حسابات إنسانية أم سياسية؟.. انقسام إعلامي بشأن تغطية أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية
وتتقاطع القضية الإنسانية مع الحسابات السياسة منذ أسابيع، حيث ينتظر ألفا لاجئ من بلدان عربية وآسيوية تمزقها الحروب والنزاعات، كانوا في قلب مأساة إنسانية، العبور من بيلاروسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، عبر البوابة البولندية التي أغلقت بإحكام.
وتذكّر هذه المأساة بما وقع لآلاف قبلهم عام 2015، عندما ظل العالم يتابع على مدى أشهر مشاهد مؤلمة لطالبي اللجوء إلى أوروبا، وقد تقطّعت بهم السبل على حدود دول عدة.
وتعود الأزمة إلى الربيع الماضي حين تدفق آلاف اللاجئين عبر مطار مينسك إلى المناطق الحدودية مع بولندا قبل أن تبلغ ذروتها في الأيام الماضية.
وتحتفظ السلطات في البلدين لنفسها بالحق الحصري في نشر الأخبار المتعلقة بهذه الأزمة، فتصرّ وارسو على اعتقادها بافتعال مينسك لهذه الأزمة بتسهيلها وصول اللاجئين إلى الحدود والاكتفاء بمراقبتهم وهم يحاولون العبور والاعتداء على الأمن البولندي، في حين تكتفي السلطات البيلاروسية بتسليط الضوء على الجانب الإنساني للأزمة.
ويرى مدير مجلس مينسك للحوار والعلاقات الدولية يوهيني برايهرمان أن التغطية الصحفية للأزمة باتت جزءا من المواجهة الإعلامية الواسعة بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، وذات أبعاد سياسية وسط إهمال لجانبها الإنساني.
كما تتهم الصحفية البولندية نتاليا جافا وسائل الإعلام البولندية الليبرالية بتغطية أزمة اللاجئين من جانب إنساني بحت، وترى أنها تهمل البعد السياسي للأزمة، في المقابل يربط الإعلام اليميني بين المهاجرين والتهديد الأمني، أما وسائل الإعلام فتقف في مأزق لأنها لا تستطيع تغيير الرؤية الرسمية للأزمة بأنها مفتعلة.
وأضافت الصحفية أن السلطات البولندية ترفض اقتراب الصحفيين من الحدود مع بيلاروسيا وتوقفهم على بعد 3 كيلو مترات، حتى أصبحت وزارة الدفاع البولندية هي المصدر الوحيد للأخبار.
في المقابل، تقول الصحفية البيلاروسية هنا ليوباكوفا إن أغلب الصحفيين ممنوعون من العمل على الحدود، ويقتصر عمل الصحفيين في المنطقة على أولئك التابعين لوسائل الإعلام الرسمية لنقل الرواية الرسمية، أو التابعين لبعض وسائل الإعلام العالمية وهذا أمر مستغرب وهناك اهتمام بتغطيتهم اليوم.