لقاء اليوم

خالد مشعل.. تداعيات اغتيال الشيخ أحمد ياسين

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يتحدث عن تداعيات اغتيال الشيخ أحمد ياسين على الحركة وعلى مجمل الكفاح الفلسطيني بكل أبعاده الوطنية والعربية والإقليمية، كما يتحدث عن خطوات حماس المقبلة.
مقدم الحلقة: غسان بن جدو
ضيوف الحلقة: خالد مشعل: رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)
تاريخ الحلقة: 23/03/2004

– تأثير اغتيال الشيخ ياسين على حماس
– رسالة خالد مشعل للسلطة الفلسطينية
– دلالات إشراف شارون على عملية الاغتيال
– منزلة الشيخ ياسين عربيا
– ردود الفعل العالمية على مقتل الشيخ ياسين
– حماس وإعادة ترتيب الأوراق


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم بقرار وإشراف شخصي من رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أُغتيل مؤسس حركة حماس الفلسطيني الشيخ أحمد الياسين، عن هذا الحدث وعن دلالاته وانعكاساته وتأثيراته نستضيف اليوم الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أهلا بكم سيد خالد مشعل.

خالد مشعل: أهلا بك.

غسان بن جدو: سيدي في أول تعليق لكم على ما حصل ما الذي تقولون؟

خالد مشعل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} إلى أمتنا العربية والإسلامية إلى شعبنا الفلسطيني المجاهد العظيم إلى أحرار العالم جميعاً وإلى كل أصحاب الضمائر الإنسانية في العالم إلى الإنسانية جميعا نقدم فجر هذا اليوم فارسا ترجل على صهوة موقعه الجهادي والنضالي والدعوي والخيري.

القائد الكبير والرجل العظيم والشيخ الجليل والمجاهد الشجاع الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عنا وعن حركتنا وشعبنا وأمتنا خير الجزاء، الصهاينة باغتيالهم الشيخ أحمد ياسين اغتالوا كل القيم اغتالوا قيمة الشيخ الكبير في السن واغتالوا قيمة العالم الشيخ الرباني واغتالوا القيمة الإنسانية حين استهدفوا رجلاً مشلولاً لا يتحرك فيه إلا الجسد وحين اغتالوه وهو على كرسي الحركة التي لا يقوى إلا بها واغتالوا قيمة الدين والقيم الدينية حين استهدفوه وهو خارج من المسجد بعد صلاة الفجر، استهدفوا باغتيال الشيخ أحمد ياسين جميع القيم وليس هذا غريباً على الصهاينة فهم أعداء الإنسانية أعداء القيم أعداء الأديان أعداء البشرية أعداء الحضارة، الحقيقة المصاب كبير ولكن نقول إن كان في حسابات العدو أن اغتيال الشيخ أحمد ياسين هي بداية النهاية للانتفاضة أو لحركة حماس فنقول هي بداية لشوط جديد سيكون أعظم مما في مخيلة الصهاينة من المقاومة والانتفاضة حتى نقتلع هذا الكيان وحتى نستعيد أرضنا ونحررها إن شاء الله.

تأثير اغتيال الشيخ ياسين على حركة حماس

غسان بن جدو: طبعاً مع كل الصفات التي تفضلت بذكرها حول الشهيد الشيخ أحمد ياسين لكن الشيخ أحمد ياسين باعتباره مؤسس حركة حماس وكان قائداً فعلياً لهذه الحركة في الداخل، بكل صراحة ما الذي يمكن أن يتركه الأثر إن عملياً ومباشر على الأقل في هذه المرحلة على حركة حماس على قواعدها على تنظيمها بشكل عام وربما حتى على الساحة الفلسطينية؟


غياب الشيخ أحمد ياسين خسارة كبيرة وفادحة فلسطينيا وعربياً وإسلاميا ودولياً ومع ذلك نقول إن استشهاده سوف يعطي لحماس قوة إضافية

خالد مشعل: لا شك أن غياب الشيخ أحمد ياسين وهو القائد المؤسس صاحب التاريخ الطويل صاحب المكانة الفلسطينية والعربية والإسلامية الشيخ أحمد ياسين ليس مُلكاً للشعب الفلسطيني وليس لحماس، الشيخ أحمد ياسين ملك للأمة جميعا ملك لكل قيم النضال وقيم العدالة والحرية والإنسانية وبالتالي هي الخسارة كبيرة وفادحة فلسطينياً وعربياً ودولياً وإسلامياً ومع ذلك نقول بالنسبة لنا في حماس الشيخ أحمد ياسين سوف يعطي استشهاده لحماس قوة إضافية.

غسان بن جدو: يعني لن يترك أثرا سلبيا على معنوياتكم وخاصة القواعد قواعدكم؟

خالد مشعل: لا شك أن اغتيال الشيخ أحمد هي أقصى ضربة ولكنها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة كما نتوقع لقد اغتال الصهاينة عشرات من القيادات وهذه لوحة عظيمة بشخصيات القادة الشهداء من السياسيين والعسكريين ولم تزد ذلك حماس إلا قوة وصلابة الشهادة بالنسبة لنا حياة لا تخيف أحدا لا الدنيا مطمع ولا القتل مفزع ولذلك حماس تعودت أن تلملم جراحها وأن تستعيد عافيتها وأن ترتب أوراقها وأن تستكمل عُدتها وأن يكون رحيل القادة عاملا محفزا لا عاملاً مضعفا لها ولذلك رغم الخسارة الفادحة بغياب الشيخ أحمد ياسين عنا وعن شعبنا وعن قضيتنا وعن أمتنا في هذه المرحلة الحساسة ولكن نقول حماس عودت أمتها أن تكون عند حسن الظن وأنا بهذه المناسبة أرسل رسالة إلى كل أبناء قادة إلى كل أبناء حماس في الداخل والخارج إلى تلاميذ الشيخ أحمد ياسين إلى أبناء الحركة إلى أنصارها إلى مؤيديها ومحبيها في كل مكان أن يثبتوا للعالم أن حماس عند حسن الظن دائماً أنها دائماً تثبت وتقدم القدوة أنها تقدم القيادات القائد تلو القائد ولا تتضعضع ولا تضعف ولا تتراجع أنها الأمينة على حقوق الشعب الفلسطيني الأمينة على دماء الشهداء الحارثة للحق الفلسطيني وللأرض وللقدس الفلسطينية التي تحمل هموم الشعب هموم الجرحى هموم الأسرى هموم المشردين هموم أبناء المخيمات والشتات.

