
الوجه الآخر لكورونا.. دول تغرق في الخسائر وشركات تحقق أرباحا قياسية
لا يُعَد فيروس كورونا حدثا صحيا فحسب، بل هو متغير اقتصادي يهز أسعار النفط والبورصات، بعد أن أدخل كل العالم في حفل تنكري، فوضع الناس الأقنعة في الشوارع والمطارات والفضاءات التجارية، وفرض كورونا سطوته على الملايين وأصبحت المخاوف منه شعورا عاما يهيمن على البشر جميعا.
حلقة (2020/3/2) من برنامج "المرصد" تابعت الملاحقة اللاهثة للشركات حتى تحقق أرباحا قياسية عبر عشرات الدول بسبب فيروس كورونا، إذ تشبه هذه الشركات أثرياء الحرب الذين تنزل عليهم بعض أزمات العالم مطرا من الأرباح.
فقد جندت وسائل الإعلام العالمية طاقاتها الإخبارية لنقل المستجدات على مدار الساعة، عبر الخرائط التفاعلية والتقارير الميدانية، إذ يمكن للخوف من الأوبئة أن يتحول إلى فخ تجاري مربح، بحسب الخبراء.
ورصدت وسائل إعلام كبرى مئات الشركات العابرة للقارات التي بدأت تحقق أرباحا لم تتكن تتوقعها قبل بضعة أشهر فقط.
أرباح قياسية
تصطف الطوابير في غالبية مدن العالم بحثا عن الأقنعة الطبية الواقية، فشركة مثل "تاو باو" التي تعود ملكيتها لمجموعة علي بابا باعت أكثر من ثمانين مليون قناع طبي في أول يومين بعد اكتشاف الفيروس.
أما نظيرتها "لانهين" الصينية المتخصصة، فتقول إنها باتت تصنع أربعمئة ألف قناع يوميا، لكن السوق الصينية وحدها تطلب مئتي مليون قناع في اليوم، فارتفع سعر القناع الواحد إلى ستة أضعاف مقارنة بسعره قبل انتشار الفيروس.
وتناقلت تقارير إعلامية عدة أخبار مصانع اللقاحات ومستلزمات التعقيم والسترات الواقية، فشركات الأدوية التي تصنع فيتامين "سي" لم يعد بإمكانها أن تلبي طلبات الزبائن في مختلف الدول.
أما أكبر الرابحين من أزمة كورونا -بحسب تقييمات محللين في وسائل الإعلام العالمية- فهي شركات الاتصالات وكبار مصنعي ألعاب الفيديو، ففي الصين وحدها -حيث يقبع 270 مليون طفل في بيوتهم بعد إغلاق المدارس- أصبحت منصات التواصل وألعاب الفيديو الملاذ الوحيد لملء فراغهم.