
فاروق القدومي.. فرص السلام في فلسطين
– العلاقات الفلسطينية الإيرانية
– التسوية العادلة والتعنت الإسرائيلي الأميركي
– الانتفاضة بين النظامية والكفاح المسلح
– التسوية السياسية والدور العربي
عباس ناصر: مشاهدينا الكرام أهلا وسهلا بكم لقاءنا اليوم مع السيد فاروق القدومي وزير خارجية دولة فلسطين والرئيس الجديد لحركة فتح، سيد قدومي أهلا وسهلا بك هنا في طهران.
فاروق القدومي- وزير خارجية دولة فلسطين ورئيس حركة فتح: أهلا بكم.
عباس ناصر: دعني ابدأ معك حول ملف العلاقات الإيرانية الفلسطينية طالما أنك حاليا في زيارة رسمية لطهران، من الواضح أنك كنت تتردد من وقت إلى آخر إلى إيران ومن الواضح أيضا أن الجمهورية الإسلامية هي أول من أسقطت سفارة إسرائيل واستبدلتها بسفارة فلسطين وأن الرئيس ياسر عرفات الراحل ياسر عرفات كان أول زعيم عربي يزور الجمهورية الإسلامية بعد انتصار ثورتها لكن هذا لا يلغي أنه في الفترة اللاحقة شهدت العلاقات الإيرانية الفلسطينية يعني فترة مأزومة أن صح التعبير سيما بعد أوسلو، هل هذا يعني هل تعني زيارتكم اليوم أن هناك نوع من المراجعة الشاملة لمجمل العلاقات الفلسطينية الإيرانية؟
فاروق القدومي: لا شك أن ما بعد فترة أوسلو كانت فترة عصيبة ولذلك اختلف حتى الفلسطينيين ومنهم أنا الذي اختلفت ولم أكن مع أوسلو هذه خلقت بعض الخلافات إن صح التعبير أو الفتور في العلاقات بين بعض الدول العربية وفلسطين أو منظمة التحرير الفلسطينية وبين الدول الإسلامية المعنية أساسا مثل جمهورية إيران الإسلامية، هذه التوترات إن صح التعبير كانت نتيجة من حرص الجميع على دعم منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية من أجل تحرير الوطن الفلسطيني مع أنني كنت أتردد على طهران باستمرار لأنني أعرف أن هناك موقف ثابت ومبدأي بالنسبة لتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وبعد أن.. قبل فترة قليلة من الزمن بدأت علاقتنا تسير في سيرها الحسن وبدأت هذه العلاقات تتطور إلى الأفضل ولذلك نحن بعد هذا ما أصابنا من رحيل الأخ أبو عمار لابد من شرح الموقف للدول المعنية إن كانت عربية أو إسلامية بالقضية الفلسطينية وبتطوراتها وبالأوضاع بشكل عام في المنطقة.
عباس ناصر: هل يُفهم من ذلك أن أبو عمار كان يمكن أن نسميه حاجز أو عقبة معينة تجاه تسوية هذه العلاقات وتطبيعها بشكل أفضل؟
فاروق القدومي: لا لم يكن بل بالعكس كان الأخ أبو عمار مرنا يعني عمل في الوساطة بين العراق وإيران في مع الدول الإسلامية وعملت أنا أيضا في دول عدم الانحياز من أجل المصالحة العربية العراقية الإيرانية، لا أعتقد ذلك ولكن أوسلو هي التي وضعت حدا في مثل هذه العلاقات لأنه لم يكن هناك رضا على هذا النهج.
