لقاء اليوم

محمد عبد العزيز.. خطة بيكر

يتحدث الأمين العام لجبهة البوليساريو عن رأي الجبهة في خطة بيكر لتسوية النزاع في الصحراء الغربية والمتمثلة في إطلاق سراح مائة أسير حرب من ضباط الجيش المغربي، وعن الاتهامات الموجهة للجبهة برضوخها للضغوط الجزائرية.

مقدم الحلقة:

يوسف الشولي

ضيوف الحلقة:

محمد عبد العزيز: الأمين العام لجبهة البوليساريو

تاريخ الحلقة:

10/03/2004

– قضية الأسرى
– خطة بيكر لتسوية النزاع

– القضية الصحراوية وعرقلة التعاون المغاربي

قضية الأسرى


undefinedيوسف الشولي: أعزائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج لقاء اليوم ويسرني أن أستضيف في هذه الحلقة السيد محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو دعنا نبدأ أولا من مبادرتكم في الإفراج عن مائة أسير مغربي، لماذا في هذا الوقت بالذات؟

محمد عبد العزيز: شكرا فعلا إحنا قمنا بمبادرة بمناسبة عيد الأضحى المبارك الأخير هذه المبادرة تتجلى في إطلاق سراح مائة أسير حرب من ضباط وضباط صف وجنود من الجيش المغربي، المبادرة أولا جاءت استجابة لرغبة وطلب قامت به دولة قطر الشقيقة بقيادة الأمير حمد بن خليفة آل ثان مشكور، المبادرة ثانيا تندرج في إطار المبادرات العديدة التي قامت بها جبهة البوليساريو في هذا الإطار بالذات في الإفراج عن أسرى حرب مغاربة كمبادرات أولا حسن نية تجاه الشعب المغربي وكمبادرات لتشجيع السلام وتشجيع خطوات تؤدي إلى حل النزاع القائم بيننا والمملكة المغربية بسبب غزو هذه الأخيرة لترابنا الوطني منذ سنة 1975

يوسف الشولي: ماذا تطلبون بالمقابل؟

محمد عبد العزيز: يجب أن يكون واضح للرأي العام إنه الحكومة المغربية شنت علينا حرب في سنة 1975 مشابهة للحرب التي شنتها إندونيسيا على تيمور الشرقية في نفس السنة سنة 1975 ومشابهة كذلك للحرب التي شنتها العراق على الكويت في التسعينات أي بلد صغير نسبيا مجاور لبلد نسبيا يعني كبير طمعا في أرضه وطمعا في ثرواته البلد الكبير والقوي يعتدي ويهجم على البلد الأصغر والأضعف هكذا وقع وبفعل الغزو المغربي بدأت حرب وحرب ضروس بين الشعب الصحراوي الصغير المعتدى عليه المظلوم والمملكة المغربية هذه الحرب استمرت 15 سنة قتال ضاري بين الجيشين الصحراوي والمغربي وتوسطت الأمم المتحدة في الموضوع وبفعل الحرب حصلت أسرى من الجانبين أسرى مغاربة لدى الجيش الصحراوي وأسرى صحراويين لدى الجيش المغربي، طبعا المطلوب والأساسي بالنسبة للطرف الصحراوي هي أنه نُنهي مع جارتنا المغرب هذه المأساة هذه الحرب وفي الواقع نخطو خطوات فعلية إلى السلام هذا ما نطلب ولكن بالتحديد تحديدا نحن حقيقة منشغلين كثير بواقع الأسرى المغاربة الذين موجودين عندنا باعتبارهم أخوة وأبناء شعب شقيق موجودين أسرى عندنا ولكن نحن منشغلين أكثر بأسرانا لدى الطرف المغربي وبمفقودينا المدنيين لدى المغرب منذ سنة 1975 وعددهم في المدنيين يتجاوز خمسمائة شخص مفقود وعددهم في العسكريين يتجاوز مائة وخمسين مقاتل مائة وخمسين جندي صحراوي مفقودين لدى المغرب نطالب بمعلومات حول هذه المجموعة البشرية هذا أول ما نطلب.

