لقاء اليوم

جلال الطالباني.. ملفات عراقية

جلال الطالباني يتحدث عن الحكومة العراقية للأطياف الجديدة والمحاصصة الطائفية والملف الكردي وقضايا أخرى ذات صلة بالشأن العراقي، النظرة النقدية لأداء المجلس والعلاقة بحزب العمال الكردستاني التركي.

مقدم الحلقة:

الحبيب الغريبي

ضيف الحلقة:

جلال الطالباني/ عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم العراقي
والأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني

تاريخ الحلقة:

09/06/2004

– مدى تمثيل الحكومة للأطياف العراقية
– نظرة نقدية لأداء المجلس

– مصير البشمركة

– العلاقة بحزب العمال الكردستاني التركي


undefinedالحبيب الغريبي: مشاهدينا الكرام أهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج لقاء اليوم الذي نستضيف فيه الأستاذ جلال الطالباني عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم العراقي والأمين العالم للاتحاد الوطني الكردستاني، سعيدون جدا بلقائك أستاذ طالباني.

جلال الطالباني: شكرا جزيلا لكم وأنا سعيد أيضا.

الحبيب الغريبي: سيدي يأتي لقاؤنا هذا في أحد المواقيت الحاسمة بالنسبة لمستقبل العراق السياسي هناك يعني رئيس حكومة جديد رئيس دولة جديد تشكيلة حكومية يُفترض أن يُعهد إليها يعني بملء الفراغ السياسي إلى غاية موعد الانتخابات سيد طالباني كيف تنظر إلى دقة وحساسية هذه المرحلة وهل أن هذا السيناريو هو الأسلم والأنسب في نظركم؟

جلال الطالباني: الحقيقة المرحلة كما تفضلتم مرحلة دقيقة جدا والعراق في انعطاف لاستعادة سيادته واستقلاله وإنهاء الاحتلال وهذه قيمة مقدسة والحكومة الجديدة يجب أن ننظر إليها ضمن الواقع العراقي واقع وجود احتلال واقع وجود الأمم المتحدة ووجود مجلس الحكم، فإذا أخذنا بنظر الاعتبار هذه الحقائق نرى أن اختيار رئيس الحكومة كان اختيارا موفقا، فالدكتور إياد علاوي أحد المناضلين السابقين في المعارضة العراقية وأحد قاتل معارضة وهو صديق قديم للجميع لذلك تم اختياره بالإجماع في الحقيقة ونأمل أن يكون الفريق الذي يعمل معه في الوزارة قدر الإمكان فريقا منسجماً وكفوءا وقادرا على أداء المهمات الصعبة التي تواجه هذه الحكومة.

إعلان

مدى تمثيل الحكومة للأطياف العراقية

الحبيب الغريبي: بالنسبة للأسماء سيد طالباني هل تعكس فعلا تطلعات يعني جميع الأطياف السياسية في العراق؟


تمثيل الأطياف السياسية في الحكومة العراقية لا يعكس جميع الأطياف ولكنه يمثل تطلعات أغلبية المجتمع العراقي

جلال الطالباني: الحقيقة لا أستطيع أن أقول تعكس تطلعات جميع الأطياف ولكن تطلعات أغلبية الأطياف المجتمع العراقي كما تعلم مجتمع معقد، في العراق يعيش العرب والكرد والتركمان والآشوريين والكلدان وكذلك فيها الإسلام والمسيحية فيها الشيعة والسنّة واليزيدية والصابئة، فالتركيبة العراقية معقدة وعجيبة لذلك يصعب أن نقول أنه بدون الانتخابات أن تكون هنالك حكومة أو تشكيلة تمثل كل هذه الأطياف. فقط الانتخابات ستوصل ممثلي جميع أطياف المجتمع العراقي إلى المجلس الوطني وآنذاك يمكن أن يكون هنالك تمثيل حقيقي ولكن كما تعلم سيادتك ليست الحكومات دائما تمثل كل الأطياف وهنالك في دول ديمقراطية وحكومات تمثل قسم وهنالك أحزاب معارضة ولكن هذه الحكومة كما نأمل تستطيع أن تدعي أنها تمثل أطياف هامة من المجتمع العراقي.

