الاحتلال يواصل استهداف صحفيي الجزيرة بغزة ومشافي لبنان تحت خط النار
وشهدت الأيام الأخيرة فصلا جديدا من مسلسل الاستهداف المتعمد لطواقم الجزيرة في قطاع غزة، فقد أصيب المصور فادي الوحيدي برصاص مباشر من طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء توثيقه نزوح المدنيين عند أطراف مخيم جباليا رغم ارتدائه الزي الصحفي الأزرق المميز.
وفي حادثة منفصلة، أصيب المصور علي العطار في رأسه نتيجة قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في باحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
اقرأ أيضا
list of 4 items"أنقذوا علي العطار".. مناشدات عاجلة لإجلاء صحفي فلسطيني مصاب من غزة
إنترسبت: 5 صحفيين استهدفتهم إسرائيل في أسبوع
صحفيو فلسطين والجزيرة في مرمى إسرائيل وفشل مشهود لروايتها
وروى مراسل الجزيرة أنس الشريف تفاصيل حادث إصابة المصور فادي قائلا "أصبحت الطائرة تلاحقنا ونحن نركض وإذا بإطلاق نار بشكل مباشر على رقبة الزميل فادي ثم سقط على الأرض مباشرة، هذا المشهد صعب جدا وأنا أقوم بالمناداة عليه ولا أستطيع إنقاذه".
حالة فادي الوحيدي حرجة، حيث يواجه خطر الشلل السفلي، في حين يعاني علي العطار من نزيف في الدماغ أدى إلى دخوله في غيبوبة وفقدان جزء من الذاكرة، وكلاهما بحاجة ماسة للعلاج خارج غزة، لكن الحصار المفروض على القطاع يحول دون ذلك.
ورغم هذه الظروف القاسية فإن الصحفيين يصرون على مواصلة عملهم، حيث نقل الشريف عن فادي قوله "يا أنس، بدي (أريد) أقوم على رجلي، بدي أرجع أمشي زي ما كنت"، وعند استفاقته من الغيبوبة كانت كلماته الأولى "التغطية مستمرة، وحين يتم الله علي الشفاء الكامل سأعود للميدان".
الوضع الصحي المتدهور بلبنان
وعلى الجبهة اللبنانية، يتكرر السيناريو الإسرائيلي في استهداف المنظومة الصحية بشكل ممنهج، في ظل تجاوز عدد الجرحى 10 آلاف جريح في وقت قياسي، في حين تكافح المستشفيات من أجل البقاء في الخدمة وسط القصف المدمر.
وزار فريق "المرصد" مستشفيات عدة في الجنوب اللبناني، وبرزت حالة مستشفى الجعيتاوي الجامعي في بيروت، حيث تكتظ غرف الحروق بالمصابين جراء القصف.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 100 من رجال الإسعاف لقوا حتفهم منذ بدء الهجمات على لبنان، نصفهم قتلوا في الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، وفقا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وفي وحدة الحروق بمستشفى الجعيتاوي الجامعي تتوزع حالات مصابين قدموا بالخصوص من الجنوب اللبناني، واستعرض "المرصد" شهادات عدد منهم وما تعرضوا له من استهداف حتى وصولهم إلى المستشفى.
وفي مشهد يذكرنا بما يحدث في غزة تعرّض محيط 3 مستشفيات في محافظة البقاع شرقي لبنان لغارات إسرائيلية ليل السبت الماضي، وتسببت إحدى هذه الغارات في إخراج أقسام الطوارئ والأشعة والعناية المركزة من الخدمة في أحد المستشفيات، مما اضطر إدارته لنقل المرضى إلى مناطق يُعتقد أنها أقل خطرا.
ويستمر الاحتلال في استهداف طواقم الإسعاف وسياراتهم بزعم أنها تنقل أسلحة ومقاتلين، وهو ادعاء نفته السلطات اللبنانية بشدة.