هذه الحركة الآن مدعومة اليوم أدعو إخواني وأحبابي في الداخل والخارج أن نكون اليوم أكثر تراصاً وأكثر وحدة وأكثر عطاء وأكثر تفانيا وأكثر انطلاقا السياسي في مجاله والعسكري في مجاله والإعلامي في مجاله ومن يقدم الخدمة لشعبه في مجاله، نحن حركة استشهادية نحن نعيش نحن نموت في سبيل الله ليحيا شعبنا نحن نجوع ليطعم شعبنا نحن نعرى ليكسوا شعبنا نحن نعيش من أجل قيامنا نحن لا نعيش من أجل أنفسنا، هذه فرصة لكي تقدم الحركة نموذجاً غير معهود وإن شاء الله هو امتداد لنماذج سابقة في تاريخنا الفلسطيني والعربي أننا اليوم نقدم النموذج الذي سيبشر بالنصر إن شاء الله هذا ما أدعو إياه وبالتالي أنا واثق من عزيمة شبابنا وإخواننا واثق أن الجميع يده على الزناد وأن الجميع متمسك بالمبادئ وأن الجميع لن يضعف أمام هذه الضربة ولكن أذكّر وأصر أن هذه المرحلة تحتاج منا إلى وقفة الرجال وإن شاء الله الشيخ أحمد ياسين الذي ربى أجيالا على الإيمان وعلى الاستشهاد وعلى التضحية سيكون أبناءه وإخوانه وتلاميذه أحبابه من بعده عند حسن الظن وعلى نفس المسيرة إن شاء الله.

غسان بن جدو: أيعني هذا أستاذ خالد مشعل أن حركة حماس سترد عملياً وميدانياً على ما حصل أم ربما ستستوعبون ما حصل لاعتبارات سياسية أخرى؟

خالد مشعل: بالتأكيد ما حصل فجر اليوم جريمة عظيمة والجزاء من جنس العمل ليس معهودا على شعبنا ولا على حركتنا أن تودع قادتها وشهدائها دون إنزال العقاب بالمجرم المعتدي، لكن كيف يكون؟ هذا متروك للزمن ومتروك للجناح العسكري للحركة ومتروك لكل الأحرار في شعبنا والحمد لله حماس سجلها مشرف في أنها إذا قالت صدقت وإذا وعدت أوفت إذا قالت حماس فصدقوها ولست بحاجة إلى أن أتحدث في شكل الرد فليس هذا من اختصاصي أولا ولست بحاجة إلى الحديث النظري عنه فالواقع أصدق إنباء من الكتب ومن كل حديث.

غسان بن جدو: هل أفهم من هذا بأن ما تعتبره رداً لن يكون مجرد ردا مجرد رد ثأري على ما حصل وأن بالفعل ما حصل سيكون محطة لاستمرار ما تسمونه بخيار المقاومة وليس بالعكس ربما مراجعة هذا الخيار من أجل مسار سياسي يصفه البعض بأنه أكثر واقعية وأكثر عقلانية؟

خالد مشعل: ما كانت حماس لتتخلى عن خيالها الجهادي المقاوم طمعاً في أي برامج أو أدوار سياسية، السياسة مطلوبة والإعلام مطلوب وكل البرامج مطلوبة ولكن حول المقاومة حول البرنامج الجذري الذي لا يفهمه لغته إلى العدو الصهيوني نحن لسنا منصرفين عن خيارنا بالعكس، هذه الجرائم والاغتيالات سوف تزيدنا إصراراً إن شاء الله على التمسك بالمقاومة، هذه المقاومة التي تكاد تجبر شارون أن يرحل صاغرا عن القطاع لا يمكن أن نتخلى عنها بالعكس هذه تزيدنا تشبثا بها إن شاء الله وبعد الشيخ أحمد ياسين المقاومة ستشتد هذا الشيء الطبيعي ونحن بالتالي مندفعون بكل طاقتنا وهنا رسالة أوجهها إلى كل فصائل شعبنا وإلى كل أجنحتها العسكرية أن تلتقط الرسالة وأن ترد على شارون بالواقع العملي بالوحدة والتكاتف ومزيد من النضال ومزيد من الصمود ونثبت للعالم أننا شعب في هذه الأزمات يقف ويصطف صفاً واحدا في مواجهة المحتل حتى بإذن الله تعالى نعجّل بالنصر وننهي المعاناة الصهيونية الفلسطينية المتفاقمة على أيدي الصهاينة وعلى أيدي من يدعمهم من الأميركان.

غسان بن جدو: لاحظت بأنك ذكرت الشيخ أحمد ياسين باعتباره رمزاً لهذه الأمة وأنه عالم دين وشيخ وفي المقابل تحدثت تقريبا بثقة وربما وجهت بعض الرسائل أكان لحماس وكوادرها وأيضا للفصائل الفلسطينية، هل يعني هذا أنكم لا تعولون كثيراً على دور العلماء في الخارج على دور الرأي العام العربي أم لا ربما تعتبرون أن هذه محطة أساسية لاستعادة هؤلاء دورهم الذي يقول البعض إنه ذبل في الآونة الأخيرة.

