وزير النفط
لقاء اليوم

عامر محمد رشيد .. احتياجات العراق الحقيقية

هل يلبي اتفاق “النفط مقابل الغذاء” الاحتياجات الأساسية للشعب العراقي؟ كيف تتعامل أمريكا مع السوق النفطية؟ وما الدوافع الحقيقية للقرار رقم 1284؟
مقدم الحلقة خديجة بن قنة
ضيف الحلقة عامر محمد رشيد، وزير النفط العراقي
تاريخ الحلقة 09/03/2000

undefined
undefined

خديجة بن قنة:

مشاهدينا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في (لقاء اليوم) الذي نركز فيه على ما آلت إليه أوضاع السوق النفطية العراقية، وأيضاً على المرحلة الحالية من اتفاق "النفط مقابل الغذاء"، مع وزير النفط العراقي السيد عامر محمد رشيد.. السيد الوزير أهلاً بك.

عامر محمد رشيد:

أهلاً بالجزيرة.

خديجة بن قنة:

السيد الوزير، طبعاً الأوضاع الإنسانية في العراق معروفة، اتفاق النفط مقابل الغذاء لا يلبي الحاجيات الأساسية للشعب العراقي، لو نبدأ بتقييم المرحلة الحالية لاتفاق النفط مقابل الغذاء، ماذا تقول؟

عامر محمد رشيد:

هو بإعطاء تصور موجز ومعبر، إحنا العراق صدَّر نفط خلال المراحل الست السابقة بحدود 20 مليار دولار ما قيمته، زائد المرحلة السابعة إلى الآن يقرب من 4 مليار ما معناه 24 مليار دولار، ما تم استلامه من غذاء ودواء وحاجات أساسية للشعب العراقي 6 مليار دولار فقط، يعني 25% من نسبة ما صدّره العراق من نفط خام، هذه يدل على الإجراءات التعسفية والإعاقة الكبيرة اللي يقوم بها ممثلي الإدارة الأمريكية في لجنة المقاطعة، والتي بالمحصلة والنتيجة أدت إلى هذه الأرقام اللي ذكرناها الآن.

خديجة بن قنة:

طيب، مقابل هذا سيدي الوزير، هددتم أنتم بتخفيض الصادرات النفطية العراقية، هل ستنفذون هذا التهديد الآن؟

عامر محمد رشيد:

حضرتك عارفين أن القطاع النفطي –أيضاً- يعاني من تعليق عقود بنسبة كبيرة ست خديجة، فنذكر مثلاً من المرحلة الرابعة اللي هي صار لها أكثر من سنة ونصف إلى الآن بحدود مائة عقد مبلغها 50 مليون دولار معلقة لحد الآن، ومن المرحلة الخامسة حوالي 150 مليون دولار، ومن المرحلة السادسة ما يزيد عن 400 مليون دولار معلقة، مجموع العقود المعلقة تصل إلى حدود 700 – 800 مليون دولار، وتزيد عن ألف عقد.. هذا فقط للقطاع النفطي، فنحن لما بدينا تنفيذ التصدير بأعلى طاقات عام 99م منذ بداية عام 99م كان بافتراض أن خبراء الأمم المتحدة اللي قدموا إلى العراق، وهم خبراء نفطيين متخصصين، ويقيمون وضع القطاع النفطي، والأمين العام يطرح هذا الموضوع على مجلس الأمن، ستسير بسلاسة ترويج العقود النفطية.

إعلان

الواقع اللي تم فعلاً أتوا الخبراء، بقوا فترة طويلة، والسيد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره لمجلس الأمن أوضح بشكل لا يقبل اللبس الحالة المتردية للقطاع النفطي، والمشاكل الكثيرة التي يعاني منها في البنية الأساسية للقطاع النفطي، الواقع الحال لم يتقدم شيء.