عباس ناصر: طيب ما الذي تغير الآن.. يعني هناك اتجاه نحو ربما نحو التفاوض أكثر الآن النفس الفلسطيني العام التوجه العام نحو التفاوض نحو التسوية، لماذا أتت هذه الزيارة بالذات ما الذي تغير عن أوسلو؟
فاروق القدومي: لا شك أن وفاة الأخ أبو عمار هو حدث كبير جدا له مردوداته وانعكاساته على الساحة الفلسطينية، على الجماهير، على القيادة الفلسطينية، على القيادات العربية والإسلامية بغض النظر إذا كانت هذه القيادات يعني ترى في هذه الوفاة صورة من صور إعادة النظر في العلاقات الفلسطينية أو لا ولكن في حقيقة الأمر أعتقد أن الجميع كرّم الأخ أبو عمار في مماته فاشتركوا في جنازته وهذا دليل واضح على أن رحيل الأخ أبو عمار كان مأساة ليس للفلسطينيين بل للعرب جميعا والمسلمين الذين جميعهم حضروا وشاركوا في هذه الجنازة.
عباس ناصر: طيب ماذا سمعتم من الإيرانيين.. يعني معروف عن طهران أن لديها موقف سلبي من المفاوضات مع إسرائيل والآن هناك كما سبق وأشرت توجه أكثر ربما نحو التفاوض مع إسرائيل، يعني كيف يمكن أن تسوي هذه المسألة مع الإيرانيين أن صح التعبير؟
" الإيرانيون يعرفون أن التفاوض مع إسرائيل هو حل سياسي ولكن هم يدعمون ما يراه الفلسطينيون من حلول للقضية والحرص على تحرير فلسطين " |
فاروق القدومي: ليس هذا صحيح هم يعرفون على أن الحل سيكون سياسيا ولكن هم يدعمون ما يراه الفلسطينيون من حلول لمثل هذه القضية ولكن مع الحرص على تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى تحرير القدس ويقولون إذا رضي الفلسطينيون بذلك فهذا أمر راجع لهم.
عباس ناصر: طيب هناك فرضية تقول أن إيران مخترقة الصف الفلسطيني وصولا إلى غزة عبر.. سواء عبر حزب الله أو عبر الفصائل الفلسطينية المتواجدة في إيران.. الفصائل الإسلامية تحديدا هل هذا صحيح وأين فاروق القدومي من هذه الفرضية؟
فاروق القدومي: إذا قلتم اختراق فنرحب بهذا الاختراق لأن معنى هذا الاختراق هو نعمة، هذا الاختراق يعني أنهم يقدمون الدعم للشعب الفلسطيني لأنهم يؤيدون الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين ولذلك هذا يعتبر بالفعل هو ليس عملية سلبية بل عملية إيجابية ولذلك نحن نرحب بكل الدول العربية والإسلامية أن تأتي وتخترقنا بمثل هذا الدعم الذي نلقاه.
عباس ناصر: على سيرة الدعم صحيفة الوطن ذكرت أنكم ستتلقون مبلغ خمسة ملايين دولار من السفارة الإيرانية في دمشق أو من مندوب إيراني في إحدى الدول العربية هل هذا صحيح؟
فاروق القدومي: أعتقد على أن الوطن ليست سفارة لإيران حتى الآن لم نسمع بهذا الخبر ألا من الوطن ومازالت جيوبنا بالفعل فارغة.
التسوية العادلة والتعنت الإسرائيلي الأميركي
عباس ناصر: طيب على سيرة المراجعة الشاملة هناك زيارة كان لأبو مازن تمت لسوريا ولبيروت هل المراجعة الشاملة تأتي في إطار هذا المثلث الماسي كما يسميه الرئيس نبيه بري إيران، لبنان، سوريا وإلى أين وصلت؟
فاروق القدومي: أنا أقدم من نبيه بري وعلاقتي بسوريا منذ سنوات ومعروف جذوري بالفعل القومية لذلك ذهبت إلى سوريا وسوريا دائما علاقتي بها جيدة جدا..
عباس ناصر [مقاطعاً]: لأ ذهابك إلى سوريا أمر طبيعي نحن نتحدث عن محمود عباس..
فاروق القدومي [متابعاً]: دعني أكمل فقد هيئت هذه الزيارة لأخوتي لأن كان فيه هناك نتيجة أسلو، فيه هناك مع السلطة الوطنية.. هناك بالفعل كان شيء من التوتر، إذن مجيء الأخوة المسؤولون عن السلطة الفلسطينية كان عامل أساسي فرتبنا هذا الأمر وأبلغناهم أن فخامة الرئيس يرحب به فجاؤوا إلى سوريا ثم إلى لبنان.
