جعفر عمر طالب .. حركة لشكر جهاد
مقدم الحلقة: | عثمان البتيري |
ضيف الحلقة: | جعفر عمر طالب: زعيم جماعة لشكر جهاد المنحلة |
تاريخ الحلقة: | 12/03/2003 |
– الضغوط الغربية على الحكومة الإندونيسية لملاحقة لشكر جهاد
– لشكر جهاد بين تحقيق أهدافها وبين ارتكاب المذابح
– محاولات تحريف حركة لشكر جهاد عن مبادئها
– علاقة حل حركة لشكر جهاد بانفجارات بالي
– تنظيم الجماعة الإسلامية وحقيقة انضمام شباب لشكر جهاد إليه
عثمان البتيري: أعزاءنا المشاهدين، نرحِّب بكم في حلقة جديدة من برنامج (لقاء اليوم)، ضيفنا لهذه الحلقة الشيخ جعفر عمر طالب (زعيم حركة لشكر جهاد والتي حُلت منذ أشهر)، هذه الحركة كان لها دور بارز في الحرب بين المسلمين والمسيحيين في جزر الملوك، والتي دارت لعدة سنوات.
الشيخ صدر بحقه حكم قضائي يبرِّئه من تهم التحريض على العنف ضد المسيحيين في إندونيسيا، مرحباً بكم فضيلة الشيخ.
جعفر عمر طالب: جزاكم الله خير.
الضغوط الغربية على الحكومة الإندونيسية لملاحقة لشكر جهاد
عثمان البتيري: حركة لشكر جهاد، وأنتم أيضاً استُهدفتم بانتقادات شديدة من قِبَل منظمات غربية وحتى من بعض الدول الغربية، هل تعتقدون بأن هذه الجهات الغربية قد مارست ضغوط على الحكومة الإندونيسية من أجل استصدار حكم قضائي ضدكم؟
جعفر عمر طالب: من.. من قِبَل الحكومة إندونيسيا هناك مَنْ له سلطة أخبرني بأن الضغوط على حكومة إندونيسيا شديدة، خصوصاً من أميركا ومن برلمان أوروبا، أخبرني أحد رجال الحكومة في جاكرتا قبل لقاء باريس.. Paris Club في مساعدات اقتصادية لإندونيسيا، أن أميركا حكومة أميركا أخبرت إندونيسيا.. أخبرت حكومة إندونيسيا أن أميركا تحاول أن تمنع أي مساعدات اقتصادية في لقاء باريس هذه، أنا ما.. ما تذكرت هذا الشهر كان ماذا، يعني قبل سنة، تم… حكومة أميركا تحاول أن تمنع أي مساعدات اقتصادية لحكومة إندونيسيا إذا ما تحاول حكومة إندونيسيا في إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص، وهم أنا ورزق شهاب، وأبو بكر باعشير، هؤلاء الثلاثة، يعني أخبرني لساناً هذا الرجل.. رجل من.. من.. من الحكومة أخبرني هكذا، وبعد لقائي به وقع القبض عليَّ في 4 مايو قبل سنة، وألقى القبض على رزق شهاب وبوبكر باعشير كلهم..
عثمان البتيري: شيخ، لنذهب الآن إلى حركة لشكر جهاد، أنتم أعلنتم حلِّ الحركة منذ عدة أشهر، ماذا حصل الآن للحركة ولمؤسساتها؟ وما.. وأين هم شبابها الآن؟
جعفر عمر طالب: طبعاً بعد.. بعد قرار الحل حركة لشكر جهاد الشباب رجعوا إلى مساجدهم وإلى معاهدهم وإلى الجامعات اللي هم يتعلمون في الجامعات وإلى المكاتب اللي هم موظفون فيها، يرجعون إلى أماكنهم، ومكاتب الحركة أيضاً انحلت بعد قرار الحل الحركة، ونحنا أصلاً مشتغلين في الدعوة وفي تعليم الناس الدين الصحيح، ونحنا مشتغلين في.. في العلم، علم الكتاب والسنة، ليس من واظفي.. من وظيفتنا أن ندخل في المعارك، بالحقيقة وظيفة الحكومة هذه، فنحن قررنا بحل الحركة هذه بعدما سمعنا النصيحة من العلماء ويأمروننا لنحلها هكذا.
