لقاء اليوم

تيسير التميمي.. خطة تهويد مدينة القدس

إلى أين وصلت السياسة الإسرائيلية في تنفيذ خطة تهويد مدينة القدس؟ ما مدى خطورة السماح بدخول السياح الأجانب إلى الحرم القدسي؟ كيف أثرت الإجراءات الأميركية لمحاربة الإرهاب على قضية القدس الشريف؟

مقدم الحلقة:

عبد الصمد ناصر

ضيف الحلقة:

تيسير التميمي: قاضي القضاة في فلسطين وخطيب الحرم الإبراهيمي

تاريخ الحلقة:

31/08/2003

– ردود أفعال المسلمين على تهويد مدينة القدس
– تأثير أحداث 11 سبتمبر على قضية القدس

– التقصير الإعلامي حول قضية القدس


undefinedعبدالصمد ناصر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم في لقاء اليوم الذي نستضيف فيه هذا اليوم سماحة الشيخ تيسير التميمي أمين سر الهيئة الإسلامية العليا، وقاضي القضاة في فلسطين، وخطيب الحرم الإبراهيمي، سماحة الشيخ بداية نريد تعليقا على اغتيال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم.

تيسير التميمي: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعا نعتبر هذه جريمة بشعة، وأقول أن الأمة مستهدفة بعلمائها ومقدساتها ومقدراتها وقيمها، أحذر من الدخول إلى نفق الفتنة، إن هذه الحادثة هي لبذر بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد في العراق الشقيق، نقول لأهلنا في العراق يجب أن تتمسكوا بوحدتكم، وأن تلتزموا بقول الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، إن العدو يتربصَ بنا .. يتربصُ بنا فلهذا علينا بوحدة الكلمة ووحدة الصف حتى نستطيع أن نواجه أعداء هذه الأمة.

عبدالصمد ناصر: طيب شيخ بصفتك أمين سر الهيئة العامة.. أو الهيئة الإسلامية العليا أنتم تعلمون كما يعلم الجميع أن هناك مخططا واضحا لتهويد مدينة القدس، كيف يسير وينفذ هذا المخطط على أرض الواقع؟

تيسير التميمي: نعم منذ احتلال القدس عام 67 وإسرائيل بدأت بتنفيذ مخطط تهويد مدينة القدس، فقد قامت بمصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات في كل مكان في داخل القدس القديمة، فقد هدمت (حائط الشرف) و(حارة المغاربة) وكثير من أجزاء البلده القديمة وأقامت فيها المستوطنات وأسكنت فيها اليهود، وكما قلت حارة المغاربة هي جزء من الأرض التي أوقفها صلاح الدين الأيوبي للمجاهدين والمجاورين من شمال أفريقيا التي تأتي للقدس فهذه الأحياء أزيلت عن الوجود بالكامل، وجعلوها ساحة أمام السور الغربي للمسجد الأقصى الذي يتخذونه زورا وبهتانا مكان كما يدّعون هو حائط البراق، يقولون عنه زورا وبهتانا حائط المبكى، طبعا بالإضافة إلى إقامة المستوطنات حول القدس هناك حزام استطياني حول القدس، والآن يقام حول مدينة القدس جدار الفصل العنصري، وهذا جدار بارتفاع ثمانية أمتار يريدون من ورائه أن يمنعوننا من دخول مدينة القدس، الآن نمنع من دخول مدينة القدس، ونمنع من الصلاة في المسجد الأقصى، أبناء فلسطين في رام الله والخليل ونابلس وغزة وحتى قرى مدينة القدس محافظة القدس، العزيرية والرام وغيرها يمنعون من الوصول إلى مدينة القدس، وحتى أهل مدينة القدس يوم الجمعة يمنعون من الصلاة..

إعلان

عبد الصمد ناصر: ولا.. ولا يسمح إلا لمن..

تيسير التميمي: أي نعم..

عبد الصمد ناصر: تجاوز عمره حداً معين.

تيسير التميمي:أي نعم..

عبد الصمد ناصر: يعني فضيلة الشيخ يعني مقابل هذا المنع هناك السماح بقرار من الحكومة الإسرائيلية لليهود بدخول الحرم القدسي من باب السياحة كما يقولون، ما خطورة ذلك على واقع الحرم القدسي وعلى واقع المسلمين كذلك لأداء صلاتهم في المسجد؟

تيسير التميمي: تهويد مدينة القدس القصد منه هو تهويد المسجد الأقصى المبارك وكذلك سائر المقدسات الإسلامية والمسيحية، السماح لليهود دخول ساحات المسجد الأقصى هو كارثة إنسانية.

