نشاط المجاهدين. وبقدر تعلق الأمر بالسماح لوسائل الإعلام الإلكترونية بالوصول إلى المنطقة، وتغطية الأوضاع فيها أشار الإسرائيليون على الهند بضرورة منعها، وأشاروا عليها أيضاً بإقامة حكومة في كشمير تكون بمثابة ألعوبة بأيدي الهند لتنقذ نفسها من انتقادات الرأي العام العالمي الذي استشعر مدى ما يتعرض إليه الكشميريون من قمع على أيدي الهنود الذين يستخدمون قواتهم المسلحة بمختلف صنوفها، والتي ترسل من دلهي بحيث لم يكن للكشميريين دور في حكم بلادهم. لذا أخذت الهند بنصيحة إسرائيل وأقامت حكومة تابعة في كشمير، رئيسها –كما هو واضح- مسلم من أهل ولاية كشمير نفسها، ولكنه –من دون أدنى شك- يعين القوات الهندية في قمعها الذي تمارسه. هذا إذن هو الدعم الذي تقدمه إسرائيل لحكومة الهند في كشمير.
أحمد زيدان:
إلى أي مدى يوجد ضغوطات دولية -وخاصة أمريكية- على كل من باكستان، والهند، والأحزاب الكشميرية من أجل تسوية الصراع الكشميري؟
عبد الغني لون:
ليست هناك ضغوط على حرية كونفرانس، وذلك لأنه لم يعتبر أحد حرية كونفرانس طرفاً في النزاع، وبصورة أساسية الهند وباكستان لم يعتبرا رسميا –حتى اليوم- حرية كونفرانس طرفاً في النزاع، وينطبق هذا على الأمريكيين أيضاً، فهم لم يبينوا بوضوح لا لبس فيه ولا غموض موقفهم حول مشاركة الكشميريين في الحوار، ولكنهم يقولون: إن على الهند وباكستان أن تحلا النزاع بشكل ثنائي، آخذتين بعين الاعتبار تطلعات وأماني الشعب الكشميري. حسناً ماذا يعني ذلك؟ هل يعني إشراك القادة السياسيين للشعب الكشميري في الحوار؟ لا يوضحون ذلك، ولكن –وكما قلت آنفاً- كحركة حرية كونفرانس وكممثلين للشعب الكشميري، وضعنا بنداً في دستورنا يقضي بأن هناك ثلاثة أطراف في هذا النزاع، وأن الطرف الأهم هو الشعب الكشميري.
أحمد زيدان:
لكن الكلام الذي سمعناه من القيادة الباكستانية مؤخراً، ومن القيادة الأمريكية حتى يؤكد على أن الكشميريين عنصر أساسي في المفاوضات الثلاثية التي ينبغي أن تبدأ، فهذا يبدو أنه تغيير في الموقف الباكستاني من أميركا أم أنه موقف قديم؟
عبد الغني لون:
هذا الكلام يقال الآن، ولم يكن يقال سابقاً، إنه يقال الآن.. نعم، أنا أتفق معك، إنك على حق. باكستان تقول رسمياً الآن: إن حواراً ثلاثياً يجب أن يتم لحل الموقف، وهذه هي المرة الأولى التي يقدمون فيها مقترحاً كهذا، وبنفس الطريقة الأمريكيون أيضاً قالوا: إن على طرفي النزاع أن يحلاه آخذين بالاعتبار تطلعات الشعب الكشميري ومشاعره. يبدو أن الكلام يذهب الآن إلى ما هو أبعد من ذي قبل، وهناك تغير ملحوظ في موقف الأمريكيين أيضاً.
أحمد زيدان:
هل يعني هذا أن الأمريكان الآن جادون في حل قضية الصراع الكشميري وما هي مصلحتهم في حله في هذه الظروف بالذات؟
عبد الغني لون:
من الواضح أن هناك تأثيراً هندياً كبيراً على الأمريكيين بحكم كون الهند سوقاً اقتصادية كبيرة، ولاعتبارات تجارية واقتصادية يشعر الأمريكيون بأن بإمكانهم الاستفادة من هذا الاقتصاد المتنامي. وهم مهتمون بجني فوائد سوق كهذه متصورين أنه لو تحقق السلام، وتوقف القتال لجنوا فوائد قصوى من السوق الهندية.
أحمد زيدان:
ماذا عن كشمير الخاضعة للسيادة الصينية أيضاً؟ هناك بعض المناطق الكشميرية التي هي الآن ضمت أو أعطيت للصين. كيف سيكون موقف الكشميريين من هذه المنطقة؟
عبد الغني لون:
عندما نقول: كشمير التي كانت موجودة في وقبل تاريخ الخامس عشر من أغسطس (آب) عام 47، إنما نقصد ولاية جامو وكشمير بجميع أراضيها، وهذه الأراضي بأجمعها هي هدفنا، وهي الأراضي التي كانت تابعة لولاية جامو وكشمير.
أحمد زيدان:
لكن لا تعتقد أن هذا وبما يشكل مشكلة إقليمية وخلافات إقليمية؟
عبد الغني لون:
كلا، ليس هناك إمكانية لحدوث ذلك، فبقدر ما يتعلق الأمر بالاتفاقية المبرمة بين الصين وباكستان، هذه الاتفاقيات تعاملت مع ذلك، وتنص عل أنها تبقى نافذة المفعول لحين التوصل إلى تسوية نهائية لقضية كشمير.
أحمد زيدان:
وأنت في القيادة الكشميرية ماذا تطلبون من العالم العربي بالتحديد والعالم الإسلامي بشكل عام؟ هل أنتم راضون على الدعم العربي والإسلامي للقضية الكشميرية؟
عبد الغني لون:
بقدر ما يتعلق الأمر بدعم هذه البلدان فيما يخص إصدار قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي نحن مطلعون على وجودهم. هذه حقيقة، أما بخصوص وضع هذه القرارات موضع التنفيذ، ومفاتحة حكومة الهند باعتبار أنها دول صديقة لها بخصوص ما تمارسه من تعذيب وفظائع في كشمير، وبقدر تعلق الأمر باستجابة الدول العربية والإسلامية لرغبات شعوبها فيما يتعلق بالقمع في كشمير وإقناع الهند باختيار الحوار بدلاً منه فإن ما نلاحظه هو قول الهند: إن ممثل حكومات منظمة المؤتمر الإسلامي عندما يلتقون بالمسؤولين الهنود يقولون: إنهم وجدوا أنفسهم في موقف المضطر على التوقيع على قرارات المنظمة، وهم حقيقة غير جادين في تطبيقها.
أحمد زيدان:
هل تتوقعون أن يكون العام المقبل عام حل القضية الكشميرية؟
عبد الغني لون:
حسناً، ليس بوسع المرء أن يعطي وقتاً محدداً بالضبط، ولكن بإمكان المرء أن يقول-وبشيء من الثقة- إن هناك رياح تغيير تهب، وهذا ما يعطي للمرء أملاً أن المستقبل –والمستقبل القريب- سيشهد حركة أكبر ومشاركة أوسع من الأطراف المعنية، ومن المجتمع الدولي من أجل حل قضية كشمير.
أحمد زيدان:
مشاهديَّ الكرام، في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر الزعيم الكشميري عبد الغني لون على هذا الحوار، شكراً لكم.
عبد الغني لون:
Thank you.