لقاء اليوم

علي أكبر صالحي.. المشروع النووي الإيراني

لماذا كل هذه الضجة الكبرى حول مشروع إيران النووي؟ هل تنسحب إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال إحالة القضية إلى مجلس الأمن؟ ما طبيعة الضغوط الممارسة على إيران للتخلي عن طموحاتها النووية؟

مقدم الحلقة:

غسان بن جدو

ضيف الحلقة:

د.علي أكبر صالحي: مندوب إيران لدى المنظمة الدولية للطاقة الذرية

تاريخ الحلقة:

29/09/2003

– أسباب الضجة الدولية حول المشروع النووي الإيراني
– رد الفعل الإيراني تجاه التهديدات بإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن

– مدى الاستعداد الإيراني للتعاون مع وكالة الطاقة النووية

– الشروط الإيرانية للتوقيع على الملحق الإضافي

– طبيعة التباين الإيراني في التعاطي مع الملف النووي

– حقيقة ربط الملف النووي الإسرائيلي بالملف الإيراني


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم، يسعدني أن نستضيف في (لقاء اليوم) الدكتور علي أكبر صالحي (مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية). مرحباً بكم دكتور.

د.علي أكبر صالحي: أهلاً وسهلاً.

أسباب الضجة الدولية حول المشروع النووي الإيراني

غسان بن جدو: سيدي قبل الدخول في التفاصيل الفنية للملف النووي، لِمَ كل هذه الضجة الكبرى حول المشروع النووي الإيراني الآن، هل لأن المعنيين اكتشفوا أن مشروعكم خَطِر بالفعل؟

د.علي أكبر صالحي: الضجة بالنسبة للمشروع النووي الإيراني نتيجة الإغماض والمشاكل السياسية في الشرق، لأن هناك أزمات مختلفة في الشرق، مثل أزمة قضية فلسطين، وقضية العراق، وقضية أفغانستان، وإحنا نتصور إنه إيران مفتاح الشرق، ولذلك الغرب يحاولون أن يضغطون على إيران على أن يحصلوا على نوع من.. من تعامل إيران في حل هذه الأمور والمشاكل الموجودة، واستفادوا من هذا النشاط النووي الإيراني كغطاء، لأن يعني يستفيدوا من هذا الغطاء لإيجاد ضغط على إيران، حتى يتماشى معاهم في الأمور في الشرق الأوسط.

إعلان

غسان بن جدو: لكن عفواً، ربما هذا مبرر أو.. واضح لدى الإدارة الأميركية، لكن الآن يبدو أوروبا بكاملها ضدكم فيما يتعلق بالمشروع النووي، حتى اليابان ضدكم فيما يتعلق بالمشروع النووي وبالتالي أوروبيون قد يختلفون مع الأميركان فيما يتعلق ببعض القضايا في المنطقة، ولكن يتفقون معهم بالكامل حول المشروع النووي الإيراني. لماذا بالتحديد؟

د.علي أكبر صالحي: ليس هناك اتفاق كامل، يعني على حسب معلوماتي اللي أنا على اتصال دائم مع الدول الأوروبية ليس هناك اتفاق كامل، هم عندهم شكوك بالنسبة للنشاط النووي الإيراني هذا صحيح، بس مش على النمط الأميركي ولا على.. على الدرجة اللي الأميركيين عندهم هذه الشكوك، بس إنه المماشاة والتفهم الأميركي والأوروبي هذا يعطي بعد المشكلة اللي حصل بين الأميركان والأوروبيين حول موضوع العراق وأنا بأتصور إنه الأوروبيين يحاولون إن.. أن يتقاربون مع الأميركان، والمشكلة الإيرانية أصبحت يعني كـ (Escape goat) بالنسبة..

غسان بن جدو: شماعة.

د.علي أكبر صالحي: شماعة لهذه الموضوع، بس إحنا نعلم خصوصاً من اليابانيين والأوروبيين عندما نتفاوض معهم إنهم ليسوا على استعداد إنه يخرجوا هذه الأزمة أن يحولوه إلى أزمة دولية غامضة.

غسان بن جدو: القرار الأخير لمجلس المحافظين هل أزعجكم بالكامل؟ هل تعتبرونه سلبياً بنسبة 100% على إيران؟

د.علي أكبر صالحي: القرار طبعاً نفس القرار، يعني ذات القرار سلبي بالنسبة للإيرانيين بس المحتوى اللي كان المفروض إنه يُصدر من الأول اختلف كثير من المحتوى اللي صدر بالآخر، يعني لو نعتبر إنه الأميركان كانوا يعني ينوون أن يحصلوا على شيء 100% حصلوا على 50%، ونحن إذا افترضنا إنه كنا في.. في الصفر، وصلنا إلى 50% مع إنه.. إنه..

غسان بن جدو: أيوه عفواً صدور القرار مر بمراحل معينة؟

إعلان

د.علي أكبر صالحي: أيوه.

غسان بن جدو: كيف مر؟

د.علي أكبر صالحي: صدور القرار مر بمراحل معينة، صدر أول كان قرار…، طبعاً ما شفناش القرار، بس قرار أميركي اللي كان يطلب إنه يحول الموضوع الإيراني إلى مجلس الأمن، ولكن سُحب هذا القرار بعد المفاوضات اللي كان حصلت بين إيران والدول الأوروبية خصوصاً إنجلترا، وبعده صدر قرار من قبل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بس كان القرار المحتوى قاسي وشديد، وبعدها صدر قرار من قِبَل جنوب إفريقيا، قَدَّم مشروع قرار وكان ملائم أكثر من القرارين القبلين، وحصل مفاوضات شديدة بين إيران والأطراف المعنية وامتزج هذه القرارين المشروعين الأوروبي والإفريقي وحصل.. ونتج القرار اللي سُمي بقرار يابان كندا وأستراليا وهذا كان آخر قرار، وصار تعديلات حتى في هذه القرار الأخير، وأصبح ملائم أكثر بكثير من القرار الأولى اللي صدر في أول مرة.

رد الفعل الإيراني تجاه التهديدات بإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن

غسان بن جدو: الولايات المتحدة الأميركية هددت أو ترغب هي دائماً في إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، أنتم هل تخشون إحالة هذا الملف لمجلس الأمن الدولي أم لا؟

د.علي أكبر صالحي: لو كان حصل إحالة الموضوع في مثلاً في سبتمبر قبل أسبوعين لربما إيران كانت تأخذ موقف قاسي جداً ولكن الحمد لله..

غسان بن جدو: إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الموقف؟

د.علي أكبر صالحي: أنا بأتصور إذا.. إذا كان حصل هذه النتيجة إنه يحولون المشكلة الإيرانية إلى مجلس الأمن، ربما إيران كان يأخذ قرار خروج من الـ(MPT)، لأن.. لأن إرجاع الموضوع في ذلك الزمن إلى مجلس الأمن ما كان لها أي أرضية خصوصاً إذا لاحظنا التقرير للسيد البرادعي كان تقرير ملائم جداً بالنسبة للتقرير للشهر June الماضي قبل 3 أشهر.

غسان بن جدو: حزيران.

إعلان

د.علي أكبر صالحي: حزيران أيوه، التقرير كان ملائم جداً، كيف إنه يكون التقرير ملائم وبعدين يكون القرارات متشدد أكثر، هذا يعني.. تعني إنه الأميركان والغرب يعني بودهم إنه يشددوا أو يغمضوا الأمور…

غسان بن جدو: يزيدوا في الضغوط على إيران..

د.علي أكبر صالحي: يزيدوا في الضغوط.

غسان بن جدو: طب هذا في القبل، لكن ماذا لو أُحيل الآن إلى مجلس الأمن في مرحلة من المراحل؟

د.علي أكبر صالحي: أنا بأتصور إنه إمكانية إحالة المشروع الإيراني إلى مجلس الأمن ليست لها أرضية من.. من الآن إلى انتهاء المهلة، لأن إيران على استعداد تعاون مع -كما أُعلن- مع الوكالة، هناك أسئلة من قِبَل الوكالة ونحن في طريقنا لإجابة الأسئلة الموجودة، وكمان الأوروبيين واليابانيين ما.. يعني مش راضيين على إرجاع المشروع إلى مجلس الأمن، لأن هذا لا.. لا يحل أي شيء، بل يزيد على الغموض، ويجعل المسألة الإيرانية يجعلها كمسألة دولية، وهذا ليس بصالح أي.. ليس بصالح المجتمع الدولي، وأنا متفائل إنه إذا حصل التعاون على أساس مرضي للطرفين، يعني الوكالة وإيران والمعنيين الآخرين إنه -إن شاء الله- متفائلين إنه نصل إلى نتيجة إيجابية.

مدى الاستعداد الإيراني للتعاون مع وكالة الطاقة النووية

غسان بن جدو: عندما تقول إنك متفائل وتقول في السابق أيضاً إنكم مستعدون للتعاون، إلى أي درجة إيران مستعدة عملياً للتعاون مع وكالة الطاقة النووية؟

د.علي أكبر صالحي: نحن علمنا إنه في إطار التفاهمات الموجودة بين إيران والوكالة نحن في إطار هذه التفاهمات سوف نتعاون..

غسان بن جدو: إذا فصلنا أكثر، هل ستوقعون الملحق؟

د.علي أكبر صالحي: الملحق نحن في دراسة الملحق، وهناك إبهامات فيه، وسيزور إيران عدد من الخبراء ..

غسان بن جدو: الخبراء.

د.علي أكبر صالحي: من قِبَل الوكالة.. خبراء حقوقيين يعني بالنسبة لهذا البروتوكول الإضافي، سيزورون إيران في المستقبل القريب، وسنتفاوض معهم، وسنتخذ القرار المناسب في الزمن المناسب بالنسبة لنا.

إعلان

غسان بن جدو: ما هي يا دكتور النقاط الغامضة لديكم؟

د.علي أكبر صالحي: هناك النقاط الغامضة يعني بالنسبة للتفتيش والأماكن اللي ممكن أن يطلبوا تفتيشه، هناك نوع من.. من الإبهام في هذا الموضوع، وعلينا أن نرفع هذا الإبهام، لو نوافق من الأول أي.. أي محلات اللي بإمكانهم يزورون من الأول نتوافق معهم، ليس لنا أي مشكلة من بعد، بس إذا فوجئنا مثلاً إنه بدهم يزوروا محل مش معلن من قبل، هذا سيحصل يعني فيه مشاكل..

غسان بن جدو: يعني أنتم تخشون تكرار التجربة العراقية أنه المفتشون يدخلون أي مكان من دون سابق إنذار، حتى القصور الرئاسية نفسها؟

د.علي أكبر صالحي: لأ البروتوكول الإضافي لا يسمح بذلك، هذاك بالنسبة للقضية العراقية إنه الأمم المتحدة صدر قرار خاص (أنموفيك) بالنسبة للعراق، وعلى.. على حسب هذا القرار كانوا يعني التعامل بين الوكالة والعراق كانت ضمن هذه القرار مجلس الأمن الأنموفيك، مع إنه القرار الإضافي هذا قرار دولي اللي يُجرى في أكثر من 33 دولة في وقتنا الحاضر مثل اليابان، كندا، ألمانيا ودول أخرى، هناك.. هناك 80 دولة اللي موقعين القرار.. البروتوكول الإضافي، ولذلك هذه القرار قرار دولي لا يعني يمس السيادة كقرار أنموفيك في العراق..

غسان بن جدو: طيب سآتي معك إلى موضوع السيادة، ولكن حتى نفهم أكثر، ما الذي يمكن أن يصل إليه المفتشون جغرافياً، بمعنى.. بمعنى آخر هل يحددون فقط المنشآت ذات الطابع النووي أو أي منشأة ذات طابع صناعي أو أي مختبر كيماوي حتى لو كان في جامعة؟ ما هو المسموح لهم به بالتحديد؟

د.علي أكبر صالحي: في.. في البروتوكولات الموجودة غير البروتوكول الإضافي الأساس يعني تفتيش الأماكن ذات النشاط النووي، ولكن في.. في البروتوكول الإضافي هناك من الممكن زيارة وتفتيش أماكن اللي ليست أماكن ذات نشاط نووي، بس من غير مستقيم يعني..

إعلان

غسان بن جدو: بشكل غير مباشر..

د.علي أكبر صالحي: يعني متصلين ومرتبطين -غير مباشر- مرتبطين بالنشاط النووي مثل مثلاً معامل صناعية اللي يصنعون تجهيزات للاستعمال في.. في النشاط النووي، وكمان من الممكن مختبرات اللي في جامعات مثلاً اللي يعمل على.. على حد إنه تُستعمل النتائج في النشاط النووي.

غسان بن جدو: وهذا ما يخيفكم أنتم أم لا؟

د.علي أكبر صالحي: لأ، إذا من.. إذا من الأول نعلن ونتوافق مع الوكالة الأماكن هذا لا.. ليس لدينا أي مشكلة بالنسبة له.

غسان بن جدو: لكن عفواً ألا يمكن طالما أنت أقريت سابقاً بأنه لدى الغرب.. لدى الولايات المتحدة الأميركية تحديداً شكوك وهواجس في أن المشروع النووي الإيراني خطرٌ بعض الشيء، أليس فيه جزء من الخدعة بالنسبة للأوروبيين والأميركان، لأنه إيران تريد من البدء أن تتفق على تلك الأماكن ومحددة، يعني لماذا لا تتفقون على إطار عام ليس فقط بالأماكن لأنكم تستطيعون بهذا أن تخفوا ما تشاءون بحسب رأيهم بطبيعة الحال؟

د.علي أكبر صالحي: البند الثاني في البروتوكول يعلن إنه لازم يكون توافق مستقبلي يعني من قبل، يعني بين الوكالة والدولة المعنية، هذا في البروتوكول، البند الثاني في البرتوكول بس هو هذا البند اللي حصل فيه شكوك يعني فيه جماعة إخواننا في إيران بيقولوا يمكن يُستعمل هذا البند لتفتيش مفاجئ لأماكن أخرى الغير معلنة، ولكن في.. في البند يعني مصرح إنه لازم يكون الأماكن معلنة من قبل، هناك تبصرة، يعني هناك بند آخر إنه يعلن إذا.. إذا قرر الوكالة تفتيش مكان آخر غير معلن من قبل عليه.. على الوكالة أن يعلن ذلك لإيران أو لأي دولة.. الدولة المعنية، ويصبح يعني..

غسان بن جدو: يُعلمها متى؟ قبل 24 ساعة، قبل 48 ساعة، قبل أسبوع؟

د.علي أكبر صالحي: لأ بعد.. هذا لا

غسان بن جدو: ليس محدداً بزمن.

إعلان

د.علي أكبر صالحي: ليس في 24 ساعة، الـ24 ساعة للأماكن اللي معلنة من قبل ومتوافق مع.. مع الوكالة، بس بالنسبة.. بالنسبة لتفتيش مفاجئ لمكان غير معلن من قبل، هذا لا يضم في إطار الـ24 ساعة، على الوكالة أن يبعث مكتوب للدولة المعنية، والدولة المعنية يدرس هذا المكتوب، وبعدين إذا توافقوا المفتشين الوكالة يعني يسمح لهم أن يزوروا المحل ويفتشون المحل، إذا ما وافقوا يسمح للمفتشين أن يزوروا المحل، بس مش المحل داخل المحل جوانب المحل يعني محيط المحل، ويأخذوا عينات من المحيط..

[فاصل إعلاني]

غسان بن جدو: طبعاً دكتور أنت تعرف جيداً بأنه الأطراف الخارجية تقر بأن إيران والإيرانيين ماهرون جداً في التفاوض، لديهم.. لديكم نفس طويل جداً، وتستطيعون أي بند أن تشرِّحوه لمليون قطعة، ولكن الأميركان في هذه النقطة بالتحديد يعتقدون بأنه هامش المناورة أمامكم ضيق جداً، وربما يستندون في ذلك إلى ما ذكره (توماس جراهام) الذي كان مندوباً للوكالة الدولية، أميركي من الوكالة الدولية عام 95 في 11/5/95 بعد التوقيع على هذا البروتوكول عندما قال في مؤتمر صحفي إن كل البنود الواردة دقيقة وواضحة وملزمٌ تنفيذها حقوقياً، وما تفعلونه أنتم الآن هو المناورة على هذه التطبيقات القانونية، لذا حتى بعض أنصاركم من الأوروبيين ومن الغربيين لا يشاطرونكم في هذه المسألة، ما هو ردكم؟

د.علي أكبر صالحي: هذا صحيح هذا الكلام، إنه المفاد والمحتوى.. المحتوى البروتوكول الإضافي ليس بإمكان أي دولة أن يغيرها المحتوى، بس هناك غير البروتوكول الإضافي فيه إضافة للبروتوكول الإضافي بيسموه الترتيبات الخاص للبروتوكول الإضافي، في هذه الترتيبات الخاص بالبروتوكول الإضافي من الممكن إنه يحصل نوع من التفاهم بين الدولة المعنية والوكالة على نوعية التفتيش مش على الأصول المندرج في البروتوكول الإضافي، بس على نوعية التفتيش وكيفية التفتيش في البلد، وهذا المهم بالنسبة لإلنا، إحنا ما فيش عندنا يعني تفكير خاص بالنسبة للمحتوى في.. في البروتوكول الإضافي، ونعلم إنه هذا البروتوكول مش من الممكن تغييرها، لأنه صُودِّق عليها في.. في مجلس المحافظين كبروتوكول إضافي وكموديل يعني بروتوكول..

إعلان

الشروط الإيرانية للتوقيع على الملحق الإضافي

غسان بن جدو: دكتور، أود أن أسمع منك إجابة رسمية باعتبارك ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية، هناك حديث في أوساط النخب والأوساط الصحفية والسياسية وحتى النيابية أن إيران لديها شروط ثلاثة على الأقل للتوقيع النهائي على هذا البروتوكول ملحق، الشرط الأول هو اتفاق على نزع أن تكون منطقة الشرق الأوسط منزوعة السلاح النووي، والشرط الثاني أن تُبنى أربع محطات مماثلة لبوشهر، والشرط الثالث أن يُقدَّم لإيران تكنولوجيا غربية حديثة، هل أن لديكم شروط رسمية في هذا الأمر أم لا؟

د.علي أكبر صالحي: لأ، ليس لدينا شروط رسمية، لأن البروتوكول بروتوكول دولي، يعني مش من الممكن أي دولة المعنية اللي بدها توقع البروتوكول بيعلن الشرط، لذلك هذا البروتوكول يخرج من.. من.. من ذاته الدولي وليس هناك أي شروط من قِبَل أي دولة ليوقع هذه البروتوكول، وإيران إذا.. إذا حصل إنه يعني بده يأخذ أي قرار بالنسبة لهذا البروتوكول، ليس لديها أي شروط لأ، بس إحنا ننوي إنه هذه الشروط اللي علمتم أنتم إنه يحصل بصورة طبيعية يعني..

غسان بن جدو: كيف ذلك؟

د.علي أكبر صالحي: يعني لأن إذا وقع أي دولة البروتوكول الإضافي هذا تعني إنه هذه الدولة على طريق يعني دولة فيها نوع من الشفافية، أن يعلن جميع أنشطته النووية للعالم، لأن البروتوكول الإضافي يعطي الحق للوكالة إنه يفتش جميع المنشآت النووية والمنشآت الصناعية الغير نووية اللي تستخدم في.. في.. في المجال النووي، وهذا معناته إنه فيه شفافية كاملة بالنسبة للدولة اللي وقعت اللي توقع البروتوكول الإضافي، ولذلك إذا هناك شفافية، ليس من المستغرب إنه الغرب لازم يعني يعطوا يأتوا ويتعاونوا ويقدمون التكنولوجيا.

طبيعة التباين الإيراني في التعاطي مع الملف النووي

إعلان

غسان بن جدو: طيب دكتور بصراحة، هل هناك تباين داخلي هنا في إيران حول كيفية تعاطيكم مع الملف النووي، هل صحيح أن هناك متشدد وهناك معتدل حتى في هذه القضية؟

د.علي أكبر صالحي: أيوه، هناك آراء مختلفة أنا يعني فوجئت عندما رأيت هذا حجم الآراء في.. في الإعلام الإيراني، ما بأتصور هناك أي دولة أخرى إنه حصل فيه هذه الحجم من الآراء بالنسبة للبروتوكول الإضافي وبالنسبة لمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي MPT وإلى آخره، وهذا يعني إنه الإيرانيين مهتمين بهذا الموضوع، وهذا يشجعني على أن يعني إذا حُصر القرار في إيران المواطنين كما كان عندهم دور.. دور في هذه القضية، وهذا يعني شيء مشجِّع، ولكن الاختلافات والآراء المختلفة طبعاً هناك آراء اللي يطلب إيران الانسحاب من الـMPT، وهناك آراء اللي يطلب إنه إيران يوقع البروتوكول الإضافي في أسرع وقت ممكن، إنه لا يضيِّع الوقت، وطبعاً خير الأمور وسطها، لازم يعني ندرس الأمور بشكل دقيق ونتخذ القرار المناسب اللي تلائم مع.. مع المصالح العامة للدولة، وكمان يعني.. يعني يكون في إطار السيادة.. سيادة الحكومة الوطنية.

غسان بن جدو: هناك رأيان في هذه القضية، هناك من يقول في إيران هنا، من الأفضل إيران ألا توقِّع حتى لا تقدم مزيداً من التنازلات، لأن السيادة الوطنية لها أولوية على أي معطى آخر، وهناك من يقول: من.. من صالح إيران أن توقِّع، لأن الولايات المتحدة الأميركية لا تريدها أن توقِّع، لأنها تريد أن تحشرها في الزاوية، أنت كمتابع بل المختص الأول الآن في إيران في الوكالة الدولية للطاقة النووية، ما الذي تنصح.. ما الذي تراه شخصياً لصالح إيران؟

د.علي أكبر صالحي: طبعاً أخذ أي قرار متشدد وقاسي ليس بمصلحة إيران، هذا شيء مؤكد، ونحن نتوقع إن أفضل طريقة لحل.. أفضل خيار لنا هو الخيار السلمي، والخيار السلمي يحصل نتيجة التعاون والتعامل والتفاهم مع الوكالة ومع..

إعلان

غسان بن جدو: المجتمع الدولي.

د.علي أكبر صالحي: المجتمع الدولي، وهذا أفضل خيار لنا، بس إذا رأينا إنه المجتمع الدولي ليس المجتمع الدولي.. الغرب يعني ما لاحظ هذه الخيار السلمي الإيراني والإعطاء الإيراني والشفافية الإيرانية اللي ظهر كما ظهر في التقرير السيد البرادعي، إذا حصل إنه الغرب يضغطون علينا أكثر ولا يشجعونا في طريقنا هذا، طبعاً سوف لازم أن نتابع الخيار الأخرى يعني وهي خيار أشد بالنسبة للخيار السلمي طبعاً، ومثلاً من الممكن مثلاً أول شيء إننا نوقف.. نعلق التعاون مع الوكالة.. هذا اللي..

غسان بن جدو: هذا وارد؟

د.علي أكبر صالحي: نعم.

غسان بن جدو: وأخبرتم به الوكالة.. أخبرتم هذا الأمر أو..

د.علي أكبر صالحي: لأ.. إحنا في حالة التعاون، ليس هناك أي أرضية.. أي جديد لأن نخبر الوكالة عن هذا الموضوع بل إذا حصل إنه رأينا إنه إحنا في وضع محرج وفيه ضغط دولي علينا سوف من الممكن إنه نعلق التعاون مع الوكالة.

غسان بن جدو: هل أنتم مطمئنون لتعاون السيد البرادعي معكم أم لا؟

د.علي أكبر صالحي: أنا شخصياً رأيت السيد البرادعي إنسان مهني وعادل في اتخاذ قراراته كما لاحظنا في موضوع العراق إنه عمل بشكل جيد وأخبر المجتمع الدولي عن الـMajor Scandal افتضاح الميجور..

غسان بن جدو: الفضيحة.

د.علي أكبر صالحي: الفضيحة الميجور.. مع إنه الأميركان في وقته ما كانوا يعني.. يعني مهيئين لهذه الفضيحة والسيد البرادعي أعلنها وهذا يبين إنه مع إنه هو تحت ضغط كبير من الغرب ومن الدول الأخرى بس حسب رأيي بذل جهده في عمل مهني وذات إنصاف يعني..

غسان بن جدو: يقال بأن السيد البرادعي خاضع لضغوط أميركية، هل لمستم هذا الأمر؟

د.علي أكبر صالحي: أنا ما بأتصور إنه هو خاضع لضغوط أميركية، بس هناك ضغوط أميركية طبعاً على السيد البرادعي، ولا أرى إنه السيد البرادعي شخصيته، إنه يخضع لأي ضغوط أجنبية، لأ.

إعلان

غسان بن جدو: كيف تقيمون التعاطي العربي معكم هناك في وكالة الطاقة الذرية؟ هل أن الجانب العربي متعاون معكم.. متعاطف معكم أم لا؟

د.علي أكبر صالحي: لا، إحنا ممنونين من الدول العربية هذا بكل صدق وبكل صراحة لأن دول عدم الانحياز اللي كان الدول العربية أكثريتهم يعني أعضاء في دول عدم الانحياز ساندوا إيران كثير ودعموا إيران في هذه المرحلة وفي المرحلة السابقة في حزيران وهذه الدعم والتعاون كان لها نتيجة إيجابية على أن أجبر أميركا أن يسحب قراره لتحويل.. لإرجاع الموضوع الإيراني إلى مجلس الأمن.

حقيقة ربط الملف النووي الإسرائيلي بالملف الإيراني

غسان بن جدو: دكتور صالحي، أنتم دائماً تصرون في حديثكم عن الجانب.. الملف النووي أكان أنتم في وكالة الطاقة النووية أو المسؤولين هنا.. الإيرانيين هنا في طهران على ربط ملفكم بالملف الإسرائيلي، بمعنى آخر دائماً تتحدثون أن ثمة تمييزاً ضد إيران وذريعتكم أو حجتكم في ذلك أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية ولا أحد يتحدث عنها، هل أن تعاونكم المستقبلي بأكثر شفافية وبأكثر وضوح خاضع أو رهين الملف الإسرائيلي النووي، أم لا أنتم ملفكم مستقل تماماً عن أي اعتبارات إسرائيلية؟

د.علي أكبر صالحي: إحنا لا نربط ملفنا بالملف الإسرائيلي أولاً.

ثانياً: إحنا نعتبر.. لا نعتبر إسرائيل كدولة بل امتداد لأميركا يعني إحنا بالنسبة لإلنا إسرائيل يعني أميركا في الشرق.. امتداد لأميركا في الشرق، هذا ثانياً.

ثالثاً: إحنا لا نعتبر الأسلحة النووية كأسلحة ردع، رادع لشو اسمه، بل أسلحة بالنسبة لإيران إنه كثير من.. بالنسبة لإيران سوف تكون أسلحة لها منشأ تهديد، يعني يسبب التهديد على إيران أكثر مما يجعل لنا أي نوع من الردع بالنسبة لـ..، هذا ثالثاً.

ورابعاً: هناك ازدواجية المعايير هذا شيء معلوم لأن إسرائيل لم تخضع للـMPT، ولم تخضع لنظام الضمانات، ولم تخضع لنظام التفتيش، ولم تخضع لأي.. لأي بروتوكول دولي، ولها ترسانات نووية وعندها أنشطة نووية يعني متقدمة، ولكن ليس لها.. ليس عليها أي ضغوط لأن هي في مدار الغرب وفي مدار أميركا وكما قلت يعني إسرائيل امتداد لأميركا.

إعلان

غسان بن جدو: سؤالي الأخير دكتور صالحي، بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية تقولون أنتم في إيران أنكم مررتم بأكثر من أزمة سياسية واقتصادية وأمنية وفي كل مرة تجاوزتموها، هل تعتقدون بأن هذا الملف الذي أصبح كبيراً الآن يمكن أن يكون الفخ الذي ستسقط فيه القيادة الإيرانية بحجة الدفاع عن السيادة الوطنية ومواجهة الولايات المتحدة الأميركية، أم لا هناك إمكانية لصفقة ليست مرئية؟

د.علي أكبر صالحي: أنا مطمئن إن القيادة الإيرانية سوف يتخذ قرارها بحكمة وبشكل سياسي وبتدبير خاص، ولذلك أنا مطمئن سوف نخرج من هذه الأزمة بشكل -إن شاء الله- سلمي مع أقل المفاجآت والمصائب والمشاكل.

غسان بن جدو: دكتور علي أكبر الصالحي، شكراً جزيلاً لك.

مشاهدينا الكرام، شكراً لكم على حسن المتابعة، وإلى لقاء آخر بإذن الله.

مع تقديري لكم غسان بن جدو، في أمان الله.

المصدر : الجزيرة