عباس ناصر: طب ما الذي تغير هل سوريا تغيرت تجاهكم فأتى محمود عباس إلى سوريا أم أنتم يعني بحكم علاقتك الوطيدة مع السوريين استطعت كما تفضلت يعني أن تمهد لهذه الزيارة، ما الذي حصل فعلا على المستوى التكتيكي والاستراتيجي؟
فاروق القدومي: الذي حصل فشلت التسوية وفشلت أسلو وعرف الجميع على أن أسلو كانت بالفعل تسوية فاشلة ولذلك أصبحنا نحن والهوا سوا وليست هناك تسوية سوى خارطة الطريق ثم فشلت خارطة الطريق لأن السيد بوش.. الرئيس بوش عمل اختراقات هنا الاختراقات في هذه التسوية أي أنه امتص كل النواحي الإيجابي في خارطة الطريق، قال ليس الحدود تسعة وأربعين حدود شرعية، اللاجؤون لا يعودون إلى إسرائيل وإلى أملاكهم وإنما يعودوا إلى الدولة الفلسطينية إذا قامت، ليس هناك شريك لمجرم الحرب شارون وأيضا على أن من خلال كل هذه يعني الاختراقات أو الضمانات اللي قدمها لشارون وقال له من حقك يا شارون أن تدافع عن أمنكم كأنما نحتل إسرائيل فإذن أصبحت خارطة الطريق مخروقه وأصبحت بلا مضمون.
عباس ناصر: طيب إن كانت الحال كذلك فلماذا المؤشرات الإقليمية والدولية تشير بعكس ذلك يعني الأوروبيون الأميركيون الآن يضغطون باتجاه التسوية الجو الإقليمي تحديدا المصري الأردني يضغط باتجاه التسوية حتى سوريا التي كانت هي من أبرز الدول التي يعني يشار إليها كدول ممانعة الآن هي أيضا مدت يدها للسلام، يعني ما هي حقيقة الأمر ألا تعتقد أن فعلا هناك اتجاه نحو التسوية وأن السوريين أيضا مهدوا هذا الأمر وبالتالي أتت زيارة أبو مازن ضمن هذا الإطار؟
" الجميع يريد التسوية السياسية نحن صادقون في نوايانا وإسرائيل كاذبة والولايات المتحدة تدعم الكذب الإسرائيلي وأوروبا ليس بيدها أن تفعل شيئا " |
فاروق القدومي: لا ليس ذلك الجميع يريد التسوية السياسية نحن صادقون في نويانا من أجل التسوية السياسية وإسرائيل كاذبة والولايات المتحدة تدعم الكذب الإسرائيلي وأوروبا ليس بيدها أن تفعل شيء إذا لم تستطع أن تقنع الولايات المتحدة بذلك ولهذا فإن خارطة الطريق التي تولت رعايتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة اخترقها الرئيس بوش ولم تفعل الدول الأخرى أو الأطراف الثلاث الأخرى.. هذه الأطراف الثلاث الأخرى لم تفعل شيء أي أن كل شيء بيد الولايات المتحدة والولايات المتحدة في أول يوم من الانتخابات الثانية للرئيس بوش قال الدولة الفلسطينية لا تقوم عام 2005 بل في 2009 وهذه دائما هي العادة في المبادرات التي تقدم من الولايات المتحدة أو من الدول الأخرى.
عباس ناصر: لكن أبو مازن معروف أنه الآن يسوق بمعنى من المعاني للتفاوض مع إسرائيل وللتسوية من جديد وأنتم دعمتم أبو مازن وانتقدت ترشيح مروان البرغوثي بل وهددته من سجنه إذ أقلته من حركة فتح هذا استمر بهذا الترشيح، ألا يعني هذا الدعم النهج الجديد أو الصورة الجديدة التي تتقنن بها السلطة الفلسطينية الجديدة وهو نحو مزيد من التفاوض والتسوية مع إسرائيل في ظل المعطيات الإقليمية والدولية الراعية؟
فاروق القدومي: نلاحظ أن من يعملون في الجزيرة دائما يتكلمون بلغة فيها تحوير لأصول ولجوهر هذه الكلمات التي نقولها، قيل أنني هددت الأخ مروان، مروان شابا من شبابنا كيف أهدده أنا ذكرته أيضا في القوانين والأنظمة تقول أن الأخ أبو مازن..
