المرصد

روسيا وأوكرانيا.. الحشود على الحدود والتحشيد في الإعلام

بينما تخيّم أجواء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تشتد المواجهة بين البلدين في وسائل الإعلام، وتنطلق الحرب في الصحف والقنوات الإخبارية، في مشهد شبّهه متابعون بأجواء الحرب الباردة.   

ففي ظل توقعات لدى دوائر المخابرات الأميركية بأن تطورات عسكرية قد تحدث في غضون أسابيع قليلة، اشتدت الحرب في وسائل الإعلام بين روسيا وأوكرانيا.

وباتت وسائل الإعلام المدعومة من الحكومة الروسية تقرع طبول الحرب ولو بصوت منخفض، ويبدو الأمر في الظاهر شبيها بما حدث عام 2014 حين اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا وضمّت جزيرة القرم.

ووصف بعض المحللين الأوكرانيين تغطية الإعلام الروسي للأزمة الحالية بين موسكو وكييف بالمضحكة، حيث يتم تجاهل كل شيء يحدث في الداخل الروسي، مثل الانتهاكات وغياب حرية الصحافة.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أشار إلى نواياه بشأن أوكرانيا في يوليو/تموز الماضي، حين نشر الكرملين مقالا من 5 آلاف كلمة كتبها بوتين عن الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين ونُشر المقال بـ3 لغات، متوجّها إلى الروس والأوكرانيين والناطقين بالإنجليزية.

وأحدث المقال جدلا ونقاشا على القنوات الإخبارية، وانتقد محللون أوكرانيون تنكّر الروس لسيادة أوكرانيا في التلفزيون الرسمي، ووصف بعضهم ذلك بالخطأ التاريخي.

ومن جهته، جاء رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مقال بوتين مملوءا بالسخرية.

والمعروف أن زيلينسكي -وهو كوميدي سابق- يحاول وضع يده على القنوات الإخبارية، وأوقف عمل 3 قنوات إخبارية أوكرانية.

وكانت أوكرانيا قد تعرضت لهجوم سيبراني استهدف أكثر من 70 موقعا إلكترونيا حكوميا، وسط صمت روسي، ووجهت حينئذ كييف أصابع الاتهام إلى قراصنة روس، مستغربة وصول خبر الهجوم إلى وسائل إعلام روسية قبل علم الصحافة الأوكرانية به.

ورغم أن العلاقة بين موسكو وكييف قد تدهورت منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، فإن الوضع هذه الأيام ينذر بتطور خطير ووشيك.

فعلى الأرض قوة روسية قوامها لا يقل عن 100 ألف جندي تنتشر على طول الحدود بين البلدين، وعلى الجبهة المقابلة 130 ألف جندي أوكراني متحفز للرد.