مدني مزراق.. موقف الجيش الإسلامي من الانتخابات
مقدم الحلقة: |
محمد دحو |
ضيف الحلقة: |
مدني مزراق: الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ بالجزائر |
تاريخ الحلقة: | 07/04/2004 |
– الاتجاه الإسلامي والعمل المسلح
– العلاقة بالقاعدة وأحداث 11 سبتمبر
– التصالح لحل المشكلات الداخلية
محمد دحو: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته مرحبا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج لقاء اليوم، ضيفنا السيد مدني مزراق الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ. السيد مدني مزراق مرحبا بكم، لنبدأ أولا بالسؤال عن الأسباب والدوافع التي جعلتكم تلجؤون إلى العمل المسلح أو ما تسمونه الجهاد وأنتم القائلون بأن الجهاد بين قوسين قد أنطلق في الجزائر بغير فتوى، ثم كيف استسغتم ورضيتم الدخول في العمل المسلح؟
الاتجاه الإسلامي والعمل المسلح
مدني مزراق: لقد فوجئ النظام في الانتخابات الأولى بالتفاف الشعب حول المشروع الإسلامي، لما فوجئ بذلك فعل المستحيل لكي يقلل من تأثير الجبهة في المجتمع الجزائري فأدخل الكثير من نشطائه للسجن وقام..
محمد دحو: طبعا شيخ هناك ظروف وأسباب عديدة كما تفضلتم قد يطول شرحها ولكنني أريد هل هذه هي المبررات الحقيقة التي دفعت بالجبهة الإسلامية للإنقاذ بأن تكون جيش الإنقاذ وأن تبدأ الحرب وأن يبدأ الجهاد والعمل المسلح في الجزائر؟
مدني مزراق: طبعا هو الاسترسال في الحديث عن المسار الانتخابي أو السياسي للجبهة يوصلنا بالتأكيد إلى العمل المسلح لماذا؟ لأن الجبهة قبلت بكل الشروط التي وضعتها السلطة للدخول في الانتخابات ديسمبر 1991 وفي ذلك الضيق وذلك الحصار خاضت الجبهة الإسلامية للإنقاذ غمار الاستحقاق البرلماني وكانت النتيجة مفاجئة أيضا أن استحوذت الجبهة على الأغلبية الساحقة للمناصب البرلمان فما كان من هؤلاء إلا أن قاموا بتوقيف المسار الانتخابي وكانت استقالة الرئيس وبدأت المطاردات بدأ التشريد بدأت السجون بدأ أيضا القتل وهُجر الإخوان إلى الصحراء، لم يفرقوا بين الطبيب والعالم والوضيع والصغير والكبير لم يفرقوا أبدا وأخذوا أعدادا هائلة إلى الصحراء في جو لا يقبله من في قلبه مثقال حبة من خردل من إنسانية أبدا وهرب من هرب إلى الخارج وإلي غير ذلك واختفى من اختفى ورغم ذلك لم تتوقف الاعتداءات فكل يوم تسمع أن أناس يقتلون ويموتون في المظاهرات التي خرجت الجبهة تعبر عن رأيها ورفضها لما قامت به السلطة مات الأخوة قتلوا في بيتنا
” عندما استحوذت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على أغلبية مقاعد البرلمان في انتخابات ديسمبر عام 1991، عمدت السلطة إلى توقيف المسار الانتخابي، وبدأت بسجن وقتل الإخوان وتشريدهم في الصحراء ” |
حوالي 30 وقتل أخوه في قسنطينة وقتل في جيجل وقتلوا في الجزائر…
محمد دحو: هذا القتل بطبيعة الحال ربما هو الذي دعا الجيش الإسلامي للإنقاذ لإعلان القتل؟
مدني مزراق: لا أبدا هذا القتل هو الذي دفع بالآخرين أي بالأخوة الذين لم يجدوا حلا آخر إلى الهروب للجبال ولما وجدوا أنفسهم في الجبال في قمم الجبال كان لابد أن يتنظموا وكان لابد أن يبحثوا عن وسائل للدفاع بها عن أنفسهم وكانت الوسائل بسيطة جدا فنحن لم نبدأ العمل المسلح بسلاح كنا نملكه من قبل أو قدمته لنا دولة أخرى نحن نتحدى أيا كان أن يثبت لنا لو يعني تجاوز واحد في هذا المجال، نحن قمنا بجمع بعض بنادق الصيد من أبناء الشعب الجزائري الذي يحبنا ويساندنا ويتألم لحالنا يومها ويتألم لحال الجزائر التي انعرجت هذا المنعرج الخطير وكان لابد من الدفاع عن النفس فبدأت الاصطدمات وأنت تعرف إذا نطق الرصاص تتطور الأشياء وتصل إلى ما لا يحمد عقباه طبعا.