يوسف الشولي: المغرب يتهمكم باحتجاز رهائن وأسرى عفوا المغرب يتهمكم باحتجاز أسرى في ظل ظروف غير إنسانية ويتهمكم أيضا بانتهاك القرارات الدولية ما ردكم على ذلك؟ كما أن المغرب ينفي وجود أسرى صحراويون أو صحراويين على أراضيه كيف تردون وما هي أدلتكم على وجود أسرى ومفقودين من طرفكم عند المغرب؟

محمد عبد العزيز: يجب أنه يكون واضح المائة أسير التي نطلق سراحها الآن بناء على طلب من دولة قطر الشقيقة سبقها في شهر رمضان الماضي إطلاق سراح ثلاثمائة أسير حرب، وبالعدد الذي نطلق سراحه اليوم نكون وصلنا إلى عدد ألف وثمانمائة أسير حرب مغربي نطلق سراحها في إطار مبادرات إنسانية محضة وبدون أن نطلب مقابل مهما كان نوعه إذاً هذه مبادرات إنسانية منطلقة من النوايا الطيبة تجاه المغرب وتجاه يعني عدم طعن في المستقبل بينا وبين المغرب وبينا وبين الشعب المغربي، فيما يتعلق بالأسرى الصحراويين لدى المغرب والمفقودين المدنيين نحن نعرف أنه بقيت المغرب يتنكر لوجود أي معتقل سياسي أي معتقل مدني حتى سنة 1991 في شهر يونيو بالذات فُرِض على المغرب أن يطلق سراح أكثر من 240 مفقود كانوا مفقودين سابق ذاك ومعتقلين وتَنكر المغرب مدة طويلة لوجودهم نعرف كذلك أنه في سنة 1996 الحكومة المغربية عن طريق الصليب لجنة الصليب الأحمر الدولية أطلقت سراح 66 أسير حرب صحراوي كانت لدى المغرب بعد تدخل من الولايات المتحدة الأميركية والأرجنتين وألمانيا بعد ضغوط من هذه البلدان أطلقت المغرب سراح 66 جندي صحراوي كانت أسرى لديهم قبل ذلك كانوا يتنكرون لوجودها إذاً بناء على هذه التجارب نحن لا نثق في أن المغرب ليس لديه أسرى حرب صحراويين ينكر وجودهم الآن ولا نثق كذلك في أنه المغرب لا تتوفر عنده الخمسمائة أسير معتقل مدني التي.. نحن نطالب بإطلاق سراحها إذاً على المغرب أن يطلق سراح الأسرى والمعتقلين أو يقدم أدلة دامغة تثبت أن هؤلاء الناس قد توفوا يقدم لنا جثثهم يقدم لنا يعني المعلومات الكافية المقنعة حتى تقتنع عائلاتهم التي تعيش مأساة حقيقية منذ سنة 1975 حتى يومنا هذا.

يوسف الشولي: دعنا ننتقل إلى لُب الصراع بعيدا عن ملف الأسرى حاليا، ما هو موقفكم من خطة بيكر لتسوية النزاع؟

خطة بيكر لتسوية النزاع

محمد عبد العزيز: أبلغنا السيد جيمس بيكر يوم ثمانية في شهر يوليو 2003 وأبلغنا كذلك الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بقبولنا لتطبيق هذه الخطة بالرغم من أنه هذه الخطة حقيقة تحتوي على بنود في صالح المغرب أكثر من هي في صالحنا.

يوسف الشولي: ما هي ملامح استراتيجيتكم في التعاطي الدبلوماسي مع العديد من الدول سواء كان على صعيد الأمم المتحدة أو على صعيد المنظمات الإقليمية والقومية والجِهوية لحل هذا الصراع وكيف تتعاطون دبلوماسيا معه؟

محمد عبد العزيز: العقبة الكأداء في وجه الحل فيما يتعلق بمشكلة الصحراء الغربية هو الموقف المغربي، الموقف المغربي منذ التسعينات يخطو خطوة للأمام وخطوتين للوراء يقبل في البداية مخطط السلام الدولي في سنة 1988 ويدخل في التطبيق بعد التوقيع معنا على الوثائق في التطبيق سنة 1991 ليتراجع بعد ذلك ليقبل مرة أخرى مخطط السلام بعد إغنائه باتفاقيات هيوستون بعد تدخل جيمس بيكر ووساطته


المغرب يعرقل خطة بيكر بالرغم من أن هذه الخطة لا تلبي مطالب جبهة البوليساريو ولا مطالب المغرب

ويتراجع المغرب بعد ذلك بعد خاصة وفاة الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه، الآن نرى أنه المغرب يعرقل خطة بيكر الأخيرة بالرغم أنه خطة بيكر من وجهة نظرنا لا تُلبي لا مطالب جبهة البوليساريو كلها ولا مطالب المغرب كلها يعني تأخذ وتعطي لكل طرف.