الحبيب الغريبي: أنتم ككرد ما هي حقيقة موقعكم في هذه التركيبة هل أنتم مرضون عن ما مُنح لكم إلى حد الآن؟

جلال الطالباني: نحن في الحقيقة نقدر الوضع الحالي ضمن الواقع الحالي نستطيع أن نقول نحن قبلنا لكن وليس دائما بالرضى الكامل نحن نعتقد أن العراق الجديد يجب أن يبنى على أربع قوائم أو دعائم هي الديمقراطية وحقوق الإنسان والفدرالية وحق المواطنة المتساوية، لم يتم في هذه التشكيلة مراعاة حق المواطن المتساوية فُرض أن يكون الرئيس عربي سنّي ورئيس وزراء شيعي ونائب الرئيس كردي هذه التشكيلة هذه الترتيبة لا تتفق لا مع الديمقراطية ولا مع حق المواطن المتساوية ولكن نحن قبلنا بذلك حرصا على مصلحة العراق وعدم توتير الجو ومن أجل إنجاح هذه المهمة التي هي استعادة السيادة والاستقلال وإنهاء الاحتلال.

إعلان

الحبيب الغريبي: في هذا السياق يعني نُقل من أجواء الكواليس أنكم يعني في لحظة ما هددتم حتى يعني بالانفصال وسحب وزرائكم إذا لم تُمنحوا أحد المناصب السيادية؟


لم نهدد بالانسحاب من الحكومة وطالبنا بعدم التمييز في توزيع المناصب السيادية

جلال الطالباني: ليس ذلك صحيحا طالبنا بأن لا يكون هنالك تمييز في توزيع المناصب السيادية ولكن لم نهدد أبدا لا بالانفصال ولا بالانفصال عن الحكومة بالعكس نحن نعتقد أن تكتيكنا كان تكتيك مرن ومن أجل التوصل إلى التحالف بين القوى الأساسية في العراق وإلى التفاهم مع التحالف ومع الأخ الأستاذ الأخضر الإبراهيمي مندوب الأمم المتحدة في العراق.

الحبيب الغريبي: ولكن ألا تلاحظ معي سيد طالباني أن المسألة يعني عادة مرة أخرى إلى خيار المحصصة هذا شيعي هذا كردي هذا سنّي وكنا سمعنا أصوت قوية في الفترة الأخيرة تدعوا إلى الكف عن انتهاج هذا الأسلوب؟

جلال الطالباني: نعم أنا أتفق معك ولكن أعتقد القضاء على هذه الترتيبة يتم فقط عندما يتم انتخاب المجلس الوطني العراقي إلى أن نصل إلى هذه المرحلة نحن نحتاج إلى مراعاة هذه المحصصة كي نٌرضي أكبر قدر ممكن من الناس ولكن عندما نصل إلى مرحلة المجلس الوطني العراقي المنتخب بحرية حين إذن يجب أن يكون المبدأ السائد هو حق المواطن المتساوية ولا يجوز أن يكون هنالك تميز بين مواطن ومواطن أخر بسبب دينه أو طائفته أو مذهبه أو جنسه.

الحبيب الغريبي: بخصوص دور الأمم المتحدة يعني كيف هو هذا الدور هل هو فاعل وعامل مُحدِد في عملية الاختيارات التي حصلت؟

جلال الطالباني: هو دور فاعل خاصة الأميركان أعطوه صلاحية واسعة وتستطيع أن تقول بين الجهات الثلاث التي هي الأمم المتحدة وال(CBA) والمجلس يلعبون هم من الأمم المتحدة دورا فعالا.