خديجة بن قنة:

نعم، على ذكر الحالة المتردية للقطاع النفطي أو للصناعة النفطية العراقية، لو تقيم لنا كم يحتاج العراق أن يخصص من مبيعاته النفطية، من عائدات لإعادة إصلاح وتهيئة هذا القطاع النفطي؟

عامر محمد رشيد:

إحنا قدمنا مبالغ واحتياجات تأخذ بنظر الاعتبار كيفية التغلب على الوضع المتردي للقطاع النفطي، مع المحافظة على عوائد مناسبة للحاجات الإنسانية الأخرى، لا يمكن أن القطاع النفطي يصير على حاجات إنسانية أخرى بالطبع، فلذلك بس إعطاءك مَثَل: في النصف الثاني لعام 99م قدمنا طلب بـ600 مليون دولار، حيث كانت العائدات النفطية للمذكرة السادسة 7,4 مليون دولار، ولهذه المرحلة –أيضاً- قدمنا 600 مليون دولار من عوائد متوقعة ربما تصل إلى 7 مليار دولار.

إحنا نقدم الاحتياجات الحد الأدنى للنهوض بالقطاع النفطي، لا يمكن الاستمرار في تصدير أقصى طاقة ممكنة من النفط الخام، ووضع الآبار النفطية، ووضع الحقول النفطية في القطاع النفطي بشكل عام يتردَّى بدون وصول مواد اللي إحنا في حاجة ماسة ليها..

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

طيب ما هو المستوى الحالي لل..؟

عامر محمد رشيد [مستأنفاً]:

فلذلك قررنا -إذا تاسمحي لي ست خديجة- لذلك قررنا في بداية المرحلة السابقة ولأول مرة أن نخفَّض إنتاجنا في حدود 300 ألف، يعني كي نقلل الضرر بعيد الأمد اللي صار على الحقول النفطية، إحنا صارت أضرار قصيرة الأمد..

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

أي تخفيض سيؤثر أكيد في السوق النفطية العالمية، ربما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، أمر يغضب (واشنطن) التي تهدد حالياً باستخدام مخزونها الاستراتيجي النفطي، لكن في النهاية –أيضاً- ليس في صالحكم، لأنه سيحرمكم من عائدات مالية مهما كان حجمها.

عامر محمد رشيد [مستأنفاً]:

يا ست خديجة أولاً: إحنا مدا [ما] نخفض بإرادتنا، هذا التخفيض فرض علينا من خلال الموقف المتعسف لممثل الإدارة الأمريكية في لجنة المقاطعة، نحن لا نرغب في التخفيض، هذا فرض علينا 300 ألف برميل في اليوم كبداية، ربما إذا لم يتحسن موقف ترويج العقود النفطية في لجنة المقاطعة سنُخفض أكثر، أو إذا تم رفع التعليق عن عدد منها، ربما سنقف عند هذا التخفيض، وإذا تم..

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

طيب إذا افترضنا -السيد الوزير- وصول قطع الغيار الضرورية..

عامر محمد رشيد [مستأنفاً]:

إذا تم ترويج العقود النفطية مثل ما أوصوا خبراء الأمين العام، ومثل ما سيذكر في تقرير الأمين العام بعد أيام قلائل إلى مجلس الأمن في 10/3، نحن نعود إلى تصدير أقصى طاقة، سنرجّع 300 ألف وحتى أكثر من 300 ألف، هذا الموقف مفروض علينا من الموقف الأمريكي المتعسف وليس برغبتنا.

خديجة بن قنة:

طيب هذا الضغط وتجميد العقود من طرف أمريكا، يعني تريد أمريكا الضغط عليكم من أجل القبول بالقرار 1248، هل في النهاية سيقبل العراق بالقرار 1248؟

إعلان

عامر محمد رشيد:

هذا الموقف الأمريكي -كما تعلمين- منذ فترة طويلة، يعني بالنسبة مثلاً للقطاع النفطي صار له أكثر ما يزيد عن السنة، وبدأ يزيد التعليق، يعني في المرحلة الرابعة كان التعليق حدوده 15%، بالمرحلة الخامسة 50%، بالمرحلة السادسة وصل 84% وهذا القرار السيئ الصيت، وهو موقف متعسف، هدفه هو الإضرار بالبنى التحتية للاقتصاد العراقي.