محمد دحو: وكما يقولون ما أسهل أن نبدأ بالحرب وما أصعب أن نطفئها، السيد مدني مزراق الحديث قد يتشعب في هذا الإطار وهناك..
مدني مزراق: نعم صحيح وهو ذو شجون..
محمد دحو: قضايا تاريخية قد يأتي الحديث عنها في يوم، أريد أن أرفع اللبس أو أن تتفضلوا برفع اللبس الذي تفضلتم بالإشارة إليه بدءاً كيف كانت علاقتكم بالجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر؟ كيف تكونت كيف حدثت الانشقاقات جماعة تواجه جماعة وربما عانيتم أيضا من أثر هذه الجماعة؟ السؤال الآخر المتضمن في هذا الإطار ما هو الدور الذي لعبه الأفغان العرب في إزكاء نار الفتنة والحرب والإرهاب في الجزائر وربما في دول عربية وإسلامية أخرى؟
مدني مزراق: نعم، أجزم لك أن التيار الإسلامي في الجزائر يعني بمختلف مشاربه سواء الجبهة أو حركة الشرق أي ما تسمى بالنهضة لاحقا أو حماس لا علاقة لها البتة بأي جماعة مسلحة داخل الوطن أو خارج الوطن وأتحدى من يستطيع أن يثبت غير هذا إلا أنه في الجزائر كانت حركة مسلحة هي للمرحوم أبو علي رحمه الله والجزائر والجزائريين يعرفون أسباب بروز هذه الحركة وهي ضعيفة وقليلة ولم يحتضنها الشعب الجزائري لأنها جاءت في وقت في الحقيقة لا يسمح بذلك، إلا أن الاعتداء الذي قامت به السلطة والإجبار الذي يعني فرضته على أبناء الحركة الإسلامية دفعتهم أما يكون جزائري صاحب نخوة وأما أن يكون ذليلا مهانا يقبل بكل شيء وهذا محال عند الجزائري أنت تعرفه جيدا فكان لابد من الاصطدام، عند الاصطدام أصبحت بلادنا حقلا تدور فيه الحرب والحرب يستغلها الكثير ممن يحبون الجزائر وممن يكرهونها من الداخل ومن الخارج فبدأت تتكون الجماعات المسلحة صحيح أنها من أفراد جزائرية في الأول لكنها بدأت تتلقى أفكارا من هنا وهناك بفتاوى من لندن من أسبانيا من أفغان إلى غير ذلك ودخل أيضا بعض الإخوان الذين شاركوا صادقين في الدفاع عن أفغانستان لدحر جنود الروس وكان العرب والمسلمون وحتى أميركا تنظر إليهم يومها كأبطال عودتهم إلى البلاد لم تكن بالفعل إيجابية إن صح التعبير أو نافعة فقد عادوا وعادت معهم أفكار دخيلة وغريبة عن المجتمع الجزائري وعن الحركة الإسلامية في الجزائر ربما من هنا بدأ الانحراف وبدأت الكارثة.
العلاقة بالقاعدة وأحداث 11 سبتمبر
محمد دحو: والسؤال الذي يأتي ضمنا عن هذا الذي يأتي من هنا والذي يأتي من هناك عن علاقات الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر بالقاعدة تحديدا التي يكثر الحديث عنها، هل كانت لكم علاقة بالقاعدة؟ هل القاعدة لها علاقات أيضا أخرى بالجماعات الإسلامية المسلحة؟ ما رأيكم في تنظيم القاعدة وبن لادن تحديدا؟
مدني مزراق: نعم، قلت وأقول وأصر على القول أن الحركة الإسلامية في الجزائر سواء الدعوية أو المسلحة لم تكن لها علاقات بأي كان قبل سنة يعني 1992، 1993 أبدا القاعدة كما تعلم لم تعرف قديما ولا حتى في أفغانستان يعني في الحرب يعني في السنوات الأولى لأفغانستان لم تعرف هذه القاعدة، نحن نعلم أن الذين يعني ينتمون الآن إلى القاعدة كانوا عبارة عن أفراد يعني من البلدان الإسلامية دفعتهم الغيرة على الدين ونصرة الإخوان في أفغانستان للذهاب إلى بلاد الأفغان والمشاركة في الحرب بقوة ومنهم قائد القاعدة الأخ أسامة بن لادن الذي يعرفه الجميع وهو رجل صالح ضحى بماله وبنعيمه وبخيراته وبالعيش الرغيد وذهب إلى أفغانستان لينتصر للإسلام وللمسلمين وكان الجميع يومها ينظروا إليه كبطل حتى أميركا أيضا لأنه كان يقاتل ربما عدوها فلما تغيرت وجهة المعركة وأصبحت ضد أميركا أصبح هؤلاء متطرفون ووحوش ولا إنسانيين ولست أدري ماذا أيضا، أريد أن أقول هنا صحيح أن هؤلاء يرتكبون أخطاء ولكن لهذه الأخطاء دوافع فنحن نعلم أن أميركا وهي الدولة العظمى التي تتبجح باحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان والديمقراطية و.. هي التي تعتدي جهرا نهارا وأمام يعني العالم بأسره يشاهدونها يعني على شاشة التلفاز في جميع أنحاء العالم وهي تقتل يعني راضية عن قتل الفلسطينيين بسلاح الكيان الصهيوني الذي هو سلاح أميركي يقتلون الصبيان ويقتلون النساء ويقتلون الشيوخ ويهدمون البيوت ويقتلون العجزة ولا يبالون كذلك سمحت أميركا لنفسها باحتلال العراق وانتهاك حرمة أهل العراق وقتل العراقيين وتدمير العراق وهي تحارب الإسلام والمسلمين كذلك فعلت في أفغانستان أيضا فقل لي بربك كيف تنتظر ما الذي تنتظره من رجل يملك نخوة ويملك إيمان ويملك عزة وهو يرى هذا الاعتداء الصارخ هذا الظلم الذي لا يُقبل هذا الذل هذه المهانة لابد أن يدافع عن نفسه لابد أن يقاتل وإذا قرر الإنسان أن يقاتل فهم يقولون أيضا هؤلاء يقولون كل الأشياء ممكنة في الحرب، فإذا كان إنسان عاقل يلتزم بشرع الله ويلتزم بالقيم الإنسانية فسوف يجتهد قدر الاستطاعة ليتجنب الوقوع في المحظور وإذا كان متحمسا متهورا سيقع في
” المنتمون إلى تنظيم القاعدة أفراد من بلدان إسلامية مختلفة، دفعتهم الغيرة على دينهم ونصرة إخوانهم إلى الذهاب إلى أفغانستان ” |
هذه الأخطاء وهي ما نراه الآن من تفجيرات وغيرها.
محمد دحو: التفجيرات تعود بنا إلى الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية وهناك الكثير من التهم والأصابع التي توجه مرة إلى الجماعات الإسلامية المسلحة ومرة أخرى إلى اللوبي الصهيوني والمخابرات الأميركية وقد أشرتم ضمنا إلى ما حدث في التوظيف المخابراتي للجماعات الإسلامية في أفغانستان، ما رأيكم من يقف تحديدا وراء الحادي عشر من سبتمبر هل هي الجماعات الإسلامية أم المخابرات الأميركية اليهودية؟
[فاصل إعلاني]
مدني مزراق: قبل أن أجيب عن سؤالك أريد أن ادقق في موقف وهو أن الناس يتبرؤون الآن من الأخوة الذين يجاهدون بدافع أن هؤلاء يرتكبون حماقات ضد العزل من النساء والولدان والشيوخ في أي بلد كان في الجزائر أو في أميركا أو.. ونحن نريد أن نصحح إحنا نعلم أن الإسلام يمنعنا بل يحرم علينا أن نتبرأ من المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويأتي الزكاة ويصوم رمضان وهؤلاء يفعلون ذلك ولم يغيروه أبدا فهم إخواننا مهما كان ونتحمل مسؤوليتنا إلا أننا نفرق بينهم وبين الفعل الذي لا يجيزه الشرع وهو قتل العزل، قتل الولدان والنساء والشيوخ سواء أينا كان أميركان أو أسبان أو غير ذلك فنحن نرى أن هذا العمل يحرمه الشرع ولا نجيزه ونخالفهم فيه ولا نقبله ولا نقبله منهم ولا من غيرهم أبدا فلذلك نحن نتبرأ من فعلتهم هذه ولكننا لن نتبرأ منهم لأنهم إخوان.
محمد دحو: لنعود أستاذ مدني.