الحبيب الغريبي: سيد طالباني نعلم أن يعني القرار أو صنع القرار الكردي هو الآن موزع على الأقل بين حزبين ألا يُخشى من أن يشتت هذه ربما وحدة المواقف هل أن الظروف الحالية تدعو على تعزيز عملية التشاور والتنسيق مع القطب الأخر؟

إعلان

جلال الطالباني: نعم الآن العلاقات السياسية بين الحزبين الرئيسيين علاقات جيدة جدا وصلت إلى مرحلة تشكيل قيادة مشتركة، الآن لدينا قيادة سياسية مشتركة لقيادة الحزبين ولكن لدينا أيضا التنسيق والتعاون مع أحزاب أخرى نحن نطمح دائما أن نلم كل الأحزاب الصغيرة والكبيرة في جبهة واحدة من أجل التوحيد ما نسميه بالبيت الكردي أو الموقف الكردستاني في العراق لذلك أنا أعتقد أن الظروف الحالية تعزز هذه العلاقات لا تفرقها.

الحبيب الغريبي: ولكن إلى حد الآن هناك حكومتان يعني بالنسبة لكل الحزبين؟

جلال الطالباني: نعم هذه حكومتان كما تفضلتم هما في طريقهم إلى التوحيد إن شاء الله قريبا.

نظرة نقدية لأداء المجلس

الحبيب الغريبي: على مسافة أسابيع قليلة فقط من نقل السيادة إلى العراقيين ومجلس الحكم يستعد إلى حل نفسه بنفسه هل يمكن أن نسلط نظرة نقدية على أداء المجلس هل لم يكن في الإمكان أحسن مما كان.


بعد تحرير العراق فُرض علينا القرار رقم 1483 من مجلس الأمن وهو قرار جائر ونحن في المعارضة العراقية رفضنا هذا القرار لأنه حول التحرير إلى احتلال

جلال الطالباني: نعم في الإمكان أحسن مما كان ولكن الأمور لم تكن بأيدينا كما تعلمون نحن بعد تحرير العراق فُرض علينا قرار 1483 من مجلس الأمن وهو قرار جائر نحن في المعارضة العراقية رفضنا هذا القرار هذا القرار حتى هم أخطؤوا بنظري حولوا التحرير إلى احتلال وعندما تفرض قواعد الاحتلال على بلد كما تعلم وفق القانون الدولي نظل نحن محرومين من كثير من حقوقنا لكن ضمن الواقع الذي كان المُعاش ضمن الواقع المعاش كان هذا أحسن ما يمكن لكن ليس هو الأمثل ولا هو الأفضل أنا مثلا شخصيا في البداية انتقدت خلو المجلس من التيار القومي العربي، العربي الاشتراكي والناصري كذلك قلت أنه تمثيل القبائل العراقية لم يكن تمثيل كامل، صحيح شمّر عشيرة كبيرة بس هنالك جهور بِيعق عشائر أخرى في العراق عنزة عزة وآخرين لم يكن هذا هو الأمثل ولكن كان الممكن الأحسن.

الحبيب الغريبي: طيب ولكن كيف كان وقع يعني عدم قبول هذا المجلس من قِبل الشارع العراقي الذي وصل إلى حد التشكيك والطعن في أداءه؟

إعلان

جلال الطالباني: أنا أعتقد العراق الآن عراق يعيش حالة ديمقراطية واسعة لكل حق في إبداء رأيه لكن أنا أعتقد أن المجلس يظل يمثل القوى الأساسية في المجتمع العراقي إذا تأخذ كردستان كمثل المجلس يمثل الأغلبية الساحقة من الشعب الكردستاني العراقي، إذا تأخذ القوى العربية في العراق أيضا ترى أن المجلس للثورة الإسلامية وحزب الدعوى وسماحة السيد محمد بحر العلوم يمثلون قسم هام من المجتمع العربي الشيعي وكذلك عندنا الحزب الإسلامي العراقي والسيد غازي الياور والحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي والحركة الديمقراطية الآشورية وعديد من القوى التي تمثل مجموعة مهمة في المجتمع العراقي لكن حيث توجد الديمقراطية توجد انتقادات واضطرابات وتشكيك ومخالفات.

الحبيب الغريبي: ولكن يعني إلى حد ما يعني لم يكن المجلس عاكسا لتطلعات لطموحات ومشاعر العراقيين أنتم بالذات مثلا سيد طالباني يعني في عز فضيحة سجن أبو غريب كنتم صرحتم لإحدى الإذاعات الغربية بأن هذه الحادثة ليست على قدر كبير من الأهمية ولا تعتقدون أنها تؤثر في مشاعر العراقيين هذا ربما ما ألم يكن يعني..