[فاصل إعلاني]

يوسف الشولي: إذاً في الحال هل تعتقد بجدية الوساطات سواء كانت دولية أو التي يقوم بيكر أو غيرها من الوساطات طالما أنها كما تقول ليست منصفه لكم والمغرب لا يعتبرها أيضا منصفه والدليل على ذلك أنه لم يَرُد عليها حتى اللحظة، هل هناك جدية في هذه الوساطات هل هي عبارة عن أبر مورفين لتهدئة النزاع؟

محمد عبد العزيز: في تقديري في هناك جدية.. هناك جدية حقيقة الأمم المتحدة قدمت مجهودات لا بأس بها طبعا مش بالحجم مش بالضغط أو حجم الضغط التي تم القيام به في نقاط أخرى من العالم وفي فرص أخرى ولكن مع ذلك هناك جدية من طرف المجموعة الدولية خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والوسيط الدولي جيمس بيكر ووجود المينورسو على أرض الميدان وبعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية على الميدان العمل الذي قامت به لجنة تحديد الهوية التابعة لبعثة الأمم المتحدة المجهودات التي بذلها السيد بيكر كل هذه الأعمال تُعبِّر على وجود جدية هناك ولكن هذه الجدية لازالت أو هذه المجهودات لازالت تصطدم مع الأسف الشديد مع إرادة استعمارية تقوم بها الحكومة المغربية هدفها الأساسي هو الضم بالقوة لتراب الصحراء الغربية والتنكر للقانون الدولي والتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الصحراوي في الحرية وتقرير المصير.

يوسف الشولي: هذا الهجوم على المغرب والسياسة المغربية وموقفها من المبادرات يقود إلى سؤال ما هي رؤيتكم لحل هذا الصراع الذي مضى عليه ربع قرن رؤيتكم أنتم وباختصار وبنقاط لهذا الصراع؟

محمد عبد العزيز: على كل أي حل لابد من أن ينسجم مع مبدأ أساس ألا وهو احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال استفتاء حر وديمقراطي يعبر من خلاله الشعب الصحراوي عن ماذا يريد هل يريد الاستقلال؟ ويجب أن يحترم له ذلك أو يريد الانضمام للملكة المغربية ونحن مستعدين إذا حصل الاستفتاء في ظروف شفافة وفي ظروف حرية مستعدين أن نحترم ذلك للشعب الصحراوي وللملكة المغربية، في تقديرنا هناك خطة الآن هناك فرصة الآن تتمثل في مخطط بيكر هذا المخطط يحظى بدعم بدون تحفظ لمجلس الأمن الدولي بإجماع، هذا المخطط يعتبر حل وسط من وجهة النظر الصحراوية ووجهة النظر المغربية إذاً.

يوسف الشولي [مقاطعاً]: لكن مخطط بيكر يعطيكم خمس سنوات لحكم ذاتي وبعد ذلك الاستفتاء أليس كذلك؟

محمد عبد العزيز: أينعم.

يوسف الشولي: هل أنتم موافقون على خمس سنوات حكم ذاتي ومن ثم الاستفتاء؟

محمد عبد العزيز: لا إحنا وافقنا على خطة بيكر بكل ما تحتويه..

يوسف الشولي: بسلبياتها وبإيجابيتها يعني.

محمد عبد العزيز: بسلبياتها وبإيجابيتها ونادينا بالدخول في تطبيق..

يوسف الشولي: بالدخول الفوري والتطبيق..

محمد عبد العزيز: بدخول فوري في خطة بيكر بالرغم مما تحتويه من عناصر في صالح المملكة المغربية ولكن من أجل السلم ولكون أنه خطة بيكر تنطوي على استفتاء لتقرير المصير يُطرح فيه في يوم من الأيام على الشعب الصحراوي أن يختار ماذا يريد فيما يتعلق بمصيره النهائي من هذا المنطلق نحن قبلنا ومستعدين في تطبيق خطة بيكر.