الإدارة الأمريكية فرض عليها ترويج خطة التوزيع في القضايا الأساسية، هي لا ترغب في ذلك، ولكن ضغط الرأي العام العالمي على الإدارة الأمريكية اضطرها أن توافق، لكن بالتطبيق الفعلي وبالتصريف الفعلي اللي هو ترويج العقود هي تعيق ما أمكنها، وتحاول تجد أغطية واهية، ومبررات غير مُقنعة تحت استخدامات الاستخدام المزدوج، تحت أنه العقد غير واضح، المواد الفنية ما مُعرَّفة بشكل دقيق، حتى أحياناً بعض مرات الطبع غير واضح.. تلقي مختلف الأسباب كي تنفذ إرادتها التي هي منذ السابق وهي أنه الاقتصاد العراقي وبالطبع بكل تأكيد القطاع النفطي أحد مرتكزاته لا يحصل على مستلزمات، وهم يريدون أنه فقط الضغط الذي صار عليه الإدارة الأمريكية، وموضوع الغذاء والدواء ربما يروج، وهذا أيضاً بإعاقة كبيرة.

خديجة بن قنة:

سيدي الوزير -طيب- هذا يقودنا إلى الحديث عن الاتهامات الأمريكية لبغداد بأن النظام العراقي يعمل على تبذير الأموال العائدة في تصدير النفط في بناء القصور الضخمة وفي استيراد الخمور وما إلى ذلك، ما ردكم على هذه الاتهامات؟

عامر محمد رشيد:

والله إحنا سعيدين بهذه التصريحات، لأن الإدارة الأمريكية كدولة عظمى من يد ناطق باسم الخارجية الأمريكية اللي هو ناطق مسؤول ينحدر إلى هذا المستوى من التفاهات معناه فعلاً أمريكا أفلست، ومعناها إرادة العراق انتصرت، وحق العراق بان ووضح، بحيث نزل إلى هذا المستوى من التفاهات، فإحنا سعيدين بهذه التصريحات.

خديجة بن قنة:

لكن -السيد الوزير- حتى المنسق الإنساني (بانس سبونك) الذي استقال يعني أشار من ضمن ما أشار إليه عن معاناة الشعب العراقي إلى أن هناك أسباباً داخلية وأسباب خارجية، والأسباب الداخلية المراقبون يرون فيها هذا الجانب الذي هو تبزير الأموال من طرف النظام.

عامر محمد رشيد:

لا يوجد في تقرير (سبونك) أنا اطلعت عليه، وأذكر حضرتك وجهت هذا السؤال سابقًا لأحد المسؤولين العراقيين، لا يوجد هذا النص، ولكن دوماً بالإمكان تحسين الإدارة في أي من مفاصل الدولة ومفاصل القطاع الخاص، كنا نسعى إلى أن نكون أفضل، وكنا عدنا أيضاً وربما بعض الإجراءات الإدارية قد تكون بصورة أمثل.

ولكن نسأل سؤال ماذا تضمن تقرير الأمين العام عن ما يسمى بالتوزيع العادل للحاجات الإنسانية وتأمينه؟ تقرير الأمين العام يشير إلى أن حوالي ثمانين ألف زيارة ميدانية تمت، و80 ألف لم تظهر أي حالات سلبية، وبالطبع دوماً نسعى أن نكون أفضل، يعني هذا شيء طبيعي.

لكن ما هو المحور الرئيسي؟ المحور الرئيسي هو أن الإدارة الأمريكية تريد أن تعيق، تريد أن البنى التحتية تتفتت في العراق، وهذا –كما تذكرين- هو موقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (بيكر) إلى السيد نائب رئيس الوزراء الأستاذ طارق عزيز، عندما قال له قبل بدء العدوان العسكري: سنعيد العراق إلى ما قبل.. مرحلة قبل الصناعة، فهم يريدون هذا الهدف يحققوه بأعلى نسبة ممكنة، فهذه أحد الوسائل، والقطاع النفطي شيء طبيعي يدخل ضمن هذا المنهج.