جلال الطالباني [مقاطعاً]: أنا لم أقول ذلك أنا هذا اقتطاف سار على طريقة لا تقربوا الصلاة أنا قلت أن هذه الحادثة حادثة إجرامية تخالف حقوق الإنسان ونحن ندينها بشده وعلى وأنا أيضا قلت أنا لا أكتفي بالاعتذار الرسمي من الإدارة الأميركية إنما أطلب محاكمتها ولكن قلت هذه الحادثة التي تحدث في كل الدول العربية وسجونها تُبالغ هنا بشكل مخصوص يعني هنالك هدف وراء هذه مثلا كمثل إذا فضائيتكم لم تهتم بالقبور الجماعية التي ضمت ستمائة ألف مواطن عراقي وقتلوا ودفنوا أحياء مثل ما اهتمت بهذه الحادثة التي هي حادثة مستنكرة لكن ضمت عشرات من الناس فالمقارنة بين هذه أنا كنت أقصد أقول أنه أيضا الدول العربية التي تدعي الاعتراض على هذه يجب أن تراعي ظروف سجونها أحيانا.

إعلان

الحبيب الغريبي: ولكن هذه الحادثة بالذات يعني وما تلاها يعني خلقت موجه كبيرة من الاستنكار ومن التنديد على مستوى دولي؟

جلال الطالباني: بكل تأكيد خلقت إحنا رسميا في مجلس الحكم استنكارنا وكأشخاص استنكرنا لكن أنا قلت إنه هنالك تقصير في الجانب الأخر ومبالغة في هذا الجانب.

[فاصل إعلاني]

الحبيب الغريبي: هل تشعرون أنكم ككرد يعني استعدتم موقعكم الطبيعي بعد سقوط النظام هل لمستم أن هناك محاولات ربما لإقصائكم وتهميشكم؟


التحرير خلصنا من أبشع ديكتاتوري كان يتهددنا بسياسة التطهير العرقي والذي كان يركز أجهزته القمعية تجاه الشعب الكردي، وقانون إدارة الدولة كان نوعا من المساومة بين الأطراف المختلفة

جلال الطالباني: نحن نعتقد أن التحرير خلّصنا من أبشع حكم ديكتاتوري كان يهدد وجودنا خلصنا من سياسة تطهير العرقية التي كانت تمرس بصورة وحشية خلصنا من حلمة الفلاة التي تعرفون أنها شملت 132 ألف مواطن كردي من نساء ورجال وأطفال دفنوا أحياء ولم يظهر لهم أثر خلصنا من حكم كان يركز أجهزته القمعية ضد الشعب الكردي بشكل رهيب. نحن بكل تأكيد ككل العراقيين استعدنا بعض الحقوق الهامة مثل الحريات الديمقراطية حرية الأحزاب حرية الصحافة حرية التنقل في العراق وحرية العمل في المدن والقرى ولكن القانون الذي صدر قانون الإدارة المؤقتة كان نوع من المساومة بين الأطراف المختلفة بعبارة أخرى نستطيع أن نقول هو كان القاسم المشترك لم يلب كل طموحات كل طرف بما فيهم الطرف الكردي ولكن كان أيضا الأحسن الممكن ضمن الوضع العراقي الخاص.

الحبيب الغريبي: في الفترة الأخيرة تسربت أخبار عن مشاركة قوات البشمركة في معارك الفلوجة والنجف نريد أن نعرف حقيقة ذلك سيد الطالباني؟