عباس ناصر [مقاطعاً]: طب هذا بحد ذاته أليس تهديدا؟
فاروق القدومي [متابعاً]: أرجوك دعني أتكلم لا أحب المقاطعة.
عباس ناصر: تفضل.
فاروق القدومي: هذا ليس هو المنطق الحقيقي ليست هناك تسوية هناك خارطة طريق فارغة من معناها، الأخ أبو مازن عندما اختير رئيسا للجنة التنفيذية فهو يذهب إلى البلدان هناك عصر أو إذا صح التعبير مرحلة جديدة بغياب الأخ أبو عمار فلذلك لابد أن يتعرفوا علينا وعلى ثوابتنا وعلى برنامجنا السياسي وغير ذلك لم ننكر في يوما من الأيام أننا نريد التسوية ولكن تسوية عادلة لكن أن الطرف الآخر في التسوية كاذب مماطل ولذلك لا ينفع مع هؤلاء إلا المقاومة نعم المقاومة.
[فاصل إعلاني]
الانتفاضة بين النظامية والكفاح المسلح
ناصر عباس: أبو مازن قال أنه ضد عسكرة الانتفاضة ما هو موقفك من هذه المسألة؟
فاروق القدومي: هذا كان سابقا، أولا لقد بدأت الثورة الفلسطينية عندما انتزعنا من الأحزاب السياسية التي كنا ننتمي أليها وقلنا أن الكفاح المسلح هو الأساس مادمت أنا من المؤسسين وياسر عرفات من المؤسسين فلذلك منذ البداية وكنا نرفض دخول الشيوعيين إلى اللجنة التنفيذية لأنهم لا يمارسون الكفاح المسلح ولذلك خطأ أن نقول عسكرة الانتفاضة، الانتفاضة يعني هي المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.
ناصر عباس: يعني نريد مزيد من التوضيح.. يعني أنت مع الانتفاضة كما هي حالها الآن حالة شعبية أم مع مقاومة الفصائل الفلسطينية كما تريدها تلك الفصائل؟
فاروق القدومي: الحرب الشعبية هي حرب الجماهير، حرب القناعات، حرب المعنويات، حرب الجماهير على أوسع نطاق ليست حرب مواجهة نقاتل ساعة واحدة ونحرض الجماهير ثلاث وعشرين ساعة نقاتل عندما نرى أن القتال مفيد ونسكت عن القتال بالفعل إذا كان غير مفيد ربما نسكت شهرا وبعدها نقاوم فنحن بالفعل لسنا جيش نظامي لسنا جيش مواجهة نحن بالفعل نغتنم الفرص نضرب ثم نهرب، نهرب ولذلك نقلل خسائرنا السلاح أساسي مادامت هناك التسوية السياسية غائبة.
ناصر عباس: طيب دعني أسألك بشكل وضوح أكثر.
فاروق القدومي: تفضل.