عبد الصمد ناصر: كيف؟

تيسير التميمي: بالإضافة إلى أنه استخفاف بمشاعر مليار ونصف مليار مسلم، ولفرض أمر واقع في المسجد الأقصى، حيث أن هذه الجماعات التي الآن تدخل تحت مسمى السياحة إلى ساحات المسجد الأقصى لها أهداف معلنة.

عبد الصمد ناصر: ما هي؟

تيسير التميمي: وهي هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد، والآن في.. على باب المغاربة.. المغاربة يوجد.. توجد شاحنة عليها حجر.. هذا الحجر لوضع.. لوضعه كأساس للهيكل المزعوم في ساحات المسجد الأقصى المبارك، هناك مخاطر محققة من دخول هذه الجماعات إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك.

عبد الصمد ناصر: يعني.. هل.. هل يثير هذا صدامات مع المصلين، مع أهالي القدس المسلمين؟

تيسير التميمي: أي نعم.

عبد الصمد ناصر: وغير المسلمين أيضاً المسيحيين أيضاً.

تيسير التميمي: نعم، حينما تدخل هذه الجماعات إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك بحماية الشرطة الإسرائيلية يتصدى لهم المصلون من المسلمين وكذلك حراس المسجد ويمنعونهم من دخوله.

عبد الصمد ناصر: صدامات يومية يعني.

تيسير التميمي: يومية ويمنعونهم، الشعب الفلسطيني يدافع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بصدور عارية ولن يُمكِّن اليهود من المسجد الأقصى بأي حال من الأحوال، لأن مخططات الحكومة الإسرائيلية والجماعات الدينية هي النَّيل من المسجد الأقصى والمس بقدسيته وبحرمته.

عبد الصمد ناصر: هذا إضافة إلى أن هناك حفريات وتنقيبات يومية في العديد من المواقع نعم.

تيسير التميمي: الحفريات.. الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى..

عبد الصمد ناصر: خطورتها على أساسات المسجد الأقصى.

تيسير التميمي: نعم، الحفريات بدأت منذ عام 67، بدأت للبحث عن أي أثر يدلل على تاريخ لليهود في القدس، أو للبحث عن بقايا الهيكل المزعوم، مؤخراً علماء الآثار اعترفوا أنهم لم يعثروا على أي أثر لليهود في القدس وقالوا أن الحفريات الآن التي تتم لقصد تقويض بناء المسجد الأقصى لإقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى.

عبد الصمد ناصر: بل أصيبوا بخيبة حينما عثروا على ثلاث قصور أعتقد تابعة للعصر الأموي.

تيسير التميمي: نعم، من العصور الإسلامية المختلفة وعصور كذلك آثار رومانية، لم يعثروا على أي أثر لليهود في القدس، وأعلنوها بصراحة أنه.. أن هذه الحفريات الآن بقصد تقويض بناء المسجد الأقصى المبارك لإقامة الهيكل المزعوم، وهذه الحالة، هذه المخططات المعلنة من قبل حكومة إسرائيل ومن هذه الجماعات الدينية المتطرفة للنَّيل من المسجد الأقصى، أقول: بناءً على هذه المقدمة وهي المخاطر المحدقة في المسجد الأقصى: يحرم فتح باب السياحة أمام اليهود أو غير اليهود، لأن الذي حَرك..

إعلان

عبد الصمد ناصر: يحرم شرعاً..

تيسير التميمي: يحرم شرعاً، لأن هناك ضرر ظاهر.. ومفسدة واضحة من دخول هؤلاء إلى ساحات المسجد الأقصى وهو هدم المسجد الأقصى، النيل من المسجد الأقصى، تدنيس المسجد الأقصى، لأنه ثبت لدينا أن السائح الذي حرق المسجد الأقصى يهودي أسترالي دخل بزي سائح، وفي الثمانين كذلك دخل مجموعة من.. من السياح إلى ساحات المسجد ومعهم متفجرات.

عبد الصمد ناصر: متفجرات، يعني هنا نتساءل..

تيسير التميمي: بقصد نسف المسجد الأقصى.

عبد الصمد ناصر: شيخ يعني هنا نتساءل: يعني ما الفرق بين أن تضع، تطأ أقدام هؤلاء باحة المسجد أو الحرم القدسي وأن يدخلوا إلى المسجد الأقصى بداخله؟

تيسير التميمي: هو الساحات هي جزء من المسجد.