لشكر جهاد بين تحقيق أهدافها وبين ارتكاب المذابح
عثمان البتيري: هل تعتقدون بأنكم حققتم الأهداف التي أعلنتموها عندما قمتم بتأسيس الحركة وهي الدفاع عن المسلمين في جزر الملوك وضد المذابح التي تعرضوا لها آنذاك -كما قلتم- من قِبَل المسيحيين؟
جعفر عمر طالب: بعد تحركاتنا خلال سنتين الحمد لله أوقفنا هجم.. الهجمات من قبل النصارى على المسلمين في ملوكو غالبياً والحكومة الآن تضغط على الرجال النصارى اللي في جزر ملوكو، لأن قبل إنشائنا حركة هذه حكومة تخاف جداً في.. في ماذا.. في إلقاء القبض عليهم.. على رجالهم مع أن الحكومة عرفت تماماً مَنْ اللي يحرك أي مذابح في.. على المسلمين في ملوكو، حكومة عرفت تماماً، لكن حكومة تخاف على إلقاء القبض على هؤلاء، والحمد لله بعد دخولنا في المعركة هناك والحكومة تزداد القوة، والآن تشجعت الحكومة في إلقاء القبض عليهم، قبل.. الشهر اللي قبل إعلاننا بحل الحركة ألقى القبض على 55 نفر من رجالهم رجال النصارى اللي هم محركون الضحايا ضد.. ضد المسلمين، وحكموا عليهم بالقرار المحكمة، بعضهم سنوات وبعضهم يعني أكثر من ذلك، إذن رأينا أن الحكومة الآن عندها همة في حماية المسلمين، حتى في بوزو أيضاً بدأت الحكومة تزداد القوة في.. ماذا.. في إلقاء القبض على هؤلاء النصارى، الحمد لله.. يعني غالبياً هدفنا قد تحقق بعد سنوات هذه.. سنتين هذه..
عثمان البتيري: شيخ، هل تعتقدون بأن الحركة ارتكبت بعض الأخطاء أثناء وجودها في جزر الملوك كما ادَّعت بعض الجهات الكنسية بأن الشباب من لشكر جهاد ارتكبوا مذابح ضد المسيحيين في الجزر؟
جعفر عمر طالب: بالحقيقة هم يعرفون الواقع، هم حصلوا أخبار عن ملوكو وعن بوزو من قبل الكنائس، ورجال الكنائس طبعاً يكذبون في إخبار عن.. عن ما وقع في تلك الجزر حتى يحصلون المساعدات مالية من.. من أوروبا ومن أميركا، فيقلِّبون الواقع بالأكاذيب وافتراءات هذه، والحال اللي وقع هناك أن النصارى هم يذبحون المسلمين، ونحن جئنا إلى تلك الجزر سنة بعد ضحايا، بعد ألوف من المسلمين ذُبحوا، بعد محاولتنا نقدم الطلب إلى الحكومة.. إلى حكومتنا أن تحمي المسلمين في تلك الجزر، لكن حكومة خلال سنة هذه ما.. يعني مقصرين في.. في حماية المسلمين في تلك الجزر، فنحن ندخل إلى تلك الجزر ونمنعهم.. نمنع هؤلاء اللي يحاولون أن يذبحوا المسلمين، وأما إلقاء القبض من الحكومة، الحكومة لها وثائق بل اعتراف من هؤلاء المسجونين من قبلهم.. من قبل النصارى، هم يعترفون علناً حتى في المحكمة، يعترفون أنهم ما يريدون أن يعيشوا تحت حماية الحكومة إندونيسيا، هم يريدون أن.. أن يُنشئوا دولة خاصة مستقلة لهم، يسمون دولة (ريبوبلك ملوكو سلاطان) يعني الجمهورية الجنوب ملوكو هكذا، أعلنوا صراحة في.. في المحكمة، والحكومة تتهمهم بـ.. بـ.. ماذا؟ كالرجال اللي يفعلون المكر على الحكومة والدولة بإعلانهم في هذه.. هذه المحكمة، طبعاً حكومة لها وثائق، بل اعترافات منهم، نعم، والحكومة تحكم عليهم بما يستحقون.
