لقاء اليوم

جو يونغ كل.. القوات الكورية في العراق

وزير الدفاع الكوري الجنوبي يتحدث عن دور القوات الكورية في العراق وإمكانية تعزيزها بقوة إضافية، وهل ستتخذ سول مستقبلاً موقفاً معارضاً للخطط الأميركية في العراق استجابة لمطالب أحزاب المعارضة.

مقدم الحلقة:

جمال ريان

ضيف الحلقة:

جو يونغ كل: وزير الدفاع الكوري الجنوبي

تاريخ الحلقة:

05/05/2004

– أسباب إرسال كوريا الجنوبية قوات إلى العراق
– علاقات التحالف بين كوريا وأميركا

– الموقف بين الكوريتين

أسباب إرسال كوريا الجنوبية قوات للعراق


undefinedجمال ريان: مشاهدينا الكرام أهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج لقاء اليوم ولقاء اليوم مع وزير الدفاع الكوري السيد جو يونغ كل السيد الوزير لماذا ترسلون قوات إضافية إلى العراق؟

جو يونغ كل: أرسلت كوريا في العام الماضي نحو ستمائة جندي كوري إلى العراق حيث يقدمون الآن الخدمات الفنية والطبية وذلك من أجل إعادة أعمار العراق ولكن من خلال هذه التجربة لمدة سنة واحدة أدركنا أن نشاطنا في داخل المنطقة التي تتحمل القوات الإيطالية المسؤولية فيها محدود جدا ولذلك توصلنا إلى أنه من الأفضل أن نتحمل المسؤولية الكاملة في منطقة معينة من أجل تنفيذ مزيد من أعمال المساعدة هناك وأعتقد أنه يمكننا تقديم الدعم بطريقتنا وحسب خطتنا الخاصة في منطقة عراقية معينة وقد خصصت الحكومة الكورية مبالغ معتبرة من ميزانيتها لهذا الغرض نفسه.

جمال ريان: ولكن كما تعلمون هناك جدل قائم حول موضوع إرسال قوات كورية إضافية في العالم أيضا في كوريا الجنوبية هل تعتقد أن القوات الكورية ستكون في مأمن في سلام في العراق؟


لا نرى أي مشكلة في إرسال الجنود الكوريين إلى العراق، ومن أجل ضمان أمن الجنود الكوريين أدرس كيفية التعاون مع الشرطة العراقية والميلشيات

جو يونغ كل: أن إرسال الجنود الكوريين إلى الدول الأجنبية أمر مهم على مستوى الدولة ولذلك قد تتباين الآراء بين الناس حيث قد يوافق البعض على هذه المسألة بينما قد يعترض البعض الآخر عليها خلال المراحل التي يتطلبها تقرير المسألة، إن الوصول إلى تسوية بين الآراء المتباينة هو مظهر من مظاهر الديمقراطية ونحن لا نرى أي مشكلة الآن في إرسال الجنود الكوريين إلى العراق، لأن هذا القرار تم اتخاذه من خلال الإجماع الشعبي وبالنسبة لمسألة أمن الجنود الكوريين في العراق أضع وبصفتي وزيرا للدفاع الأولوية الكبرى في هذه المسألة ومن أجل ضمان أمن الجنود الكوريين أدرس كيفية التعاون مع الشرطة العراقية وقوات الميليشيات هناك.

جمال ريان: هل أخذتم في الاعتبار موضوع الرأي العام في كوريا الجنوبية من إرسال قوات إلى العراق؟

جو يونغ كل: اعترض بعض أعضاء البرلمان الكوري على إرسال الجنود الكوريين إلى العراق أثناء مرحلة استعراض المسألة في البرلمان كما لم توافق عليها بعض المجموعات والمنظمات المدنية الكورية أيضا وأظن أن الأصوات التي تعترض على إرسال الجنود إلى الدول الأجنبية يمكن أن تصدر ولكن في الوقت نفسه أعتقد أن التوصل إلى الإجماع هو أمر يعتبر ضمن الإجراءات الديمقراطية.

جمال ريان: ولكن هناك بعض الدول التي أخذت قرار بسحب قواتها من العراق مثل أسبانيا وهندوراس وربما أن هناك دول أخرى ستسلك نفس الطريق ما هي التداعيات المحتملة فيما لو قررت كوريا الجنوبية إلغاء هذا القرار؟

جو يونغ كل: قررت كوريا إرسال جنودها إلى العراق وتستعد الآن لذلك حيث تزور العراق حاليا فرقة التفتيش الكورية الخاصة بإرسال الجنود وتدرس كوريا بشكل جدي كيفية اختيار منطقة مناسبة ترسل إليها جنودها وتعرف كوريا أن بعض الدول الأجنبية مثل أسبانيا قررت سحب قواتها إلا أن ذلك لا يؤثر على مسألة إرسال الجنود الكوريين إلى العراق وسوف نعالج هذه المسألة وفق خطتنا وقراراتنا.

