المرصد

حرب غزة.. عندما ينقسم الإعلام الإسرائيلي على نفسه

شهد الإعلام الإسرائيلي انقساما خلال الحرب الأخيرة على غزة، ويعد هذا الانقسام نادرا في تاريخ الاحتلال، واتضح الشرخ بين مَن وقف مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومن يرى أنها مغامرة بلا هدف.

ورصدت حلقة (2021/5/31) من برنامج "المرصد" الارتباك السياسي وعلى الشاشات وواجهات الصحف الإسرائيلية، بعد صمود غزة 11 يوما من المواجهات، وردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقراءاتها لتداعيات الحدث الذي هزّ ثقة الإسرائيليين في مسلمات كثيرة عاشوا على وقعها فترة طويلة.

فقد انتهج جيش الاحتلال طوال العقود الماضية سياسة التعتيم الإعلامي على حقيقة ما يحدث في الأراضي المحتلة، لكن الوضع تغير خلال الحرب الأخيرة؛ حيث وجد الاحتلال نفسه تحت أضواء الكاميرات والهواتف على مدار الساعة، حيث وثّق الناشطون ووسائل الإعلام كل شيء خلال الحرب.

أما على منصات التواصل، فقد تصدر وسما "غزة تحت القصف" و"أنقذوا فلسطين" قائمة التفاعل على المنصات ولعدة أيام، في المقابل ظهر الارتباك على وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ وقت مبكر.

وقد أجبر صمود غزة واستمرار إطلاق الصواريخ منها تجاه الأراضي المحتلة وسائل الإعلام الإسرائيلية على إيفاد فرقها إلى الحدود مع القطاع للتغطية من هناك، حيث وصفت إحدى القنوات الأوضاع بالصعبة للغاية، وهو ما انعكس على سمعة قوة جيش الاحتلال، وقبته الحديدية التي فشلت في اعتراض الصواريخ.

وتحدثت بعض الصحف الإسرائيلية عن إمكانية تفوق جيش الاحتلال في المعارك البرية داخل القطاع، لكن أخرى وصفت العملية العسكرية بالأكثر فشلا في تاريخ دولة إسرائيل، ودعت إلى إنهائها فورا بعد أن أدت إلى فضح جهوزية جيش الدفاع، متهمة الحكومة بالتخبط والعجز.

وبعد بدء الهدنة، حاول بعض الصحفيين الإسرائيليين عبر وسائل إعلام دولية العمل على تلميع صورة دولتهم، لكنهم فشلوا حتى في تقديم دليل واحد يبرر استهداف برج الجلاء الذي يضم مكاتب صحفية، من ضمنها مكاتب شبكة الجزيرة ووكالة الأنباء أسوشيتد برس.