خالد مشعل: والله اعتقد أن دماء الشيخ أحمد ياسين دمائه الذكية الطاهرة وهو الشيخ الجليل ينبغي أن تكون رسالة ممهورة بالدم لكل علماء الأمة والشيخ أحمد ياسين عالم كبير من علماء الأمة جمع الجهاد إلى العمل وإلى العلم وبالتالي هذه رسالة لا أقول رسالتي أنا هي رسالة الشيخ أحمد ياسين خطها بدمائه الذكية رسالة إلى كل علماء الأمة أن ينفضوا عنهم الغبار وأن يستشعروا مسؤولياتهم وأن يستحضروا أن العلماء كانوا على مدار التاريخ قادة الشعوب كانوا متقدمين في الصفوف كان الذين يترجمون علمهم بعملهم وجهادهم وتضحياتهم كالشيخ المعز بن عبد السلام وغيره من علماء الأمة الكبار وأبن المبارك وبن تيمية وكل العلماء الذين واجهوا الصليبيين والتتار والمغول وكل العلماء الذين وقفوا في تاريخنا ضد الاستعمار الحديث في شمال أفريقيا وفي بلادنا العربية، اليوم العلماء في أمتنا مدعومون إلى استدعاء هذه الرسالة التاريخية للعلماء وليكن استشهاد الشيخ أحمد ياسين موقظا لهم، أنا ثقتنا كبيرة في علماء الأمة نعلم أن ضمائرهم حية ولكن نريد لهذه الضمائر أن تترجم مواقفها وقناعتها تترجمها إلى عطاء وإلى عمل.

رسالة خالد مشعل للسلطة الفلسطينية

غسان بن جدو: طبعا السلطة الوطنية الفلسطينية نددت بما حصل واعتبرته عملاً خطيراً ومجرماً والرئيس الفلسطيني أعلن تقبل العزاء بشكل رسمي، هل تعتقد أستاذ خالد مشعل بأن أيضا حدث استشهاد الشيخ أحمد ياسين قد يفتح صفحة جديدة متجددة مع السلطة حول مشروع موحد طبعا العلاقات الآن لا نستطيع أن نقول إنها علاقات صدام أو صراع ربما بالعكس الوضع في الداخل يقول إن أو هكذا نحن كمراقبين نشعر بأن العلاقات هناك جيدة ولكن هل تعتقد بأنه ربما يكون محطة مفصلية أيضاً من أجل التعاون حول مشروع واحد؟


حركة حماس عن وعي بما يجري وعن إدراك بالمخاطر المحدقة فهي تمد يدها إلى كل قوى شعبها وإلى الأخوة في السلطة الفلسطينية من أجل أن نتوحد على صعيدين واضحين المقاومة والتمسك بالحقوق الفلسطينية

خالد مشعل: والله أخي الكريم غسان بهذه المناسبة أنا لي رسالة عامة للسلطة ولي رسالتان خاصتان في إطار السلطة، الرسالة العامة نحن توحدنا بفضل الله منذ ثلاث سنوات ونصف توحداً عملياً على صعيد الانتفاضة والمقاومة ورأينا ثمارها والجميع الفصائل الفلسطينية قدمت نموذجاً للتوحد الميداني العملي حتى استطعنا أن نزلزل الكيان الصهيوني أي السنوات الثلاث ونصف الماضية فعلت في الكيان الصهيوني ما لم تفعله عقود طويلة من الصراع هذا درس وبعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين ينبغي أن تسقط جميع الأوهام وبالتالي هذا دعوة لنا لمزيد من التوحد وحماس رغم مصابها وخسارتها الفادحة بالشيخ أحمد ياسين ورغم علمها بما يجري على الساحة هذه الحركة عن وعي بما يجري وعن إدراك بالمخاطر وعن معرفة بما هو قادم هذه الحركة تمد يدها إلى كل قوى شعبها وإلى الأخوة في السلطة الفلسطينية من أجل أن نتوحد على صعيدين واضحين المقاومة والتمسك بالحقوق الفلسطينية.

أما الرسالتان الخاصتان فأوجههما إلى شريحتين داخل السلطة وليعذرني من يسمعني وهذه رسالة بعيدة عن المجاملات، أما الشريحة الأولى وهي التي لا تزال ترجوا خيراً في استئناف مسيرة التسوية والمفاوضات ورغم إدراكها أن شارون لا يحمل أي مشروع للتسوية أو التصالح مع أي طرف فلسطيني مهما مد يده له هذا الطرف نقول له اغتيال الشيخ أحمد ياسين واليوم التهديد باغتيال الأخ أبو عمار وبكل القيادات الفلسطينية واعتبروا ذلك مجرد بداية للفاتورة، هذا التهديد وهذا الموقف الصهيوني على حقيقته ينبغي أن يقدم لنا رسالة هذا هو شارون على حقيقته، شارون ليس الذي يزعم أنه سينسحب ليس الذي يزعم أنه يريد أن يطبق خارطة الطريقة رغم كل بلاويها، شارون ليس هو الرجل الذي يحاول أن يسوق نفسه أميركياً وأوروبياً أنه رجل سلام،شارون لا يحمل لنا إلا القتل والاغتيال والدمار ويريد أن ينهي الشعب الفلسطيني ولذلك هذه الشريحة التي لازلنا نطمع أن تتحول عن هذه الظنون والرهانات الخاطئة إلى التمسك بنهج المقاومة والاصطفاف مع شعبها ومع فصائله وأجنحته العسكرية نوجه لهم رسالة هذه لحظة الوعي هذه لحظة اليقظة ولحظة التحول والانعطاف والهجران الكامل القطيعة الكاملة مع كل رهانات التسوية والمفاوضات أما الرسالة الخاصة الثانية للشريحة الأخرى…