ناصر عباس: بالطريقة التي تقاوم بها حركة الجهاد الإسلامي وحماس وكتائب شهداء الأقصى من العمليات الاستشهادية بالهجمات المسلحة، أنتم مع هذا النمط من الكفاح المسلح أم هذا تعتبره خارج عن إطار الانتفاضة بالمعني التي تفضل به؟
" الكفاح المسلح هو الأساس الآن لقد طلب الإسرائيليون وقف العمليات الاستشهادية وقلنا لهم نحن لسنا جيشا نظاميا نحن جيش شعبي لا نستطيع أن نسيطر على مقاتلينا " |
فاروق القدومي: أولا الكفاح المسلح هو الأساس الآن تسأل هل الكفاح المسلح في المنطقة المحتلة عام 1967 أو في المناطق المحتلة عام 1949 وأود أن أجيبك لقد طلبوا أن وقف العمليات الاستشهادية نحن قلنا نحن لسنا جيشا نظاميا نحن جيش شعبي لا نستطيع أن نسيطر على مقاتلينا عندما يرى المقاتل أن الدبابة جنب بيته.. عندما يرى هذا المناضل إذا كان في الجيش الشعبي أو لم يكن ويرى على أن الإسرائيلي هدم بيته قتل أباه قتل أمه لا نستطيع أن نمنعه فقلنا لهم نرجوكم أن تنسحبوا إلى ثمانية وعشرين سبتمبر من أجل.. عندما يكون هناك إنجاز سياسي نستطيع أن نقنع المقاتلين الذي لا نسيطر عليهم كالجيش النظامي تضرب الزر فالجميع يقول نعم ننسحب أو لا ننسحب، نحن لسنا جيش نظامي جيش متفرق في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة ولذلك قالوا لنا هدنة قلنا نعم ولكن مقابلها مفروض أن تكون في هناك انسحابات إسرائيلية أي أن يكون إنجاز سياسي لنقنع الناس بدون إنجاز سياسي ليس سهلا، إذن ليس بالسهل أن نمنع العمليات الاستشهادية.
ناصر عباس: طيب هناك من يقول بأن السلطة تعتمد مبدأ تعويم شارون على أنه الشخص الوحيد القادر على أنجاز تسوية تحفظ الحد الأدنى أو الثوابت الفلسطينية إن صح التعبير هل هذا صحيح؟
فاروق القدومي: هذا خطأ لأن شارون مجرم حرب ليس في ذهنه أي اتجاه نحو السلام واعتقد أن حياته السياسية سوف تنتهي في العام القادم.
ناصر عباس: يعني لا تعتقد أنه سيكون هناك تسوية مرتقبة مع شارون؟
فاروق القدومي: لا.
ناصر عباس: على الإطلاق.
فاروق القدومي: مطلقا.
ناصر عباس: وبالتالي هي ستؤجل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية؟
فاروق القدومي: لا قلت العام القادم سوف تنتهي حياة سياسية لشارون.
ناصر عباس: من أين مصدر هذا التفاؤل أن صح التعبير؟
فاروق القدومي: هذا التحليل السياسي كما قلت أن أوسلو فاشلة ثبت فشلها.
التسوية السياسية والدور العربي
ناصر عباس: طيب والضغط المصري والأردني باتجاه معين نحو التسوية هل هو صحيح أولا وهل صحيح أن مصر الآن تحاول أن تتعامل مع.. أو هل يمكن أن نقول أن فلسطين اليوم هي مثل يمن الستينات من حيث التعاطي مع مصر؟
فاروق القدومي: لا، لا مصر والأردن وقعوا اتفاق ومصالحة مع إسرائيل فلذلك لديهم التزامات معينة ولدينا نحن امتيازات.. أو التزامات أخرى ولذلك هم ينصحونا فإذا كانت النصيحة توافقنا قبلنا بها وإذا لم توافقنا لا نقبل بها.
عباس ناصر: طيب بالعودة إلى مروان البرغوثي لماذا منعتم أو لماذا طلبتم من مروان البرغوثي التراجع عن ترشحه؟
فاروق القدومي: أولا البيان الذي صدر مني هو تذكير بالأنظمة المرعية في حركة فتح بصفتي رئيس حركة فتح ولم أذكر البرغوثي بالعكس البرغوثي شاب من شبابنا مناضل شرس لقد حُكم عليه خمس أبديات ولذلك نحن نحبه ونحترمه وكم قدرنا أنه قال سوف أرشح نفسي للانتخابات وليس هناك من يحاول أن يمس البرغوثي وإذا شعرت كمسؤول في فتح أن واحد يريد أن يمس البرغوثي سوف أدافع عنه بكل ما أطيق من قوة.
