الملا داد الله.. أوضاع حركة طالبان
مقدم الحلقة: | أحمد زيدان |
ضيف الحلقة: |
الملا داد الله: القائد العسكري العام لحركة طالبان |
تاريخ الحلقة: | 30/04/2004 |
– الوضع العسكري داخل أفغانستان
– علاقة طالبان بالقاعدة والمقاومة الأفغانية
– السياسة الأميركية تجاه أفغانستان
الوضع العسكري داخل أفغانستان
أحمد زيدان: السيد القائد أهلا بك في برنامج لقاء خاص في قناة الجزيرة، في البداية دعني أسألك عن تصريحات جنرال أميركي قال فيها بأن حركة طالبان الأفغانية التي تقودونها أنتم لا تشكل خطرا على القوات الأميركية أو على الحكومة الأفغانية التي يرأسها الرئيس حامد كرزاي، كيف تنظرون إلى هذه التصريحات الأميركية؟
الملا داد الله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الكلام ليس له أساس على الإطلاق، فحركة طالبان خطر على المحتلين وأعوانهم ولو كانت الحركة لا تشكل خطرا عليهم لما لجأ كرزاي إلى الاعتماد على حراسه الأميركيين ولما فشل في العثور على مخلصين له من جنرالات وجنود أفغان لحمايته، فكرزاي الذي ينتمي إلى قندهار تعرض إلى أكثر من محاولة اغتيال كان من بينها خلال حفلة زفاف شقيقه ما أرغمه على مغادرة الحفل وعدم مواصلة المشاركة فيه فولا هاربا إلى كابول وظل سنتين كاملتين لا يزور قندهار سوى قبل أيام حين تعرض لمحاول اغتيال جديدة، فكيف يقولون بعد ذلك أن طالبان لا تشكل خطرا عليهم؟ على كل حال دعهم يقولون ما يشاؤون فأنا أعتقد أنهم يعرفون الحقيقة جيدا والشعب الأفغاني يعرفها أيضا.
أحمد زيدان: ماذا تفعل حركة طالبان الأفغانية الآن في داخل أفغانستان؟ ما هي العمليات العسكرية التي تقومون بها؟ نحن هنا في الإعلام لا نسمع أي شيء عن هذه العمليات التي تقوم بها حركة طالبان.
” |
الملا داد الله: الحمد لله في أفغانستان هناك عمليات عسكرية كثيرة وهي متواصلة وما يردده الأميركيون والبريطانيون غير صحيح فالإعلام تحت سيطرتهم والعدو حين ينشغل بالحرب بعدوه لا يظهر الحقائق هم باختصار يكذبون ولا يعكسون ما يجري على الأرض ويسعون بذلك إلى فرض كذبهم على الآخرين فالجهاد والعمليات متوصلة في أفغانستان وبطريقة منظمة، دعهم يكذبون فنحن نواصل جهادنا والحمد لله .
أحمد زيدان: هل لديكم قتلى أو أسرى أميركيين كما يشاع في بعض وسائل الإعلام المحلية أم أن هذا الأمر مجرد شائعات؟
الملا داد الله: أظن أن عدد قتلى الأميركيين يتجاوز الثلاثة آلاف حتى الآن حسب معلوماتي الشخصية فمثلا في معركة شاه كود فقط قتل أميركيين ثلاثمائة وثلاثة عشر شخصا وفي نورستان قتل منهم ثمانون وفي غزني وخلال هجوم واحد لقي أربعون شخصا منهم مصرعهم وفي قلاط سقط ثلاثون قتيلا وخلال معركة واحدة في سانكين قتل عشرون شخصا منهم ونحن هنا لا نستطيع حصر كل الهجمات التي تعرضوا إليها ففي كل عملية أو مواجهة يقتل من بينهم بين عشرين إلى ثلاثين شخصا وهم يواصلون الكذب فمع سقوط أي طائرة لهم يقولون جرح شخص واحد وهذا كلام عجيب فنحن نرى أن أي حيوان لو يقع على الأرض لابد أن تكسر رجلاه ويداه أما عندما تسقط طائرتهم من السماء فيجرحون فقط، هل يعقل هذا؟
أحمد زيدان: ما هو مصير الملا محمد عمر هل يمكن لنا أن نعرف ما هو مصيره هل لديكم اتصالات مع الملا محمد عمر؟
الملا داد الله: هذا تكتيك عسكري فالملا محمد عمر أمير المؤمنين لا يظهر نفسه على الساحة أما هذه العمليات التي نقوم بها في أفغانستان فهي تتم بتوجيهاته وإرشاداته وتحت قيادته وهو الذي يرسل بالأوامر إلينا ويتواصل معنا في كل الأمور وأوامره هي أنه لن نقعد ولن نستريح حتى نخرج المحتلين الكفار من كل أفغانستان.