[فاصل إعلاني]
محاولات تحريف حركة لشكر جهاد عن مبادئها
عثمان البتيري: عندما أعلنتم حل حركة لشكر جهاد ذكرتم بأن هناك بعض الأشخاص حاولوا حرف الحركة عن المبادئ التي أُنشئت عليها حركة لشكر جهاد، من هم هؤلاء الأشخاص؟ وكيف قاموا أو حاولوا حرف الحركة عن مبادئها؟
جعفر عمر طالب: ما أقدر أن أذكر أسامي هنا، لأن نرى أن هؤلاء بعد حل الحركة قد رجعوا، ونحن أيضاً نتراجع عن أخطائنا وعن مخالفاتنا، مخالفات منهجية، مخالفات أخلاقية، الحمد لله تراجعنا واتفقنا على الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فبعد هذا.. بعد اتفاق هذا طبعاً ما.. ما نذكر أشخاص أو أسامي، ومع أنه قد رجع إلى الكتاب والسنة، ما نقدر أن نذكر هذه، نعم.
عثمان البتيري: لكن بالعموم، يعني ليس الأشخاص، لكن بالعموم كيف كانت هي يعني محاولة حرف الحركة؟
جعفر عمر طالب: مثلاً عندنا مؤتمر في جاكرتا في شهر مايو يعني سنة 2002 ميلادي، هناك مؤتمر ويدعو في المؤتمر قادات السياسيين، ويحضرون في المؤتمر هذه، فحضورهم وإلقاء المحاضرة في المؤتمر هذه يُخشى أن يجر الحركة إلى بعض أحزاب سياسية، هذه من ضمن المخالفات المنهجية اللي قلت لكم، نعم.
عثمان البتيري: هناك اتهامات بأن جنرالات في الجيش الإندونيسي دعموا حركة لشكر جهاد، وأنهم زودوها ببعض السلاح والمال، هل هذه المعلومات صحيحة؟ وهل تلقيتم أي مساعدة من قبل أي طرف حكومي أو في الجيش؟
جعفر عمر طالب: ما يحمينا إلا الله، لا يحمينا أحد جنرالات، ولا يحمينا أحد قادات السياسيين، ولا يدعمنا إلا المسلمين في إندونيسيا جميعهم، الحمد لله أما من أشخاص ما نحصل هذه، ونرفض أي مساعدة اللي تضعوا لها الشروط، نرفض هذه، المساعدة لابد تكون بدون أي قيد أو شرط، لأن.. لأننا –الحمد لله- نجمع مساعدات من جميع المسلمين حتى من أفقر المسلمين يساعدنا في 50، 50 روبية تعرف أنت قيمة 50 روبية هنا في الشوارع، نحصل مساعدة من.. من أي جهة، لكن بشرط أن مساعدة هذه تكون بدون قيد أي.. أو.. أي.. أو أي شرط، نعم.
عثمان البتيري: أنتم أنشأتم حركة لشكر جهاد للدفاع عن المسلمين في وقت قلتم أن هناك مذابح وقعت في صفوفهم في جزر الملوك، الآن إذا عادت هذه المذابح مرة أخرى سواء في جزر الملوك أو في أي منطقة أخرى من مناطق المسلمين في إندونيسيا هل ستقومون مرة أخرى بإنشاء لشكر جهاد والعودة إلى العمل المسلح مرة أخرى؟
جعفر عمر طالب: طبعاً نحن في البداية إذا حصلت –لا سمح الله- المذابح مرة أخرى –ولا قدر الله- في البداية نحن نطلب من الحكومة لحمايتهم، لحماية المسلمين وتدافع عن المسلمين، كما فعلنا في السابق في ملوكو وفي بوزو، وإذا وجدنا أن الحكومة مقصرة في حماية المسلمين في تلك.. في المناطق هذه، طبعاً من واجبنا وهذا من ضمن الولاء ولاؤنا للمسلمين للإسلام والمسلمين أن ندافع عنهم و.. وقال الله تعالى في هذا.. في هذه المسألة: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) فمن واجبنا أن ندافع عن المسلمين إذا وقع ثاني مرة المذابح –لا سمح الله، ولا قدر الله- في أي منطقة من مناطق المسلمين في إندونيسيا، نعم.