عبد الصمد ناصر: نعم، هي امتداد للمسجد.

تيسير التميمي: ساحات المسجد، كل باحات المسجد وأروقة المسجد ومسجد قبة الصخرة وكل المصاطب وكل بناء في ساحات المسجد هو مسجد وحدة كاملة متكاملة لا نفرق بين هذه الجزء وذاك، فهو وحدة كاملة متكاملة، فلهذا أنا أريد أن أنوه أن الإعلام يركز على قبة الصخرة ويقول عنها المسجد الأقصى، هي جزء من المسجد الأقصى.

عبد الصمد ناصر: هذه مغالطة إعلامية، نعم.

تيسير التميمي: هي جزء من المسجد الأقصى، قبة الصخرة هي جزء من المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى هو بجميع ساحاته وأروقته وأبوابه ومحاريبه وقبابه وأساساته وفضائه هو مسجد.. وكذلك أركز وأقول السور الغربي، حائط البراق هو جزء من المسجد الأقصى لا يقل أهمية عن أي موقع آخر في المسجد الأقصى.


ردود أفعال المسلمين على تهويد مدينة القدس

عبد الصمد ناصر: يعني.. يعني نلاحظ بأن اليهود استعانوا بعلم الآثار لدعم تصوراتهم حول يهودية القدس كما يزعمون، ماذا فعل المسلمون بالمقابل على هذا الجانب؟

تيسير التميمي: للأسف يعني نحن نخاطب كل المؤسسات الدولية المتخصصة (اليونسكو) ونبين المخاطر التي.. نتائج العمل التي.. العمل التي يقوم بها اليهود والحكومة الإسرائيلية، ولكن للاسف لا يوجد هناك رد فعل مناسب لما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات ومن عدوان مستمر، لم يتوقف.

عبد الصمد ناصر: هناك مؤسسات كثيرة تحمل اسم القدس، ماذا فعلت هذه المؤسسات للقدس؟

تيسير التميمي: للأسف أقول بصراحة: لم تفعل شيئاً للقدس، ملياردير يهودي واحد يُسمى (مسكوفيتش) قدم مئات الملايين.. مئات الملايين من الدولارات لدعم الاستيطان في مدينة القدس.

عبد الصمد ناصر: أي نعم.

تيسير التميمي: ولم نلمس أي دعم..

عبد الصمد ناصر: ماذا فعل علماؤنا أيضاً؟

تيسير التميمي: أقول للأسف علماء هذه الأمة حينما هُدِم أو حُطم صنم (بوذا) في أفغانستان تحرك نفر من أبرز علماء الأمة للحفاظ على ما يُسمى بالتراث الإنساني وذهبوا إلى أفغانستان وإلى أماكن عديدة للحفاظ على أصنام بوذا من التحطيم، والآن المسجد الأقصى يتعرض لخطر واضح، لخطر الهدم، لخطر التهويد لا نجد صوت، أنا أقول عبر قناة (الجزيرة) وأناشد علماء الأمة أن يقوموا بدورهم الفعال للدفاع عن أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، الوضع في مدينة القدس والمسجد الأقصى يقتضي التحرك السريع لإنقاذ هذه المدينة، هذه المدينة والمسجد الأقصى حينما كان يتعرض لغزو أو احتلال على مر العصور كانوا العلماء يحركون الأمة.

عبد الصمد ناصر: نعم، هم الذين يحملون مشعل الأمة.

تيسير التميمي: أي نعم.. أي نعم، فإذا كان.. فيقوم الحكام بتجييش الجيوش لتحريرها من الغزو والاحتلال يعني.

عبد الصمد ناصر: سماحة الشيخ، يعني أنت أيضاً قاضي القضاة في فلسطين وخطيب الحرم الإبراهيمي، ما يجري الآن في الحرم القدسي إلى أي حد قد يمكن أن نقارنه بما شهدناه في الحرم الإبراهيمي؟