غسان بن جدو [مقاطعاً]: أنت لا تريد أن تسمي لا تريد أن توضح؟

خالد مشعل: لا أريد أن أسمي فالموقف اليوم أكبر من أن نسمي الأشخاص وثقتي بالشعب الفلسطيني وبأمتنا وبوعيهم أنهم سيدركون مضمون الرسالة ومغزاها ولمن هي موجهة، الرسالة الخاصة الثانية هي للشريحة الثانية تلك التي تحضّر نفسها لدور قادم ولو على حساب الوحدة الفلسطينية ولو على حساب الحق الفلسطيني ولو على حساب الدم الفلسطيني ولو على حساب التضحيات والمنجزات العظيمة التي حققتها الانتفاضة والمقاومة عبر الثلاث سنوات ونصف الماضية، هذه الشريحة عليها أن تعلم أن حساب الشعب عسير وأن أي رهان لها على الأميركان أو على الصهاينة أي دور تستقوي به على شعبنا بأطراف خارجية لتلعب أدواراً ربما هي تحضّر نفسها لها عليها أن تعلم أن الشعب لن يرحمها نحن لن ندخل في اقتتال فلسطيني فلسطيني نحن حرمنا الدم الفلسطيني وسوف نبقى نحرمه ولا نوجه أسلحتنا إلا لصدور العدو.

لكن على هذه الشريحة أن تعلم أن حساب الشعب عسير إضافة إلى حساب الله وأن الشعب لن يرحم وأن الشعب واعي اليوم ولن يعطي فرصة لهؤلاء، إما أن يعودوا إلى شعبهم ويتوبوا وإما أن يذهبوا بعيدا ليبحثوا لهم عن متاعهم وعن امتيازاتهم ليذهبوا يعيشوا أينما يريدون لكن ليرحلوا عن شعبنا، أما من يريد أن يعيش بين الشعب فعليه أن يكون أمينا مع الشعب لا خائناً له لا طاعناً له في الظهر هذه رسالة أقولها وأنا أدرك ما أقول وشعبنا الفلسطيني بجماهيره التي اليوم تنتفض هذه المئات من الآلاف في قطاع غزة الحبيب وفي الضفة الحبيبة وفي 1948 وفي الشتات هذا الشعب العظيم يعرف قياداته اليوم ويعرف كوادره وأصبح له وعي متراكم وعنده سجل أبيض ناصع للقادة والمجاهدين وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين وسجل أسود لهؤلاء الذين نعرفهم بسيماهم {ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْل واللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.

غسان بن جدو: كأنك تستشعر خطراً حقيقيا.

خالد مشعل: طبعاَ للأسف.

غسان بن جدو: حول ماذا بالتحديد؟

خالد مشعل: للأسف يا أخي غسان ودعني أقولها بصراحة هناك أطراف صهيونية أميركية كانت تحضر لشيء كبير، كانت تحضر أن تسحق المقاومة ومن بقي من رجالات السلطة ممن لا يزال يأبى ويرفض مشاريعهم يريدونه محاصراً في الضفة محاصرا في رام الله محاصرا في أماكن أخرى هذا الواقع.. هذا التآمر كانوا يريدون أن يصفّوا هؤلاء وأن يصفّوا هؤلاء يصفّوا العناصر المجاهدة والعناصر الوطنية وحتى العناصر التي لا تزال فيها بقية ممانعة ورفض، كل ذلك مرفوض في المقاييس الإسرائيلية والأميركية، اليوم يريدون فقط أن يعيدوا غسل العقل الفلسطيني والعربي ليصفوا لهم عقل بشع وشخصية مشوهة تقبل أن تكون آداة بأيديهم.

نقول على الناس اليوم أن يصطفّوا إما أن يكونوا مع المقاومة ومع حقوق الشعب الفلسطيني ومع الصف الوطني ومع صف الرفض والممانعة لكل المؤامرات الإسرائيلية والأميركية أو يكونوا مع صف العملاء والخونة وليس هناك قسم ثالث وعلى الأمة العربية أن تنحاز إلى الصف الوطني أن تنحاز إلى العنوان الفلسطيني الحقيقي وليس إلى العناوين التي لا تملك مقومات الزعامة وتريد أن تأتينا غفلة في الظلام أو على دبابة إسرائيلية أميركية.

حرام بعد الإنجاز العظيم لثلاث سنوات من الانتفاضة حرام حرام وجريمة كبرى بكل المقاييس أن يكون السعي لقطف ثمرتها من خلال ثمرة مسمومة، نحن ندعو بكل إخلاص الجميع أن ينحاز إلى الصف الوطني وأن يعلم أن صمودنا على انتفاضتنا ومقاومتنا سوف يجبر شارون على أن يرحل عن غزة ويرحل عن الضفة وعن القدس وعن كل الأرض الفلسطينية، المقاومة وحدها هي القادرة على التحرير وهي القادرة على الإنجاز وهي القادرة على تمريغ بإذن الله أنف شارون في التراب.

غسان بن جدو: طبعا كل ما حصل أتى بعد لقاء العاهل الأردني الملك عبد الله مع شارون وعشية القمة العربية نقرأ معك هذه التطورات المقبلة بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

دلالات إشراف شارون على اغتيال الشيخ ياسين

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أهلا بكم في هذا اللقاء مع الأستاذ خالد مشعل، سيدي قبل أن أتحدث عن عشية القمة العربية هذا الحدث كان بقرار وإشراف شخصي من أرييل شارون ولعلك استمعت إلى أن الإسرائيليين ذكروا بأن موسم الصيد قد بدأ بطبيعة الحال وأشرت قبل قليل أيضا إلى هذه التهديدات، أولا برأيك ما هي دلالات إشراف شارون شخصيا على ما حدث وهل تعتقد بأن اغتيال الشهيد أحمد ياسين سيكون هو الصيد الأثمن وبالتالي قد تكتفي الحكومة الإسرائيلية رغم كل هذا الوعيد بما حصل؟

خالد مشعل: نعم دعني أجيب على الشق الثاني أولاً ثم أعود إلى الشق الأول كما قال العدو نفسه الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وغفر له وجزاه الله عنه خيراً هو بداية ما يسمونه بالصيد وتخيل معي هذه الكلمات اللا إنسانية وكأنه يتعاملون مع عالم آخر غير عالم الإنسانية ولا أريد أن أتلفظ به فالشيخ أحمد ياسين هو أبناء.