جلال الطالباني: هذه أكاذيب مفبركة مقصودة أيضا أولا بالنسبة للفلوجة أهل الفلوجة يعرفون نحن أنا بالذات بذلت جهود كبيرة من إطلاق سراح إمام الجمعة عندهم وشيوخ العشائر عندهم وبكفالتي أطلق سراح عديد من هؤلاء الأخوة ونحن أيضا بذلنا جهود كبيرة من أجل إقناع قوات التحالف بالحل السياسي والسلمي لم يشترك قوات البشمركة لم تشترك في أي منطقة لا في وسط العراق ولا في جنوبه بالنسبة لي أيضا النجف الأشرف هذه شائعة اختلقت لدق إسفين في العلاقات الكردية الشيعية والبشمركة لا تشترك إلا في الأمور التي نعلنها نحن لا نخاف مثلا نحن إذا هنالك حملة على الإرهابيين نحن مستعدين نشترك فيها ولكن لسنا مستعدين للاشتراك في أي حملة ضد أهالينا سواء أن كانوا من أخوتنا العرب السنّة أو من أخوتنا بعرب الشيعة.

إعلان

مصير البشمركة

الحبيب الغريبي: على ذكر البشمركة ماذا سيكون مصيرها هل ستبقى كيان عسكري مستقل أم أنها ستذوب شيئا فشيئا في الجيش العراق الجديد؟


هناك قرار بتحويل البشمركة إلى الجيش العراقي وحرس الحدود وقوات تابعة للحكومة الإقليمية وقوات الشرطة ومكافحة الإرهاب

جلال الطالباني: نعم هو له البشمركة هنالك قرار بتحويل قسم منهم إلى الجيش العراقي وقسم منهم إلى الـ(CDC) وقسم إلى حرس الحدود وقسم منهم إلى قوات تابعة للحكومة الإقليمية من حيث من قوات البوليس ومكافحة الإرهاب إلى آخره لا تبقى كقوة مستقلة خاصة كما كانت في الماضي.

الحبيب الغريبي: سيد الطالباني هناك فقرة يشار إليها بالفقرة ج من قانون إدارة الدولة أثارت جدل كبير في أهميتها تنص على أن المحافظات الكردية الثلاثة تقريبا ما معناه أن لها ربما الحق في الاعتراض على أي قرار صادر عن الحكم المركزي هذا ما وصفه البعض بديكتاتورية الأقلية، هل هناك استعداد من قبلكم الآن لمراجعة هذا النص؟

جلال الطالباني: أولا لا تقول ثلاث مقاطعات كردية.

الحبيب الغريبي: أعتقد محافظات.

جلال الطالباني: ثلاث محافظات كويس عندك ثلاث محافظات سنّية موصل وتكريت والرمادي عندك محافظات شيعية فهذه المسألة ليست هذه صورت بأشكالها أيضا لدق إسفين بين الكرد والشيعة حتى إخوانا الشيعة لما اعترضوا صدروا بيان لتوضيح موقفهم قالوا فيه إنهم يؤيدون ليس فقط الفدرالي إنما يؤيدون حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه ويؤيدون حق الشعب الكردي في إدارة إقليميه فالمسألة في الحقيقة إحنا نحن نؤمن بمبدأ إلى أن يتم وضع الدستور الدائم وهو مبدأ التوافق مكونات الثلاثة للمجتمع العراقي عرب الشيعة عرب السنّة شعب كردستان يجب أن يتفقوا على مسائل أساسية بالإجماع وليس بفرض الأكثرية على الأقٌلية بس عندما يتم وضع الدستور الدائم آنذاك كل القوانين تنبثق من الدستور الدائم وهذا في الحقيقة نحن لم نكن فقط نقصد به الكرد نقصد به إخوانا العرب السنة الذين يشعرون بنوع من الجبن وعدم التمثيل الحقيقي فهم أيضا يستطيعون أن يكون لهم رأي في محافظتهم الثلاث في المسائل التي لا تعجبهم.