إعلان

تيسير التميمي: يعني أقول أن كذلك بدأت إسرائيل تهوِّد الحرم الإبراهيمي تحت اسم زيارة قبور الأنبياء في الحرم الإبراهيمي ولحماية الزوار والسياح واليهود أدخلوا الجيش الإسرائيلي إلى باحات الحرم الإبراهيمي الشريف، وارتكب المستوطن المجرم (باروخ جولدشتاين) المجزرة المشهورة في منتصف رمضان يوم الجمعة في صلاة الفجر، وقتل العديد من المصلين وهم سجود بين يدي الله، وجرح المئات كذلك، وكان يدخل إلى الحرم الإبراهيمي على أساس أنه سائح، وبعد ذلك إسرائيل بحجة تأمين حياة هؤلاء السياح وغيرهم من اليهود هوَّدت المدينة بأكملها، مدينة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي بأكمله، الآن نمنع من الصلاة في الحرم الإبراهيمي، يمنع رفع الآذان على مآذنه، لا يُفتح الحرم الإبراهيمي إلا في أيام معدودة، وإذا ما تمت الصلاة فيها توضع الحواجز العسكرية في مداخل البلدة القديمة ويُمنع الكثير من الناس من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، إسرائيل أعلنت أنها تريد أن تطبق ما تم في الحرم الإبراهيمي على المسجد الأقصى، أقول: أننا لن نُمكِّن اليهود من ذلك، فلهذا الآن نحن في جولة على.. بتكليف من الأخ الرئيس ياسر عرفات على العديد من الدول العربية حتى نضع حكام هذه الدول في صورة ما يجري الآن في مدينة القدس وما يتم كذلك من تهويد ومن محاولة للمس بقدسية المسجد الأقصى المبارك من قِبَل هذه الجماعات الدينية المتطرفة بدعم وبحماية من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي.


تأثير أحداث 11 سبتمبر على قضية القدس

عبد الصمد ناصر: نعم، هذه الجماعات يعني تمكنها وكالات يهودية بأموال لتحقيق أهدافها، هل تتلقون أي دعم خاصة بعد الحادي عشر من سبتمبر وبخاصة بعد الحملة التي تشن على الإرهاب وخاصة بعد إغلاق العديد من الجمعيات الخيرية والإسلامية تحت عنوان مكافحة الإرهاب، هل أثر ذلك على قضية القدس؟

تيسير التميمي: قضية.. القدس محرومة.. محرومة من أي دعم، مدينة القدس نعم نسمع هناك دعم لترميم بعض البيوت القديمة في البلدة القديمة، في المقابل تقام مدن حول مدينة القدس، مستوطنات استعمارية في كل مكان، كما قلت هناك حزام من المستوطنات حول مدينة القدس، الآن ما يجري في القدس هو مذبحة حضارية طُمست كل معالم القدس الحضارية الإسلامية والعربية، وكذلك الآن هناك خلل ديموغرافي لصالح اليهود في القدس.

عبد الصمد ناصر: نعم، تغيير البنية الديموغرافية للمدينة.

تيسير التميمي: سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بسحب الهويات المقدسية من.. من المقدسيين، وحتى من.. بحجج كثيرة، وتمنع البعض بقرارات إدارية من دخول المدينة المقدسة، هناك تضييق على أهالي مدينة القدس، ماذا فعلت هذه المؤسسات التي تحمل اسم القدس؟ نسمع بها كثيراً.

عبد الصمد ناصر: نعم و.. وفي القدس مؤخراً. يعني أريد منك تعليقاً على هذا الموضوع سمعنا بأن وفداً باكستانياً مؤلف من شخصيات دينية زارت القدس والتقت طبعاً شخصيات فلسطينية، ولكن البارز أنها التقت شخصيات إسرائيلية سياسية، كيف تنظرون أنتم إلى هذا الموضوع؟

تيسير التميمي: هذه المصيبة، على علماء الأمة وعلى الدول الإسلامية أن تقوم.. يجب أن تقوم بتحرير القدس، لا أن تقوم بخطوات لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، أقول: لا يجوز بأي حال من الأحوال دخول مدينة القدس بتأشيرة إسرائيلية، نحن نرحب، القدس من.. المسجد الأقصى من المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، نحن نرحب بكل مسلم، لأن المسجد الأقصى هو جزء من عقيدة مليار ونصف مليار مسلم، أن يأتي إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، ولكن بعد أن تحرر مدينة القدس وأن تكون.. وأن يكون المعبر لمدينة القدس معبر فلسطيني عربي يدخل وهي تحت السيادة الفلسطينية بإذن الله، وبعد أن تكون عاصمة.. عاصمة لدولتنا المستقلة.