القضية الصحراوية وعرقلة التعاون المغاربي

يوسف الشولي: هناك من يقول أن القضية الصحراوية أو أنتم تعرقلون انعقاد القمة المغاربية أو أن القمة المغاربية من أسباب عدم انعقادها وعرقلة التعاون المغاربي بين دول المغرب العربي طبعا هو القضية الصحراوية ما ردكم على ذلك؟


رفض الحكومة المغربية الانصياع للمشروعية الدولية وغزوها للصحراء الغربية يعرقل قيام المغرب العربي لأن قيام هذا التجمع الإقليمي يتطلب شروطا أولها الثقة بين الأطراف

محمد عبد العزيز: نقول أنه من الصعب جدا بناء صحيح فِعلي حقيقي للمغرب العربي ومشكلة الصحراء الغربية قائمة، السبب ليس الشعب الصحراوي أو جبهة البوليساريو السبب هي الحكومة المغربية لأنه غزو الحكومة المغربية للصحراء الغربية ورفض الحكومة المغربية الانصياع للمشروعية الدولية هو الذي يعرقل قيام المغرب العربي ليه لأنه قيام هذا التجمع الإقليمي الجِهوي يتطلب شروط من أول الشروط هي الثقة بين الأطراف التي تكون هذا التجمع، الآن ولا أحد يعرف أين تنتهي حدود المملكة المغربية، في سنة 1958 المملكة المغربية لها حدود من الجنوب في سنة 1975 المملكة المغربية لها حدود من الجنوب في سنة 1979 المملكة المغربية لها حدود من الجنوب إذاً في الستينات المملكة المغربية تطالب بأجزاء كبيرة من الجزائر وتطالب بـ موريتانيا الآن تحتل تراب الصحراء الغربية بالأمس كانت تقسم الصحراء الغربية مع موريتانيا إذاً هذه الرؤية التوسعية على حساب الجيران التي تنتهجها المملكة المغربية والتي عملت من التوسع فلسفة في الحكم بهذه الرؤية بهذا المنطق لا يمكن قيام اتحاد مغاربي حقيقي.

يوسف الشولي: طيب دعنا في الاتحاد المغاربي والأمثلة اللي ضربتها الآن يُقال أنكم تخضعون وتتعرضون لضغوط من الجزائر فهي تأوي المخيمات على أراضيها ما حقيقة هذه الضغوط حجم هذه الضغوط؟

محمد عبد العزيز: لا إحنا نقول وللتاريخ إنه الجزائر دولة جارة للصحراء الغربية دافعت كسائر الدول عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير منذ زمن الاستعمار الإسباني دافعت عن هذا المبدأ أنه الشعب الصحراوي له حقه في تقرير المصير بقيت وافية لهذا الموقف إلى يومنا هذا.

يوسف الشولي: أي لا تتعرضون لضغوط؟

محمد عبد العزيز: لا نتعرض لضغوط من الجزائر.. والجزائر تحترمنا في قرارنا مهما كان هذا القرار.

يوسف الشولي: طب إحنا كنا في جولة في مخيمات اللجوء الآن لمسنا ظروف قاسية وأوضاع صعبة في اللجوء الصحراء الفقر مع محاولات منكم لإقامة بذور دولة في المنفى، ألم يَحِن الوقت لتقديم تنازلات لإنهاء هذه المآسي التي يعيشها أو هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الصحراوي؟

محمد عبد العزيز: صحيح ما ذكرته صحيح وأكثر مما رأيتم إحنا شعبنا منذ سنة 1975 وهو يعيش مأساة حقيقية شُرِّد من أرضه تم في البداية انتهاج سياسة محاولة إبادة وتقتيل يوجد الآن مُشتت جزء في الجزائر جزء في موريتانيا جزء في إسبانيا جزء في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية جزء في المغرب ثرواته تنهبها الحكومة المغربية حائط العار الدفاعي الشبيه بالحائط اللي يُبنى الآن في فلسطين من طرف إسرائيل يفرق بين العائلات الصحراوية، الجزء من الشعب الصحراوي الذي لجأ إلى التراب الجزائري لجأ بدون إمكانيات ترك بيوته ترك دياره ترك أملاكه وعاش في هذه الأرض القاحلة الجرداء تفتقر حتى لشروط الحياة ويعيش ظروف صعبة ولكن مع ذلك شعبنا فضل يعيش في هذه الظروف الصعبة في هذه المأساة ولكن يعيش بكرامته لازال مستعد لازال مُتشبث بمطالبه الوطنية المشروعة في الحرية وتقرير المصير والكرامة بالرغم من كل التضحيات اللي يتطلبها الوصول إلى هذا الهدف.

يوسف الشولي: ولكم مني مشاهديَّ الكرام أجمل التحيات وإلى اللقاء في حلقة أخرى من برنامج لقاء اليوم.