إعلان

الحبيب الغريبي: نعم كلام كثير أيضا قيل عن كركوك باعتبار أن لها وضعا خاص يعني اللي ممكن أن نفهم ماذا سيكون عليه هذا الوضع وكركوك يعني طُلب بها حتى تضم إلى إقليم كردستان؟

جلال الطالباني: لا لم يتم الآن طلب بالضم إلى كردستان أرجو أن تعرف أنا من عائلة كركوكية عاشت مئات السنين في كركوك ولذلك أنا أعرف أوضاع كركوك جيدا نحن نعتقد أن كركوك هي مدينة التآخي القومي مدينة الكرد والتركمان والعرب الأصليين وليس العرب الذين أتى بهم صدام وفق سياسة التعريب وسياسة التطهير العرقي التي مارسها صدام ضد الكرد والتركمان في عهد صدام شرد مئات الألوف من الكرد والتركمان من مناطقهم وخاصة التركمان الشيعة شُردوا من مناطقهم وأوتي بعرب من جنوب العراق للإسكان الإجباري في هذه المناطق نحن في المعارضة العراقية توصلنا إلى حل وهذا الحل انعكس في قانون الإدارة المحلية وهو أنه يجب تطبيع الأوضاع في كركوك، كركوك كانت محافظة معروفة صدام حسين قسمها ألحق قضاء توزبت بتكريت قضاء ششمال و(كلمة غير مفهومة) قضاء كفرين ببعقوبة قطع أوصالها بدل الاسم من كركوك إلى التأليب ولكن.. فالمطلوب حسب قرار المعارضة العراقية وحسب القانون تطبيع الأوضاع إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ممارسة سياسة التطهير العرقي إعادة المرحلين وعودة المفروضين المستوطنين آنذاك أهالي منطقة كركوك لهم حرية الاختيار يبقوا محافظة يتمتعون بفدرالية كان المحافظات الأخرى ينضموا إلى إقليم كردستان فهذا باختيارهم ونحن لم نطالب الآن بضرورة ضم كركوك إلى.. رغم أنه نحن قناعتنا وكل الأدلة التاريخية تدل أن كركوك مدينة كردية تركمانية عربية تقع ضمن إقليم كردستان وفق حتى الدساتير حتى الإحصائيات العراقية وحتى التطبيع. ولا شك أنك تعلم أنه ما الدولة العراقية تأسست ولاية الموصل التي تضم قسم أكبر كردستان لم تكن جزءا من الدولة العراقية أُلحقت بها سنة 1925 بعد خمس سنوات من تكريد الدولة وكان من شروطها عدم التغيير الديمغرافي لكن هذه القرارات لم تحترم من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة فكركوك في رأينا مسألة يمكن حلها بين الأخوة بالتفاهم أيضا بالتوافق نحن ندعو إلى أن يتم الاتفاق بين العرب والكرد والتركمان أنا كمثل أعطيه لك هنالك أحيانا نسمع عن غزو كردي لي.. أعطيك مثل للظلم الذي وقع بالأكراد في شركة نفط كركوك توجد 16 ألف عامل وموظف أي نسبة تعطي للكرد ثلث ربع من المواطنين دعنا نقبلها كمبدأ في هذه بين 16 ألف عامل وموظف لم يبقى إلا 45 كردي ولم يعرفوا بأنهم أكراد وإلا كانوا يطردونهم علما بأنه الكرد كانوا أكثرية العمال في هذه المنطقة قبل أن يأتي نظام صدام حسين للحكم فقصدي هنا الظلم وقع على الأكراد بشكل فظيع لكن تصويرها هو مع الأسف بشكل خاطئ نحن نعتقد أن الكرد والعرب والتركمان أخوة يجب أن يتعايشوا ويجبوا التعلم من كركوك نموذجا للعراق المتآخي والمتآلف.

إعلان

الحبيب الغريبي: إلى جانب وقوع العراق تحت الاحتلال أيضا البلد واقع تحت ضغوطات وتحت ربما تجاذبات ومؤثرات خارجية خاصة من دول الجوار كيف تنظرون بالذات إلى هذه المسألة؟

جلال الطالباني: أنا أتفق مع ما تفضلت به أعتقد أن ذلك يمكن حله بعد تشكيل الحكومة العراقية الوطنية المستقلة بالتفاهم مع الجيران نحن نعتقد أنه جيراننا بينهم لنا أصدقاء كثيرون بإمكاننا أن نتفهم معهم على الوضع الجديد في العراق ولكن لا أخفي أنك أن هنالك في الشرق الأوسط مرض اسمه الخوف من الديمقراطية والحريات الديمقراطية الموجودة في العراق تخوّف بعض الجيران لذلك نرجو أن يتحققوا هؤلاء الأخوة بأننا لا نريد تصدير ديمقراطيتنا إلى أحد.