أحمد زيدان: ما هي الأساليب العسكرية التي تتبعها حركة طالبان الأفغانية الآن في داخل أفغانستان لمقاومة ما تصفونه بالمحتل الأميركي والحكومة الأفغانية الموالية لها؟
الملا داد الله: الحمد لله أفغانستان بلد جبلي وهي ساحة جيدة للجهاد والقتال ولعل العالم كله يعرف أن ثعبانا أخر سقط في هذه الأرض وهو الثعبان الروسي ونحن نواصل عملياتنا من الجبال، الأميركيون وعملاؤهم بفضل الله لا يستطيعون المواجهة والمقاومة في تلك المناطق وحتى أن عملاء الأميركيين من الأفغان يقولون لنا تعالوا قاتلوا الأميركيين بشكل مباشر فلماذا تحاربوننا ويعرضون علينا قتال الأميركيين دون أن يتعرضوا إلينا ونقوم بشن الحرب من الجبال على القوات الأميركية وسننزل إن شاء الله إلى المدن وحينها سيكون مصيرهم الفشل كما حل بالقوات السوفيتية في أفغانستان بعد أن فشلوا في ملاحقتنا في الجبال فبدأنا بمهاجمتهم في المدن انطلاقا من قواعدنا في الجبال ونحن قادرون بفضل الله على الوصول إلى العدو في أي منطقة أفغانية.
أحمد زيدان: ما هي الأساليب العسكرية الجديدة التي تتبعها الحركة الآن في داخل أفغانستان؟
الملا داد الله: الأساليب الجديدة في مواجهة العدو هي بإذن الله العمليات الاستشهادية الفدائية وهي بمثابة القنبلة النووية التي يملكها المسلمون في هذا العصر وهي ستحل محل القنابل النووية التي يملكها العدو ولكن الكفار حتى الآن لم يستطيعوا وقف هذه العمليات الاستشهادية وأن لهم وبإذن الله سنستخدم هذا الأسلوب وهو تكتيك جديد نحن منشغلون الآن في الإعداد لذلك وقمنا بتنفيذ عدة عمليات عسكرية من هذا النوع فهي عمليات مؤثرة وقادرة على إلحاق أفدح الخسائر المادية والمعنوية في العدو.
أحمد زيدان: هل هناك مفاوضات بينك وبين الأميركيين؟
الملا داد الله: لو كنا نجري محادثات مع الأميركيين لفعلنا ذلك منذ البداية وقبل وقوع الحرب، إن الأميركيين جاؤوا إلى هذه البلاد من أجل القضاء على الإسلام ولو كنا نريد هدم الإسلام أو الانتقاص منه لا سمح الله لتفاوضنا مع الأميركيين ولتنازلنا عن مبادئنا من أجل البقاء في السلطة ولكن بفضل الله كنا نريد العزة والكرامة لنا ولديننا وبالتالي اخترنا طريق العزة والجهاد والمقاومة على طريقة الذل والاستسلام فلجأنا إلى الجبال لإطلاق المقاومة والجهاد.
أحمد زيدان: هل لديكم أسرى من القوات الأميركية؟
الملا داد الله: حتى الآن لم نحتفظ بالأسرى الأميركيين وحاليا لا يوجد لدينا أي أسير أميركي ولكن لدينا بعض الأسرى الأتراك وغيرهم من البلدان الأخرى ولكن الأميركيين لا ينظرون إلى هؤلاء الأسرى على أنهم بشر وحلفاء لهم، فقد عرضنا أكثر من مرة مبادلتهم بأسرانا ولكنهم رفضوا لذلك أقول أنه ليس لدينا أي أسرى الأميركيين.
علاقة طالبان بالقاعدة والمقاومة الأفغانية
أحمد زيدان: ما هي طبيعة العلاقة الآن بين حركة طالبان وبين تنظيم القاعدة؟
” الملا داد الله: ضحت طالبان بحكومتها في أفغانستان نصرة للقاعدة وهذا ما يفرضه الدين، لذلك الصلة وطيدة بيننا، ونحن معهم في جبهة عمل واحدة نحارب عدوا مشتركا وسنبقى في هذه المعركة حتى النصر أو الشهادة ” |
الملا داد الله: العالم كله يعرف أننا ضحينا بحكومتنا من أجل مجاهدي القاعدة وهذه كانت فريضة إسلامية علينا فكيف نفقد الصلة معهم والآن نحن وإياهم في جبهة وساحة واحدة نحارب العدو المشترك وسنبقى في هذه المعركة حتى النصر أو الشهادة بإذن الله فهدفنا مواصلة الجهاد فديننا وهدفنا واحد وعدونا واحد أيضا وإن شاء الله سنبقى مع الأخوة في القاعدة حتى نلحق الهزيمة بعدونا الصليبي المشترك.
أحمد زيدان: هل أسامة بن لادن والملا محمد عمر أحياء؟ هل لديكم اتصال معهم؟
الملا داد الله: نعم هم أحياء بفضل الله وكرمه وهم يقومون بإرسال التعليمات والأوامر إلينا ونحن على صلة مع مجاهدي القاعدة والشيخ أسامة والذي يرسل هو وأمير المؤمنين تعليماتهما وأوامرهما إلينا.
أحمد زيدان: هل هما في داخل أفغانستان أم في باكستان؟ أين هم؟
الملا داد الله: هذا كلام بعيد عن مجالي العسكري فلا أعرف بمكانهما وليس من صلاحيتي ذلك وحتى لو عرفت لا يمكنني أن أحدد فيما إذا كانا في باكستان أو في أفغانستان أو في أي بلد ثالث.
أحمد زيدان: ما هو آخر لقاء لك مع أسامة بن لادن؟ هل التقيته بالفعل؟
الملا داد الله: لو نريد أن نلتقي به لأمكن ذلك ولكن لا نريده في هذه الأوضاع فلا نريد أن نلتقي بأسامة أو بأمير المؤمنين ولكن هما فوضا إلينا شؤون الجهاد ونحن نواصل ذلك وليس من المهم أن نلتقي بهما أم لا خصوصا وأن الوقت غير مناسب لذلك فكما تعرف الكثيرون يجدون في البحث عنهما.
أحمد زيدان: التقيت أسامة بن لادن، كيف تصفونه وكيف تصفون أول لقاء لك معه؟
الملا داد الله: أول مرة التقيت به كان في قندهار وبالنسبة لصفاته يمكن القول إنه مجاهد من الطراز الأول وهو مجاهد حقيقي ولو لم يكن مجاهدا حقيقيا هو وأمير المؤمنين لما بحث عنهما الكافرة هذا البحث الواسع وكذلك رفاقهما الذين يبحث عنهما الأعداء في كل مكان فقد الحقوا الهزيمة بأعداء هذه الأمة فهو مجاهد حقيقي يبتغي مرضاة الله تعالى.
أحمد زيدان: هل أنتم في حركة طالبان الأفغانية نادمون على دعمكم لتنظيم القاعدة التي سببت انهيار لحكومة طالبان والآن أنتم شبه مشردون؟
الملا داد الله: كلامنا هو كلام الشهيد حين يوضع في القبر فيقول تمنيت لو أحيى ثم أقتل مرة ثانية وذلك للمشاركة في الجهاد ونحن نقول ليتنا نستولي على الحكومة مائة مرة ثم نفقدها ونضحي بأنفسنا من أجل هؤلاء المجاهدين.
أحمد زيدان: هل هناك تنسيق بينكم وبين بعض الأحزاب الأفغانية المعارضة للوجود في أفغانستان الإسلامي مثل الحزب الإسلامي في أفغانستان بزعامة قلب الدين حكمت يار أو الشيخ مولوي يونس خالص؟
الملا داد الله: هم أيضا أعلنوا الجهاد، نعم نحن على صلة بالشيخ مولوي يونس خالص وكذلك مع قلب الدين حكمت يار أيضا وهو إخواننا وهكذا ليس هناك أي منظمة أخرى ترغب بقتال العدو ليس لنا علاقة معها فنحن في حركة طالبان نرحب بكل من يقاتل ويجاهد ضد هذا العدو.
أحمد زيدان: هل تقومون بعمليات عسكرية مشتركة بينكم وبين بعض الأحزاب الأفغانية المعارضة للوجود الأميركي في أفغانستان؟
الملا داد الله: نعم إن طالبان كانت قوة منظمة وأمورها ما زالت منظمة ومنسقة ولو بدأت الجماعات الأخرى بالجهاد فنحن نشاركها في ذلك ونتعاون وننسق فيما بيننا ما داموا قبلوا مبايعة أمير المؤمنين وعلى كل يجب على كل من يريد الجهاد أن يبايع الأمير وهو الملا محمد عمر من أجل أن يكون جهادنا واحدا ومنسقا ومشتركا.
أحمد زيدان: هناك تقارير غربية تتحدث بأن الملا محمد عمر عبر عن غضبه لرحيل أو ذهاب بعض عناصر القاعدة من أفغانستان إلى العراق وتركهم أفغانستان من أجل القتال في العراق هل هذه التقارير صحيحة؟
الملا داد الله: هؤلاء يريدون الفساد وهذا يدخل ضمن الفساد والإفساد فالحمد لله المجاهدون العرب ما زالوا مشغولين بالجهاد في أفغانستان وهم لم يذهبوا من هنا وهم يقاتلون معنا في الجبهات المشتركة ضد الأعداء وبعضهم ينفذ عمليات استشهادية والبعض الآخر يقاتل بالسلاح إلى جانب إخوانه من طالبان وهذا الكلام غير صحيح وأمير المؤمنين غضب من بث هذا الكلام الكاذب فالمجاهد يقاتل في أي مكان فيه جهاد إذ إن الجهاد لا يختص بمكان وزمان ما دامت الفرصة متاحة وما دامت الفريضة قائمة فجميع المجاهدين يهدفون إلى تحرير بلاد الإسلام والمسلمين وكلهم يريدون إنفاذ أوامر القرآن الكريم ويردون فرض حاكمية الله تبارك وتعالى في الأرض وهو في صالح الجميع.
[فاصل إعلاني]
أحمد زيدان: هل لديكم أي علاقة مع المقاتلين في العراق أو مع المقاومة العراقية؟ ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبينهم؟
الملا داد الله: هناك بعض الموانع التي تحول دون الاتصال بهم وهم مشغولون بجهادهم في أرضهم ونحن هنا مشغولون بالأمر نفسه ولكن نجاحهم وفوزهم وانتصارهم انتصار لنا وهزيمتنا أو هزيمتهم لا سمح الله هزيمة لأحدنا ولصالح الكفرة أعداءنا ونرجو الله أن تتقوى هذه الصلة بينا وبينهم لنقاتل كالبنيان المرصوص هذا العدو المشترك الواحد ولكن كما ذكرت بسبب بعض المسائل والعوائق لا توجد حاليا اتصالات بيننا.
أحمد زيدان: ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين برهان الدين رباني أو عبد الرب الرسول سياف الذين هم الآن في كابول؟
الملا داد الله: لا شك في أن مسؤول ولاية هيرات إسماعيل خان ومعه أمير الاتحاد الإسلامي سياف ورباني الذي سبق أن كان رئيسا لأفغانستان هم في الطرف المقابل وأرسلوا إلينا رسائل مؤكدين لنا أن هدفهم هو أيضا إلحاق الهزيمة بأميركا لكن بسبب بعض المشاكل والحسابات لا نستطيع أن نثق بهم ولو تراجعوا عن تحالفهم مع الكفرة في كابول فلن تكون لنا مشكلة معهم فهم إخواننا والآن مع عملية نزع الأسلحة أتصل بنا العديد من الناس وبينهم بعض الضباط في الحكومة واعترفوا بخطئهم قائلين أن الكفارة خدعوهم وهؤلاء الكفار استخدموهم والآن يستخدمونهم ضد الشعب، لقد أدركنا والكلام لهؤلاء الضباط والناس الذين تراجعوا عن تعاونهم مع القوات الأميركية بأن الاحتلال هدفه هو ضرب الإسلام وعرضوا علينا الانضمام إلى صفوفنا وكثير من أمثال هؤلاء التحقوا بنا من بينهم مسؤولون في الحكومة المركزية والحكومات المحلية وبعضهم من كبار المجاهدين السابقين ولكن عمليا إسماعيل خان وسياف ورباني لم يفعلوا شيء حتى الآن فكلها مجرد وعود فقط دون تنفيذ.
السياسة الأميركية تجاه أفغانستان
أحمد زيدان: كيف تنظرون إلى السياسة الأميركية تجاه أفغانستان وتجاه حركة طالبان بشكل مباشر؟
الملا داد الله: لكل بلد سياسته ولا يريد أي بلد أن يكشف أسرار سياسته لأي شخص وهذا الأمر مرتبط بهم فنحن لا نعرف سياستهم وبالمقابل لنا سياستنا ونحن مشغولون بجهادنا وتحرير بلادنا وربما هناك عدة وجهات نظر في باكستان وتختلف آراءهم فيما بينهم البعض مع يرى بأن الوقوف مع الأميركيين لصالح البلد بينما يرى البعض الأخر عكس ذلك أما نحن فسنواصل الجهاد في أفغانستان وهذا يشغلنا تماما ونحن لا نعبأ بأمورهم وسياساتهم.
أحمد زيدان: هل أنتم راضون عن السياسة الإيرانية تجاه أفغانستان وتجاه الحركة تحديدا؟
” إيران قامت في السابق ببعض الأعمال في صالح الجهاد وقامت بأعمال أخرى معادية للجهاد، وقد يعكس هذا أن هناك رأيين في إيران تجاه أميركا ” |
الملا داد الله: كذلك لا ندري شيء عن السياسة الإيرانية فإيران قامت ببعض الأعمال التي كانت في صالح الجهاد وقامت ببعض الأعمال المعادية للجهاد وربما هناك رأيان في إيران تجاه أميركا فالبعض يرى بأنه لابد من دعم الجهاد ضد الأميركيين والرأي الثاني يعتقد أنه للوصول إلى أهدافه لابد من التعاون معهم وعلى هذا لا نستطيع الجزم بالسياسة الخارجية الحقيقة لهم.
أحمد زيدان: هل هناك عروض من دول أجنبية أو مجاورة بدعم الحركة ضد الوجود الأميركي في أفغانستان؟
الملا داد الله: الجهاد الذي بدأناه نأمل أن يساعدنا ويساهم فيه كل المسلمين في العالم فهو دفاع عن هذه الأمة والحمد لله جهادنا مستمر ومتواصل بطريقة جيدة جدا ويقدم لنا المسلمون في العالم المساعدات الكثيرة رغم أن المسلمين كانوا في سبات عميق لفترة طويلة ونسأل الله أن يجزي خيرا كل من يساعدنا على مواصلة هذه الفريضة فمع وصول هذا الثعبان الأميركي إلى أراضي المسلمين تحركوا بفضل الله وانتفضوا للذود عن دينهم وأوطانهم وإن كان هناك البعض يخشى من تقديم المساعدة بسبب الخوف من الأميركيين فهناك من لا يخشى إلا الله ويسعى إلى أن يكون من الصادقين في محاربة هذا العدو الصليبي الحاقد على الإسلام والمسلمين وإن شاء الله سيأتي الوقت الذي سيتدافع فيه المسلمون للتبرع بدمائهم وأموالنا وحسبنا أننا في الطليعة التي ستشق الطريق.
أحمد زيدان: البعض يقول بأنكم أنتم تقاومون الاستقرار والأمن في أفغانستان، الحكومة في أفغانستان والوجود الأميركي وفر الاستقرار لأفغانستان وأنتم تخربون وتنسفون هذا الاستقرار، كيف تردون على هذا؟
الملا داد الله: طبعا هناك شائعات كثيرة وكلنا يدلي بدلوه ولكن الكل يعرف بأن السارق سارق والمجاهد مجاهد ولا يمكن قلب الأمور وعكسها فانظروا من هو دستم وتاريخه وكذلك كرزاي وخان محمد وغول أغا فهل هؤلاء مندوبوا وممثلوا الشعب الأفغاني ومسلموا هذه البلاد لقد رأيتم أعمالهم الشنيعة والتي استحي من ذكرها الآن والتي هي مليئة بالفضائح والعار وأنتم وشعبنا والعالم يعرف أننا نمثل المجاهدين الأفغان منذ مقاومة الاحتلال السوفيتي في أفغانستان وكذلك منذ زمن طالبان نحن نأمل أن نكون من المصلحين في أفغانستان والعالم الإسلامي والآن نحن نمثل جزء من المجاهدين في العالم الإسلامي بفضل الله إذا الشعب مع من يقف برأيك معنا أو مع أولئك؟ الشعب الأفغاني الذي كان أحدهم يستحي من ذكر اسم زوجته وأبنته خلال الزواج يرى الآن النساء يذهبن إلى معسكرات ومقرات الجيش الصليبي الأميركي للرقص والغناء، فهذا الأمر لن يقبله الشعب الأفغاني ولن يدعم من يدعو إلى ذلك.
أحمد زيدان: كيف سيكون موقف طالبان من الانتخابات الرئاسية المزمع أجراءها بعد فترة قصيرة؟
الملا داد الله: إنهم مترددون في قضية الانتخابات فهم يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى وكل فترة يقومون بتأجيلها وهذا دليل على أنهم لا يستطيعون عقدها وإن كانوا لا يقولون ذلك وهم يسعون من خلال محطة هيئة الإذاعة البريطانية العميلة لهم إلى فرض المرشحين على الشعب الأفغاني الذين يعطونهم التعليمات والإرشادات لتضليل الشعب فالحكومة الحالية هي حكومة عميلة ولا رأي لها في الأحداث والكل هنا في أفغانستان يعرف ذلك وليس بحاجة إلى أي تفصيل أو شرح.
أحمد زيدان: هناك بعض التقارير التي تتحدث عن أن أميركا ربما تعرض العفو عن بعض شرائح أو عناصر من حركة طالبان، كيف تنظرون إلى مثل هذه التقارير؟
الملا داد الله: أقول لك عليهم أن يخرجوا من بلادنا هم حتى نصدر عفونا عليهم، لماذا يعفون عنا وماذا فعلنا ضد وطننا؟ فهم الذين احتلوا بلدنا واحتلوا شعبنا ودنسوا مقدساتنا فكيف يجرءون على الحديث عن العفو عنا؟ عليهم أن يخرجوا من بلادنا كما خرج الروس فنحن لا نريد عفوهم ولا ننتظره عليهم أن يطلبوا منا ألا نطلق عليهم الرصاص وقت خروجهم من أرضنا نحن نطلب العفو من الله وحده الذي نبتغي مرضاته والذي من أجله نصلي ونسجد ونجاهد ابتغاء مرضاته ورحمته.
أحمد زيدان: في نهاية هذا اللقاء مشاهدينا الكرم لا يسعنا إلا أن نشكر القائد العسكري العام لحركة طالبان الملا داد الله حتى نلتقي في لقاء آخر هذا أحمد زيدان يودعكم الله وإلى اللقاء.