
عصر كورونا يغيّر عادات الشعوب ويكشف المستور في دول "متقدمة"
رغم خطورته وحالة الهلع التي تسبب في انتشارها عبر العالم، جعل فيروس كورونا شعوب العالم تعيد اكتشاف نفسها، فمكّن الجيران من التواصل بطرق فريدة محوّلا شرفات الأحياء السكنية في إيطاليا إلى مسارح غناء، وفرض على أفراد الأسر الاقتراب من بعضهم بعضا بعد أن فرقت بينهم ظروف العمل والحياة، وفسح المجال لعناصر الشرطة الإسبانية ليغنوا ويدخلوا البهجة إلى الشوارع.
برنامج "المرصد" في حلقته بتاريخ (2020/3/30) سلط الضوء على الوجه الآخر لأزمة وباء كورونا، وكيف أثرت على عادات المجتمعات وكشفت حقائق خفية عن الإمكانيات الحقيقية لدول تعتبر متقدمة.
في بعض المجتمعات، أيقظ فيروس كورونا نوازع الخوف والحذر والعدوانية كذلك، فقد تهافت المواطنون في عدد من الولايات الأميركية على اقتناء السلاح الفردي.
وأغلق كورونا الأبواب على أكثر من مليار شخص حول العالم ليصبحوا سجناء في بيوتهم، كما غصت المستشفيات بعشرات الآلاف من المصابين.
وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لاحقت الأروقة الإسبانية الممتلئة بالمنتظرين، ووثقت صور جموع تُركت إلى مصيرها في الشوارع كما حدث في إيطاليا.
في الوقت نفسه انتهت الحرب أو تكاد في مدينة ووهان الصينية التي انتشر منها الفيروس، وتجمع الآلاف على جنبات الشوارع يودعون في أجواء احتفالية جحافل الأطباء والممرضين الذين جاؤوا لنجدتهم أيام الجمر.
كما كشف كورونا عيوبا في النظام العالمي تهاوت معها نظريات مراكز التخطيط الإستراتيجية، ورسم الفيروس الوجه المتوحش للرأسمالية الغربية التي تقع الخدمات الاجتماعية في أسفل سلمها، بينما تتسارع فيها الإجراءات لحماية كبار الأثرياء والشركات العابرة للقارات.
في إيطاليا كما في فرنسا وألمانيا وإسبانيا، وبالولايات المتحدة خاصة، فضح كورونا تردي القطاع الصحي وتعثر التموين وانفلات الأسعار، إضافة إلى بؤس إجراءات السنة الدراسية وقلة حيلة السواد الأعظم من صغار الموظفين والمؤسسات الصغرى التي عصف بها الوباء.
غير أن زمن كورونا لا ينقل عدوى الأحزان فقط، بل يشيع أيضا بعض الأمل تصنعه الأخبار عن لقاح اكتشف أو يوشك على الخروج من المختبرات.
دور كورونا في تغيير مظاهر الحياة امتد إلى جميع المجالات، بما في ذلك العمل في أستوديوهات هوليود، وعطل عمليات التصوير متسببا في تأخير مواعيد خروج الأفلام.