المياسة آل ثاني: متاحف قطر ترتكز على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية
جاء ذلك في برنامج "الجانب الآخر" الذي تبثه منصة "الجزيرة 360" وتقدمه الإعلامية علا الفارس (رابط الحلقة كاملة اضغط هنا).
وأشارت الشيخة المياسة إلى أنها كانت تحلم بأن تكون وزيرة خارجية لبلادها بسبب حبها للعمل الدبلوماسي والسياسي، قبل أن تسند إليها مهمة إدارة عمل المتاحف والثقافة بالدولة الخليجية.
وعن علاقتها مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قالت إنه شقيقها وصديقها ويفصل بينهما عامان فقط، لافتة إلى أن كثيرين يقولون إنهما توأم ويتشابهان بالشكل والصفات ويتقاربان في الشخصية والهوايات حيث كانت تعشق ممارسة التنس.
وقالت إنها كانت تحب تقليد ما يفعله، كما كان يعطف عليها في الصغر، ودائما ما يستمع لها ويمنحها الفرصة لطرح أفكارها.
ووصفت الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأكبر داعم في حياتها، وكان ينصحها في كل قراراتها المهمة، ولم يشعرها بأنها مخطئة بل يشدد على ضرورة أن تتعلم وتنظر للأمام.
وعرجت على دراستها في جامعة ديوك الأميركية، حيث كان والدها أكبر الداعمين للدراسة في أي مكان تريده، كاشفة أنها كانت أول شخص بالعائلة يذهب للولايات المتحدة بعدما ذهب أشقاؤها لأوروبا.
في الجهة المقابلة، تعلمت الشيخة المياسة الصبر والإصرار واحترام الذات من والدتها الشيخة موزا بنت ناصر المسند، وقالت إنها قامت بمبادرات كثيرة لتطوير المجتمع وحقوق المرأة والطفل والأسرة وكذلك التعليم والصحة في قطر.
نشأة المياسة
وكشفت الشيخة المياسة أن والدها من اختار اسمها بعد قراءته قصة "المياسة والمقداد"، حيث كانت المياسة فيها فارسة معروفة ترفض كل الرجال للزواج سوى ابن عمها الذي هزمها بالمبارزة.
وقالت إنها ليست متأكدة من كونها أول فتاة بقطر تسمى بالمياسة، مشيرة إلى أنها عاشت طفولة عادية وحياة أكثر من طبيعية.
وكشفت أن والدها كان متواضعا ويعامل أبناءه بعيدا عن أي بروتوكولات، مضيفة أنها لم تكن تعلم أن والدها كان وليا للعهد، وسألته يوما عن وظيفته ولم تكن تعلم ماذا يعني ذلك.
وعن حياتها الدراسية، تطرقت الشيخة المياسة إلى واقعة عندما اختارها مدرسوها طالبة مثالية بعدما كانت متفوقة بجدارة لكن المدير رفض ذلك وحاول إقناعها -لأسباب معينة- بأن تقبل أن تكون نائبة للطالبة المثالية ورفضت هذا المبدأ جملة وتفصيلا.
أما بشأن الشهادات، فأكدت المسؤولة القطرية أنها لم تشعر بأنها ظلمت يوما بل العكس إذ كان زملاؤها يمازحونها عندما تحصل على علامات دراسية عالية ويقولون إنها بنت الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مشيرة إلى أن الامتحانات كانت تأتي من الخارج.
وأقرت بحبها الشديد للدراسة وكونها مجتهدة حتى وصل الأمر إلى أنها كانت "تحل بعض الواجبات الوظيفية لأشقائها الذين كان يفضلون اللعب والرياضة".
انخراطها بالعمل
وعن العمل، قالت الشيخة المياسة إنها تخرجت عام 2005 وبدأت العمل مباشرة في مكتب الأمير الوالد، قبل أن تستلم مكتب افتتاح المتحف الإسلامي قبل دورة الألعاب الآسيوية عام 2006.
وتؤمن الشيخة المياسة أن بناء المتاحف ليس صعبا لكن والدها كان يهمه أن يرتكز على التنمية البشرية ويشرف قطريون عليه لإدارة المشاريع "لذلك رسمنا خطة 25 عاما تتماشى مع رؤية قطر 2030".
وأوضحت أن الخطة ارتكزت على عدة قيم هي الهوية القطرية والعربية والإسلامية، حيث افتتحت قطر المتحف الإسلامي ثم العربي ثم الوطني، إضافة إلى التنمية الاجتماعية "لذلك افتتحنا المتحف الرياضي عام 2022، كما سنفتتح متحف الأطفال".