علاقة حل حركة لشكر جهاد بانفجارات بالي
عثمان البتيري: جاء حل الحركة بعد أيام فقط من انفجارات بالي، هل لهذه الانفجارات أي دور أو أية ضغوط لحل الحركة؟ أي أن هل هناك من مارس عليكم ضغوط من أجل أن تقوموا بحل الحركة بعد انفجارات بالي؟
جعفر عمر طالب: نحن قد تكلمنا في مسألة حل الحركة في شهر مايو يعني تاريخ 12 مايو سنة 2002 ميلادي، يعني كم شهر قبل الانفجار هذا مايو.. 5.. 5 شهور قبل الانفجار، تكلمنا في مسألة حل الحركة، نحن نتكلم في حل الحركة، لأن بعض.. بعض العلماء نصح.. نصحونا في أن نرجع إلى أصلنا، وأصلنا مشتغلين في الدعوة، نحن ننشغل في أمور الدعوية وطلب العلم، علم الكتاب والسنة، بعض العلماء مثل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- نصحنا أن نحل حركة هذه ونرجع إلى الدعوة، وبعد النصيحة هذه نتكلم في حل الحركة، والحمد لله قررنا في حل الحركة في شهر أكتوبر بتاريخ 7 أكتوبر، القرار هذا يعني قبل 5 أيام، ها.. قبل انفجار بالي، قدر الله وما شاء الله فعل ما.. ما نعرف أن ستكون الانفجارات في بالي بعد.. حين قررنا في يوم هذه، طبعاً ما.. ما فيه علاقة بين قرارنا والانفجارات هذه.
عثمان البتيري: شيخ جعفر، برأيكم انفجارات بالي هل تعتقدون أنها كانت في مصلحة الحركات الإسلامية والتيار الإسلامي في إندونيسيا أم أنها أضرت بهذه المصلحة؟
جعفر عمر طالب: انفجارات بالي هذه ليست لصالح المسلمين وليسوا هؤلاء المسلمين.. المسلمين المتهمين اللي فعلوا هذه إنما فعلوها الجواسيس من أميركا أو من.. من الغرب، والله أعلم.
تنظيم الجماعة الإسلامية وحقيقة انضمام شباب لشكر جهاد إليه
عثمان البتيري: يدور الحديث الآن في إندونيسيا وفي منطقة جنوب شرق آسيا عن تنظيم الجماعة الإسلامية وأنه متهم بارتكاب انفجار.. بالوقوف خلف انفجارات بالي والوقوف خلف أعمال عنف أخرى وقعت في إندونيسيا وفي.. وفي المنطقة، برأيكم ما هو هذا التنظيم وما هي الجهة التي وقفت خلف هذا التنظيم؟
جعفر عمر طالب: بالحقيقة هي جماعة … تؤسس على منهج التكفيري أو خوارج، ما أدري هل هم اللي يقصدونهم سنغافورا أو ماليزيا أو أميركا أم غيرهم، لأن الآن ما أعرف ماذا يقصدون باسم الجماعة الإسلامية هذه، هل اسم الجماعة الإسلامية كما أعرف الجماعة الصغيرة أو التنظيم الصغير من.. منظمات الكثيرة بين المسلمين في إندونيسيا، أم يقصدون جماعة أخرى؟ ما أدري أمَّا لأعرف الجماعة الإسلامية هذه هم مجموعة صغيرة من المسلمين اللي هم تَربُّون على منهج الخوارج، والله أعلم.
عثمان البتيري: هناك من يتهم شباب حركة لشكر جهاد بعد حل الحركة بأنهم بدءوا ينضموا إلى تنظيم الجماعة الإسلامية، هل هذا صحيح؟ وإذا لم يكن صحيح ما هي الأسباب التي تمنع هؤلاء الشباب من الانضمام إلى تنظيم الجماعة الإسلامية؟
جعفر عمر طالب: كذب وافتراء اتهامات هذه، ومستحيل أن شبابنا.. أن شبابنا ينضموا إلى ما يسمون الجماعة الإسلامية، لأننا عرفنا أن هؤلاء الشباب متربون على منهج السلف.. السلف الصالح، متربون على منهج أهل السنة والجماعة، وهم الحمد لله بعيدين عن منهج التكفيري، أما الجماعة الإسلامية كما أعرف أو أعتقد أن.. أنهم على منهج التكفيري، وطبعاً الشباب ما يتعودوا بهذا المنهج المنحرف، ها.. فهذا بعيد جداً اتهامات هذه، وأنا أعتقد أنهم يتهمون بهذه الاتهامات لقلة معرفتهم عنا وعن منهجنا، فهم يتهمون بهذه الاتهامات.
عثمان البتيري: نشكركم فضيلة الشيخ على هذا اللقاء.
أعزاءنا المشاهدين، نشكر لكم هذه المتابعة، وإلى اللقاء في حلقة جديدة، شكراً يا شيخ.