العلاقة بحزب العمال الكردستاني التركي

الحبيب الغريبي: على ذكر المؤثرات الخارجية سيد الطالباني يعني أريد أن أسأل سؤالي مباشر ما علاقتكم بالتحديد مع حزب العمال الكردستاني التركي هل أنتم مثلا لكم نفس المرجعية الإيديولوجية والفكرية؟


نحن نختلف تماما مع حزب العمال الكردستاني التركي منذ البداية

جلال الطالباني: لا أولا نحن نختلف معهم منذ البداية هؤلاء كانوا في البداية متطرفين جدا حملوا شعار جمهورية كردستان الديمقراطية الاشتراكية الموحدة كل أجزاء كردستان وتبنوا الماركسية اللينينية ثم رأسا عندما اعتقل عبد الله أبو جلال تراجع بالمائة وثمانين درجة فقالوا نحن لا نريد إلا العدالة وإلا بدّلوا الماركسية اللينينية بالكمالية والشعار الدولة الكردستانية الموحدة بحقوق المواطنة في تركيا، نحن نعتقد أن قيادة هذه الجماعة مازالت تسير بشكل خاطئ وسمعنا أنها في الآونة الأخيرة انقسمت إلى عدة اتجاهات قسم منهم يريدون إعادة القتال في تركيا ونحن نعتقد أن هذا خطر على الشعب الكردي وعلى الديمقراطية والترجمة الديمقراطية في تركيا ولا تساعد التطور التركي إلى الديمقراطي إلى نحو.. إلى أوروبا.

الحبيب الغريبي: ولكن الكثير من الكرد سيد الطالباني سواء أن كانوا مسؤولين أو حتى مواطنين عاديين لا يجدون غضاضة في الحديث عن حتمية قيام دولة كردية وهناك من يقول إن الدولة فعلا قائمة كأمر واقع ماذا عنك؟

إعلان

جلال الطالباني: أنا أعتبر نفسي منذ صغري أحد العاملين والفاعلين في الحركة التحررية للشعب الكردي ولكن أنا أنظر للأمور نظرة واقعية لعله لا تعيدني خمسين سنة إلى الوراء كنت أيضا ضمن الذين يطرقون هذه الشعارات الآن أنا أعتقد أن على القيادات الكردية الناضجة أن تناضل من أجل الحقوق الممكنة التحقيق، نعم الشعب الكردي شعب كبير من الشعوب أكبر الشعوب المظلومة الآن في العالم بين ثلاثين إلى أربعين مليون كردي موجود مقسم بلده محروم في بعض الأماكن حتى من ذكر اسم الكرد وكردستان ولكن هل يمكن تحقيق دولة كردية مستقلة نحن نعتقد أن الشكل الأحسن للتعايش الكردي مع الشعوب في الشرق الأوسط هي الديمقراطية والفدرالية هذه هي التي تحقق للأكراد حقوقهم، نعم هنالك من يدعون إلى الآن أيضا حتى في آخر إحصاء في يعني إحصاء غير رسمي في كردستان العراق حوالي 21% يطالبون بالانفصال وبالاستقلال ولكن الأكثرية الساحقة أعتقد تؤيد العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد والمستقل.

الحبيب الغريبي: سيد جلال الطالباني عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم الانتقالي والأمين العام للحزب للاتحاد الوطني الكردستاني أشكرك جزيل الشكر على رحابة صدرك.

جلال الطالباني: وأنا أشكركم جزيل الشكر وأتمنى علاقة جديدة بين الجزيرة والحكومة الجديدة العراقية أتمنى أن تكون هذه العلاقة علاقة تفاهم وانتقادات بنّاءة وبيان الجانب الإيجابي والسلبي في العراق.

الحبيب الغريبي: وشكري أيضا موصولٌ إليكم مشاهدينا الكرام وهذا الحبيب الغريبي يحييكم ويتمنى لكم أسعد الأوقات.

المصدر : الجزيرة