التقصير الإعلامي حول قضية القدس

عبد الصمد ناصر: هناك جانب تحدثت عنه في بداية هذا اللقاء حول التقصير الإعلامي، يعني دائماً ما يتم التطرق إلى القدس حينما يتم الحديث عن خطط ومخططات للتسوية واعتبار بأن القدس ستكون نقطة شائكة في أي تسوية نهائية، هل ترون أنتم أي تقصير من الجانب الإعلامي العربي والإسلامي في هذا الشأن؟

تيسير التميمي: أنا أقول يعني مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي وكذا جامعة الدول العربية ولجنة القدس عليها مسؤولية كبيرة ومنها البُعد الإعلامي، فضح المخططات الصهيونية في مدينة القدس، محاولة استنفار الهمم والجهود العربية والإسلامية لتحرير مدينة القدس، هذا مسؤولية مباشرة على هذه المنظمة منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس وكذلك جامعة الدول العربية وكل الدول العربية والإسلامية، ولكن هناك مسؤولية كذلك على إعلامنا العربي، على الفضائيات وعلى الصحافة…

إعلان

عبد الصمد ناصر: أين وجه التقصير؟

تيسير التميمي: لا، لا تبرز ما يجري على.. في مدينة القدس من جرائم ومن تهويد، في كل لحظة هناك مصادرة أراضي، هدم للبيوت اعتداءات على المسجد الأقصى.

عبد الصمد ناصر: تحدثنا عن هذا الجانب، هناك جانب آخر يرى البعض أنه لا يُلتفت إليه كثيراً وهو تغيير أو طمس هوية القدس الثقافية والتربوية للأجيال التي جاءت بعد أجيال 48، 67، المقيمة في القدس.

تيسير التميمي: نعم، هناك الحكومة الإسرائيلية تتدخل في المؤسسات التعليمية وتحاول تغيير المناهج الدراسية في.. في المدارس العربية في مدينة القدس، وفي هذا تأثير على النشء وهنا في المقابل يجب على الأمة أن تقوم بواجبها للدفاع عن الهوية العربية، الإسلامية في مدينة القدس، لا تعدم الوسيلة، الأمة إذا أرادت أن تقوم بهذا.. بهذه المهمة، الأمة بإمكانياتها، بثقلها الدولي تستطيع أن تفعل الشيء الكثير، والآن القدس يعني تُرِكَت لليهود يفعلون بها.

عبد الصمد ناصر: ما يشاءون.

تيسير التميمي: ما شاءوا.

عبد الصمد ناصر: يعني ترك الفلسطينيون لوحدهم في هذه المعركة.

تيسير التميمي: نعم، الآن..

عبد الصمد ناصر: هل تعتقد شيخنا.. سماحة الشيخ أن الفلسطينيين لديهم قناعة بأن العرب والمسلمين لو ظلوا في موقفهم هذا في هذا الصمت أو حالة شبه الصمت إزاء ما يجري في القدس يمكن في يوم ما أن تسترجع القدس وتصبح فعلاً عاصمة للدولة الفلسطينية كما يأمل الفلسطينيون؟

تيسير التميمي: القدس مسؤولية عربية إسلامية، كما أن الشعب الفلسطيني يدافع عنها بكل إمكانياته، الشعب الفلسطيني هو الآن رأس الحربة في الدفاع عن القدس وعن المسجد الأقصى المبارك، لن نتخلى عنها، سندافع عنها حتى آخر قطرة دم في عرق أصغر فلسطيني، وما يجري الآن من تصدي الشعب الفلسطيني للجماعات الدينية التي تحاول دخول ساحات المسجد الأقصى أكبر دليل على ذلك.

عبد الصمد ناصر: سماحة الشيخ، كلمة أخيرة.

تيسير التميمي: أقول لأمتنا في مشارق الأرض ومغاربها استيقظوا من غفلتكم فإن القدس في خطر، إن المسجد الأقصى في خطر، المسجد الأقصى هو عنوان كرامة وشرف وعقيدة هذه الأمة، فإن.. فإذا ما استبيح المسجد الأقصى لن يبقى لنا شرف ولا كرامة، ستمس العقيدة الإسلامية في الصميم إذا ما تهاونَّا في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

عبد الصمد ناصر: شيخ تيسير التميمي (أمين سر الهيئة الإسلامية العليا، وقاضي القضاة في فلسطين، وخطيب الحرم الإبراهيمي في الخليل) شكراً جزيلاً لك.

تيسير التميمي: بارك الله فيكم.

عبد الصمد ناصر: وشكراً لكم مشاهدينا الكرام، وإلى لقاء آخر بحول الله.

المصدر: الجزيرة