
بين ترامب وبايدن.. ما حكاية البطة العرجاء؟
وقد عرف مصطلح "البطة العرحاء" للمرة الأولى عام 1761، وكان ذلك في رسالة أرسلها سياسي بريطاني إلى زميل له يقول فيها: هل تعرف موقف البطة العرجاء؟ في إشارة إلى سهولة الانقضاض عليها بسبب أجنحتها المكسورة، وكان لقب البطة العرجاء يطلق على المضاربين في السوق البريطانية الذين يخسرون في المضاربات وتقوم الحكومة بالحجز على ما تبقى منها.
لكن هذا المصطلح انتقل لأول مرة إلى المشهد السياسي في الولايات المتحدة عام 1830، عندما تم استخدامه بطريقة غير رسمية في المناقشات المتعلقة بتعديل الدستور.
وفي عام 1839 أصبح هذا التعبير معتمدا رسميا عندما صدر تعديل عُرِف بتعديل البطة السوداء، الذي أصبح بموجبه الرئيس الأميركي المنتخب يتولى أعماله في يناير/كانون الثاني بدل مارس/آذار، كما كان متبعا حتى ذلك التاريخ.
ومنذ تلك اللحظة أصبحت المرحلة التي تلي إعلان النتائح حتى تسلّم الرئيس الجديد مفاتيح البيت الأبيض تعرف بالبطة العرجاء، وأصبح هذا اللقب مرتبطا بكل رئيس أميركي يخسر الانتخابات ويستعد للرحيل.
وفي العادة لا يتم اتخاذ قرارات مهمة في هذه المرحلة، حتى الكونغرس يتوقف عن مناقشاته عشية إجراء الانتخابات ولا يعود إلى الاجتماع إلا في يناير/كانون الثاني، استعدادا لتسلم الرئيس الجديد مقاليد الحكم رسميا.
أما الرئيس الخاسر الذي يعرف بـ"البطة العرجاء"، فهو يمضي عادة هذه المرحلة بكثير من التململ حيث لا أعمال تذكر لديه، ومعظم فريقه يكون قد غادره. ولعل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عبّر عن هذه المرحلة المملّة والحزينة بمقطع فيديو مثير للضحك.
لكن يبدو أن البطة العرجاء ليست مكسورة الجناحين في حالة ترامب، فهو لم يتردد باتخاذ قرارات مفاجئة في هذه المرحلة، حيث امتنع عن الاعتراض على تنفيذ الإعدام بحق أشخاص مدانين وهو أمر غير مسبوق، كما أنه هدد باستخدام الفيتو ضد ميزانية وزارة الدفاع للعام المقبل، ويتوقع المراقبون مزيدا من المتاعب مع بطة ترامب العرجاء حتى آخر ساعاته بالبيت الأبيض.