جمال ريان: ولكن هناك من يقول أنتم ترسلون قواتكم تحت عنوان إعادة بناء العراق، ألا تعتقد أن الاستقرار يجب أن يكون موجودا والأمان قبل عملية إعادة البناء؟

جو يونغ كل: كلامك صحيح أوافق على أن إعادة الأعمار يمكن تحقيقها في حالة توفير الأمن ومن أجل توفير الأمن والسلامة العامة في العراق من الضروري لنا إقامة علاقات التعاون مع الشرطة العراقية وإقامة علاقات التعاون مع قوات الميليشيات هناك ولذلك ندرس الآن هذا الأمر.

علاقات التحالف بين كوريا وأميركا

جمال ريان: هل هذا الالتزام في القرار الكوري يأتي ضمن اتفاقية الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة الأميركية باعتباركم من أكثر الدول الحليفة والوثيقة الصلة أمنيا وعسكريا مع الولايات المتحدة الأميركية؟

جو يونغ كل: ليس ذلك عنصرا أساسيا لهذا القرار ولكن كانت كوريا تقيم ولمدة طويلة علاقات التحالف مع أميركا وتتعاون كوريا وأميركا في القيام بالعمليات المشتركة لحماية السلام العالمي في مختلف أماكن العالم مثل العراق وأفغانستان وبالطبع نضع في اعتبارنا علاقات التحالف بين كوريا وأميركا عندما نشارك في القوات المتعددة الجنسيات ولكنها ليست العنصر الأساسي بل وتعطي كوريا الأولوية الكبرى في هذا الصدد للتضامن مع الأمم المتحدة التي تسعى إلى مساعدة العراق في إعادة الأعمار.

جمال ريان: كان لنا لقاء مع وزير الخارجية الكوري وقد كشف عن أرقام كبيرة وهو أن صادرات كوريا من البترول تصل إلى نحو 70% من احتياجاتها من منطقة الشرق الأوسط أيضا 60% من مشاريع الإنشاء الكورية هي موجودة في الشرق الأوسط، ألا تخشون من تضرر مصالح كوريا الاقتصادية مع الشرق الأوسط ومع العالم العربي في حال أرسلتم هذه القوات إلى العراق؟


لا نهتم بالمصالح الاقتصادية ونعتقد أن إرسال الجنود الكوريين إلى العراق سيتيح لنا فرصة جيدة لزيادة التفاهم والتقارب ثقافيا مع دول المنطقة

جو يونغ كل: في الوقت الحالي لا نهتم بالمصالح الاقتصادية ونعتقد أن إرسال الجنود الكوريين إلى العراق سيتيح لنا فرصة جيدة أنها فرصة لزيادة التفاهم والتقارب ثقافيا مع دول المنطقة.

جمال ريان: السيد الوزير كيف تصف العلاقات الدفاعية بين كوريا والولايات المتحدة الأميركية؟

جو يونغ كل: إن علاقات التحالف العسكرية بين الطرفين مهمة جدا وفي الخمسينات من القرن الماضي تعرض وجود كوريا الجنوبية ذاته للخطر بسبب تهديد النظام الشيوعي الكوري الشمالي ولكن تم إنقاذ كوريا الجنوبية بسبب مساعدة المجتمع الدولي بقيادة أميركا، ثم بعد ذلك حققت كوريا اليوم نجاحا اقتصاديا واليوم يقوم التحالف الكوري الأميركي على أساس ضمان الأمن المتبادل ويلعب هذا التحالف الكوري الأميركي يلعب دورا هاما في استقرار منطقة شمال شرق آسيا ولذلك يجب حمايته.

جمال ريان: ولكن ماذا عن الوجود العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية، هل هناك نية لتخفيض عدد هذه القوات أو على الأقل نقل بعض القواعد العسكرية المتواجدة في المدن إلى خارج المدن الكورية؟

جو يونغ كل: لا يتم نقل وتحريك قواعد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية فقط بل أن ذلك يحصل أيضا في مختلف أرجاء العالم وفق تغيير الاستراتيجية الأميركية في العالم لقد كانت القوات الأميركية المرابطة في كوريا تعاني من صعوبات في الإدارة والقيادة وذلك بسبب توزيع وحداتها العسكرية الصغيرة في أماكن متفرقة لذلك أرى أنه سيكون من السهل قيادتها ومن السهل إدارتها في حالة نشرها من خلال إنشاء اثنتين أو ثلاث قواعد مركزية أن هذا الأمر سيسهل القيادة وإدارة القوات الأميركية كما أنه سيزيد فاعلية تنفيذ المهام المشتركة لها.

[فاصل إعلاني]

الموقف بين الكوريتين

جمال ريان: هل لك أن تصف لنا الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية وهل ما زلتم تعتبرون كوريا الشمالية هي مصدر تهديد عسكري لدولتكم؟

جو يونغ كل: ربما تعرفون، تعرفون أن اشتباكات حدثت بين الكوريتين في بحر الغرب قبل سنتين ولكن نحن نبذل جهودا حاليا لمنع نشوب حربا في شبه الجزيرة الكورية ولذلك نحن لا نتوقع حدوث صدامات كبيرة حتى في حالة حدوث أزمة ولكن نواجهه دائما خطورة زيادة الاشتباكات والاعتداءات العسكرية لذلك نرى من المهم جدا بذل الجهور المشتركة من قبل الكوريتين وذلك من أجل منع نشوب الحروب.

جمال ريان: هل تعتقد أن كورية الجنوبية قادرة على حماية أمنها بنفسها لوحدها؟

جو يونغ كل: منذ السبعينات من القرن الماضي كان كوريا تسعى إلى تطوير قدرتها عن الدفاع عن الوطن وحدها وحققت إنجازات لا بأس بها حيث بذلت جهودها من أجل الحصول على القدرة على الدفاع عن الوطن في مختلف المجالات مثل الأجهزة والمعدات وترتيب وتنظيم القوات والجنود ولقد حققت بعض الإنجازات الكبيرة ونحن لا نستطيع أن نقول أننا بلغنا مرحلة الكمال في كل المجالات إلا أن ثقتنا بأنفسنا زادت كثيرا تماشيا مع زيادة قدرتنا العسكرية.

جمال ريان: إرسال قوات إلى العراق وأنتم في وضع يعني يعتبر في وضع مواجه مع كورية الشمالية ألا تعتقد أن هذا سيؤثر على وضعكم الدفاعي مع كورية الشمالية؟

جو يونغ كل: أرسلت كورية جنودها إلى العراق ليعملوا ضمن قوات حماية السلام وضمن القوات المتعددة الجنسيات هناك هذا الأمر يعني أن كورية تسهم في تحقيق السلام العالمي كما أن كورية تشارك في التضامن الدولي ونحن لا نرى أن إرسال بعض الجنود الكوريين الجنوبيين إلى الدول الأجنبية أمرا من شأنه أن يؤثر تأثيرا كبيرا على الاستعدادات العسكرية الكورية للدفاع عن الوطن.

جمال ريان: هل ترى بأن المحادثات السداسية حول برنامج كورية الشمالية النووي هي عامل مساعد في تخفيف حدة التوتر بين الكوريتين؟


المحادثات السداسية مخزن خاص يتم فيه إعداد آلية خاصة للمشكلة النووية الكورية الشمالية

جو يونغ كل: للمحادثات السداسية مخزن خاص حيث يتم إعداد آلية خاصة لكل المشكلة النووية الكورية الشمالية بشكل سلمي وقد يستغرق ذلك وقتا طويلا وربما توجد عقبات أمام حل هذه المشكلة إلا أننا نرى أن عدة نواحي إيجابية في المحادثات السداسية لحل المشكلة النووية الكورية الشمالية بشكل سلمي.

جمال ريان: تقوم كورية الشمالية بين الفترة والأخرى بإجراء تجارب على صواريخ بعيدة المدى هل تعتبرون ذلك مصدرا يهدد أمن كورية الجنوبية وأمن المنطقة أيضا؟

جو يونغ كل: يشكل إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية تهديدا خطيرة من الناحية العسكرية ونسعى إلى الاستعداد للتهديدات العسكرية إلا أنه لم يتم حل هذه المشكلة من الناحية العسكرية فقط حيث أن من المهم جدا تطوير آليات خاصة بحل هذه المشكلة بشكل سلمي منها محادثات مجموعة الستة.

جمال ريان: تعرف كورية بأنها دولة متقدمة في التصنيع العسكرية إلى أي مدى وصل هذا التقدم وهل تقومون بتصدير هذه الصناعة الدفاعية والعسكرية للخارج؟


حكومة كوريا الجنوبية تسعى إلى حل شؤون الكوريتين بشكل سلمي لمنع نشوب حرب أهلية في شبه الجزيرة الكورية مثل التي نشبت في القرن الماضي

جو يونغ كل: منذ السبعينات من القرن الماضي استثمرت كورية الجنوبية كثيرا في مجالات دراسة وأبحاث وتطوير صناعة الدفاع وذلك من أجل الحصول على القدرة الكافية للدفاع عن أرض الوطن وأعتقد أننا حققنا بعض الإنجازات الفنية في بعضا من المجالات.

جمال ريان: هل ترى سيدي الوزير أملا مستقبلا بتوحيد شبه الجزيرة الكورية بالوسائل السلمية.

جو يونغ كل: إن الحكومة الكورية الجنوبية تسعى إلى حل شؤون الكوريتين بشكل سلمي منها منع إعادة نشوب الحروب في شبه الجزيرة الكورية مثل الحرب الأهلية الكورية التي نشبت في الخمسينات من القرن الماضي لذلك تبذل القوات الكورية الجنوبية تبذل أقصى جهودها لمساندة جهود الحكومة الكورية.

جمال ريان: السيد الوزير شكرا جزيلا لك شكرا.