خديجة بن قنة:

لكن هناك اتهامات أخرى بأن النظام يستفيد -أيضاً- من تهريب النفط بصورة غير مشروعة، ويقال إنه الكميات التي تم تهريبها بلغت أرقام قياسية منذ بداية العام.

عامر محمد رشيد:

سيدة خديجة كما معلوم أن العراق نفذ كل ما هو مطلوب منه بموجب قرارات مجلس الأمن المتعسفة والمتشددة، والرأي العام العالمي أصبح له واضح بعدما.. ربما انطلت بعض الأكاذيب في عام 92م و93م السنين الأولى من الحصار، الآن أصبح واضح أن العراق نفذ كل ما عليه، فيجب أن يُرفع الحصار، ودول كثيرة تطالب في مجلس الأمن دائمة العضوية وغير دائمة العضوية تطالب برفع الحصار، لماذا لا يرُفع الحصار؟ لا يرفع الحصار لأن الإدارة الأمريكية الآن تتلاعب بمقدَّرات مجلس الأمن، الموقف العراقي واضح، لن يرفع الحصار بقرار مجلس الأمن، الحصار سيتفكك وسينهار وستضطر الإدارة الأمريكية –اعترافًا منها بالواقع المتحقق- أن تقول: لنرفع الحصار، أي إعطاءها مجرد الجانب الشرعي الرسمي. فبكل تأكيد العراق يسعى لتوسيع تجارته الدولية مع دول الجار، مع الدول الأخرى، وهذا من حقه الطبيعي بموجب ميثاق الأمم المتحدة لا غبار على ذلك.

إعلان

خديجة بن قنة:

السيد الوزير القرار الأخير 1284 يعني المراقبون يرون فيه بعض النقاط الإيجابية -يعني- ليس كله سلبي، مثلاً: تعليق العقوبات لأول مرة يتم الحديث هذه المرة عن تعليق العقوبات ولو مؤقتًا، كما أنه ألغى سقف الإنتاج النفطي، بحيث أنه يمكن للعراق أن يصدر ما شاء من النفط، وهذه كلها يرى فيها جوانب إيجابية في هذا القرار، ألا يدفع ذلك -ربما في النهاية- بغداد إلى القبول به.

عامر محمد رشيد:

القرار 1284 صُمم لإخراج الإدارة الأمريكية من أزمة سياسية وعزلة سياسية تعانيها، العراق نفذ كل ما عليه، المجتمع العالمي يعلم ذلك، بموجب الفقرة 22 من قرار 687 يجب رفع الحصار، الإدارة الأمريكية لديها جدول أعمال، وهو تقسيم العراق، وعد.. والنتيجة تصور عدم رفع الحصار سيقود لتحقيق أهدافه السياسية القديمة، كيف الحل؟ هي لا تستطيع أن تخرج من هذا المأزق السياسي، أتى القرار 1248 وصِيغ من قِبَل البريطانيين بشكل خاص لهم، بحيث يخرجوهم من المأزق السياسي اللي تعانيه الإدارة الأمريكية، فهو صمم ليس لمساعدة الشعب العراقي، وليس لرفع المعاناة عن الشعب العراقي، صمم لإنقاذ ماء وجه أمريكا، وإنقاذها بطريقة غير قابلة للتطبيق، بالمناسبة أنه لا يوجد تعليق في القرار 1248، التعليق يأتي بعد عملية معقدة كما وصفناها، إدخالنا في نفق مظلم لا نعرف آلياته، ما معروفة وسائله، ولا معروف هذا النفق المظلم نهايته أين.. نحن عندنا القرار 687 العراق اعترف به، به [فيه] التزامات على العراق، العراق نفذها، المجتمع الدولي أقرَّها، أمريكا لا تريد أن تقرها، لماذا ندخل في موضوع آخر، وندخل في جدال آخر، وفي مناقشة قرار ولد ميت، لا يمكن تنفيذه؟ والآن الجميع يعرفون ذلك، بس ارجعي إلى دراسة من جهة علمية جمعية علمية في جامعة (كمبردج) في بريطانيا، حوالي 15 صفحة توضح معطيات 1248، وكيف صُمم لأنه لا ينفذ، ولا يمكن تنفيذه، ولا يحقق أي رفع لمعاناة العشب العراقي.