غسان بن جدو: (كلمة غير مفهومة).

خالد مشعل: نعم ويظنون أن شعبنا مجرد فرائس سهلة تتنقل بين أيديهم بسبب اختلال ميزان القوى، نعم هم يقولون صراحة ويجاهرون الشيخ أحمد ياسين بداية السلسلة لن تتوقف عند أحد بالتأكيد حماس بقيادتها السياسية والعسكرية في غزة في الضفة في الخارج الجميع مستهدف ولن يتوقف عند حماس كل الفصائل كل القادة كما قلت حتى ياسر عرفات يهددونه اليوم.

الجميع الآن مستهدف حتى وإن تفاوتت المواقف ودرجات الممانعة لكن الجميع الآن ما لم يقبل بالمقياس وبالمعايير وبالشروط الأميركية الإسرائيلية للعب أي دور أو لاستمرار الحياة هؤلاء فسيستهدفون الجميع ومع ذلك هذا لا يخيفنا وسوف تكون اللعبة لعبة سجال، هم يقتلون ونحن نقتل هم يبادرون في العدوان ونحن ندافع هم يبادؤنا ونحن نرد السهام إلى صدورهم والباغي والبادي أظلم وعلى الباغي تدور الدوائر والله سبحانه وتعالى هو الذي نستنصر به حين يضعف البشر ويقل السند وتتخاذل فئات من الأمة وخاص على المستوى الرسمي والقيادات لا نستنصر إلا بالله، أما عودة للشق الأول لا شك أن يشرف سارون وبكل بجاحة على عملية اغتيال الشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين هي لها دلالة كبيرة أولاً هي تعكس طبيعة شارون وقادت العدو جميعا هم مجرمون بتكوينهم بتاريخهم بمحطاتهم الطويلة من الإجرام والقتل والمجازر ويعني ماذا نتوقع من شارون صاحب مجزرة البحر البقر وصبرا وشاتيلا وغيرها، لكن الدلالات اللحظية لفعل شارون تعكس جملة أمور أولاً تعكس أن شارون أراد أن يرد الاعتبار للعملية العظيمة البطولية في أُسدود عملية سماها الصهاينة إستراتيجية واستكثروا على شعبنا وعلى مقاومتنا أن تصيبهم في هذه المواطن الحساسة وأن ينجح فتيان 17 و18 سنة في أن يصلوا إلى العمق الصهيوني وإلى عمق المواقع الحساسة هو يريد أن يرد الاعتبار للجيش الصهيوني وللأمن الصهيوني وللحراسة الصهيونية ولمعنويات الشارع الصهيونية، الدلالة الثانية أن شارون وهو اليوم يريد أن..


شارون الذي أعلن عن خطة للخروج من غزة يريد أن يصفيها قبل ذلك من المقاومة وقياداتها سواء السياسية أو العسكرية ويسعى لاستنزافها ويحولها بالتالي إلى أن تكون طيعة منكسرة

أو يزعم ويعلن أنه سيغادر غزة سيرحل من غزة يريد أن يتحاشى السيناريو الذي خرج به جيشه الصهيوني أيام باراك من جنوب لبنان فلا يريد أن يخرج مهزوماً يريد يجر أذيال الخزي والعار فيريد أن يقول لقد خرجت من غزة بعد أن قتلت القادة وقاتلت السياسيين وقاتلت الشيوخ وقاتلت الأطفال وقاتلت العسكريين وأثخنت في أهل غزة ليصور خروجه على أنه خروج منتصر وليس خروجاً مهزوماً والدلالة الثالثة أنه يريد أن يخرج من غزة إن خرج بصرف النظر عن التوقيت بعد أن ينظف غزة بتعبيرهم الخبيث يريد أن يصفّي منطقة غزة من المقاومة من القيادات سواء السياسية أو العسكرية يريد أن يستنزف المقاومة يريد أن يقتلع الجذور حتى يمهد الطريق لغزة بلا مقاومة لغزة بلا قوى وطنية أو إسلامية يريد غزة مدجنة مطوعة بمن يقبل بأن يأتي إلى غزة عبر الدبابة الإسرائيلية الأميركية ودلالة رابعة إنه لعل مأزق شارون الداخلي في حكومته واتجاه الرفض الواسع لمبادراته يريد أن يقطع عليهم المزايدة ويريد أن يُظهر صقوريته عبر الدم الفلسطيني، يريد أن يثبت موقعه السياسي الذي تضعضع في الأيام الماضية من خلال الدم الفلسطيني، أن يدفع فاتورة ذلك بدمنا وبشهدائنا وبشيوخنا وبقادتنا الكبار وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، نحن مقبلون على مرحلة مريرة ولكن نحن واثقون أننا صامدون أننا سننتصر في النهاية وأن سهام العدو ستنكسر وأن الدائرة ستدور عليه إن شاء الله لأننا معتصمون بالله أولاً ثم بأنفسنا ومقاومتنا وسلاحنا ثم بوحدتنا الوطنية.