مدني مزراق: أما بخصوص قضية 11 سبتمبر فقراري كان متوقع وكان مراقب مثل جميع المراقبين وبمعرفتي أو بمعرفتي يعني البسيطة لشؤون الحرب والكيد والعمل المخابراتي فإني لا أقبل بتاتا أن تكون مثل هذه العملية الضخمة الكبيرة التي وقعت في بلد كان لا أقول يدعي بل يؤكد أنه يحسب حركات الآخرين وأنفاسهم في أي موقع في العالم، لا أقبل أبدا أن شباب يعني لا يتجاوز أصابع اليد يستطيع أن
” قد تكون لرؤوس الكيان الصهيوني أو اللوبي اليهودي في أميركا يد في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ” |
يخترق العالم الأميركي بهذه السهولة ويقوم بمثل هذه العملية اللي تحتاج أمور كبيرة جدا وأنا شبه متأكد أن الذي خطط لهذه العملية هم.. هو.. هي جهة يعني نافذة في أميركا ولا أظنها إلا الكيان الصهيوني يعني رؤوس الكيان الصهيوني اللوبي اليهودي الذي يعرف كيف يحول مجريات الأحداث لصالحه بالإمكانيات التي يملكها والخبرات التي يملكها ولكن هذا لا ينفي أن الذي نفذ يعني الذي شارك في العملية أو استعمل كأداة يكون عربيا مسلما ربما من قاعدة أيضا ولأني عرفت هنا في الجزائر مثل هذه الأشياء كثير من العمليات نفذها فعلا إخوان نعرفهم ولكن عندما نحقق في الفكرة من أين جاءتهم كيف دفعوا كيف كان ذلك يدخل الشك وتعرف أن الإنسان قد استعمل بطريقة ذكية جدا لفعل ذلك.
التصالح لحل المشكلات الداخلية
محمد دحو: لنعود إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلي ونشاهد الآن محاولات عديدة سواء من إنقاذ الداخل أو من الخارج للمساهمة في حل مشكلات الجزائر أو الإدلاء بهذا التصريح أو بهذا البيان ذاك لماذا تعود الجبهة الإسلامية برأيكم بهذا الشكل وهي متهمة برأي البعض بالقتل والعنف وأنها كما تقول بعض الآراء المتسبب الأول في أزمة الجزائر؟
مدني مزراق: والله الحديث عن الجبهة اليوم يمكن يكون جرح وأعرف أنه يعذب الكثير ويؤدب الكثير أيضا إلا أن الحق والحق يقال أن الجبهة معتدى عليها ربما لم يحسن قادتها تقدير الظروف ربما تسرعوا في إبداء مواقف ربما جروا لفخ نصب لهم من قبل أعداء كانوا لا يريدون خير الجزائر إلا أن التاريخ والأحداث وتسلسلها يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن النظام دفع قهرا أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالوقوع فيما وقعوا فيه، فالمسؤولية مسؤولية الجبهة ربما تكون معنوية فهي كالبريء الذي يقع في الخطأ من حيث لا يشعر أما اللوبي الذي هو مغلغل أو متغلغل في شريان النظام الجزائري كالأخطبوط القاتل فهو الذي خطط ودفع بهذا الأمر إلى نهايتها ليفتح المجال واسعا للذين يريدون التغرير بالجزائر، الذين يريدون علمنة الجزائر، الذين يريدون إبعاد الجزائر عن محيطها العربي الإسلامي، عن قيمها، عن ثوابتها، الذين يريدون أن يجعلوا من الجزائر ما هي إلا سوقا لأعداء الجزائر ليس إلا فالجبهة الإسلامية للإنقاذ مظلومة ولكن عليها أن تصبر وعليها أن تصبر فالوقت جزء من العلاج وعليها أن تعمل كل ما لديها وكل ما في وسعها على إقامة الحجة وإظهار الأدلة التي تبرئها مما ينسب إليها ولا أظن أن الجبهة تستطيع أن تعود للساحة السياسية إن لم تبرهن بالفعل ليس فقط بحسن النوايا بالفعل قولا وفعلا بحبها للجزائر ولن يكون ذلك إلا عن طريق مشاركتها الفعلية وبدون شروط في وقف النزيف الدموي ولملمة جراح الجزائريين والإخاء بينهم بعد ذلك أظن أن الكل سيجد نفسه مجبر على أن يقول أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ تمثل شريحة من أبناء الجزائر البررة الذين يحق لهم فعلا أن يساهموا في بناء الجزائر ويقودوا الجزائر.