بالمناسبة قضية فنية على سقف النفط، إحنا من بداية 99م ننتج ونصدر حسب طاقتنا الفنية، لم نتقيد بأي سقف، في النصف الأول من عام 99م كانت الأسعار متدنية، فلم نصل إلا إلى حوالي 3,5 مليار دولار، في المرحلة السادسة ارتفعت أسعار النفط، إحنا استمرينا نصدر براحتنا ضمن طاقتنا التصديرية حوالي 2,2 بليون برميل في اليوم إلى 2,3، عندما زادت العوائد المتوقعة عن مبلغ معين اجتمع مجلس الأمن.. نحن لا طلبنا ولا تدخلنا، فبينوا أنه العراق عقوده زادت عن 6 مليار، فيجب أن يتخذوا الإجراء، هم يتخذوا الإجراء براحتهم، ثمانية مليار فنحن مستمرين، والآن نفس الشيء، ما عندنا مشكلة في التصدير حسب طاقتنا الفنية.

خديجة بن قنة:

سيدي الوزير، وما زلتم تطلبون من منظمة (الأوبك) إشراككم ضمن حصص الإنتاج، هذا رغم أن الصناعة النفطية -كما ذكرت أنت- متردية إلى حد كبير، كيف تفسر ذلك؟

عامر محمد رشيد:

تفسير ذلك واضح جداً، العراق في نهاية عام 99م وصل 3 مليون برميل إنتاجه، ومخططين ولا نزال أنه في نهاية هذا العام نصل 3,5 مليون برميل في اليوم، فنحن تقاربنا إلى إنتاجنا ما قبل الحصار بشكل كبير، فشفنا من المنطقي ومن العمل البناء العراقي -يعني- موقف عراقي بناء بالسوق النفطية والمحافظة على استقراره أن نعطي إشارة إيجابية إلى السوق النفطية بالعودة إلى نظام حصص الإنتاج.

بالمناسبة كل دول الأوبك وفي المنظمة مطلق للعراق أن يُصدر وينتج بحريته، لظروفه المعروفة وكون الحصار، المبادرة مبادرة عراقية، العودة إلى نظام الحصص، والدخول ضمن حصص الإنتاج الأوبك، ورحبوا كافة وزراء الأوبك..

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

إشراككم ضمن حصص الإنتاج -السيد الوزير- ألا يتنافى مع الحصار المفروض عليكم؟

عامر محمد رشيد [مستأنفاً]:

عفواً، مرة أخرى السؤال.

خديجة بن قنة:

مطالبتكم بإشراككم ضمن حصص إنتاج الأوبك يتعارض في النهاية مع العقوبات المفروضة على العراق.

عامر محمد رشيد:

لا لا، نحن لا نطالب، نحن براحتنا دا نرجع -يعني- إحنا متاح لنا نصدر وننتج بأي رقم نريد.

خديجة بن قنة:

السيد الوزير، ما هي الحصة التي تراها مناسبة للعراق الآن؟

عامر محمد رشيد:

ستناقش في المؤتمر الوزاري، ونحن عطينا رقم اللي هو بين نهاية 99م 3 ملايين ونهاية هذا العام -إن شاء الله- نصل 3,5 مليون برميل في اليومن بين هذين الرقمين..