غسان بن جدو: طبعا لعلكم استمعتم بأن العاهل الأردني الملك عبد الله ندد بما حصل للحكومة المصرية ألغت زيارة الوفد الذي كان سيشارك في ذكر اتفاقات كامب ديفد في الكنيست معظم الحكومات العربية نددت بهذا الأمر لكن يعني اللافت الانتباه إن حدث اغتيال الشيخ أحمد ياسين تلا لقاءا وصف بأنه لم يكن معلنا بين الملك عبد الله وشارون في العقبة وفي مزرعته وأيضا عشية القمة العربية يعني ما الذي تفهمونه من هذا الأمر كأن شارون يستخف بالقادة العرب ولا يعيرهم أي اهتمام ولا أهمية في هذا الأمر؟

خالد مشعل: نحن الذين أعطينا لشارون أن سيتخف بنا نحن العرب نحن الأنظمة نحن القادة نحن المسؤولين الرسميين لا أقول بصفة مطلقة عامة ولكن بشرائح للأسف أعطت لشارون أن يستخف بنا أن يجمع بين جريمته في فلسطين وبين استمرار لقاءاته مع العرب، بين الدم الفلسطيني الطاهر الذي يسفك كل يوم على أرض غزة وعلى أرض الضفة وفي القدس وبين أن تتواصل العلاقات الرسمية الصهيونية مع بعض العرب، هذه جريمة وكأن الشعب الفلسطيني ليس شعباً عربياً وليس شعباً مسلماً وكأنه ليس في قلب الأمة وكأنه في أميركا اللاتينية أو في أطراف الكرة الأرضية نحن الذين أعطينا ولذلك أنا أقول الموقف العربي اليوم بحاجة إلى مثل هذه الصدمة هل يا ترى سيصحوا بواقع هذه الصدمة أم أن دماء الشيخ أحمد ياسين رخيصة عند هذا القرار العربي.

منزلة الشيخ ياسين عربيا

غسان بن جدو: مستشار شارون قال إن معظم الحكومات العربية لاتكن تكن وداً للشيخ أحمد ياسين.

خالد مشعل: هذا..

غسان بن جدو: بدليل أنها لم تستقبله عند زيارتها.


الشيخ أحمد ياسين يعيش في ضمير الأمة حتى الذين لا يستطيعون الجهر باحترامه من أصحاب القرار الرسمي يقدرونه

خالد مشعل: كذب، الشيخ أحمد ياسين في جولته عام 1998 زار ثمانية أقطار واستقبله قادت هذه الأقطار زعمائها خرج إلى مصر خرج إلى سوريا إلى إيران إلى الإمارات إلى قطر إلى الكويت إلى اليمن إلى السعودية طبعاً بدأ بها في الحج قادت الأمة استقبلوه في جولته المعروفة عام 1998 الشيخ أحمد ياسين يعيش في ضمير الأمة حتى الذين قد لا يستطيعون الجهر باحترامهم للسيخ أحمد ياسين من أصحاب القرار الرسمي أنا واثق أن الأحياء منهم هم يقدرون الشيخ أحمد ياسين وفي الغرف المغلقة كانوا يكنون كل تقدير واحترام وعندما كنت ألتقي ببعض القادة العرب كان يبلغني السلام للشيخ أحمد ياسين فبالتالي أنا أقول هنا أقول لكل الأنظمة العربية..

غسان بن جدو: عشية القمة العربية بالتحديد.

خالد مشعل: وخاصة بين يدي القمة العربية أقول قبل القمة أقول للدول التي لا تزال لديها لقاءات وسفارات وعلاقات أقول لهم إن كان الرهان حتى إن تجاوزنا مبدأ العلاقات مع الصهاينة رغم احتلالهم لفلسطين حتى إن تجاوزنا المبدأ إن كان الرهان على هذه العلاقات والسفارات أنها ستنفعنا وقت الشدة فهي لم تنفعنا كل الجرائم الصهيونية لم تستطع كل العلاقات العربية حتى الدافئة منها أن تفعل شيئاً لشعبنا، ثانياً هذه العلاقات هذه الاتصالات واللقاءات في ظل الجريمة الصهيونية وبعد جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين آن أن يعاد النظر فيها وأنا لا أريد أن أتدخل في الشأن العربي لكن هذا ليس شأناً داخلياً الصراع العربي الصهيوني شأن أمة وعلى الشعوب العربية وعلى القوى وعلى الشخصيات وعلى أصحاب المواقف والرأي والتاريخ السياسي والنضالي أن يعالجوا ذلك حتى تعود الأمة يوم أن كانت تحمي الفلسطين نريد اليوم أن تكون فلسطين ليست مجرد شعار ولا مجرد سطر في بيان ولا بند في بيان ختامي لقمة عربية نريدها أن تكون قضية حقيقية وإلا فالهراوة الأميركية قادمة والله ما لم نتوحد لن ينفعنا أي محاولة لأن تكون لنا يد عند الصهاينة أو يد عند الأميركان رأيتم يا قادة العرب ماذا فعل الأميركان حتى بمن كان يسير معهم في السياسة الأميركية، الأميركان يريدون إسقاط جميع الأنظمة العربية ويريدون التغيير فقط من أجل مصلحة أميركا ومصلحة الصهاينة.

إذا أردتوا حتى أن تحافظوا على عروشكم فعليكم أن تلتحموا بشعوبكم وأن تتبنوا قضية فلسطين وأن تقفوا مع المقاومة، المقاومة في فلسطين رغم إمكاناتها المتواضعة هي التي يمكن أن تُبطل السياسة الأميركية في المنطقة إلى جانب المقاومة العراقية العظيمة الباسلة وكذلك هي القادرة على احتواء الخطر الصهيوني وعلى منع تدفقه المدمر على الأمة فمصلحة حتى القادة والأنظمة والحكومات أن تدعم المقاومة لأن تتخلى عنها، أما القمة العربية فبصراحة إذا كانت القمة أجندتها خارطة الطريق أو البعض يريد أن يطرح في الأجندة مشروع..

غسان بن جدو: مبادرة السلام.

خالد مشعل: مبادرة السلام العربية.. وثيقة جنيف عفوا وثيقة جنيف أو البعض حتى يريد أن يعدّل في المبادرة العربية في قمة بيروت..

غسان بن جدو: وتطويرها.

خالد مشعل: والتطوير هنا مسخ ونزع لبعض ما فيها من خير رغم أنها لا ترقى إلى الطموح العربي ولا إلى الطموح الفلسطيني هذه الرغبة في تحجيم طموحاتنا كعرب وكفلسطينيين وأن نتماها مع المطالب الأميركية التي لا حدود لها ونرى اليوم كل من يستجيب للمطالب الأميركية كل ما خرجت فاتورة من الجيب الأميركي ودفعها البعض كل ما أٌخرجت له فاتورة إضافية ولا نهاية للمطالب الأميركية ولم ترضى أميركا عن أحد.

غسان بن جدو: إذا ما الذي تطلبه؟

خالد مشعل: لذلك أنا أقول القمة العربية بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين وفي ظل الخطر الصهيوني الدائم وفي ظل برنامج تدميري قاتل يقوده شارون وفي ظل سياسة أميركية مجرمة لا حدود لمطامعها ويقودها طُغمة من اليمين الأميركي المتحالف مع الصهاينة في ظل هذا الوضع وبعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين أعتقد القمة العربية أمامها عدة بنود ينبغي أن تضعها على الأجندة، البند الأول أن تأخذ قراراً واضحاً أن عبء قضية فلسطين لم يعد فقط على الكاهل الفلسطيني لا على كاهل حماس ولا فتح ولا الجهاد ولا أي فصيل آخر من فصائل المقاومة وليس على الشعب الفلسطيني وحده إنما هو عبء على الأمة هذه مسؤولية تاريخية وإلا فالجميع خاسر، النقطة الثانية في القمة العربية الدعم المفتوح للمقاومة الفلسطينية ولصمود الشعب الفلسطيني مال دعم مالي رغم أنف أميركا لأنه المال العربي الذي يحجب عن المجاهد الفلسطيني عن أسرة الشهيد الفلسطيني عن أسرة المعتقل الفلسطيني عن صاحب البيت المهدوم الفلسطيني عن هذا الذي ضحى من أجل القدس التي هي أمانة في أعناق الأمة هذا الذي يقاتل على أرض فلسطين ليوقف الطوفان الصهيوني أن يجتاح الأمة هذا الفلسطيني أحق بالمال المال الذي يمنع عن الفلسطيني بسبب الضغط الأميركي الظالم لن يظل في الجيب العربي بل سيذهب ويصادر إلى الجيب الأميركي وإلى المصالح الصهيونية شاء العرب أم أبوا.

خالد مشعل: لكن ألا تعتبر سيدي بكل صراحة أن هذا الكلام ربما لا يكون واقعيين كيف يمكن لقمة عربية ولهؤلاء القادة أن يعلنوا هذا الدعم اللامحدود للمقاومة وحتى ماليه؟

خالد مشعل: إن عجز القادة العرب أن يعلنوا هذا فليمارسوه سرا الله تعالى يقبل إيمان السر إن عجزوا عن إيمان العلن فليفعلوا إيمان السر لا أن يظلوا في حالة راهنة وإلا فإن الرؤوس والعروش ستدحرج بأيدي أميركية أو صهيونية والجميع سيكون الخاسر، فصحوة مدعوة ندعو القادة الأمة في قمتهم إلى صحو الضمير صحوة قلب صحوة عقل صحوة وعي صحوة انتماء صحوة استشعار للمسؤولية هذه المرأة الفلسطينية هذا الشيخ هذه الأُسر التي تدمر وتقتل هذه رسالة هذه والله دماؤها ودموعها ومعاناتها هي في أعناق قادة الأمة القمة العربية هي محطة اختبار للأمة محطة حقيقية الأمة قادرة قادة الأمة قادرون وأنا أقول بصراحة، لماذا نريد الأمة أن يتبنوا قضية فلسطين أن يكونوا أمناء على الحق الفلسطيني أن يكفوا عن المبادرات المتلاحقة التي كلما جاءت مبادرة جاءت أسوأ من سابقتها.

هذا هذه التنازلات المتلاحقة في المبادرات لم ترضي إسرائيل ولا أميركا من ناحية وسوف تفرّط في الحق الفلسطيني ولم تضع حدا للمطامع الأميركية الصهيونية، إذا إعلان تبني القضية الفلسطينية كمسؤولية عربية إسلامية واثنين التمسك بالحق الفلسطيني كما يريده الشعب الفلسطيني، المقاومة اليوم بكل تلاوينها وبكل أطيافها في فلسطين هي العنوان الفلسطيني الذي يعبر بالفعل عن حقوق الشعب الفلسطيني وثالثا مطلوب دعم حقيقي دعم سياسي دعم إعلامي دعم جماهيري دعم مالي لأنه الدعم هذا هو عبارة عن دفاع عن الأمة قبل أن يكون دفاع عن الشعب الفلسطيني.

ردود الفعل العالمية على مقتل الشيخ ياسين

غسان بن جدو: طبعا الولايات المتحدة الأميركية لا يبدو أن لديها إيمان سر وإيمان علن إيمانها واحد موقفها واحد على الأقل ما يبدو في الظاهر وقد دعت بوضوح إلى ضبط النفس بعد ما حصل ما الذي تقوله؟

خالد مشعل: ماذا ينتظر من أميركا؟

غسان بن جدو: مطلوب ضبط النفس.


على الأمة اليوم ألا تراهن على أميركا فهي رغم تفوقها العالمي وتمكنها من تمرير ما تشاء لكن تبقى الأمة الإسلامية هي المرشحة دوليا للوقوف في وجه الطاغوت الأميركي

خالد مشعل: أميركا تريد ضبط النفس عندما يرتكب الصهاينة جريمتهم فيريدون ضبط الطرف الضحية المعتدى عليه لو صارت أو حدثت عملية استشهادية أو عملية فدائية فلسطينية لكان المطلب أو لا كان الموقف الأميركي هو الإدانة والاستنكار وإعطاء الحق المفتوح للكيان الصهيوني أن يفعل ما يشاء بحجة الدفاع عن نفسه وعن أمنه وهو الموقف الأميركي صاحب المعايير المزدوجة ولذلك نحن لا نرجو فيه خيراً، أميركا الأصل أن نسقطها من حساباتنا حتى وإن كانت طاغية أميركا في النهاية ليست إله أميركا في النهاية لا ترجوا لنا خيرا حتى وإن عملت لنا مشاريع حتى وإن سوقت لنا الديمقراطية حتى إن زعمت أنها تريد لنا التنمية وديمقراطية وحريات أميركا تريد أن تأخذ نفطنا ومالنا ومصالحنا تريد أن تتعامل مع أرضنا أرضا محروقة أرضا سوق استهلاكية تريد من الأمة أن تغير ثقافتها أن تغير انتمائها أن تغير أخلاقها يريدوننا أمة ممسوخة لا نستطيع إلا أن نعيش تبعا لهم، هذا هو ما تريده أميركا ولذلك على الأمة اليوم ألا تراهن على أميركا، نعم أميركا متفوقة أميركا تفعل في العالم ما تشاء ولكن الأمة العربية الإسلامية هي الأمة الأولى المرشحة دوليا للوقوف في وجه الطاغوت الأميركي وإن شاء الله كل هذا الجُرم الأميركي سوف يتحطم مع الصهاينة مع المشروع الصهيوني عند أقدام المقاومة في فلسطين والعراق لأننا مظلومون وندافع عن أنفسنا وحقنا.

غسان بن جدو: حتى الحليف الأوثق أوروبيا بريطانيا نددت بما حصل على لسان جاك سترو نهيك عن فرنسا وغيرها من البلدان الأوروبية هل تعتقد بأن هذا الحدث الذي حصل باغتيال الشيخ أحمد ياسين قد تجدون له موقف جديد ربما سياسة جديدة توجهات جديدة أوروبية أم أن الواقع أضخم وأكبر من هكذا الملف هذا الملف في يد الولايات المتحدة الأميركية وحدها لا شريك لها وأوروبا ستبقى تابعة لا أكثر ولا أقل؟

خالد مشعل: شوف أخي غسان التنديد الأوروبي غير كافي لا أقول غير مقبول بس غير كافي، حجم الجريمة أكبر خاصة وأن هذه الجريمة ليست منفردة وحدها.

غسان بن جدو: ما المطلوب إذا؟

خالد مشعل: هي آتيا في سياق جرائم متواصلة.

غسان بن جدو: لكن ما المطلوب أن تفعله؟

خالد مشعل: أوروبا هي أكثر الأطراف الدولية إدراكاً لمخاطر هذا الصراع وتداعياته على العالم كله وعلى أوروبا نفسها وعلى العالم الغربي وعلى مصالح أوروبا والعالم الغربي وإذا كان الأميركان لا يفكرون إلا بعضلاتهم بعيدا عن العقل فعلى الأقل أوروبا أحسب على الأقل أن تفكر بعقلها لا بعضلاتها ولذلك أوروبا اليوم عليها أن تدرك أن إسرائيل التي ظنوا أنها ستكون قاعدة متقدمة لهم ولمصالحهم وأنها ستخدمهم في مشروعهم الاستعماري في المنطقة هي اليوم أصبحت عبأ عليهم إسرائيل إن تركت تفعل ما تشاء ووفر لها الدعم الغربي المفتوح ستجلب الدمار على الغرب، ستجلب الدمار على أوروبا أكثر حتى من أميركا لأن أوروبا ألصق بهالعالم العربي.

حماس وإعادة ترتيب الأوراق

غسان بن جدو: أنتم قبل حين طرحت مبادرة وعلى لسان الشيخ أحمد ياسين شخصياً أسألك بعد ما حصل هل ستعيدون ترتيب أوراقكم بشكل عام أم ما زلتم مستمرين وبالتحديد ما يتعلق بغزة؟ هذا سؤالي الأخير سيد خالد مشعل.

خالد مشعل: ما بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين ليس كما كان قبله إذا كان شارون يظن أن الصفحة ستتغير نعم ستتغير ولكن من زاوية أخرى من زاويتنا نحن الفلسطينيين نحن أبناء المقاومة، صفحة الجدل حول الانسحاب من غزة متى وكيف وبأي عمق وبأي إطار هذه صفحة تكاد تطوى ولا قيمة للحديث عنها اليوم، نحن اليوم أمام صفحة جديدة هي تعيدنا إلى الوضع الطبيعي وهو استمرار نهج المقاومة والتمسك به والدفاع عن النفس نحن أمام برنامج إجرام من الصهاينة كما قلنا لن يتوقف عن حدود اغتيال الشيخ أحمد ياسين هو بدأ به أو أستأنف به بعد مسيرة من الجرائم وسيواصلها مع كل القادة في قطاع غزة وفي الضفة وفي الخارج وبرنامج شارون واضح وهو يستغل الدعم الأميركي وانشغال أميركا بالانتخابات يستغل عامل الانتخابات الرئاسية الأميركية ويستغل المشروع الأميركي الشرق الأوسط الكبير فيركب موجته وبالتالي هو مدرك أن لديه فسحة أن يرتكب مجازر وأن يذهب بعيدا في أي اتجاه يريد لذلك هذا يتطلب نعم أن نعيد أوراقنا لا أن نبحث عن مبادرات اليوم ليس يوم مبادرات ومن الخطأ حتى من الناحية المنطقية والسياسية أن ننشغل بأمر مؤجل أو محتمل أو ليس مؤكدا أو جاءت أحداث لتجعله إلى الوراء وفي الخلف ولتطويه إما نهائيا أو حتى مؤقتا، مصلحتنا اليوم أن ننشغل بحاضرنا وأن نرسم مستقبلنا ولذلك نحن في حماس ومن خلال تنسيقنا مع القوى الفلسطينية في الداخل وفي الخارج وحوارات متواصلة بدأناها وسوف نواصلها ومن خلال تنسيقنا مع الموقف العربي ومن خلال قراءة تداعيات حدث اليوم وهذه الجريمة الكبيرة سوف نعد رؤية نراها عملياً دون أن ننطق بها.

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أرجو أن نلقاكم في لقاء آخر بإذن الله شكرا على حسن المتابعة، في أمان الله.

المصدر : الجزيرة