لقاء اليوم

فاروق حسني.. الثقافة العربية في عصر العولمة

ما هو المطلوب من الثقافة العربية في عصر العولمة؟ ومن المسؤول عن ربط الإسلام والثقافة الإسلامية بالإرهاب؟ ولماذا كانت العلاقة بين المثقف والسياسي متوترة؟ وهل يمكن فصل الثقافي عن السياسي في الحياة العامة؟

مقدم الحلقة:

توفيق طه

ضيف الحلقة:

فاروق حسني: وزير الثقافة المصري

تاريخ الحلقة:

19/11/2003

– المطلوب من الثقافة العربية في عصر العولمة وهيمنة القطب الواحد
– دور المثقفين العرب ومسؤولي الثقافة في تحسين صورة العرب والمسلمين

– أسباب توتر العلاقة بين المثقف والسلطة

– مدى حرية المثقف في مصر والعالم العربي

– أسباب المساءلات المتكررة لوزير الثقافة المصري في البرلمان

– حقيقة تزييف الأعمال الفنية التشكيلية في مصر


undefinedتوفيق طه: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم.

في ظل هيمنة القطب الواحد على السياسة الدولية بات يُنظر بارتياب إلى مفهوم العولمة باعتباره سيادة لمقاييس موحدة في السياسة والاقتصاد والفكر والثقافة، لن تستطيع أن تخرج عما يريد القطب الواحد إملاءه على الآخرين، فكيف يُنظر إلى ذلك في عالمنا العربي وفي ثقافتنا العربية على وجه الخصوص؟

لإلقاء الضوء على صورة الثقافة العربية في ظل العولمة نستضيف اليوم (وزير الثقافة المصري) الفنان الأستاذ فاروق حسني.


المطلوب من الثقافة العربية في عصر العولمة وهيمنة القطب الواحد

سيدي الوزير، أهلاً بك. في عصر العولمة وهيمنة القطب الواحد ما هو المطلوب من الثقافة العربية؟

فاروق حسني: هو في الواقع إن الهيمنة الواضح إنها من قطب واحد النهارده على العالم كله هي مسألة سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، طبعاً لابد وأن تكون أيضاً الهيمنة الثقافية في اعتباراتهم، ولكن الهيمنة الثقافية لا تتأتى إلا على الشعوب ضعيفة الثقافة أو التي ليس لديها عتاد ثقافي قوي أو آلة ثقافية تضخ الثقافة في كل أرجاء العالم ليس فقط في المنطقة، ولكن في العالم ككل، وأنا في اعتقادي طالما أنه فيه ثقافة عربية جادة وقوية ومنتشرة تأكَّد إنه صعب السيطرة عليها والهيمنة عليها.

هي إحنا عندنا في مصر إحنا بنقوم بالتجارب وأيضاً بنشاطات لها تأثير دولي، لأنه التأثير الدولي ده هام جداً في الفترة اللي إحنا فيها النهارده، الثقافة كما أقول دائماً هي بتصلح ما بين الشعوب وبتصلح ما تفسده السياسة، لأن السياسة دائماً مُفسدة أياً كانت، لكن الثقافة دائماً يعني لها يعني نصيب كبير من رغبة الشعوب، ولذلك بنؤكد عليها، وأنا بأقول إنه طالما هناك حركة ثقافية وتنشيط ثقافي واختيار إبداعات قوية وأصوات لها تأثير دولي في العمل الثقافي تأكَّد إنه يصعب الهيمنة عليها، بل ستكون مع الآخرين تلعب في الساحة ولكن لا يُلعب عليها بل تلعب هي أيضاً.

توفيق طه: ماذا تملك الثقافة العربية من أدوات للمحافظة على خصوصيتها في هذه الأجواء؟

فاروق حسني: اللي تملكه.. اللي يملكه العالم العربي يملك تراث ويملك أيضاً إبداع حديث، التراث في الدول التراثية التي لها آلاف السنين على الساحة، ثم أيضاً المبدعين من بداية القرن إلى اليوم.. من بداية القرن الماضي إلى اليوم هناك إنتاج ثقافي مهم جداً يمكن التأثير به على المجتمع الدولي لو استُعمل الاستعمال الدقيق ووضعت له سياسة محددة وأهداف محددة، تأكد إن هيكون لها تأثير، لأن لدينا في العالم العربي ما يؤثر وبأقول إنه سواء كان إبداع حديث أو تراث، ودا في حد ذاته قيمة في.. كبيرة جداً.

توفيق طه: مطلوبٌ من الدول العربية والإسلامية أن تغيِّر في مناهج التعليم بمدارسها وجامعاتها بما يمنع نمو تيارات متشددة. هكذا يقال، فماذا يعني ذلك؟

فاروق حسني: هو التشدد موجود في كل الأطراف ما هي أميركا الآن متشددة بكل الظروف، يعني سواء كان يعني عقائدياً أو.. أو اقتصادياً أو حتى بالقوة دا تشدد شديد جداً يعني اتجاه، وواضح هذا التشدد في المنطقة عندنا.

لكن اللي أنا عايز أقوله إنه.. إنه إحنا كما بدأنا قريباً إقامة مؤتمر لمستقبل الثقافة العربية، طبعاً التعليم داخل في قلب الثقافة في النهاية، إحنا تحدثنا عن.. يعني تغيير وتنقية الخطاب الديني، الخطاب الديني بمفهوم إنه اللغة البشرية مش اللغة الدينية الإلهية، القرآن والسنة، ولكن إحنا بنتكلم عن اللغة اللي بيتكلم بها البشر، أولاً يعني إحنا كوزارة ثقافة لم يُطلب منا أي شيء ولا أحد يجرؤ أن يطلب منا هذا، بدليل إن الثقافة ما هياش ثقافة الدولة، ثقافة الشعوب، الشعوب هي اللي بتقدم ثقافتها، وأنا في اعتقادي إن لو كان فيه طلب مثل هذا، طبعاً دا معناه إنه.. إنه عايزين ينقوا الموضوعات من التاريخ من.. من واقعه ودا ما أعتقدش إنه ممكن يتم.

توفيق طه: بالضبط هل المطلوب إلغاء كل ما يتحدث عن الجهاد ومقاومة الاحتلال والحروب الصليبية وتاريخ الاستعمار أو ما يفعله الإسرائيليون في فلسطين؟

فاروق حسني: التاريخ تاريخ، اللي يفعله إسرائيل النهارده دا طبعاً ما إحنا شايفين أيه اللي بيتم، فيه شعب بيدافع عن حقوقه بيسموه إرهاب واللي بتقوم به إسرائيل كل اللي بتقوم به بيسموه حق مشروع، طب والحق المشروع والشعب الأعزل، ومافيش يعني أما نيجي كده ننظر للمسألة بشكل (abstract) هل قوة الفلسطينيين تمثل كم من قوة إسرائيل؟ يعني مسألة لا يمكن إطلاقاً تكون لها.. فيها عدل أو فيها منطق، وعموماً أنا بأقول إنه التاريخ تاريخ ولا يمكن أحد أن يلغي التاريخ وإن لغوها في كتبنا فهي في كتبهم، وأنا ما أعتقدش إنه سوف يُوافق على إنه تلغى الملاحم التاريخية والانتصارات العظيمة في تاريخ الأمة العربية من تاريخنا، دا.. دا مسألة يبقى فيها جرم كبير.

توفيق طه: من المسؤول عن ربط الإسلام والثقافة الإسلامية بالإرهاب؟

فاروق حسني: الحقيقة اللي مسؤول ما هو .. هوا فيه حاجتين، يعني لو تحدثنا بقى بمنطق علمي وسليم، أن الدين أو الإسلام نفسه هو دا يعني دستور رائع وعظيم، ولا تجد إطلاقاً مسلم خرج عن دينه، ولكن تجد من الأديان الأخرى كثيرين من يعتنقوا الإسلام، دا دليل إنه كمنطق كدين رائع، إنما عندما نتحدث عن من الذي يتحدث ومن الذي يعني.. يعني يظهر للعالم كله في الدين، مش بيظهر علماء الدين، بيظهر مجموعة من المتطرفين وهم اللي بيبينوا، ودُوُل على فكرة يعني أساءوا للدين جداً يعني إحنا لما نقول إن الدين الإسلامي دا دين رائع وعظيم ودستور إنساني يعني.. يعني لو قرئ كما هو مافيش شك إنه كثيرين من أديان أخرى ستحترمه، لكن أنا عايز أقول أن المعتنقين الفكر الإرهابي والتشددي والجهل أيضاً، يعني لأنه مش أي حد يقدر يتحدث في الدين ولا منطق الدين، إذن دُوُل اللي أساءوا.


دور المثقفين العرب ومسؤولي الثقافة في تحسين صورة العرب والمسلمين

توفيق طه: ماذا يمكن للمثقفين العرب والمسلمين ولمسؤولي الثقافة في الدول العربية والإسلامية أن يفعلوا لتحسين هذه الصورة؟

فاروق حسني: أولاً تنقية الخطاب الديني الإنساني، لأنه.. يعني مش كل من اعتلى منبراً كان فقيهاً، دي مسألة غريبة جداً أي حد النهارده أما يطلع على المنبر ويبدأ يتحدث ويُشعِرنا إن هو متخصص في كل شيء، في السياسة وفي الدين وفي الاجتماع و.. و.. إلى آخره، يعني دي يعني تنقية.. يطالبوا بتنقية الخطاب الديني أو تغييره، ويبقى المسؤولين وأصحاب الرأي الحقيقي وهم أساتذة علم الفقه والدين هم اللي يتحدثوا في ذلك لأن دي مسألة، دي تخصصية شديدة اللهجة.

أما المثقفين فعليهم إنهم يبدعوا، ويعني آراؤهم تبقى على.. على الملأ، وأن يتكاتفوا، وماتبقاش بينهم شرذمة ولا تناحر، أمامنا النهارده مارد ضخم جداً يريد أن يدحض الجميع، فليتوحد الجميع ضد هذا.

توفيق طه: لماذا لا يزال الخطاب الإعلامي والثقافي الإسرائيلي أعلى صوتاً وأكبر صدىً في الغرب من الخطاب العربي؟

فاروق حسني:دا.. دي مسألة بسيطة جداً، لأنه يملك كل الصحف، ويملك كل مواد الإعلام في الخارج، يعني إسرائيل عرفت تماماً، يعني اليهود عندما يعني بعد حرب.. يعني الحرب العالمية الثانية أدركوا تماماً إن المال والإعلام لابد السيطرة على الاثنين دُوُل، ومسيطرين على المال، ومسيطرين على الإعلام، ودا نادر جداً عندما تجد محطة تليفزيونية أو.. أو جريدة مش مسيطر عليها اليهود.


أسباب توتر العلاقة بين المثقف والسلطة

توفيق طه: لماذا العلاقة بين المثقف والسلطة متوترة غالباً؟

فاروق حسني: أولاً: يعني أنا يعني في الموضوع دا بالذات أنا جاي من.. جئت يعني من.. من قلب الحركة، أنا راجل رسام، ولم أَنتَمِ في أي وقت من الأوقات إلى يعني موقف سياسي، لكن الحقيقة وكانت دي الفرصة.. فرصة إن المثقفين هم اللي يقوموا بالثقافة في.. في الدولة، ولذلك جمَّعنا كل المثقفين للثقافة، وهم دلوقتي اللي بيضعوا خطة الثقافة بفكرهم وبكيانهم، دا في المجلس الأعلى للثقافة أنا لا أعتقد أن مثقف واعي بهموم وطنه وبمسؤوليته تجاه شعب بعيد عن المجلس الأعلى للثقافة، يجوز فيه هناك لا منتمين، ودول دائماً موجودين، وإحنا بنرحب بهم، سواء كانوا مع المجلس أو خارج المجلس، لكن دا واجب المثقف أن يكون دائماً داخل العمل الثقافي للشعب، ولم تطلب الإدارة أو أنا شخصياً من أي مثقف إنه يعني أيه يبجِّل السلطة أو يبجل الظروف، بالعكس فيه هناك حرية كاملة، ودي فرصة، وإحنا في نظام النهارده بيعطينا المسؤولية الكاملة اللي بنتحملها نحن كي نواجه المجتمع، ونواجه ما وراء المجتمع.

توفيق طه: لكن هذا لا يلغي أن العلاقة متوترة بين بعض المثقفين والسلطة.

فاروق حسني: لا.. لا.. لا.. لأ، بعض.. كم من المثقفين، يعني أنا لما أقول لك أن من مثقفين مصر سبعمائة مثقف موجود في المجلس الأعلى للثقافة في لجانه، طيب كم يتبقى؟ كم يتبقى؟

توفيق طه: هل يمكن فصل الثقافي عن السياسي في الحياة العامة، وإلى أي مدى؟

فاروق حسني: أنا منذ جئت فَصَلْت السياسة عن الثقافة، وقلت: لا تسييس للثقافة، بل تثقيف للسياسة، ودا يعني أنا بأعتبر إنه من حق كل مثقف أن يكون له باع في الثقافة أو في سياسة الثقافة، ما بنتكلمش عن سياسة الدولة، هو عايز يتحدث عن السياسة فليتحدث، أمامه الصحف وأمامه المجلات، ولا أحد له سلطان عليها، إذن بالتالي يعني عندما أقول إنه لابد أن أفصل السياسة عن الثقافة، ودي أول مرة يقال هذا، يعني ما بنسيسش، إحنا طول الوقت وأنا باقول: لا تسيييس للثقافة، وإنه يتحدث في السياسة من حقه، إنما لا أُسيِّس البرنامج الثقافي، لأن ده هيبقى فيه خطأ شديد، الثقافة لابد أن تكون بريئة، هي نوع من أنواع الإبداع الحر المتمكن والرائع، والبعيد كل البعد عن يعني ألاعيب السياسة، لأن السياسة في النهاية هي ألاعيب، أما نيجي يعني ندخل في (دخانيق) السياسة إذا كنتش أنت هتلعب فغيرك هيلعب المضاد يعني، فبالتالي لابد أن تلعب قِبَله، فأنا عايز أقول إنه.. إنه الثقافة دي سلاح عظيم جداً يجب أن ينأى عن السياسة، وقد يكون نظيفاً نظافة رائعة كي يوحِّد الشعوب ويوحِّد المجتمع.

توفيق طه: عندما يتوقف المثقف عن أن يكون مُلهماً للسياسي، وتتحول العلاقة إلى محاولة السياسي أو السلطة تطويع المثقف، ماذا تكون النتيجة؟

فاروق حسني: لا أنا أرفض هذا، لأنه هذا لا يحدث، لدينا على الأقل، لكن أنا أرفض هذا، لأنه تطويع السياسة بالثقافة للسياسة دا نوع من الفرضيات اللي كانت في فترة من الفترات، اللي هو الفن الملتزم، اللي هو بيحاكي السلطة والسلطة تحاكيه، لكن عندما نتكلم عن الثقافة الحقيقية، فلنبعد عن السياسة، ولكن تكون للثقافة سياستها في المجتمع ككل.

توفيق طه: لكن هل توافق على مبدأ أن يكون المثقف ملهماً للسياسي؟

فاروق حسني: ليه لأ، دا شيء عظيم، ما أنا قلت إنه لابد من تثقيف السياسة، ولا تسييس للثقافة، تثقيف السياسة دي مسألة مهمة جداً، والسياسي عندما يكون مثقفاً تأكد إنه أحكامه ورؤاه ستكون أوسع بكثير جداً من أن يكون سياسياً يعني محضاً.


مدى حرية المثقف في مصر والعالم العربي

توفيق طه: السيد الوزير، كيف تقيِّم حرية المثقف في إسماع صوته وقول كلمته في مصر؟

فاروق حسني: والله إحنا واضح كان فيه المؤتمر مستقبل الثقافة العربية كان (Hyde park) للمثقفين العالم العربي كله في.. في.. في حوارات وصلت إلى حدود أبعد ما يمكن أن وصل إليه، انتقاد للسياسات وللسياسيين وللرؤى ودا كان يعني شيء جميل جداً، جُمِّع وطُبع، وهو موجود على الساحة يعني.

أخيراً: يمكن إحنا برضو في مؤتمر الرواية، يعني عندما رفض الكاتب صنع الله إبراهيم الجائزة، وقال ما قال، طب ما هو دا.. دا دليل على إنه هو.. هو حر فيما يقول، وإن لم يكن مدركاً أنه لن يُمس ما كانش قال اللي قاله، وهو قال دا وهو مدرك دا.

توفيق طه: وفي العالم العربي؟

فاروق حسني: الحقيقة في العالم العربي أنا بأشوف إن الآن فيه تقدُّم في الموضوع دا، يعني فيه تقدُّم شديد، لأن الثقافة بدأت تأخذ مكانها في العالم العربي كموقف حر بعيد كل البعد عن المواقف السياسية، ودا هام جداً، وأنا بأقول إن من فترة النهارده عندما يعني علا صوت الثقافة وبدأ له كيان مؤثر بدأت كل الدول العربية تدرك تماماً بأن سلاح الثقافة لابد أن يكون حراً دائماً كي يعني يكون مدعِّم للموقف السياسي بدلاً من أن يكون يعني ضده في.. في وقت من الأوقات.


أسباب المساءلات المتكررة لوزير الثقافة المصري في البرلمان

توفيق طه: لماذا وزير الثقافة أكثر الوزراء تعرُّضاً للاستجواب في البرلمان في مصر؟

فاروق حسني: ما هو دا برضو دي الحرية، ودي مسألة زي ما أقول إنه إحنا جينا بمنطق جديد جداً وبرؤية .. يعني بدأنا بها وبتطبيقها، ودي كانت أشياء جديدة على المجتمع ولم يتعودوا عليها فكانت المساءلات والاستجوابات وكل ما هو، وأنا بأعتقد إن دا كان لصالح الثقافة على فكرة، لأنه وضح أمور كثيرة جداً كانت خافية على الكثيرين.

توفيق طه: السيد الوزير، البعض يأخذ عليك أنك تبيح لنفسك في الرسم من حرية التشكيل واستخدام الصور الجنسية ما تحرمه على كُتَّاب الرواية، فما هو ردك على هذا الكلام؟

فاروق حسني: ردي على هذا أنني لا أرسم رسم واقعي، أنا رسمي كله رسم تجريدي لا شكل له، فإذا كانو هم بيتصوروا إني أنا حاطط شكل فهم يعني الحقيقة مخطئون، أنا بالنسبة لي لا.

توفيق طه: ناصرت كتاب "الوصايا" لأحمد الشهاوي، وقبله "وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر، لكنك لم تقف الموقف نفسه من الروايات الثلاث، لماذا؟

فاروق حسني: لا، دا فرق كبير جداً جداً جداً أوضحه لسيادتك يعني، أولاً الروايات الثلاث يعني نحن المنتجون، إحنا اللي أنتجناهم، وعندما ينتج أو يعني المنتج شيء ويتراجع عنه دا من حقه، هو اللي أَنتج، وشافها في سياسته أو مش في سياسته، إنه أي كتب تخرج من أي منطقة، إحنا مالناش دعوة بها ، فيه آلاف الناشرين في مصر إنما أنا ناشر للثلاث روايات، أنا وقفت مع الروايات التي لم ننشرها نحن، لكن عندما أكون أنا مسؤول عن مجتمع كاملاً لثقافته لابد أن أحدد ما يمكن أعطاؤه لهذا المجتمع، دي مسؤوليتي، إنه إنسان يعني يأخذها حر يعني يقبل هذا التأليف أو هذا المؤلَّف لبيته وأبنائه ويعني عائلته هو حر، إنما أنا لست حراً، لأني مسؤول عن عائلات المجتمع ثقافياً، عن أولاد المجتمع ثقافياً، فلا يمكن إطلاقاً يعني أنا مش في خطتي ده، حد ثاني يعمله يعمله، إنما أنا أمامي خط محدد هو، لأن الروايات الثلاث دي أولاً، يعني بكل النقاد قالوا إنها فعلاً يعني بكل النقاد قالوا إنها فعلاً يعني العناصر السيئة فيها كانت أكثر العناصر الجيدة، وبالتالي أنا..لا يمكن إطلاقاً أن أوزع الكتب دُوُل على مكتباتي في القرى والنجوع في المناطق المحرومة وبالتالي يعني العائلات هناك أكيد يعني ستتأذى.

توفيق طه: وهل هذا موقف مبدئي وقابل للاستمرار بعدم اعتراض أية كتب تنشر في مؤسسات أخرى غير مؤسسات الدولة؟

فاروق حسني: لا.. لا.. لا، وليس لنا بها أي دخل، وأحب أقول شيء يعني إحنا.. يعني المنطق لا يمكن يكون متعارض يعني لا يعني ما فيش توافق بين "الوليمة" و.. و.. والكتاب الأخير بالثلاث كتب.. دا بعيدين كل البعد يعني الحقيقة.


حقيقة تزييف الأعمال الفنية التشكيلية في مصر

توفيق طه: هناك من يتحدث عن عملية تزييف على نطاقٍ واسع للأعمال الفنية التشكيلية في مصر، ما مدى صحة هذه الأحاديث؟

فاروق حسني: أنا الحقيقة أول مرة أسمع من سيادتك ده، إنما التزوير موجود في كل حتة في الدنيا يعني، والتزوير يعني ينطلي على الغير عارف، لو إنسان غير عارف بفحوى الفنان وكيانه، تأكد إنه ممكن يعني ينخدع في هذا، إنما لا ينخدع المُدرك والعارف والمتخصص، ولو كان هناك تزوير فسوف يكون يعني في عدد قليل جداً من الفنيين لهم سعر، زي محمود سعيد، زي الجزار، زي مثلاً راغب عياد، أو حامد ندى، دُوُل اللي هم الراحلين اللي لهم سعر كبير جداً، لا أعتقد إنه أي حد هيزور لكل الفنانين، لأنهم عددهم كثير الإضافة إن أعمالهم قليلة جداً، يعني الجزار ومحمود سعيد و.. ويعني الأسماء دي أعمالها يا إما في بيوت يا إما في المتحف، لكن ليست لدى يعني العامة ولذلك يعني أنا بأقول إنه لو كان هذا سوف يكون في حيز ضيق جداً ولا يذهب إلا لمن يجهل من هو الفنان بالضبط.

توفيق طه: السيد الوزير فاروق حسني، شكراً جزيلاً لك.

فاروق حسني: عفواً، متشكرين جداً، أنا أشكرك.

توفيق طه: وشكراً لكم مشاهدينا الكرام، وإلى لقاء آخر.