إعلان

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

على ذكر الأوبك -عفواً على المقاطعة سيدي الوزير- هل تعتقد أن واشنطن الآن استطاعت فعلاً شق وحدة الأوبك؟ يعني نعلم أنها أوفدت وزير الطاقة (بيل ريتشارد) إلى بعض دول الخليج، ودول أخرى غير عضوة في الأوبك، ومن أجل رفع الإنتاج، وبالتالي خفض الأسعار، وهددت أيضاً -كما ذكرت سابقًا- باستخدام مخزونها الاستراتيجي النفطي، هل تعتقد أنها فعلاً وصلت إلى هدفها بحيث أنه يمكن أن تقر منظمة الأوبك في الاجتماع المرتقب نهاية هذا الشهر زيادة الإنتاج من أجل خفض الأسعار؟

عامر محمد رشيد:

ست خديجة ذهبت الأعوام السابقة ولن تعود، في عام 97م في نوفمبر في جاكرتا (مؤتمر جاكرتا) ضغطت الإدارة الأمريكية ومررت قرار بزيادة الإنتاج مليونين ونصف برميل في اليوم، وانهارت الأسعار في 98م بداية عام 99م، ومبادرة العراق في بداية عام 99م والتزام كافة الأعضاء بالعودة إلى مبادئ السوق الاعتيادية وهو موازنة العرض والطلب؛ صدر قرار كلنا نعرف في آذار 99م وهو تخفيض الإنتاج واللي أعاد للسوق عافيتها وصحتها، والأسعار الآن معتدلة، الإدارة الأمريكية لأغراض سياسية أحدها داخلي بسبب الانتخابات تريد أن تهبط الأسعار، هذا راح هذا الزمان، الآن أصبحت واضحة لدول الأوبك كم تخسر بتنفيذ الإرادة السيئة للإدارة الأمريكية، المعاناة التي عانتها دول الأوبك في عام 98م وانهيار اقتصادياتها، خسرت الأوبك في عام 98م فقط بالقرب من 60 مليار دولار، فمو [ليس] سهل على أمريكا مثل ما كان سهل في 97م تمرر هذه الألاعيب وهذه المؤامرة.. نحن متصدين لها -بس أوضح لك- الآن هناك بين العرض والطلب عجز -كما يقال- حوالي واحد ونصف إلى 2 مليون برميل في اليوم، سينخفض الطلب العالمي بسبب الموسم القادم الصيف إلى مليونين برميل، أين المشكلة؟ المشكلة هو تصعيد سياسي ومضاربات اقتصادية ولأغراض انتخابية أمريكية، لو تلاحظين حتى أوروبا لا يوجد كلام في الاتحاد الأوربي كبير حول هذا الموضوع.

وإحنا إذا زاد الطلب العالمي في الشتاء القادم، إحنا نريد نزيد إنتاجنا حتى نأخذ حصة من السوق، ولكن الآن يتُخذ قرار في موضوع زيادة الإنتاج، هذا القرار المفروض يناقش في المؤتمر الوزاري، هو هذا التوقيت إذا أكو [يوجد] توقيت مخطوء [خاطئ]لزيادة الإنتاج، فهو هذا التوقيت في هذا الشهر ونحن قادمين على الصيف.. فلا أرى أن أمريكا ستسطيع..

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

هناك حديث كبير على أنه المنظمة ستقر فعلاً زيادة إنتاجها، إلى أي مستوى يمكن أن تزيد في تقديرك أنت كخبير نفطي؟

عامر محمد رشيد:

الاقتصاديين والوزراء اللي اتصلنا بهم في الأوبك لا يوجد مثل هذا الرأي في الزيادة العام، لكن إذا تقولي لي في الشتاء القادم عندما يزداد الطلب، ويعود الطلب كما كان في الشتاء اللي انتهى العام، ندرس موضوع زيادة الإنتاج في ضوء معطيات السوق، هذا حساب اقتصادي، أما الآن نقرر ونحن ندخل الصيف سيهبط الطلب العالمي وأقرر مليونين برميل في اليوم، يعني كأنه إحنا نبدأ نزيد الإنتاج مليونين برميل، شو الداعي الآن نقوم بالزيادة، أنا قناعتي أن المؤامرة الأمريكية هذه المرة لا تنطلي وستجابه مقاومة كبيرة من غالبية وزراء الأوبك، ولكن لا أريد أن أتحدث عما يتم داخل المؤتمر الوزاري، قناعتي أن المؤتمر الوزاري سينظر للموضوع نظرة موضوعية، معطيات السوق الأساسية، ما يسمى بـ Market Fundamentals وسيشوف موازنة العرض والطلب اللي تقودنا للاستنتاج الصحيح.

لا يجب أن تتصرف الأوبك من منطلق ضغوط أمريكية، وإنما من منطلق مصالح شعوبها هي ذاتها بدون -بالطبع- الإضرار بالمستهلكين، وللمحافظة على استقرار السوق النفطية، هذا دائماً هدف للأوبك في دستورها، والعراق والكثير من الدول الأعضاء يدعون إلى نفس الموقف، فلا نرى أن المؤامرة الأمريكية بالرغم من زيارة (ريتشارد بيل) بالرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي (كلينتون).. بها مبالغة وتطرف في رد الفعل للأهداف السياسية المعروفة، وللمضاربين.

الأسعار الآن -بس ست خديجة حتى نعرف- يقولون زادت ثلاث مرات عن عام 98م، صحيح.. بس ما يقولوا إن هي تساوي الأسعار ما قبل 98م، بين 92 إلى 97م الأسعار بحدود 20 – 22 دولار، إذا تحسبين التضخم من عام 90م إلى الآن 25 – 30% يطلع السعر الآن مع سلة الأوبك نفط سلة الأوبك 27 دولار، وهو الآن 27 دولار.

حقيقة لا توجد مشكلة، وإنما هناك نوايا سيئة في إرباك السوق النفطية، واستخدام مصطلحات الخزين النفطي، والتهديد باستخدام الخزين الاستراتيجي الأمريكي لأغراض سياسية ولممارسة الضغط، مجرد نعود إلى تحليل اقتصادي سليم للسوق النفطي نشوف الوضع طبيعي، حقيقة الوضع طبيعي، أنا تكلمت مع عدد من الوزراء هاتفيا يرون هذا الموقف مفتعل من الإدارة الأمريكية لأسباب سياسية.

خديجة بن قنة:

في المرحلة الحالية التي وصلت فيها السوق النفطية إلى مرحلة حساسة من التوازن -يعني- كيف يمكن أنه إذا افترضنا عودة العراق إلى السوق النفطية، أن تؤثر هذه..

عامر محمد رشيد [مقاطعاً]:

هو الآن في السوق النفطية، هو لا يعود، هو الآن في السوق النفطية.

خديجة بن قنة [مقاطعة]:

أقصد بالقوة التي كان عليها.

عامر محمد رشيد:

إحنا لذلك عودتنا لنظام الحصص هو طمأنة السوق أن هذا هو الرقم اللي راح ينتج به العراق، حتى لا يصير مضاربات في الموقف العراقي، وابتزاز للسوق النفطية وإرباكها عما سيكون عليه النفط العراقي، النفط العراقي نهاية 99م إحنا قلنا ثلاثة ملايين، نهاية 2000م 3,5، سنختار رقم قريب من نهاية عام 2000م، ونتناقش مع الزملاء من الوزراء في منظمة الأوبك للوصول إلى حصة مقبولة ومناسبة بما يدعم استقرار السوق النفطية، ولا ندعو إلى أي إرباك في السوق النفطية.

خديجة بن قنة:

السيد عامر محمد رشيد وزير النفط العراقي من بغداد، شكرًا جزيلاً لك.

الوزير عامر محمد رشيد:

شكرًا لك.

خديجة بن قنة:

بهذا نأتي مشاهدينا إلى نهاية برنامج (لقاء اليوم).. أطيب المنى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة