المسافر

مغامرات الكلاب والكمأة وحكايات الأباطرة.. رحلة في كرواتيا لا تُنسى

عندما تلتقي روعة الطبيعة بعراقة التاريخ، يُولد سحر خاص يأسر قلوب الزائرين، هكذا تبدو كرواتيا، البلد الأوروبي الذي يحتضن أكثر من ألف جزيرة، ويختزن حكايات الأباطرة والملوك في مدنه العتيقة.

وفي رحلة استثنائية، يأخذنا برنامج "المسافر" عبر منصة "الجزيرة 360" لاكتشاف هذا البلد الساحر.

بانر المسافر

تمتد كرواتيا، التي يطلق عليها موطن الجزر والحضارات، والتي لم تظهر بشكلها الحالي حتى عام 1991، على ساحل البحر الأدرياتيكي بأكثر من 1100 جزيرة، منها 66 جزيرة مأهولة بالسكان، ويقطنها نحو 4 ملايين نسمة من شعب عُرف بالثقافة والرصانة، كحال شعوب الكتلة الشيوعية السابقة.

وتجول كاميرا البرنامج في مدينة سبليت كواحدة من أهم الوجهات السياحية في كرواتيا، مستفيدة من موقعها المثالي بين الجبال والبحر، وتنقل لنا مشاهد من البلدة القديمة فيها، والتي تضم قصر ديوكليتيانوس التاريخي، الذي تحول من مقر لإمبراطور روماني إلى بلدة تاريخية عظيمة، ثم إلى ثاني أكبر مدن كرواتيا.

تحفة عمرها 17 قرنا

ويروي بروفيسور مختص في تاريخ المدينة أن المبنى يتكون من مستويين: تحت الأرض وفوقها، بمساحة تبلغ 40,000 متر مربع، وتتميز بوابته الذهبية، التي يبلغ ارتفاعها 22 مترا، بأنها كانت مخصصة للإمبراطور وعائلته فقط.

وتُعد كاتدرائية سان دويا من أقدم المباني المسيحية في العالم، إذ يعود بناؤها إلى سنة 350 ميلادية، ومن برجها، الذي يتطلب صعود مئتي درجة، يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة والميناء والجبال المحيطة.

إعلان

كما تزين ساحة برستيل الرومانية مدينة سبليت بهندستها المعمارية الفريدة وتماثيلها الحجرية الأنيقة، في حين يحكي السوق الشعبي، العائد للقرن السابع عشر، وساحة الفاكهة قصة التجارة والحياة اليومية في المدينة.

وتعكس ساحة الجمهورية في سبليت، التي بناها الإيطاليون في منتصف القرن التاسع عشر، تأثيرا واضحا للعمارة الإيطالية، فقد صُممت لتشبه ساحة الجمهورية في البندقية، لتضيف بُعدا ثقافيا آخر لهوية المدينة المتنوعة.

إرث الزيتون

وتفخر كرواتيا بإنتاج أجود أنواع زيت الزيتون منذ ألفي عام، حيث يقع متحف زيت الزيتون الذي زاره البرنامج في قلب مدينة بولا، ويقول السكان إنه رغم تعاقب الحروب والهجرات والأوبئة، فقد ظل زيت الزيتون العنصر الوحيد الثابت على موائدهم.

وتتميز الواجهة البحرية في بولا، أو ما يُعرف محليا باسم "ريفا"، بموقعها المجاور للبلدة القديمة مباشرة، حيث يمتد كورنيش محاط بأشجار النخيل، تنتشر على جانبيه المنازل الجميلة والمقاهي والمطاعم المريحة، ويوفر هذا الموقع إطلالة خلابة على المرفأ المزدحم بقوارب الرحلات السياحية واليخوت وقوارب الصيد.

مغامرة صيد الكمأة

وفي تجربة فريدة، ينطلق البرنامج في رحلة خاصة لصيد الكمأة في غابات كرواتيا، مع الخبيرة المحلية إيفانا وكلابها المدربة للبحث عن "الفطر الثمين".

وتكشف الرحلة عن مهارات خاصة يحتاجها الصياد، من مجرفة صغيرة وعين ثاقبة، إلى جانب الكلاب المدربة.

ولفت البرنامج إلى أن أبرز ما يُميّز التجربة السياحية في كرواتيا هو الاندماج الفريد بين السياح والحياة المحلية، فالسكان والزوار يشتركون في المقاهي والمطاعم والمتاجر نفسها، مما يمنح الزائر إحساسا حقيقيا بأنه جزء من نسيج المدينة.

ولم تقتصر شهرة كرواتيا على معالمها التاريخية والطبيعية، بل أصبحت خلفية مثالية لتصوير مسلسل "جيم أوف ثرونز" الشهير، مما جذب محبي المسلسل لزيارة مواقع التصوير الأسطورية.

إعلان