وإلى جانب هذا، هناك مشاريع مخطط لها بالسنوات الـ10 المقبلة كمتحف لوسيل ومتحف السيارات، كما سيتم تحويل مطاحن قطر التي بنيت نهاية التسعينيات إلى متحف جديد.
وأكدت أن عدد المتاحف بقطر (8) ليس كبيرا مقارنة بحجمها الجغرافي، كاشفة وجود 4 متاحف ويجري العمل على عدد مماثل.
وشددت على أن سياسة قطر الداخلية والخارجية مستقلة لكنها تدعم إبراز المواد التي تهمها وثقافتها، موضحة أنها تسعد برؤية مشاريع متاحف ومراكز ثقافية وأثرية جديدة بالمنطقة من أجل خلق إرث للأجيال القادمة.
مبادرات ثقافية
وأشارت الشيخة المياسة إلى أن مبادرة الأعوام الثقافية نبعت عقب فوز بلادها بتنظيم مونديال 2022 بهدف تعريف العالم بقطر وتعريف القطريين والمقيمين بالعالم القادم إليها.
وأكدت أن المبادرة حققت نجاحا كبيرا بعد رسم سنوات ثقافية بين قطر ودول منظمة لكأس العالم مثل "البرازيل 2014" و"روسيا 2018″، مضيفة أنها لا تشمل الفنون فحسب وإنما قطاعات التعليم والصحة والتجارة.
وشددت على ضرورة الاعتزاز بالهوية والثقافة والعادات والتقاليد القطرية والخليجية والعربية، لذلك كان مونديال قطر لإبراز الهوية العربية والدينية وكان خاليا من الكحول وعكس حفل افتتاحه ثقافات العرب وحمل الجميع علم فلسطين.
وأضافت أن قطر لها اهتمام خاص بالقضية الفلسطينية ومستحيل أن تتخلى عنها، كاشفة دور بلادها بتسجيل قرية بتير الفلسطينية ضمن قائمة التراث التابعة لليونسكو عام 2014.
وعن وضع "الدب الأصفر" بمطار حمد الدولي، قالت إنها تؤمن بضرورة وضع أعمال فنية في المطار لكن الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية -آنذاك- أكبر الباكر اتصل بها وطالبها بإزالته، حيث طلبت منه أن يمهلها أسبوعا قبل أن يعاود الاتصال بها ويطالبها بإبقائه بسبب حب الناس للفكرة.
وتوضح أن وضع الأعمال الفنية بالأماكن العامة ينطلق من كون قطر "لا تنظر إليه استثمارا ماديا وإنما استثمارا علميا وثقافيا وتطويرا للإنسان"، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تغير مزاج المرضى في حين توفر المتاحف أماكن لذوي الإعاقة التي لا تستطيع السفر.
وتطرقت إلى المواقع الأثرية بقطر كالزبارة -أول موقع قطري يسجل بقائمة اليونسكو للتراث في 2013- إضافة لقرية عين محمد التي تركز على التراث القطري والعادات والتقاليد.
وتؤمن الشيخة المياسة بالاقتصاد المعرفي والاستثمار بالمواهب الإبداعية والحفاظ على البيئة والعمل التطوعي، إذ تقود حملات تنظيف الشواطئ بنفسها، معربة عن فخرها بشبكة الجزيرة الإعلامية ووصفتها بأنها أهم علامات قطر.
حياة المياسة الخاصة
وعن عائلتها، فقد تزوجت الشيخة المياسة من الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثاني، وكشفت أنه أهداها لأول مرة لوحة فنية حيث لم تكن تدرك وقتها أنه موهوب فنيا.
وقالت إن وراء قصتها كامرأة ناجحة رجال عظماء، وهم والدها وأخوها وزوجها، مؤكدة أنها لا تمتلك حياة اجتماعية واسعة حيث ينقسم وقتها بين بيتها وعملها.
وأكدت أهمية أن تخصص الأم العاملة وقتا لأطفالها، كاشفة أنها لا تسمح لأطفالها بامتلاك هواتف ذكية قبل بلوغ سن معينة، معربة عن قناعتها بضرورة أن يعيش الأطفال حياة واقعية لا افتراضية وتشجيعهم على الرياضة وتنمية المواهب والقراءة والسباحة.
وعن هواياتها، قالت الشيخة المياسة إن وقتها الخاص تقضيه مع أطفالها، مشيرة إلى أنها تحب ممارسة البادل والسباحة والتنس والقراءة ومشاهدة الأفلام والتصوير.
وعرجت على كتابها "سحر الثقافة" بعدما أكملت السنة الماضية عامها الـ40، وقالت إنه مخصص لزوار قطر ومشاريعها، وأهدته لكل قطري ومقيم شارك بإنجاح مونديال 2022، واعتبرته نوعا من الشكر والتقدير لوالدها وشقيقها الأمير.