المرصد

هل ينجح الإعلام بحجب إعلانات مواقع التواصل؟

استعرض برنامج “المرصد” الصراع الإعلامي على النفوذ بين الإعلان والتسويق من جهة وبين التكنولوجيا من جهة أخرى، وذلك من خلال معركة حجب الإعلانات بين فيسبوك وصناع المحتوى من الصحفيين والناشرين.

بالنسبة لمئات الملايين الذين يستخدمون تطبيقات حجب الإعلانات لم يكن يوم الثلاثاء التاسع من أغسطس/آب 2016 عاديا. في ذلك اليوم ملأت الإعلانات شريط الأخبار في موقع فيسبوك بعد أن أوقفَ تطبيقات المنع مجبرا مستخدميه على مشاهدة إعلانات لا يرغبون بها.

برنامج المرصد في حلقة (5/9/2016) استعرض الصراع الإعلامي على النفوذ بين الإعلان والتسويق من جهة وبين التكنولوجيا من جهة أخرى.

فقبل أسابيع قليلة أعاد فيسبوك التأكيد على أهمية الإعلان بالنسبة لأعماله، مشيرا إلى أن تطبيقات الحجب لن تقدر على اعتراض الإعلانات التي تظهر في شريط الأخبار.

معركة الحجب
بعدها بيومين فقط تمكنت تطبيقات الحجب من وقفها، فكان رد فيسبوك بأنْ حجبَ تلك التطبيقات. وجرت المعركة تحت أنظار صناع المحتوى ومعظمهم منافذ إخبارية. هذه المنافذ التي تدرك جيدا أن منصات إلكترونية مثل فيسبوك سلبتها مدخول الإعلانات، لكنها مضطرة للتعامل معها للحصول على حصة من ذلك المدخول على الأقل.

يقول مدير العلاقات العامة في "أد بلوك بلس"(adblock plus) بين وليامز إن فيسبوك لا يسمح حاليا لمستخدميه باستعمال تطبيقات الحجب "لكننا واثقون من أن مجتمع المصادر المفتوحة الداعم سيجد حلا قريبا وسيدعم برنامج "أد بلوك بلس".

يذكر أن فيسبوك أعلن منعه لتطبيقات الحجب بعد أقل من شهر من إصداره تقريرا عن أرباحه التي تجاوزت ستة مليارات دولار في الربع الأخير من العام الماضي، وكانن نسبة 97% منها متأتية من الإعلانات.

الأكاديمي جاستين شولسبورغ يؤكد أن الدرس الذي تعلمه الناشرون في هذا العالم الرقمي هو أنهم لا يستطيعون جني أرباح موادهم كما في السابق، فكل الأرباح المتدفقة عبر التقنيات والخدمات هامشية مقارنة بالإعلانات.

نفوذ فيسبوك لا يمكن تجاهله، كما أن الأمر يتعدى تطبيقات الحجب. فمنتجو الأخبار يدركون معنى الاعتماد على موقع يفوق عدد مستخدميه مليار و700 مليون مستخدم. لكن هناك من يحذر من ضغط الإعلانات على شكل وقيمة المحتوى الإعلامي.

دبلجة المسلسلات
في التقرير الثاني، سلطت الحلقة الضوء على "دبلجة" المسلسلات التي استحوذت على عقول واهتمامات المشاهدين العرب في الفترة الأخيرة.

والدبلجة مصطلح تلفزيوني مشتق من الكلمة الفرنسية "دوبلاج"، وتعني عملية تركيب صوت على آخر وفق معايير محددة، تراعي تطابق حركة الشفاه والحروف، وهي نافذة على ثقافات الشعوب الأخرى.

ورغم أنها ليست ظاهرة إعلامية حديثة، فإن ازدياد عدد المتتبعين للأعمال الأجنبية المدبلجة في أوساط المشاهدين العرب جعل المراقبين يتساءلون عن القيمة الفنية للأعمال المترجمة ومعايير اختيارها ومدى تأثيرها على الهوية الثقافية، خاصة في ظل اللجوء إلى اللهجات المحلية لدبلجة بعض المسلسلات.

بسام حجازي -وهو منتج وموزع برامج تلفزيونية- يقول إن زخم المسلسلات التركية سيستمر على الفضائيات العربية بغض النظر عن مستواها، وذلك بسبب غياب البدائل في السوق في الإنتاجية العربية.

ومن وجهة نظر المتحدث، يجب أن يكون هناك تنويع في مجال الدبلجة، لأن هناك ثقافات عالمية مختلفة وليس فقط المسلسلات التجارية، مؤكدا على أهمية أن لا تقتصر الدبلجة على اللهجات المحلية، فالأعمال التاريخية والأدبية تحتاج إلى لغة عربية فصحى.