عباس ناصر: طيب ثمة تفسير لما قام به البرغوثي من إعلان ترشحه وثم التراجع عنه هو يعني حشر القيادة الفلسطينية من زاويتين، الزاوية الأولى دفع محمود عباس والقيادة الفلسطينية الجديدة إلى مزيد من التشدد بخصوص إن حصل هناك نوع من التفاوض أو التسوية ومراعاة يعني الفصائل الفلسطينية المقاومة والجانب الثاني هو الجانب الأسرى وقضية الأسرى والمعتقلين عموما ومروان البرغوثي على رأسها بطبيعة الحال طالما هو من المناضلين المعروفين، ما هو ردك على هذا التساؤل؟
فاروق القدومي: لا أعتقد أنه حشر القيادة الفلسطينية إن هذه الثوابت التي ذكرها هي ثوابت فتح والكثير يجهل هذه الثوابت فأنا أمين سر اللجنة المركزية منذ أن خُلقت فتح وأصبحت رئيس لفتح أيضا بالإضافة إلى ذلك أي الأمين العام لحركة فتح، مبادئ فتح دولة ديمقراطية، مبادئ فتح كفاح مسلح، مبادئ فتح هذه بالفعل إخراج جميع السجناء والاستمرار في هذا الكفاح لتحرير جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ولذلك نشأ هذا الشاب وترعرع على مبادئ فتح فحياه الله.
عباس ناصر: طيب بزيارة القيادة الفلسطينية الأخيرة للكويت حصل هناك اعتذار للكويتيين هذا الاعتذار على ماذا أولا وبأسم مَن؟
فاروق القدومي: الحقيقة أنني أجهل لماذا هذا الاعتذار إن حصل أنا الذي رئست الجامعة العربية وأصدرت القرار بصفتي رئيس الجامعة العربية في تلك الدورة بإدانة دخول العراق إلى الكويت إذن على ماذا نعتذر؟
عباس ناصر: يعني أنت لست رضا على هذا الاعتذار؟
فاروق القدومي: أنا بقول ليس هناك سبب للاعتذار هذا السبب بالفعل لا يجوز ولكن يعني كثيرا من أجل مسايرة إخواننا العرب نحاول بالفعل أيضا أن نبدي لهم حسن نوايا أما أنا لن أعتذر لأني بالفعل أصدرت القرار ولا أجد سببا مطلقا للاعتذار.
عباس ناصر: هذا هو سبب بعدم ترحيب الكويتيين بك؟
فاروق القدومي: نعم، إذا رحبوا أو لم يرحبوا فأنا ثائر فلسطيني من أجل الأمن القومي وليس من أجل فلسطين فمن أراد أن يصف أو يأتي معنا أهلا وسهلا نحن من أبناء عبد الناصر وتعلمنا على يد عبد الناصر هذا الزعيم الخالد.
عباس قدومي: طيب دعني أختم بسؤال إذا ما كنت ستعود إلى الأراضي الفلسطينية أنت كنت تقول أن أوسلو ظالمة وفي ظل هذا الظلم أنا لن أعود للأراضي الفلسطينية هل حصل تغير ما يمكن؟
فاروق القدومي: لم يحصل وأنت تقول الحق لن أعود إلى الأراضي الفلسطينية مادامت محتلة فأنا لست على استعداد أن أعيش في الاحتلال أو حتى يحاصرني شارون لعنة الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم بالفعل تأكل الكلاب لحمه.
عباس ناصر: إن شاء الله تتحرر فلسطين وتعود إليها بالختام لا يسعنا سيد فاروق القدومي وزير خارجية فلسطين والرئيس الجديد لحركة فتح إلا أن نشكرك على هذه الفسحة الطيبة من لقاء اليوم، شكرا.
فاروق القدومي: نحن نشكر لكم ونشكر الجزيرة هذه الفضائية العربية التي تأتي بالأخبار من أول الدنيا إلى آخرها وتساعد على تقديم هذه الأخبار للمواطن العربي فشكرا لكم مرة أخرى.
عباس ناصر: شكرا لك، مشاهدينا الكرام شكرا لمتابعتكم وإلى حلقة مقبلة نستودعكم الله وإلى اللقاء.