محمد دحو: قد تكون هذه الانتخابات الرئاسية التي تعيشها الجزائر فرصة للإبداء النظر وربما للمناسبة أريد أن أسألكم سيد مدني مزراق كيف تنظرون إلى الانتخابات الرئاسية؟ وهل صحيح أنكم تدعمون المترشح عبد العزيز بوتفليقة ولماذا؟
مدني مزراق: والله يا أخي الكريم الكلام عن الانتخابات يفرض علي أن أرجع إلى موقفنا من وضع حد للقتال أو للعمل المسلح، فنحن ما وضعنا السلاح إلا رحمة بالجزائر والجزائريين إلا بعد ما أيقنا أن هناك أطراف في الجزائر لا يهمها أن تنقسم الجزائر لا يهمها بل يفرحها أن تنقسم الجزائر إلى أجزاء وإلى دويلات بل تعمل ليل نهار على تغريب الجزائر وتضييع أمانة الشهداء فكان لازما علينا أن نتصرف مثلما تصرفت تلك المرأة التي سمحت في أبنها لما قضى سليمان عليه السلام بقسمه نصفين بينها وبين غريمتها فنحن نحب الجزائر ونحن أبناؤها فعلا وأهلنا وعشيرتنا والمناطق التي ننتمي إليها أبلت بلاء حسننا أيام الاستعمار في الدفاع عن الجزائر وضحت بالغالي والنفيس فلا يمكن أن نقبل أبدا أن نكون معول هدم في هدم الجزائر لذلك ارتأينا أن نتنازل شيء ما وأن لنفسح المجال للجزائر حتى تلملم جراحها وتستعيد عافيتها ونحن متيقنون أنه متى عادت الجزائر إلى حالتها الصحية فستعود لنا حتما لأن أبناء الجزائر يعرفون من نحن، ما بخصوص انتخابات فنحن عشنا مرحلة خطيرة في الجزائر هم شافهي القانون وضاعت فيه المصالح وسادت فيها قانون الغاب وأصبح الناس لا يأمنون على أنفسهم وعلى ممتلكاتهم حتى جاءت الهدنة المباركة وهي جاءت بفضل الرجال يعني بفضل من في الجبال وبفضل السادة الممثلين عن المؤسسة العسكرية وهم كثر تعاونا على البر والتقوى وضحينا نحن
” عبد العزيز بوتفليقة صادق في تبنيه للمصالحة الوطنية. هذا ما تراه الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ولا تقبل في الوقت ذاته عنه بديلا ” |
ضحينا وهم ضحوا أيضا من أجل الوصول إلى هذه النتيجة وبقي فقط من يستطيع أن يعطي القاعدة القانونية لهذا العمل والتغطية السياسية، للأسف السيد زروال لم يقوم بذلك في وقته فلما جاء السيد عبد العزيز بوتفليقة كان شجاعا وجريء وقام بما يجب أن يقوم به وقبل الاتفاق الذي حصل بيننا وبين الجيش الوطني الشعبي ونحن بصدد تنفيذه شيء فشيء بهدوء وبعقلانية وهو ليس شيء يعني يفضل الجزائري على آخر وإنما هو اتفاق يسمح برجوع الجزائر إلى حالتها الطبيعية حيث يفتح المجال السياسي للجميع وتوزع خيرة البلاد على الجميع ويكون العمل الديمقراطي يعني مجسد فعلا ويستطيع الجزائري أن يجد نفسه.. في بلاد يجد فيها نفسه فنحن لا ننصف يعني بوتفليقة رغم أنه ربما تأخر أو تماطل لست أدري أو اضطرته الظروف لتأخير بعض الخطوات والتي يعرفها الجميع مثل قضية المفقودين ومثل المساجين ومثل التعويضات ومثل إدماج العمال و.. كثيرة ولكن نحن متأكدون أن الرجل صادق في تبنيه للمصالحة الوطنية وقد فعل الكثير أيضا وهو ماض في عملية ولا نرى له بديلا اليوم نريد أن نعطيه الفرصة مرة أخرى نؤيده فيما أصاب فيه ونصححه فيما نراه قد أخطأ فيه ونطالبه بما نرى أنه حق أو أنه حق لنا عليه وعلى الجزائر إلى.. وكل ذلك يتم في إطار القوانين وبالتي هي أحسن وفي إطار المعقول أيضا وفي إطار الممكن وأنا لا أشك في أننا بإذن الله سنصل في نهاية المطاف إلى جزائر قوية بدينها بقيمها بثوابتها بنظامها الجمهوري بديمقراطيتها بتوحد شعبها من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ويومها يفرح الجزائريون إسلاميون كانوا أو ديمقراطيون أو وطنيون، فنحن نساعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الظفر بفترة ثانية بإذن الله وسنعمل على ذلك.
محمد دحو: السيد مدني مزراق الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ شكرا لكم.
مدني مزراق: وأنا شاكر لكم مرة أخرى فإلى الجميع مني السلام وتهنئة والتحية.
محمد دحو: شكرا لكم أيضا أعزائي المشاهدين وإلى حلقة أخرى من برنامج لقاء اليوم.