المرصد

ما علاقة مختبر بمدينة ووهان الصينية بتفشي فيروس كورونا؟

سلطت حلقة (2020/4/27) من برنامج “المرصد” الضوء على الجدل المتصاعد حول مصدر فيروس كورونا، وبروز قضية مخبر مدينة ووهان الصينية، وحرب الاتهامات بين بكين والغرب.

شهد الأسبوع السابق تصاعدا للهجة ضد الصين في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن تفشي فيروس كورونا، بل ذهبت بعض المواقف -مثل أستراليا- إلى المطالبة بمحاكمة دولية وتعويضات تصل إلى 6 تريليونات دولار، ورفضت بكين هذه المواقف بشدة مؤكدة تعاملها بشفافية مع الوباء منذ بداية انتشاره.

وسلطت حلقة (2020/4/27) من برنامج "المرصد" الضوء على الجدل المتصاعد حول مصدر فيروس كورونا، وبروز قضية مخبر مدينة ووهان الصينية، وحرب الاتهامات بين بكين والغرب.

جدل تاريخي
لا يعتبر هذا النوع من الحروب جديدا، حيث شهد العالم قبل مئة عام معركة حول منشأ الإنفلونزا الإسبانية شبيهة بالتي تجري هذه الأيام حول مصدر فيروس كورونا، وكان العالم حينها يخرج من الحرب العالمية الأولى سنة 1918 عندما اجتاحت الإنفلونزا الإسبانية مناطق مختلفة منه، لتحصد أرواح نحو 50 مليون إنسان، في أكثر الأوبئة فتكا عبر تاريخ البشرية، حيث كانت الصحافة الإسبانية أكثر من تحدث عن الجائحة بحكم حياد إسبانيا في الحرب، فنُسبت خطأ لإسبانيا.

وقد راجت آنذاك روايات عن أن منشأها هو معسكر لعلاج الجنود البريطانيين من ضحايا الأسلحة الكيميائية في الشمال الفرنسي، ثم ذكر لاحقا أن الوباء نشأ في ولاية كانساس الأميركية، ووضعت فرضية ثالثة تزعم أن الصين مصدر الإنفلونزا الإسبانية، ولم يحسم الخلاف رغم مرور قرن منذ ذلك التاريخ.

جدل مصدر كورونا
وفي سياق بحث العالم المتواصل عن المصدر الحقيقي لفيروس كورونا، وبعد رواية "مرق الخفاش" التي شاعت الأسابيع الماضية، تصدرت رواية أخرى ساحة حرب الاتهامات، تعزو تفشي فيروس كورونا لمختبر علوم الفيروسات في مدينة ووهان.

وقد دعم عالم فيروسات فرنسي حاصل على جائزة نوبل للطب عام 2008 نظرية الفيروس المصنع مخبريا، وقال في تصريح تلفزيوني "هذا أمر غير طبيعي، هذا عمل مختصين بيولوجيين أضافوا جزئية من فيروس نقص المناعة المكتسبة لفيروس آخر مصدره خفاش".

إلا أن العديد من العلماء حول العالم أكدوا في دراسة مشتركة نشرت حديثا، أن الفيروس المسبب لـ"كوفيد-19″ ظهر بشكل طبيعي وليس من صنع الإنسان في المختبر، كما كذّب بشدة مدير أحد المختبرات بمعهد ووهان لأبحاث الفيروسات أي نظرية تقول بتصنيع فيروس كرونا في مختبرات المعهد.

في الأثناء، ما زال الإعلام العالمي يرصد حربا باردة ما فتئت تتسع دائرتها بين الولايات المتحدة والصين بشأن فيروس كورونا، ولا تغيب الصين تقريبا يوما عن المؤتمرات الصحفية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن بكين رفضت هذه الاتهامات وأكدت أنها لم تخف حقيقة الوباء منذ اكتشافه، وأنها أخطرت كل المعنيين بالأمر.